ما جاء في كراماته















ما جاء في کراماته‏



1/8564- ابن‏طاووس، وقفتُ في کتاب قد نقل عن الشيخ حسن بن الحسين بن طحال المقدادي... أنّ عمران بن شاهين من اُمراء العراق، عصي علي عضد الدولة، فطلبه طلباً حثيثاً فهرب منه إلي المشهد- أي مشهد أميرالمؤمنين- متخفياً، فرأي أميرالمؤمنين عليه‏السلام في منامه وهو يقول: إنّ في غد يأتي فنّاخسرو إلي هاهنا فيخرجون من کان في هذا المقام، فتقف أنت هاهنا وأشار إلي زاوية من القبة، فإنّهم لا يرونک فسيدخل ويزور ويصلّي ويبتهل بالدعاء والقسم بمحمد وآله أن يظفره اللَّه بک، فادنُ منه وقل له: أيها الملک من هذا الذي ألححت بالقسم بمحمد وآله أن يظفرک اللَّه به؟

فسيقول: رجل شقّ عصاي ونازعني في ملکي وسلطاني، فقل له: ما لمن يظفرک به؟ فيقول: إن حتم عليّ بالعفو عنه عفوت عنه، فأعلمه بنفسک فإنّک تجد منه ما تريد. فکان کما قال له، فقال له: أنا عمران بن شاهين، قال: من أوقفک

[صفحه 360]

هاهنا؟ قال له: هذا مولانا قال في منامي: غداً يحضر فناخسرو إلي هاهنا، وأعاد عليه القول، فقال له: بحقّه قال لک فناخسرو؟ قلت: إي وحقّه، فقال عضد الدولة: ما عرف أحد انّ اسمي فناخسرو إلّا اُمّي والقابلة وأنا.

ثمّ خلع عليه خلع الوزارة وطلع من بين يديه إلي الکوفة، وکان عمران بن شاهين قد نذر عليه أنّه متي عفا عنه عضد الدولة أتي زيارة أميرالمؤمنين عليه‏السلام حافياً حاسراً، فلمّا جنّه الليل خرج من الکوفة وحده، فرأي جدي عليّ بن طحال مولانا أميرالمؤمنين عليه‏السلام في منامه وهو يقول: اُقعد اِفتح لوليي عمران بن شاهين الباب، فقعد وفتح الباب واذا بالشيخ قد أقبل فلمّا وصل قال: بسم اللَّه مولانا، فقال: ومن أنا؟ فقال: عمران بن شاهين، قال: لست بعمران بن شاهين، فقال: بلي إنّ أميرالمؤمنين أتاني في منامي وقال لي: افتح لوليي عمران بن شاهين، قال له: بحقّه هو قال لک؟ قال: إي وحقّه هو قال لي، فوقع علي العتبة يقبّلها وأحاله عن ضامن السمک بستّين ديناراً، وکانت له زواريق تعمل في الماء في صيد السمک.[1].

(أقول: وبني الرواق المعروف برواق عمران في المشهدين الشريفين الغروي والحائري علي مشرفهما السلام).

2/8565- الصدوق، أبي‏رحمه الله قال: حدثني سعد بن عبداللَّه، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن أحمد بن عبداللَّه القزويني، عن الحسين بن المختار القلانسي، عن أبي‏بصير، عن عبدالواحد بن المختار الأنصاري، عن اُم المقدام الثقفية، قالت: قال لي جويرية بن مسهرة: قطعنا مع أميرالمؤمنين علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام جسر الصراة في وقت العصر، فقال عليه‏السلام: إن هذه أرض معذبة لا ينبغي لنبي ولا وصي نبي أن يصلي فيها، فمن أراد منکم أن يصلي فيها فليصل، فتفرق الناس يمنة ويسرة يصلون، فقلت: أنا واللَّه لأقلدن هذا الرجل صلاتي اليوم

[صفحه 361]

ولا اُصلي حتي يصلي، فسرنا وجعلت الشمس تسفل وجعل يدخلني من ذلک أمر عظيم حتي وجبت الشمس وقطعنا الأرض، فقال: ياجويرة أذِّن، فقلت: تقول أذّن وقد غابت الشمس، فقال: أذّن فأذنت، ثم قال لي: أقم فأقمت فلما قلت قد قامت الصلاة رأيت شفتيه يتحرکان وسمعت کلاماً ما کأنه کلام العبرانية، فارتفعت الشمس حتي صارت في مثل وقتها في العصر، فصلي فلما انصرفنا هوت إلي مکانها واشتبکت النجوم، فقلت أنا أشهد أنک وصي رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله فقال: ياجوية أما سمعت اللَّه عزّوجلّ يقول: «فَسَبِّحْ بِاسمِ رَبِّکَ الْعَظِيمِ»[2] فقلت بلي، قال: فاني سألت اللَّه باسمه العظيم فردّها عليّ.[3].

