اربعمائة باب في أمور الدنيا والدين















اربعمائة باب في أمور الدنيا والدين‏



1/8641- الصدوق، حدّثنا أبي‏قدس سره، قال: حدّثنا سعد بن عبداللَّه، قال: حدّثني محمّد بن عيسي بن عبيداليقطيني، عن القاسم بن يحيي، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي‏بصير ومحمّد بن مسلم، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه عليهم‏السلام إنّ أميرالمؤمنين عليه‏السلام علّم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب ممّا يصلح للمسلم في دينه ودنياه، قال عليه‏السلام:

إنّ الحجامة تصحّح البدن وتشدّ العقل، والطيب في الشارب من أخلاق النبي صلي الله عليه و آله وکرامة الکاتبين، والسواک من مرضات اللَّه عزّوجلّ وسنّة النبي صلي الله عليه و آله، ومطيبة للفم، والدهن يليّن البشرة ويزيد في الدماغ ويسهّل مجاري الماء ويذهب بالقشف ويسفر اللون، وغسل الرأس يذهب بالدرن وينفي القذا، والمضمضة والاستنشاق سنّة وطهور للفم والأنف، والسعوط مصحّة للرأس وتنقية للبدن وسائر أوجاع الرأس.

[صفحه 424]

والنورة نشرة وطهور للجسد، واستجادة الحذاء وقاية للبدن وعون علي الطهور والصلاة، وتقليم الأظفار يمنع الداء الأعظم ويدرّ الرزق ويورده، ونتف الأبط ينفي الرائحة المنکرة، وهو طهور وسنّة ممّا أمر به الطيّب صلي الله عليه و آله، وغسل اليدين قبل الطعام وبعده زيادة في الرزق، وإماطة للغمر عن الثياب ويجلو البصر، وقيام الليل مصحّة للبدن ومرضات للربّ عزّوجلّ وتعرّض للرحمة وتمسّک بأخلاق النبيّين، وأکل التفاح نضوح للمعدة، ومضغ اللبان يشدّ الأضراس وينفي البلغم ويذهب بريح الفم، والجلوس في المسجد بعد طلوع الفجر إلي طلوع الشمس أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض.

وأکل السفرجل قوّة للقلب الضعيف ويطيّب المعدة ويزيد في قوّة الفؤاد ويشجّع الجبان ويحسّن الولد، أکل أحد وعشرين زبيبة حمراء في کلّ يوم علي الريق يدفع جميع الأمراض إلّا مرض الموت، يستحبّ للمسلم أن يأتي أهله أوّل ليلة من شهر رمضان لقول اللَّه تبارک وتعالي «أَحَلَّ لَکُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفْثُ إِلَي نَسَائِکُمْ»-[1] والرفث المجامعة- ولا تختمّوا بغير الفضّة فإنّ رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله قال: ما طهرت يدٌ فيها خاتم من حديد، ومن نقش علي خاتمه اسم اللَّه عزّوجلّ فليحوّله عن اليد التي يستنجي بها في المتوضأ، إذا نظر أحدکم في المرآة فليقل: الحمد للَّه الذي خلقني فأحسن خلقتي وصوّرني فأحسن صورتي، وزان منّي ما شان من غيري، وأکرمني بالاسلام، ليتزيّن أحدکم لأخيه المسلم إذا أتاه کما يتزيّن للغريب، الذي يحبّ أن يراه في أحسن الهيئة، صوم ثلاثة أيام من کلّ شهر أربعاء بين خميسين، وصوم شعبان يذهب بوسواس الصدر وبلابل القلب، والاستنجاء بالماء البارد يقطع البواسير، وغسل الثياب يذهب الهمّ والحزن وهو طهور للصلاة، لا تنتفوا الشيب فإنّه نور المسلم ومن شاب شيبة في الإسلام کان له نوراً يوم القيامة،

[صفحه 425]

لا ينام المسلم وهو جنب ولاينام إلّا علي طهور، فإن لم يجد الماء فليتيمّم بالصعيد فإنّ روح المؤمن ترفع إلي اللَّه تبارک وتعالي فيقبلها ويبارک عليها فإن کان أجلها قد حضر جعلها في کنوز رحمته وإن لم يکن أجلها قد حضر بعث بها مع اُمنائه من ملائکته فيردّونها في جسدها، لا يتفل المؤمن في القبلة فإنْ فَعَلَ ذلک ناسياً فليستغفر اللَّه عزّوجلّ منه، لا ينفخ الرجل في موضع سجوده ولا ينفخ في طعامه ولا في شرابه ولا في تعويذه، لا ينام الرجل علي المحجّة ولا يبولنّ من سطح في الهواء، ولا يبولنّ في ماءٍ جارٍ فإنْ فعل ذلک فأصابه شي‏ء فلا يلومنّ إلّا نفسه، فإنّ للماء أهلاً وللهواء أهلاً، لا ينام الرجل علي وجهه ومن رأيتموه نائماً علي وجهه فأنبهوه ولا تَدَعوه، ولا يقومنّ أحدکم في الصلاة متکاسلاً ولا ناعساً، ولا يفکرنّ في نفسه فإنّه بين يدي ربّه عزّوجلّ وإنّما للعبد من صلاته ما أقبل عليه منها بقلبه، کلوا ما يسقط من الخؤان فإنّه شفاء من کلّ داء بإذن اللَّه عزّوجلّ لمن أراد أن يستشفي به، إذا أکل أحدکم طعاماً فمصّ أصابعه التي أکل بها قال اللَّه عزّوجلّ: بارک اللَّه فيک، البسوا ثياب القطن فإنّها لباس رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله وهو لباسنا ولم نکن نلبس الشعر والصوف إلّا من علّة.

وقال: إنّ اللَّه عزّوجلّ جميل يحبّ الجمال ويحبّ أن يري أثر نعمته علي عبده، صلوا أرحامکم ولو بالسلام يقول اللَّه تبارک وتعالي: «وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ کَانَ عَلَيْکُمْ رَقِيباً»[2] لا تقطعوا نهارکم بکذا وکذا وفعلنا کذا وکذا فإنّ معکم حفظة يحفظون علينا وعليکم، اذکروا اللَّه في کلّ مکان فإنّه معکم، صلّوا علي محمّد وآل محمّد فإنّ اللَّه عزّوجلّ يقبل دعاءکم عند ذکر محمّد ودعاؤکم له وحفظکم إيّاه صلي الله عليه و آله، أقرّوا الحار حتّي يبرد فإنّ رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله قرّب إليه طعام

[صفحه 426]

فقال: أقرّوه حتّي يبرد ويمکن أکله، ما کان اللَّه عزّوجلّ ليطعمنا النار، والبرکة في البارد.

إذا بال أحدکم فلا يطمحنّ ببوله في الهواء ولا يستقبل الريح، علّموا صبيانکم ما ينفعهم اللَّه به لا تغلب عليهم المرجئة برأيها، کفّوا ألسنتکم وسلّموا تسليماً تغنموا، أدّوا الأمانة إلي من ائتمنکم ولو إلي قتلة أولاد الأنبياء عليهم‏السلام، أکثروا ذکر اللَّه عزّوجلّ اذا دخلتم الأسواق عند اشتغال الناس فإنّه کفّارة للذنوب وزيادة في الحسنات ولا تکتبوا في الغافلين، ليس للعبد أن يخرج في سفر إذا حضر شهر رمضان لقول اللَّه عزّ وجلّ: «فَمَنْ شَهِدَ مِنْکُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ»[3] ليس في شرب المسکر والمسح علي الخفّين تقيّة، إيّاکم والغلوّ فينا قولوا إنّا عبيد مربوبون وقولوا في فضلنا ما شئتم، مَن أحبّنا فليعمل بعملنا، وليستعن بالورع فإنّه أفضل ما يُستعان به في أمر الدنيا والآخرة.

