في أعمام النبي















في أعمام النبي‏



1/8916- الشيخ الطوسي، أخبرنا الحسين بن عبيداللَّه، قال: أخبرنا أبومحمد، قال: حدثنا محمد بن همام، قال: حدثنا علي بن الحسين الهمداني، قال: حدثني محمد بن خالد البرقي، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام، عن آبائه عليهم‏السلام عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: کان ذات يوم جالساً بالرحبة والناس حوله مجتمعون، فقام اليه رجل، فقال: ياأميرالمؤمنين، إنک بالمکان الذي أنزلک اللَّه به، وأبوک يعذّب بالنار.

فقال له: مه فضّ اللَّه فاک، والذي بعث محمداً بالحق نبياً، لو شفع أبي‏في کل مذنب علي وجه الأرض لشفعه اللَّه تعالي فيهم، أبي‏يعذب بالنار وابنه قسيم النار، ثم قال: والذي بعث محمداً بالحق نبياً، إن نور أبي‏طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلق إلّا خمسة أنوار: نور محمد صلي الله عليه و آله، ونوري، ونور فاطمة، ونوري الحسن والحسين ومن ولده من الأئمة، لأنّ نوره من نورنا الذي خلقه اللَّه عزّوجلّ من قبل

[صفحه 82]

خلق آدم بألفي عام.[1].

2/8917- فخار بن معد الموسوي، بإسناده إلي أبي‏الفرج الاصبهاني، عن هارون بن موسي التلعکبري، عن محمد بن علي بن معمر الکوفي، عن علي بن أحمد ابن‏مسعدة بن صدقة، عن عمه، عن الصادق عليه‏السلام قال: کان أميرالمؤمنين عليه‏السلام يعجبه أن يروي شعر أبي‏طالب وأن يدوّن، وقال: تعلموه وعلموه أولادکم، فانه کان علي دين اللَّه، وفيه علم کثير.[2].

3/8918- وعنه، أخبرني أبوعبداللَّه محمد بن إدريس، باسناده إلي أبي‏جعفر الطوسي، يرفعه إلي أيوب بن نوح، عن العباس بن عامر القصباني، عن ربيع بن محمد، عن أبي‏سلام بن أبي‏حمزة، عن معروف بن خربوذ، عن عامر بن واثلة، قال: قال علي عليه‏السلام: إن أبي‏حين حضره الموت شهده رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله فأخبرني عنه بشي‏ء خير إلي من الدنيا وما فيها.[3].

4/8919- وعنه، بالاسناد عن أبي‏علي الموضح، قال: أخبرني محمد بن الحسن العلوي الحسيني، قال: حدثنا عبدالعزيز بن يحيي، قال: حدثنا أحمد بن محمد العطار، قال: حدثنا أبوعمر حفص بن عمر بن الحارث النمري، قال: حدثنا عمر ابن‏أبي‏زائدة، عن عبداللَّه بن أبي‏الصقر، عن الشعبي يرفعه، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: کان واللَّه أبوطالب عبدمناف بن عبدالمطلب مؤمناً مسلماً يکتم إيمانه مخافة علي بني هاشم أن تنابذها قريش.

قال أبوعلي الموضح: ولأمير المؤمنين في أبيه يرثيه يقول:


أباطالب عصمة المستجير
وغيث المحول ونور الظلم‏

[صفحه 83]

لقد هدّ فقدک أهل الحفاظ
فصلي عليک ولي النعم‏


ولقاک ربک رضوانه
فقد کنت للطهر من خير عم[4].


