ما جاء في معاجزه















ما جاء في معاجزه‏



1/7982- عن أبي‏محمد الحسن العسکري عليه‏السلام أنه قال: قيل لأمير المؤمنين عليه‏السلام: ياأميرالمؤمنين هل کان لمحمد صلي الله عليه و آله آية مثل آية موسي عليه‏السلام في رفعه الجبل فوق رؤوس الممتنعين عن قبول ما اُمروا به؟

فقال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: إي والذي بعثه بالحق نبياً، ما من آية کانت لأحد من الأنبياء، من لدن آدم إلي أن انتهي إلي محمد صلي الله عليه و آله، إلّا وقد کان لمحمد مثلها أو أفضل منها، ولقد کان لرسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله نظير هذه الآية إلي آيات اُخر ظهرت له.

وذلک أن رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله لما أظهر بمکة دعوته، وأبان عن اللَّه تعالي مراده، رمته العرب عن قِسِي عداوتها بضروب مکائدهم، ولقد قصدته يوماً لأني کنت أول الناس إسلاماً، بُعث يوم الاثنين وصليت معه يوم الثلاثاء، وبقيت معه اُصلي سبع سنين حتي دخل نفر في الاسلام وأيد اللَّه تعالي دينه من بعد، فجاء قوم من المشرکين فقالوا له: يامحمد تزعم أنک رسول رب العالمين، ثم إنک لا ترضي بذلک

[صفحه 81]

حتي تزعم أنک سيدهم وأفضلهم، فلئن کنت نبياً فأتنا بآية کما تذکره من الأنبياء قبلک: مثل نوح النبي جاء بالغرق ونجا في سفينته مع المؤمنين، وإبراهيم الذي ذکرت أن النار جعلت عليه برداً وسلاماً، وموسي الذي زعمت أن الجبل رفع فوق رؤوس أصحابه حتي انقادوا لما دعاهم اليه صاغرين، داخرين، وعيسي الذي کان ينبئهم بما يأکلون وما يدخرون في بيوتهم، وصار هؤلاء المشرکون فرقاً أربعة: هذه تقول أظهر لنا آية نوح، وهذه تقول: أظهر لنا آية موسي، وهذه تقول: أظهر لنا آية إبراهيم وهذه تقول: أظهر لنا آية عيسي.

فقال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: إنما أنا لکم نذير وبشير مبين، أتيتکم بآية مبينة، هذا القرآن الذي تعجزون أنتم والاُمم وسائر العرب عن معارضته، وهو بلغتکم، فهو حجة بينة عليکم، وما بعد ذلک فليس الاقتراح علي ربي وما علي الرسول إلّا البلاغ المبين إلي المقرّين بحجة صدقه، وآية حقّه، وليس عليه أن يقترح بعد قيام الحجة علي ربه ما يقترحه عليه المقترحون، الذين لا يعلمون هل الصلاح أو الفساد فيما يقترحون.

فجاءه جبرئيل عليه‏السلام فقال: يا محمد إن العلي الأعلي يقرأ عليک السلام، ويقول لک: إني سأظهر لهم هذه الآيات وانهم يکفرون بها إلّا من أُعصمه منهم، ولکني اُريهم ذلک زيادة في الاعذار والايضاح لحججک، فقل لهؤلاء المقترحين لآية نوح عليه‏السلام امضوا إلي جبل أبي‏قبيس، فاذا بلغتم سفحه فسترون آية نوح، فاذا غشيکم الهلاک فاعتصموا بهذا وبطفلين يکونان بين يديه.

وقل للفريق الثاني المقترحين لآية إبراهيم عليه‏السلام امضوا إلي حيث تريدون من ظاهر مکة، فسترون آية إبراهيم في النار، فاذا غشيکم النار فسترون في الهواء امرأة قد أرسلت طرف خمارها فتعلقوا به، لتنجيکم من الهلکة، وترد عنکم النار.

وقل للفريق الثالث المقترحين لآية موسي امضوا إلي ظل الکعبة فسترون آية

[صفحه 82]

موسي وسينجيکم هناک عمي حمزة.

وقل للفريق الرابع ورئيسهم أبوجهل، وأنت ياأباجهل فاثبت عندي ليتصل بک أخبار هؤلاء الفرق الثلاث، فإن الآية التي اقترحتها أنت تکون بحضرتي. فقال أبوجهل للفرق الثلاث: قوموا فتفرقوا ليتبين لکم باطل قول محمد صلي الله عليه و آله.

