في سلمان الفارسي















في سلمان الفارسي‏



1/8992- روي جعفر- غلام عبداللَّه بن بکير- عن عبداللَّه بن محمد بن نهيک، عن النصيبي، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: ياسلمان اذهب إلي فاطمة عليهاالسلام فقل لها تتحفک من تحف الجنة، فذهب اليها سلمان فاذا بين يديها ثلاث سلال، فقال لها: يابنت رسول‏أتحفيني قالت: هذه ثلاث سلال جائتني بها ثلاث وصائف، فسألتهن عن أسمائهن؟ فقالت واحدة: أنا سلمي لسلمان، وقالت الاُخري: أنا ذرة لأبي ذر، وقالت الاُخري: أنا مقدودة للمقداد، ثم قبضت فناولتني، فما مررت بملأ إلّا فلأوا طيباً لريحها.[1].

2/8993- الصدوق، حدثنا القاضي محمد بن عمر بن محمد بن سالم بن البراء الحافظ البغدادي، قال: حدثنا الحسن بن عبداللَّه بن محمد بن علي بن العباس الرازي، قال: حدثني، أبي‏قال: حدثني سيدي علي بن موسي الرضا، عن آبائه عليهم‏السلام

[صفحه 133]

عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: قال النبي صلي الله عليه و آله: الجنة تشتاق اليک (ياعلي) وإلي عمار وسلمان وأبي‏ذر والمقداد.[2].

3/8994- الحافظ أبونعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبدالعزيز، ثنا أبوغسان مالک بن اسماعيل، ثنا حبان بن علي، ثنا عبدالملک بن جريج، عن أبي‏حرب ابن‏أبي‏الأسود، عن أبيه، وعن رجل، عن زاذان الکندي، قالا: کنا عند علي- رضي اللَّه تعالي عنه- ذات يوم، فوافق الناس منه طيب نفس ومزاح، فقالوا: ياأميرالمؤمنين حدثنا عن أصحابک، قال: عن أي أصحابي؟ قالوا: عن أصحاب محمدصلي الله عليه وسلم قال: کل أصحاب محمد صلي الله عليه وسلم أصحابي فعن أيهم؟ قالوا: عن الذين رأيناک تلطفهم بذکرک، والصلاة عليهم دون القوم، حدثنا عن سلمان، قال: من لکم بمثل لقمان الحکيم؟ ذاک امرؤ منا والينا أهل البيت، أدرک العلم الأول والعلم الآخر، وقرأ الکتاب الأول والکتاب الآخر، بحر لا ينزف.[3].

4/8995- محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن يزداد الرازي، عن محمد بن علي الحداد، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر، عن أبيه عليهماالسلام قال: ذکرت التقية يوماً عند علي عليه‏السلام فقال: أن لو علم أبوذر ما في قلب سلمان لقتله، وقد آخا رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله بينهما، فما ظنک بسائر الناس.[4].

5/8996- محمد بن علي، قال: حدثني محمد بن موسي بن المتوکل، قال: حدثني عبداللَّه بن جعفر، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن أبيه، قال: حدثني أبوأحمد الأزدي، عن أبان الأحمر، عن أبان بن تغلب، قال: حدثني سعد الخفاف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: سألت أميرالمؤمنين علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام عن سلمان

[صفحه 134]