5/8920- ذکر محمد بن عبدالوهاب في کتاب (مختصر سيرة الرسول) ما نصّه: قال ابن‏إسحاق: وقد رثاه ولده علي[عليه‏السلام] بأبيات منها:


ارِقت لنوح آخر الليل غرّدا
يذکرني شجواً عظيماً مجددا


أباطالب مأوي الصعاليک ذاالندي
جواداً إذا ما أصدر الأمر أوردا


فأمست قريش يفرحون بفقده
ولست أري حياً يکون مخلدا


أرادوا اُموراً زينتها حلومهم
ستوردهم يوماً من الغي موردا


يرجون تکذيب النبي وقتله
وأن يفتروا بهتاً عليه ومحجدا


کذبتم وبيت اللَّه حتي نذيقکم
صدور العوالي والصفيح المهندا[5].


6/8921- فخار بن معد الموسوي، أخبرني السيد عبدالحميد بن التقي رحمه الله، باسناده إلي الأصبغ بن نباتة، قال: سمعت أميرالمؤمنين عليه‏السلام يقول: مرّ رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله بنفر من قريش وقد نحروا جزوراً، وکانوا يسموها الفهيرة ويجعلونها علي النصب، فلم يسلّم عليهم، فلما انتهي إلي دار الندوة، قالوا: يمرّ بنا يتيم أبي‏طالب ولم يسلّم علينا فأيکم يأتيه فيفسد عليه صلاته؟ فقال عبداللَّه بن الزبعري السهمي: أنا أفعل، فأخذ الفرث والدم فانتهي به إلي النبي صلي الله عليه و آله وهو ساجد فملأ به ثيابه ومظاهره، فانصرف النبي صلي الله عليه و آله حتي أتي عمه أباطالب، فقال: ياعم من أنا فقال: ولِمَ يابن أخ، فقص عليه القصة، فقال: وأين ترکتهم؟ فقال: بالأبطح، فنادي في قومه ياآل عبدالمطلب ياآل هاشم ياآل عبدمناف، فأقبلوا اليه من کل مکان ملبين،

[صفحه 84]

فقال: کم أنتم؟ فقالوا: نحن أربعون، قال: خذوا سلاحکم فأخذوا سلاحهم وانطلق بهم حتي انتهي إلي اُولئک النفر فلما رأوه أرادوا أن يتفرقوا فقال لهم: ورب هذه البنية لا يقوم منکم أحد إلّا جللته بالسيف، ثم أتي إلي صفاة کانت بالأبطح فضربها ثلاث ضربات حتي قطعها ثلاثة أفهار، ثم قال: يامحمد سألتني من أنت؟ ثم أنشأ يقول ويومئ بيده إلي النبي صلي الله عليه و آله:


أنت النبي محمد
قرم أغرّ مسوّد


حتي أتي علي آخر الأبيات، ثم قال: يامحمد أيهم الفاعل بک؟ فأشار النبي صلي الله عليه و آله إلي عبداللَّه بن الزبعري السهمي الشاعر، فدعاه أبوطالب فوجأ أنفه حتي أدماها ثم أمر بالفرث والدم فأمرّ علي رؤوس الملأ کلهم، ثم قال: يابن أخي أرضيت؟ ثم قال: سألت من أنت؟ أنت محمد بن عبداللَّه، ثم نسبه إلي آدم عليه‏السلام، ثم قال: أنت واللَّه أشرفهم حسباً وأرفعهم منصباً، يامعشر قريش من شاء منکم يتحرک فليفعل أنا الذي تعرفوني، فأنزل اللَّه صدراً من سورة الأنعام «وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعَ إِلَيْکَ وَجَعَلْنَا عَلي قُلُوبِهِمْ أَکِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً».[6] [7].

7/8922- الصدوق، حدثنا أحمد بن محمد الصائغ، قال: حدثنا محمد بن أيوب، عن صالح بن أسباط، عن إسماعيل بن محمد، وعلي بن عبداللَّه، عن الربيع بن محمد المسلمي، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: سمعت أميرالمؤمنين عليه‏السلام يقول: واللَّه ما عبدأبي ولا جدي عبدالمطلب ولا هاشم ولا عبدمناف صنماً قط، قيل له: فما کانوا يعبدون؟ قال: کانوا يصلون إلي البيت علي دين إبراهيم عليه‏السلام متمسکين به.[8].