فذهب الفريق الأول إلي جبل أبي‏قبيس، والثاني صحراء ملساء، والثالث إلي ظل الکعبة ورأوا ما وعدهم اللَّه عزّوجلّ، ورجعوا إلي النبي صلي الله عليه و آله مؤمنين، وکلما رجع فريق منهم اليه وأخبروه بما شاهدوا ألزمه رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله الايمان باللَّه، فاستمهل أبوجهل إلي أن يجي‏ء الفريق الآخر.

قال: فقال أميرالمؤمنين عليه‏السلام فلما جاءت الفرقة الثالثة، وأخبروا بما شاهدوا عياناً، وهم مؤمنون باللَّه وبرسوله، قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: لأبي جهل هذه الفرقة الثالثة قد جاءتک وأخبرتک بما شاهدت، فقال أبوجهل: لا أدري أصدق هؤلاء أم کذبوا، أم حقق لهم ذلک أم خيل اليهم، فان رأيت أنا ما اقترحته عليک من نحو آيات عيسي بن مريم فقد لزمني الايمان بک، وإلّا فليس يلزمني تصديق هؤلاء علي کثرتهم. فقال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: ياأباجهل فان کان لا يلزمک تصديق هؤلاء علي کثرتهم وشدة تحصيلهم، فکيف تصدق بمآثر آبائک وأجدادک ومساوي أسلاف أعدائک، وکيف تصدق علي الصين والعراق والشام إذا حُدّثت عنها، وهل المخبرون عن ذلک إلّا دون هؤلاء المخبرين لک عن هذه الآيات مع سائر من شاهدها معهم من الجمع الکثيف الذين لا يجتمعون علي باطل يتخرصونه، إلّا إذا کان بأزائهم من يکذبهم ويخبر بضد أخبارهم، ألا وکل فرقة محجوجون بما شاهدوا، وأنت ياأباجهل محجوج بما سمعت ممن شاهده.

ثم أخبره النبي صلي الله عليه و آله بما اقترح عليه من آيات عيسي، من أکله لما أکل، وادخاره في بيته لما ادخر من دجاجة مشوية، وإحياء اللَّه تعالي إياها وإنطاقها بما فعل أبو

[صفحه 83]

جهل وغير ذلک، علي ما جاء به في هذا الخبر، فلم يصدقه أبوجهل في ذلک کله، بل کان يکذبه وينکر جميع ما کان النبي صلي الله عليه و آله يخبره به من ذلک. إلي أن قال النبي صلي الله عليه و آله لأبي جهل: أما کفاک ما شاهدت!؟ آمن لتکون آمناً من عذاب اللَّه، قال أبوجهل: إني لأظن أن هذا تخييل وإيهام.

فقال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله فهل تفرّق بين مشاهدتک لها وسماعک لکلامها؟- يعني الدجاجة المشوية التي أنطقها اللَّه له- وبين مشاهدتک لنفسک ولسائر قريش والعرب وسماعک کلامهم؟ قال أبوجهل: لا.

فقال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: فما يدريک إذاً أن جميع ما تشاهد وتحس بحواسک تخييل، فقال أبوجهل: ما هو تخييل، قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: ولا هذا تخييل، وإلّا فکيف تصحح أنک تري في العالم شيئاً أوثق منه؟ تمام الخبر.[1].

2/7983- عن موسي بن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي عليه‏السلام قال:

إنّ النبي صلي الله عليه و آله لما هاجر إلي المدينة أتاه أهلها في يوم الجمعة، فقالوا: يا رسول‏اللَّه احتبس القطر واصفرّ العود وتهافت الورق، فرفع يده المبارکة حتّي رؤي بياض اُبطيه، وما تري في السماء سحابة، فما برح حتّي سقاهم اللَّه، حتّي أنّ الشاب المعجب بشبابه لتهمّه نفسه في الرجوع إلي منزله فما يقدر علي ذلک من شدّة السيل، فدام اُسبوعاً، فأتوه في الجمعة الثانية فقالوا: يا رسول‏اللَّه تهدّمت الدور واحتبس الرکب والسفر، فضحک صلي الله عليه و آله وقال: هذه سرعة ملالة ابن‏آدم! ثمّ قال: اللّهمّ حوالينا ولا علينا، اللّهمّ في اُصول الشيح ومراتع البقع، فرئي حوالي المدينة المطر يقطر قطراً، وما يقع بالمدينة قطرة لکرامته علي اللَّه عزّوجلّ.[2].