الفارسي (رحمة اللَّه عليه) وقلت: ما تقول فيه؟ فقال: ما أقول في رجل خلق من طينتنا، وروحه مقرونة بروحنا، خصه اللَّه تبارک وتعالي من العلوم بأولها وآخرها، وظاهرها وباطنها، وسرّها وعلانيتها، ولقد حضرت رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله وسلمان بين يديه فدخل أعرابي فنحّاه عن مکانه وجلس فيه، فغضب رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله حتي درّ العرق بين عينيه واحمرّتا عيناه، ثم قال: ياأعرابي اتنحي رجلاً يحبه اللَّه تبارک وتعالي في السماء ويحبّه رسوله في الأرض، ياأعرابي أتنحي رجلاً ما حضرني جبرئيل إلّا أمرني عن ربي عزّوجلّ أن أقرئه السلام، ياأعرابي إن سلمان مني، من جفاه فقد جفاني، ومن آذاه فقد آذاني، ومن باعده فقد باعدني، ومن قربه فقد قربني، ياأعرابي لا تغلظنّ في سلمان فإن اللَّه تبارک وتعالي قد أمرني أن أطلعه علي علم المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب.

فقال الأعرابي: يارسول‏اللَّه ما ظننت أن يبلغ من فعل سلمان ما ذکرت، أليس کان مجوسياً ثم أسلم؟ فقال النبي صلي الله عليه و آله: ياأعرابي أخاطبک عن ربي وتقاولني، إن سلمان ما کان مجوسياً ولکنه کان مظهراً للشرک مضمراً للايمان، ياأعرابي أما سمعت اللَّه عزّوجلّ يقول: «فَلَا وَرَبِّکَ لَا يُؤْمِنُوْنَ حَتَي يُحَکِّمُوْکَ فِيْما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيْماً».[5] أما سمعت اللَّه عزّوجلّ يقول: «مَا آتَاکُمُ الرَّسُوْلُ فَخُذُوْهُ وَمَا نَهَاکُمْ عَنْهُ فَإنْتَهُواْ».[6].

ياأعرابي خذ ما آتيتک وکن من الشاکرين ولا تجحد فتکون من المعذبين، وسلم لرسول‏اللَّه قوله تکن من الآمنين.[7].

6/8997- روي أن أميرالمؤمنين عليه‏السلام دخل المسجد بالمدينة غداة يوم، وقال:

[صفحه 135]

رأيت في النوم رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله وقال لي: إن سلمان توفي ووصاني بغسله وتکفينه والصلاة عليه ودفنه، وها أنا خارج إلي المدائن لذلک، فقال عمر: خذ الکفن من بيت المال، فقال علي عليه‏السلام: ذلک مکفي مفروغ منه، فخرج والناس معه إلي ظاهر المدينة، ثم خرج وانصرف الناس، فلما کان قبل ظهيرة ذلک اليوم رجع وقال: دفنته، وأکثر الناس لم يصدقوه حتي کان بعد مدّة وصل من المدائن مکتوب أن سلمان توفي يوم کذا، ودخل علينا أعرابي معمم فغسله وکفنه وصلي عليه ودفنه ثم انصرف، فتعجب الناس کلهم.[8].

7/8998- ابن‏شهر آشوب: روي حبيب بن حسن العتکي، عن جابر الأنصاري، قال: صلي بنا أميرالمؤمنين عليه‏السلام صلاة الصبح ثم أقبل علينا فقال: معاشر الناس أعظم اللَّه أجرکم في أخيکم سلمان، فقالوا: في ذلک، فلبس عمامة رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله ودرأ عنه وأخذ قضيبه وسيفه ورکب علي العضباء، وقال لقنبر: عدّ عشراً، قال: ففعلت فاذا نحن علي باب سلمان.

قال زاذان: فما أدرک سلمان الوفاة فقلت له: من المغسّل لک؟ قال: من غسلّ رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله، فقلت: انک في المدائن وهو بالمدينة، فقال: يازاذان إذا شددت لحيتي تسمع الوجبة، فلما شددت لحيته سمعت الوجبة وأدرکت الباب، فاذا أنا بأمير المؤمنين عليه‏السلام فقال: يازاذان قضي أبوعبداللَّه سلمان؟ قلت: نعم ياسيدي، فدخل وکشف الرداء عن وجهه فتبسم سلمان إلي أميرالمؤمنين عليه‏السلام فقال له: مرحباً، ياأباعبداللَّه إذا لقيت رسول‏اللَّه فقل له ما مرّ علي أخيک من قومک، ثم أخذ في تجهيزه فلما صلي عليه کنا نسمع من أميرالمؤمنين عليه‏السلام تکبيراً شديداً، وکنت رأيت معه رجلين، فقال: أحدهما جعفر أخي والآخر الخضر عليهماالسلام، ومع کل واحد منهما

[صفحه 136]

سبعون صفاً من الملائکة في کل صف ألف ألف ملک.[9].

