ما جاء في تاريخ حياته
2/8464- علي بن إبراهيم القمي: جاء رجل إلي أميرالمؤمنين عليهالسلام يوم الجمل [صفحه 313] فقال: ياعلي علي ما تقاتل أصحاب رسولاللَّه صلي الله عليه و آله ومن شهد أن لا إله إلّا اللَّه وأن محمداً رسولاللَّه؟ فقال علي عليهالسلام: آية في کتاب اللَّه أباحت لي قتالهم، قال: وما هي؟ قال: قوله تعالي: «تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلي بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ کَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَي بْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلکِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ کَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلکِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ»[2] فقال الرجل: کفر واللَّه القوم.[3]. 3/8465- الطبرسي: عن الأصبغ بن نباتة، قال: کنت واقفاً مع أميرالمؤمنين عليهالسلام يوم الجمل، فجاء رجل حتي وقف بين يديه فقال: ياأميرالمؤمنين کبّر القوم وکبرنا وهلل القوم وهللنا، وصلي القوم وصلينا، فعلي ما نقاتلهم فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام: علي ما أنزل جل ذکره في کتابه، فقال: ياأميرالمؤمنين ليس کل ما أنزل اللَّه في کتابه أعلمه، فعلمنيه؟ فقال علي عليهالسلام: ما أنزل اللَّه في سورة البقرة، فقال ياأميرالمؤمنين ليس کل ما أنزل اللَّه في سورة البقرة أعلمه، فعلمنيه؟ فقال علي عليهالسلام: هذه الآية: «تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلي بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ کَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَي بْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلکِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ کَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلکِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ»[4] فنحن الذين آمنا وهم الذين کفروا، فقال الرجل: کفر القوم ورب الکعبة، ثم حمل فقاتل حتي قتل رحمه الله.[5]. [صفحه 314] 4/8466- نصر بن مزاحم، حدثنا عمر بن سعد، عن الحارث بن حصين (حصيرة) قال: دخل أبو زينب بن عوف علي علي عليهالسلام [وذلک لما أراد الخروج إلي صفين] فقال: ياأميرالمؤمنين لئن کنا علي الحق لأنت أهدانا سبيلاً، وأعظمنا في الخير نصيباً، ولئن کنا علي ضلالة انک لاثقلنا ظهراً وأعظمنا وزراً، أمرتنا بالمسير إلي هذا العدو، وقد قطعنا ما بيننا وبينهم من الولاية، وأظهرنا لهم العداوة، نريد بذلک ما يعلمه اللَّه تعالي من طاعتک، وفي أنفسنا من ذلک ما فيها أليس الذي نحن عليه الحق المبين، والذي عليه عدونا هو الغي والحوب الکبير؟ فقال علي عليهالسلام: بلي شهدت أنک إن مضيت معنا ناصراً لدعوتنا، صحيح النية في نصرنا، قد قطعت منهم الولاية، وأظهرت لهم العداوة کما زعمت، فإنک ولي اللَّه تسبح في رضوانه، وترکض في طاعته، فابشر أبازينب. وقال له عمار بن ياسر: أثبت أبازينب ولا تشک في الأحزاب أعداء اللَّه ورسوله، فقال أبوزينب ما أحب ان لي شاهدين من هذه الاُمة شهدا لي عما سألت من هذا الأمر الذي أهمني مکانکما. بيان: وهذا الخبر يدل علي شک کان منه فزال، وانه لم يکن له کثير معرفة بمقام أميرالمؤمنين عليهالسلام.[6]. 5/8467- نصر بن الصباح البلخي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن إسماعيل بن بزيع، عن أبيالجارود، قال: قلت للأصبغ بن نباتة: ما کان منزلة هذا الرجل فيکم؟ قال: ما أدري ما تقول: إلّا أن سيوفنا کانت علي عواتقنا فمن أوصي اليه ضربناه بها، وکان يقول لنا: تشرطوا فواللَّه ما [صفحه 315] اشتراطکم لذهب ولا فضة وما اشتراطکم إلّا للموت إن قوماً من قبلکم [من بني إسرائيل] تشارطوا بينهم فما مات أحد منهم حتي کان نبي قومه أو نبي قريته أو نبي نفسه، وإنکم بمنزلتهم غير أنکم لستم بأنبياء.[7]. 6/8468- محمد بن الحسين، عن محمد بن جعفر، عن أحمد بن عبداللَّه قال: قال علي بن الحکم: أصحاب أميرالمؤمنين عليهالسلام الذين قال لهم: تشرَّطو فأنا اشارطکم علي الجنة ولست اشارطکم علي ذهب ولا فضة، ان نبينا صلي الله عليه و آله فيما مضي قال لأصحابه: تشرطوا فاني لست اشارطکم إلّا علي الجنة، وهم سلمان الفارسي، والمقداد، وأبوذر الغفاري وعمار بن ياسر، وأبوساسان وأبوعمرو الأنصاريان، وسهل- بدري- وعثمان ابنا حنيف الأنصاري، وجابر بن عبداللَّه الأنصاري.[8]. 7/8469- محمد بن مسعود العياشي، وأبوعمرو بن عبدالعزيز، قالا: حدثنا محمد بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسي، عن أبيالحسن العرني، عن غياث الهمداني، عن بشير بن عمرو الهمداني، قال: مر بنا أميرالمؤمنين عليهالسلام فقال: اکتبوا (اثبتوا) في هذه الشرطة، فواللَّه لا غناء لمن بعدهم إلّا شرطة النار إلّا من عمل بمثل أعمالهم.[9]. 8/8470- عن جعفر بن محمد عليهماالسلام أن علياً عليهالسلام سُئل فقيل له: ما أفضل مناقبک ياأميرالمؤمنين؟ فقال عليهالسلام: أفضل مناقبي ما ليس بي فيه صنع، وذکر مناقب کثيرة قال فيها: وان اللَّه لما أنزل علي رسوله براءة بعث بها أبابکر إلي أهل مکة، فلما خرج وفصل نزل جبرئيل عليهالسلام فقال: يامحمد، لا يبلغ عنک إلّا علي، فدعاني رسولاللَّه صلي الله عليه و آله وأمرني أن أرکب ناقته العضباء وأن ألحق أبابکر، فآخذها منه، فلحقته فقال: ما [صفحه 316] لي، أسخطةً من اللَّه ورسوله؟ قلت: لا، إلّا أنه نزل عليه أن لا يؤدي عنه إلّا رجل منه. قال أبوعبداللَّه جعفر بن محمد عليهالسلام فأخذها منه ومضي حتي وصل إلي مکة، فلما کان يوم النحر بعد الظهر قام بها فقرأ «بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَي الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِکِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ»[10] عشرين من ذي الحجة ومحرم وصفر وشهر ربيع الأول، وعشراً من شهر ربيع الآخر، وقال: لا يطوف بالبيت عريان ولا عريانة، ولا مشرک ولا مشرکة، ألا ومن کان له عهد عند رسولاللَّه صلي الله عليه و آله فمدته هذه الأربعة الأشهر، وذکر باقي الحديث.[11]. 9/8471- عن سليم بن قيس الهلالي، قال: التقي أميرالمؤمنين عليهالسلام بأهل البصرة يوم الجمل، نادي الزبير: ياأباعبداللَّه أخرج إلي، فخرج الزبير ومعه طلحة، فقال لهما: واللَّه إنکما لتعلمان وأُولوا العلم من آل محمد وعائشة بنت أبيبکر، أن کل أصحاب الجمل ملعونون علي لسان محمد صلي الله عليه و آله وقد خاب من افتري. قالا: کيف نکون ملعونين ونحن أصحاب بدر وأهل الجنة؟ فقال لهما علي عليهالسلام: لو علمت أنکم من أهل الجنة لما استحللت قتالکم، فقال له الزبير: أما سمعت حديث سعيد بن عمرو بن نفيل وهو يروي، أنه سمع من رسولاللَّه صلي الله عليه و آله يقول: عشرة من قريش في الجنة؟ قال علي عليهالسلام: سمعت يحدث بذلک عثمان في خلافته، فقال له الزبير: أفتراه کذب علي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله؟ فقال له علي عليهالسلام: لست أخبرک بشيء حتي تسميّهم، قال الزبير: أبوبکر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، وعبدالرحمن بن عوف، وسعد بن أبيوقاص، وأبوعبيدة بن الجراح، وسعيد بن عمرو بن نفيل. [صفحه 317] فقال له علي عليهالسلام: عددت تسعة فمن العاشر؟ قال له: أنت، قال علي عليهالسلام قد أقررت أني من أهل الجنة، وأما ما ادعيت لنفسک وأصحابک فأنا به من الجاحدين الکافرين، قال له الزبير: أفتراه کذب علي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله؟ قال: ما أراه کذب، ولکنه واللَّه، اليقين. فقال علي عليهالسلام: واللَّه إن بعض من سميّته لفي تابوت في شعب في جبّ في أسفل درک من جهنم، علي ذلک الجب صخرة إذا أراد اللَّه أن يسعر جهنم رفع تلک الصخرة، سمعت ذلک من رسولاللَّه صلي الله عليه و آله وإلّا أظفرني اللَّه بي وسفک دمي علي يديک، وإلّا أظفرني اللَّه عليک وعلي أصحابک وسفک دماءکم علي يدي، وعجل أرواحکم إلي النار، فرجع الزبير إلي أصحابه وهو يبکي.[12]. 10/8472- الطبرسي: عن المبارک بن فضالة، عن رجل ذکره، قال: أتي رجل أميرالمؤمنين عليهالسلام بعد الجمل، فقال: ياأميرالمؤمنين، رأيت في هذه الواقعة أمراً هالني من روح قد بانت، وجثة قد زالت، ونفس قد فاتت، لا أعرف فيهم مشرکاً باللَّه تعالي، فاللَّه اللَّه ما يجللني من هذا! إن يک شراً فهذا يتلقي (نتلقي) بالتوبة، وإن يک خيراً ازددنا منه، أخبرني عن أمرک هذا الذي أنت عليه، أفتنة عرضت لک فأنت تنفح الناس بسيفک، أم شيء خصک به رسولاللَّه صلي الله عليه و آله؟؟ فقال له عليهالسلام: إذن أخبرک، إذن أنبئک، إذن أحدثک، إن ناساً من المشرکين أتوا رسولاللَّه صلي الله عليه و آله وأسلموا، ثم قالوا: لأبي بکر: استأذن لنا علي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله حتي نأتي قومنا فنأخذ أموالنا ثم نرجع، فدخل أبوبکر علي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله فاستأذن لهم، فقال عمر: يارسولاللَّه أنرجع من الاسلام إلي الکفر؟ فقال صلي الله عليه و آله: وما علمک ياعمر أن ينطلقوا فيأتوا بمثلهم معهم من قومهم، ثم انهم أتوا أبابکر في العام المقبل فسألوه أن يستأذن لهم [صفحه 318] علي النبي صلي الله عليه و آله فاستأذن لهم، وعنده عمر فقال مثل قوله، فغضب رسولاللَّه صلي الله عليه و آله ثم قال: واللَّه ما أراکم تنتهون حتي يبعث اللَّه عليکم رجلاً من قريش يدعوکم إلي اللَّه فتختلفون عنه اختلاف الغنم الشرد (الشرود). فقال له أبوبکر: فداک أبيواُمي يارسولاللَّه أنا هو؟ قال: لا، فقال عمر: أنا هو؟ قال: لا، قال عمر: فمن هو يارسولاللَّه؟ فأومي إلي وأنا أخصف نعل رسولاللَّه صلي الله عليه و آله وقال: هو خاصف النعل عندکما، ابنعمي، وأخي، وصاحبي، ومبرئ ذمتي، والمؤدي عني ديني وعداتي، والمبلغ عني رسالاتي، ومعلم الناس من بعدي، ومبينهم من تأويل القرآن ما لا يعلمون، فقال الرجل: اکتفي منک بهذا ياأميرالمؤمنين ما بقيت، فکان ذلک الرجل أشد أصحاب علي عليهالسلام فيما بعد علي من خالفه.