في وصايا النبي















في وصايا النبي‏



1/8088- السيد عليّ بن طاووس بإسناده، عن عيسي بن المستفاد، عن أبي‏الحسن موسي بن جعفر، عن أبيه، قال: قال علي عليه‏السلام:

کان فيما أوصي به رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله أن يدفن في بيته الذي قُبض فيه، ويکفّن بثلاث أثواب أحدها يماني، ولا يدخل قبره غير علي صلوات اللَّه عليه.[1].

2/8089- عن الکاظم، عن أبيه عليهماالسلام قال: قال عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام:

کان في وصيّة رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله في أوّلها: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذا ما عهد محمّد بن عبداللَّه صلي الله عليه و آله وأوصي به وأسنده بأمر اللَّه إلي وصيّه عليّ بن أبي‏طالب أميرالمؤمنين عليه‏السلام، وکان في آخر الوصيّة: شهد جبرئيل وميکائيل وإسرافيل علي ما أوصي به محمّد صلي الله عليه و آله إلي عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام، وقبضه وصيّته وضمانه علي ما فيها علي ما ضمن يوشع بن نون لموسي بن عمران عليهماالسلام وضمن وأدّي وصيّ عيسي بن

[صفحه 130]

مريم، وعلي ما ضمن الأوصياء قبلهم، علي أنّ محمّداً أفضل النبيّين، وعليّاً أفضل الوصيّين، وأوصي محمّد وسلّم إلي عليّ، وأقرَّ عليَّ وقبض الوصية علي ما أوصيت به الأنبياء وسلّم محمّد الأمر إلي عليّ بن أبي‏طالب، وهذا أمر اللَّه وطاعته، وولّاه الأمر علي أن لا نبوّة لعليّ ولا لغيره بعد محمّد، وکفي باللَّه شهيداً.[2].

3/8090- روي محمّد بن جرير الطبري، عن يوسف بن علي البلخي، عن أبي‏سعيد الأدميّ، عن عبدالکريم بن هلال، عن الحسين بن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال علي عليه‏السلام لرسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله:

يا رسول‏اللَّه أمرتني أن اُصيّرک في بيتک إن حدث بک حدث؟ قال: نعم يا علي بيتي قبري، قال علي عليه‏السلام: فقلت: بأبي أنت واُمّي فحدّ لي أيّ النواحي اُصيّرک فيه؟ قال: إنّک ستخبر بالموضع وتراه، قالت له عائشة: يا رسول‏اللَّه فأين أسکن؟ قال: اُسکني أنت بيتاً من البيوت، إنّما هو بيتي ليس لک فيه من الحقّ إلّا ما لغيرک فقرّي في بيتک ولا تبرّجي تبرّج الجاهلية الاُولي، الخبر.[3].

4/8091- إبانة بن بطّة، قال يزيد بن بلال: قال علي عليه‏السلام:

أوصي النبي صلي الله عليه و آله ألّا يغسّله أحد غيري، فإنّه لا يري أحدٌ عورتي إلّا طمست عيناه، قال: فما تناولت عضواً إلّا کأنّما کان يقلّبه معي ثلاثون رجلاً حتّي فرغت من غسله.[4].

5/8092- عن محمّد بن علي بن محبوب، عن جعفر بن إسماعيل بن جعفر الهاشمي، عن أيّوب بن نوح، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن عبداللَّه ابن‏جعفر، عن أبيه، عن علي عليه‏السلام قال:

[صفحه 131]

أوصاني النبي صلي الله عليه و آله: إذا أنا متّ فغسّلني بست قرب من بئر غرس، فإذا فرغت من غسلي فأدرجني في أکفاني ثمّ ضع فاک علي فمي، قال: ففعلت وأنبأني بما هو کائن إلي يوم القيامة.[5].

6/8093- سعد بن إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن إبراهيم بن صالح الأنماطي، عن الحسن بن زيد بن الحسن، عمّن حدّثه، عن عبداللَّه بن جعفر بن أبي‏طالب، عن عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال:

قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: إذا أنا متُّ فغسّلني بسبع قرب من بئر غرس، غسّلني بثلاث قرب غسلاً، وشُنّ (سن) عليّ أربعاً شَنّاً (سنا)، فإذا غسّلتني وحنّطتني وکفّنتني فأقعدني وضَع يدک علي فؤادي، ثمّ سلني اُخبرک بما هو کائن إلي يوم القيامة، قال: ففعلت، وکان علي عليه‏السلام إذا أخبرنا بشي‏ء يکون، قال: هذا ممّا أخبرني النبي صلي الله عليه و آله بعد موته.[6].