لا تجالسوا لنا عائباً ولا تمتدحوا بنا عند عدوّنا معلنين بإظهار حبّنا فتذلّوا أنفسکم عند سلطانکم، الزموا الصدق فإنّه منجاة وارغبوا فيما عند اللَّه عزّوجلّ واطلبوا طاعته واصبروا عليها فما أقبح بالمؤمن أن يدخل وهو مهتوک الستر، لا تعنونا في الطلب والشفاعة لکم يوم القيامة فيما قدّمتم، لا تفضحوا أنفسکم عند عدوّکم في القيامة، ولا تکذّبوا أنفسکم عندهم في منزلتکم عند اللَّه بالحقير من الدنيا، تمسّکوا بما أمرکم اللَّه به فما بين أحدکم وبين أن يغتبط ويري ما يحبّ إلّا أن يحضره رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله وما عند اللَّه خير وأبقي، وتأتيه البشارة من اللَّه عزّوجلّ فتقرّ عينه ويحبّ لقاء اللَّه، لا تحقّروا ضعفاء إخوانکم فإنّه من احتقر مؤمناً لم يجمع اللَّه عزّوجلّ بينهما في الجنّة إلّا أن يتوب، لا يکلّف المؤمن أخاه الطلب إليه إذا علم حاجته، توازروا وتعاطفوا وتباذلوا ولا تکونوا بمنزلة المنافق الذي يصف ما لا يفعل، تزوّجوا فإنّ رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله کثيراً ما کان يقول: من کان يحبّ أن يتّبع

[صفحه 427]

سنّتي فليتزوّج فإنّ من سنّتي التزويج، واطلبوا الولد فإنّي أُکاثر بّکم الاُمم غداً، وتوقّوا علي أولادکم لبن البغيّ من النساء والمجنونة فإنّ اللبن يعدّي، تنزّهوا عن أکل الطير الذي ليست له قانصة ولا صيصية، ولا حوصلة، واتّقوا کلّ ذي نابٍ من السباع ومخلب من الطير، ولا تأکلوا الطحال فإنّه بيت الدم الفاسد، لا تلبسوا السواد فإنّه لباس فرعون، اتّقوا الغدد من اللحم فإنّه يحرّک عرق الجذام، ولا تقيسوا الدين فإنّ من الدين ما لا يقاس، وسيأتي أقوام يقيسون وهم أعداء الدين وأوّل من قاس إبليس، لا تحتذوا الملس فإنّه حذاء فرعون وهو أوّل من حذا الملس، خالفوا أصحاب المسکر وکلوا التمر فإنّ فيه شفاء من الأدواء، واتّبعوا قول الرسول‏صلي الله عليه و آله فإنّه قال: من فتح علي نفسه باب مسألة فتح اللَّه عليه باب فقر، أکثروا الإستغفار تجلبوا الرزق، وقدّموا ما استطعتم من عمل الخير تجدوه غداً، إيّاکم والجدال فإنّه يورث الشک، من کانت له إلي ربّه عزّوجلّ حاجة فليطلبها في ثلاث ساعات: ساعة في الجمعة، وساعة حين تزول الشمس، وحين تهبّ الرياح، وتفتح أبواب السماء وتنزل الرحمة ويصوّت الطير، وساعة في آخر الليل عند طلوع الفجر، فإنّ ملکين يناديان: هل من تائبٍ يُتاب عليه، هل من سائل يُعطي، هل من مستغفرٍ فيُغفر له، هل من طالب حاجةٍ فتُقضي له، فأجيبوا داعي اللَّه واطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلي طلوع الشمس فإنّه أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض، وهي الساعة التي يقسّم اللَّه فيها الرزق بين عباده، انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح اللَّه، فإنّ أحبّ الأعمال إلي اللَّه عزّ وجلّ انتظار الفرج مادام عليه العبد المؤمن.

توکّلوا علي اللَّه عزّوجلّ عند رکعتي الفجر إذا صلّيتموها ففيها تعطي الرغائب، لا تخرجوا بالسيوف إلي الحرم، ولا يصلّين أحدکم وبين يديه سيف فإنّ القبلة أمنٌ، أتمّوا برسول‏اللَّه حجّکم إذا خرجتم إلي بيت اللَّه فإنّ ترکه جفاء وبذلک

[صفحه 428]

أُمرتم، وأتِمّوا بالقبور التي ألزمکم اللَّه عزّوجلّ حقّها وزيارتها، واطلبوا الرزق عندها، ولا تستصغروا قليل الآثام فإنّ الصغير يُحصي ويرجع إلي الکبير، وأطيلوا السجود فما من عملٍ أشدّ علي إبليس من أن يري ابن‏آدم ساجداً؛ لأنّه أمر بالسجود فعصي، وهذا أمر بالسجود فأطاع فنجا، أکثروا ذکر الموت ويوم خروجکم من القبور وقيامکم بين يدي اللَّه عزّوجلّ تهون عليکم المصائب، إذا اشتکي أحدکم عينيه فليقرأ آية الکرسي وليضمر في نفسه أنّها تبرأ فإنّه يعافي إن شاء اللَّه، توقّوا الذنوب فما من بليّة ولا نقص رزق إلّا بذنب حتّي الخدش والکبوة والمصيبة، قال اللَّه تعالي: «وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبَِما کَسَبَتْ أَيْدِيکُمْ وَيَعْفُوا عَنْ کَثِيرٍ».[4].

أکثروا ذکر اللَّه علي الطعام ولا تطغوا فيه، فإنّها نعمة من نعم اللَّه ورزق من رزقه يجب عليکم فيه شکره وحمده، أحسنوا صحبة النعم قبل فواتها فإنّها تزول وتشهد علي صاحبها بما عمل فيها، من رضي عن اللَّه عزّوجلّ باليسير من الرزق رضي اللَّه منه بالقليل من العمل، إيّاکم والتفريط فتقع الحسرة حين لا تنفع الحسرة، إذا لقيتم عدوّکم في الحرب فأقلّوا الکلام وأکثروا ذکر اللَّه عزّوجلّ ولا تولّوهم الأدبار فتسخطوا اللَّه ربّکم وتستوجبوا غضبه، وإذا رأيتم من إخوانکم في الحرب الرجل المجروح أو مَن قد نکّل أو مَن قد طمع عدوّکم فيه فقؤوه بأنفسکم، اصطنعوا المعروف بما قدرتم علي اصطناعه فإنّه يقي مصارع السوء، من أراد منکم أن يعلم کيف منزلته عند اللَّه فلينظر کيف منزلة اللَّه منه عند الذنوب کذلک تکون منزلته عند اللَّه تبارک وتعالي، أفضل ما يتّخذه الرجل لعياله الشاة، فمن کانت في منزله شاة قدّست عليه الملائکة في کلّ يوم مرّة ومن کانت عنده شاتان قدّست عليه الملائکة مرّتين في کلّ يوم وکذلک في الثلاث تقول: بورک فيکم، إذا ضعف

[صفحه 429]

المسلم فليأکل اللحم واللبن فإنّ اللَّه عزّوجلّ جعل القوّة فيهما، إذا أردتم الحجّ فتقدّموا في شري الحوائج ببعض ما يقويکم علي السفر فإنّ اللَّه عزّوجلّ يقول: «وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً»[5] وإذا جلس أحدکم في الشمس فليستدبرها بظهره فإنّها تظهر الداء الدفين، وإذا خرجتم حجّاجاً إلي بيت اللَّه عزّوجلّ فأکثروا النظر إلي بيت اللَّه، فإنّ للَّه عزّوجلّ مائة وعشرين رحمة عند بيته الحرام منها ستّون للطائفين وأربعون للمصلّين وعشرون للناظرين، أقرّوا عند الملتزم بما حفظتم من ذنوبکم وما لم تحفظوا فقولوا وما حفظته علينا حفظتک ونسيناه فاغفره لنا، فإنّه من أقرّ بذنبه في ذلک الموضع وعدّه وذکره واستغفر اللَّه منه کان حقّاً علي اللَّه عزّ وجلّ أن يغفر له، وتقدّموا بالدعاء قبل نزول البلاء، تفتح أبواب السماء في خمس مواقيت: عند نزول الغيث، وعند الزحف، وعند الأذان، وعند قراءة القرآن، ومع زوال الشمس، وعند طلوع الفجر، من غسّل منکم ميّتاً فليغتسل بعدما يلبّسه أکفانه، لا تجمّروا الأکفان ولا تمسحوا موتاکم بالطيب إلّا الکافور فإنّ الميّت بمنزلة المحرم، مروا أهاليکم بالقول الحسن عند موتاکم فإنّ فاطمة بنت محمّد صلي الله عليه و آله لمّا قبض أبوها ساعدتها جميع بنات بني هاشم فقالت: دعوا التعداد وعليکم بالدعاء، وزوروا موتاکم فإنّهم يفرحون بزيارتکم، وليطلب الرجل حاجته عند قبر أبيه واُمّه بعدما يدعو لهما، المسلم مرآة أخيه فإذا رأيتم من أخيکم هفوة فلا تکونوا عليه وکونوا له کنفسه وأرشدوه وانصحوه وترفّقوا به، إيّاکم والخلاف فتمزقوا، وعليکم بالصدق تزلفوا وتؤجروا، من سافر منکم بدابّة فليبدأ حين ينزل بعلفها وسقيها لا تضربوا الدواب علي وجوهها فإنّها تسبّح ربّها، ومن ضلّ منکم في سفر أو خاف علي نفسه فليناد: يا صالح أغثني فإنّ في إخوانکم من الجنّ جنّياً يسمّي صالحاً يسيح في البلاد