[13]. 11/8473- الطبرسي: روي أن رجلاً من أصحابه قام اليه فقال: إنک نهيتنا عن الحکومة ثم أمرتنا بها فما ندري أي الأمرين أرشد؟ فصفق عليهالسلام إحدي يديه علي الاُخري ثم قال: هذا جزاء من ترک العقدة [أي الرأي والحزم، أي هذا جزاؤکم حيث ترکتم الرأي الحازم الذي أمرتکم به فوقعتم في الحيرة والشک من جراء عنادکم واتباعکم أهواءکم]، أما واللَّه لو أني حين أمرتکم بما أمرتکم به، حملتکم علي المکروه الذي جعل اللَّه فيه خيراً کثيراً، فان استقمتم هديتکم وإن اعوججتم قوّمتکم، وإن أبيتم تدارکتکم لکانت الوثقي، ولکن بمن والي من اُريد أن اُداوي بکم وأنتم دائي؟ کناقش الشوکة بالشوکة وهو يعلم أن ضلعها معها، اللهم قد ملّت أطباء هذا الداء الدوي، وکلت النزعة بأشطان الرّکي.[14]. 12/8474- الصدوق، حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق، قال: [صفحه 319] حدثنا محمد بن عبداللَّه الکوفي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمکي، قال: حدثنا جعفر بن سليمان الجعفري، قال: حدثنا أبي، عن عبداللَّه بن الفضل الهاشمي، عن سعد الخفاف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: لما وقف أميرالمؤمنين علي بن أبيطالب عليهالسلام علي الخوارج ووعظهم وذکرهم وحذرهم القتال، قال لهم: ما تنقمون مني إلّا أني أول من آمن باللَّه وبرسوله، فقالوا: أنت کذلک، ولکنک حکمت في دين اللَّه أباموسي الأشعري، فقال عليهالسلام: واللَّه ما حکمت مخلوقاً، وإنما حکمت القرآن، ولولا أني غلبت علي أمري وخولفت في رأيي لما رضيت أن تضع الحرب أوزارها بيني وبين حرب أهل اللَّه حتي اُعلي کلمة اللَّه وأنصر دين اللَّه ولو کره الکافرون والجاهلون.[15]. 13/8475- عن علي عليهالسلام قال في وصيته لابن عباس، لما بعثه للاحتجاج علي الخوارج: لا تخاصمهم بالقرآن، فإن القرآن حمّال ذو وجوه، تقول ويقولون، ولکن حاجّهم بالسنة، فانهم لن يجدوا عنها محيصاً.[16]. 14/8476- الطبرسي: روي أن أميرالمؤمنين عليهالسلام کان جالساً في بعض مجالسه، بعد رجوعه من النهروان فجري الکلام حتي قيل له: لِمَ لا حاربت أبابکر وعمر کما حاربت طلحة والزبير ومعاوية؟ فقال علي عليهالسلام: اني کنت لم أزل مظلوماً مستأثراً علي حقي، فقام اليه الأشعث ابنقيس فقال: ياأميرالمؤمنين لِمَ لم تضرب بسيفک، ولم تطلب بحقک؟ فقال: ياأشعث، قد قلت قولاً فاسمع الجواب وعِهِ، واستشعر الحجة، إن لي اُسوة بستة من الأنبياء صلوات اللَّه عليهم أجمعين. [صفحه 320] أولهم: نوح عليهالسلام حيث قال: «أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ»[17] فان قال قائل: انه قال هذا لغير خوف فقد کفر، وإلّا فالوصي أعذر. وثانيهم: لوط عليهالسلام حيث قال: «لَوْ أَنَّ لِي بِکُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلي رُکْنٍ شَدِيدٍ»[18] فان قال قائل: انه قال هذا لغير خوف فقد کفر، وإلّا فالوصي أعذر. وثالثهم: إبراهيم عليهالسلام خليل اللَّه حيث قال: «وَأَعْتَزِلُکُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ»[19] فان قال قائل: إنه قال هذا لغير خوف فقد کفر، وإلّا فالوصي أعذر. ورابعهم: موسي عليهالسلام حيث قال: «فَفَرَرْتُ مِنْکُمْ لَمَّا خِفْتُکُمْ»[20] فان قال قائل: قال هذا لغير خوف فقد کفر، وإلّا فالوصي أعذر. وخامسهم: أخوه هارون عليهالسلام حيث قال: «ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وکادوايقتلوننيي»[21] فان قال قائل: انه قال هذا لغير خوف فقد کفر، وإلّا فالوصي أعذر. وسادسهم: أخي محمد خير البشر صلي الله عليه و آله حيث ذهب إلي الغار، ونومني علي فراشه، فان قال قائل: إنه ذهب إلي الغار لغير خوف منه فقد کفر، وإلّا فالوصي أعذر. فقام اليه الناس بأجمعهم فقالوا: ياأميرالمؤمنين قد علمنا أن القول قولک، ونحن المذنبون التائبون، وقد عذرک اللَّه ورسوله والمؤمنون.[22]. 15/8477- الطبرسي: عن إسحاق بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن آبائه عليهمالسلام قال: خطب أميرالمؤمنين عليهالسلام خطبة بالکوفة، فلما [صفحه 321] کان في آخر کلامه قال: ألا وإني لأولي الناس بالناس وما زلت مظلوماً منذ قبض رسولاللَّه صلي الله عليه و آله، فقام اليه أشعث بن قيس، فقال: ياأميرالمؤمنين لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراق إلّا وقلت: واللَّه إني لأولي الناس بالناس، فما زلت مظلوماً منذ قبض رسولاللَّه صلي الله عليه و آله ولما ولي تيم وعدي، ألا ضربت بسيفک دون ظلامتک؟ فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام: يابن الخمّارة، قد قلت قولاً فاسمع مني. واللَّه ما منعني الجبن ولا کراهية الموت ولا منعني من ذلک إلّا عهد أخي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله أخبرني وقال لي: ياأباالحسن إن الاُمة ستغدر بک وتنقض عهدي، وانک مني بمنزلة هارون من موسي فقلت: يارسولاللَّه فما تعهد إلي إذا کان کذلک؟ فقال: إن وجدت أعواناً فبادر اليهم وجاهدهم، وان لم تجد أعواناً فکف يدک واحقن دمک حتي تلحق بي مظلوماً. فلما توفي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله اشتغلت بدفنه والفراغ من شأنه، ثم آليت يميناً إني لا أرتدي إلّا للصلاة حتي أجمع القرآن ففعلت، ثم أخذته وجئت به فأعرضته عليهم، قالوا: لا حاجة لنا به. ثم أخذت بيد فاطمة، وابني الحسن والحسين، ثم درت علي أهل بدر، وأهل السابقة، فأنشدتهم حقي، ودعوتهم إلي نصرتي، فما أجابني منهم إلّا أربعة رهط: سلمان وعمار والمقداد وأبوذر، وذهب من کنت اعتضد بهم علي دين اللَّه من أهل بيتي، وبقيت بين خفيرين قريبي العهد بجاهلية: عقيل والعباس. فقال له الأشعث: کذلک کان عثمان لما لم يجد أعواناً، کف يده حتي قتل مظلوماً. فقال له أميرالمؤمنين عليهالسلام: يابن الخمارة، ليس کما قست إن عثمان جلس في غير مجلسه، وارتدي بغير ردائه، صارع الحق فصرعه الحق، والذي بعث محمداً صلي الله عليه و آله بالحق، لو وجدت يوم بويع أخو تيم أربعين رهطاً لجاهدتم في اللَّه إلي أن اُبلي [صفحه 322] عذري، ثم قال: أيها الناس إن الأشعث لا يزن عند اللَّه جناح بعوضة، وإنه أقل في دين اللَّه من عفطة عنز.[23]. 16/8478- الصدوق، باسناده عن علي عليهالسلام قال: لقد علم المستحفظون من أصحاب محمد صلي الله عليه و آله أن أهل صفين قد لعنهم اللَّه علي لسان نبيه، وقد خاب من افتري.[24]. 17/8479- الشيخ الطوسي، أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبوالحسن علي ابنمحمد الکاتب، قال: أخبرني الحسن بن علي الزعفراني، قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد الثقفي، قال: حدثني أبوالوليد الضبي، قال: حدثنا أبوبکر الهذلي، قال: دخل الحارث بن حوط الليثي علي أميرالمؤمنين علي بن أبيطالب عليهالسلام فقال: ياأميرالمؤمنين، ما أري طلحة والزبير وعائشة احتجوا وأضحوا إلّا علي حق؟ فقال عليهالسلام: ياحارث إنک إن نظرت تحتک ولم تنظر فوقک جزت عن الحق، إن الحق والباطل لا يعرفان بالناس، ولکن اعرف الحق باتباع من اتبعه، والباطل باجتناب من اجتنبه، قال: فهلا أکون کعبداللَّه بن عمر وسعد بن مالک؟ فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام: إن عبداللَّه ابنعمر وسعداً خذلا الحق ولم ينصرا الباطل حتي کانا إمامين فيالخير فيتبعان.[25]. 18/8480- الشيخ الطوسي، أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبوالحسن علي ابنمحمد الکاتب، قال: أخبرني الحسن بن علي الزعفراني، قال: حدثني أبوإسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي، قال: حدثنا إبراهيم بن عمر، قال: حدثني أبي، عن أخيه، عن بکر بن عيسي، قال: لما اصطف الناس للحرب بالبصرة، خرج طلحة والزبير في صف أصحابهما، فنادي أميرالمؤمنين علي بن أبيطالب عليهالسلام الزبير بن [صفحه 323] العوام فقال له: ياأباعبداللَّه أدن مني لأفضي اليک بسر عندي، فدنا منه، حتي اختلفت أعناق فرسيهما، فقال له أميرالمؤمنين عليهالسلام أنشدتک اللَّه إن ذکرتک شيئاً فذکرته، أما تعزف به؟ فقال: نعم، فقال: أما تذکر يوماً کنت مقبلاً عليّ بالمدينة تحدثني إذ خرج رسولاللَّه صلي الله عليه و آله فرآک معي وأنت تبسم إلي، فقال لک: يازبير أتحب علياً؟ فقلت: وکيف لا أحبه بيني وبينه من النسب والمودة في اللَّه ما ليس لغيره، فقال: إنک ستقاتله وأنت له ظالم، فقلت: أعوذ باللَّه من ذلک، فنکس الزبير رأسه ثم قال: اني أنسيت هذا المقام. فقال له أميرالمؤمنين عليهالسلام: دع هذا، أفلست بايعتني طائعاً؟ قال: بلي قال: فوجدت مني حدثاً يوجب مفارقتي؟ فسکت ثم قال: لا جرم واللَّه لا قاتلتک، ورجع متوجهاً نحو البصرة، فقال له طلحة: ما لک يازبير تنصرف عنا، سحرک ابنأبيطالب؟! فقال: لا ولکن ذکرني ما کان أنسانيه الدهر، واحتج عليّ ببيعتي له، فقال طلحة: لا، ولکن جبنت، وانتفح سحرک، فقال له الزبير: لم أجبن لکن اُذکرت فذکرت. فقال له عبداللَّه: ياأبة جئت بهذين العسکرين العظيمين حتي إذا اصطفا للحرب قلت: أترکهما وأنصرف، فما تقول قريش غداً بالمدينة، اللَّه اللَّه ياأبة لا تشمت الأعداء، ولا تشين نفسک بالهزيمة قبل القتال. قال: يابني ما أصنع وقد حلفت له باللَّه ألا اُقاتله، قال له: کفّر عن يمينک ولا تفسد أمرنا، فقال الزبير: عبدي مکحول حرّ لوجه اللَّه کفارة يميني، ثم عاد معهم للقتال. فقال همام الثقفي في فعل الزبير وما فعل وعتقه عبده في قتال علي عليهالسلام: أيعتق مکحولاً ويعصي نبيه [صفحه 324] أينوي بهذا الصدق والبر والتقي لشتان ما بين الضلالة والهدي ومن هو في ذات الاله مشمر أفي الحق أن يعصي النبي سفاهة کدافق ماء للسراب يؤمّه 19/8481- الشيخ الطوسي، أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبوحفص عمر ابنمحمد الصيرفي، قال: حدثنا أبوعبداللَّه محمد بن القاسم بن محمد بن عبيداللَّه، قال: حدثنا جعفر بن عبيداللَّه، عن جعفر المحمدي، قال: حدثنا يحيي بن الحسن بن فرات التميمي، قال: حدثنا المسعودي، عن الحارث بن حصيرة، عن أبيمحمد العنزي، قال: حدثني ابنعمي أبوعبداللَّه العنزي، قال: إنا لجلوس مع علي بن أبيطالب عليهالسلام يوم الجمل إذ جاءه الناس يهتفون به: ياأميرالمؤمنين لقد نالنا النبل والنشاب، فسکت ثم جاء آخرون فذکروا مثل ذلک، فقالوا: قد جرحنا، فقال علي عليهالسلام: ياقوم من يعذرني من قوم يأمروني بالقتال ولم تنزل بعدُ الملائکة. فقال: إنا لجلوس ما نري ريحاً ولا نمسّها إذ هبّت ريح طيبة من خلفنا، واللَّه لوجدت بردها بين کتفي من تحت الدرع والثياب، قال: فلما هبت صبّ أميرالمؤمنين عليهالسلام درعه ثم قام إلي القوم، فما رأيت فتحاً کان أسرع منه.