3/8566- محمد بن يعقوب، عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن موسي بن جعفر، عن عمرو بن سعيد، عن الحسن بن صدقة، عن عمار بن موسي، قال: دخلت أنا وأبوعبداللَّه عليه‏السلام مسجد الفضيخ فقال: ياعمار تري هذه الوهدة؟ قلت: نعم، قال: کانت امرأة جعفر التي خلّف عليها أميرالمؤمنين عليه‏السلام قاعدة في هذا الموضع ومعها ابناها من جعفر، فبکت، فقال لها إبناها: ما يبکيک يااُمة؟ قالت: بکيت لأمير المؤمنين عليه‏السلام فقالا لها: تبکين لأمير المؤمنين ولا تبکين لأبينا؟ قالت: ليس هذا لهذا ولکن ذکرت حديثاً حدثني به أميرالمؤمنين عليه‏السلام في هذا الموضع فأبکاني، قالا: وما هو؟ قالت: کنت أنا وأميرالمؤمنين عليه‏السلام في هذا المسجد، فقال لي: ترين هذه الوهدة؟ قلت: نعم، قال: کنت أنا ورسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله قاعدين فيها إذ وضع رأسه في حجري ثم خفق حتي غط وحضرت صلاة العصر فکرهت أن أحرّک رأسه عن فخذي فأکن قد أذّيت رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله حتي ذهب الوقت وفاتت، فانتبه

[صفحه 362]

رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله فقال: ياعلي صليت؟ قلت: لا، قال: ولم ذاک؟ قلت: کرهت أن أُوذيک، قال: فقام واستقبل القبلة ومدّ يديه کلتيهما وقال: اللهم رّدّ الشمس إلي وقتها حتي يصلّي علي، فرجعت الشمس إلي وقت الصلاة حتي صليت العصر، ثم انقضّت انقضاض الکوکب.[4].

4/8567- محمد بن الحسن الصفار، حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان، عن إبراهيم بن أيوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي‏جعفر عليه‏السلام قال: بينا أميرالمؤمنين عليه‏السلام علي المنبر إذ أقبل ثعبان من ناحية باب من أبواب المسجد، فهمَّ الناس أن يقتلوه فأرسل اليهم أميرالمؤمنين عليه‏السلام أن کفوّا فکفّوا، وأقبل الثعبان ينساب حتي انتهي إلي المنبر فتطاول وسلّم علي أميرالمؤمنين عليه‏السلام فأشار أميرالمؤمنين بيده فنظر الناس والثعبان في أصل المنبر حتي فرغ أميرالمؤمنين عليه‏السلام من خطبته ثم أقبل عليه فقال له: من أنت؟ قال أنا عمرو بن عثمان خليفتک علي الجنّ وإن أبي‏مات وأوصاني أن آتيک فأستطلع رأيک فقد أتيتک ياأميرالمؤمنين فما تأمرني به؟ فقال له أميرالمؤمنين عليه‏السلام: أوصيک بتقوي اللَّه وأن تنصرف فتقوم مقام أبيک في الجنّ فانک خليفتي عليهم، قال: فودّع أميرالمؤمنين وانصرف فهو خليفته علي الجن.[5].

