في منزلته وفضله وما جاء في مناقبه















في منزلته وفضله وما جاء في مناقبه‏



1/7948- الصدوق، حدثني محمد بن علي ماجيلويه، قال: حدثني محمد بن يحيي العطار، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن حسان، عن جعفر بن عيسي الحسني، قال: حدثني رشيد بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن أبي‏إسحاق، عن عباس، عن عاصم بن حمزة، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: الصلاة علي النبي صلي الله عليه و آله أمحق للخطايا من الماء للنار، والسلام علي النبي صلي الله عليه و آله أفضل من عتق رقاب، وحبّ رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله أفضل من مهج الأنفس، أو قال: ضرب السيوف في سبيل اللَّه.[1].

2/7949- الصدوق، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبدالرحمان بن عبداللَّه بن الحسين بن إبراهيم بن يحيي بن عجلان المروزي المقري، قال: حدّثنا أبوبکر محمّد ابن‏إبراهيم الجرجاني، قال: حدّثنا أبوبکر عبدالصمد بن يحيي الواسطي، قال: حدّثنا الحسن بن علي المدني، عن عبداللَّه بن المبارک، عن سفيان الثوري، عن

[صفحه 60]

جعفر بن محمّد الصادق عليه‏السلام، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام، قال:

إنّ اللَّه تبارک وتعالي خلق نور محمّد صلي الله عليه و آله قبل أن خلق السماوات والأرض، والعرش والکرسي، واللوح والقلم، والجنّة والنار، وقبل أن خلق آدم ونوحاً وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسي وعيسي وداود وسليمان، وکلّ من قال اللَّه عزّوجلّ في قوله: «وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ» إلي قوله: «وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَي صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»[2] وقبل أن خلق الأنبياء کلّهم بأربعمائة ألف وأربع وعشرين ألف سنة، وخلق عزّوجلّ معه اثني عشر حجاباً: حجاب القدرة، وحجاب العظمة، وحجاب المنّة، وحجاب الرحمة، وحجاب السعادة، وحجاب الکرامة، وحجاب المنزلة، وحجاب الهداية، وحجاب النبوّة، وحجاب الرفعة، وحجاب الهيبة، وحجاب الشفاعة، ثمّ حبس نور محمّد صلي الله عليه و آله في حجاب القدرة إثني عشر ألف سنة وهو يقول: سبحان ربّي الأعلي، وفي حجاب العظمة أحد عشر ألف سنة وهو يقول: سبحان عالم السرّ، وفي حجاب المنّة عشرة آلاف سنة وهو يقول: سبحان من هو قائم لا يلهو، وفي حجاب الرحمة تسعة آلاف سنة وهو يقول: سبحان الرفيع الأعلي، وفي حجاب السعادة ثمانية آلاف سنة وهو يقول: سبحان من هو قائم لا يسهو، وفي حجاب الکرامة سبعة آلاف سنة وهو يقول: سبحان من هو غنيّ لا يفتقر، وفي حجاب المنزلة ستة آلاف سنة وهو يقول: سبحان ربّي العليّ الکريم، وفي حجاب الهداية خمسة آلاف سنة وهو يقول: سبحان ربّ العرش العظيم، وفي حجاب النبوّة أربعة آلاف سنة وهو يقول: سبحان ربّ العزّة عمّا يصفون، وفي حجاب الرفعة ثلاثة آلاف سنة وهو يقول: سبحان ذي الملک والملکوت، وفي حجاب الهيبة ألفي سنة وهو يقول: سبحان اللَّه وبحمده، وفي حجاب الشفاعة ألف سنة وهو يقول: سبحان ربّي العظيم وبحمده.