[27]. 20/8482- قطب الدين الراوندي، باسناده إلي الصدوق، باسناده إلي ابنعباس قال: لقد کنا في محفل فيه أبوسفيان وقد کُف بصره، وفينا علي عليهالسلام فأذن المؤذن، فلما قال: أشهد أن محمداً رسولاللَّه، قال أبوسفيان: ههنا من يُحتشم؟ قال واحد من [صفحه 325] القوم: لا، فقال: للَّه درّ أخي بني هاشم انظروا أين وضع اسمه! فقال علي عليهالسلام: أسخن اللَّه عينيک ياأباسفيان، اللَّه فعل ذلک بقوله عزّ من قائل: «وَرَفَعْنَا لَکَ ذِکْرَکَ»[28] فقال أبوسفيان: أسخن اللَّه عين من قال ليس ههنا من يحتشم.[29]. 21/8483- روي الحسن بن حميد، قال: حدثنا أبوغسان، قال: حدثنا أبوإسماعيل عمير بن بکار، عن جابر، عن الباقر عليهالسلام عن أميرالمؤمنين عليهالسلام قال: لقد تعجبت يوم بدر من جرأة القوم وقد قتلت الوليد بن عتبة وقتل حمزة عتبة وشرکته في قتله شيبة، إذ أقبل إلي حنظلة بن أبيسفيان، فلما دنا مني ضربته ضربة بالسيف فسالت عيناه ولزم الأرض قتيلاً.[30]. 22/8484- الواقدي: قال علي عليهالسلام: لما کان يوم اُحد وجال الناس تلک الجولة، أقبل اُمية بن أبيحذيفة بن المغيرة، وهو دارع مقنع في الحديد، ما يري منه إلّا عيناه، وهو يقول: يوم بيوم بدر، فيعترض له رجل من المسلمين فيقتله اُمية، قال علي عليهالسلام: وأصمد له فاضربه بالسيف علي هامته- وعليه بيضة وتحت البيضة مِغفر- فنبا سيفي، وکنت رجلاً قصيراً، ويضربني بسيفه فاتقي بالدّرقة، فلحج سيفه فأضربه، وکانت درعه مشمرة، فأقطع رجليه، ووقع فجعل يعالج سيفه حتي خلّصه من الدّرقة، وجعل يناشدني وهو بارک علي رکبتيه، حتي نظرت إلي فتق إبطه فأخشُ بالسيف فيه، فحال ومات وانصرفت عنه.[31]. 23/8485- محمد بن أبيالقاسم الطبري: حدثنا علي بن عابس، عن أبيه، عن أبيجعفر، عن علي عليهالسلام أنه لما فتح خيبر حمل الباب علي ظهره فجعله جسراً يعبر [صفحه 326] الناس عليه، وانه خرب بعد ذلک فلم يحمله إلّا أربعين رجلاً.[32]. 24/8486- المفيد: روي أصحاب الآثار، عن الحسن بن صالح، عن الأعمش، عن أبيإسحاق، عن أبيعبداللَّه الجدلي، قال: سمعت أميرالمؤمنين عليهالسلام يقول: لما عالجت باب خيبر جعلته مجناً لي فقاتلتهم به، فلما أخزاهم اللَّه وضعت الباب علي حصنهم طريقاً، ثم رميت به في خندقهم، فقال له رجل: لقد حملت منه ثقلاً، فقال: ما کان إلّا مثل جنتي التي في يدي في غير ذلک المقام قال: وذکر أصحاب السير أن المسلمين لما انصرفوا من خيبر راموا حمل الباب فلم يقله منهم إلّا سبعون رجلاً.[33]. 25/8487- الصدوق، باسناده عن أبيجعفر عليهالسلام، فيما أجاب أميرالمؤمنين عليهالسلام اليهودي الذي سأل عن علامات الأوصياء، أن قال عليهالسلام: وأما السادسة ياأخا اليهود فإنا وردنا مع رسولاللَّه صلي الله عليه و آله مدينة أصحابک خيبر علي رجال من اليهود وفرسانها من قريش وغيرها، فتلقونا بأمثال الجبال من الخيل والرجال والسلاح، وهم في أمنع دار وأکثر عدد، کلٌّ ينادي ويدعو ويبادر إلي القتال، فلم يبرز اليهم من أصحابي أحد إلّا قتلوه حتي احمرت الحدق، ودُعيت إلي النزال وأهمّت کل امرئ نفسه، والتفت بعض أصحابي إلي بعض وکل يقول: يا أباالحسن انهض، فأنهضني رسولاللَّه صلي الله عليه و آله إلي دارهم، فلم يبرز إليّ منهم أحد إلّا قتلته، ولا يثبت لي فارس إلّا طحنته، ثم شددت عليهم شدة الليث علي فريسته، حتي أدخلتهم جوف مدينتهم، مسدّداً عليهم، فاقتلعت باب حصنهم بيدي حتي دخلت عليهم مدينتهم وحدي أقتل من يظهر فيها من رجالها، وأسبي من أجد من نسائها حتي افتتحها (افتتحتها) وحدي ولم يکن لي فيها معاون إلّا اللَّه وحده.[34]. [صفحه 327] 26/8488- الشيخ الطوسي، أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرني المظفر بن محمد البلخي، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبيالثلج، قال: أخبرني عيسي بن مهران، قال: أخبرني الحسن بن الحسين، قال: حدثنا الحسين بن عبدالکريم، عن جعفر بن زياد الأحمر، عن عبدالرحمن بن جندب، عن أبيه جندب بن عبداللَّه، قال: دخلت علي أميرالمؤمنين عليهالسلام وقد بويع لعثمان بن عفان، فوجدته مطرقاً کئيباً، فقلت له: ما أصابک جعلت فداک من قومک؟ فقال صبر جميل، فقلت: سبحان اللَّه إنک لصبور، قال: فأصنع ماذا؟ قلت: تقوم في الناس وتدعوهم إلي نفسک وتخبرهم أنک أولي بالنبي صلي الله عليه و آله وبالفضل والسابقة، وتسألهم النصر علي هؤلاء المتظاهرين عليک فان أجابک عشرة من مائة شددت بالعشرة علي المائة، فان دانوا لک کان ذلک ما أحببت، وإن أبوا قاتلتهم، فان ظهرت عليهم فهو سلطان اللَّه الذي أتاه نبيه صلي الله عليه و آله وکنت أولي به منهم، وإن قتلت في طلبه قتلت إن شاء اللَّه شهيداً، وکنت أولي بالعذر عند اللَّه؛ لأنک أحق بميراث رسولاللَّه صلي الله عليه و آله. فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام: أتراه ياجندب کائناً يبايعني عشرة من مائة؟ فقلت: أرجو ذلک. فقال: لکني لا أرجو ولا من کل مائة إثنان، وسأخبرک من أين ذلک، إنما ينظر الناس إلي قريش، وإن قريشاً تقول: إن آل محمد يرون لهم فضلاً علي سائر قريش، وانهم أولياء هذا الأمر دون غيرهم من قريش، وانهم إن ولوهم لم يخرج منهم هذا السلطان، إلي أحدً أبداً، ومتي کان في غيرهم تداولوه بينهم، ولا واللَّه لا تدفع الينا هذا السلطان قريش أبداً طائعين. قال: فقلت: أفلا أرجع وأخبر الناس مقالتک هذه، وأدعوهم إلي نصرک؟ فقال: ياجندب ليس ذا زمان ذلک. فقال جندب: فرجعت بعد ذلک إلي العراق فکنت کلما ذکرت من فضل أمير [صفحه 328] المؤمنين علي بن أبيطالب عليهالسلام شيئاً زبروني ونهروني حتي رفع ذلک من قولي إلي الوليد بن عقبة، فبعث إلي فحبسني حتي کُلّم فيّ فخلّي سبيلي.[35]. 27/8489- العياشي، عن حبيش، عن علي عليهالسلام إن النبي صلي الله عليه و آله حين بعثه ببراءة وقال: يانبي اللَّه إني لست بلسن ولا بخطيب، قال: ما بدّ أن أذهب بها أو تذهب بها أنت، قال: فإن کان لابدّ فسأذهب أنا، قال: فانطلق فإن اللَّه يثبت لسانک ويهدي قلبک، ثم وضع يده علي فمه وقال: انطلق فاقرأها علي الناس، وقال: الناس يتقاضون اليک، فاذا أتاک الخصمان فلا تقضيّن لواحد حتي تسمع من الآخر، فإنه أجدر أن تعلم الحق.[36]. 28/8490- العياشي: عن حنان بن سدير، عن أبيعبداللَّه عليهالسلام قال: سمعته يقول: دخل عليّ أُناس من أهل البصرة فسألوني عن طلحة والزبير، فقلت لهم: کانا إمامين من أئمة الکفر، إن علياً عليهالسلام يوم البصرة لما صفّ الخيول، قال لأصحابه: لا تعجلوا علي القوم حتي أعذر فيما بيني وبين اللَّه وبينهم، فقام اليهم فقال: ياأهل البصرة هل تجدون عليّ جوراً في الحکم؟ قالوا: لا، قال: فحيفاً في قسم؟ قالوا: لا، قال: فرغبة في دنياً أصبتها لي ولأهل بيتي دونکم فنقمتم عليّ فنکثتم عليّ بيعتي؟ قالوا: لا، قال: فأقمت فيکم الحدود وعطلتها عن غيرکم؟ قالوا: لا، قال: فما بال بيعتي تنکث وبيعة غيري لا تنکث؟ إني ضربت الأمر أنفه وعينه فلم أجد إلّا الکفر أو السيف، ثم ثني إلي أصحابه، فقال: إن اللَّه يقول في کتابه: «وَإِنْ نَکَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِکُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْکُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَهُمْ يَنْتَهُونَ»[37] فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة واصطفي [صفحه 329] محمداً صلي الله عليه و آله بالنبوة انکم لأصحاب هذه الآية وما قوتلوا منذ نزلت.[38]. 29/8491- وعنه، عن أبيالطفيل، قال: سمعت علياً عليهالسلام يوم الجمل وهو يحرّض الناس علي قتالهم ويقول، واللَّه ما رمي أهل هذه الآية بکنانة قبل هذا اليوم، قاتلوا أئمة الکفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون، فقلت لأبي الطفيل ما الکنانة؟ قال: السهم يکون موضع الحديد، فيه عظم تسميه بعض العرب الکنانة.[39]. 30/8492- وعنه: عن الحسين البصري، قال: خطبنا علي بن أبيطالب عليهالسلام علي هذا المنبر، وذلک بعد ما فرغ من أمر طلحة والزبير وعائشة، صعد المنبر فحمد اللَّه وأثني عليه وصلي علي رسوله صلي الله عليه و آله ثم قال: أيها الناس واللَّه ما قاتلت هؤلاء بالأمس إلّا بآية ترکتها في کتاب اللَّه، إن اللَّه يقول «وَإِنْ نَکَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِکُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْکُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَهُمْ يَنْتَهُونَ»[40] أما واللَّه لقد عهد إلي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله وقال لي: ياعلي لتقاتلن الفئة الباغية، والفئة الناکثة، والفئة المارقة.[41]. 31/8493- العياشي: عن عبدالرحمن بن حرب، قال: لما أقبل الناس مع أميرالمؤمنين عليهالسلام من صفين أقبلنا معه، فأخذ طريقاً غير طريقنا الذي أقبلنا فيه، حتي إذا جزنا النخيلة ورأينا أبيات الکوفة، إذا شيخ جالس في ظل بيت وعلي وجهه أثر المرض، فأقبل اليه أميرالمؤمنين عليهالسلام ونحن معه حتي سلّم عليه وسلمنا معه، فردّ ردّاً حسناً، وظننا أنه قد عرفه، فقال له أميرالمؤمنين عليهالسلام: ما لي أري وجهک منکسراً مصفاراً فمم ذاک أمن مرض؟ فقال: نعم، فقال: لعلک کرهته؟ فقال: ما أحب أنه يعتريني، قال: إحتسب بالخير فيما أصابک به، قال: فابشر برحمة اللَّه [صفحه 330] وغفران ذنبک، فمن أنت ياعبداللَّه؟ فقال: أنا صالح بن سليم، فقال: ممن؟ قال: أما الأصل فمن سلامان بن طي، وأما الجوار والدعوة فمن بني سليم بن منصور، فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام: ما أحسن اسمک واسم أبيک واسم أجدادک واسم من اعتزيت اليه. فهل شهدت معنا غزاتنا هذه؟ فقال: لا ولقد أردتها ولکن ما تري من لجب الحمي خذلتني عنها، فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام: «لَيْسَ عَلَي الضُّعَفَاءَ وَلَا عَلَي الْمَرْضي وَلَا عَلَي الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ» إلي آخر الآية، ما قول الناس فيما بيننا وبين أهل الشام؟ قال: منهم المسرور والمحسود فيما کان بينک وبينهم، واولئک أغشّ الناس لک، فقال له: صدقت، قال: و منهم الکاشف العاسف لما کان من ذلک، واُولئک نطحاء الناس لک، فقال له: صدقت جعل اللَّه ما کان من شکواک حطاً لسيئاتک، فان المرض لا أجر فيه ولکن لا يدع علي العبد ذنباً إلّا حطه، وإنما الأجر في القول باللسان والعمل باليد والرجل، فاناللَّه ليدخل بصدقالنيةوالسريرةالصالحة جماً منعباده الجنة.[42]. 32/8494- شاذان بن جبرئيل القمي: عن أبيالاحوص، عن أبيه، عن عمار الساباطي، قال: قدم أميرالمؤمنين عليهالسلام المدائن فنزل إيوان کسري وکان معه دلف ابنبحير، فلما صلي قام وقال لدلف: قم معي وکان معه جماعة من أهل ساباط، فما زال يطوف منازل کسري ويقول لدلف: کان لکسري في هذا المکان کذا وکذا، ويقول دلف: هو واللَّه کذلک، فما زال کذلک حتي طاف المواضع وأخبر بجميع ما کان فيها، ودلف يقول: ياسيدي مولاي کأنک وضعت هذه الأشياء في هذه الأمکنة، ثم نظر عليهالسلام إلي جمجمة نخرة، فقال لبعض أصحابه: خذ هذه الجمجمة، وکانت مطروحة، ثم جاء عليهالسلام إلي الايوان وجلس فيه ودعا بطشت فيه ماء فقال للرجل: [صفحه 331] دع هذه الجمجمة في الطشت ثم قال: أقسمت عليک ياجمجمة لتخبريني من أنا ومن أنت؟ فقالت الجمجمة بلسان فصيح: أما أنت فأمير المؤمنين وسيد الوصيين وإمام المتقين وأما أنا فعبد اللَّه وابنأمة اللَّه کسري أنو شيروان، فقال له أميرالمؤمنين عليهالسلام: کيف حالک؟ قال: ياأميرالمؤمنين إني کنت ملکاً عادلاً شفيقاً علي الرعايا رحيماً لا أرضي بظلم، ولکن کنت علي دين المجوس، وقد ولد محمد صلي الله عليه و آله في زمان ملکي فسقط من شرفات قصري ثلاثة وعشرون شرفة ليلة ولد، فهممت أن أؤمن به من کثرة ما سمعت من الزيادة من أنواع شرفه وفضله ومرتبته وعزه في السماوات والأرض، ومن شرف أهل بيته، ولکني تغافلت عن ذلک وتشاغلت عنه في الملک، فيالها من نعمة ومنزلة ذهبت مني حيث لم أؤمن به، فأنا محروم من الجنة لعدم إيماني به، ولکني مع هذا الکفر خلصني اللَّه تعالي من عذاب النار ببرکة عدلي وانصافي بين الرعية. وأنا في النار والنار محرمة عليّ، فواحسرتاه لو آمنت به لکنت معک ياسيد أهل بيت محمد صلي الله عليه و آله وياأميرالمؤمنين، قال: فبکي الناس وانصرف القوم الذين کانوا معه من أهل ساباط إلي أهلهم وأخبروهم بما کان وبما جري من الجمجمة فاضطربوا واختلفوا في معني أميرالمؤمنين عليهالسلام فقال المخلصون منهم: إن أميرالمؤمنين عليهالسلام عبداللَّه ووليه ووصي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله وقال بعضهم: بل هو النبي صلي الله عليه و آله وقال بعضهم: بل هو الرب، وهم مثل عبداللَّه بن سبأ وأصحابه، وقالوا: لولا أنه الرب کيف يحيي الموتي؟ قال: فسمع بذلک أميرالمؤمنين عليهالسلام فضاق صدره وأحضرهم وقال: ياقوم غلب عليکم الشيطان إن أنا إلّا عبداللَّه أنعم عليّ بإمامته وولايته ووصية رسوله صلي الله عليه و آله فارجعوا عن الکفر فأنا عبداللَّه وابنعبده، ومحمد صلي الله عليه و آله خير مني وهو أيضاً عبداللَّه، وإن نحن إلّا بشر مثلکم، فخرج بعضهم من الکفر [صفحه 332] وبقي قوم علي الکفر ما رجعوا، فألحّ عليهم أميرالمؤمنين عليهالسلام بالرجوع فما رجعوا فأحرقهم بالنار، وتفرق منهم قوم في البلاد وقالوا: لولا أنّ فيه من الربوبية وإلّا فما کان أحرقنا في النار.[43]. 33/8495- علي بن الحسين المسعودي، عن المنذر بن الجارود، قال: لما قدم علي عليهالسلام البصرة دخل مما يلي الطف، إلي أن قال: فسار حتي نزل الموضع المعروف بالزاوية وصلي أربع رکعات وعفر خديه علي التراب، وقد خالط ذلک دموعه، ثم رفع يديه وقال: اللهم رب السماوات وما أظلت، والأرضين وما أقلت، ورب العرش العظيم، هذه البصرة أسألک من خيرها، وأعوذ بک من شرها، اللهم أنزلنا فيها خير منزل وأنت خير المنزلين، اللهم إن هؤلاء قد خلعوا طاعتي، وبغوا عليّ، ونکثوا بيعتي، اللهم احقن دماء المسلمين.[44]. 34/8496- عن عبدالواحد الدمشقي، قال: نادي حوشب الحميري علياً يوم صفين، فقال: انصرف عنا ياابنأبيطالب، فإنا ننشدک اللَّه في دمائنا. فقال علي عليهالسلام: هيهات ياابناُم ظليم، واللَّه لو علمت أن المداهنة تسعني في دين اللَّه لفعلت، ولکان أهون عليّ في المؤونة، ولکن اللَّه لم يرض من أهل القرآن بالادهان والسکوت، واللَّه يقضي.[45]. 35/8497- عن ابن أبيذئب، عمن حدثه، عن علي [عليهالسلام] أنه قال: لما قاتل معاوية سبقه إلي الماء، فقال: دعوهم فإن الماء لا يمنع.[46]. 36/8498- عن أبيجعفر قال: کان علي [عليهالسلام] إذا اُتي بأسير يوم صفين أخذ دابته [صفحه 333] وسلاحه وأخذ عليه أن لا يعود وخلي سبيله.[47]. 37/8499- عن يزيد بن بلال قال: شهدت مع علي [عليهالسلام] صفين، فکان إذا اُتي بالأسير قال: لن أقتلک صبراً، إني أخاف اللَّه رب العالمين، وکان يأخذ سلاحه ويحلّفه لا يقاتله ويعطيه أربعة دراهم.[48]. 38/8500- عن ابنعباس، قال: عقم النساء أن يأتين بمثل أميرالمؤمنين علي بن أبيطالب [عليهالسلام] واللَّه ما رأيت ولا سمعت رئيساً يوزن به، لرأيته يوم صفين وعلي رأسه عمامة بيضاء قد أرخي طرفها، کأن عينيه سراجاً سليط، وهو يقف علي شرذمة يحضهم، حتي انتهي إليّ وأنا في کثفٍ من الناس، فقال: معاشر المسلمين، استشعروا الخشية، وغضوا الأصواب وتجلبوا السکينة واعملوا الأسنة واقلعوا السيوف من الأغماد قبل السّلة، وابلغوا الوخز ونافحوا الظّبا وصلوا السيوف بالخُطا والنبال بالرماح، فانکم بعين اللَّه ومع ابن عم نبيه صلي الله عليه وسلم، عاودوا الکرَّ واستحيوا من الفر، فانه عار باق في الأعقاب ونار يوم الحساب، وطيبوا عن أنفسکم أنفساً وامشوا إلي الموت سُجُحاً، وعليکم بهذا السواد الأعظم، والرواق المطنب فا ضربوا ثبجه فان الشيطان راکداً في کسره.[49]. 39/8501- عن طارق بن شهاب قال: رأيت علياً [عليهالسلام] علي رحل رث بالربذة وهو يقول للحسن والحسين: مالکما تحنان حنين الجارية، واللَّه لقد ضربت هذا الأمر ظهراً لبطن فما وجدت بداً من قتال القوم أو الکفر بما أنزل اللَّه علي محمدصلي الله عليه وسلم.[50]. [صفحه 334] 40/8502- عن الحارث، قال: کنت مع علي [عليهالسلام] بصفين، فرأيت بعيراً من أهل الشام جاء وعليه راکبه وثقله، فألقي ما عليه وجعل يتخلل الصفوف إلي علي رضي الله عنه فجعل مشفره فيما بين رأس علي ومنکبه وجعل يحرکها بجرانه، فقال علي [عليهالسلام] واللَّه إنها للعلامة بيني وبين رسولاللَّه صلي الله عليه وسلم.[51]. 41/8503- عن عبدالرحن بن عبداللَّه، قال: قال علي بن أبيطالب [عليهالسلام]: يؤتي بي وبمعاوية يوم القيامة فنختصم عند ذي العرش، فأينا فلج فلج أصحابه.[52]. 42/8504- عن الليث بن سعد، قال: بلغني أن علياً [عليهالسلام] قال لأهل العراق: وددت أن أبيع عشرة منکم برجل واحد من أهل الشام، بصرف الدراهم عشرة بدينار، فقيل له: نحن وأنت کما قال الأعشي: علقتها عرضاً وعلقت رجلاً وأنت أيها الرجل علقنا بحبک وعلقت بأهل الشام وعلق أهل الشام بمعاوية.[53]. 43/8505- عن علي [عليهالسلام] قال: سبقتهم إلي الاسلام قدماً غلاماً ما بلغت أوان حلمي.[54]. 44/8506- عن عبد خير عن علي [عليهالسلام] قال: لما قبض رسولاللَّه صلي الله عليه وسلم أقسمت أن لا أضع ردائي علي ظهري، حتي أجمع ما بين اللوحين، فما وضعت ردائي عن ظهري حتي جمعت القرآن.[55]. [صفحه 335] 45/8507- عن ابن عباس، قال: إن علياً [عليهالسلام] خطب الناس فقال: ياأيها الناس ما هذه المقالة السيئة التي تبلغني عنکم؟ واللَّه لتقتلن طلحة والزبير، ولتفتحن البصرة، ولتأتينکم مادة من الکوفة ستة آلاف وخمسمائة وستين، أو خمسة آلاف وستمائة وخمسين، قال ابن عباس: فقلت: الحرب خدعة، قال: فخرجت فأقبلت أسأل الناس: کم أنتم؟ فقالوا: کما قال: فقلت: هذا مما أسره اليه رسولاللَّه صلي الله عليه وسلم انه علمه ألف ألف کلمة کل کلمة تفتح ألف کلمة.[56]. 46/8508 - عن أبيصالح الحنفي، قال: رأيت علي بن أبيطالب [عليهالسلام] أخذ المصحف فوضعه علي رأسه ثم قال: اللهم انهم منعوني ما فيه فاعطني ما فيه، ثم قال: اللهم اني قد مللتهم وملوني وأبغضتهم وأبغضوني وحملوني علي غير طبيعتي وخلقي وأخلاق لم تکن تعرف لي، فأبدلني بهم خيراً منهم وأبدلهم بي شراً مني، اللهم أمت (أمث) قلوبهم ميت (ميث) الملح في الماء - يعني أهل الکوفة-.[57]. 47/8509- عن أبيالجلاس: قال: سمعت علياً [عليهالسلام] يقول لعبداللَّه الشيباني: ويلک ما أفضي لي رسولاللَّه صلي الله عليه وسلم بشيء کتمته عن الناس، ولقد سمعته يقول: إن ما بين يدي الساعة ثلاثين کذاباً، وإنک لأحدهم.[58]. 48/8510- علي بن محمد الخزاز، أخبرنا محمد بن عبداللَّه؛ والمعافا بن زکريا، والحسن بن علي بن الحسن الرازي، قالوا: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثني محمد بن أحمد بن عيسي بن ورطا، قال: حدثنا أحمد بن منيع، عن يزيد بن هارون، قال: حدثنا مشيختنا وعلماؤنا، عن عبدالقيس، قالوا: لما کان يوم الجمل خرج علي بن أبيطالب حتي وقف بين الصفين، وقد أحاطت بالهودج بنو ضبة، [صفحه 336] فنادي: أين طلحة وأين الزبير، فبرز له الزبير، فخرجا حتي التقيا بين الصفين، فقال: يازبير ما الذي حملک علي هذا؟ قال: الطلب بدم عثمان، فقال عليهالسلام: قاتل اللَّه أولانا بدم عثمان، أما تذکر يوماً کنا في بني بياضة فاستقبلنا رسولاللَّه صلي الله عليه و آله فسلمت عليه (متکئ عليه) فضحکت اليک وضحکت إلي، فقلت: يارسولاللَّه إن علياً لا يبرکه زهو (لا يترکه زهوه)، فقال عليهالسلام: ما به زهو ولکنک لتقاتله يوماً وأنت له ظالم؟ قال: نعم، ولکن کيف أرجع الآن إنه لهو العار، قال: ارجع بالعار قبل أن يجتمع عليک العار والنار، قال: کيف أدخل النار وقد شهد لي رسولاللَّه بالجنة؟ قال: متي؟ قال: سمعت سعيد بن يزيد يحدث عثمان بن عفان في خلافته أنه سمع رسولاللَّه صلي الله عليه و آله يقول: عشرة في الجنة، قال: ومن العشرة؟ قال: أبوبکر، وعمر، وعثمان، وأنا: وطلحة، حتي عدّ تسعة، قال: فمن العاشر؟ قال: أنت، قال: أما أنت شهدت لي بالجنة، وأما أنا فلک ولأصحابک من الجاحدين، ولقد حدثني حبيبي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله قال: إن سبعة ممن ذکرتهم في تابوت من نار في أسفل درک من الجحيم علي ذلک التابوت صخرة إذا أراد اللَّه عزّوجلّ عذاب أهل الجحيم رفعت تلک الصخرة، قال: فرجع الزبير وهو يقول: نادي علي بأمرٍ لست أجهله فقلت حسبک من لومي أباحسن فاخترت عاراً علي نار مؤججة فاليوم أرجع عن عمي إلي رشد ثم حمل علي عليهالسلام علي بني ضبة، فما رأيتهم إلّا کرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، ثم أخذت المرأة فحملت إلي قصر بني حلف (خلف)، فدخل علي والحسن والحسين وعمار وزيد وأبوأيوب خالد بن زيد الأنصاري، ونزل أبو [صفحه 337] أيوب في بعض دور الهاشميين، فجمعنا اليه ثلاثين نفساً من شيوخ البصرة، فدخلنا اليه وسلمنا عليه وقلنا: إنک قاتلت مع رسولاللَّه صلي الله عليه و آله ببدر وأُحد المشرکين والآن جئت تقاتل المسلمين؟ فقال: واللَّه لقد سمعت من رسولاللَّه صلي الله عليه و آله يقول: إنک تقاتل الناکثين، والقاسطين، والمارقين، مع علي بن أبيطالب عليهالسلام قلنا: اللَّه انک سمعت (ذلک من رسولاللَّه صلي الله عليه و آله قال: اللَّه لقد سمعت يقول ذلک رسولاللَّه صلي الله عليه و آله قلنا فحدثنا بشيء سمعته) من رسولاللَّه صلي الله عليه و آله في علي، قال: سمعته يقول: علي مع الحق والحق معه، وهو الامام والخليفة بعدي، يقاتل علي التأويل کما قاتلت علي التنزيل، وإبناه الحسن والحسين سبطاي من هذه الاُمة إمامان إن قاما أو قعدا، وأبوهما خير منهما، والأئمة بعد الحسين تسعة من صلبه، ومنهم القائم الذي يقوم في آخر الزمان کما قمت في أوله، يفتح حصون الضلالة. قلنا فهذه التسعة من هم قال: هم الأئمة بعد الحسين، خلف بعد خلف، قلنا: فکم عهد اليک رسولاللَّه صلي الله عليه و آله؟ أن يکون بعده من الأئمة؟ قال: اثنا عشر، قلنا: فهل سماهم لک؟ قال: نعم، انه قال صلي الله عليه و آله: لما عرج بي إلي السماء نظرت إلي ساق العرش فاذا هو مکتوب بالنور لا إله إلّا اللَّه محمد رسولاللَّه أيدته بعلي، ونصرته بعلي، ورأيت أحد عشر إسماً مکتوباً بالنور علي ساق العرش بعد علي، منهم الحسن والحسين علياً علياً علياً ومحمداً ومحمداً وجعفر وموسي والحسن والحجة، قلت: إلهي (وسيدي) من هؤلاء الذين أکرمتهم وقرنت أسماءَهم باسمک؟ فنوديت: يامحمد هم الأوصياء بعدک والأئمة، فطوبي لمحبيهم، والويل لمبغضيهم. قلنا: فما لبني هاشم؟ قال: سمعت؟ يقول: أنتم المستضعفون من بعدي، قلنا: فمن القاسطون والناکثون والمارقون؟ قال: الناکثون الذين قاتلناهم، وسوف نقاتل القاسطين والمارقين، فاني واللَّه لا أعرفهم غير أني سمعت رسولاللَّه صلي الله عليه و آله يقول: في الطرقات بالنهروانات، قلنا: فحدثنا ياحسين ما سمعته من رسولاللَّه صلي الله عليه و آله. قال: [صفحه 338] سمعته يقول: مثل المؤمن عند اللَّه عزّوجلّ کمثل ملک مقرب، فان المؤمن عند اللَّه أعظم من ذلک، وليس شيء أحب إلي اللَّه عزّوجلّ من مؤمن من تائب أو مؤمنة تائبة (قلنا: زدنا يرحمک اللَّه، قال: نعم سمعته صلي الله عليه و آله يقول: لا يتم الايمان إلّا بولايتنا أهل البيت) قلنا زدنا يرحمک اللَّه، قال: نعم سمعته صلي الله عليه و آله يقول: من قال لا إله إلّا اللَّه مخلصاً فله الجنة، قلنا: زدنا يرحمک اللَّه، قال: نعم سمعته صلي الله عليه و آله يقول: من کان مسلماً فلا يمکر ولا يخدع، فاني سمعت جبرئيل عليهالسلام يقول: المکر والخديعة في النار، قلنا: جزاک اللَّه عن نبيک وعن الاسلام خيرا.[59]. 49/8511- عن أميرالمؤمنين عليهالسلام إنه رکب بعد انفصال الأمر من حرب البصرة، فصار يتخلّل بين الصفوف حتي مرّ علي کعب بن سودة، وکان هذا قاضي البصرة، ولّاه إياها عمر بن الخطاب، فأقام بها قاضياً بين أهلها زمن عمر وعثمان، فلما وقعت الفتنة بالبصرة علّق في عنقه مصحفاً وخرج بأهله وولده يقاتل أميرالمؤمنين عليهالسلام فقتلوا بأجمعهم- فوقف عليهالسلام عليه وهو صريع بين القتلي، فقال: اجلسوا کعب بن سودة فأجلس بين نفسين فقال: ياکعب بن سودة قد وجدت ما وعدني ربي حقاً، فهل وجدت ما وعدک ربّک حقاً؟ ثم قال: أضجعوا کعباً، وسار قليلاً فمرّ بطلحة بن عبداللَّه صريعاً، فقال: اجلسوا طلحة، فأجلسوه، فقال: ياطلحة قد وجدت ما وعدني ربي حقاً، فهل وجدت ما وعدک ربک حقاً؟ ثم قال: أضجعوا طلحة، فقال له رجل من أصحابه: ياأميرالمؤمنين ما کلامک لقتيلين لا يسمعان منک؟ فقال: يارجل فواللَّه لقد سمعا کلامي کما سمع أهل القليب کلام رسولاللَّه صلي الله عليه و آله.[60]. بيان: وهذا من الأخبار الدالة علي أن بعض من يموت تردّ اليه روحه لتنعيمه أو لتعذيبه، وليس ذلک بعام في کل من يموت. [صفحه 339] 50/8512- محمد بن جرير بن رستم الطبري، أخبرني أبوالحسين محمد بن هارون بن موسي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني أبوالحسين محمد بن أحمد بن محمد بن مخزوم المقرئ (المسفري) مولي هاشم، قال: حدثنا عبيدبن کثير بن عبدالواحد العامري التمار بالکوفة، قال: حدثنا يحيي بن الحسن بن الفرات، قال: حدثنا عمرو بن أبيالمقدام، عن مسلمة بن کهيل، عن المسيب بن نجبة، قال: لما ورد سبي الفرس إلي المدينة أراد عمر بن الخطاب بيع النساء وأن يجعل الرجال عبيداً للعرب، وأن يرسم عليهم أن يحملوا العليل والضعيف والشيخ الکبير في الطواف علي ظهورهم حول الکعبة، فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام: إن رسولاللَّه صلي الله عليه و آله قال: أکرموا کريم قوم. فقال عمر: قد سمعته يقول: إذا أتاکم کريم قوم فاکرموه وإن خالفکم. فقال له أميرالمؤمنين عليهالسلام: فمن أين لک أن تفعل بقوم کرماء ما ذکرت، إن هؤلاء قوم ألقوا اليکم السلم، ورغبوا في الاسلام، ولابد من أن يکون لي منهم ذرية، وأنا أشهد اللَّه وأشهدکم اني قد أعتقت نصيبي منهم لوجه اللَّه، فقال جميع بني هاشم: قد وهبنا حقنا لک، فقال: اللهم اشهد واني قد أعتقت جميع ما وهبونيه من نصيبهم لوجه اللَّه، فقال المهاجرون والأنصار: قد وهبنا حقنا لک ياأخا رسولاللَّه، فقال: اللهم اشهد أنهم وهبوا حقهم وقبلته، واشهد لي بأني قد أعتقتهم لوجهک. فقال عمر: لم نقضت عليّ عزمي في الأعاجم؟ وما الذي رغبّک عن رأيي فيهم؟ فأعاد عليه ما قال رسولاللَّه في إکرام الکرماء، وما هم عليه من الرغبة في الاسلام، فقال عمر: قد وهبت للَّه ولک- ياأباالحسن- ما يخصني وسائر ما لم يوهب لک. فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام اللهم اشهد علي ما قالوه وعلي عتقي إياهم. فرغبت جماعة من قريش في أن يستنکحوا النساء، فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام [صفحه 340] هؤلاء لا يکرهن علي ذلک ولکن يخيّرن، فما اخترنه عمل به، فأشار جماعة إلي شهر بانويه بنت کسري، فخيرت وخوطبت من وراء حجاب، والجمع حضور، فقيل لها: من تختارين من خطابک؟ وهل أنت تريدين بعلاً؟ فسکتت. فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام: قد أرادت، وبقي الاختيار. فقال عمر: وما علمک بإرادتها البعل؟ فقال أميرالمؤمنين: إن رسولاللَّه صلي الله عليه و آله کان إذا أتته کريمة قوم لا ولي لها وقد خطبت، أمر أن يقال لها: أنت راضية بالبعل؟ فان استحيت وسکتت جعل رضاها سکوتها وأمر بتزويجها، وإن قالت: لا لم تکره علي ما تختاره. وإن شهر بانويه اُريت (بعد أن فهمت) الخطاب وأومأت بيدها، وأشارت إلي الحسين بن علي، فأعيد القول عليها في التخيير فأشارت بيدها فقالت بلغتها: هذا إن کنت مخيّرة، وجعلت أميرالمؤمنين وليها، وتکلم (فخطب) حذيفة بالخطبة، فقال أميرالمؤمنين ما اُسمک؟ قالت: شاه زنان، فقال: نه شاه زنان نيست مگر دختر محمد، وهي سيدة النساء، وأنت شهر بانويه، وخيرت اُختها مرواريد فاختارت الحسن بن علي عليهالسلام.[61]. 51/8513- جيء ببنات الملک الثلاث فوقفن بين يديه- أي عمر- وأمر المنادي أن يناد عليهن وأن يزيل نقابهن عن وجوههن، ليزيد المسلمون في ثمنهن، فامتنعن من کشف نقابهن ووکزن المنادي في صدره، فغضب عمر وأراد أن يعلوهن بالدرة وهن يبکين، فقال له علي رضي الله عنه: مهلاً ياأميرالمؤمنين فاني سمعت رسولاللَّه صلي الله عليه و آله يقول: ارحموا عزيز قوم ذَل وغني قوم افتقر، فسکن غضبه، فقال له علي: إن بنات الملوک لا يعاملن معاملة غيرهن من بنات السوقة، فقال له عمر: کيف الطريق إلي [صفحه 341] العمل معهن؟ فقال: يقومن ومهما بلغ ثمنهن يقوم به من يختارهن، فقومن وأخذهن علي رضي الله عنه، فدفع واحدة لعبداللَّه بن عمر فجاء منها بولده سالم واُخري لمحمد بن أبيبکر فجاء منها بولده القاسم، والثالثة لولده الحسين فجاء منها بولده علي الملقب بزين العابدين.[62]. 52/8514- ابنشهر آشوب: روي ابنمردويه بخمسة عشر طريقاً أن أميرالمؤمنين عليهالسلام قال في حرب صفين: واللَّه ما وجدت من القتال بداً أو للکفر بما أنزل علي محمد صلي الله عليه و آله.[63]. 53/8515- المفيد: روي عمار الدهني، عن أبيصالح الحنفي، قال: سمعت علياً عليهالسلام يقول: رأيت النبي صلي الله عليه و آله في منامي، فشکوت اليه ما لقيت من اُمته من الأوِد واللدد وبکيت، فقال: لا تبک ياعلي فالتفت فاذا رجلان مصفدان وإذا جلاحيد ترضخ بها رؤسهما، قال أبوصالح: فغدوت اليه من الغد کما کنت أغدو اليه کل يوم حتي إذا کنت في الجزارين لقيت الناس يقولون قتل أميرالمؤمنين عليهالسلام.[64]. 