5/8568- الطبرسي: ما رواه نقلة الأخبار من حديث الثعبان والرواية فيه: أنه کان عليه‏السلام يخطب ذات يوم علي منبر الکوفة إذ ظهر ثعبان من جانب المنبر، فجعل يرقي ثم دنا من المنبر فارتاع لذلک الناس وهموا بقصده ودفعه عنه، فأومأ اليهم بالکف عنه، فلما صار إلي المرقاة التي کان أميرالمؤمنين عليه‏السلام قائماً عليها انحني إلي

[صفحه 363]

الثعبان وتطاول الثعبان اليه حتي التقم اُذنه وسکت الناس وتحيروا لذلک، فنق نقيقاً سمعه کثير منهم، ثم إنّه زال عن مکانه وأميرالمؤمنين عليه‏السلام يحرک شفتيه والثعبان کالمصغي اليه ثم انساب فکأن الأرض ابتلعته وعاد أميرالمؤمنين إلي خطبته فلما فرغ منها ونزل اجتمع الناس يسألونه عن حال الثعبان؟ فقال: إنما هو حاکم من حکام الجن التبست عليه قضية فصار إلي يستفتيني عنها فأفهمته إياها فدعا إلي بخير وانصرف.[6].

6/8569- محمد بن أبي‏القاسم الطبري، بإسناده، قال: حدثنا ثونا، عن المرضية، عن العباس بن محمد، عن سلام بن سالم، عن جابر الجعفي، عن جعفر بن محمد عليه‏السلام قال: بينا علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام علي منبر الکوفة، إذ أقبل عليه ثعبان من آخر المسجد، فوثب اليه الناس بنعالهم، فقال لهم عليه‏السلام: مهلاً يرحمکم اللَّه فانها مأمورة فکف الناس عنها، فأقبل الثعبان إلي علي عليه‏السلام حتي وضع فاه علي اُذن علي، فقال له: ما شاء اللَّه أن يقول، ثم إن الثعبان نزل وتبعه علي، فقال الناس: ياأميرالمؤمنين ألا تخبرنا بمقالة هذا الثعبان؟ فقال: نعم انه رسول‏الجن قال: أنا وصي الجن ورسولهم اليک يقول الجن لو أن الانس أحبوک کحبنا إياک وأطاعوک کطاعتنا لما عذب اللَّه أحداً من الانس بالنار.[7].

7/8570- الديلمي: عن الحارث الأعور، قال: بينما أميرالمؤمنين عليه‏السلام يخطب علي الناس يوم الجمعة في مسجد الکوفة إذ أقبل أفعي من ناحية باب الفيل رأسه أعظم من رأس البعير يهوي نحو المنبر، فانفرق الناس فرقتين في جانبي المسجد خوفاً، فجاء حتي صعد المنبر ثم تطاول إلي اُذن أميرالمؤمنين عليه‏السلام فأصغي اليه باُذنه وأقبل اليه يساره ملياً، ثم نزل، فلما بلغ باب أميرالمؤمنين الذي يسمونه باب الفيل، انقطع

[صفحه 364]

أثره وغاب فلم يبق مؤمن ولا مؤمنة إلّا قال: هذا من عجائب أميرالمؤمنين عليه‏السلام ولم يبق منافق إلّا قال: هذا من سحره، وقال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: أيها الناس لست بساحر، وهذا الذي رأيتموه وصي محمد صلي الله عليه و آله علي الجن وأنا وصيه علي الجن والانس، وهذا يطيعني أکثر مما تطيعونني، وهو خليفتي فيهم، فقد وقع بين الجن ملحمة تهادروا فيها الدماء لا يعلمون ما المخرج منها ولا ما الحکم فيها، وقد أتاني سائلاً عن الجواب في ذلک فأجبته عنه بالحق، وهذا المثال الذي تمثل لکم به أراد أن يريکم فضلي عليکم الذي هو أعلم به منکم.[8].

8/8571- محمد بن الحسن الصفار، علي بن إبراهيم الجعفري، عن أبي‏العباس، عن محمد بن سليمان الحذاء البصري، عن رجل، عن الحسين بن الحسن أبي‏الحسن البصري، قال: لما فتح أميرالمؤمنين عليه‏السلام البصرة قال: من يدلنا علي دار ربيع ابن‏حکم؟ فقال له: الحسين بن الحسن أبي‏الحسن أنا ياأميرالمؤمنين، قال: وکنت يومئذ غلاماً قد أيفع، قال: فدخل منزله - والحديث طويل- ثم خرج عليه‏السلام وتبعه الناس فلما أجاز إلي الجبانة واکتنفه الناس، فخطّ بسوطه خطة فأخرج ديناراً، ثم خط خطة اُخري فأخرج ديناراً حتي أخرج ثلاثين ديناراً فقلّبها في يده حتي أبصره الناس ثم ردّها وغرسها بابهامه ثم قال: ليأتک (ليليک) بعدي محسن أو مسي‏ء، ثم رکب بغلة رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله وانصرف إلي منزله، وأخذنا العلامة في موضع فحفرنا حتي بلغنا الرسخ فلم نصب شيئاً، فقيل للحسن ياأباسعيد ما تري ذلک من أميرالمؤمنين عليه‏السلام؟ فقال: أمّا أنا فلا أدري أن کنوز الأرض تستر إلّا بمثله.[9].