[صفحه 430]

لمکانکم محتسباً نفسه لکم، فإذا سمع الصوت أجاب وأرشد الضالّ منکم وحبس عليه دابته.

من خاف منکم الأسد علي نفسه وغنمه فليخط عليها خطّة وليقل: اللّهمّ ربّ دانيال والجب وربّ کلّ أسد مستأسد احفظني واحفظ غنمي، ومن خاف منکم العقرب فليقرأ هذه الآيات: «سَلَامٌ عَلَي نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّا کَذلِکَ نَجْزِي الُْمحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ»[6] ومن خاف منکم الغرق فليقرأ: بسم اللَّه مجراها ومرساها إنّ ربّي لغفور رحيم، بسم اللَّه الملک الحقّ ما قدروا اللَّه حقّ قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة، والسماوات مطويّات بيمينه، سبحانه وتعالي عمّا يشرکون، عقّوا عن أولادکم يوم السابع وتصدّقوا إذا حلقتموهم بزنة شعورهم فضّة علي مسلم، وکذلک فعل رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله بالحسن والحسين وسائر ولده عليهم‏السلام، إذا ناولتم السائل الشي‏ء فاسألوه أن يدعو لکم فإنّه يجاب فيکم ولا يُجاب في نفسه لأنّهم يکذبون، وليردّ الذي يناوله يده إلي فيه فليقبّلها فإنّ اللَّه عزّوجلّ يأخذها قبل أن تقع في يد السائل کما قال اللَّه عزّوجلّ: «أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ».[7].

تصدّقوا بالليل فإنّ الصدقة بالليل تطفئ غضب الربّ جلّ جلاله، احسبوا کلامکم من أعمالکم يقلّ کلامکم إلّا في خير، أنفقوا ممّا رزقکم اللَّه عزّوجلّ فإنّ المنفق بمنزلة المجاهد في سبيل اللَّه فمن أيقن بالخلف جاد وسخت نفسه بالنفقة، من کان علي يقين فشکّ فليمضِ علي يقينه فإنّ الشک لا ينقض اليقين، لا تشهدوا قول الزور ولا تجلسوا علي مائدة يشرب عليها الخمر فإنّ العبد لا يدري متي يؤخذ، إذا جلس أحدکم علي الطعام فليجلس جلسة العبد ولا يضعنّ أحدکم إحدي رجليه

[صفحه 431]

علي الاُخري ويتربّع فإنّها جلسة يبغضها اللَّه ويمقت صاحبها، عشاء الأنبياء بعد العتمة، لا تدعوا العشاء فإنّ ترک العشاء خراب البدن، الحمّي قائد الموت وسجن اللَّه في الأرض يحبس فيه من يشاء من عباده وهي تحتّ الذنوب کما يتحات الوبر من سنام البعير، ليس من داء إلّا وهو من داخل الجوف إلّا الجراحة والحمّي فإنّهما يردان وروداً، اکسروا حرّ الحمّي بالبنفسج والماء البارد فإنّ حرّها من قيح جهنّم، لا يتداوي المسلم حتّي يغلب مرضه صحّته، الدعاء يردّ القضاء المبرم فاتّخذوه عدّة، الوضوء بعد الطهور عشر حسنات فتطهّروا، وإيّاکم والکسل فإنّه من کسل لم يؤدّ حقّ اللَّه عزّوجلّ، تنظّفوا بالماء من النتن الريح الذي يتأذّي به، تعهّدوا أنفسکم فإنّ اللَّه عزّوجلّ يبغض من عباده القاذورة الذي يتأنف به من جلس إليه، لا يعبث الرجل في صلاته بلحيته ولا بما يشغله عن صلاته، بادروا بعمل الخير قبل أن تشغلوا عنه بغيره، المؤمن نفسه منه في تعب والناس منه في راحة، وليکن جلّ کلامکم ذکر اللَّه عزّوجلّ، احذروا الذنوب فإنّ العبد ليذنب فيحبس عنه الرزق، داووا مرضاکم بالصدقة، حصّنوا أموالکم بالزکاة، الصلاة قربان کلّ تقيّ، الحجّ جهاد کلّ ضعيف، جهاد المرأة حسن التبعّل، الفقر هو الموت الأکبر، قلّة العيال إحدي اليسارين، التقدير نصف العيش، الهمّ نصف الهرم، ما عال امرؤ اقتصد وما عطب امرؤ استشار، لا تصلح الصنيعة إلّا عند ذي حسب أو دين، لکلّ شي‏ء ثمرة وثمرة المعروف تعجيله، من أيقن بالخلف جاد بالعطية، من ضرب يديه علي فخذيه عند مصيبته حبط أجره، أفضل أعمال المرء انتظار فرج من اللَّه عزّوجلّ، من أحزن والديه فقد عقّهما، استنزلوا الرزق بالصدقة، ادفعوا أمواج البلاء عنکم بالدعاء قبل ورود البلاء فوالذي فلق الحبّة وبرأ النسمة للبلاء أسرع الي المؤمن من انحدار السيل من أعلي التلعة إلي أسفلها ومن رکض البراذين، سلوا اللَّه العافية من جهد

[صفحه 432]

البلاء فإنّ جهد البلاء ذهاب الدين، السعيد من وُعظ بغيره فاتّعظ، روّضوا أنفسکم علي الأخلاق الحسنة فإنّ العبد المسلم يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم، من شرب الخمر وهو يعلم أنّها حرام سقاه اللَّه من طينة خَبال وإن کان مغفوراً له.

لا نذر في معصية ولا يمين في قطيعة، الداعي بلا عمل کالرامي بلا وتر، لِتَطَّيَّبِ المرأة المسلمة لزوجها، المقتول دون ماله شهيد، المغبون غير محمود ولا مأجور، لا يمين لولد مع والده ولا للمرأة مع زوجها، لا صمتَ يوماً إلي الليل إلّا بذکر اللَّه عزّوجلّ، لا تعرّب بعد الهجرة، ولا هجرة بعد الفتح، تعرّضوا للتجارة فإنّ فيها غنيً لکم عمّا في أيدي الناس وإنّ اللَّه عزّوجلّ يحبّ العبد المحترف الأمين، ليس عمل أحبّ إلي اللَّه عزّوجلّ من الصلاة فلا يشغلنّکم عن أوقاتها شي‏ء من اُمور الدنيا فإنّ اللَّه عزّوجلّ ذمّ أقواماً فقال: «الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ»[8] يعني أنّهم غافلون استهانوا بأوقاتها، اعلموا أنّ صالحي عدوّکم يرائي بعضهم بعضاً ولکن اللَّه لا يوفّقهم ولا يقبل إلّا ما کان له خالصاً، البرّ لا يبلي، والذنب لا ينسي، واللَّه الجليل مع الذين اتّقوا والذين هم محسنون، المؤمن لا يغشّ أخاه ولا يخونه ولا يخذله ولا يتّهمه ولا يقول له أنا منک بري‏ء، اُطلب لأخيک عذراً فإن لم تجد له عذراً فالتمس له عذراً، مزاولة قلع الجبال أيسر من مزاولة ملک مؤجّل، واستعينوا باللَّه واصبروا فإنّ الأرض للَّه يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتّقين، لا تعالجوا الأمر قبل بلوغه فتندوا، ولا يطولنّ عليکم الأمد فتقسوا قلوبکم، ارحموا ضعفاءکم واطلبوا الرحمة من اللَّه عزّ وجلّ بالرحمة لهم.

