في الحسن البصري















في الحسن البصري‏



1/8960- الطبرسي: عن أبي‏يحيي الواسطي، قال: لما افتتح أميرالمؤمنين عليه‏السلام [البصرة] اجتمع الناس عليه وفيهم الحسن البصري ومعه الألواح، فکان کلما لفظ أميرالمؤمنين عليه‏السلام بکلمة کتبها، فقال له أميرالمؤمنين عليه‏السلام: بأعلي صوته: ما تصنع؟ فقال: نکتب آثارکم لنحدّث بها بعدکم، فقال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: أما أن لکل قوم، سامري، وهذا سامري هذه الاُمة، أما أنه لا يقول لا مساس ولکن يقول: لا قتال[1].

2/8961- وعنه: عن ابن‏عباس قال: لما فرغ أميرالمؤمنين عليه‏السلام من قتال أهل البصرة، وضع قتباً علي قتب ثم صعد عليه فخطب، فحمد اللَّه وأثني عليه فقال:

يا أهل البصرة، ياأهل المؤتفکة، ياأهل الداء العضال، أتباع البهيمة، ياجند المرأة، رغافاً جبتم، وعقر فهربتم، ماؤکم زعاق ودينکم نفاق، وأخلاقکم

[صفحه 108]

(أحلامکم) دقاق، ثم نزل يمشي بعد فراغه من خطبته، فمشينا معه، فمر بالحسن البصري وهو يتوضأ.

فقال: ياحسن! أسبغ الوضوء، فقال: ياأميرالمؤمنين لقد قتلت بالأمس اُناساً يشهدون أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريک له وان محمداً عبده ورسوله، يصلون الخمس، ويسبغون الوضوء، فقال له أميرالمؤمنين عليه‏السلام: قد کان ما رأيت، فما منعک أن تعين علينا عدوّنا؟!

فقال: واللَّه لأصدقنّک ياأميرالمؤمنين، لقد خرجت في أول يوم فاغتسلت وتحنطت وصببت عليّ سلاحي وأنا لا أشک في أن التخلف عن اُم المؤمنين عائشة هو الکفر، فلما انتهيت إلي موضع من الخريبة ناداني مناد: ياحسن إلي أين؟ ارجع فان القاتل والمقتول في النار، فرجعت ذعراً، وجلست في بيتي، فلما کان اليوم الثاني لم أشک أن التخلف عن اُم المؤمنين عائشة هو الکفر، فتحنطت وصببت عليّ سلاحي وخرجت اُريد القتال، حتي انتهيت إلي موضع من الخريبة، فناداني مناد من خلفي: ياحسن إلي أين مرة بعد اُخري فان القاتل والمقتول في النار.

فقال علي عليه‏السلام صدقک، أفتدري من ذلک المنادي؟ قال: لا، قال علي عليه‏السلام ذاک أخوک إبليس، وصدقک أن القاتل والمقتول منهم في النار [أي القاتل والمقتول من أصحاب الجمل في النار] فقال الحسن البصري: الآن عرفت ياأميرالمؤمنين أن القوم هلکي.[2].

3/8962- روي عن أميرالمؤمنين انّه رأي الحسن البصري وهو يتوضأ للصلاة وکان ذا وسوسة، فصبّ علي أعضائه ماءً کثيراً، فقال له عليه‏السلام: أرقت ماءً کثيراً

[صفحه 109]

ياحسن! قال: ما أراق أميرالمؤمنين من دماء المسلمين أکثر، قال: أو ساءک ذلک؟ قال: نعم، قال: فلا زلت مسوءً، قال: فما زال الحسن عابساً قاطباً مهموماً إلي أن مات.[3].

[صفحه 110]


صفحه 108، 109، 110.








  1. الاحتجاج 404:1 ح 87، البحار 141:42، تفسير نور الثقلين 392:3.
  2. الاحتجاج 401:1 ح 86، البحار 141:42.
  3. شرح النهج لابن أبي‏الحديد 368:1، إثبات الهداة 41:5.