8/8999- جبريل بن أحمد، قال: حدثني أبوسعيد الادمي سهل بن زياد، عن منخّل، عن جابر، عن أبي‏جعفر عليه‏السلام، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنه قال لأبي ذر: إن سلمان باب اللَّه في الأرض من عرفه کان مؤمناً ومن أنکره کان کافراً، وإن سلمان منا أهل البيت.[10].

9/9000- ابن‏سعد: أخبرنا محمد بن عبداللَّه الأسدي، قال: حدثنا مسعر، عن عمرو بن مرة، عن أبي‏البختري، قال: سئل علي رضي الله عنه عن سلمان، فقال: أُوتي العلم الأول والعلم الآخر، لا يدرک ما عنده.[11].

10/9001- الصدوق: حدثنا أبي‏رحمه الله قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار؛ وأحمد بن إدريس جميعاً، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن محمد بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عمن ذکره، عن موسي بن جعفر عليهماالسلام قال: قلت: ياابن‏رسول‏اللَّه ألا تخبرنا کيف کان إسلام سلمان الفارسي؟ قال: نعم حدثني أبي‏صلوات اللَّه عليه أن أميرالمؤمنين علي بن أبي‏طالب صلوات اللَّه عليه وسلمان الفارسي وأباذر وجماعة من قريش کانوا مجتمعين عند قبر النبي صلي الله عليه و آله فقال أميرالمؤمنين عليه‏السلام لسلمان: ياأباعبداللَّه ألا تخبرنا بمبدء أمرک؟ فقال سلمان: واللَّه ياأميرالمؤمنين لو أن غيرک سألني ما أخبرته.

أنا کنت رجلاً من أهل شيراز من أبناء الدهاقين، وکنت عزيزاً علي والديّ، فبينا أنا سائر مع أبي‏في عيد لهم، إذا أنا بصومعة، وإذا فيها رجل ينادي أشهد أن لا

[صفحه 137]

إله إلّا اللَّه وأن عيسي روح اللَّه، وأن محمداً حبيب اللَّه، فرسخ وصف محمد في لحمي ودمي، فلم يهنئني طعام ولا شراب، فقالت أمي: يابني مالک اليوم لم تسجد لمطلع الشمس؟ قال: فکابرتها حتي سکتت، فلما انصرفت إلي منزلي واذا أنا بکتاب معلّق في السقف فقلت لأمي ما هذا الکتاب؟ فقالت: ياروزبة إن هذا الکتاب لما رجعنا من عيدنا رأيناه معلّقاً فلا تقرب ذلک المکان فانک إن قربته قتلک أبوک، قال: فجاهدتها حتي جنّ الليل ونام أبي‏وأمي فقمت وأخذت الکتاب واذا فيه: بسم اللَّه الرحمن الرحيم هذا عهد من اللَّه إلي آدم، أنه خالق من صلبه نبياً يقال له: محمد، يأمر بمکارم الأخلاق وينهي عن عبادة الأوثان، ياروزبة أئت وصيي عيسي وآمن واترک المجوسية.

قال: فصعقت صعقة وزادني شدة، قال: فعلم بذلک أبي‏وأمي فأخذوني وجعلوني في بئر عميقة، وقالوا لي: إن رجعت وإلّا قتلناک، فقلت لهم: افعلوا بي ما شئتم، حبّ محمد لا يذهب من صدري، قال سلمان: ما کنت أعرف العربية قبل قرائتي الکتاب، ولقد فهمني اللَّه العربية من ذلک اليوم، قال: فبقيت في البئر فجعلوا ينزلون في البئر إلي قرصاً صغاراً.