إيّاکم وغيبة المسلم فإنّ المسلم لا يغتاب أخاه وقد نهي اللَّه عزّوجلّ عن ذلک

[صفحه 433]

فقال: «وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُکُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُکُمْ أَنْ يَأْکُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً»[9] لا يجمع المسلم يديه في صلاته وهو قائم بين يدي اللَّه عزّوجلّ يتشبّه بأهل الکفر- يعني المجوس-، ليجلس أحدکم علي طعامه جلسة العبد وليأکل علي الأرض ولا يشرب قائماً، إذا أصاب أحدکم الدابة وهو في صلاته فليدفنها ويتفل عليها أو يصيرها في ثوبه حتّي ينصرف، الالتفات الفاحش يقطع الصلاة وينبغي لمن يفعل ذلک أن يبتدئ الصلاة بالأذان والاقامة والتکبير، من قرأ قل هو اللَّه أحد من قبل أن تطلع الشمس إحدي عشرة مرّة ومثلها إنّا أنزلناه ومثلها آية الکرسي منع ماله ممّا يخاف، من قرأ قل هو اللَّه أحد وإنّا أنزلناه قبل أن تطلع الشمس لم يصبه في ذلک اليوم ذنب وإن جهد إبليس، استعيذوا باللَّه من ضلع الدين- أي من اعوجاج الدين والميل الي خلافه- وغلبة الرجال، من تخلّف عنّا هلک، تشمير الثياب طهورٌ لها قال اللَّه تبارک وتعالي: «وَثِيَابَکَ فَطَهِّرْ»[10] يعني فشمّر، لعق العسل شفاء من کلّ داء قال اللَّه تبارک وتعالي: «يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ»[11] وهو مع قراءة القرآن ومضغ اللّبان يذيب البلغم، ابدؤا بالملح في أوّل طعامکم فلو يعلم الناس ما في الملح لاختاروه علي الترياق المجرّب، من ابتدء طعامه بالملح ذهب عنه سبعون داء وما لا يعلمه إلّا اللَّه عزّوجلّ، صبّوا علي المحموم الماء البارد في الصيف فإنّه يسکّن حرّها، صوموا ثلاثة أيّام في کلّ شهر فهي تعدل صوم الدهر ونحن نصوم خميسين بينها أربعاء لأنّ اللَّه عزّوجلّ خلق جهنّم يوم الأربعاء، إذا أراد أحدکم حاجة فليبکّر في طلبها يوم الخميس فإنّ رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله قال: اللّهمّ بارک لاُمّتي في بکورها يوم الخميس وليقرأ إذا خرج من بيته الآيات من آخر

[صفحه 434]

آل عمران وآية الکرسي وإنّا أنزلناه واُمّ الکتاب فإنّ فيها قضاء الحوائج في الدنيا والآخرة، عليکم بالصفيق من الثياب فإنّه من رقّ ثوبه رقّ دينه، ولا يقومنّ أحدکم بين يدي الربّ جلّ جلاله وعليه ثوب يُشفّ، توبوا إلي اللَّه عزّ وجلّ وادخلوا في محبّته فإنّ اللَّه يحبّ التوّابين ويحبّ المتطهّرين والمؤمن توّاب، إذا قال المؤمن لأخيه: اُفٍّ انقطع ما بينهما فإذا قال له: أنت کافر کفر أحدهما وإذا اتّهمه إنماث الإسلام في قلبه کما ينماث الملح في الماء.

باب التوبة مفتوح لمن أرادها فتوبوا إلي اللَّه توبةً نصوحاً عسي ربّکم أن يکفّر عنکم سيّئاتکم، وأوفوا بالعهد اذا عاهدتم، فما زالت نعمة ولا نضارة عيش إلّا بذنوب اجترحوا إنّ اللَّه ليس بظلّامٍ للعبيد ولو أنّهم استقبلوا ذلک بالدعاء والإنابة لم تزل ولو أنّهم إذا نزلت بهم النقم أو زالت عنهم النعم فزعوا إلي اللَّه عزّوجلّ بصدق من نيّاتهم ولم يهنوا ولم يسرفوا لأصلح اللَّه کلّ فاسد ولردّ عليهم کلّ صالح، وإذا ضاق المسلم فلا يشکون ربّه عزّ وجلّ وليشتک إلي ربّه الذي بيده مقاليد الاُمور وتدبيرها، في کلّ امرئٍ واحدة من ثلاث: الطيرة، والکبر، والتمنّي، فإذا تطيّر أحدکم فليمض علي طيرته وليذکر اللَّه عزّوجلّ، وإذا خشي الکبر فليأکل مع عبده وخادمه وليحلب الشاة، وإذا تمنّي فليسأل اللَّه عزّوجلّ ويبتهل إليه ولا تنازعه نفسه إلي الاثم، خالطوا الناس بما يعرفون ودعوهم ممّا ينکرون ولا تحملوهم علي أنفسهم وعلينا.

إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلّا ملک مقرّب أو نبيّ مرسل أو عبدٌ امتحن اللَّه قلبه للإيمان، إذا وسوس الشيطان إلي أحدکم فليتعوّذ باللَّه وليقل: آمنت باللَّه وبرسوله مخلصاً له الدين، إذا کسي اللَّه عزّوجلّ مؤمناً ثوباً جديداً فليتوضّأ وليصلّ رکعتين يقرأ فيهما اُمّ الکتاب وآية الکرسي وقل هو اللَّه أحد وإنّا أنزلناه في ليلة القدر ثمّ ليحمد اللَّه الذي ستر عورته وزيّنه في الناس وليکثر من قول لا حول

[صفحه 435]

ولا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم فإنّه لا يعصي اللَّه فيه وله بکلّ سلک فيه ملک يقدّس له ويستغفر له ويترحّم عليه، اطرحوا سوء الظنّ بينکم فإنّ اللَّه عزّوجلّ نهي عن ذلک، أنا مع رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله ومعي عترتي علي الحوض فمن أرادنا فليأخذ بقولنا وليعمل عملنا فإنّ لکلّ أهل بيت نجيب ولنا شفاعة ولأهل مودّتنا شفاعة فتنافسوا في لقائنا علي الحوض فإنّا نذود عنه أعدائنا ونسقي منه أحبّانا وأوليائنا، ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً، حوضنا مترع فيه مثعبان ينصبان من الجنّة أحدهما من تسنيم والآخر من معين، علي حافّتيه الزعفران وحصاه اللؤلؤ والياقوت، وهو الکوثر، إنّ الاُمور إلي اللَّه عزّوجلّ ليست إلي العباد ولو کانت الي العباد ما کانوا ليختاروا علينا أحداً، ولکن يختصّ برحمته من يشاء، فاحمدوا اللَّه علي ما اختصّکم به من بادئ النعم علي طيب الولادة.