[صفحه 365]

9/8572- عن الحارث الأعور الهمداني، قال: کنا مع أميرالمؤمنين عليه‏السلام بالکناس إذ أقبل أسد يهوي من البرية فتضعضعنا له وانتهي إلي أميرالمؤمنين عليه‏السلام فطرح نفسه بين يديه خاضعاً ذليلاً، فقال له أميرالمؤمنين عليه‏السلام: ارجع ولا تدخلن دار هجرتي، وبلغ عني ذلک جميعاً السباع وما أطاعني، فاذا عصوا اللَّه فيّ وخلعوا طاعتي فقد حکمتکم فيهم، قال: فلم تزل جميع السباع تتجافي عن الکوفة وجميع ما حولها إلي أن قبض أميرالمؤمنين عليه‏السلام.[10].

10/8573- روي مرفوعاً عن مالک الأشتر رحمه الله قال: دخلت علي أميرالمؤمنين عليه‏السلام في ليلة مظلمة فقلت: السلام عليک ياأميرالمؤمنين ورحمة اللَّه وبرکاته، فقال: وعليک السلام، ما الذي أدخلک عليّ في هذه الساعة يامالک؟ فقلت: حبّک ياأميرالمؤمنين وشوقي اليک، فقال: صدقت واللَّه يا مالک فهل رأيت ببابي أحداً في هذه الليلة المظلمة؟ قلت: نعم ياأميرالمؤمنين رأيت ثلاثة نفر، فقام أميرالمؤمنين عليه‏السلام فخرج وخرجنا معه، فاذا بالباب رجل مکفوف ورجل زَمِن، ورجل أبرص، فقال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: ما تصنعون ببابي في هذا الوقت فقالوا: جئناک ياأميرالمؤمنين لتشفينا مما بنا، فمسح عليه‏السلام عليهم جميعاً، فقاموا من غير عميً ولا زمانه ولا برص.[11].

11/8574- ابن‏شهر آشوب: الحارث الأعور، قال: خرجنا مع أميرالمؤمنين عليه‏السلام حتي انتهينا إلي العاقول فاذا هو بأصل شجرة قد وقع عنها لحاها وبقي عودها، فضربها عليه‏السلام بيده ثم قال: ارجعي لي باذن اللَّه خضراء نضرة مثمرة، فاذا هي تهتز بأغصانها حملها الکمثري، فقطعنا منه وأکلنا وحملنا معنا، فلما کان من الغد غدونا

[صفحه 366]

اليها فاذا نحن بها خضراء فاذا فيها الکمثري.[12].

12/8575- عن علي [عليه‏السلام] قال: کنا بخيبر سهر رسول‏اللَّه صلي الله عليه وسلم في قتال المشرکين، فلما کان من الغد وکان مع صلاة العصر، فوضع رأسه في حجري فنام فاستثقل فلم يستيقظ حتي غربت الشمس، فلما استيقظ مع غروب الشمس، قلت: يارسول‏اللَّه ما صليت صلاة العصر کراهية اُوقظک من نومک، فرفع رسول‏اللَّه صلي الله عليه وسلم يده وقال: اللهم إن عبدک تصدق بنفسه علي نبيک فأردد عليه شروقها، فرأيتها في الحال في قوت العصر بيضاء نقية حتي قمت ثم توضأت ثم صليت ثم غابت.[13].

13/8576- الشيخ الطوسي، عن الفحام، عن المنصوري، عن عمّ أبيه، قال: حدثني الامام علي بن محمد عليهماالسلام باسناده عن الباقر، عن جابر، قال: کنت أماشي أميرالمؤمنين عليه‏السلام علي الفرات، إذ خرجت موجة عظيمة فغطته حتي استتر عني، ثم انحسرت عنه ولا رطوبة عليه، فوجمت لذلک وتعجبّت، وسألته عنه، فقال: ورأيت ذلک؟ قال: قلت: نعم، قال: انما الملک الموکل بالماء خرج فسلّم علي واعتنقني.[14].