[صفحه 61]

ثمّ أظهر عزّوجلّ اسمه علي اللوح، وکان علي اللوح منوّراً أربعة آلاف سنة، ثمّ أظهره علي العرش فکان علي ساق العرش مثبتاً سبعة آلاف سنة، إلي أن وضعه اللَّه عزّوجلّ في صلب آدم، ثمّ نقله من صلب آدم إلي صلب نوح، ثمّ جعل يخرجه من صلبٍ إلي صلب حتّي أخرجه من صلب عبداللَّه بن عبدالمطّلب، فأکرمه بستّ کرامات: ألبسه قميص الرضا، وردّاه برداء الهيبة، وتوّجه تاج الهداية، وألبسه سراويل المعرفة، وجعل تکتّه تکّة المحبّة يشدّ بها سراويله، وجعل نعله نعل الخوف، وناوله عصا المنزلة، ثمّ قال له عزّوجلّ: يا محمّد إذهب إلي الناس فقل لهم: قولوا لا إله إلّا اللَّه محمّد رسول‏اللَّه، وکان أصل ذلک القميص من ستّة أشياء: قامته من الياقوت، وکُمّاه من اللؤلؤ، ودَخريصُه من البلّور الأصفر، وإبطاهُ من الزبرجد، وجُربانُهُ من المرجان الأحمر، وجيبه من نور الربّ جلّ جلاله، فقبل اللَّه توبة آدم عليه‏السلام بذلک القميص، وردّ خاتم سليمان به، وردّ يوسف إلي يعقوب به، ونجّا يونس من بطن الحوت به، وکذلک سائر الأنبياء أنجاهم من المحن به، ولم يکن ذلک القميص إلّا قميص محمّد صلي الله عليه و آله.[3].

3/7950- روي المسعودي، عن أميرالمؤمنين عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: إنّ اللَّه حين شاء تقدير الخليقة وذرء البريّة وإبداع المبدعات، نصب الخلق في صور کالهباء قبل دحوّ الأرض ورفع السماء، وهو في انفراد ملکوته وتوحّد جبروته، فأتاح نوراً من نوره، فلمع ونزع قبساً من ضيائه فسطع، ثمّ اجتمع النور في وسط تلک الصور الخفية، فوافق ذلک صورة نبيّنا محمّد صلي الله عليه وسلم فقال اللَّه عزّوجلّ: أنت المختار المنتخب وعندک مستودع نوري وکنوز هدايتي، من أجلک اُسطح البطحاء واُموّج الماء وأرفع السماء، وأجعل الثواب والعقاب والجنّة والنار، وأنصب أهل بيتک للهداية، واُوتيهم من مکنون علمي ما لا يشکل عليهم دقيق ولا يعييهم

[صفحه 62]

خفي، وأجعلهم حجّتي علي بريّتي، المنبّهين علي قدرتي ووحدانيّتي، ثمّ أخذ اللَّه الشهادة عليهم بالربوبية والاخلاص بالوحدانية، فبعد أن أخذ ما أخذ من ذلک شاب ببصائر الخلق انتخاب محمّدٍ وآله، وأراهم الهداية معه والنور له والإمامة في آله، تقديماً لسنّة العدل، وليکون الاعذار متقدماً.

ثمّ أخفي اللَّه الخليقة في غيبه، وغيّبها في مکنون علمه، ثمّ نصب العوالم وبسط الزمان، ومرج الماء، وأثار الزبد، وأهاج الدخان، فطفا عرشه علي الماء، فسطح الأرض علي ظهر الماء، وأخرج الماء دخاناً فجعله السماء، ثمّ استجلبهما إلي الطاعة فأذعنتا بالاستجابة، ثمّ أنشأ اللَّه الملائکة من أنوار أبدعها، وأرواح اخترعها، وقرن بتوحيده نبوّة محمّد صلي الله عليه وسلم فشهرت في السماء قبل بعثته في الأرض، فلمّا خلق اللَّه آدم أبان فضله للملائکة، وأراهم ما خصّه به من سابق العلم حيث عرفه عند استنبائه إيّاه أسماء الأشياء، فجعل آدم محراباً وکعبة وباباً وقبلةً أسجد إليها الأبرار والروحانيين الأنوار، ثمّ نبّه آدم علي مستودعه، وکشف له عن خطر ما ائتمنه عليه، بعد ما سمّاه إماماً عند الملائکة.