[صفحه 85]

8/8923- عن علي [عليه‏السلام]: سيد الشهداء عند اللَّه يوم القيامة حمزة بن عبدالمطلب.[9].

9/8924- عن علي [عليه‏السلام]: العباس بن عبدالمطلب عمي وصنو أبي، فمن شاء فليباه بعمه.[10].

10/8925- عن علي [عليه‏السلام]: استوصوا بالعباس خيراً، فإنّه عمّي وصنو أبي[11].

11/8926- البرسي: عن ابن‏عباس، إن حمزة حين قتل يوم اُحد وعرف بقتله أميرالمؤمنين عليه‏السلام فقال: إنا للَّه وإنا اليه راجعون، فنزلت «الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للَّهِِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولئِکَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِکَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ».[12] [13].

12/8927- ابن‏شهر آشوب: عن صالح بن کيسان، وابن‏رومان رفعاه إلي جابر الأنصاري، قال: جاء العباس إلي علي عليه‏السلام يطالبه بميراث النبي صلي الله عليه و آله فقال له: ما کان لرسول‏اللَّه شي‏ء يورث إلّا بغلته دلدل وسيفه ذو الفقار ودرعه وعمامته السحاب، فأنا أربئ بک تطالب بما ليس لک، فقال: لابدّ من ذلک وأنا أحق، عمه ووارثه دون الناس کلهم، فنهض أميرالمؤمنين ومعه الناس حتي دخل المسجد ثم أمر باحضار الدرع والعمامة والسيف والبغلة، فأحضر، فقال العباس: ياعم إن أطقت النهوض بشي‏ء منها فجميعه لک، فان ميراث الأنبياء لأوصيائهم دون العالم ولأولادهم، فان لم تطق النهوض فلا حق لک فيه، قال: نعم، فألبسه أميرالمؤمنين الدرع بيده وألقي عليه العمامة والسيف ثم قال: انهض بالسيف والعمامة ياعم، فلم يطق النهوض،

[صفحه 86]

فأخذ السيف منه، وقال: انهض بالعمامة فانها آية من نبينا صلي الله عليه و آله، فأراد النهوض فلم يقدر علي ذلک وبقي متحيراً، ثم قال له: ياعم وهذه البغلة بالباب لي خاصة ولولدي فان أطقت رکوبها فارکبها، فخرج ومعه عدوي، فقال له: ياعم رسول‏اللَّه خدعک علي فيما کنت فيه فلا تخدع نفسک في البغلة إذا وضعت رجلک في الرکاب فاذکر اللَّه وسم واقرأ «إِنَّ اللَّهَ يُمْسِکُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا».[14] قال: فلما نظرت البغلة اليه مقبلاً مع العباس نفرت وصاحت صياحاً ما سمعناه منها قط، فوقع العباس مغشياً عليه واجتمع الناس وأمر بإمساکها فلم يقدر عليها، ثم إن علياً عليه‏السلام دعا البغلة باسم ما سمعناه فجائت خاضعة ذليلة، فوضع رجله في الرکاب ووثب عليها فاستوي عليها راکباً فاستدعي أن يرکبها الحسن والحسين فأمرهما بذلک، ثم لبس علي الدرع والعمامة والسيف ورکبها وسار عليها إلي منزله وهو يقول: هذا من فضل ربي ليبلوني أأشکر أنا وهما أم تکفر أنت يافلان.[15].

13/8928- الشيخ الطوسي، عن جماعة، عن أبي‏المفضل، باسناده إلي أبي‏الطفيل، قال: قال علي عليه‏السلام يوم الشوري: فأنشدکم باللَّه هل فيکم أحد له مثل عمي حمزة أسد اللَّه وأسد رسوله؟ قالوا: اللهم لا؟ فأنشدکم اللَّه هل فيکم أحد له أخ مثل أخي جعفر ذي الجناحين مضرج بالدماء الطيار في الجنة؟ قالوا: اللهم لا، الخبر.[16].