3/7984- الراوندي، عن ابن‏بابويه، حدثنا الحسن بن حمزة العلوي، حدثنا

[صفحه 84]

محمّد بن داود، حدثنا عبداللَّه بن أحمد بن محمّد الکوفي، حدثنا أبي‏سعيد سهل بن صالح العبّاسي، حدثنا إبراهيم بن عبدالأعلي، حدثنا موسي بن جعفر، عن آبائه‏عليهم‏السلام وساق الحديث عن عليّ عليه‏السلام في أجوبته عن مقالة اليهودي، إلي أن قال:

إنّ قتادة بن ربعي الأنصاري شهد وقعة اُحد فأصابته طعنة في عينه فبدرت حدقته فأخذها بيده، ثمّ أتي بها رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله فقال: إنّ امرأتي الآن تبغضني، فأخذها رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله من يده ثمّ وضعها مکانها، فلم تکُ تُعرف إلّا بفضل حسنها علي العين الاُخري، ولقد بادر عبداللَّه بن عتيک فاُبينت يده، فجاء إلي رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله ليلاً ومعه اليد المقطوعة، فمسح صلي الله عليه و آله عليها فاستوت يده.[3].

4/7985- الصدوق بن بابويه، قال: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد بن مالک، عن محمّد بن الحسين بن زياد، عن زياد بن المنذر، عن سعيد بن جبير، عن ابن‏عباس، قال: قال علي عليه‏السلام لرسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: يا رسول‏اللَّه أنّک لتُحبّ عقيلاً؟ فقال: إي واللَّه إنّي لاُحبّه حُبّين: حُبّاً له وحُبّاً لحبّ أبي‏طالب له، وإنّ ولده مقتول في محبّة ولدک فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلّي عليه الملائکة المقرّبون، ثمّ بکي رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله حتّي جرت دموعه علي صدره، ثمّ قال: إلي اللَّه أشکو ما تلقي عترتي من بعدي.[4].

5/7986- الصدوق بن بابويه، قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم الفارسي، عن أحمد ابن‏محمّد بن رميح النشوي، عن أحمد بن جعفر العقيلي، عن أحمد بن علي البلخي، عن محمّد بن علي الخزاعي، عن عبداللَّه بن جعفر الأزهري، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ عليه‏السلام في حديث:

إنّ رجلاً قال لرسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: کيف لي أن أعلم أنّ اللَّه أرسلک؟ قال: فلم يبق

[صفحه 85]

بحضرتنا ذلک اليوم حجر ولا مدر ولا جبل ولا شجر إلّا قال مکانه أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ محمّداً عبده ورسوله.[5].

6/7987- عن عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام أنّه قال:

قدم علي رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله حَبرٌ من أحبار اليهود، فقال: يا محمّد قد أرسلوني إليک قومي وقالوا: قد عهد إلينا موسي بن عمران فقال: إذا بعث بعدي نبيّ اسمه محمّد وهو عربي، فامضوا إليه واسألوه أن يخرج اليکم من جبل سبع نوق حمر الوبر سود الحدق، فإذا أخرج اليکم فسلّموا عليه وآمنوا به، واتّبعوا النور الذي اُنزل معه، وهو سيّد الأنبياء ووصيّه سيّد الأوصياء، فهو منه بمنزلة هارون منّي، فقال: اللَّه أکبر قم بنا يا أخا اليهود، فخرج صلي الله عليه و آله والمسلمون حوله إلي ظاهر المدينة، وجاء إلي جبل وبسط البردة وصلّي رکعتين وتکلّم بکلام خفي، وإذا الجبل يصرّ صريراً عظيماً فانشقّ وسمع الناس حنين النوق، فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأشهد أنّک محمّد رسول‏اللَّه، الحديث.[6].