فکان حظّ آدم من الخير ما أراه من مستودع نورنا، ولم يزل اللَّه تعالي يخبأ النور تحت الزمان إلي أن فضّل محمّداً صلي الله عليه وسلم في ظاهر الفترات، فدعا الناس ظاهراً وباطناً، وندبهم سرّاً وإعلاناً، واستدعي عليه‏السلام التنبيه علي العهد الذي قدّمه الي الذرّ قبل النسل، فمن وافقه واقتبس من مصباح النور المتقدّم اهتدي إلي سره، واستبان واضح أمره، ومن أبلسته الغفلة استحقّ السخط، ثمّ انتقل النور إلي غرائزنا، ولمع في أئمّتنا، فنحن أنوار السماء وأنوار الأرض، فبنا النجاة، ومنا مکنون العلم، وإلينا مصير الاُمور، وبمهديّنا تنقطع الحجج، خاتمة الأئمة، ومنقذ الاُمّة، وغاية النور، ومصدر الاُمور، فنحن أفضل المخلوقين، وأشرف الموحّدين، وحجج ربّ العالمين، فليهنأ بالنعمة من تمسّک بولايتنا، وقبض علي عروتنا.

[صفحه 63]

قال المسعودي: فهذا ما روي عن أبي‏عبداللَّه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أميرالمؤمنين عليّ بن أبي‏طالب کرّم اللَّه وجهه.[4].

4/7951- الصدوق، باسناده عن الرضا عليه‏السلام، عن آبائه عليهم‏السلام عن علي عليه‏السلام أنه قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: ما خلق اللَّه خلقاً أفضل مني ولا أکرم عليه مني، قال علي: فقلت: يارسول‏اللَّه فأنت أفضل أو جبرئيل؟ فقال: ياعلي إن اللَّه فضل أنبيائه المرسلين علي ملائکته المقربين، وفضلني علي جميع النبيين والمرسلين، والفضل من بعدي لک ياعلي وللأئمة من بعدک، فإن الملائکة لخدامنا وخدام محبينا، ياعلي الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا، ياعلي لولا نحن ما خلق اللَّه آدم ولا حواء، ولا الجنة ولا النار، ولا السماء والأرض، فکيف لا تکون أفضل من الملائکة وقد سبقناهم إلي معرفة ربنا عزّوجلّ وتسبيحه وتقديسه؛ لأن أول ما خلق اللَّه عزّوجلّ خلق أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وتمجيده، ثم خلق الملائکة فلما شاهدوا أرواحنا نوراً واحداً استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائکة إنا خلق مخلوقون وإنه منزه عن صفاتنا فسبحت الملائکة بتسبيحنا.[5].

5/7952- المفيد: أبوحمزة الثمالي، عن علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: واللَّه ما برأ اللَّه من برّية أفضل من محمد ومني ومن أهل بيتي، وإن الملائکة لتضع أجنحتها لطلبة العلم من شيعتنا.[6].

6/7953- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال:

لما وُلد رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله ألقيت الأصنام في الکعبة علي وجوهها، فلمّا أمسي سمع

[صفحه 64]

صيحة في السماء: جاء الحقُّ وزهق الباطل إنّ الباطل کان زهوقاً.[7].

7/7954- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام حديث طويل يذکر فيه مناقب الرسول صلي الله عليه و آله: ولقد رأي الملائکة ليلة وُلد تصعد وتنزل، وتسبّح وتقدّس وتضطرب النجوم وتتساقط علامة لميلاده، ولقد همّ إبليس بالظعن من السماء لما رأي من الأعاجيب في تلک الليلة، وکان له مقعد في السماء الثالثة والشياطين يسترقون السمع، فلمّا رأوا العجائب أرادوا أن يسترقوا السمع فإذا هم قد حجبوا عن السماوات کلّها ورُموا بالشهب، دلالة لنبوّة محمّد صلي الله عليه و آله.[8].