کلّ عينٍ يوم القيامة باکية وکلّ عينٍ يوم القيامة ساهرة إلّا عين من اختصّه اللَّه بکرامته وبکي علي ما ينتهک من الحسين وآل محمّد صلي الله عليه و آله، شيعتنا بمنزلة النحل لو يعلم الناس ما في أجوافها لأکلوها، لا تعجّلوا الرجل عند طعامه حتي يفرغ ولا عند غائطه حتّي يأتي علي حاجته، إذا انتبه أحدکم من نومه فليقل لا إله إلّا اللَّه الحليم الکريم الحيّ القيوم وهو علي کلّ شي‏ء قدير، سبحان ربّ النبيّين وآله المرسلين وربّ السماوات السبع وما فيهنّ وربّ الأرضين السبع وما فيهنّ وربّ العرش العظيم والحمد للَّه ربّ العالمين، فإذا جلس من نومه فليقل قبل أن يقوم، حسبي اللَّه حسبي الربّ من العباد حسبي الذي هو حسبي منذ کنت حسبي ونعم الوکيل، وإذا قام أحدکم من الليل فلينظر إلي أکناف السماء وليقرأ إنّ في خلق السماوات والأرض إلي قوله إنّک لا تخلف الميعاد، الاطلاع في بئر زمزم يذهب الداء فاشربوا من مائها مما يلي الرکن الذي فيه الحجر الأسود، فإنّ تحت الحجر أربعة أنهار من الجنّة: الفرات، والنيل، وسيحان، وجيحان، وهما نهران، لا يخرج المسلم

[صفحه 436]

في الجهاد مع من لا يؤمن علي الحکم ولا ينفّذ في الفي‏ء أمر اللَّه عزّوجلّ فإن مات في ذلک کان معيناً لعدوّنا في حبس حقوقنا والإشاطة بدمائنا وميتته ميتة الجاهلية، ذکرنا أهل البيت شفاء من العلل والأسقام ووسواس الريب، وجهتنا رضي الربّ عزّوجلّ، والآخذ بأمرنا معنا غداً في حظيرة القدس، والمنتظر لأمرنا کالمتشحّط بدمه في سبيل اللَّه، من شهدنا في حربنا أو سمع واعيتنا فلم ينصرنا أکبّه اللَّه علي منخريه في النار، ونحن باب الغوث إذا بغوا وضاقت عليهم المذاهب، ونحن باب حطّة- وهو باب السلام- من دخله نجا ومن تخلّف عنه هوي، بنا فتح اللَّه وبنا يختم اللَّه وبنا يمحو ما يشاء وبنا يثبت وبنا يدفع اللَّه الزمان الکَلِب وبنا ينزل الغيث، فلا يغرّنکم باللَّه الغرور، ما أنزلت السماء قطرة من ماء منذ حبسه اللَّه عزّوجلّ، ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها ولأخرجت الأرض نباتها ولذهبت الشحناء من قلوب العباد واصطلحت السباع والبهائم حتّي تمشي المرأة بين العراق إلي الشام لا تضع قدميها إلّا علي النبات وعلي رأسها زينتها لا يهيّجها سبع ولا تخافه، لو تعلمون ما لکم في مقاکم بين عدوّکم وصبرکم علي ما تسمعون من الأذي لقرّت أعينکم، ولو فقدتموني لرأيتم من بعدي اُموراً يتمنّي أحدکم الموت ممّا يري من أهل الجحود والعدوان من الاثرة والإستخفاف بحقّ اللَّه تعالي ذکره والخوف علي نفسه، فإذا کان ذلک فاعتصموا بحبل اللَّه جميعاً ولا تفرّقوا، وعليکم بالصبر والصلاة والتقيّة، اعلموا أنّ اللَّه تبارک وتعالي يبغض من عباده المتلوّن فلا تزولوا عن الحقّ وولاية أهل الحق فإنّ من استبدل بنا هلک وفاتته الدنيا وخرج منها.

إذا دخل أحدکم منزله فليسلّم علي أهله يقول: السلام عليکم فإن لم يکن له أهل فليقل السلام علينا من ربّنا وليقرأ قل هو اللَّه أحد حين يدخل منزله فإنّه ينفي الفقر، علّموا صبيانکم الصلاة وخذوهم بها إذا بلغوا ثمان سنين، تنزّهوا عن قرب الکلاب فمن أصابه کلب وهو رطب فليغسله وإن کان جافاً فلينضح ثوبه بالماء، إذا

[صفحه 437]

سمعتم من حديثنا ما لا تعرفون فردّوه إلينا وقفوا عنده وسلّموا حتّي إذا تبيّن لکم الحقّ ولا تکونوا مذاييع عجلي، إلينا يرجع الغالي وبنا يلحق المقصّر الذي يقصّر بحقّنا، من تمسّک بنا لحق ومن سلک غير طريقتنا غرق، لمحبّينا أفواج من رحمة اللَّه ولمبغضينا أفواج من غضب اللَّه وطريقنا القصد وفي أمرنا الرشد، لا يکون السهو في خمس: في الوتر والجمعة والرکعتين الأوليين من کلّ صلاة وفي الصبح وفي المغرب، ولا يقرأ العبد القرآن إذا کان علي غير طهور حتّي يتطهّر، اعطوا کلّ سورة حظّها من الرکوع والسجود إذا کنتم في الصلاة، لا يصلّي الرجل في قميص متوشّحاً به فإنّه من أفعال قوم لوط، تجزي الصلاة في ثوب واحد يعقد طرفيه علي عنقه وفي القميص الصفيق يزرّه عليه، لا يسجد الرجل علي صورة ولا علي بساط فيه صورة، ويجوز أن تکون الصورة تحت قدميه، أو يطرح عليها ما يواريها.

لا يعقد الرجل الدراهم التي فيها صورة في ثوبه وهو يصلّي ويجوز أن تکون الدراهم في هميان أو في ثوب اذا خاف ويجعلها إلي ظهره، لا يسجد الرجل علي کدس حنطة ولا علي شعير ولا علي لونٍ ممّا يؤکل ولا يسجد علي الخبز، ولا يتوضأ الرجل حتّي يسمّي، يقول قبل أن يمسّ الماء بسم اللَّه وباللَّه اللّهمّ اجعلني من التوّابين واجعلني من المتطهّرين، فإذا فرغ من طهوره قال: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريک له وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله فعندها يستحقّ المغفرة، من أتي الصلاة عارفاً بحقّها غفر له، لا يصلّي الرجل نافلة في وقت فريضة إلّا من عذرٍ لکن يقضي بعد ذلک إذا أمکنه القضاء قال اللَّه تبارک وتعالي: «الَّذِينَ هُمْ عَلَي صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ»[12] يعني الذين يقضون ما فاتهم من الليل بالنهار وما فاتهم من النهار بالليل، لا تقضي النافلة في وقت فريضة، ابدأ بالفريضة ثمّ صلّ ما بدا لک، الصلاة في الحرمين تعدل ألف صلاة ونفقة درهم في الحجّ تعدل ألف درهم، ليخشع الرجل في

[صفحه 438]

صلاته فإنّه من خشع قلبه للَّه عزّوجلّ خشعت جوارحه فلا يعبث بشي‏ء، القنوت في صلاة الجمعة قبل الرکوع الثانية، ويقرأ في الاُولي الحمد والجمعة، وفي الثانية الحمد والمنافقين، اجلسوا في الرکعتين حتّي تسکن جوارحکم ثمّ قوموا فإنّ ذلک من فعلنا، إذا قام أحدکم بين يدي اللَّه جلّ جلاله فليرفع يده حذاء صدره وإذا کان أحدکم بين يدي اللَّه جلّ جلاله فليتحرّي بصدره وليقم صلبه ولا ينحني، إذا فرغ أحدکم من الصلاة فليرفع يديه إلي السماء ولينصب في الدعاء.

فقال عبداللَّه بن سبأ: يا أميرالمؤمنين أليس اللَّه في کلّ مکان؟ قال: بلي، قال: فلم يرفع العبد يديه إلي السماء؟ قال: أما تقرأ «وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُکُمْ وَمَا تُوعَدُونَ»[13] فمن أين يطلب الرزق إلّا من موضعه، وموضع الرزق وما وعد اللَّه عزّوجلّ السماء، لا ينفتل العبد من صلاته حتّي يسأل اللَّه الجنّة ويستجير به من النار ويسأله أن يزوّجه من الحور العين، إذا قام أحدکم إلي الصلاة فليصلّ صلاة مودّع، لا يقطع الصلاة التبسّم ويقطعها القهقهة، إذا خالط النوم القلب وجب الوضوء، إذا غلبتک عينک وأنت في الصلاة فاقطع الصلاة ونَم فإنّک لا تدري تدعو لک أو علي نفسک لعلک أن تدعو علي نفسک، من أحبّنا بقلبه وأعاننا بلسانه وقاتل معنا أعدائنا بيده فهو معنا في درجتنا، ومن أحبّنا بقلبه وأعاننا بلسانه ولم يقاتل معنا أعدائنا فهو أسفل من ذلک بدرجتين، ومن أحبّنا بقلبه ولم يعنّا بلسانه ولا بيده فهو في الجنّة، ومن أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه ويده فهو مع عدوّنا في النار، ومن أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه فهو في النار، ومن أبغضنا بقلبه ولم يعن علينا بلسانه ولا بيده فهو في النار.