7/7988- عن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن علي عليهم‏السلام قال: إنّ يهودياً من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه‏السلام: فإنّ هذا صالحاً أخرج اللَّه له ناقة جعلها لقومه عبرة، قال علي عليه‏السلام:

لقد کان کذلک، ومحمّد صلي الله عليه و آله اُعطي ما هو أفضل من ذلک، إنّ ناقة صالح لم تکلّم صالحاً ولا تناطقه ولم تشهد له بالنبوّة، ومحمّد صلي الله عليه و آله بينما نحن معه في بعض غزواته إذا هو ببعير قد دَنا ثمّ رغا فأنطقه اللَّه عزّوجلّ، ثمّ قال: يا رسول‏اللَّه إنّ فلاناً استعملني حتّي کبرت ويريد نحري فأنا أستعيذ بک منه، فأرسل رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله إلي صاحبه فاستوهبه منه فوهبه له وخلّاه، ولقد کنّا معه فإذا نحن بأعرابي معه ناقة يسوقها،

[صفحه 86]

وقد استسلم للقطع لما زورَ عليه من الشهود، فنطقت الناقة فقالت: يا رسول‏اللَّه إنّ فلاناً مني بري‏ء وإنّ الشهود يشهدون عليه بالزور، وإنّ سارقي فلان اليهودي.[7].

8/7989- عن جابر، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: خرجتُ أنا ورسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله إلي صحراء المدينة، فلمّا صرنا في الحدائق بين النخل، صاحت نخلة بنخلة هذا النبي المصطفي، وهذا الوصي المرتضي، ثمّ صاحت ثالثة برابعة: هذا موسي وهذا هارون، ثمّ صاحت خامسة بسادسة، هذا خاتم النبيين وهذا خاتم الوصيين، عند ذلک تبسّم النبي صلي الله عليه و آله وقال: أما سمعت يا أباالحسن؟ قلت: بلي يا رسول‏اللَّه، قال: ما تسمّي هذا النخل؟ قال: اللَّه ورسوله أعلم، قال: فسمّها الصيحاني ألا إنّها صاحوا بفضلي وفضلک.[8].

9/7990- عن علي بن أبي‏طالب صلوات اللَّه عليه قال:

دخلت السوق فابتعت لحماً بدرهم، وذرّة بدرهم، وأتيت به فاطمة عليهاالسلام، حتّي إذا فرغت من الخبز والطبخ، قالت: لو دعوت أبي، فأتيته وهو مضطجع وهو يقول: أعوذ باللَّه من الجوع ضجيعاً، فقلت له: يا رسول‏اللَّه إنّ عندنا طعاماً، فقام واتّکأ عليّ ومضينا نحو فاطمة عليهاالسلام، فلمّا دخلنا قال: هلمّ طعامک يا فاطمة، فقدّمت إليه البرمة والقرص، فغطّي القرص وقال: اللّهمّ بارک لنا في طعامنا، ثمّ قال: أغرفي لعائشة فغرفت، ثمّ قال: أغرفي لاُمّ سلمة فغرفت، فما زالت تغرف حتّي وجّهت إلي نسائه التسع قرصة قرصة ومرقاً، ثمّ قال: أغرفي لابنيک وبعلک، ثمّ قال: أغرفي وکُلي وأهدي لجاراتک، ففعلت وبقي عندهم أيّاماً يأکلون.[9].

10/7991- قال أميرالمؤمنين عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام في حديث:

[صفحه 87]

فتواطأت اليهود علي قتله في طريقه علي جبل حراء وهم سبعون رجلاً، فعمدوا إلي سيوفهم فسمّوها، ثمّ قعدوا له ذات يوم غلس في طريقه علي جبل حراء، فلما صعده صلي الله عليه و آله صعدوا إليه وسلّوا سيوفهم وهم سبعون رجلاً من أشدّ اليهود وأجلدهم وذوي النجدة منهم، فلمّا أهووا بها إليه ليضربوه بها، التقي طرفا الجبل بينهم وبينه، فانضمّا وصار ذلک حائلاً بينهم وبين محمّد صلي الله عليه و آله وانقطع طمعهم عن الوصول إليه بسيوفهم فغمدوها، فانفرج الطرفان بعد ما کانا انضمّا، فسلّوا بعد سيوفهم وقصدوه، فلمّا همّوا بإرسالها عليه انضمّ طرفا الجبل وحيل بينهم وبينه، فيغمدوها ثمّ ينفرجان فيسلّونها إلي أن بلغ ذروة الجبل، وکان ذلک سبعاً وأربعين مرّة، فصعدوا الجبل وداروا خلفه ليقصدوه بالقتل، فطال عليهم الطريق ومدّ اللَّه عزّوجلّ الجبل وأبطأوا عنه حتّي فرغ رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله من ذکره وثناءه علي ربّه واعتباره بعبره، ثمّ انحدر عن الجبل فانحدروا خلفه ولحقوه وسلّوا سيوفهم عليه ليضربوه بها، فانضمّ طرفا الجبل وحال بينهم فغمدوها، ثمّ انفرج فسلّوها، ثمّ انضمّ فغمدوها، وکان ذلک سبعاً وأربعين مرّة کلّما انفرج سلّوها فإذا انضمّ غمدوها.