8/7955- الصدوق، حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي في مسجد الکوفة، قال: حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الکوفي، قال: حدثنا محمد بن ظهير، قال: حدثنا أبوالحسن محمد بن الحسين بن أخي يوسف البغدادي ببغداد، قال: حدثنا محمد بن يعقوب النهشلي، قال: حدثنا علي بن موسي الرضا عليه‏السلام، عن أبيه موسي ابن‏جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام، عن النبي صلي الله عليه و آله، عن جبرئيل، عن ميکائيل، عن إسرافيل، عن اللَّه تعالي جلّ جلاله أنه قال: أنا اللَّه لا إله إلّا أنا، أنا خلقت الخلق بقدرتي، فاخترت منهم من شئت من أنبيائي واخترت من جميعهم محمداً حبيباً وخليلاً وصفياً، فبعثته رسولاً إلي خلقي، واصطفيت له علياً فجعلته له أخاً ووصياً ووزيراً ومؤدياً عنه من بعده إلي خلقي وخليفتي إلي عبادي، يبين لهم کتابي ويسير فيهم بحکمي، وجعلته العلم الهادي من الضلالة، وبابي الذي اُؤتي منه، وبيتي الذي من دخله کان آمناً من ناري، وحصني الذي من لجأ اليه حصنته من مکروه الدنيا والآخرة، ووجهي الذي من توجه اليه لم أصرف وجهي

[صفحه 65]

عنه، وحجتي في السماوات والأرض علي جميع من فيهن من خلقي، لا أقبل عمل عامل منهم إلّا بالاقرار بولايته مع نبوة محمد رسولي، وهو يدي المبسوطة علي عبادي، وهو النعمة التي أنعمت بها علي من أحببته من عبادي، فمن أحببته من عبادي وتوليته عرفته ولايته ومعرفته، ومن أبغضته من عبادي أبغضته لعدوله عن معرفته وولايته، فبعزتي حلفت وبجلالي أقسمت أنه لا يتولي علياً عبدمن عبادي إلّا زحزحته عن النار، وأدخلته الجنة، ولا يبغضه عبدمن عبادي ويعدل عن ولايته إلّا أبغضته وأدخلته النار وبئس المصير.[9].

9/7956- الصدوق، باسناده عن الرضا، عن آبائه، عن علي عليه‏السلام قال: من کذب بشفاعة رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله لم تنله.[10].

10/7957- الصدوق، حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي، قال: حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الکوفي، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني، قال: حدثني أبوالفضل العباس بن عبداللَّه البخاري، قال: حدثنا محمد بن القاسم ابن‏إبراهيم بن محمد بن عبداللَّه بن القاسم بن محمد بن أبي‏بکر، قال: حدثنا عبدالسلام بن صالح الهروي، عن علي بن موسي الرضا، عن آبائه، عن علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: ما خلق اللَّه عزّوجلّ خلقاً أفضل مني ولا أکرم عليه مني، قال علي عليه‏السلام فقلت: يارسول‏اللَّه فأنت أفضل أم جبرئيل؟ فقال صلي الله عليه و آله: ياعلي إن اللَّه تبارک وتعالي فضّل أنبيائه المرسلين علي ملائکته المقربين وفضلني علي جميع النبيين والمرسلين، والفضل بعدي لک ياعلي وللأئمة من بعدک، وإن الملائکة لخدامنا وخدام محبينا ياعلي الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون

[صفحه 66]

بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا، ياعلي لولا نحن ما خلق اللَّه آدم ولا حواء، ولا الجنة ولا النار، ولا السماء ولا الأرض، فکيف لا نکون أفضل من الملائکة، وقد سبقناهم إلي معرفة ربنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه؛ لأن أول ما خلق اللَّه عزّوجلّ خلق أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وتحميده، ثم خلق الملائکة فلما شاهدوا أرواحنا نوراً واحداً استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائکة أنا مخلوقون، وأنه منزه عن صفاتنا، فسبحت الملائکة بتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا، فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا، لتعلم الملائکة أن لا إله إلّا اللَّه وإنا عبيد ولسنا بآلهة يجب أن نعبد معه أو دونه، فقالوا: لا إله إلّا اللَّه، فلما شاهدوا کبر محلنا کبرنا لتعلم الملائکة أن اللَّه أکبر من أن ينال عظم المحل إلّا به، فلما شاهدوا ما جعله لنا من العزة والقوة، قلنا لا حول ولا قوة إلّا باللَّه لتعلم الملائکة أن لا حول لنا ولا قوة إلّا باللَّه، فلما شاهدوا ما أنعم اللَّه به علينا وأوجبه لنا من فرض الطاعة، قلنا الحمد للَّه لتعلم ما يحق للَّه تعالي ذکره علينا من الحمد علي نعمته، فقالت الملائکة: الحمد للَّه، فبنا اهتدوا إلي معرفة توحيد اللَّه وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده.

