ما جاء في سيرته
2/8375- إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن عمرو بن حمّاد بن طلحة، عن محمّد بن الفضل بن غزوان، عن أبيحيّان التميمي، عن مجمع: أنّ علياً عليهالسلام کان يکنس بيت المال کلّ يوم جمعة ثمّ ينضحه بالماء ثمّ يصلّي فيه رکعتين ثمّ يقول: تشهدان لي يوم القيامة.[2]. [صفحه 280] 3/8376- وعنه، عن عمرو بن عليّ بن محمّد، عن يحيي بن سعيد، عن أبيحيّان التميمي، عن مجمع التيمي، أنّ علياً عليهالسلام کان ينضح بيت المال ثمّ يتنقّل فيه ويقول: اشهد لي يوم القيامة انّي لم أحبس فيک المال علي المسلمين.[3]. 4/8377- وعنه، عن إبراهيم بن العباس، عن ابنالمبارک، عن بکر بن عيسي، قال: کان علي عليهالسلام يقول: يا أهل الکوفة إن خرجت من عندکم بغير رحلي وراحلتي وغلامي فأنا خائن، وکان نفقته تأتيه من غلّته بالمدينة من ينبع، وکان يطعم الناس الخبز واللحم، ويأکل من الثريد بالزيت ويکلّلها بالتمر من العجوة، وکان ذلک طعامه، وزعموا أنّه کان يقسم ما في بيت المال فلا تأتي الجمعة وفي بيت المال شيء، ويأمر ببيت المال في کلّ عشية خميس، فينضح بالماء، ثمّ يصلّي فيه رکعتين، الحديث.[4]. 5/8378- علي بن إبراهيم القمي، حدثنا عبدالرحمن بن محمد الحسيني (الحسني)، قال: حدثنا الحسين بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن مروان، قال: حدثنا عبيدبن خنيس، قال: حدثنا صباح، عن ليث بن أبيسليم، عن مجاهد، قال: قال علي عليهالسلام: إن في کتاب اللَّه لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي، وهي آية النجوي، کان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم، فجعلت اُقدم بين يدي کل نجوي أُناجيها النبي صلي الله عليه و آله درهماً، قال: فنسخها قوله: « أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاکُمْ صَدَقَاتٍ»[5] إلي قوله: «وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ».[6]. 6/8379- فرات، قال: حدثنا محمد بن عبداللَّه بن سليمان الحضرمي معنعناً، عن [صفحه 281] علي بن أبيطالب عليهالسلام قال: لما نزلت هذه الآية: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاکُمْ صَدَقَةً»[7] قال رسولاللَّه صلي الله عليه و آله: ما تقول؟ قال: دينار (في دينار)، قلت: لا يطيقونه، قال: فکم؟ قلت شعيرة، قال: إنک لزهيد، فنزل «أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاکُمْ صَدَقَاتٍ»[8] فخفف اللَّه عن هذه الاُمة بي، فلم ينزل في أحد قبلي ولا ينزل في أحد بعدي.[9]. 7/8380- المفيد، عن عمر بن علي بن عمر بن يزيد، عن علي بن ميثم التمار، عمن حدثه، عن أميرالمؤمنين عليهالسلام أنه کان مع بعض أصحابه في مسجد الکوفة، فقال له رجل: بأبي أنت واُمي إني لأتعجب من هذه الدنيا في أيدي هؤلاء القوم وليست عندکم، فقال عليهالسلام: يافلان أتري نريد الدنيا فلا نعطاها؟ ثم قبض قبضة من الحصي فاذا هي جواهر، فقال: ما هذا؟ فقلت هذا من أجود الجواهر، فقال: لو أردنا لکان ولکن لا نريده، ثم رمي بالحصي فعادت کما کانت.[10]. 8/8381- للسيد الرضي رضي الله عنه: روي أن أميرالمؤمنين عليهالسلام، خطب الناس فقال: أيها الناس من عرف نسبي وإلّا فأنا أُعرّفه نسبي، فقام إليه ابنالکوا، فقال: أنت علي بن أبيطالب بن عبدالمطلب بن هاشم، حتي بلغ إلي قصي بن کلاب، قال عليهالسلام: أو تعرف لي نسباً غير هذا؟ فقال: لا، فقال: إن أبيسمّاني زيداً باسم قصي، فأنا زيد ابنعبدمناف بن عامر بن عمرو بن المغيرة بن زيد بن کلاب، واسم أبيطالب عبدمناف، واسم عبدالمطلب عامر، قال الشاعر فيه: قامت لتبکيه علي قبره [صفحه 282] ترکتني في الدار ذا غربة واسم هاشم عمرو، وفيه يقول الشاعر: عمرو العلي هشم الثريد لقومه واسم عبدمناف المغيرة، قال الشاعر فيه وفي إخوانه: إن المغيرات وأبناءهم يعني عبدمناف واُخوته وسماهم کلهم بالمغيرات؛ لأن فيهم المغيرة، ومثل هذا کثير في کلام العرب، وإسم قصيّ زيد قال الشاعر: قصيّ أبوک کان يدعي مجمعاً وأنتم بنو زيد وزيد أبوکم 9/8382- الطبرسي: عن ابنعباس أن علياً عليهالسلام کان يقول في حياة رسولاللَّه صلي الله عليه و آله: إن اللَّه يقول: «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقَابِکُمْ»،[12] واللَّه لاننقلب علي أعقابنا بعد أن هدانا اللَّه، واللَّه لئن مات أو قتل لاُقاتلن علي ما قاتل عليه حتي أموت، لأني أخوه وابنعمه، ووارثه، فمن أحق به مني.[13]. 10/8383- المفيد، قال: حدثني أحمد، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد، عن [صفحه 283] محمد بن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن سنان، عن أبيمعاذ السدي، عن أبيأراکة، قال: صليت خلف أميرالمؤمنين عليهالسلام الفجر في مسجدکم هذا علي يمينه، وکان عليه کآبة، ومکث حتي طلعت الشمس علي حائط مسجدکم هذا قيد رمح وليس هو علي ما هو اليوم. ثم أقبل علي الناس فقال: أما واللَّه لقد کان أصحاب رسولاللَّه صلي الله عليه و آله وهم يکابدون هذا الليل يراوحون بين جباههم ورکبهم کأن زفير النار في آذانهم، فاذا أصبحوا أصبحوا غبراً صفراً بين أعينهم شبه رکب المعزي، فاذا ذکر اللَّه مادوا کما يميد الشجر في يوم الريح وانهملت أعينهم حتي تبتل ثيابهم، قال: ثم نهض وهو يقول: لکأنما بات القوم غافلين، ثم لم ير مفتراً حتي کان من أمر ابنملجم (لعنه اللَّه) ما کان.[14]. 11/8384- الشيخ الطوسي، أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبوعبداللَّه محمد ابنعمران المرزباني، قال: أخبرني الحسن بن علي، قال: حدثنا أحمد بن سعد، قال: حدثني الزبير بن بکار، قال: حدثنا علي بن محمد، قال: کان عمرو بن العاص يقول: في علي دعابة، فبلغ ذلک أميرالمؤمنين عليهالسلام فقال: زعم ابنالنابغة أني تلعابة مزاحة ذو دعابة، اُعافس واُمارس، هيهات يمنع من العضاس والمراس ذکر الموت وخوف البعث والحساب، ومن کان له قلب، ففي هذا له واعظ وزاجر، وأما وشر القول الکذب، انه ليحدث فيکذب، ويعد فيخلف، فاذا کان يوم البأس فأي زاجر وآمر هو! ما لم تأخذ السيوف هام الرجال، فاذا کان ذلک فأعظم مکيدته في نفسه أن يمنح القوم أسته.[15]. 12/8385- الشيخ الطوسي: قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: الموت طالب ومطلوب، [صفحه 284] لا يعجزه المقيم، ولا يفوته الهارب، فقدّموا ولا تتکلموا فانه ليس عن الموت محيص، إنکم إن لم تقتلوا تموتوا، والذي نفس علي بيده لألف ضربة بالسيف علي الرأس أهون من الموت علي فراش.[16]. 13/8386- عن علي [عليهالسلام] قال: ما رمدت ولا صدعت منذ دفع رسولاللَّه صلي الله عليه وسلم إليّ الراية يوم خيبر.[17]. 