قال: فلما طال أمري رفعت يدي إلي السماء فقلت: يارب انک حببت محمداً ووصيه الي فبحق وسيلته عجِّل فرجي وأرحني ممّا أنا فيه. فأتاني آت عليه ثياب بيض قال: قم ياروزبة فأخذ بيدي وأتي بي إلي الصومعة فأنشأت أقول: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وأن عيسي روح اللَّه، وأن محمداً حبيب اللَّه، فأشرف عليّ الديراني فقال: أنت روزبة؟ فقلت: نعم، فقال: اصعد فأصعدني اليه، وخدمته حولين کاملين، فلما حضرته الوفاة قال: إني ميت، فقلت له: فعلي من تخلّفني؟ فقال: لا أعرف أحداً يقول بمقالتي هذه إلّا راهباً بأنطاکية، فاذا لقيته فاقرأه مني السلام وادفع اليه هذا اللوح، وناولني لوحاً، فلما مات غسلته وکفنته ودفنته وأخذت

[صفحه 138]

اللوح وسرت به إلي أنطاکية، وأتيت الصومعة وأنشأت أقول: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وأن عيسي روح اللَّه، وأن محمداً حبيب اللَّه، فأشرف عليّ الديراني فقال لي: أنت روزبة؟ فقلت: نعم، فقال: اصعد فصعدت اليه فخدمته حولين کاملين، فلما حضرته الوفاة قال لي: إني ميت، فقلت: علي من تخلّفني؟ فقال: لا أعرف أحداً يقول بمقالتي هذه إلّا راهباً بالاسکندرية، فاذا أتيته فاقرأه مني السلام وادفع اليه هذا اللوح، فلما توفي غسلته وکفنته ودفنته، وأخذت اللوح وأتيت الصومعة وأنشأت أقول: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وأن عيسي روح اللَّه، وأن محمداً حبيب اللَّه، فأشرف عليّ الديراني فقال: أنت روزبة؟ فقلت: نعم، فقال: اصعد فصعدت إليه وخدمته حولين کاملين، فلما حضرته الوفاة قال لي: إني ميت، فقلت: علي من تخلفني؟ فقال: لا أعرف أحداً يقول بمقالتي هذه في الدنيا، وإن محمد بن عبداللَّه بن عبدالمطلب قد حانت ولادته فإذا أتيته فاقرأه مني السلام، وادفع اليه هذا اللوح، فلما توفي غسلته وکفنته ودفنته وأخذت اللوح وخرجت، فصحبت قوماً فقلت لهم: ياقوم اکفوني الطعام والشراب أکفيکم الخدمة؟ قالوا: نعم.

قال: فلما أرادوا أن يأکلوا شدّوا علي شاة فقتلوها بالضرب، ثم جعلوا بعضها کباباً وبعضها شواءً، فامتنعت من الأکل، فقالوا: کل، فقلت: اني غلام ديراني وإن الديرانيين لا يأکلون اللحم، فضربوني وکادوا يقتلونني، فقال بعضهم: أمسکوا عنه حتي يأتيکم شرابکم فانه لا يشرب فلما أتوا بالشراب، قالوا: اشرب، فقلت: اني غلام ديراني وإن الديرانيين لا يشربون الخمر، فشدّوا عليّ وأرادوا قتلي، فقلت لهم: ياقوم لا تضربوني ولا تقتلوني فإني أقرّ لکم بالعبودية، فأقررت لواحد منهم، فأخرجني وباعني بثلاثمائة درهم من رجل يهودي، قال: فسألني عن قصتي فأخبرته وقلت له: ليس لي ذنب إلّا أني أحببت محمداً ووصيه، فقال اليهودي: وإني لأبغضک وأبغض محمداً، ثم أخرجني إلي خارج داره وإذا رمل کثير علي بابه،