ثم [قال صلي الله عليه و آله]: إن اللَّه تبارک وتعالي خلق آدم فأودعنا في صلبه وأمر الملائکة بالسجود له تعظيماً لنا وإکراماً، وکان سجودهم للَّه عزّوجلّ عبودية، ولآدم إکراماً وطاعة لکوننا في صلبه، فکيف لا نکون أفضل من الملائکة وقد سجدوا لآدم کلهم أجمعون.

وأنه لما عرج بي إلي السماء أذن جبرئيل مثنيً مثنيً، وأقام مثنيً مثنيً، ثم قال لي: تقدم يامحمد، فقلت له ياجبرئيل أتقدم عليک؟ فقال: نعم؛ لأن اللَّه تبارک وتعالي فضّل أنبياءه علي ملائکته أجمعين، وفضلک خاصة، فتقدمت فصليت بهم ولا فخر، فلما انتهيت إلي حجب النور قال لي جبرئيل: تقدم يامحمد، وتخلف عني، فقلت ياجبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني؟! فقال: يامحمد: إن انتهاء حدي الذي

[صفحه 67]

وضعني اللَّه عزّوجلّ فيه إلي هذا المکان فان تجاوزته احترقت أجنحتي بتعدي حدود ربي جل جلاله، فزخ بي في النور زخة حتي انتهيت إلي حيث ما شاء اللَّه من علو ملکه، فنوديت يامحمد، فقلت: لبيک ربي وسعديک تبارکت وتعاليت، فنوديت يامحمد أنت عبدي وأنا ربک فإياي فاعبد وعليّ فتوکل، فانک نوري في عبادي ورسولي إلي خلقي وحجتي علي بريتي، لک ومن أتبعک خلقت جنتي، ولمن خالفک خلقت ناري، ولأوصياءک أوجبت کرامتي، ولشيعتهم أوجبت ثوابي.

فقلت: يارب ومن أوصيائي؟ فنوديت يامحمد أوصياؤک المکتوبون علي ساق عرشي، فنظرت وأنا بين يدي ربي جلّ جلاله إلي ساق العرش فرأيت اثني عشر نوراً، في کل نور سطر أخضر عليه اسم وصي من أوصيائي، أولهم علي بن أبي‏طالب وآخرهم مهدي اُمتي، فقلت: يارب هؤلاء أوصيائي من بعدي؟ فنوديت يامحمد هؤلاء أوليائي (وأوصيائي) وأصفيائي وحججي بعدک علي بريتي، وهم أوصياؤک وخلفاؤک وخير خلقي بعدک، وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني ولأعلين بهم کلمتي ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي، لأمکننه مشارق الأرض ومغاربها، ولأسخرن له الرياح، ولأذّللن له السحاب الصعاب، ولأرقينه في الأسباب، ولأنصرنه بجندي ولأمدنه بملائکتي حتي تعلو دعوتي ويجمع الخلق علي توحيدي، ثم لاُديمن ملکه، ولأداولن الأيام بين أوليائي إلي يوم القيامة.[11].

11/7958- الشيخ الطوسي، باسناده عن عبداللَّه بن حماد، عن صباح المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن الأصبغ بن نباتة، قال: سمعت الأشعث بن قيس الکندي، وجرير الجبلي. قالا لعلي عليه‏السلام: ياأميرالمؤمنين، حدثنا في خلواتک أنت وفاطمة؟ قال: نعم، بينا أنا وفاطمة في کساء، إذ أقبل رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله نصف الليل، وکان يأتيها بالتمر واللبن ليعينها علي الغلامين، فدخل فوضع رجلاً بحيالي ورجلاً بحيالها، ثم إن

[صفحه 68]

فاطمة عليهاالسلام بکت فقال لها صلي الله عليه و آله: ما يبکيک يابنية محمد؟ فقالت: حالنا کما تري في کساء نصفه تحتنا ونصفه فوقنا، فقال لها رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: يافاطمة، أما تعلمين أن اللَّه تعالي اطلع اطلاعة من سمائه إلي أرضه فاختار منها أباک فاتخذه صفيّاً، وابتعثه برسالته، وائتمنه علي وحيه، يافاطمة، أما تعلمين أن اللَّه اطلع اطلاعة من سمائه إلي أرضه فاختار منها بعلک وأمرني أن أزوّجکه وأن أتخذه وصياً، يافاطمة، أما تعلمين أن العرش سأل (شاک) ربه أن يزينه بزينة لم يزين بها بشراً من خلقه، فزينه بالحسن والحسين، برکنين من أرکان الجنة!! وروي رکن من أرکان العرش.[12].