فلمّا کان في آخر مرّة وقد قارب رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله القرار سلّوا سيوفهم عليه فانضمّ طرفا الجبل وضغطهم الجبل ورضّضهم وما زال يضغطهم حتّي ماتوا أجمعين، ثمّ نودي: يا محمّد اُنظر خلفک إلي بغاتک السوء ماذا صنع بهم ربّهم، فنظر فإذا طرفا الجبل ممّا يليه منضمّان فلمّا نظر انفرج الطرفان وسقط اُولئک القوم وسيوفهم بأيديهم، وقد هشمت وجوههم وظهورهم وجنوبهم وأفخاذهم وسوقهم وأرجلهم وخرّوا موتي تشخب أوداجهم دماً، وخرج رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله من ذلک الموضع سالماً مکفيّاً مصوناً محفوظاً تناديه الجبال وما عليها من الأحجار والأشجار: هنيئاً لک يا محمّد نصرة اللَّه عزّوجلّ لک علي أعدائک بنا وسينصرک اللَّه إذا ظهر أمرک علي جبابرة اُمّتک وعتاتهم بعليّ بن أبي‏طالب، وتسديده لإظهار

[صفحه 88]

دينک وإعزازه وإکرام أوليائک وقمع أعدائک، وسيجعله تاليک وثانيک ونفسک التي بين جنبيک، وسمعک الذي به تسمع، وبصرک الذي به تبصر، ويدک التي بها تبطش، ورجلک التي عليها تعتمد، وسيقضي عنک ديونک، ويفي عنک عداتک، وسيکون جمال اُمّتک، وزين أهل ملّتک، وسيسعد ربک عزّوجلّ به محبّيه، ويهلک به شانئيه.[10].

11/7992- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال:

لمّا غزونا خيبر ومعنا من يهود فدک جماعة فلمّا أشرفنا علي القاع إذا نحن بالوادي والماء يقلع الشجر ويدهده الجبال، قال: فقدّرنا الماء فإذا هو أربع عشرة قامة، فقال بعض الناس: يا رسول‏اللَّه العدوّ من ورائنا والوادي قدّامنا، فنزل النبي صلي الله عليه و آله فسجد ودعا ثمّ قال: سيروا علي اسم اللَّه، قال: فعبرت الخيل والابل والرجال.[11].

12/7993- أبي‏محمّد العسکري، عن آبائه، عن علي عليه‏السلام قال:

إنّ النبيّ صلي الله عليه و آله أتاه ثقفي کان أطبّ العرب، فقال له: إن کان بک جنون داويتک؟ فقال له محمّد صلي الله عليه و آله: أتحبّ أن اُريک آية تعلم بها غناي عن طبّک وحاجتک إلي طبّي؟ فقال: نعم، قال: أيّ آيةٍ تريد؟ قال: تدعو ذلک العذق وأشار الي نخلة سحوق، فدعاها فانقلع اُصولها من الأرض وهي تخدّ الأرض خدّاً حتّي وقفت بين يديه، فقال له: أکفاک؟ قال: لا، قال: فتريد ماذا؟ قال: تأمرها أن ترجع إلي حيث جاءت منه ولتستقرّ في مقرّها الذي انقلعت منه، فأمرها فرجعت واستقرّت في مقرّها.[12].

13/7994- أحمد بن الحسين البيهقي، عن أبي‏عبداللَّه الحافظ، عن أحمد بن عبداللَّه

[صفحه 89]

المزني، عن يوسف بن موسي، عن عبّاد بن يعقوب، عن يوسف بن أبي‏نور، عن السديّ، عن عبّاد بن عبداللَّه، عن عليّ عليه‏السلام قال:

کُنّا مع رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله بمکة، فخرج في بعض نواحيها فما استقبله شجر ولا جبل إلّا وقال له: السلام عليک يا رسول‏اللَّه.[13].