[صفحه 139]

فقال: واللَّه ياروزبة لئن أصبحت ولم تنقل هذا الرمل کله من هذا الموضع لأقتلنک، قال: فجعلت أحمل طول ليلي فلما أجهدني التعب، رفعت يدي إلي السماء وقلت: يارب إنک أحببت محمداً ووصيه إلي فبحق وسيلته عجل فرجي وأرحني مما أنا فيه، فبعث اللَّه عزّوجلّ ريحاً فقلعت ذلک الرمل من مکانه إلي المکان الذي قال اليهودي، فلما أصبح نظر إلي الرمل قد نقل کله، فقال: ياروزبة أنت ساحر وأنا لا أعلم فلأخرجنک من هذه القرية لئلا تهلکها، قال: فأخرجني وباعني من امرأة سلميّة فأحبتني حباً شديداً وکان لها حائط، فقالت: هذا الحائط لک کل منه ما شئت وحب وتصدق.

قال: فبقيت في ذلک الحائط ما شاء اللَّه، فبينما أنا ذات في الحائط إذا أنا بسبعة رهط قد أقبلوا تظلهم غمامة، فقلت في نفسي واللَّه ما هؤلاء کلهم أنبياء وإن فيهم نبياً، قال: فأقبلوا حتي دخلوا الحائط والغمامة تسير معهم، فلما دخلوا إذا فيهم رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله وأميرالمؤمنين وأبوذر والمقداد وعقيل بن أبي‏طالب وحمزة بن عبدالمطلب وزيد بن حارثة، فدخلوا الحائط فجعلوا يتناولون من حشف النخل، ورسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله يقول لهم: کلوا الحشف ولا تفسدوا علي القوم شيئاً، فدخلت علي مولاتي، فقلت لها: يامولاتي هبي لي طبقاً من رطب، فقالت: لک ستة أطباق، قال: فجئت فحملت طبقاً من رطب، فقلت في نفسي: إن کان فيهم نبي لا يأکل الصدقة، ويأکل الهدية، فوضعته بين يديه، فقلت: هذه صدقة فقال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: کلوا وأمسک رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله وأميرالمؤمنين وعقيل بن أبي‏طالب وحمزة بن عبدالمطلب، وقال لزيد: مدّ يدک وکل، فقلت في نفسي هذه علامة، فدخلت إلي مولاتي، فقلت لها: هبي لي طبقاً آخر، فقالت: لک ستة أطباق، قال: جئت فحملت طبقاً من رطب فوضعته بين يديه فقلت: هذه هدية، فمد يده وقال: بسم اللَّه کلوا ومدّ القوم جميعاأيديهم فأکلوا، فقلت في نفسي هذه أيضاً علامة، قال: فبينا أنا أدور خلفه إذ حانت

[صفحه 140]