54/8516- الشيخ المفيد، حدث به شبابة بن سوار، عن أبيبکر الهذلي، قال: سمعت رجلاً من علمائنا يقول: تکاتبت الأعاجم من أهل الهمدان وأهل الري واصبهان وقومس ونهاوند، وأرسل بعضهم إلي بعض، أن ملک العرب الذي جاءهم بدينهم وأخرج کتابهم قد هلک- يعنون النبي صلي الله عليه و آله وأن ملکهم من بعده رجل ملک يسيراً ثم هلک- يعنون أبابکر- وقام من بعده آخر قد طال عمره حتي تناولکم في بلادکم وأغزاکم جنوده- يعنون عمر بن الخطاب- وانه غير منته عنکم حتي تخرجوا من في بلادکم من جنوده وتخرجوا اليه فتغزوه في بلاده، فتعاقدوا علي [صفحه 342] هذا وتعاهدوا عليه. فلما انتهي الخبر إلي من بالکوفة من المسلمين أنهوه إلي عمر بن الخطاب، فلما انتهي الخبر اليه فزع لذلک فزعاً شديداً ثم أتي مسجد رسولاللَّه صلي الله عليه و آله فصعد المنبر، فحمد اللَّه وأثني عليه، ثم قال: معاشر المهاجرين والأنصار إن الشيطان قد جمع لکم جموعاً وأقبل بها ليطفئ بها نور اللَّه، ألا إن أهل همدان وأهل اصبهان وأهل الري وقومس ونهاوند، مختلفة ألسنتها وألوانها وأديانها، قد تعاهدوا وتعاقدوا أن يخرجوا من بلادهم اخوانکم من المسلمين ويخرجوا اليکم فيغزوکم في بلادکم، فأشيروا عليّ وأوجزوا ولا تطنبوا في القول، فإن هذا يوم له ما بعده من الأيام فتکلموا؟ فقام طلحة بن عبيداللَّه، وکان من خطباء قريش، فحمد اللَّه وأثني عليه، ثم قال: ياأميرالمؤمنين قد حنکتک الاُمور وجربتک الدهور، وعجمتک البلايا وأحکمتک التجارب وأنت مبارک الأمر ميمون النقيبة قد وُليت فخبرت واختبرت وخبرت فلم تنکشف من عواقب قضاء اللَّه إلّا عن خيار، فأحضر هذا الأمر برأيک فلا تغب عنه ثم جلس، فقال عمر: تکلموا فقام عثمان بن عفان فحمد اللَّه وأثني عليه ثم قال: أما بعد ياأميرالمؤمنين فاني أري أن تشخص أهل الشام من شامهم، وأهل اليمن من يمنهم وتسير أنت في أهل هذين الحرمين وأهل المصرين الکوفة والبصرة فتلقي جميع المشرکين بجميع المسلمين، فانک ياأميرالمؤمنين لا تستبقي من نفسک بعد العرب باقية ولا تمتع من الدنيا بعزيز ولا تلوذ منها بحريز، فأحضره برأيک ولا تغب عنه ثم جلس، فقال عمر: تکلموا. فقال أميرالمؤمنين علي بن أبيطالب عليهالسلام: الحمد للَّه، حتي أتم التحميد والثناء علي اللَّه والصلاة علي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله، ثم قال: أما بعد فانک إن أشخصت أهل الشام من شامهم سارت الروم إلي ذراريهم، وان أشخصت أهل اليمن من يمنهم سارت الحبشة إلي ذراريهم، وان أشخصت من هذين الحرمين انتقضت عليک العرب [صفحه 343] من أطرافها وأکنافها حتي يکون ما تدع وراء ظهرک من عيالات العرب أهم اليک مما بين يديک، فأما ذکرک کثرت العجم ورهبتک من جموعهم، فإنا لم نکن نقاتل علي عهد رسولاللَّه صلي الله عليه و آله بالکثرة وإنما نقاتل بالنصر، وأما ما بلغک من اجتماعهم علي المسير إلي المسلمين فان اللَّه لمسيرهم أکره منک لذلک وهو أولي بتغيير ما يکره، وإن الأعاجم إذا نظروا إليک قالوا: هذا رجل من العرب فان قطعتموه فقد قطعتم العرب، وکان أشد لکلبهم وکنت قد ألبتهم علي نفسک وأمدهم من لم يکن يمدهم، ولکني أري أن تنفر هؤلاء في أمصارهم وتکتب إلي أهل البصرة فليتفرقوا علي ثلاثة فرق، فلتقم فرقة منهم علي ذراريهم حرساً لهم، ولتقم فرقة علي أهل عهدهم لئلا ينتقضوا، ولتسر فرقة منهم إلي اخوانهم مدداً لهم. فقال عمر: أجل هذا الرأي وقد کنت أحب أن اُتابع عليه، وجعل يکرر قول أميرالمؤمنين عليهالسلام وينسقه إعجاباً واختياراً له.[65]. 55/8517- الشيخ المفيد: لما نزل [عليهالسلام] بذي قار أخذ البيعة علي من حضره، ثم تکلم فأکثر من الحمد للَّه والثناء عليه والصلاة علي رسوله صلي الله عليه و آله ثم قال: قد جرت اُمور صبرنا عليها وفي أعيننا القذي تسليماً لأمر اللَّه تعالي فيما امتحننا به ورجاء الثواب علي ذلک، وکان الصبر عليها أمثل من أن يتفرق المسلمون وتسفک دماؤهم، نحن أهل النبوة وعترة الرسولوأحق الخلق بسلطان الرسالة ومعدن الکرامة التي ابتدأ اللَّه بها هذه الاُمة، وهذا طلحة والزبير ليسا من أهل النبوة ولا من ذرية الرسول، حين رأيا أن اللَّه قد رَد علينا حقنا بعد أعصر، فلم يصبرا حولاً واحد ولا شهراً کاملاً حتي وثبا علي دأب الماضين قبلهما ليذهبا بحقي ويفرقا جماعة المسلمين عني، ثم دعا عليهما.[66]. [صفحه 344] 56/8518- ابنشهر آشوب: من کلام له عليهالسلام لما أراده الناس علي البيعة بعد قتل عثمان: دعوني والتمسوا غيري فإنا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان لا تقوم لها القلوب ولا تثبت عليه العقول، وإن الآفاق قد أغامت والمحجة قد تنکرت، واعلموا أني إن أجبتکم رکبت بکم ما أعلم، ولم أصغ إلي قول القائل وعتب العاتب.[67]. 57/8519- عن محمد بن الحنفية، قال: لما قتل عثمان استخفي علي [عليهالسلام] في دار لأبي عمرو بن حصين الأنصاري فاجتمع الناس فدخلوا عليه الدار فتداکوا علي يده ليبايعوه تداکک الابل البهم علي حياضها، وقالوا: نبايعک، قال: لا حاجة لي في ذلک، عليکم بطلحة والزبير، قالوا: فانطلق معنا، فخرج علي وأنا معه في جماعة من الناس حتي أتينا طلحة بن عبيداللَّه، فقال له: إن الناس اجتمعوا ليبايعوني ولا حاجة لي في بيعتهم، فابسط يدک اُبايعک علي کتاب اللَّه وسنة رسوله، فقال له طلحة: أنت أولي بذلک مني وأحق لسابقتک وقرابتک، وقد اجتمع لک من هؤلاء الناس من تفرق عني، فقال له علي [عليهالسلام]: أخاف أن تنکث بيعتي وتغدر بي، قال: لا تخافنّ ذلک فواللَّه لا تري من قِبلي شيئاً تکرهه، قال: اللَّه عليک بذلک کفيل؟ قال: اللَّه عليّ بذلک کفيل، ثم أتي الزبير بن العوام ونحن معه، فقال له مثل ما قال لطلحة وردّ عليه مثل الذي ردّ عليه طلحة، وکان طلحة قد أخذ لقاحاً لعثمان ومفاتيح بيت المال، وکان الناس اجتمعوا عليه ليبايعوه، ولم يفعلوا فضرب الرکبان بخبره إلي عائشة وهي بسرف، فقالت کأني أنظر إلي أصبعه تبايع بخب وغدر. قال ابنالحنفية: لما اجتمع الناس علي علي [ عليهالسلام] قالوا: إن هذا الرجل قد قتل ولابدّ للناس من إمام ولا نجد لهذا الأمر أحق منک ولا أقدم سابقة ولا أقرب برسولاللَّه صلي الله عليه وسلم برحم منک، قال: لا تفعلوا فاني وزيراً لکم خير لکم مني أميراً، [صفحه 345] قالوا: واللَّه ما نحن بفاعلين أبداً حتي نبايعک، وتداکوا علي يده، فلما رأي ذلک، قال: إن بيعتي لا تکون في خلوة إلّا في المسجد ظاهراً، وأمر منادياً فنادي المسجد المسجد فخرج وخرج الناس معه فصعد المنبر فحمد اللَّه وأثني عليه، ثم قال: حق وباطل ولکل أهل، ولأن کثر الباطل لقد نما بما فعل، ولئن قلّ الحق فلربما ولقلما ما أدبر شيء فأقبل، ولئن ردّ اليکم أمرکم انکم لسعداء، وإني أخشي أن تکونوا في فترة وما عليّ إلّا الجهد، سبق الرجلان وقام الثالث، ثلاثة واثنان ليس معهما سادس ملک مقرّب، ومن أخذ اللَّه ميثاقه، وصديق نجا، وساع مجتهد، وطالب يرجو إثرة السادس، هلک من إدعي، وخاب من افتري، اليمين والشمال مضلّة، والوسطي الجادة، منهج عليه بما في الکتاب وآثار النبوة، فإن اللَّه أدب هذه الاُمة بالسوط والسيف ليس لأحد فيها عندنا هوادة، فاستتروا ببيوتکم وأصلحوا ذات بينکم، وتعاطوا الحق فيما بينکم، فمن أبرز صفحته معانداً للحق هلک، والتوبة من ورائکم، وأقول قولي هذا وأستغفروا اللَّه لي ولکم.[68]. 58/8520- من کلامه عليهالسلام يوم الشوري: وقد قال قائل: إنک علي هذا الأمر يابن أبيطالب لحريص، فقلت: بل أنتم واللَّه أحرص وأبعد، وأنا أخص وأقرب، وإنما طلبت حقاً لي وأنتم تحولون بيني وبينه، وتضربون وجهي دونه، فلما قرعته بالحجة في الملأ الحاضرين هب کانه بهت لا يدري ما يجيبني به.[69]. 59/8521- الطبرسي، باسناده عن إسحاق بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن آبائه عليهمالسلام في حديث طويل ذکر فيه أن أميرالمؤمنين عليهالسلام العذر في ترک قتال من تقدم عليه، قال عليهالسلام: فلما توفي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله اشتغلت بدفنه والفراغ من شأنه، ثم آليت يميناً أني لا أرتدي إلّا للصلاة حتي أجمع القرآن ففعلت، ثم أخذته وجئت به [صفحه 346] فأعرضته عليهم فقالوا: لا حاجة لنا به، ثم أخذت بيد فاطمة، وابني الحسن والحسين، ثم درت علي أهل بدر، وأهل السابقة، فناشدتهم حقي ودعوتهم إلي نصرتي، فما أجابني منهم إلّا أربعة رهط: سلمان وعمار والمقداد وأبوذر.[70]. 60/8522- وعنه: في رواية سليم بن قيس الهلالي، عن سلمان، قال: (لما فرغ أميرالمؤمنين عليهالسلام من تغسيل رسولاللَّه صلي الله عليه و آله وتکفينه) أدخلني وأدخل أباذر والمقداد وفاطمة وحسناً وحسيناً عليهماالسلام فتقدم وصففنا خلفه وعائشة في الحجرة لا تعلم قد أخذ جبرئيل ببصرها- ثم قال سلمان بعد ذکر بيعة أبيبکر وما جري فيها- فلما کان الليل حمل علي عليهالسلام فاطمة عليهاالسلام علي حمار، وأخذ بيد ابنيه الحسن والحسين، فلم يدع أحداً من أهل بدر من المهاجرين ولا من الأنصار إلّا أتاه في منزله وذکر له حقه ودعاه إلي نصرته، فما استجاب له من جميعهم إلّا أربعة وأربعون رجلاً، فأمرهم أن يصبحوا بکرة محلقين رؤوسهم، مع سلاحهم قد بايعوه علي الموت، فأصبح ولم يوافه منهم أحد غير أربعة. قلت لسلمان: من الأربعة؟ قال: أنا وأبوذر والمقداد والزبير بن العوام، قال: ثم أتاهم من الليلة الثانية فناشدهم اللَّه فقالوا: نصبحک بکرة، فما منهم أحد وفي غيرنا، ثم أتاهم في الليلة الثالثة فما وفي غيرنا، فلما رأي علي عليهالسلام غدرهم وقلة وفائهم، لزم بيته وأقبل علي القرآن يؤلفه ويجمعه، الخبر.[71]. 61/8523- الحافظ أبونعيم: حدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان المعدل، ثنا محمد ابن الحسين بن حميد، ثنا محمد بن تسنيم، ثنا علي بن الحسين بن عيسي بن زيد، عن جده عيسي بن زيد، عن إسماعيل بن أبيخالد، عن عمرو بن قيس، عن المنهال ابن عمرو، عن زر عن علي [عليهالسلام] قال: أنا فقأت عين الفتنة، ولو لم أکن فيکم ما [صفحه 347] قوتل فلان وفلان.[72]. 