14/8577- محمد بن الحسن الصفار، حدثنا عبداللَّه بن محمد، عمن رواه، عن محمد بن عبدالکريم، عن عبداللَّه بن عبدالرحمن، عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام لابن عباس: إن اللَّه علمنا منطق الطير کما علمه سليمان بن داود منطق کل دابة في برّ أو بحر.[15].

[صفحه 367]

15/8578- محمد بن الحسن الصفار، حدثنا أحمد بن موسي، عن أحمد بن محمد المعروف بغزّال، عن محمد بن عمر الجرجاني، يرفعه إلي عبدالرحمن بن أحمد السلماني، عن أميرالمؤمنين علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: دعاني رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله فوجهني إلي اليمن لأصلح بينهم، فقلت له: يارسول‏اللَّه إنهم قوم کثير وأنا شاب حدث، فقال لي: ياعلي إذا صرت بأعلي عقبة فيق فنادي بأعلي صوتک ياشجر يامدر ياثري محمد رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله يقرؤکم السلام، قال: فمضيت فلما صرت بأعلي عقبة فيق أشرفت علي اليمن فاذا هم بأسرهم مقبلون نحوي مشرعون أسنتهم متنکبون قسيهم شاهرون سلاحهم، فناديت بأعلي صوتي: ياشجر يامدر ياثري محمد يقرءکم السلام، قال: فلم تبق شجرة ولا مدرة ولا ثري إلّا ارتجت بصوت واحد وعلي محمد رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله وعليک السلام فاضطربت قوائم القوم وارتعدت رکبهم ووقع السلاح من أيديهم وأقبلوا مسرعين فأصلحت بينهم وانصرفت.[16].

16/8579- ابن‏شهر آشوب: عن أبي‏إسحاق السبيعي والحارث الأعور: رأينا شيخاً باکياً وهو يقول: أشرفت علي المائة وما رأيت العدل إلّا ساعة، فسئل عن ذلک، فقال: أنا حجر الحميري وکنت يهودياً ابتاع الطعام، قدمت يوماً نحو الکوفة فلما صرت (سرت) بالقبة بالمسجد فقدت طمري، فدخلت الکوفة إلي الأشتر فوجهني إلي أميرالمؤمنين عليه‏السلام فلما رآني قال: ياأخا اليهود إن عندنا علم المنايا والبلايا ما کان وما يکون، أخبرک أم تخبرني بماذا جئت؟ فقلت: بل تخبرني، فقال: اختلست الجن مالک في القبة فما تشاء، قلت: إن تفضلت عليّ آمنت بک، قال: فانطلق معي حتي أتي القبة وصلي رکعتين ودعا بدعاء وقرأ «يُرْسَلُ عَلَيْکُمْ شُوَاظٌ

[صفحه 368]

مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ»[17] الآية، ثم ياعبداللَّه ما هذا العبث واللَّه ما علي هذا بايعتموني وعاهدتموني يامشعر الجن، فرأيت مالي يخرج من القبة، فقلت: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وأشهد أن محمداً رسول‏اللَّه، وأشهد أن علياً ولي اللَّه، ثم إني لما قدمت الآن وجدته مقتولاً.[18].

17/8580- روي السيد المحدث الجزائري في (الأنوار) باسناده إلي سلمان الفارسي‏رحمه الله قال يوماً لأمير المؤمنين عليه‏السلام بعد موت عمر بن الخطاب: ياأميرالمؤمنين اني حزين من فوت رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله إلي هذا اليوم وأريد أن تروحني هذا اليوم وتريني من کراماتک عليّ ما يزيل عني هذا الغم. فقال علي عليه‏السلام: عليّ بالبغلتين اللتين من رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله، فلما اُتي بهما رکب هو و احدة ورکب سلمان الاُخري، قال سلمان: فلما خرجنا من المدينة فاذا لکل بغلة جناحان فطارا في الهواء وارتفعا فتعجبت غاية التعجب، فقال: ياسلمان هل تري المدينة؟ فقلت أما المدينة فلا ولکن أري آثار الأرض، فأشار إلي البغلتين فارتفعا في الجو لحظة فنظرت ولم أر شيئاً في الأرض وإذا أنا أسمع أصوات التسبيح والتهليل، فقلت: ياأميرالمؤمنين اللَّه اکبر ان ههنا بلاداً قد وصلنا اليها؟ فقال: ياسلمان هذه أصوات الملائکة بالتسبيح والتهليل وهذه هي سماء الدنيا فقد وصلنا اليها، فأشار إلي البغلتين فحرک شفتيه فانحطتا طائرتين نحو الأرض، وکان وقوعهما علي بحر عريض کثير الأمواج کأن أمواجه الجبال، فنظر إلي ذلک البحر مولانا أميرالمؤمنين عليه‏السلام فسکنت أمواجه، فنزل عليه‏السلام ومشي علي وجه الماء، ونزلت أنا والبغلتان تمشيان خلفنا، فلما خرجنا من ذلک البحر فاذا هو تتلاطم أمواجه کهيئة الاُولي.