14/7995- المفيد، عن الجعابي، عن الحسن بن الهادي بن حمزة أبوعلي، من أصل کتابه، عن الحسن بن عبدالرحمن بن أبي‏ليلي، عن محمّد بن سليمان الاصفهاني، عن عبدالرحمن الاصفهاني، عن عبدالرحمن بن أبي‏ليلي، عن عليّ عليه‏السلام قال:

دعاني النبي صلي الله عليه و آله وأنا أرمد العين، فتفل في عيني وشدّ العمامة علي رأسي وقال: اللّهمّ أذهب عنه الحرّ والبرد، فما وجدت بعدها حرّاً ولا بردا.[14].

15/7996- عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبي‏عبداللَّه البرقي، عن خلف بن حمّاد، عن سعد بن الأسکاف، عن الأصبغ بن نباته، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام في حديثٍ قال:

إنّ رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله لما تفل في عيني وأنا أرمد، قال: اللّهمّ أذهب عنه الحرّ والضرّ والبرد، وبصّره صديقه من عدوّه، فلم يصبني رمد بعد ولا حرّ ولا برد، وإنّي لأعرف صديقي من عدوّي.[15].

16/7997- الصدوق، عن أبيه، عن حبيب بن الحسن، عن محمّد بن عبدالحميد العطار، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق، عن آبائه، عن علي عليه‏السلام، قال:

خرجنا مع النبي صلي الله عليه و آله في غزاة وعطش الناس، ولم يکن في المنزل ماء، وکان في

[صفحه 90]

إناء قليل ماء، فوضع أصابعه فيه فتحلّب منها الماء حتّي روي الناس والابل والخيل، فتزوّد الناس، وکان في العسکر إثنا عشر ألف بعير، ومن الخيل إثنا عشر ألف فرس، ومن الناس ثلاثون ألفاً.[16].

17/7998- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام: إنّ رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله أمرني في بعض غزواته، وقد نفد الماء، يا علي قُم وائت بتنور، قال: فأتيته فوضع يده اليمني ويدي معها في التنور، فقال: أنبع فنَبَع.[17].

18/7999- عبداللَّه بن محمد الشجري، عن حمد بن قاسم البرقي، عن أبي‏الدنيا، قال: سمعت عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام يقول: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: کنت أرعي الغنم، فإذا أنا بذئب علي قارعة الطريق، فقلت (له): ما تصنع هاهنا؟ فقال لي: وأنت ما تصنع هاهنا؟ قلت: أرعي الغنم، فقال: مر، أو قال: ذا الطريق، الحديث.[18].

19/8000- الطبرسي: فيما بين أميرالمؤمنين عليه‏السلام ليهودي الشام من معجزات النبي صلي الله عليه و آله في مقابلة معجزات الأنبياء، قال له اليهودي: فان هذا سليمان قد سخرت له الرياح فسارت في بلاده، غدوها شهر ورواحها شهر.

فقال له علي عليه‏السلام: لقد کان کذلک، ومحمد صلي الله عليه و آله اُعطي ما هو أفضل من هذا، انه اُسري به من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي مسيرة شهر، وعُرج به في ملکوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام، في أقل من ثلث ليلة، حتي انتهي إلي ساق العرش، فدنا بالعلم فتدلّي فدلّي له من الجنة رفرف أخضر، وغش النور بصره، فرأي عظمة ربه عزّوجلّ بفؤاده، ولم يرها بعينه، فکان کقاب قوسين بينه وبينهما أو أدني، فأوحي إلي عبده ما أوحي، فکان فيما أوحي اليه. الآية التي في

[صفحه 91]

سورة البقرة قوله تعالي: «للَّهِِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضَ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِکُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْکُمْ بِهِ اللَّهُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلي کُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ»[19] وکانت الآية قد عرضت علي الأنبياء من لدن آدم عليه‏السلام إلي أن بعث اللَّه تبارک محمداً صلي الله عليه و آله وعرضت علي الاُمم فأبوا أن يقبلوها من ثقلها، وقبلها رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله وعرضها علي اُمته فقبلوها، الخبر.[20].

20/8001- الشيخ الطوسي، باسناده عن علي بن موسي، عن أبيه، عن جده، عن آبائه، عن علي عليه‏السلام قال: انشق القمر بمکة فلقتين، فقال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: إشهدوا إشهدوا بهذا.[21].