12/7959- فرات بن إبراهيم الکوفي، قال: حدثني محمد بن أحمد معنعناً: عن أبي‏جعفر عليه‏السلام قال: قال أميرالمؤمنين علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام: إن النبي صلي الله عليه و آله اُوتي علم النبيين وعلم الوصيين وعلم ما هو کائن إلي أن تقوم الساعة، ثم تلا هذه الآية يقول اللَّه تعالي لنبيه صلي الله عليه و آله: «هذَا ذِکْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِکْرُ مَنْ قَبْلِي».[13] [14].

13/7960- عن علي [عليه‏السلام] عن النبي صلي الله عليه وسلم: ما لي لا أضحک، وهذا جبرئيل يخبرني عن اللَّه عزّوجلّ أن اللَّه باهي بي وبعمي العباس وبأخي علي بن أبي‏طالب سکان الهواء وحملة العرش وأرواح النبيين وملائکة ست سماوات، وباهي باُمتي أهل سماء الدنيا.[15].

14/7961- عن علي [عليه‏السلام] قال: صلي بنا رسول‏اللَّه صلي الله عليه وسلم الفجر ذات يوم بغلس وکان مما يُغلسُ ويُسفِرُ ويقولُ: ما بين هذين وقت، لکيلا يختلف المؤمنون، فصلي بنا ذات يوم بغلس، فلما قضي الصلاة التفت الينا کأن وجهه ورقة مصحف، فقال: أفيکم من رأي الليلة شيئاً؟ قلنا لا يارسول‏اللَّه، قال: ولکني رأيت ملکين أتياني

[صفحه 69]

الليلة، فأخذا بضبعي فانطلقا بي إلي السماء الدنيا، فمررت بملک وأمامه آدمي وبيده صخرة فيضرب بها هامة الآدمي فيقع دماغه جانباً وتقع الصخرة جانباً، قلت: ما هذا؟ قالا لي: امضه، فمضيت فاذا أنا بملک وأمامه آدمي، وبيد الملک کلوب من حديد فيضعه في شدقه الأيمن فيشقه حتي ينتهي إلي اُذنه، ثم يأخذ في الأيسر فيلتئم الأيمن، قلت: ما هذا؟ قالا لي: امضه فمضيت فاذا أنا بنهر من دم يمور کمور المرجل، علي فيه قوم عراة، علي حافة النهر ملائکة بأيديهم مدرتان، کلما طلع طالع قذفوه بمدرة فتقع في فيه وينتقل إلي أسفل ذلک النهر، قلت: ما هذا؟ قالا لي: امضه فمضيت، فاذا أنا ببيت أسفله أضيق من أعلاه، فيه قوم عراة توقد من تحتهم النار، فأمسکت علي أنفي من نتن ما أجد من ريحهم، قلت: من هؤلاء؟ قالا لي: امضه فمضيت فاذا أنا بتل أسود، عليه قوم مخبلين، تنفخ النار في أدبارهم فتخرج من أفواههم ومناخرهم وآذانهم، قلت: ما هذا؟ قالا لي: امضه فمضيت فاذا أنا بنار مطبقة موکل بها ملک، لا يخرج منها شي‏ء إلّا اتبعه حتي يعيده فيها، قلت: ما هذا؟ قالا لي: امضه، فمضيت فاذا أنا بروضة وإذا فيها شيخ جميل لا أجمل منه، وإذا حوله الولدان وإذا شجرة ورقها کأذان الفيلة، فصعدت ما شاء اللَّه من تلک الشجرة، وإذا أنا بمنازل لا أحسن منها من زمردة جوفاء وزبرجدة خضراء وياقوتة حمراء، وفيه قدحان وأباريق تطرد، قلت: ما هذا؟ قالا لي: انزل، فنزلت فضربت بيدي إلي إناء منها فغرفت ثم شربت، فاذا أحلي من العسل وأشد بياضاً من اللبن وألين من الزبد.