14/8387- عن علي [عليهالسلام] ما رمدت ولا صُدعِت منذ مسح رسولاللَّه صلي الله عليه وسلم وجهي وتفل في عيني يوم خيبر حين أعطاني الراية.[18]. 15/8388- الدقاق، عن الصيرفي، عن عبيداللَّه بن موسي الحبال، عن محمد بن الحسين الخشاب، عن محمد بن محصن، عن ابنظبيان، عن الصادق، عن آبائه عليهمالسلام أن أميرالمؤمنين عليهالسلام قال في رسالته إلي سهل بن حنيف رحمه الله: واللَّه ما قلعت باب خيبر ورميت به خلف ظهري أربعين ذراعاً بقوة جسدية، ولا حرکة غذائية لکني اُيدت بقوة ملکوتية، ونفس بنور ربّها مضيئة، وأنا من أحمد کالضوء من الضوء، واللَّه لو تظاهرت العرب علي قتالي لما ولّيت، ولو أمکنتني الفرصة من رقابها لما أبقيت، ومن لم يبال متي حتفه عليه ساقط فجنانه في الملمات رابط.[19]. 16/8389- الشيخ الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبيالمفضل، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي العرّاد، قال: حدثنا محمد بن عبدالجبار السدوسي، قال: حدثنا علي ابنالحسين بن عون بن أبيحرب بن أبيالأسود الدئلي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن حرب بن أبيالأسود، عن أبيه أبيالأسود: إن رجلاً سأل أميرالمؤمنين [صفحه 285] علي بن أبيطالب عليهالسلام عن سؤال، فبادر فدخل منزله ثم خرج فقال: أين السائل؟ فقال الرجل: ها أنا ذا ياأميرالمؤمنين قال: ما مسألتک؟ قال: کيت وکيت، فأجابه عن سؤاله، فقيل: ياأميرالمؤمنين، کنا عهدناک إذا سئلت عن المسألة کنت فيها کالسکة المحماة جواباً، فما بالک أبطأت اليوم عن جواب هذا الرجل حتي دخلت الحجرة ثم خرجت فأجبته؟ فقال عليهالسلام: کنت حاقناً، ولا رأي لحاقن ولا حازق، ثم أنشأ يقول: إذا المشکلات تصدّين لي وإن تبرّقت في مخيل الصواب مقنعة بغيوب الاُمور لساناً کشقشقة الأرحبي وقلباً إذا استنطقته الهموم ولست بأمّعةٍ في الرجال ولکني مدرّب الأصغرين 17/8390- الشيخ الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبيالمفضل، قال: حدثنا أبوجعفر محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي، الأشناني، قال: حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي، قال: أخبرنا علي بن هاشم بن البريد، عن أبيه، عن عبداللَّه بن مخارق، عن هاشم بن مساحق، عن أبيه: أنه شهد يوم الجمل، وأن الناس لما انهزموا اجتمع هو ونفر من قريش فيهم مروان، فقال بعضهم لبعض: واللَّه لقد ظلمنا هذا الرجل ونکثنا بيعته علي غير حدث کان منه، ثم لقد ظهر علينا فما رأينا رجلاً کان أکرم سيرة ولا أحسن عفواً بعد رسولاللَّه صلي الله عليه و آله منه، فتعالوا فندخل عليه ولنعتذر مما [صفحه 286] صنعنا، قال فدخلنا عليه، فلما ذهب متکلمنا يتکلم قال: انصتوا أکفکم، إنما أنا رجل منکم، فان قلت حقاً فصدقوني، وان قلت غير ذلک فردوه عليّ: أنشدکم باللَّه أتعلمون أن رسولاللَّه صلي الله عليه و آله قبض وأنا أولي الناس به وبالناس؟ قالوا: اللهم نعم، قال: فبايعتم أبابکر وعدلتم عني، فبايعت أبابکر کما بايعتموه، وکرهت أن أشق عصا المسلمين، وأن اُفرق بين جماعتهم، ثم إن أبابکر جعلها لعمر من بعده، وأنتم تعلمون أني أولي الناس برسولاللَّه صلي الله عليه و آله وبالناس من بعده، فبايعت عمر کما بايعتموه، فوفيت له ببيعته حتي لما قتل جعلني سادس ستة، فدخلت حيث أدخلني، وکرهت أن اُفرق جماعة المسلمين وأشق عصاهم، فبايعتم عثمان فبايعته، ثم طعنتم علي عثمان فقتلتموه، وأنا جالس في بيتي، ثم أتيتموني غير داع لکم ولا مستکره لأحد منکم، فبايعتموني کما بايعتم أبابکر وعمر وعثمان، فما جعلکم أحق أن تفوا لأبي بکر وعمر وعثمان ببيعتهم منکم ببيعتي؟ قالوا: ياأميرالمؤمنين، کن کما قال العبد الصالح: «لَا تَثْرِيبَ عَلَيْکُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَکُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ»[21] فقال عليهالسلام: کذلک أقول: يغفر اللَّه لکم وهو أرحم الراحمين، مع أن فيکم رجلاً لو بايعني بيده لنکث باسته، يعني مروان.[22]. 18/8391- ابنأبيالحديد، قال: وروي الربيع بن زياد، قال: قدمت علي عمر بمال من البحرين فصليت معه العشاء ثم سلمت عليه، قال: فقال: ما قدمت به؟ قال: خمسمائة ألف، قال: ويحک إنما قدمت بخمسين ألفاً، قلت: بلي بخمسمائة ألف، قال: کم يکون ذلک؟ قلت مائة ألف حتي عددت خمساً، فقال: إنک ناعس ارجع إلي بيتک ثم أغد عليّ، فغدوت عليه، فقال: ما جئت به؟ قلت: هو ما قلت لک، قال: کم هو؟ [صفحه 287] قلت: خمسمائة ألف، قال: أطيب هو، قلت: نعم لا أعلم إلّا ذلک، فاستشار الصحابة فيه فاُشير عليه بنصب الديوان فنصبه وقسم المال بين المسلمين، ففضلت عنده فضلة، فأصبح فجمع المهاجرين والأنصار فيهم علي بن أبيطالب [عليهالسلام]وقال للناس: ما ترون في فضل فضل عندنا من هذا المال؟ فقال الناس: ياأميرالمؤمنين إنا شغلناک بولاية أمورنا عن أهلک وتجارتک وضيعتک، فهو لک. فالتفت إلي علي [عليهالسلام] فقال: ما تقول أنت؟ قال: قد أشاروا عليک، قال: فقل أنت، فقال له: لِمَ تجعل يقينک ظناً، فلم يفهم عمر قوله، فقال: لتخرجن مما قلت، قال: أجل واللَّه لأخرجن منه، أتذکر حين بعثک رسولاللَّه صلي الله عليه و آله ساعياً فأتيت العباس بن عبدالمطلب فمنعک صدقته فکان بينکما شيء فجئتما إليّ وقلتما انطلق معنا إلي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله، فجئنا اليه فوجدناه خاثراً فرجعنا، ثم غدونا عليه فوجدناه طيب النفس فأخبرته بالذي صنع العباس، فقال لک: ياعمر أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه، فذکرنا له ما رأينا من خثوره في اليوم الأول وطيب نفسه في اليوم الثاني، فقال: إنکم أتيتم في اليوم الأول وقد بقي عندي من مال الصدقة ديناران فکان ما رأيتم من خثوري لذلک، وأتيتم في اليوم الثاني فقد وجهتها، فذاک الذي رأيتم من طيب نفسي، أشير عليک أن لا تأخذ من هذا الفضل شيئاً، وأن تفضّه علي فقراء المسلمين، فقال عمر: صدقت واللَّه لأشکرنّ لک الأولي والأخيرة.[23]. 19/8392- ابنأبيالحديد، قال: نصر، وحدثنا عمر بن سعد، عن أزهر العبسي، عن النضر بن صالح، قال: کنت مع شريح بن هاني في غزوة سجستان فحدثني أن علياً عليهالسلام أوصاه بکلمات إلي عمرو بن العاص، وقال له: قل لعمرو إذا لقيته أن علياً يقول لک: إن أفضل الخلق عند اللَّه من کان العمل بالحق أحب اليه وان نقصه، وإن [صفحه 288] أبعد الخلق من اللَّه من کان العمل بالباطل أحب اليه وإن زاده، واللَّه ياعمرو إنک لتعلم أين موضع الحق فلم تتجاهل؟ أفأن أوتيت طمعاً يسيراً صرت للَّه ولأوليائه عدواً، فکأنما قد اُوتيت مالا يزال عنک، فلا تکن للخائنين خصيماً، للمجرمين ظهيراً، أما اني أعلم أن يومک الذي أنت فيه نادم هو يوم وفاتک، وسوف تتمني أنک لم تظهر لي عداوة ولم تأخذ علي حکم اللَّه رشوة. قال شريح: فأبلغته يوم لقيته فتغمر، وقال: متي کنت قابلاً مشورة علي أو منيباً إلي رأيه أو معتمداً بأمره، فقلت: وما يمنعک يابن النابغة أن تقبل من مولاک وسيد المسلمين بعد نبيهم مشورته، لقد کان من هو خير منک أبوبکر وعمر يستشيرانه ويعملان برأيه، فقال: إن مثلي لا يکلم مثلک، فقلت: بأي أبويک ترغب عن کلامي بأبيک الوشيظ أم باُمک النابغة، فقام من مکانه وقمت.[24]. 20/8393- هلال بن مسلم الجحدري، قال: سمت جدي جرة أو قال: جوة، قال: شهدت علي بن أبيطالب عليهالسلام وقد أُتي بمال عند المساء فقال: أقسموا هذا المال، فقالوا: مسينا ياأميرالمؤمنين فأخره إلي غد، فقال لهم: تقبلوني إلي أن أعيش إلي غد، قالوا: وما ذلک بأيدينا، قال: فلا تؤخروه حتي تقسموه، فاُتي بشمع فقسموا ذلک المال من تحت ليلتهم.[25]. 21/8394- روي أن أميرالمؤمنين وضع درهماً علي کفه ثم قال: أما أنک إن لم تخرج عني لا تنفعني.[26]. 22/8395- عن الأسود، وعلقمة قالا: دخلنا علي أميرالمؤمنين عليهالسلام وبين يديه طبق من خوص عليه قرص أو قرصان من شعير، وإن أسطار النخالة لتبين في [صفحه 289] الخبز، وهو يکسر علي رکبتيه ويأکل بملح جريش، فقلنا لجارية له سوداء اسمها فضة: ألا نخلت هذا الدقيق لأمير المؤمنين؟ فقالت: أيأکل هو المهنا ويکون الوزر في عنقي؟! فتبسم عليهالسلام وقال: أنا أمرتها ألا تنخله، قلنا ولِمَ ياأميرالمؤمنين؟ قال: ذلک لأجدر أن تذل النفس ويقتدي بي المؤمن، وألحق بأصحابي.[27]. 23/8396- روي أن أميرالمؤمنين عليهالسلام دعا غلامه فلم يجبه، فدعاه ثانياً وثالثاً فلم يجبه، فقام اليه فرآه متضجعاً، فقال له: أما تسمع ياغلام؟ فقال: نعم، قال: فما حملک علي ترک جوابي؟ قال: أمنت عقوبتک فتکاسلت، فقال عليهالسلام: إمض فأنت حر لوجه اللَّه.[28]. 24/8397- من کتاب الغريبين للهروي في حديث علي عليهالسلام: لنا حق إن نعطه نأخذه وإن نمنعه نرکب أعجاز الابل وإن طال السري.[29]. بيان: قال القتيبي أعجاز الابل مآخرها، جمع عجز، وهو مرکب صعب شاق، ومعناه إن مُنعنا حقنا رکبنا مرکب المشقة صابرين عليه. 25/8398- ورام بن أبيفراس، حدثني المقري محمد بن محمد الکمال، قال: أخبرنا الفضل بن سهل، قال: أخبرنا الخطيب أبوبکر التبريزي، قال: أخبرني أبومحمد عبداللَّه بن الحذاء، قال: أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ، قال: حدثنا عبداللَّه ابنمحمد بن عبدالعزيز، قال: حدثني جدي، قال: حدثنا علي بن صالح بياع الأکيسة، عمن حدثه، قال: رأيت علياً عليهالسلام اشتري تمراً بدرهم، فحمله في ملحفته، فقيل له: ياأميرالمؤمنين ألا نحمله عنک؟ فقال عليهالسلام: أبوالعيال أحق بحمله.[30]. 26/8399- قال زين العابدين عليهالسلام: ما اُصيب أميرالمؤمنين عليهالسلام بمصيبة إلّا صلي في [صفحه 290] ذلک اليوم ألف رکعة، وتصدق علي ستين مسکيناً، وصام ثلاثة أيام، وقال لأولاده: إذا أصبتم بمصيبة، فافعلوا بمثل ما أفعل، فاني رأيت رسولاللَّه صلي الله عليه و آله هکذا يفعل، فاتبعوا سنة نبيکم.[31]. 27/8400- فرات بن إبراهيم الکوفي، قال: حدثنا علي بن محمد بن علي بن أبيحفص الأعشي معنعناً: عن بن موسي بن عيسي الأنصاري، قال: کنت جالساً مع أميرالمؤمنين علي بن أبيطالب عليهالسلام بعد أن صلينا مع النبي صلي الله عليه و آله العصر بهفوات، فجاء رجل اليه فقال له: ياأباالحسن قد قصدتک في حاجة لي اُريد أن تمضي معي فيها إلي صاحبها، فقال له: قل (قف) قال (فقال): إني ساکن في دار لرجل فيها نخلة وإنّه يهيج الريح فيسقط من ثمرها بلح وبسر ورطب وتمر، ويصعد الطير فيلقي منه، وأنا آکل منه ويأکلوا منه الصبيان من غير أن ننخسها بقصب أو نرميها بحجر، فأسأله أن يجعلني في حل. قال عليهالسلام: انهض بنا، فنهضت معه، فجئنا إلي الرجل، فسلم عليه أميرالمؤمنين علي بن أبيطالب عليهالسلام فرحب به وفرح به وسرّ، وقال: فيما جئت ياأباالحسن؟ قال: جئتک في حاجة، قال: تقضي إن شاء اللَّه، قال: فما هي؟ قال: هذا الرجل ساکن في دار لک في موضع کذا وذکر أن فيها نخلة، وأنه يهيج الريح فيسقط منها بلح وبسر ورطب وتمر، ويصعد الطير فيلقي مثل ذلک من غير حجر يرميها أو قصبة ينخسها اُريد أن تجعله في حل، فتأبَّي عن ذلک، وسأله ثانياً وأقبل يلح عليه في المسألة ويتأبَّي أن قال عليهالسلام: واللَّه إني أضمن لک عند رسولاللَّه صلي الله عليه و آله أن يبدلک بهذه النخلة حديقة في الجنة، فأبي عليه ورهقنا المساء، فقال له علي عليهالسلام تبيعنيها بحديقتي فلانة؟ فقال له: نعم، قال: فأشهد لي عليک اللَّه وموسي بن عيسي الأنصاري انک قد بعتها بهذه الدار، قال: نعم، أشهد اللَّه وموسي بن عيسي إني قد بعتک هذه الحديقة [صفحه 291] بشجرها ونخلها وثمرها بهذه الدار، أليس قد بعتني هذه الدار بما فيها بهذه الحديقة، ولم يتوهم أنه يفعل، قال: نعم، أشهد اللَّه وموسي بن عيسي علي أني قد بعتک هذه الدار بهذه الحديقة، فالتفت علي عليهالسلام إلي الرجل فقال له: قم فخذ الدار بارک اللَّه لک وأنت في حل منها.[32]. 28/8401- عن جبير، عن الشعبي، قال: قال علي [عليهالسلام]: إني لأستحي من اللَّه أن يکون ذنب أعظم من عفوي، أو جهل أعظم من حلمي، أو عورة لا يواريها ستري، أو خلة لا يسدها جودي.[33]. 29/8402- عن محمد بن عمر بن علي بن أبيطالب، أنه قيل لعلي [عليهالسلام]: ما لک أکثر أصحاب رسولاللَّه صلي الله عليه و آله حديثاً؟ فقال: إني کنت إذا سألته أنبأني، وإذا سکت ابتدأني.[34]. 30/8403- عن عبداللَّه بن يحيي أن علياً [عليهالسلام] اُتي يوم البصرة بذهب وفضة، فقال: أبيضي واصفري غرِّي غيري، غرِّي أهل الشام غداً إذا ظهروا عليک، فشق قوله ذلک علي الناس، فذکر ذلک له، فأذن في الناس فدخلوا عليه فقال: إن خليليصلي الله عليه وسلم قال: ياعلي إنک ستقدم علي اللَّه وشيعتک راضين مرضيين، ويقدم عليک عدوک غضاباً مقمحين، ثم جمع علي يده إلي عنقه يريهم الأقماح.[35]. 31/8404- عن علي بن الأرقم، عن أبيه، قال: رأيت علي بن أبيطالب [عليهالسلام] يعرض سيفاً له في رحبة الکوفة ويقول: من يشتري مني سيفي هذا واللَّه لقد جلوت [صفحه 292] به غير مرة عن وجه رسولاللَّه صلي الله عليه وسلم ولو أن عندي ثمن أزار ما بعته.[36]. 32/8405- ابنعساکر، أنبأنا يعقوب، أنبأنا أبوبکر الحميدي، أنبأنا سفيان، أنبأنا أبوحيان، عن مجمع التميمي، قال: خرج علي بن أبيطالب بسيفه إلي السوق، فقال من يشتري مني سيفي هذا، فلو کان عندي أربعة دراهم أشتري بها إزاراً ما بعته.[37]. 