21/8002- الصدوق، حدثنا أبوالحسن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الفارسي، قال: حدثنا أبوسعيد أحمد بن محمد بن رُميح النسوي، قال: حدثني أحمد بن جعفر العقيلي بقهستان، قال: حدثني أحمد بن علي البلخي، قال: حدثني أبوجعفر محمد ابن‏علي الخزاعي، قال: حدثنا عبداللَّه بن جعفر الأزهري، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم‏السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام في بعض خطبه: من الذي حضر سبخت (سبحت) الفارسي وهو يکلم رسول‏اللَّه؟ فقال القوم: ما حضره منا أحد، فقال علي عليه‏السلام لکني کنت معه عليه‏السلام وقد جاءه سبخت وکان رجلاً من ملوک فارس، وکان ذرباً، فقال: يامحمد إلي ما تدعو؟ قال: أدعو إلي شهادة أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريک له، وأن محمداً عبده ورسوله، فقال: سبخت: وأين اللَّه يامحمد؟ قال: هو في کل مکان موجود بآياته، قال: فکيف هو؟ فقال: لا کيف له ولا أين لأنه عزّوجلّ کيَّف الکيف وأين الأين، قال: فمن أين جاء؟ قال: لا يقال له: جاء، وإنما

[صفحه 92]

يقال: جاء للزائل من مکان إلي مکان، وربنا لا يوصف بمکان ولا بزوال، بل لم يزل بلا مکان ولا يزال، فقال: يامحمد إنک لتصف رباً عظيماً بلا کيف، فکيف لي أن أعلم أنه أرسلک؟ فلم يبق بحضرتنا ذلک اليوم حجر ولا مدر ولا جبل ولا شجر ولا حيوان إلّا قال مکانه: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأن محمداً عبده ورسوله، وقلت أنا أيضاً: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأن محمداً عبده ورسوله، فقال: يامحمد من هذا؟ فقال: هذا خير أهلي وأقرب الخلق مني، لحمه من لحمي، ودمه من دمي، وروحه من روحي، وهو الوزير مني في حياتي والخليفة بعد وفاتي، کما کان هارون من موسي إلّا أنه لا نبي بعدي، فاسمع له وأطع فانه علي الحق، ثم سماه عبداللَّه.[22].

22/8003- الطبرسي: عن موسي بن جعفر، عن آبائه عليهم‏السلام في أجوبة أميرالمؤمنين عليه‏السلام عن مسائل اليهودي في فضل محمد صلي الله عليه و آله علي جميع الأنبياء، إلي أن قال: قال اليهودي: فإن هذا سليمان سخرت له الشياطين، يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل، فقال له علي عليه‏السلام: لقد کان کذلک، ولقد اُعطي محمداً صلي الله عليه و آله أفضل من هذا، إن الشياطين سخرت لسليمان وهي مقيمة علي کفرها، ولقد سخرت لنبوة محمد صلي الله عليه و آله الشياطين بالايمان، فأقبلت اليه الجن التسعة من أشرافهم، واحد من جن نصيبين، والثمان من بني عمرو بن عامر من الأحجة منهم شصاه، ومضاه، والهملکان، والمرزيان، والمازحان، ونضاه، وهاضب وهضب، وعمرو، وهم الذين يقول اللَّه تبارک اسمه فيهم: «وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْکَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ»[23] وهم التسعة، فأقبل اليه الجن والنبي صلي الله عليه و آله ببطن النخل فاعتذروا بأنهم ظنوا کما ظننتم أن لن يبعث اللَّه أحداً، ولقد أقبل اليه أحد وسبعون ألفاً فبايعوه علي الصوم،

[صفحه 93]

والصلاة، والزکاة، والحج، والجهاد، ونصح المسلمين، واعتذروا بأنهم قالوا: علي اللَّه شططاً، وهذا أفضل مما اُعطي سليمان، سبحان من سخرها لنبوة محمد صلي الله عليه و آله بعد أن کانت تتمرد، وتزعم أن للَّه ولداً، ولقد شمل مبعثه من الجن والانس ما لا يحصي الخبر.[24].

23/8004- ابن‏شهر آشوب: عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام: إن رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله أمرني في بعض غزواته وقد نفد الماء، ياعلي قم وأت بتنور، قال: فأتيته فوضع يده اللمني ويدي معها في التنور، فقال: انبع فنبع.[25].

24/8005- ابن‏شهر آشوب: عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: لما غزونا خيبر ومعنا من يهود فدک جماعة، فلما أشرفنا علي القاع إذا نحن بالوادي والماء يقلع الشجر ويدهده الجبال، قال: فقدرنا الماء فاذا هو أربع عشرة قامة، فقال بعض الناس: يارسول‏اللَّه العدو من ورائنا والوادي قدامنا، فنزل النبي صلي الله عليه و آله فسجد ودعا ثم قال: سيروا علي اسم اللَّه، قال: فعبرت الخيل والابل والرجال.[26].