7/8094- الطوسي، أخبرنا ابن‏مخلّد، قال: أخبرنا أبوعمر، قال: حدّثنا محمّد بن عمار العبسي، قال: حدّثنا أحمد بن طارق، قال: حدّثنا عليّ بن هاشم، عن محمّد بن عبيداللَّه، عن عون بن أبي‏رافع، عن أبيه، عن علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: دخلت علي نبيّ اللَّه وهو مريض، فإذا رأسه في حجر رجل أحسن ما رأيت من الخلق، والنبي صلي الله عليه و آله نائم، فلما دخلت عليه قال الرجل: اُدن إلي ابن‏عمک فأنت أحقّ به منّي، فدنوت منهما فقام الرجل وجلست مکانه ووضعت رأس النبي صلي الله عليه و آله في حجري کما کان في حجر الرجل، فمکثت ساعة، ثمّ إنّ النبي صلي الله عليه و آله استيقظ فقال: أين الرجل الذي کان رأسي في حجره؟ فقلت: لمّا دخلت عليک دعاني إليک، ثمّ قال: اُدن إلي ابن‏

[صفحه 132]

عمک فأنت أحقّ به منّي، ثمّ قام فجلست مکانه، فقال النبي صلي الله عليه و آله: فهل تدري من الرجل؟ قلت: لا بأبي واُمّي، فقال النبي: ذاک جبرائيل عليه‏السلام کان يحدّثني حتي خفّ عنّي وجعي ونمت ورأسي في حجره.[7].

8/8095- الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي‏المفضّل، قال: حدّثني محمّد بن جعفر ابن‏رباح الأشجعي، قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب الأسدي، قال: أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن أبي‏الرّواس الخشعمي، قال: حدّثني عدي بن زيد الهجري، عن أبي‏خالد الواسطي، قال: إبراهيم بن محمّد: فلقيت أباخالد عمرو بن خالد، فحدّثني عن زيد ابن‏علي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام، قال:

کنت عند رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه، فکان رأسه في حجري والعباس يذبّ عن وجه رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله فاُغمي عليه إغماءة ثمّ فتح عينيه فقال: يا عباس يا عمّ رسول‏اللَّه اقبل وصيّتي واضمن ديني وعداتي، فقال: يا رسول‏اللَّه أنت أجود من الريح المرسلة، وليس في مالي وفاء لدينک وعداتک، فقال النبي صلي الله عليه و آله ذلک ثلاثاً يعيده عليه والعباس في کلّ ذلک يجيبه بما قال أوّل مرّة، فقال النبي صلي الله عليه و آله: لأقولنّها لمن يقبلها ولا يقول يا عباس مثل مقالتک، قال: فقال: يا علي اقبل وصيّتي واضمن ديني وعداتي، قال: فخنقتني العبرة وارتجّ جسدي ونظرت إلي رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله يذهب ويجي‏ء في حجري، فقطرت دموعي علي وجهه ولم أقدر أن اُجيبه، ثم ثنّي فقال: يا علي اقبل وصيّتي واضمن ديني وعداتي، قال: قلت: نعم بأبي أنت واُمّي، قال: أجلسني فأجلسته فکان ظهره في صدري، فقال: يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة، ووصيي وخليفتي في أهلي، ثمّ قال: يا بلال هلمّ سيفي ودرعي

[صفحه 133]

وبغلتي وسرجها ولجامها، ومنطقتي التي أشدّها علي درعي، فجاء بلال بهذه الأشياء فوقف بالبغلة بين يدي رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله فقال: قُم يا علي فاقبض، قال: فقمت وقام العباس فجلس مکاني، فقمت فقبضت ذلک، فقال: انطلق به إلي منزلک، فانطلقت، ثمّ جئت فقمت بين يدي رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله، فنظر إليّ ثمّ عمد إلي خاتمه فنزعه ثمّ دفعه إليّ فقال: هاک يا علي هذا في الدنيا والآخرة، والبيت غاصّ من بني هاشم والمسلمين، فقال: يا بني هاشم يا معشر المسلمين لا تخالفوا عليّاً فتضلّوا ولا تحسدوه فتکفروا، يا عباس قُم من مکان علي، فقال: تقيم الشيخ وتجلس الغلام فأعادها عليه ثلاث مرّات، فقام العباس فنهض مغضباً وجلست مکاني، فقال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: يا عباس يا عمّ رسول‏اللَّه لا أخرج من الدنيا وأنا ساخط عليک فيدخلک سخطي عليک النار فرجع فجلس.[8].