33/8406- عن عنترة: قال: أتيت علياً [عليهالسلام] يوماً، فجاء قنبر، فقال: ياأميرالمؤمنين إنک رجل لا تُليق شيئاً، وإن لأهل بيتک في المال نصيباً، وقد خبأت لک خبيئة، قال: وما هي؟ قال: انطلق فانظر ما هي، قال: فأدخله بيتاً فيه باسنة (باسية)- قيل انها آلات القناع- مملوءة آنية ذهب وفضة مموهة بالذهب، فلما رآها علي [عليهالسلام] قال: ثکلتک اُمک لقد أردت أن تدخل بيتي ناراً عظيمة، ثم جعل يزنها ويعطي کل عريف بحصته ثم قال: هذا جنايي وخياره فيه ولا تغريني وغري غيري.[38]. 34/8407- عن جعفر بن محمد، عن أبيه أن علياً [عليهالسلام] اُتي بالمال، فأقعد بين يديه الوزان والنقاد، فکوم کومة من ذهب وکومة من فضة، فقال: ياحمراء ويابيضاء احمري وابيضي وغري غيري. هذا جناي وخياره فيه [صفحه 293] 35/8408- عن علي بن أبيطالب رضي الله عنه قال: کنت إذا سمعت من رسولاللَّه صلي الله عليه وسلم حديثاً نفعني اللَّه منه بما شاء أن ينفعني، فاذا حدثني أحد من أصحابه استحلفته، فاذا حلف لي صدقته.[40]. 36/8409- روي عن علي رضي الله عنه إنه دعا غلامه مرات فلم يجبه، فنظر فاذا هو بالباب فقال له: لِمَ لم تجبني؟ فقال: لثقتي بحلمک، وأمني من عقوبتک، فاستحسن جوابه وأعتقه.[41]. 37/8410- الشيخ المفيد: لما توجه أميرالمؤمنين عليهالسلام إلي البصرة، نزل الربذة فلقيه بها آخر الحاج فاجتمعوا ليسمعوا کلامه وهو في خبائه، قال ابنعباس رضي الله عنه: فأتيته فوجدته يخصف نعلاً، فقلت له: نحن إلي أن تصلح أمرنا أحوج إلي ما تصنع، فلم يکلمني حتي فرغ من فعله، ثم ضمها إلي صاحبتها وقال لي: قومّهما، فقلت ليس لهما قيمة، قال: علي ذاک، قلت کسر درهم، قال: واللَّه لهما أحب إليّ من أمرکم هذا إلّا أن أُقيم حقاً أو أدفع باطلاً، قلت: إن الحاج قد اجتمعوا ليسمعوا من کلامک فتأذن لي أن أتکلم فان کان حسناً کان منک وان کان غير ذلک کان مني؟ قال: لا أنا أتکلم، ثم وضع يده علي صدري وکان شثن الکفين فألمني، ثم قام فأخذت بثوبه وقلت نشدتک اللَّه والرحم، قال: لا تنشدني، ثم خرج فاجتمعوا عليه فحمد اللَّه وأثني عليه ثم قال: أما بعد فإن اللَّه تعالي بعث محمداً صلي الله عليه و آله وليس في العرب أحد يقرأ کتاباً ولا يدعي نبوة، فساق الناس إلي منجاتهم، أما واللَّه ما زلت في ساقتها ما غيرت ولا بدلت ولا خنت حتي تولت بحذافيرها، ما لي ولقريش أما واللَّه لقد قاتلتهم کافرين ولأقاتلنهم مفتونين، وإن مسيري هذا عن عهد إلي فيه، أما واللَّه لأبقرن الباطل [صفحه 294] حتي يخرج الحق من خاصرته، وما تنقم منا قريش إلّا أن اللَّه اختارنا عليهم فأدخلناهم في حيزنا وأنشد: وذنب لعمري شربک المحض خالصاً ونحن وهبناک العلاء ولم تکن 38/8411- العياشي: عن سلمة بن کهيل، عمن حدثه، عن علي عليهالسلام قال: لو استقامت لي الامرة وکسرت أو ثنيت لي الوسادة، لحکمت لأهل التوراة بما أنزل اللَّه في التوراة حتي تذهب إلي اللَّه أني قد حکمت بما أنزل اللَّه فيها، ولحکمت لأهل الانجيل بما أنزل اللَّه في الانجيل حتي تذهب إلي اللَّه أني قد حکمت بما أنزل اللَّه فيها، ولحکمت في أهل القرآن بما أنزل اللَّه في القرآن حتي يذهب إلي اللَّه اني قد حکمت بما أنزل اللَّه فيه.[43]. 39/8412- محمد بن الحسن الصفار، حدثنا عمران بن موسي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عبداللَّه بن زرارة، عن عيسي بن عبداللَّه، عن أبيه، عن جدّه، عن أميرالمؤمنين عليهالسلام قال: جاء جبرئيل إلي النبي صلي الله عليه و آله فقال: يامحمد إن باليمن صنماً من حجارة مقعد من حديد فابعث اليه حتي يجاء به، قال: فبعثني النبي صلي الله عليه و آله إلي اليمن فجئت بالحديد، فدفعت إلي عمر الصيقل فضرب منه سيفين ذي الفقار ومخذماً، فتقلد رسولاللَّه صلي الله عليه و آله مخذماً وقلدني ذي الفقار ثم إنه صار إلي بعد مخذم.[44]. 40/8413- محمد بن الحسن الصفار، حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن أسباط يرفعه، إلي أميرالمؤمنين عليهالسلام قال: دخل أميرالمؤمنين عليهالسلام الحمام [صفحه 295] فسمع صوت الحسن والحسين عليهماالسلام قد علا، فقال لهما: ما لکما فداکما أبيواُمي، فقالا: اتبعک هذا الفاجر، فظننا أنه يريد أن يضرّک، قال: دعاه واللَّه ما أطلق إلّا له.[45]. 41/8414- ابنشهر آشوب: الأصبغ بن نباتة، قال علي عليهالسلام: دخلت بلادکم بأشمالي هذه، ورحلتي وراحلتي هاهي، فان أنا خرجت من بلادکم بغير ما دخلت فانني من الخائنين.[46]. 42/8415- عن أبيعمرو بن العلاء، عن أبيه قال: خطب علي [عليهالسلام] فقال: ياأيها الناس واللَّه الذي لا إله إلّا هو ما رزأت من مالکم قليلاً ولا کثيراً، إلّا هذه وأخرج قارورة من کُمّ قميصه فيها طيب، فقال: أهداها إليّ دهقان.[47]. 43/8416- ابنشهر آشوب: يروي أن أميرالمؤمنين عليهالسلام کان في بعض حيطان فدک وفي يده مسحاة فهجمت عليه امرأة من أجمل النساء، فقالت: يابن أبيطالب إن تزوجتني أغنيک عن هذه المسحاة وأدلّک علي خزائن الأرض ويکون لک الملک ما بقيت، قال لها: فمن أنت حتي أخطبک من أهلک؟ قالت: أنا الدنيا، فقال عليهالسلام: ارجعي فاطلبي زوجاً غيري فلست من شأني، وأقبل علي مسحاته وأنشأ يقول: لقد خاب من غرته دنياً دنية أتتنا علي زي العروس بثينة فقلت لها غري سواي فإنني وما أنا والدنيا وأن محمداً [صفحه 296] وهبها أتتني بالکنوز ودرّها أليس جميعاً للفناء مصيرنا فغري سواي إنني غير راغب وقد قنعت نفسي بما قد رزقته فإني أخاف اللَّه يوم لقائه 44/8417- وعنه: وفي (فضائل أحمد) رُؤي علي علي عليهالسلام أزار غليظ اشتراه بخمسة دراهم، ورُؤي عليه أزار مرقوع، فقيل له في ذلک: فقال عليهالسلام: يقتدي به المؤمنون، ويخشع له القلب، وتذل به النفس ويقصد به المبالغ. وفي رواية أشبه بشعار الصالحين، وفي رواية أحصن لفرجي، وفي رواية أبعد لي من الکبر وأجدر أن يقتدي به المسلم.[49]. 45/8418- ابنشهر آشوب: عن العسکري عليهالسلام في خبر طويل: أن رجلاً وابنه وردا عليه، فقام اليهما وأجلسهما في صدر مجلسه وجلس بين أيديهما، ثم أمر بطعام فأحضر فأکلا منه، ثم أخذ الابريق ليصب علي يد الرجل، فتمرغ الرجل في التراب فقال: ياأميرالمؤمنين کيف اللَّه يراني وأنت تصب علي يدي!! قال: اُقعد واغسل فإن اللَّه يراني أخاک الذي لا يتميز منک، ولا يتفضل عنک ويزيد بذلک في خدمه في الجنة مثل عشرة أضعاف عدد أهل الدنيا علي حسب ذلک في مماليکه فيها، فقعد الرجل وغسل يده، فلما فرغ ناول الابريق محمد بن الحنفية وقال: يابني لو کان هذا الابن حضرني دون أبيه لصببت علي يده، ولکن اللَّه يأبي أن يسوي بين ابنوأبيه إذا جمعهما مکان، قد صبّ الأب علي الأب، فليصب الابن علي الابن.