إنّ أهل الجنّة لينظرون إلي منازل شيعتنا کما ينظر الإنسان إلي الکواکب في السماء، إذا قرأتم من المسبّحات الأخيرة فقولوا سبحان اللَّه الأعلي، وإذا قرأتم إنّ اللَّه

[صفحه 439]

وملائکته يصلّون علي النبي فصلّوا عليه في الصلاة کنتم أو في غيرها، ليس في البدن شي‏ء أقلّ شکراً من العين فلا تعطوها سؤلها فتشغلکم عن ذکر اللَّه عزّوجلّ، إذا قرأتم والتين فقولوا في آخرها: ونحن علي ذلک من الشاهدين، وإذا قرأتم «قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ»[14] فقولوا: آمنّا باللَّه حتّي تبلغوا إلي قوله «مُسْلِمُونَ»، إذا قال العبد في التشهد في الأخيرتين وهو جالس: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريک له وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله وإنّ الساعة آتية لا ريب فيها وأنّ اللَّه يبعث من في القبور ثمّ أحدث حدثاً فقد تمّت صلاته، ما عبداللَّه بشي‏ء أشدّ من المشي الي بيته، اُطلبوا الخير في أخفاف الابل وأعناقها صادرة وواردة، إنّما سمّي (اللَّه زمزم) السقاية لأنّ رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله أمر بزبيب اُتي به من الطائف أن ينبذ ويطرح في حوض زمزم لأنّ مائها مرّ فأراد أن يکسر مرارته فلا تشربوه إذا عتق، إذا تعرّي الرجل نظر إليه الشيطان فطمع فيه فاستتروا، ليس للرجل أن يکشف ثيابه علي فخذه ويجلس بين قوم، من أکل شيئاً من المؤذيات بريحها فلا يقربنّ المسجد، ليرفع الرجل الساجد مؤخّره في الفريضة إذا سجد، إذا أراد أحدکم الغسل فليبدأ بذراعيه فليغسلهما، إذا صلّيت فأسمع نفسک القراءة والتکبير والتسبيح، إذا انفتلت من الصلاة فانفتل عن يمينک، تزوّد من الدنيا فإنّ خير ما تزوّد منها التقوي، فقدت من بني إسرائيل اُمّتان واحدة في البحر واُخري في البرّ، فلا تأکلوا إلّا ما عرفتم، من کتم وجعاً أصابه ثلاثة أيام من الناس وشکا إلي اللَّه کان حقّاً علي اللَّه أن يعافيه منه، أبعد ما کان العبد من اللَّه إذا کان همّه بطنه وفرجه، لا يخرج الرجل في سفر يخاف منه علي دينه وصلاته، أعط السمع أربعة في الدعاء: الصلاة علي النبي وآله والطلب من ربّک الجنّة والتعوّذ من النار وسؤالک إيّاه الحور العين، إذا فرغ العبد من صلاته فليصلّ علي النبي ويسأل الجنّة ويستجير باللَّه من النار ويسأله أن يزوّجه من الحور العين، فإنّه من

[صفحه 440]

صلّي علي النبي سمعه النبي ورفعت دعوته ومن سأل اللَّه الجنّة قالت الجنّة: يا ربّ أعط عبدک ما سأله، ومن استجار من النار قالت النار: يا ربّ أجِر عبدک ممّا استجارک، ومن سأل الحور العين قلن: اللّهمّ أعط عبدک ما سأل، الغناء نوح إبليس علي الجنّة، إذا أراد أحدکم النوم فليضع يده اليمني تحت خدّه اليمني وليقل: بسم اللَّه وضعت جنبي للَّه علي ملّة إبراهيم ودين محمّد وولاية من افترض اللَّه طاعته ما شاء اللَّه کان وما لم يشأ لم يکن، فمن قال ذلک عند منامه حفظ من اللص والمغير والهدم واستغفرت له الملائکة.

من قرأ قل هو اللَّه أحد حين يأخذ مضجعه وکّل اللَّه عزّوجلّ به خمسين ألف ملک يحرسونه ليلته، إذا أراد أحدکم النوم فلا يضعنّ جنبه علي الأرض حتّي يقول: اُعيذ نفسي وديني وأهلي وولدي ومالي وخواتيم عملي وما رزقني ربّي وخوّلني، بعزّة اللَّه وعظمة اللَّه وجبروت اللَّه وسلطان اللَّه ورحمة اللَّه ورأفة اللَّه وغفران اللَّه وقوّة اللَّه وقدرة اللَّه وجلال اللَّه، وبصنع اللَّه وأرکان اللَّه وبجمع اللَّه وبرسول‏اللَّه وبقدرة اللَّه علي ما يشاء اللَّه من شرّ السامّة والهامّة ومن شرّ الجنّ والانس ومن شرّ ما يدبّ في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، ومن شرّ کلّ دابة ربّي آخذ بناصيتها إنّ ربّي علي صراطٍ مستقيم وهو علي کلّ شي‏ءٍ قدير ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم، فإنّ رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله کان يعوّذ بها الحسن والحسين عليهماالسلام وبذلک أمرنا رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله، ونحن الخزّان لدين اللَّه ونحن مصابيح العلم إذا مضي منّا علم بدا علم.

لا يضلّ من اتّبعنا ولا يهتدي من أنکرنا ولا ينجو من أعان علينا عدوّنا ولا يُعان من أسلمنا، فلا تتخلّفوا عنّا لطمع دنياً وحطام زائل عنکم وأنتم تزولون عنه، فإنّ من آثر الدنيا واختارها علينا عظمت حسرته غداً وذلک قول اللَّه عزّوجلّ:

[صفحه 441]

«أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتِي عَلَي مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ کُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ»،[15] واغسلوا صبيانکم من الغمر فإنّ الشياطين تشمّ الغمر فيفزع الصبي في رقاده ويتأذّي به الکاتبان، لکم أوّل نظرة إلي المرأة فلا تتبعوها بنظرة اُخري واحذروا الفتنة، مدمن الخمر يلقي اللَّه عزّوجلّ حين يلقاه کعابد وَثَن، فقال حجر بن عدي: يا أميرالمؤمنين ما المُدمِن؟ قال: الذي إذا وجدها شربها، من شرب المسکر لم تقبل صلاته أربعين يوماً وليلة، من قال لمسلم قولاً يريد به انتقاص مروّته حبسه اللَّه في طينة خَبال حتّي يأتي ممّا قال بمخرج، لا ينام الرجل مع الرجل في ثوب واحد فمن فعل ذلک وجب عليه الأدب- وهو التعزير.