62/8524- وعنه: حدثنا أبوعمرو بن حماد، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن عبيدالنحاس، ثنا أبومالک عمرو بن هاشم، عن ابنأبيخالد، أخبرني عمرو بن قيس، عن المنهال بن عمرو، عن زِر أنه سمع علي [عليهالسلام] يقول: أنا فقأت عين الفتنة، لولا أنا ما قتل أهل النهر وأهل الجمل، ولولا أن أخشي أن تترکوا العمل لأنبأتکم بالذي قضي اللَّه علي لسان نبيکم صلي الله عليه وسلم لمن قاتلهم مبصراً ضلالتهم عارفاً للهدي الذي نحن فيه.[73]. 63/8525- الحافظ أبونعيم: حدثنا أحمد بن محمد بن موسي، ثنا علي بن أبيقربة، ثنا نصر بن مزاحم، ثنا أبي، ثنا عمرو- يعني ابنشمر- عن محمد بن سوقة، عن عبدالواحد الدمشقي، قال: نادي حوشب الخيري علياً [عليهالسلام] يوم صفين، فقال: انصرف عنا يابن أبيطالب فانا ننشدک اللَّه في دمائنا ودمک، نخلي بينک وبين عراقک، وتخلي بيننا وبين شامنا، وتحقن دماء المسلمين، فقال علي [عليهالسلام]: هيهات ياابناُم ظليم! واللَّه لو علمت أن المداهنة تسعني في دين اللَّه لفعلت ولکان أهون عليّ في المؤونة، ولکن اللَّه لم يرض من أهل القرآن بالادهان والسکوت واللَّه يعصي.[74]. 64/8526- عن علي رضي الله عنه، أرسل اليه أهل البصرة کليباً الجرمي بعد يوم الجمل، ليزيل الشبهة عنهم في أمره، فذکر ما علم به علي الحق، ثم قال له: بايع، فقال: حتي أرجع اليهم، اني رسولالقوم فلا اُحدث حدثاً دونهم، فقال: أرأيت الذين وراءک لو أنهم بعثوک رائداً تبتغي لهم مساقط الغيث، فرجعت اليهم فأخبرتهم عن الکلاء، [صفحه 348] فخالفوا إلي المعاطش والمجادب، ما کنت صانعاً؟ قال: کنت تارکهم ومخالفهم إلي الماء والکلاء، قال: فامدد إذن يدک، قال کليب: فواللَّه ما استطعت أن أمتنع عند قيام الحجة عليّ، فبايعته.[75]. 65/8527- قال أبوعبيد في حديث عن سليمان بن صرد، قال: أتيت علياً عليهالسلام حين فرغ من مرحي الجمل فلما رآني قال: تزحزحت وتربصت وتنأنأت، فيکف رأيت اللَّه عزّوجلّ صنع؟ فقلت: ياأميرالمؤمنين! إن الشوط بطيئ وقد بقي من الاُمور ما تعرف به صديقک من عدوک.[76]. 66/8528- عن زيد بن علي بن الحسين بن علي، عن أبيه، عن جده علي [عليهالسلام] قال: أمرني رسولاللَّه صلي الله عليه وسلم بقتال الناکثين والمارقين والقاسطين.[77]. 67/8529- ابنعساکر، أخبرنا أبوسعد إسماعيل بن أحمد بن عبدالملک الفقيه، وأبونصر أحمد بن علي بن محمد بن إسماعيل، قالا: أنبأنا أبوبکر أحمد بن علي بن عبداللَّه بن خلف، أنبأنا محمد بن عبداللَّه الحافظ، أنبأنا أبوالحسن محمد بن أحمد بن تميم الحنظلي بقنطرة برذان، أنبأنا محمد بن سعد بن الحسن بن عطية بن سعد الصوفي، حدثني أبي، حدثني عمي عمرو بن عطية بن سعد، عن أخيه الحسن بن عطية بن سعد، حدثني جدي سعد بن جنادة، عن علي رضي الله عنه قال: أمرت بقتال ثلاثة: القاسطين والناکثين والمارقين، فأما القاسطون فأهل الشام، وأما الناکثون فذکرهم، وأما المارقون فأهل النهروان- يعني الحرورية-.[78]. 68/8530- عن زهير بن الأقمر، قال: خطبنا علي بن أبيطالب [عليهالسلام] فقال: ألا إن بشراً قد طلع من قبل معاوية، ولا أري هؤلاء القوم إلّا سيظهرون عليکم [صفحه 349] باجتماعهم علي باطلهم وتفرقکم عن حقکم، وبطاعتهم أميرهم ومعصيتکم أميرکم، وبأدائهم الأمانة وبخيانتکم، استعملت فلاناً فغل وغدر وحمل المال إلي معاوية، واستعملت فلاناً فخان وغدر وحمل المال إلي معاوية، حتي أني لو ائتمنت أحدهم علي قدح خشب غلّ علاقته ما آمنه، اللهم اني أبغضتهم وأبغضوني، فارحهم مني وارحني منهم.[79]. 69/8531- عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال علي [عليهالسلام]: إن خليلي صلي الله عليه وسلم حدثني أن أضرب لسبع عشرة تمض من رمضان، وهي الليلة التي مات فيها موسي، وأموت لاثنتين وعشرين تمضي من رمضان، وهي الليلة التي رفع فيها عيسي.[80]. 70/8532- عن عبيداللَّه بن أبي رافع، قال: سمعت علياً [عليهالسلام] وقد وطيء الناس علي عقبيه حتي أدموهما وهو يقول: اللهم اني قد مللتهم وملوني، فأبدلني بهم خيراً منهم وأبدلهم بي بشراً مني، فما کان إلّا ذلک اليوم حتي ضرب علي رأسه.[81]. 71/8533- عن سعيد بن المسيب، قال: رأيت علياً [عليهالسلام] علي المنبر وهو يقول: لتخضبن هذه من هذه وأشار بيده إلي لحيته وجبهته، فما حبس أشقاها، فقلت لقد ادعي علي به علم الغيب، فلما قتل علمت أنه قد کان عهد اليه.[82]. 72/8534- عن علي [عليهالسلام] قال: أخبرني الصادق المصدوق صلي الله عليه وسلم أني لا أموت حتي اُضرب علي هذه- وأشار إلي مقدم رأسه الأيسر- فتخضب هذه منها بدم، وأخذ بلحيته وقال لي: يقتلک أشقي هذه الاُمة، کما عقر ناقة اللَّه أشقي بني فلان من ثمود، فنسبه رسولاللَّه صلي الله عليه وسلم إلي فخذه الدنيا دون ثمود.[83]. [صفحه 350] 73/8535- ابنعساکر، باسناده قال: وأنبأنا أبوالقاسم، أنبأنا أبوعبداللَّه محمد ابن حمزة الحراني، قال: قراء علي أبي القاسم الحسن بن علي البجلي، أنبأنا أبوبکر أحمد بن علي بن سعيد، أنبأنا يحيي بن معين، أنبأنا ابننمير، عن الأعمش، عن أبي صالح، قال: قال علي [عليهالسلام] لأبي موسي: ياأباموسي اُحکم علي ما يأمر به القرآن، ولو علي حزّ عنقي.[84]. 74/8536- عن الطبرسي: في رواية أبي ذر الغفاري: لما استخلف عمر سأل علياً عليهالسلام أن يدفع اليهم القرآن... فقال: ياأباالحسن إن جئت بالقرآن الذي کنت جئت به إلي أبي بکر حتي يجتمع عليه، فقال علي عليهالسلام: هيهات ليس إلي ذلک سبيل، إنما جئت به إلي أبي بکر لتقوم الحجة عليکم، ولا تقولوا يوم القيامة: إنا کنا عن هذا غافلين، أو تقولوا: ما جئتنا به، فإن القرآن الذي عندي لا يمسه إلّا المطهرون والأوصياء من ولدي، فقال عمر: فهل لاظهاره وقت معلوم؟ قال علي عليهالسلام: نعم، إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه فتجري السنة به.[85]. 75/8537- قال علي رضي الله عنه: أوليس عجباً أن معاوية يدعو الجفاة الطغام فيتبعونه علي غير معونة لاعطاء، وأنا أدعوکم، وأنتم تريکة الاسلام وبقية الناس، إلي المعونة أو طائفة من العطاء فتفرقون عني.[86]. 76/8538- الصدوق، باسناده عن الرضا، عن آبائه، عن علي عليهالسلام قال: دفع النبي صلي الله عليه و آله الراية يوم خيبر إليّ، فما برحت حتي فتح اللَّه عليّ يدي.[87]. 77/8539- روي حبيب بن أبي ثابت، عن الجعد مولي سويد بن غفلة، عن سويد ابنغفلة، عن علي عليهالسلام في حديث قال: أما إني کنت مقروراً فلما بعثني رسول [صفحه 351] اللَّه صلي الله عليه و آله إلي خيبر، قلت له: إني أرمد، فتفل في عيني ودعا لي، فما وجدت برداً بعد ولا رمدت عيناي.[88]. 78/8540- روي الحسين بن بسطام وأخوه أبوعتاب، عن أحمد بن محمد أبوجعفر، قال: حدثنا ابنأبي عمير، قال: حدثنا أبوأيوب الخزاز، قال: حدثنا محمد ابن مسلم، عن أبي عبداللَّه الصادق عليهالسلام، عن الباقر، عن علي بن الحسين، عن أبيه، قال: قال علي بن أبي طالب عليهالسلام: لما دعاني رسولاللَّه صلي الله عليه و آله يوم خيبر، قيل له يارسولاللَّه انه رمد، فقال رسولاللَّه صلي الله عليه و آله: ائتوني به، فأتيته فقلت: يارسولاللَّه إني أرمد لا أبصر شيئاً، قال: فقال: ادن مني ياعلي، فدنوت منه فمسح يده علي عيني فقال: بسم اللَّه وباللَّه والسلام علي رسولاللَّه، اللهم اکفه الحر والبرد، وقه الأذي والبلاء، قال علي عليهالسلام فبرأت والذي أکرمه بالنبوة وخصه بالرسالة واصطفاه علي العباد ما وجدت بعد ذلک حراً ولا برداً ولا أذي في عيني.[89]. 79/8541- الشيخ الطوسي، أخبرنا أبوعمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا عبدالرحمن، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا جابر بن عبداللَّه بن يحيي، عن عبداللَّه بن نجيّ، قال: سمعت علي بن أبي طالب عليهالسلام يقول: صليت مع رسولاللَّه صلي الله عليه و آله قبل أن يصلي معه أحد من الناس ثلاث سنين، وکان مما عهد إلي أن لا يبغضني مؤمن، ولا يحبني کافر أو منافق، واللَّه ما کذبت ولا کذبت، ولا ضللت ولا ضُلّ بي، ولا نسيت ما عُهد إليّ.[90]. 80/8542- عن حبة بن جوين، قال: قال علي [عليهالسلام]: عبدت اللَّه مع رسولاللَّه صلي الله عليه وسلم [صفحه 352] سبع سنين (خمس) قبل أن يعبده أحد من هذه الاُمة.[91]. 81/8543- عن حبة: أن علياً [عليهالسلام] قال: اللهم إنک تعلم أنه لم يعبدک أحد من هذه الاُمة قبلي، ولقد عبدتک قبل أن يعبدک أحد من هذه الاُمة ستّ سنين.[92]. 82/8544- عن علي [عليهالسلام] قال: أنا أول رجل صلّي مع النبي صلي الله عليه وسلم.[93]. 83/8545- ابنعساکر، باسناده عن حبة العرني، قال: رأيت علياً[عليهالسلام] يوماً ضحک ضحکاً لم أره ضحک ضحکاً أشد منه حتي أبدي ناجذه، ثم قال: اللهم لا أعرف عبداً من هذه الاُمة عبدک قبلي غير نبيها عليهالسلام.[94]. 84/8546- الشيخ الطوسي، أخبرنا الحفار، قال: حدثني أبوالفضل، قال: أخبرنا أبوالحسن علي بن عبيد، قال: أخبرنا أبوعبداللَّه محمد بن سهل القرشي، قال: حدثنا عبداللَّه بن محمد البلوي الأنصاري، قال: حدثني إبراهيم بن عبيداللَّه بن العلاء، عن أبيه، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي عليهالسلام قال: ما زلت مظلوماً مذ کنت، أن کان عقيل ليرمد فيقول: لا تذرّوني حتي تذرّوا أخي علياً، فأضجع فأذرّ وما بي رمد.[95]. 85/8547- محمد بن الحسن الصفار، حدثنا يعقوب بن يزيد، عن إبراهيم بن محمد النوفلي، عن الحسين بن المختار، عن عبداللَّه بن سنان، عن أبي عبداللَّه عليهالسلام قال: قال أميرالمؤمنين علي عليهالسلام: عندي صحيفة من رسولاللَّه صلي الله عليه و آله بخاتمه فيها ستون قبيلة مبهرجة، ليس لها في الاسلام نصيب، منهم غني وباهلة، [صفحه 353] وقال: يامعشر غني وباهلة أغدوا علي عطاياکم حتي أشهد لکم عند المقام المحمود إنکم لا تحبوني ولا أحبکم أبداً وقال: لآخذن غنياً أخذة تضطرب منها باهلة.[96]. 