14/8929- الطبرسي، باسناده، عن إسحاق بن موسي، عن أبيه، عن أبيه موسي ابن‏جعفر، عن آبائه عليهم‏السلام، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام في خطبة يعتذر فيها عن القعود عن قتال من تقدم عليه قال: وذهب من کنت أعتضد بهم علي دين اللَّه من أهل بيتي،

[صفحه 87]

وبقيت بين خفيرين قريبي عهد بجاهلية، عقيل والعباس.[17].

15/8930- علي بن إبراهيم، قال: حدثني محمد بن الفضيل، عن أبي‏الحسن عليه‏السلام قال: جاء العباس إلي أميرالمؤمنين عليه‏السلام فقال: انطلق بنا نبايع لک الناس، فقال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: أتراهم فاعلون؟ قال: نعم، قال: فأين قوله: «ألم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَکُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ- أي اختبرناهم- فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْکَاذِبِينَ».[18] [19].

16/8931- ابن‏أبي‏الحديد: روي أبوغسان النهدي، قال: دخل قوم من الشيعة علي علي عليه‏السلام في الرحبة وهو علي حصير خلق، فقال: ما جاء بکم؟ قالوا: حبک ياأميرالمؤمنين، قال: أما إنه من أحبني رآني حيث يحب أن يراني، ومن أبغضني رآني حيث يکره أن يراني، ثم قال: ما عبداللَّه أحد قبلي إلّا نبيه صلي الله عليه و آله، ولقد هجم أبوطالب علينا وأنا وهو ساجدان فقال: أفعلتموها؟ ثم قال لي: وأنا غلام ويحک اُنصر ابن‏عمک، ويحک لا تخذله، وجعل يحثني علي موازرته ومکاتفته.[20].

[صفحه 91]


صفحه 82، 83، 84، 85، 86، 87، 91.








  1. أمالي الطوسي المجلس 305:11 ح 612، تفسير البرهان 193:3، تفسير الصافي 269:2، الاحتجاج 546:1 ح 133، کشف الغمة في فضائل الامام علي عليه‏السلام ومناقبه 42:2، البحار 69:35.
  2. الحجة علي الذاهب إلي تکفير أبي‏طالب: 75، وسائل الشيعة 248:12، البحار 115:35.
  3. الحجة علي الذاهب إلي تکفير أبي‏طالب: 22، البحار 113:35.
  4. الحجة علي الذاهب إلي تکفير أبي‏طالب: 23، البحار 114:35.
  5. ديوان أميرالمؤمنين: 75، البحار 142:35، مختصر سيرة الرسول: 41.
  6. الأنعام: 25.
  7. الحجة علي الذاهب إلي تکفير أبي‏طالب: 106، البحار 125:35.
  8. کمال الدين الباب 174:12، البحار 144:15.
  9. کنز العمال 675:11 ح 33263، الجامع الصغير للسيوطي 59:2 ح 4746.
  10. کنز العمال 699:11 ح 33386.
  11. کنز العمّال 699:11 ح 33388، الجامع الصغير للسيوطي 154: 1 ح 1011.
  12. البقرة: 156 تا 157.
  13. مشارق أنوار اليقين: 175، البحار 191:36.
  14. فاطر: 41.
  15. مناقب ابن‏شهر آشوب باب طاعة الجمادات له عليه‏السلام 325:2، البحار 32:42.
  16. البحار282:22، الخصال باب الأربعين: 555.
  17. الاحتجاج 450:1 ح 104، البحار 284:22، کتاب سليم بن قيس: 92.
  18. العنکبوت: 1 تا 3.
  19. تفسير القمي 148:2، البحار 289:22، تفسير البرهان 243:2، تفسير الصافي 111:4.
  20. شرح النهج لابن أبي‏الحديد 371:1، البحار 295:39.