فقالا لي: أما صاحب الصخرة التي رأيت يضرب بها هامة الآدمي فيقع دماغه جانباً وتقع الصخرة في جانب فاُولئک الذين کانوا ينامون عن صلاة العشاء الآخرة ويصلون الصلوات لغير مواقيتها، يضربون بها حتي يصيروا إلي النار، وأما صاحب الکلوب الذي رأيت ملکاً موکلاً بيده کلوب من حديد يشق شدقه الأيمن حتي ينتهي إلي اُذنه ثم يأخذ في الأيسر فيلتئم الأيمن، فاُولئک الذين کانوا يمشون

[صفحه 70]

بين المؤمنين بالنميمة فيغدون بينهم، فهم يعذبون بها حتي يصيروا إلي النار، وأما الملائکة التي بأيديهم مدرتان من النار کلما طلع طالع قذفوه بمدرة فتقع في فيه فينتقل إلي أسفل ذلک النهر، فاُولئک أکلة الربا يعذبون حتي يصيروا إلي النار.

وأما البيت الذي أسفله أضيق من أعلاه، فيه قوم عراة تتوقد تحتهم النار، أمسکت علي أنفک من نتن ما تجد من ريحهم فاُولئک الزناة، وذلک نتن فروجهم، يعذبون حتي يصيروا إلي النار، وأما التل الأسود الذي رأيت عليه قوماً مخبلين تنفخ النار في أدبارهم فتخرج من أفواههم ومناخرهم وأعينهم وآذانهم، فاُولئک الذين يعملون عمل قوم لوط، الفاعل والمفعول به، فهم يعذبون حتي يصيروا إلي النار، وأما المطبقة التي رأيت ملکاً موکلاً بها کلما خرج منها شي‏ء اتبعه حتي يعيده فيها، فتلک جهنم تفرق من بين أهل الجنة وأهل النار.

وأما الروضة التي رأيتها فتلک الجنة المأوي، وأما الشيخ الذي رأيت ومن حوله من الولدان فهو إبراهيم وهم بنوه، وأما الشجرة التي رأيت فطلعت اليها فيها منازل، منازل أحسن منها من زمردة جوفاء وزبرجدة، خضراء وياقوتة حمراء تلک منازل أهل عليين من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اُولئک رفيقاً.

وأما النهر فهو نهرک الذي أعطاک اللَّه الکوثر، وهذه منازل لک ولأهل بيتک، قال: فنوديت من فوقي: يامحمد يامحمد سل تعطه، فارتعدت فرائصي، ورجف فؤادي، واضطرب کل عضو مني، ولم استطع أن اُجيب شيئاً، فأخذ أحد الملکين يده اليمني فوضعها في يدي، وأخذ الآخر يده اليمني فوضعها بين کتفي، فسکن ذلک مني، ثم نوديت: يامحمد سل تعطه، قلت: اللهم إني أسألک أن تثبت شفاعتي وان تلحق بي أهل بيتي، وأن ألقاک ولا ذنب لي، ثم دُلّي بي ونزلت عليّ هذه الآية: «إِنَّا فَتَحْنَا لَکَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِکَ وَمَا تَأَخَّرَ إلي قوله: صِرَاطاً

[صفحه 71]

مُسْتَقِيماً»[16] فقال رسول‏اللَّه صلي الله عليه وسلم: فکما اُعطيت هذه کذلک أعطانيها إن شاء اللَّه تعالي.[17].