[صفحه 369]

فقلت: ياسيدي ياأميرالمؤمنين ما هذا البحر؟ فقال عليه‏السلام: هذا البحر الذي أغرق (اللَّه) فيه فرعون وقومه فهو يضطرب خوفاً من اللَّه تعالي من ذلک اليوم إلي يوم القيامة، فلما نظرت اليه خاف مني فسکن، وهاهو رجع إلي حالته الاُولي، قال سلمان: فلما خرجنا من ذلک البحر ومشينا رأيت جداراً أبيضاً مرتفعاً في الهواء ليس يُدرک أوله ولا آخره، فلما قربنا اليه فاذا هو جدار من ياقوت أو نحوه، وإذا بباب عظيم فلما دنا منه أميرالمؤمنين عليه‏السلام انفتح فدخلنا، فرأيت أشجاراً وأنهاراً وبيوتاً ومنازل عالية، فوقها غرف، وإذا في تلک البستان أنهار من خمر وأنهار من لبن وأنهار من عسل وإذا فيها أولاد وبنات وکلما وصفه اللَّه تعالي بالجنة علي لسان نبيه صلي الله عليه و آله رأيت فيها، فرأيت أولاداً وبناتاً أقبلوا إلي أميرالمؤمنين يقبلون أياديه وأقدامه، فجلس علي کرسي ووقف الأولاد والبنات حوله.

فقالوا: ياأميرالمؤمنين ما هذا الهجران الذي هجرتنا هذه سبعة أيام ما رأيناک فيها ياأميرالمؤمنين، فقلت: ياأميرالمؤمنين ما هذه المنازل في هذا المکان؟ فقال: ياسلمان هذه منازل شيعتنا بعد الموت، تريد ياسلمان أن تنظر إلي منزلک؟ فقلت: نعم، فأمر واحداً فأخذ بي إلي منزل عال مبني من الياقوت والزبرجد واللؤلؤ وفيه کلما تشتهيه الأنفس، فأخذت رمانة من ثماره وأتيت اليه، فقلت: ياأميرالمؤمنين هذا منزلي ولا أخرج منه، فقال عليه‏السلام ياسلمان هذا منزلک بعد الموت وهذه منازل شيعتنا بعد الموت، وهذه جنة الدنيا تأتي اليها شيعتنا بعد الموت، فيتنعمون بها إلي يوم القيامة حتي ينتقلوا منها إلي جنة الآخرة.

فقال عليه‏السلام: ياسلمان تعال حتي نخرج فلما خرج وودعه أهل تلک الجنة، فخرجنا فانغلق الباب فمشينا فقال عليه‏السلام ياسلمان أتحب أن اُريک صاحبک؟ فقلت نعم، الخبر.[19].

[صفحه 370]

18/8581- محمد بن الحسن الصفار، حدثنا عبداللَّه بن محمد، عمن رواه، عن محمد بن عبدالکريم، عن عبداللَّه بن عبدالرحمن، عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام لابن عباس: إن اللَّه علمنا منطق الطير کما علمه سليمان بن داود منطق کل دابة في برّ أو بحر.[20].