9/8096- عن علي [عليه‏السلام] قال:

قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه وسلم في مرضه: ادعوا لي أخي، فدعيت له، فقال: اُدن منّي فدنوت منه، فاستند إليّ فلم يزل مستنداً إليّ وانّه يکلّمني حتّي أنّ بعض ريق النبي صلي الله عليه و آله ليصيبني، ثمّ نزل برسول‏اللَّه صلي الله عليه وسلم، وثقل في حجري، فصحت: يا عباس فإنّي هالک، فجاء العباس فکان جهدهما جميعاً أن أضجعاه.[9].

10/8097- ابن‏سعد، أخبرنا محمّد بن عمر، قال: أخبرنا عبدالعزيز بن محمّد، عن حرّام بن عثمان، عن أبي‏حازم، عن جابر بن عبداللَّه الأنصاري، أنّ کعب الأحبار قام زمن عمر فقال ونحن جلوس عند عمر أميرالمؤمنين: ما کان آخر ما تکلّم به

[صفحه 134]

رسول‏اللَّه صلي الله عليه وسلم؟ قال عمر: سل عليّاً، قال: أين هو؟ قال: هو هنا، فسأله فقال علي: أسندته إلي صدري فوضع رأسه علي منکبي فقال: الصلاة الصلاة! فقال کعب: کذلک آخر عهد الأنبياء وبه اُمروا وعليه يبعثون، قال: فمن غسّله يا أميرالمؤمنين؟ قال: سل عليّاً، قال: فسأله، فقال: کنت أنا اُغسّله وکان عباس جالساً.[10].

11/8098- الصدوق، أبي‏رحمه الله قال: حدّثنا سعد بن عبداللَّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، قال: حدّثنا محمّد بن يونس، قال: حدّثنا حمّاد بن عيسي، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهماالسلام قال: قال جابر بن عبداللَّه: سمعت رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله يقول لعليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام قبل موته بثلاث: سلام اللَّه عليک يا أباالريحانتين، اُوصيک بريحانتي من الدنيا فعن قليل ينهّد رکناک، واللَّه خليفتي عليک، فلما قُبض رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله قال علي عليه‏السلام: هذا أحد رکنيّ الذي قال لي رسول‏اللَّه، فلمّا ماتت فاطمة عليهاالسلام قال علي: هذا الرکن الثاني الذي قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله.[11].

12/8099- الصدوق، حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسي، ومحمّد بن أحمد المکتب، والحسن بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب، وعلي بن عبداللَّه الورّاق رضي اللَّه عنهم، قالوا: حدّثنا أحمد بن يحيي بن زکريّا القطّان، عن بکر بن عبداللَّه بن حبيب، قال: حدّثنا تميم بن بهلول، قال: حدّثنا أبومعاوية، سليمان بن مهران، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال:

لما حضرت رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله الوفاة، دعاني فلمّا دخلت عليه قال لي: أنت وصيّي وخليفتي علي أهلي واُمّتي في حياتي وبعد موتي، وليّک وليّي ووليّي وليّ اللَّه،

[صفحه 135]

وعدوّک عدوّي وعدوّي عدوّ اللَّه، يا علي المنکر لولايتک بعدي کالمنکر لرسالتي في حياتي؛ لأنّک منّي وأنا منک، ثمّ أدناني فأسرّ إليّ ألف باب من باب العلم، کلّ بابٍ يفتح ألف باب.[12].