25/8006- روي عن علي عليه‏السلام أنه لما کان بعد ثلاث سنين من مبعثه صلي الله عليه و آله اُسري به إلي بيت المقدس، وعرج به منه إلي السماء ليلة المعراج.

فلما أصبح من ليلته حدث قريشاً بخبر معراجه، فقال جهالهم: ما أکذب هذا الحديث، وقال قائلهم: ياأباالقاسم، فبم نعلم أنک صادق؟ قال: مررت بعيرکم في موضع کذا، وقد ضل لهم بعير، وعرّفتهم مکانه، وصرت إلي رحالهم، وکانت لهم قرب مملوة من الماء فصبت قربة، والعير توافيکم في اليوم الثالث من هذا الموضع مع طلوع الشمس فأول العير جمل أحمر وهو جمل فلان.

فلما کان اليوم الثالث خرجوا إلي باب مکة لينظروا صدق ما أخبر به محمد صلي الله عليه و آله قبل طلوع الشمس، فهم کذلک إذ طلعت العير عليهم بطلوع الشمس، في أولها

[صفحه 94]

الجمل الأحمر فتعجبوا من ذلک، وسألوا الذي کانوا مع العير فقالوا: مثل ما قال محمد صلي الله عليه و آله في إخباره عنهم، فقالوا: أيضاً هذا سحر محمد.[27].

[صفحه 95]


صفحه 81، 82، 83، 84، 85، 86، 87، 88، 89، 90، 91، 92، 93، 94، 95.








  1. الاحتجاج 68:1 ح23، تفسير الامام العسکري عليه‏السلام: 429، البحار 247:17، إثبات الهداة 12:2.
  2. الاحتجاج 502:1 ح127؛ اثبات الهداة 36:2.
  3. قصص الأنبياء، باب معجزات الرسول: 310؛ البحار 113:20.
  4. أمالي الصدوق، المجلس 111:27؛ اثبات الهداة 528:1؛ البحار 288:22.
  5. اثبات الهداة 551:1؛ التوحيد: 310.
  6. الروضة في الفضائل: 19؛ اثبات الهداة 520: 1.
  7. الاحتجاج للطبرسي 503:1 ح127؛ تفسير نور الثقلين 46:2.
  8. الروضة في الفضائل: 26؛ اثبات الهداة 523: 1.
  9. اثبات الهداة 469: 1.
  10. تفسير الإمام العسکري: 160؛ حلية الأبرار 35: 1؛ البحار 313: 17.
  11. البحار 365:17؛ مناقب ابن شهر آشوب، في اعجازه صلي الله عليه و آله 132:1.
  12. البحار 371:17؛ الاحتجاج 500:2 ح134.
  13. البحار 388:17؛ دلائل النبوّة 146:2؛ أعلام الوري:48.
  14. أمالي الطوسي، مجلس 89:3 ح137؛ أمالي المفيد، المجلس 195:38؛ البحار 4:18؛ اثبات الهداة 568:1.
  15. اثبات الهداة 595:1؛ بصائر الدرجات، باب انّ الإمام يعرف شيعته من عدوّه: 410.
  16. البحار 25:18؛ قصص الأنبياء، باب ذکر معجزات الرسول: 313.
  17. البحار 38:18؛ مناقب ابن شهر آشوب 105:1.
  18. اثبات الهداة 517:1.
  19. البقرة: 284.
  20. الاحتجاج 521:1 ح127، البحار 339:18، تفسير نور الثقلين 151:5.
  21. أمالي الطوسي المجلس 341:12 ح697، البحار 353:17، إثبات الهداة 578:1.
  22. التوحيد باب حديث سبخت اليهودي: 310، البحار 131:38.
  23. الاحقاف: 29.
  24. الاحتجاج 527:1 ح127، البحار 44:10، مستدرک الوسائل 176:1 ح293.
  25. مناقب ابن شهر آشوب باب تکثير الطعام والشراب 105:1، البحار 38:18.
  26. مناقب ابن شهر آشوب باب في اعجازه صلي الله عليه و آله 132:1، البحار 38:10، الاحتجاج 517:1 ح127.
  27. الخرائج والجرائح 141:1، البحار 379:18.