19/8582- الشيخ الطوسي، أخبرني محمد بن محمد، قال: حدثنا أبوالحسن علي ابن‏بلال المهلبي، قال: حدثني إسماعيل بن علي بن عبداللَّه البربري الخزاعي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عيسي بن حميد الطائي، قال: حدثنا أبي‏حميد بن عيسي، قال: سمعت أباالحسن علي بن الحسين بن علي بن الحسين يقول: سمعت أبي‏يقول: سمعت أباجعفر محمد بن محمد بن علي بن الحسين عليهم‏السلام يقول: إن أميرالمؤمنين عليه‏السلام لما رجع من وقعة الخوارج، اجتاز بالزوراء، فقال للناس: إنها الزوراء فسيروا وجنبوا عنها فان الخسف أسرع اليها من الوتد في النخالة، فلما أتي موضعاً من أرضها، قال: ما هذه الأرض؟ قيل: أرض بحرا، فقال: أرض سباخ جنبوا ويمّنوا. فلما أتي يمنة السواد فإذا هو براهب في صومعة له، فقال له: ياراهب أنزل ههنا؟ فقال له الراهب: لا تنزل هذه الأرض بجيشک قال: ولِمَ؟ قال: لأنه لا ينزلها إلّا نبي أو وصي نبي بجيشه، يقاتل في سبيل اللَّه عزّوجلّ، هکذا نجد في کتبنا.

فقال له أميرالمؤمنين عليه‏السلام: فأنا وصي سيّد الأنبياء، وسيد الأوصياء، فقال له الراهب: فأنت إذن أصلع قريش ووصي محمد صلي الله عليه و آله.

فقال له أميرالمؤمنين: أنا ذلک، فنزل الراهب اليه، فقال: خذ عليّ شرائع الاسلام، إني وجدت في الانجيل نعتک، وانک تنزل أرض براثا بيت مريم وأرض عيسي عليه‏السلام.

[صفحه 371]

فقال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: قف ولا تخبرنا بشي‏ء، ثم أتي موضعاً فقال: الکِزوا هذه فالکزه برجله فانبجست عين خوّارة، فقال: هذه عين مريم التي انبعقت لها، ثم قال: اکشفوا ههنا علي سبعة عشر ذراعاً، فکشف فإذا بصخرة بيضاء فقال علي عليه‏السلام: علي هذه وضعت مريم عيسي من عاتقها وصلت ههنا، فنصب أميرالمؤمنين عليه‏السلام الصخرة وصلّي اليها، وأقام هناک أربعة أيام يتم الصلاة، وجعل الحرم في خيمة من الموضع علي دعوة، ثم قال: أرض براثا هذا بيت مريم عليهاالسلام، هذا الموضع المقدس صلي فيه الأنبياء.[21].

20/8583- الشيخ المفيد: وروي نقلة الآثار واشتهر في أهل الکوفة لاستفاضته بينهم وانتشر الخبر به إلي من عداهم من أهل البلاد فأثبته العلماء من کلام الحيتان له في فرات الکوفة، وذلک أنهم رووا أن الماء طغي في الفرات وزاد حتي أشفق أهل الکوفة من الغرق، ففزعوا إلي أميرالمؤمنين عليه‏السلام فرکب بغلة رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله وخرج والناس معه حتي أتي شاطي‏ء الفرات، ونزل وأسبغ الوضوء وصلي منفرداً بنفسه والناس يرونه ثم دعي بدعوات سمعها أکثرهم ثم تقدم إلي الفرات متوکئاً علي قضيب بيده حتي ضرب به صفحة الماء، وقال: انقص باذن اللَّه ومشيته، فغاض الماء حتي بدت الحيتان في قعره، فنطق کثير منها بالسلام عليه بإمرة المؤمنين ولم ينطق منها أصناف من السمک، وهي الجري والمارماهي، والزمار، فتعجب الناس لذلک وسألوا عن علة نطق ما نطق وصمت ما صمت؟ فقال عليه‏السلام: أنطق اللَّه لي ما طهر من السمک وأصمت عني ما حرّمه ونجّسه وبعّده.[22].

[صفحه 372]

تبيين: وهذا خبر مستفيض شهرته بالنقل والرواية کشهرة کلام الذئب للنبي صلي الله عليه و آله وتسبيح الحصي في کفه وحنين الجذع اليه وإطعام الخلق الکثير من الزاد القليل، ومن رام طعناً فيه فهو لا يجد من الشبهة في ذلک إلّا ما يتعلق به الطاعون من معجزات النبي صلي الله عليه و آله.