کلوا الدَباء فإنّه يزيد في الدماغ، وکان رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله يعجبه الدَباء، کلوا الأترج قبل الطعام وبعده فإنّ آل محمّد يفعلون ذلک، الکمّثري يجلو القلب ويسکّن أوجاع الجوف، إذا قام الرجل إلي الصلاة أقبل إبليس ينظر إليه حسداً لما يري من رحمة اللَّه التي تغشاه، شرّ الاُمور محدثاتها وخير الاُمور ما کان للَّه عزّوجلّ رضي، من عبدالدنيا وآثرها علي الآخرة استوخم العاقبة، اتّخذوا الماء طيّباً، من رضي من اللَّه عزّوجلّ بما قسم له استراح بدنه، خسر من ذهبت حياته وعمره فيما يباعده من اللَّه عزّ وجلّ، لو يعلم المصلّي ما يغشاه من جلال اللَّه ما سرّه أن يرفع رأسه من سجوده، إيّاکم وتسويف العمل بادروا به ما أمکنکم، ما کان لکم من رزق فسيأتيکم علي ضعفکم وما کان عليکم فلن تقدروا أن تدفعوه بحيلة، مروا بالمعروف وانهوا عن المنکر واصبروا علي ما أصابکم، سراج المؤمن معرفة حقّنا، أشدّ العمي من عمي عن فضلنا وناصبنا العداوة بلا ذنب سبق إليه منّا إلّا إنّا دعونا إلي الحقّ ودعاه من سوانا إلي الفتنة والدنيا فأتاهما ونصب البراءة منّا والعداوة لنا، لنا راية الحقّ من استظلّ بها کنّتهُ ومن سبق فاز ومن تخلّف عنها هلک ومن فارقها

[صفحه 442]

هوي ومن تمسّک بها نجا، أنا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة، واللَّه لا يحبّني إلّا مؤمن ولا يبغضني إلّا منافق، إذا لقيتم اخوانکم فتصافحوا وأظهروا لهم البشاشة والبشر تتفرقوا وما عليکم من الأوزار قد ذهب، إذا عطس أحدکم فسمّتوه قولوا يرحمک اللَّه وهو يقول يغفر اللَّه لکم ويرحمکم، قال اللَّه تبارک وتعالي: «وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيِّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا»،[16] صافح عدوّک وإن کره فإنّه ممّا أمر اللَّه عزّوجلّ به عباده يقول: «إِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَکَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ کَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ».[17].

ما يکافئ عدوّک بشي‏ء أشدّ عليه من أن تطيع اللَّه فيه وحسبک أن تري عدوّک يعمل بمعاصي اللَّه عزّوجلّ، الدنيا دول فاطلب حظّک منها بأجمل الطلب حتّي تأتيک دولتک، المؤمن يقظان مترقّب خائف ينتظر إحدي الحسنيين ويخاف البلاء حذراً من ذنوبه يرجو رحمة اللَّه عزّوجلّ، لا يعري المؤمن من خوفه ورجائه يخاف ممّا قدّم ولا يسهو عن طلب ما وعده اللَّه ولا يأمن ممّا خوّفه اللَّه عزّوجلّ، أنتم عمّار الأرض الذين استخلفکم اللَّه عزّوجلّ فيها لينظر کيف تعملون فراقبوه فيما يري منکم، عليکم بالمحجّة العظمي فاسلکوها لا تستبدل بکم غيرکم، من کمل عقله حسن عمله ونظره إلي دينه، سابقوا إلي مغفرة من ربّکم وجنّة عرضها السماوات والأرض اُعدّت للمتّقين فإنّکم لن تنالوها إلّا بالتقوي، من صدي‏ء بالإثم أعشي عن ذکر اللَّه عزّوجلّ، من ترک الأخذ عن أمر اللَّه بطاعته قيّض اللَّه له شيطاناً فهو له قرين، ما بال من خالفکم أشدّ بصيرة في ضلالتهم وأبذل لما في أيديهم منکم ما ذاک إلّا أنّکم رکنتم إلي الدنيا فرضيتم بالضيم وشححتم علي الحطام وفرّطتم فيما فيه عزّکم وسعادتکم وقوّتکم علي من بغي عليکم لا من ربّکم

[صفحه 443]

تستحيون فيما أمرکم ولا لأنفسکم تنظرون وأنتم في کلّ يوم تضامون ولا تنتبهون من رقدتکم ولا ينقضي فتورکم، أما ترون الي بلادکم ودينکم کلّ يوم يبلي وأنتم في غفلة الدنيا، يقول اللَّه عزّوجلّ: «وَلَا تَرْکَنُوا إِلَي الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّکُمُ النَّارُ وَمَا لَکُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ».[18].

سمّوا أولادکم فإن لم تدروا أذکر هم أم اُنثي فسمّوهم بالأسماء التي تکون للذکر والاُنثي فإنّ أسقاطکم إذا لقوکم في القيامة ولم تسمّوهم يقول السقط لأبيه ألا سمّيتني، وقد سمّي رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله محسناً قبل أن يولد، إيّاکم وشرب الماء من قيام علي أرجلکم فإنّه يورث الداء الذي لا دواء له أو يعافي اللَّه عزّوجلّ، إذا رکبتم الدواب فاذکروا اللَّه عزّوجلّ وقولوا: «سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هذَا وَمَا کُنَّا لَهُ مُقْرَنِينَ وَإِنَّا إِلَي رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ».[19].

إذا خرج أحدکم في سفر فليقل: اللّهمّ أنت الصاحب في السفر والحامل علي الظهر والخليفة في الأهل والمال والولد، وإذا نزلتم منزلاً فقولوا: اللّهمّ أنزلنا منزلاً مبارکاً وأنت خير المنزلين، إذا اشتريتم ما تحتاجون إليه من السوق فقولوا حين تدخلون الأسواق: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريک له وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، اللّهمّ إنّي أعوذ بک من صفقة خاسرة ويمين فاجرة وأعوذ بک من بوار الأيم (الأثم)، المنتظر وقت الصلاة بعد الصلاة من زوّار اللَّه عزّوجلّ وحقّ علي اللَّه تعالي أن يکرم زائره وأن يعطيه ما سأل، الحاج والمعتمر وفد اللَّه (وحقّ علي اللَّه أن يکرم وفده) ويحبوه بالمغفرة، من سقي صبيّاً مسکراً وهو لا يعقل حبسه اللَّه تعالي في طينة خَبال حتّي يأتي ممّا صنع بمخرج، الصدقة جُنّة عظيمة من النار للمؤمن ووقاية للکافر من (أن) يتلف ماله ويعجّل له الخلف ويدفع عنه البلايا وما لَهُ في

[صفحه 444]

الآخرة من نصيب، باللّسان کبّ أهل النار في النار وباللّسان اُعطي أهل النور النور فاحفظوا ألسنتکم واشغلوها بذکر اللَّه، أخبث الأعمال ما ورت الضلال وخير ما اکتسب أعمال البرّ، إيّاکم وعمل الصور فتُسألوا عنها يوم القيامة، إذا أخذت منک قذاة فقل: أماط اللَّه عنک ما تکره، إذا قال لک أخوک وقد خرجت من الحمّام: طاب حمّامک وحميمک فقل: أنعم اللَّه بالک، إذا قال لک أخوک: حيّاک اللَّه بالسلام فقل: وأنت فحيّاک اللَّه بالسلام وأحلّک دار المقام، لا تَبُل علي المحجّة ولا تتغوّط عليها، السؤال بعد المدح فامدحوا اللَّه ثم اسألوا الحوائج، أثنوا علي اللَّه عزّوجلّ وامدحوه قبل طلب الحوائج، يا صاحب الدعاء لا تسأل ما لا يکون ولا يحلّ.

إذا هنّيتم الرجل عن مولود ذکر فقولوا: بارک اللَّه لک في هبته وبلّغه أشدّه ورزقک برّه، إذا قدم أخوک من مکّة فقبّل بين عينيه وفمه الذي قبّل به الحجر الأسود الذي قبّله رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله والعين التي نظر بها إلي بيت اللَّه عزّوجلّ وقبّل موضع سجوده ووجهه وإذا هنّيتموه فقولوا: قبل اللَّه نسکک ورحم سعيک وأخلف عليک نفقتک ولا جعله آخر عهدک ببيته الحرام، احذروا السفلة فإنّ السفلة من لا يخاف اللَّه عزّوجلّ فيهم قتلة الأنبياء وفيهم أعداؤنا، إنّ اللَّه تبارک وتعالي اطّلع إلي الأرض فاختارنا واختار لنا شيعة ينصروننا ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا اُولئک منّا وإلينا.

ما من الشيعة عبد(شيعتنا أحد) يقارف أمراً نهيناه عنه فيموت حتّي يبتلي ببلية تمحّص بها ذنوبه أمّا في مال وأمّا في ولد وأمّا في نفسه حتّي يلقي اللَّه عزّوجلّ وما له ذنب وإنّه ليبقي عليه الشي‏ء من ذنوبه فيشدّد به عليه عند موته.