من النبي صلي الله عليه و آله التفاتة، فقال: ياروزبة تطلب خاتم النبوة؟ فقلت: نعم، فکشف عن کتفيه فاذا أنا بخاتم النبوة معجوم بين کتفيه عليه شعرات، قال: فسقطت علي قدم رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله أقبلها، فقال لي: ياروزبة أدخل إلي هذه المرأة وقل لها يقول لک محمد بن عبداللَّه: تبيعينا هذا الغلام؟ فدخلت فقلت لها: يامولاتي إن محمد بن عبداللَّه يقول لک: تبيعينا هذا الغلام؟ فقالت قل له لا أبيعکه إلّا بأربعمائة نخلة مائتي نخلة منها صفراء، ومائتي نخلة حمراء، قال: فجئت إلي النبي صلي الله عليه و آله فأخبرته، فقال: ما أهون ما سألت، ثم قال: قم ياعلي فاجمع هذا النوي کله، وأخذه فغرسه، ثم قال: اسقه، فسقاه أميرالمؤمنين عليه‏السلام فما بلغ آخره حتي خرج النخل ولحق بعضه بعضاً، فقال لي: ادخل اليها وقل لها يقول لک محمد بن عبداللَّه: خذي شيئک وادفعي الينا شيئنا، قال: فدخلت عليها وقلت ذلک لها فخرجت ونظرت إلي النخل فقالت: واللَّه لا أبيعکه إلّا بأربعمائة نخلة کلها صفراء قال: فهبط جبرئيل عليه‏السلام فمسح جناحه علي النخل فصار کله أصفر، قال: ثم قال لي: قل لها: إن محمد يقول لک: خذي شيئک وادفعي الينا شيئنا، قال: فقلت لها ذلک، فقالت: واللَّه لنخلة من هذه أحب الي من محمد ومنک، فقلت لها: واللَّه ليوم واحد مع محمد أحب إلي منک ومن کل شي‏ء أنت فيه، فأعتقني رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله وسماني سلمان.[12].

11/9002- الصدوق، باسناده عن علي عليه‏السلام قال: قال النبي صلي الله عليه و آله: سلمان منا أهل البيت.[13].

12/9003- الصدوق: حدثنا أبوالحسن محمد بن علي بن الشاه المروزي بمرو الرود في داره، قال: حدثنا أبوبکر بن عبداللَّه النيسابوري، قال: حدثنا أبوالقاسم

[صفحه 141]

عبداللَّه بن أحمد بن عامر بن سلمويه الطائي بالبصرة، قال: حدثنا أبي‏في سنة ستين ومائتين، قال: حدثني علي بن موسي الرضا عليه‏السلام سنة أربع وتسعين ومائة، وحدثنا أبومنصور أحمد بن إبراهيم بن بکر الخوري بنيشابور، قال: حدثني أبواسحاق إبراهيم بن مروان بن محمد الخوري، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن زياد الفقيه الخوري، قال: حدثنا أحمد بن عبداللَّه الهروي الشيباني، عن الرضا عليه‏السلام، وحدثنا أبوعبداللَّه الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل ببلخ، قال: حدثنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني، عن داود بن سليمان الفراء، عن علي بن موسي الرضا عليه‏السلام، قال: حدثني أبي‏موسي بن جعفر، قال: حدثني أبي‏جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي‏محمد بن علي، قال: حدثني أبي‏علي بن الحسين، قال: حدثني أبي‏الحسين بن علي، قال: حدثني أبي‏علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: إن اللَّه تعالي أمرني يحب أربعة: علي وسلمان وأبي‏ذر والمقداد بن الأسود.[14].

13/9004- فرات بن إبراهيم بن فرات الکوفي فيما نزل في أهل البيت عليهم‏السلام في سورة البقرة، قال: حدثني علي بن محمد الزهري، قال: حدثني القاسم بن اسماعيل الأنباري، قال: حدثني حفص بن عاصم؛ ونصر بن مزاحم؛ وعبداللَّه بن المغيرة، عن محمد بن مروان السدي، قال: حدثني أبان بن أبي‏عياش، عن سليم بن قيس، قال: خرج علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام ونحن قعود في المسجد بعد رجوعه من صفين وقبل يوم النهروان، فقعد (علي) واحتوشناه، فقال له رجل: ياأميرالمؤمنين أخبرنا عن (من) أصحابک؟ فقال: عليه‏السلام: سل، فذکر قصة طويلة وقال:

إني سمعت رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله يقول في کلام له طويل: إن اللَّه أمرني بحب أربعة رجال من أصحابي وأمرني أن أحبهم، والجنة تشتاق اليهم، فقيل: من هم يارسول‏اللَّه؟ فقال: علي بن أبي‏طالب، ثم سکت، فقالوا: من هم يا رسول‏اللَّه؟ فقال: علي، ثم

[صفحه 142]

سکت، فقالوا: من هم يارسول‏اللَّه؟ فقال: علي وثلاثة معه وهو إمامهم وقائدهم ودليلهم وهاديهم، لا ينثنون ولا يضلون ولا يرجعون ولا يطول عليهم الأمل فتقسوا قلوبهم: سلمان، وأبوذر، والمقداد، فذکر قصة طويلة ثم قال: أدعوا لي علياً، فأکببت (فألببت) عليه فأسر الي ألف باب يفتح لي کل باب ألف باب.