[صفحه 373]


صفحه 360، 361، 362، 363، 364، 365، 366، 367، 368، 369، 370، 371، 372، 373.








  1. فرحة الغري: 147؛ سفينة البحار 274: 2.
  2. الواقعة: 96.
  3. علل الشرائع: 352، وسائل الشيعة 469:3، بصائر الدرجات: 237، البحار 168:41، إثبات الهداة 445:4، فضائل ابن شاذان: 68.
  4. الکافي 561:4، البحار 216:100، إثبات الهداة 436:1، غاية المرام: 629.
  5. بصائر الدرجات باب في الأئمة عليهم‏السلام وان الجن تسألهم: 117، البحار 163:39، الکافي 396:1، مناقب ابن شهر آشوب باب أحواله عليه‏السلام مع إبليس 251:2، إثبات الهداة 439:4، الفصول المهمة (للحر العاملي): 150، مدينة المعاجز 137:1 ح76.
  6. أعلام الوري: 181، روضة الواعظين: 119، إثبات الهداة 466:4، البحار 178:39الارشاد: 183.
  7. بشارة المصطفي: 164، البحار 249:39.
  8. إرشاد القلوب: 278، الثاقب في المناقب: 248 ح213، الهداية الکبري: 152، مدينة المعاجز 141:1 ح80، إثبات الوصية: 129، الخرائج والجرائح 189:1، إثبات الهداة 404:2.
  9. بصائر الدرجات باب إن الأئمة اعطوا خزائن الأرض: 395، البحار 255:41، إثبات الهداة 511:4، مدينة المعاجز 512:1 ح330، الاختصاص: 271.
  10. إرشاد القلوب: 277، البحار 231:41، اثبات الهداة 53:5، الخرائج والجرائح 191:1، الثاقب في المناقب: 250 ح216، الهداية: 152.
  11. إرشاد القلوب: 284، البحار 195:41، مدينة المعاجز 74:2 ح407، الهداية الکبري: 160، الخرائج والجرائح 196:1، الثاقب في المناقب: 204 ح181.
  12. مناقب ابن شهر آشوب باب طاعة الجمادات له عليه‏السلام 327:2، إثبات الهداة 504:4، البحار 248:41، بصائر الدرجات: 274، مدينة المعاجز 361:1 ح230، الثاقب في المناقب: 246 ح211، الخرائج والجرائح 218:1، إثبات الوصية: 116، إرشاد القلوب: 278، الهداية (للحضيني): 153.
  13. کنز العمال 349:12 ح35353.
  14. أمالي الطوسي المجلس 298:11 ح585، البحار 109:39، بشارة المصطفي: 192.
  15. بصائر الدرجات باب إن الأئمة يعرفون منطق الطير: 363، تفسير البرهان 204:3، البحار 264:27.
  16. بصائر الدرجات باب إن الأئمة کلمهم غير الحيوانات: 521، قصص الأنبياء: 285، فرائد السمطين 67:1، روضة الواعظين: 116، الخرائج والجرائح 492:2، البحار 371:17، أمالي الصدوق المجلس 185:40، مدينة المعاجز 417:1 ح276، الثاقب في المناقب: 68 ح50، مختصر البصائر: 13، إثبات الهداة 530:1.
  17. الرحمن: 35.
  18. مناقب ابن شهر آشوب باب انقياد الحيوانات له عليه‏السلام 306:2، البحار 189:39، الهداية للحضيني: 126، مدينة المعاجز 303:1 ح190، إرشاد القلوب: 274، نوادر المعجزات: 58، إثبات الوصية: 115.
  19. نفس الرحمن في أحوال سلمان: 84.
  20. بصائر الدرجات باب إن الأئمة يعرفون منطق الطير: 363، تفسير البرهان 204:3، البحار 264:27.
  21. أمالي الطوسي المجلس السابع: 199 ح340، البحار 211:14، کشف الغمة 19:2، مستدرک الوسائل 429:3 ح3932، الخرائج والجرائح 552:2.
  22. الارشاد باب تکلم الحيتان معه عليه‏السلام: 183، البحار 268:41، إثبات الهداة 541:4، إرشاد القلوب: 227، أعلام الوري: 182، روضة الواعظين: 119، مناقب ابن شهر آشوب باب طاعة الجمادات له عليه‏السلام 330:2، مدينة المعاجز 105:2 ح430.