[50]. [صفحه 297] 46/8419- ابنشهر آشوب: الفائق إنه بعث العباس بن عبدالمطلب وربيعة بن الحارث ابنيهما الفضل بن العباس وعبدالمطلب بن ربيعة يسألانه أن يستعملهما علي الصدقات، فقال علي عليهالسلام: واللَّه لا نستعمل منکم أحداً علي الصدقة، فقال له ربيعة: هذا أمرک، نلت صهر رسولاللَّه صلي الله عليه و آله فلم نحسدک عليه، فألقي علي رداءه ثم اضطجع عليه فقال: أنا أبوالحسن القرم واللَّه لا أريم حتي يرجع اليکما ابناکما يحور ما بعثتما به، قال صلي الله عليه و آله: إن هذه الصدقة أوساخ الناس وانها لا تحلّ لمحمد ولا لآل محمد.[51]. 47/8420- ابنشهر آشوب: وقدم عليه عقيل، فقال عليهالسلام للحسن: أکس عمک، فکساه قميصاً من قمصه ورداءاً من أرديته، فلما حضر العشاء فاذا هو خبز وملح، فقال عقيل: ليس ما أري؟ فقال: أوليس هذا من نعمة اللَّه فله الحمد کثيراً، فقال: أعطني ما أقضي به ديني وعجل سراحي حتي أرحل عنک، قال: فکم دينک ياأبايزيد؟ قال: مائة ألف درهم، قال: واللَّه ما هي عندي ولا أملکها، ولکن اصبر حتي يخرج عطائي فأواسيکه، ولولا أنه لابد للعيال من شيء لأعطيتک کله، فقال عقيل: بيت المال في يدک وأنت تسوفني إلي عطائک، وکم عطاؤک وما عسي يکون ولو أعطيتنيه کله، فقال: ما أنا وأنت فيه إلّا بمنزلة رجل من المسلمين، وکانا يتکلمان فوق قصر الامارة مشرفين علي صناديق أهل السوق، فقال له علي عليهالسلام: إن أبيت ياأبايزيد ما أقول فانزل إلي بعض هذه الصناديق فاکسر أقفالها وخذ ما فيه، فقال: وما في هذه الصناديق؟ قال: فيها أموال التجار، قال: أتأمرني أن أکسر صناديق قد توکلوا علي اللَّه وجعلوا فيها أموالهم، فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام: أتأمرني أن أفتح بيت مال المسلمين فأعطيک أموالهم وقد توکلوا علي اللَّه وأقفلوا عليها، وإن شئت أخذت سيفي وأخذت سيفک وخرجنا إلي الحيرة فإن بها تجاراً مياسير فدخلنا [صفحه 298] علي بعضهم فأخذنا ماله، فقال: أو سارق جئت؟ قال: تسرق من واحد خير من أن تسرق من المسلمين جميعاً، فقال له: أفتأذن لي أن أخرج إلي معاوية؟ فقال له: قد أذنت لک، قال: فأعني علي سفري هذا، قال: ياحسن اعط عمک أربعمائة درهم، فخرج عقيل وهو يقول: سيغنيني الذي أغناه عني وذکر عمرو بن العاص: إن عقيلاً لما سأل عطاه من بيت المال، قال له أميرالمؤمنين عليهالسلام تقيم إلي يوم الجمعة؟ فأقام، فلما صلي أميرالمؤمنين عليهالسلام الجمعة قال لعقيل: ما تقول فيمن خان هؤلاء أجمعين؟ قال: بئس الرجل ذاک قال: فأنت تأمرني أن أخون هؤلاء وأعطيک.[52]. 48/8421- ابنشهر آشوب: عن اُم عثمان اُم ولد علي، قالت جئت علياً عليهالسلام وبين يديه قرنفل مکتوب في الرحبة، فقلت: ياأميرالمؤمنين هب لابنتي من هذا القرنفل قلادة، فقال عليهالسلام: هاک ذا ونفذ بيده إليّ درهماً، فانما هذا للمسلمين أولاً، فاصبروا حتي يأتينا حظنا منه، فنهب لابنتک قلادة.[53]. 49/8422- وعنه: وقد سأله عبداللَّه بن زمعة مالاً فقال عليهالسلام: إن هذا المال ليس لي ولا لک وإنما هو للمسلمين وجلب أسيافهم، فان شرکتهم في حربهم کان لک مثل حظهم، وإلّا فجناة أيديهم لا تکون لغير أفواههم.[54]. 50/8423- وعنه: جاء اليه عاصم بن ميثم وهو يقسم مالاً، فقال: ياأميرالمؤمنين إني شيخ کبير مثقل، قال عليهالسلام: واللَّه ما هو بکد يدي ولا بتراثي عن والدي، ولکنها [صفحه 299] أمانة أوعيتها، ثم قال عليهالسلام: رحم اللَّه من أعان شيخاً کبيراً مثقلاً.[55]. 51/8424- وعنه: عن ابنمردويه أنه عليهالسلام لما أقبل من اليمن تعجل إلي النبي صلي الله عليه و آله واستخلف علي جنده الذين معه رجلاً من أصحابه، فعمد ذلک الرجل فکسا کل رجل من القوم حلة من البزّ، الذي کان مع علي عليهالسلام فلما دنا جيشه خرج علي ليتلقاهم فاذا هم عليهم الحلل، فقال عليهالسلام: ويلک ما هذا؟ قال: کسوتهم ليتجملوا به إذا قدموا في الناس، قال: ويلک من قبل أن ينتهي إلي رسولصلي الله عليه و آله قال: فانتزع الحلل من الناس وردها في البز وأظهر الجيش شکاية لما صنع بهم.[56]. 52/8425- ابنشهر آشوب: من کلام عليهالسلام لما ردّ علي المسلمين من قطائع عثمان: واللَّه لو وجدته قد تزوج به النساء وملک بن الاماء لرددته، فان في العدل سعة ومن ضاق عليه العدل فالجور علهي أضيق.[57]. 53/8426- ابنشهر آشوب: في رواية عن أبيالهيثم بن التيهان، وعبداللَّه بن أبيرافع: إن طلحة والزبير جاءا إلي أميرالمؤمنين عليهالسلام وقالا: ليس کذلک کان يعطينا عمر، قال: فما کان يعطيکما رسولاللَّه صلي الله عليه و آله؟ فسکتا، قال: أليس کان رسولاللَّه صلي الله عليه و آله يقسم بالسوية بين المسلمين؟ قالا: نعم، قال: فسنة رسولاللَّه صلي الله عليه و آله أولي بالاتباع عندکم أم سنة عمر؟ قالا: سنة رسولاللَّه، ياأميرالمؤمنين لنا سابقة وعناء وقرابة، قال: سابقتکما أسبق أم سابقتي؟ قالا: سابقتک، قال: فقرابتکما أم قرابتي؟ قالا: قرابتک، قال: فعناؤکما أعظم من عنائي؟ قالا: عناؤک، قال: فواللَّه ما أنا وأجيري هذا إلّا بمنزلة واحدة وأومي بيده إلي الأجير.[58]. [صفحه 300] 54/8427- ابنشهر آشوب: وسأله عليهالسلام بعض مواليه مالاً، فقال عليهالسلام: يخرج عطاي فاُقاسمکم، فقال لا أکتفي وخرج إلي معاوية فوصله، فکتب إلي أميرالمؤمنين عليهالسلام يخبره بما أصاب من المال، فکتب اليه أميرالمؤمنين عليهالسلام: أما بعد فإن ما في يدک من المال قد کان له أهل قبلک وهو صائر إلي أهل بعدک، فانما لک ما مهدت لنفسک فآثر نفسک علي أحوج ولدک، فانما أنت جامع لأحد رجلين: أما رجل عمل فيه بطاعة اللَّه فسعد بما شقيت، وأما رجل عمل فيه بمعصية اللَّه فشقي بما جمعت له، وليس من هذين أحد بأهل أن تؤثره علي نفسک ولا تبرد له علي ظهرک، فارج لما مضي رحمة اللَّه، وثق لمن بقي برزق اللَّه.[59]. 55/8428- ابنشهر آشوب: قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: ما رأيت منذ بعث اللَّه محمداً رخاءاً فالحمد للَّه، ولقد خفت صغيراً وجاهدت کبيراً، اُقاتل المشرکين واُعادي المنافقين، حتي قبض اللَّه نبيه فکانت الطامة الکبري، فلم أزل محاذراً وجلاً أخاف أن يکون ما لا يسعني فيه المقام، فلم أر بحمد اللَّه إلّا خيراً حتي مات عمر، فکانت أشياء ففعل اللَّه ما شاء اللَّه، ثم اُصيب فلان، فما زلت بعد فيما ترون دائباً أضرب بسيفي صبياً حتي کنت شيخاً.[60]. 56/8429- ابنشهر آشوب: لما صعد أبوبکر المنبر نزل مرقاة، فلما صعد عمر نزل مرقاة، فلما صعد عثمان نزل مرقاة، فلما صعد علي عليهالسلام صعد إلي موضع يجلس عليه رسولاللَّه صلي الله عليه و آله فسمع من الناس ضوضاء، فقال عليهالسلام: ما هذه الذي أسمعها؟ قالوا: لصعودک إلي موضع رسولاللَّه صلي الله عليه و آله الذي لم يصعده الذي تقدمک، فقال: سمعت رسولاللَّه صلي الله عليه و آله يقول: من قام مقامي ولم يعمل بعملي أکبه اللَّه في النار، وأنا واللَّه [صفحه 301] العامل بعمله الممتثل قوله الحاکم بحکمه، فلذلک قمت هنا، ثم ذکر في خطبته: معاشر الناس قمت مقام أخي وابنعمي لأنه أعلمني بسري وما يکون مني.[61]. 57/8430- الحافظ أبونعيم: حدثنا عبداللَّه بن محمد بن جعفر، ثنا إبراهيم بن محمد ابنالحارث، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا أحمد بن أبيالحواري، قال: سمعت أباالفرج يقول: قال علي بن أبيطالب [عليهالسلام]: ما يسرني لو مت طفلاً وأُدخلت الجنة ولم أکبر فأعرف ربي عزّوجلّ.[62]. 58/8431- الحافظ أبونعيم، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبداللَّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثني سفيان بن وکيع، ثنا أبوغسان، عن أبيداود المکفوف، عن عبداللَّه بن شريک، عن جده، عن علي بن أبيطالب [عليهالسلام]: أنه اُتي بفالوذج، فوضع قدامه بين يديه، فقال: إنک طيب الريح حسن اللون طيب الطعم، لکن أکره أن أعوّد نفسي ما لم تعتده.[63]. 59/8432- وعنه، حدثنا الحسن بن علي الوراق، حدثنا محمد بن أحمد بن عيسي، ثنا عمرو بن تميم، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، قال: سمعت عبدالملک بن عمير يقول: حدثني رجل من ثقيف أن علياً [عليهالسلام] استعمله علي عکبرا، قال: ولم يکن السواد يسکنه المصلون، وقال لي: إذا کان عند الظهر فرح إلي، فرحت اليه فلم أجد عنده حاجباً يحبسني عنه دونه، فوجدته جالساً وعنده قدح وکوز من ماء، فدعا بطينة (بظبية ولعله الصحيح والظبية جراب صغير) فقلت في نفسي: لقد منني حتي يخرج إليّ جوهراً- ولا أدري ما فيها- فاذا عليها خاتم، فکسر الخاتم فاذا فيها سويق، فأخرج منها فصب في القدح فصب عليه ماء فشرب وسقاني فلم [صفحه 302] أصبر، فقلت: ياأميرالمؤمنين أتصنع هذا بالعراق، وطعام العراق أکثر من ذلک، قال: أما واللَّه ما أختم عليه بخلاً عليه ولکني ابتاع قدر ما يکفيني، فأخاف أن يغني فيصنع من غيره، وإنما حفظي لذلک، وأکره أن أدخل بطني إلّا طيباً.[64]. 60/8433- وعنه، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبداللَّه بن أحمد بن حنبل، ثنا علي بن حکيم، ثنا محمد بن علي، ثنا أبوالقاسم البغوي، ثنا علي بن الجعد، قالا: ثنا شريک، عن عثمان بن أبيزرعة، عن زيد بن وهب، قال: قدم علي علي [عليهالسلام]وفد من أهل البصرة فيهم رجل من أهل الخوارج يقال له الجعد بن نعجة، فعاتب علياً [عليهالسلام]في لبوسه، فقال علي: ما لک وللبوسي، إن لبوسي أبعد من الکبر وأجدر أن يقتدي بي المسلم.[65]. 61/8434- وعنه، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبداللَّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبوعبداللَّه السلمي، ثنا إبراهيم بن عيينة، عن سفيان الثوري، عن عمرو بن قيس، قال: قيل لعلي أميرالمؤمنين [عليهالسلام] لِمَ لم ترقع قميصک؟ قال: يخشع القلب، ويقتدي به المؤمن.[66]. 62/8435- عن زيد بن وهب، قال: خرج علينا علي [عليهالسلام] وعليه رداء وإزار قد رقعه بخرقة، فقيل له: فقال: إنما ألبس هذين الثوبين ليکون أبعد لي من الزهو، وخير لي في صلاتي وسنة للمؤمنين.[67]. 63/8436- الحافظ أبونعيم: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسي، ثنا محمد بن سعيد الاصبهاني، ثنا شريک، عن عاصم بن کليب، عن محمد بن کعب، قال: سمعت علياً [عليهالسلام] يقول: لقد رأيتني أربط الحجر علي بطني من شدة الجوع علي [صفحه 303] عهد رسولاللَّه صلي الله عليه وسلم، وإن صدقتي اليوم لأربعون ألف دينار.[68]. 64/8437- وعنه، حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم الختلي، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا علي بن عبداللَّه بن معاوية بن ميسرة بن شريح القاضي، ثنا أبي، عن أبيه معاوية، عن ميسرة، عن شريح، قال: کنت مع علي [عليهالسلام] في سوق الکوفة حتي انتهي إلي قاص يقص، فوقف عليه فقال: أيها القاص تقص ونحن قريب العهد، أما إني أسألک فان تخرج عما سألتک وإلّا أدبتک، قال القاص: سل ياأميرالمؤمنين عما شئت، فقال [عليهالسلام] ما ثبات الايمان وزواله؟ فقال القاص: ثبات الايمان الورع، وزواله الطمع، قال علي [عليهالسلام]: فمثلک يقص.[69]. 65/8438- قال أبوعبيدالهروي: في حديث علي عليهالسلام أنه شيع سرية أو جيشاً فقال: أعذبوا عن النساء.[70]. بيان: يقول عليهالسلام: امنعوا أنفسکم عن ذکر النساء وشغل القلوب بهن، فان ذلک يکسرکم عن الغزو، وکل من منعته شيئاً فقد أعذبته.[71]. 66/8439- ابنشهر آشوب: وسأله ابنالکواء کم بين السماء والأرض؟ فقال: عليهالسلام دعوة مستجابة، قال: وما طعم الماء؟ قال: طعم الحياة،قال: وکم بين المشرق والمغرب؟ فقال: مسيرة يوم للشمس، قال: وما أخوان ولدا في يوم واحد وماتا في يوم واحد وعمر أحدهما خمسون ومائة سنة وعمر الآخر خمسون سنة؟ فقال عليهالسلام: ولد عزير وعزرة اُخوة؟ لان عزيراً أماته اللَّه مائة سنة ثم بعثه، وعن بقعة ما طلعت عليها الشمس إلّا لحظة واحدة؟ فقال عليهالسلام: ذلک البحر الذي فلقه اللَّه لبني اسرائيل، وعن إنسان يأکل ويشرب ولا يتغوط؟ قال: ذلک الجنين، وعن شيء [صفحه 304] شرب وهو حي وأکل وهو ميت؟ فقال: عصا موسي شربت وهي في شجرتها غضة وأکلت لما التقفت حبال السحرة وعصيهم، وعن بقعة علت علي الماء في أيام الطوفان؟ فقال: ذلک موضع الکعبة لأنها کانت ربوة، وعن مکذوب عليه ليس من الجن ولا من الانس؟ فقال: ذلک الذئب إذ کُذب عليه اُخوة يوسف، وعن من اُوحي اليه ليس من الجن ولا من الانس؟ فقال عليهالسلام: « وَأَوْحي رَبُّکَ إِلَي النَّحْلِ»[72]... وقد مر.[73]. 67/8440- ابنعساکر، أخبرنا أبوالبرکات عمر بن إبراهيم الزيدي، أنبأنا أبوالفرج محمد بن أحمد بن علان، قالا: أنبأنا أبوعبداللَّه محمد بن عبداللَّه بن الحسين الجعفي بالکوفة، أنبأنا علي بن محمد بن هارون الحميري، أنبأنا أبوکريب، أنبأنا أبومعاوية، عن الأعمش عن عمرو بن مرة، عن أبي، عن أبيالبختري، عن علي [عليهالسلام]، قال: أتاه رجل فأثني عليه، قال: وکان قد بلغه عنه قبل ذلک شيء، فقال له علي: ليس کما تقول وأنا فوق ما في نفسک.[74]. 68/8441- وقف سائل عند علي رضي الله عنه فقال: لأحد ولده: قل لاُمک هاتي درهماً من ستة دراهم، فقالت: هي للدقيق، فقال: لا يصدق إيمان عبد حتي يکون ما في يد اللَّه أوثق مما في يده فتصدق بالستة، ثم مر به رجل يبيع جملاً، فاشتراه بمائة وأربعين وباعه بمائتين، فجاء بالستين إلي فاطمة، فقالت: ما هذا؟ قال: هذا ما وعدنا اللَّه علي لسان أبيک « مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا».[75] [76]. 69/8442- قال السيد الجزائري في مقاماته: وفي الرواية أنه سئل أمير [صفحه 305] المؤمنين عليهالسلام عن صفاء لونه وبياض وجهه وحمرة جبينه، مع ما هو عليه من العبادة والمحبة، واصفرار وجوه العابدين؟ فقال عليهالسلام: انهم خلوا بحبيب لم يعرفوا حالهم لديه أراض أم ساخط، فلذلک کان القوم علي وجل، وأما أنا فبلغت درجة يحبهم ويحبونه، فأنا آمن غير خائف.[77]. 70/8443- قيل لأمير المؤمنين عليهالسلام وهو علي بغلة له في بعض الحروب: لو اتخذت الخيل ياأميرالمؤمنين؟ فقال: أنا لا أفر عن من کر، واکر علي من فر، فالبغلة تکفيني.[78]. 71/8444- محمد بن الحسن الصفار، حدثنا محمد بن يحيي العطار، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن يعقوب بن يزيد، عن ابنأبيعمير، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن أبيحمزة الثمالي، عن أبيعبداللَّه عليهالسلام قال: قال علي عليهالسلام: لو ثنيت لي وسادة لحکمت بين أهل القرآن بالقرآن حتي يزهو إلي اللَّه، ولحکمت بين أهل التوراة بالتوراة حتي يزهو إلي اللَّه، ولحکمت بين أهل الانجيل بالانجيل حتي يزهو إلي اللَّه، ولحکمت بين أهل الزبور بالزبور حتي يزهو إلي اللَّه، ولولا آية في کتاب اللَّه لأنبأتکم بما يکون حتي تقوم الساعة.[79]. 72/8445- وعنه، حدثنا محمد بن الحسين، عن عبداللَّه بن حماد، عن أبيالجارود، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: لو کسرت لي وسادة فقعدت عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم وأهل الانجيل بانجيلهم وأهل الزبور بزبورهم، وأهل الفرقان بفرقانهم، بقضاء يصعد إلي اللَّه يزهو، واللَّه ما نزلت آية في [صفحه 306] کتاب اللَّه في ليل أو نهار إلّا وقد علمت فيمن نزلت، ولا ممن مرّ علي رأسه المواسي من قريش إلّا وقد نزلت فيه آية من کتاب تسوقه إلي الجنة أو إلي النار، فقام اليه رجل فقال: ياأميرالمؤمنين ما الآية التي نزلت فيک؟ قال له: أما سمعت اللَّه يقول: «أَفَمَنْ کَانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ويَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ»[80] قال: رسولاللَّه صلي الله عليه و آله علي بينة من ربه، وأنا شاهد له فيه وأتلوه معه.[81]. 73/8446 - محمد بن الحسن الصفار، حدثنا محمد بن حسان، ويعقوب بن إسحاق، عن أبيعمران الأرمني، عن محمد بن علي بن أسباط، عن يعقوب بن سالم، عن أبيالحسن العبدي، عن علي بن ميسرة، عن أبيأراکة، قال کنا مع علي عليهالسلام بمسکن فحدثنا أن علياً ورث من رسولاللَّه صلي الله عليه و آله السيف، وبعض يقول البغلة، وبعض يقول صحيفة في حمائل السيف، إذ خرج علي عليهالسلام ونحن في حديثه، فقال: أيم اللَّه لو انبسط ويؤذن لي لحدثتکم حتي يحول الحول لا أعيد حرفاً، وأيم اللَّه إن عندي لصحف کثيرة قطايع رسولاللَّه وأهل بيته وإن فيها لصيحفة يقال لها العبيطة، وما ورد علي العرب أشد عليهم منها، وإن فيها لستين قبيلة من العرب مبهرجة ما لها في دين اللَّه من نصيب.[82]. 74/8447- محمد بن الحسن الصفار، حدثنا أبوالقاسم، قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، قال: حدثنا محمد بن الحسن، قال: حدثنا أحمد بن علي بن الحکم، عن ربيع بن محمد المکي، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: کان أميرالمؤمنين عليهالسلام إذا وقف الرجل بين يديه قال: يافلان استعدّ وأعدّ لنفسک ما تريد فانک تمرض في يوم کذا وکذا في ساعة کذا وکذا، وسبب مرضک کذا وکذا، [صفحه 307] وتموت في شهر کذا وکذا في يوم کذا وکذا في ساعة کذا وکذا.[83]. 75/8448- أحمد بن أبيعبداللَّه البرقي، عن الحسن بن علي الوشاء، عن مثني الحناط، قال: حدثني أحمد، عن رجل، عن ابنالمغيرة، قال: سمعت علياً عليهالسلام يقول: اتقوا اللَّه ولا يخدعنکم إنسان، فانما ديني دين واحد، دين آدم الذي إرتضاه اللَّه، وإنما أنا عبد مخلوق، ولا أملک لنفسي نفعاً ولا ضراً إلّا ما شاء اللَّه، وما أشاء إلّا ما شاء اللَّه.[84]. 76/8449- المفيد، أخبرني أبوالحسن علي بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبوالحسن علي بن الحسن، قال: حدثنا الحسين بن نصر بن مزاحم، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبوعبدالرحمن عبداللَّه بن عبدالملک، عن يحيي بن سلمة، عن أبيه سلمة بن کهيل، عن أبيصادق، قال: سمعت أميرالمؤمنين علي بن أبيطالب عليهالسلام يقول: ديني دين رسولاللَّه صلي الله عليه و آله وحسبي حسب رسولاللَّه، فمن تناول ديني وحسبي فقد تناول دين رسولاللَّه وحسبه.[85]. 77/8450- الحاکم النيسابوري، حدثني أبوقتيبة سالم بن الفضل الآدمي بمکة، ثنا محمد بن عثمان بن أبيشيبة، ثنا عمي أبوبکر، ثنا علي بن ثابت الدهان، ثنا الحکم ابنعبدالملک، عن الحارث بن حصيرة، عن أبيصادق، عن ربيعة بن ناجد، عن علي رضي الله عنه قال: دعاني رسولاللَّه صلي الله عليه و سلم فقال: ياعلي إن فيک من عيسي عليهالسلام مثلاً أبغضته اليهود حتي بهتوا اُمه، وأحبته النصاري حتي أنزلوه المنزلة التي ليس بها، قال: وقال علي: ألا وانه يهلک فيّ محب مطري يفرطني بما ليس فيّ، ومبغض مفتر يحمله شنأني علي أن يبهتني، ألا واني لست بنبي ولا يوحي إليّ ولکني أعمل [صفحه 308] بکتاب اللَّه وسنة نبيه صلي الله عليه و سلم ما استطعت، فما أمرتکم به من طاعة اللَّه تعالي فحق عليکم طاعتي فيما أحببتم أو کرهتم، وما أمرتکم بمعصية أنا وغيري فلا طاعة لأحد في معصية اللَّه عزّوجلّ إنما الطاعة في المعروف.[86]. 78/8451- ابنشهر آشوب: عن عبداللَّه بن يحيي الحضرمي، عن علي عليهالسلام قال: کان لي من رسولاللَّه صلي الله عليه و آله مدخلان: مدخلاً بالليل ومدخلاً بالنهار، وکنت إذا دخلت عليه وهو يصلي تنحنح لي.[87]. 79/8452- أحمد بن حنبل: حدثنا أبوسعيد، حدثنا عبدالواحد بن زياد الثقفي، حدثنا عمارة بن القعقاع، عن الحرث بن يزيد العکلي، عن أبيزرعة، عن عبداللَّه ابننجي، قال: قال علي [عليهالسلام]: کانت لي ساعة في السّحر أدخل فيها علي رسولاللَّهصلي الله عليه وسلم فان کان قائماً يصلي سبّح لي، فکان ذلک إذنه لي، وان لم يکن يصلي أذن لي.[88]. 80/8453- محمد بن الحسين، عن محمد بن أسلم، عن ابناُذينة، عن أبان، عن سليم بن قيس، عن أميرالمؤمنين عليهالسلام قال: کنت إذا سألت رسولاللَّه صلي الله عليه و آله أجابني، وان فنيت مسائلي ابتدأني، فما نزلت عليه آية في ليل ولا نهار ولا سماء ولا أرض ولا دنيا ولا آخرة ولا جنة ولا نار ولا سهل ولا جبل ولا ضياء ولا ظلمة إلّا أقرأنيها وأملاها عليّ وکتبتها بيدي، وعلّمني تأويلها وتفسيرها ومحکمها ومتشابهها، وخاصّها وعامها، وکيف نزلت وأين نزلت وفيمن اُنزلت إلي يوم القيامة، دعا اللَّه لي أن يعطيني فهماً وحفظاً، فما نسيت آية من کتاب اللَّه ولا علي من اُنزلت إلّا أملاه عليّ.