ثم أقبل الينا أميرالمؤمنين عليه‏السلام وقال: سلوني قبل أن تفقدوني، فوالذي فلق الحبة وبرئ النسمة إني لأعلم بالتوراة من أهل التوراة، وإني لأعلم بالأنجيل من أهل الانجيل، واني لأعلم بالقرآن من أهل القرآن، والذي فلق الحبة وبرئ النسمة ما من فئة تبلغ ثمانين رجل إلي يوم القيامة إلّا وأنا عارف بقائدها وسائقها، وسلوني عن القرآن فان في القرآن بيان کل شي‏ئ، فيه علم الأولين والآخرين، وإن القرآن لم يدع لقائل مقالاً «وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيْلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُوْنَ فِي الْعِلْمِ».[15] ليس بواحد ورسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله منهم أعلمه (علمه) اللَّه إياه فعلمنيه رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله ثم لا يزال في عقبنا إلي يوم القيامة، ثم قرأ أميرالمؤمنين عليه‏السلام «وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَکَ آلُ مُوْسَي وَآلُ هَارُوْنَ».[16] وأنا من رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله بمنزلة هارون من موسي والعلم في عقبنا إلي أن القوم الساعة.[17].

[صفحه 143]


صفحه 133، 134، 135، 136، 137، 138، 139، 140، 141، 142، 143.








  1. رجال الکشي 39:1 ح 19، روضة الواعظين باب فضائل صحابة النبي: 282، البحار 352:22.
  2. الخصال باب الخمسة: 303، البحار 324:22.
  3. حلية الأولياء 187:1.
  4. رجال الکشي: 69 ح 40، في الکافي وبصائر الدرجات الحديث عن علي بن الحسين عليهماالسلام.
  5. النساء: 65.
  6. الحشر: 7.
  7. الاختصاص: 221، البحار 347:22، نفس الرحمن في فضائل سلمان الباب الثاني: 33.
  8. نفس الرحمان في فضائل سلمان باب 16 في وفاته: 153، البحار 368:22، دار السلام 62:1، سفينة البحار مادة (سلم) 646:1، اثبات الهداة 551:4.
  9. مناقب ابن‏شهر آشوب باب معجزاته عليه‏السلام 301:2، البحار 372:22، اثبات الهداة 53:5، الصراط المستقيم 205:1، نخب المناقب لآل أبي‏طالب فصل في معجزاته في نفسه، نفس الرحمن في فضائل سلمان باب16 في وفاته: 153.
  10. رجال الکشي 59:1 ح 33، نفس الرحمن في فضائل سلمان الباب الثاني: 32، البحار 373:22.
  11. طبقات ابن‏سعد 85:4.
  12. اکمال الدين باب خبر سلمان: 161، البحار 255:22، روضة الواعظين في ذکر سلمان: 218، تفسير الرحمن في فضائل سلمان الباب الأول: 4.
  13. عيون أخبار الرضا عليه‏السلام 64:2، البحار 326:22.
  14. عيون أخبار الرضا عليه‏السلام 32:2، نفس الرحمن في فضائل سلمان باب الثالث: 42، البحار 326:22.
  15. آل عمران: 7.
  16. البقرة: 248.
  17. تفسير الفرات: 67 ح 38، نفس الرحمن في فضائل سلمان الباب الثالث: 43، البحار 63:26.