الميّت من شيعتنا صدّيق شهيد، صدّق بأمرنا وأحبّ فينا وأبغض فينا يريد بذلک وجه اللَّه عزّوجلّ مؤمن باللَّه وبرسوله، قال اللَّه عزّوجلّ: «وَالَّذِينَ آمَنُوا

[صفحه 445]

بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِکَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ».[20].

افترقت بنو إسرائيل علي اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الاُمّة علي ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنّة، من أذاع سرّنا أذاقه اللَّه بأس الحديد، اختنوا أولادکم يوم السابع لا يمنعکم حرّ ولا برد فإنّه طهور للجسد وأنّ الأرض لتضجّ إلي اللَّه من بول الأَغلف، السکر أربع سکرات: سکر الشراب وسکر المال وسکر النوم وسکر الملک، إذا أراد أحدکم النوم فليضع يده اليمني تحت خدّه الأيمن وانّه لا يدري أينتبه من رقدته أم لا، أحبّ للمؤمن أن يطلي في کلّ خمسة عشر يوماً من النورة، أقلّوا من أکل الحيتان فإنّها تذيب البدن وتکثر البلغم وتغلّظ النفس، حسو اللبن شفاء من کلّ داء إلّا الموت، کلوا الرّمان بشحمه فإنّه دباغ للمعدة في کلّ حبّة من الرّمان إذا استقرّت في المعدة حياة للقلب وإنارة للنفس وتمرض وسواس الشيطان أربعين ليلة، نعم الإدام الخلّ يکسر المرّة ويحيي القلب، کلوا الهندباء فما من صباح إلّا وعليه قطرة من قطر الجنّة، اشربوا ماء السماء فإنّه يطهّر البدن ويدفع الأسقام، قال اللَّه تبارک وتعالي: «وَيُنَزِّلُ عَلَيْکُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَکُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْکُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانَ وَلْيَرْبِطَ عَلَي قُلُوبِکُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ»،[21] ما من داءٍ إلّا وفي الحبّة السوداء منه شفاء إلّا السام.

لحوم البقر داء وألبانها دواء وأسمانها شفاء، ما تأکل الحامل من شي‏ء ولا تتداوي به أفضل من الرطب، قال اللَّه عزّوجلّ لمريم: «وَهُزِّي إِلَيْکِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تَسَّاقِط عَلَيْکِ رُطَباً جَنِيّاً فَکُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً»،[22] حنّکوا أولادکم بالتمر فهکذا فعل رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله بالحسن والحسين، إذا أراد أحدکم أن يأتي زوجته فلا

[صفحه 446]

يعجّلها فإنّ للنساء حوائج، إذا رأي أحدکم إمرأة تعجبه فليأت أهله فإنّ عند أهله مثل ما رأي ولا يجعلنّ للشيطان إلي قلبه سبيلاً وليصرف بصره عنها فإن لم تکن له زوجة فليصلّ رکعتين ويحمد اللَّه کثيراً ويصلّي علي النبي وآله ثمّ ليسأل اللَّه من فضله فإنّه يبيح له برأفته مايغنيه، إذا أتي أحدکم زوجته فليقلّ الکلام فإنّ الکلام عند ذلک يورث الخرس، لا ينظرنّ أحدکم إلي باطن فرج إمرأته لعلّه يري ما يکره ويورث العمي، إذا أراد أحدکم مجامعة زوجته فليقل: اللّهمّ إنّي استحللت فرجها بأمرک وقبلتها بأمانتک فإن قضيت لي منها ولداً فاجعله ذکراً سويّاً ولا تجعل للشيطان فيه نصيباً ولا شريکاً، ألحُقنة من الأربع التي قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: إنّ أفضل ما تداويتم به الحقنة وهي تعظم البطن وتنفي داء الجوف وتقوّي البدن، استعطوا بالبنفسج (فإنّ رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله قال: لو يعلم الناس ما في البنفسج لحسّوه حسواً)، وعليکم بالحجامة، اذا أراد أحدکم أن يأتي أهله فليتوقّ أول الأهلة وأنصاف الشهور فإنّ الشيطان يطلب الولد في هذين الوقتين والشياطين يطلبون الشرک فيهما فيجيؤون ويحيلون، توقّوا الحجامة والنورة يوم الأربعاء يوم نحس مستمرّ وفيه خلقت جهنّم، وفي يوم الجمعة ساعة لا يحتجم فيها أحد إلّا مات.[23].

بيان: قال المجلسي رحمه الله: اعلم أنّ أصل هذا الخبر في غاية الوثاقة والاعتبار علي طريقةالقدماء، وإن‏لم يکن صحيحاً لزعم المتأخّرين، واعتمد عليه الکليني رحمه الله وذکر أکثر أجزائه متفرّقة في أبواب الکافي، وکذا غيره من أکابر المحدّثين. وقال في تحف العقول مرسلاً مثله بتغيّرٍ ما، وإنّما اعتمدنا علي ما في الخصال؛ لأنّه کان أصحّ سنداً ونسخةً، وفيه قال صلوات اللَّه عليه: «إذا أراد أحدکم الخلاء فليقل: بسم اللَّه اللّهمّ أمِط عنّي الأذي وأعذني من الشيطان الرجيم،

[صفحه 447]

وليقل إذا جلس: اللّهمّ کما أطعمتنيه طيباً وسوغتنيه فاکفنيه، فإذا نظر بعد فراغه إلي حدثه فليقل: اللّهمّ ارزقني الحلال وجنّبني الحرام، فإنّ رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله قال: ما من عبدٍ إلّا وقد وکّل اللَّه به ملکاً يلوي عنقه إذا أحدث حتّي ينظر إليه، فعند ذلک ينبغي له أن يسأل اللَّه الحلال، فإنّ الملک يقول: يا ابن‏آدم هذا ما حرصت عليه اُنظر من أين أخذته وإلي ماذا صار.

وقال أعلي اللَّه مقامه: ورأيت رسالة قديمة قال فيها: حدّثنا الشيخ الفقيه أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسي بن بابويه القمّي رحمه الله، عن أبيه، عن سعد بن عبداللَّه بن أبي‏خلف، قال: حدّثنا أحمدبن أبي‏اللَّه البرقي، ومحمّد بن عيسي اليقطيني، عن القاسم بن يحيي، وحدّث أيضاً عن أبيه، ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي‏عبداللَّه البرقي، عن القاسم بن يحيي بن حسن بن راشد، عن جدّه، عن أبي‏بصير، ومحمّد بن مسلم، عن أبي‏عبداللَّه وأبي‏جعفر عليهماالسلام قال: حدّثنا أبي، عن جدّي، عن آبائه عليهم‏السلام، وساق الحديث نحوه باختلافات يسيرة.

[صفحه 448]


صفحه 424، 425، 426، 427، 428، 429، 430، 431، 432، 433، 434، 435، 436، 437، 438، 439، 440، 441، 442، 443، 444، 445، 446، 447، 448.








  1. البقرة: 187.
  2. النساء: 1.
  3. البقرة: 185.
  4. الشوري: 30.
  5. التوبة: 46.
  6. الصافات: 79 تا 81.
  7. التوبة: 104.
  8. الماعون: 5.
  9. الحجرات: 12.
  10. المدثر: 4.
  11. النحل: 69.
  12. المعارج: 23.
  13. الذاريات: 22.
  14. البقرة: 136.
  15. الزمر: 56.
  16. النساء: 86.
  17. فصلت: 34 تا 35.
  18. هود: 113.
  19. الزخرف: 13 تا 14.
  20. الحديد: 19.
  21. الأنفال: 11.
  22. مريم: 25 تا 26.
  23. خصال الصدوق، باب علّم أمير المؤمنين عليه‏السلام أصحابه أربعمائة باب: 603؛ تحف العقول، في باب آدابه عليه‏السلام لأصحابه وهي أربعمائة: 66؛ البحار 89:10.