13/8100- السيد رضي الدين الموسوي رضي الله عنه، عن هارون بن موسي، عن أحمد بن محمّد بن عمّار العجلي الکوفي، عن عيسي الضرير العجلي، عن أبي‏الحسن في حديث قال: سألت أبي‏فقلت: ما کان بعد إفاقة رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله؟ قال: دخل عليه النساء يبکين، وارتفعت الأصوات، وضجّ الناس بالباب من المهاجرين والأنصار، فبينا هم کذلک إذ نودي أين عليّ! فأقبل حتّي دخل عليه، قال علي عليه‏السلام:

فانکببت عليه فقال: يا أخي إفهم فهّمک اللَّه وسدّدک وأرشدک ووفّقک وأعانک وغفر ذنبک ورفع ذکرک، اعلم يا أخي أنّ القوم سيشغلهم عنّي ما يشغلهم، فإنّما مثلک في الاُمّة مثل الکعبة نصبها اللَّه للناس عَلَماً، وإنّما تؤتي من کلّ فجٍّ عميق ونأيٍّ سحيق، وإنّما أنت علم الهدي ونور الدين، وهو نور اللَّه، يا أخي والذي بعثني بالحق لقد قدّمت إليهم بالوعيد بعد أن أخبرتهم رجلاً رجلاً، ما افترض اللَّه عليهم من حقّک وألزمهم من طاعتک، وکلٌّ أجاب وسلّم إليک الأمر، وإنّي لأعلم خلاف قولهم، فإذا قبضت وفرغت من جميع ما اُوصيک به وغيّبتني في قبري فالزم بيتک واجمع القرآن علي تأليفه، والفرائض والأحکام علي تنزيله، ثمّ امض علي غير لائمة علي ما أمرتک به، وعليک بالصبر علي ما ينزل بک وبها منهم حتّي تقدموا عليّ.[13].

14/8101- السيد عليّ بن طاووس، نقلاً من کتاب (الوصيّة) للشيخ عيسي بن المستفاد الضرير، عن الکاظم عليه‏السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام:

[صفحه 136]

دعاني رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله عند موته، وأخرج من کان عنده في البيت غيري، والبيت فيه جبرئيل والملائکة، أسمع الحس ولا أري شيئاً، فأخذ رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله کتاب الوصيّة من يد جبرئيل مختومة فدفعها إليّ فأمرني أن أفضّها، ففعلت، وأمرني أن أقرأها فقرأتها، فقال: إنّ جبرئيل عندي أتاني بها الساعة من عند ربّي، فقرأتها فإذا فيها کلّ ما کان رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله يوصي به شيئاً فشيئاً ما تُغادر حرفاً.[14].

15/8102- وعنه، باسناده عن الکاظم، عن أبيه، عن جدّه الباقر عليهم‏السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام:

کنت أسند النبي صلي الله عليه و آله إلي صدري ليلة من الليالي في مرضه، وقد فرغ من وصيّته، وعنده فاطمة إبنته، وقد أمر أزواجه والنساء أن يخرجن من عنده ففعلن، فقال: يا أباالحسن تحوّل من موضعک وکان (وکُن) أمامي، قال: ففعلت وأسنده جبرئيل عليه‏السلام إلي صدره، وجلس ميکائيل عليه‏السلام علي يمينه، فقال: يا علي ضُمّ کفّيک بعضها إلي بعض، ففعلت، فقال لي: قد عهدتُ إليک أخذت العهد لک بمحضر أمينَيْ ربّ العالمين جبرئيل وميکائيل، يا علي بحقّهما عليک إلّا أنفذت وصيّتي علي ما فيها وعلي قبولک إيّاها، وعليک بالصبر والورع علي منهاجي وطريقي لا طريق فلان وفلان وخُذ ما آتاک اللَّه بقوّة، وأدخل يده فيما بين کفّي، وکفّاي مضمومتان، فکأنّه أفرغ بينهما شيئاً، فقال: يا علي قد أفرغت بين يديک الحکمة وقضاء ما يرد عليک وما هو وارد، حتّي لا يعزب عنک من أمرک شي‏ء، وإذا حضرتک الوفاة فأوص وصيّتک إلي من بعدک علي ما اُوصيک واصنع هکذا علي ما أوصيتک بلا کتاب ولا صحيفة.[15].