[89]. [صفحه 309] 81/8454- الحاکم النيسابوري، أخبرني أبوالحسن محمد بن أحمد بن هانئ العدل، ثنا الحسين بن الفضل، ثنا هوذة بن خليفة، ثنا عوف عن عبداللَّه بن عمرو ابنهند الجهني، قال: سمعت علياً رضي الله عنه يقول: کنت إذا سألت رسولاللَّه صلي الله عليه وسلم أعطاني، وإذا سکت ابتدأني.[90]. 82/8455- ابنعساکر، أخبرنا أبوالفرج غيث بن علي، أنبأنا أبوالفتح محمد بن الحسن بن محمد الأسد آبادي بقرائتي عليه بصور، أنبأنا أبوعبداللَّه الحسين بن محمد بن أحمد الحلبي البزاز المعدل بدمشق، أنبأنا أبوعبداللَّه أحمد بن عطاء البروذباري الصوفي املاءً بصور، أنبأنا أبوبکر محمد بن الحسين القنطري، أنبأنا علي بن أحمد بن محمد بن علي العلوي، حدثني أبي، عن أبيه، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبيطالب، عن أبيه، عن جده، عن أبيه علي بن أبيطالب [عليهالسلام]، قال: کنت أدخل علي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله ليلاً ونهاراً، وکنت إذا سألته أجابني، وإن سکت ابتدأني، وما نزلت عليه آية إلّا قرأتها وعلمت تفسيرها وتأويلها، ودعا اللَّه لي أن لا أنسي شيئاً علمني إياه، فما نسيت من حرام ولا حلال وأمر ونهي وطاعة ومعصية، ولقد وضع يده علي صدري وقال: اللهم املأ قلبه علماً وفهماً وحکماً ونوراً، ثم قال لي: أخبرني ربي عزّوجلّ أنه قد استجاب لي فيک.[91]. 83/8456- عن قيس، قال: دخل الأشعث بن قيس علي علي [عليهالسلام] في شيء فتهدده بالموت، فقال علي: بالموت تهددني، ما أبالي سقط عليّ أو سقطت عليه.[92]. 84/8457- عن فضالة بن أبيفضالة الأنصاري، قال: خرجت مع أبيإلي ينبع [صفحه 310] عائداً علي بن أبيطالب [عليهالسلام] وکان مريضاً بها حتي ثقل، فقال له أبي: ما يقيمک بهذا المنزل؟ ولو مت لم يلک إلّا أعراب جهينة، احتمل حتي تأتي المدينة، فان أصابک أجلک وليک أصحابک وصلوا عليک- وکان أبوفضالة من أصحاب بدر- فقال علي [عليهالسلام]: إني لست ميتاً من وجعي هذا، إن رسولاللَّه صلي الله عليه وسلم عهد إليّ أن لا أموت حتي أؤمّر ثم تختضب هذه- يعني لحيته- من دم هذه- يعني هامته.[93]. 85/8458- قال علي عليهالسلام: ونشهد أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريک له، وإن محمداً عبده ورسوله، شهادتين تصعدان القول، وترفعان العمل، لا يخف ميزان يوضعان فيه، ولا يثقل ميزان يرفعان منه.[94]. 86/8459- قال علي عليهالسلام: وأشهد أن لا إله إلّا اللَّه، شهادة ممتحناً إخلاصها، معتقداً مصامّها، نتمسک بها أبداً ما أبقانا، وندخرها لأهاويل ما يلقانا.[95]. 87/8460- دخل ضرار بن ضمرة الليثي علي معاوية بن أبيسفيان، فقال له معاوية: صف لي علياً، فقال: أو لا تعفيني عن ذلک، فقال: لا أعفيک. فقال: کان واللَّه بعيد المدي شديد القوي، يقول فصلاً ويحکم عدلاً، يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحکمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل ووحشته، کان واللَّه غزير العبرة، طويل الفکرة، يقلب کفه ويخاطب نفسه ويناجي ربه، يعجبه من اللباس ما خشن ومن الطعام ما جشب، کان واللَّه فينا کأحدنا يدنينا إذا أتيناه ويجيبنا إذا سألناه، وکنا مع دنوه منا وقربنا منه لا نکلمه لهيبته ولا ترفع أعيننا اليه لعظمته، فإن تبسم فعن (ظهر أسنانه) مثل اللؤلؤ المنظوم، يقرّب أهل الدين ويحب المساکين، لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله، فأشهد باللَّه لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخي الليل سدوله وغارت [صفحه 311] نجومه وهو قائم في محرابه قابض علي لحيته يتململ تململ السليم (السقيم) ويبکي بکاء الحزين، فکأني ألآن أسمعه وهو يقول: يادنيا يادنيا أبيتعرضت أم إليّ تشوقت هيهات هيهات غري غيري لا حاجة لي فيک قد طلقتک ثلاثاً لا رجعة لي فيک، فعمرک قصير وأملک حقير، آهٍ آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق وعظم المورد، فسالت دموع معاوية علي لحيته فنشفها بکمه، واختنق القوم بالبکاء، ثم قال: کان واللَّه أبوالحسن علي کذلک، فکيف صبرک عنه ياضرار؟ قال: صبر من ذبح ولدها علي صدرها، فهي لا ترقي عبرتها ولا تسکن حرارتها، ثم قام فخرج وهو باک، فقال معاوية أما إنکم لو تفقدوني لما کان منکم من يثني عليّ مثل هذا الثناء، فقال بعض من کان حاضراً: الصاحب علي قدر صاحبه.[96]. 88/8461- روي أن أميرالمؤمنين عليهالسلام إذا أتاه طالب حاجة قال له: اکتبها علي الأرض فاني أکره أن أري ذل السؤال في وجه السائل.[97]. 89/8462- عن أميرالمؤمنين عليهالسلام وقد لقيه عند سيره إلي الشام دهاقين الأنبار فترجلوا له واشتدوا بين يديه، قال: ما هذا الذي صنعتموه؟ فقالوا: خُلُقٌ منا نعظم به اُمراءَنا، فقال: واللَّه ما ينتفع بهذا اُمراؤکم! وإنکم لتشقون به علي أنفسکم في دنياکم، وتشقون به في آخرتکم، فما أخسر المشقة وراءها العقاب، وأربح الدعة معها الأمان من النار.[98]. [صفحه 312]
1/8374- الشيخ الطوسي، أخبرنا حمويه، قال: حدّثنا أبوالحسين، قال: حدّثنا أبوخليفة، قال: حدّثنا مسلم، عن هلال بن مسلم الجحدري، قال: سمعت جدّي جرّة (أو جوة) قال: شهدت عليّ بن أبيطالب عليهالسلام اُتي بمال عند المساء، فقال: أقسموا هذا المال، فقالوا: قد أمسينا يا أميرالمؤمنين فأخّره إلي غد، فقال لهم: تقبلون أنّي أعيش إلي غد؟ قالوا: ماذا بأيدينا، قال: فلا تؤخّروه حتّي تقسموه، فاُتي بشمعٍ، فقسّموا ذلک المال من تحت ليلتهم.[1].
من لي من بعدک ياعامر
قد ذلّ من ليس له ناصر
ورجال مکة مسنتون عجاف
من خير أحياء وأموات
به جمع اللَّه القبائل من فهر
به زيدت البطحاء فخراً علي فخر[11].
کشفت حقائقها بالنظر
عمياء لا يجتليها البصر
وضعت عليها صحيح الفکر
أو کالحسام اليماني (البتار) الذکر
وأربي عليها بواهٍ دِرر
اُسائل هذا وذا ما الخبر
أبيّن مع ما مضي ما غبر[20].
وکل جانٍ يده إلي فيه
وکل جان يده إلي فيه.[39].
وأکلک بالزبد المقشرة التمرا
علياً وحطنا حولک الجرد والسمرا[42].
وما هي أن غرت قروناً بباطل
وزينتها في مثل تلک الشمائل
عزوف عن الدنيا ولست بجاهل
رهين بقفر بين تلک الجنادل
وأموال قارون وملک القبائل
ويطلب من خزانها بالطوائل
لما فيک من عزٍ وملک ونائل
فشأنک يادنيا وأهل الغوائل
وأخشي عذاباً دائماً غير زائل[48].
ويقضي ديننا رب قريب
صفحه 280، 281، 282، 283، 284، 285، 286، 287، 288، 289، 290، 291، 292، 293، 294، 295، 296، 297، 298، 299، 300، 301، 302، 303، 304، 305، 306، 307، 308، 309، 310، 311، 312.