86/8548- محمد بن الحسن الصفار، حدثنا محمد بن الحسين، عن الحسن بن علي ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن الحرث بن المغيرة، عن أبي عبداللَّه عليهالسلام قال: جاء أبوبکر وعمر إلي أميرالمؤمنين عليهالسلام حين دفن النبي صلي الله عليه و آله والحديث طويل، فقال لهما أميرالمؤمنين عليهالسلام: أما ما ذکرتما أني لم أشهد کما أمر رسولاللَّه صلي الله عليه و آله فانه قال: لا يري عورتي أحد غيرک إلّا ذهب بصره ولم أکن لاوذيکما به، وأما کبّي (إکبابي) عليه فانه علمني ألف حرف يفتح ألف حرف کل حرف يفتح ألف حرف، ولم أکن لأطلّعکما علي سرّ رسولاللَّه صلي الله عليه و آله.[97]. 87/8549- محمد بن إسحاق باسناده، في خبر آية الافک، إلي أن قال: کالمسمار المحمي في الوبر ولا يثنيني شيء حتي أمضي لما أرسلتني به، أو الشاهد يري ما لا يري الغائب؟ فقال: بل الشاهد قد يري ما لا يري الغائب، فأقبلت متوشحاً السيف فوجدته عندها فاخترطت السيف، فلما أقبلت نحوه عرف أني اُريده، فأتي نخلة فرقي فيها ثم رمي بنفسه علي قفاه وشغر برجليه فاذا هو أجبّ أمسح ما له مما للرجل قليل ولا کثير، فأغمدت سيفي ثم أتيت النبي صلي الله عليه و آله فأخبرته فقال: الحمد للَّه الذي يصرف عنا أهل البيت الامتحان.[98]. 88/8550- الصدوق، باسناده عن الرضا، عن آبائه، عن علي عليهالسلام قال: دفع [صفحه 354] النبي صلي الله عليه و آله الراية يوم خيبر إليّ، فما برحت حتي فتح اللَّه عليّ يدي.[99]. 89/8551- من الخصائص للطنزي: عن علي عليهالسلام قال: قال رسولاللَّه صلي الله عليه و آله: نزلت عليّ النبوة يوم الاثنين، وصلي علي معي يوم الثلاثاء.[100]. 90/8552- عن علي[عليهالسلام]قال: بعث النبيصلي الله عليه وسلم يوم الاثنين وأسلمت يوم الثلاثاء.[101]. 91/8553- ابنشهر آشوب: قيل لأمير المؤمنين عليهالسلام: في جلوسه عنهم، قال: اني ذکرت قول النبي صلي الله عليه و آله إن القوم إذا نقضوا أمرک واستبدوا بها دونک وعصوني فيک، فعليک بالصبر حتي ينزل الأمر، فانهم سيغدرون بک وأنت تعيش علي ملتي وتقتل علي سنتي، من أحبک أحبني ومن أبغضک أبغضني، وأن هذه ستخضب من هذا.[102]. 92/8554- عن مالک بن الجون (الجويرث) قال: قام علي بن أبي طالب بالربذة، فقال: من أحب أن يلحقنا فليلحقنا، ومن أحب أن يرجع فليرجع مأذوناً له غير حرج، فقام الحسن بن علي عليهالسلام فقال: ياأبة أو ياأميرالمؤمنين لو کنت في جحر وکان للعرب فيک حاجة لاستخرجوک من جحرک، فقال: الحمد للَّه الذي يبتلي من يشاء بما يشاء، ويعافي من يشاء بما يشاء، أما واللَّه لقد ضربت هذا الأمر ظهراً لبطن- أو ذنباً ورأساً- فواللَّه ان وجدت له إلّا القتال أو الکفر باللَّه، يحلف باللَّه عليه، اجلس يابني ولا تحن عليّ حنين الجارية.[103]. 93/8555- علي بن إبراهيم، حدثني أبي، عن ابنأبي عمير، عن ابنسنان، عن أبي عبداللَّه عليهالسلام في قول اللَّه عزّوجلّ: «وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا» إلي [صفحه 355] قوله: «وَمَا أُولئِکَ بِالْمُؤْمِنِينَ»[104] قال: نزلت هذه الآية في أميرالمؤمنين وعثمان، وذلک أنه کان بينهما منازعة في حديقة، فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام: ترضي برسولاللَّه صلي الله عليه و آله! فقال عبدالرحمن بن عوف لعثمان لا تحاکمه إلي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله فانه يحکم له عليک، ولکن حاکمه إلي ابنشيبة اليهودي، فقال عثمان لأمير المؤمنين عليهالسلام: لا أرضي إلّا بابن شيبة اليهودي، فقال ابنشيبة لعثمان: تأمنون محمداً علي وحي السماء وتتهمونه في الأحکام؟ فأنزل اللَّه علي رسوله «وَإِذَا دُعُوْا إِلَي اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْکُمَ بَيْنَهُمْ» إلي قوله: «بَلْ أُولئِکَ هُمُ الظَّالِمُونَ».[105] [106]. 94/8556- عبداللَّه بن عدي، قال: شهدت الحکمين، ثم أتيت الکوفة وکان لي إلي علي عليهالسلام حاجة، فلما دخلت عليه قال لي: مرحباً بک يابن اُم قبان، أزائراً جئتنا أم لحاجة؟ فقلت: کل جاء بي، جئت لحاجة وأحببت أن اُجدد بک عهداً، وسألته عن حديث فحدثني علي أن لا اُحدث به أحداً. فبينما أنا يوم في المسجد في الکوفة إذا علي عليهالسلام متنکباً قرناً، فجعل يقول: الصلاة جامعة، وجلس علي ا لمنبر واجتمع الناس، وجاء الأشعث بن قيس فجلس إلي جانب المنبر، فلما اجتمع الناس ورضي منهم، قام فحمد اللَّه وأثني عليه ثم قال: أيها الناس انکم تزعمون ان عندي من رسولاللَّه صلي الله عليه و آله ما ليس عند الناس، وانه ليس عندي إلّا ما في قرني، ثم نکب کنانته فأخرج منها صحيفة فيها: المسلمون تتکافأ دماؤهم، وهم يد علي من سواهم ألا لا يقتل مؤمن بکافر، ولا ذو عهد في عهده، ومن حدث حدثاً، أو آوي محدثاً فعليه لعنة اللَّه والملائکة والناس أجمعين. [صفحه 356] فقال له الأشعث بن قيس: هذه واللَّه عليک لا لک دعها ترحل، فخفض عليهالسلام اليه بصره فقال له: ما يدريک ما عليّ من ما لي، عليک لعنة اللَّه ولعنة اللاعنين، حائک بن حائک، منافق بن زفر، واللَّه لقد أسرک الاسلام مرة والکفر اُخري فما ذاک بواحدة منها، حسبک وما لک، ثم رفع بصره إلي وقال: أصبحت فرداً لراعي الضأن يلعب بي قلت: بأبي أنت واُمي قد کنت واللَّه أحب أن أسمعها منک، قال: هو واللَّه ذلک، فما قيل فيها بعدنا من مقالة ولا علقت منا جديداً ولا درساً.[107]. 95/8557- المجلسي: من کتاب (الخرائج): روي أن تسعة اُخوة أو عشرة في حي من أحياء العرب، کانت لهم اُخت واحدة، فقالوا لها: کل ما يرزقنا اللَّه نطرحه بين أيديک فلا ترغبي في التزويج، فحميتنا لا تحمل ذلک، فوافقتهم في ذلک ورضيت به وقعدت في خدمتهم، وهم يکرمونها، فحاضت يوماً، فلما طهرت أرادت الاغتسال وخرجت إلي عين ماء کان بقرب حيهم، فخرجت من الماء علقة فدخلت في جوفها وقد جلست في الماء، فمضت عليها أيام والعلقة تکبر في بطنها، وظنّ الاُخوة أنها حبلي وقد خانت، فأرادوا قتلها، فقال بعضهم: نرفع أمرها إلي أميرالمؤمنين علي ابن أبي طالب عليهالسلام فانه يتولي ذلک، فأخرجوها إلي حضرته وقالوا فيها ما ظنوا بها، فاستحضر عليهالسلام طشتاً مملوءً بالحمأة وأمرها أن تقعد عليه، فلما أحسّت العلقة برائحة الحمأة نزلت من جوفها، فقالوا: ياعلي أنت ربنا العلي فإنک تعلم الغيب! فزبرهم وقال: إن رسولاللَّه صلي الله عليه و آله أخبرنا بذلک عن اللَّه بأن هذه الحادثة تقع في اليوم في هذا الشهر في هذه الساعة.[108]. [صفحه 357] 96/8558- عن أبي جحيفة قال: سمعت علياً [عليهالسلام] علي المنبر يقول: هلک فيّ رجلان: محب غالٍ، ومبغض غالٍ.[109]. 97/8559- عن علي [عليهالسلام]: يهلک فينا أهل البيت فريقان: محب مُطر، وباهت مفتر.[110]. 98/8560- عن علي [عليهالسلام] قال: ليحبني أقوام حتي يدخلوا النار في حبي، ويبغضوا أقوام حتي يدخلوا النار فيّ ببغضي.[111]. 99/8561- عن عبيدبن شريک العامري، عن أبيه، قال: أُتي علي بن أبي طالب[عليهالسلام]، فقيل إن ههنا قوماً علي باب المسجد يزعمون أنک ربهم، فدعاهم فقال لهم: ويلکم ما تقولون؟ قالوا: أنت ربنا وخالقنا ورازقنا، فقال: ويلکم إنما أنا عبد مثلکم، آکل الطعام کما تأکلون وأشرب مما تشربون، إن أطعته أثابني إن شاء، وإن عصيته خشيت أن يعذبني، فاتقوا اللَّه وارجعوا، فأبوا فطردهم، فلما کان من الغد غدوا عليه، فجاء قنبر، فقال: واللَّه رجعوا يقولون ذلک الکلام، فقال: أدخلهم عليّ، فقالوا له مثل ما قالوا: وقال لهم: مثل ما قال إلّا أنه قال: إنکم ضالون مفتونون، فأبوا، فلما کان اليوم الثالث أتوه فقالوا له مثل ذاک القول، فقال: واللَّه لئن قلتم لأقتلنکم بأخبث قتلة، فأبوا إلّا أن يتموا علي قولهم، فخدّ لهم اُخدوداً بين باب المسجد والقصر، وأوقد فيه ناراً، وقال: إني طارحکم فيها أو ترجعون، فأبوا، فقذف بهم فيها.[112]. 100/8562- عن علي [عليهالسلام] قال: يحبني قوم حتي يدخلهم حبي النار، ويبغضني قوم [صفحه 358] حتي يدخلهم بغضي النار.[113]. 101/8563- الصدوق، حدثنا أحمد بن يحيي المکتب، قال: حدثنا أحمد بن محمد الوراق، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبان بن مهران، قال: حدثنا عبداللَّه بن أبيسعيد الوراق، قال: حدثنا فضيل بن عبدالوهاب، قال: حدثنا يونس بن أبييعقوب العبدي، عن أبيه، عن قنبر مولي علي عليهالسلام قال: دخلت مع علي بن أبيطالب عليهالسلام علي عثمان بن عفان، فأحب الخلوة فأومأ إلي علي عليهالسلام بالتنحي فتنحيت، غير بعيد، فجعل عثمان يعاتب علياً عليهالسلام وعلي مطرق، فأقبل عليه عثمان فقال: ما لک لا تقول؟ فقال: إن قلت لم أقل إلّا ما تکره، وليس لک عندي إلّا ما تحب.[114]. بيان: قال المبرد: تأويل ذلک: إن قلت اعتددت عليک بمثل ما اعتددت به عليّ فيلذعک عتابي، وعندي أن لا أفعل وإن کنت عاتباً إلّا ما تحب. [صفحه 359]
1/8463- محمد بن إسماعيل، قال: حدّثني الفضل بن شاذان، عن ابن أبيعمير، عن وهيب بن حفص، عن أبيبصير، عن أبيجعفر عليهالسلام قال: جاء المهاجرون والأنصار وغيرهم بعد ذلک إلي علي عليهالسلام فقالوا له: أنت واللَّه أميرالمؤمنين وأنت واللَّه أحق الناس وأولاهم بالنبي صلي الله عليه و آله، هلم يدک نبايعک فواللَّه لنموتن قدامک، فقال علي عليهالسلام: إن کنتم صادقين فاغدوا غداً عليّ محلقين، فحلق علي عليهالسلام وحلق سلمان وحلق مقداد وحلق أبوذر، ولم يحلق غيرهم، ثم انصرفوا فجاؤوا مرة اُخري بعد ذلک، فقالوا له: أنت واللَّه أميرالمؤمنين وأنت أحق الناس وأولاهم بالنبي صلي الله عليه و آله هلم يدک نبايعک فحلفوا، فقال: إن کنتم صادقين فاغدوا عليّ محلقين، فما حلق إلّا هؤلاء الثلاثة.[1].
لقد تاه عن قصد الهدي ثم عوق
سيعلم يوماً من يبر ويصدق
وشتان من يعصي النبي ويعتق
يکبر برّاً ربّه ويصدق
ويعتق عن عصيانه ويطلق
ألا في ضلال ما يصب ويدفق[26].
غيري وعلق اُخري غيرها الرجل
قد کان عمر أبيک الحق من حين
فإن بعض الذي قد قلت يکفيني
أني يقوم بها خلق من الطين
ومن مغالطة البغضا إلي اللين
ماذا يريبک مني راعي الضان
صفحه 313، 314، 315، 316، 317، 318، 319، 320، 321، 322، 323، 324، 325، 326، 327، 328، 329، 330، 331، 332، 333، 334، 335، 336، 337، 338، 339، 340، 341، 342، 343، 344، 345، 346، 347، 348، 349، 350، 351، 352، 353، 354، 355، 356، 357، 358، 359.