16/8103- السيد الرضيّ محمّد بن الحسين الموسوي رحمه الله قال: حدّثني هارون بن

[صفحه 137]

موسي، قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن عمّار (عامر) العجلي الکوفي، قال: حدّثني عيسي الضرير، عن أبي‏الحسن، عن أبيه عليهماالسلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله حين دفع الوصيّة إلي عليّ عليه‏السلام: يا علي أعدّ لهذا جواباً غداً بين يدي ذي العرش فإنّي محاجّک يوم القيامة بکتاب اللَّه، حلاله وحرامه، ومحکمه ومتشابهه علي ما أنزل اللَّه، وعلي تبليغه من أمرتک (بتبليغه)، وعلي فرائض اللَّه کما اُنزلت وعلي أحکامه (کلّها) من الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر واجتنابه، مع إقامة حدود اللَّه وشروطه والاُمور کلّها (کلّها وطاعته في الاُمور بأسرها)، وإقامة الصلاة لوقتها وإيتاء الزکاة لأهلها، وحجّ البيت اللَّه، والجهاد في سبيل اللَّه، فما أنت صانع يا علي؟ قال:

فقلت: بأبي أنت واُمّي إنّي أرجو بکرامة اللَّه تعالي لک وبمنزلتک عنده ونعمته عليک أن يعينني ربّي عزّوجلّ ويثبتني فلا ألقاک بين يدي اللَّه مقصّراً ولا متوانياً ولا مفرّطاً، ولا (أمعر) وجهک وقاؤه وجهي ووجوه آبائي واُمّهاتي؟ بل تجدني بأبي أنت واُمّي مشمراً لوصيّتک إن شاء اللَّه تعالي وعلي طريقک ما دمت حيّاً حتّي أقدم عليک، ثمّ الأوّل فالأوّل من ولدي غير مقصّرين ولا مفرّطين، ثمّ اُغمي عليه صلي الله عليه و آله قال: فانکببت علي صدره ووجهه، وأنا أقول: وا وحشتاه بعدک بأبي أنت واُمّي، ووحشت إبنتک وإبنيک، بل وأطول غمّي وبُعدي، يا حبيبي يا أخي انقطعت عن منزلي أخبار السماء، وفقدتُ بعدک جبرئيل فلا اُحسّ به، ثمّ أفاق صلي الله عليه و آله.[16].

17/8104- بالاسناد المتقدّم، عن الکاظم، عن أبيه، عن جدّه الباقر عليهم‏السلام قال: قال أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه:

بينما نحن عند النبي صلي الله عليه و آله وهو يجود بنفسه، وهو مسجّي بثوب ملاءة خفيفة علي وجهه، فمکث ما شاء اللَّه أن مکث ونحن حوله بين باکٍ ومسترجعٍ إذ تکلّم وقال:

[صفحه 138]

ابيضّت وجوه واسودّت وجوه، وسعد أقوام وشقي آخرون، سعد أصحاب الکساء الخمسة أنا سيّدهم ولا فخر، عترتي عترتي اُولئک أهل بيتي، السابقون اُولئک المقرّبون، يسعد من اتّبعهم وشايعهم علي ديني ودين آبائي، أنجزت موعدک يا ربّ إلي يوم القيامة في أهل بيتي، اسودّت وجوه أقوام وردّوا ظماء مظمئين إلي نار جهنم أجمعين، مرق النغل الأول الأعظم، والآخر النغل الأصغر، حسابهم علي اللَّه کل امرئ بما کسب رهين، وثالث ورابع غلقت الرهون واسودّت الوجوه، أصحاب الأموال، هلکت الأحزاب قادة الاُمّة بعضها بعضا إلي النار، کتاب دارس، وباب مهجور، وحکم بغير علم، مبغض عليٍّ وآل عليٍّ في النار، ومحبّ عليٍّ وآل عليٍّ في الجنّة، ثمّ سکت.[17].

18/8105- عن أبان، عن سليم، قال: سمعت عليّاً عليه‏السلام يقول:

عهد إليّ رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله يوم توفّي، وقد أسندته إلي صدري ورأسه عند اُذني، وقد أصغت المرأتان لتسمعا الکلام، فقال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: اللّهمّ سدّ مسامعهما، ثمّ قال: يا علي أرأيت قول اللَّه تعالي: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ اُولئِکَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ»[18] أتدري من هم؟ قلت: اللَّه ورسوله أعلم، قال: فإنّهم شيعتک وأنصارک، وموعدي وموعدهم الحوض يوم القيامة، إذا جثت الاُمم علي رکبها وبدا للَّه في عرض خلقه، ودعا الناس إلي ما لابدّ لهم منه فيدعوک وشيعتک فتجيئون غرّاً محجّلين شباعاً مرويّين، يا علي «إِنَّ الَّذِينَ کَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْکِتَابِ وَالْمُشْرِکِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا اُولئِکَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ»[19] فهم اليهود وبنوا اُميّة وشيعتهم، يُبعثون يوم القيامة أشقياء جياعاً عطشي مسودّة وجوههم.[20].

[صفحه 139]

19/8106- عليّ بن موسي بن طاووس، عن عيسي بن المستفاد، عن أبي‏الحسن موسي بن جعفر عليه‏السلام، عن أبيه قال: قال عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام:

کان في الوصيّة أن يدفع إليّ الحنوط، فدعاني رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله قبل وفاته بقليل، فقال: يا علي ويا فاطمة هذا حنوطي من الجنّة، دفعه إليّ جبرئيل وهو يقرؤکما السلام ويقول لکما: أقسماه واعزلا منه لي ولکما، فلي ثلث، وليکن الناظر في الباقي عليّ بن أبي‏طالب، فبکي رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله وضمّهما إليه، وقال (موفقة رشيدة مهدية تلهمية): يا علي قل في الباقي؟ قال: نصف ما بقي لها، والنصف لمن تري يا رسول‏اللَّه؟ قال: هو لک فاقبضه.[21].

20/8107- (الجعفريات)، أخبرنا عبداللَّه بن محمّد، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثني موسي بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: لمّا احتضر رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله إلي أن قال: فکان آخر شي‏ء سمعته من رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: إليک إليک ذي العرش لا إلي الدنيا، اُوصيکم بالضعيفين خيراً، اليتيم والمملوک.[22].

[صفحه 140]


صفحه 130، 131، 132، 133، 134، 135، 136، 137، 138، 139، 140.








  1. الطرف: ط30؛ مستدرک الوسائل 206:2 ح1803؛ البحار 324:81؛ مصباح الأنوار: 272.
  2. الطرف: ط13؛ البحار 481:22.
  3. الطرف: ط31؛ البحار 494:22.
  4. البحار 524:22؛ کنز العمال 250:7 ح18784؛ طبقات ابن سعد 278:2؛ مناقب ابن شهر آشوب 239:1.
  5. بصائر الدرجات ج6 باب السادس: 304؛ مستدرک الوسائل 189:2 ح1771؛ البحار 213:40.
  6. البحار 215: 40؛ الخرائج 802: 2؛ مستدرک الوسائل 190: 2 ح1773؛ الايقاظ من الهجعة بالبرهان علي الرجعة: 210.
  7. أمالي الطوسي، المجلس 385:13 ح836؛ کشف الغمة، باب انّه أقرب الناس إلي رسول اللَّه 298:1؛ البحار 506:22؛ کنز العمال 252:7 ح18788؛ الرياض النضرة 196:3؛ ذخائر العقبي: 94؛ مناقب الخوارزمي: 39 ح158.
  8. أمالي الطوسي، مجلس 573:21 ح1186؛ علل الشرايع: 166؛ کشف الغمة، باب مناقب علي وفضائله 36:2؛ مناقب ابن شهر آشوب، باب انّ أمير المؤمنين هو الوصي 49:3؛ اثبات الهداة 453:3.
  9. کنز العمال 253:7 ح18790؛ طبقات ابن سعد 263:2.
  10. طبقات ابن سعد 262:2.
  11. معاني الأخبار: 403؛ کشف الغمة، في ذکر کناه 66:1؛ مناقب ابن شهر آشوب، باب وفاة فاطمة 361:3؛ روضة الواعظين، باب وفاة فاطمة: 152؛ حلية الأولياء 201:3؛ الرياض النضرة 105:3.
  12. الخصال، باب ما بعد الألف: 652؛ البحار 463:22.
  13. غاية المرام: 243؛ البحار 483:22؛ خصائص الأئمة: 72.
  14. الطرف: ط12؛ البحار 478:22.
  15. الطرف: ط17؛ البحار 478:22.
  16. الطرف: ط15؛ خصائص الأئمة: 72.
  17. الطرف: ط32؛ البحار 494:22.
  18. البينة: 7.
  19. البينة: 6.
  20. البحار 498:22؛ کتاب سليم بن قيس: 189.
  21. الطرف: ط27؛ وسائل الشيعة 732: 2؛ مستدرک الوسائل 209:2 ح1814؛ البحار 325:81 وفي 492: 22 منه أيضاً؛ مصباح الأنوار: 276.
  22. الجعفريات: 212؛ مستدرک الوسائل 473:2 ح2496.