15/7962- علي بن محمد الخزاز، أخبرنا محمد بن عبداللَّه الشيباني، قال: حدثنا الحسن بن علي البزوفري، قال: حدثنا يعلي بن عباد، قال: حدثنا شعبة بن سعيد ابن‏إبراهيم (عن إبراهيم) بن سعد بن مالک، عن أبيه، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: ما من أهل بيت فيهم من اسمه اسم نبي إلّا بعث اللَّه عزّوجلّ اليهم ملکاً يسددهم، وإن من الأئمة بعدي (من ذريتک) من اسمه اسمي، ومن هو سمي موسي بن عمران، وأن الأئمة بعدي کعدد نقباء بني إسرائيل، أعطاهم اللَّه علمي وفهمي، فمن خالفهم فقد خالفني، ومن ردهم وأنکرهم فقد ردني وأنکرني، ومن أحبهم في اللَّه فهو من الفائزين يوم القيامة.[18].

16/7963- شرف الدين علي الحسيني، قال محمد بن العباس، عن محمد بن همام، عن عيسي بن داود، باسناده يرفعه إلي أبي‏الحسن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن جده علي عليه‏السلام في قوله عزّوجلّ: «إِذْ يَغشَي السِّدْرَةَ مَا يَغْشي»[19] قال فإن النبي صلي الله عليه و آله: لما اُسري به إلي ربه، قال: وقف بي جبرئيل عند شجرة عظيمة لم أر مثلها، علي کل غصن منها ملک، وعلي کلّ ورقة منها ملک، وعلي کلّ ثمرة منها ملک، وقد تجللّها نور من نور اللَّه عزّوجلّ، فقال جبرئيل عليه‏السلام: هذه سدرة المنتهي، کان ينتهي الأنبياء قبلک إليها، ثم لا يجاوزوها، وأنت تجوزها إن شاء اللَّه ليريک من آياته الکبري، فاطمئنّ أيدک اللَّه بالثبات حتي تستکمل کرامات اللَّه وتصير إلي جواره، ثم صعد بي إلي تحت العرش فدنا إليّ رفرف أخضر ما أحسن أصفه، فرفعني الرفرف بإذن اللَّه

[صفحه 72]

ربي فصرت عنده، وانقطع عني أصوات الملائکة ودويهم، وذهبت المخاوف والروعات، وهدّت (وهدأت) نفسي، واستبشرت، وجعلت أمتدّ وانقبض ووقع عليّ السرور والاستبشار، وظننت أن جميع الخلق قد ماتوا، ولم أر غيري أحداً من خلقه، فترکني ما شاء اللَّه ثم ردّ عليّ روحي فأفقت، وکان توفيقاً من ربي أن غمضت عيني فکلّ بصري وغشي عني النظر، فجعلت أبصر بقلبي کما أبصر بعيني بل أبعد وأبلغ، فذلک قوله تعالي: «مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغي لَقَدْ رَأي مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْکُبْري».[20].

وإنما کنت أبصر من مثل خيط الإبر نوراً بيني وبين ربي- ونور ربي لا تطيقه الأبصار- فناداني ربي، فقال تبارک وتعالي: يامحمد، قلت: لبيک ربي وسيدي وإلهي لبيک، قال: هل عرفت قدرک عندي وموضعک ومنزلتک؟ قلت: نعم ياسيدي، قال: يامحمد هل عرفت موقعک مني وموقع ذريتک؟ قلت: نعم ياسيدي، قال: فهل تعلم يامحمد فيما اختصم الملأ الأعلي؟ قلت: يارب أنت أعلم وأحکم وأنت علّام الغيوب، قال: اختصموا في الدرجات والحسنات، فهل تدري ما الدرجات والحسنات؟ قلت: أنت أعلم سيدي وأحکم، قال: إسباغ الوضوء في المفروضات، والمشي بالأقدام إلي الجماعات معک ومع الأئمة من ولدک، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، وإفشاء السلام، وإطعام الطعام، والتهجد بالليل والناس نيام.

ثم قال: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ» قلت: «وَالْمُؤْمِنُونَ کُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِکَتِهِ وَکُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَکَ رَبَّنَا وَإِلَيْکَ الْمَصِيرُ» قال: صدقت يامحمد «لَا يُکَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا کَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اکْتَسَبَتْ» فقلت: «رَبَّنا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً کَمَا حَمَلْتَهُ عَلَي الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا

[صفحه 73]

وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَي الْقَوْمِ الْکَافِرِينَ»[21] قال: ذلک لک يامحمد ولذريتک.

يامحمد، قلت: لبيک ربي وسعديک سيدي وإلهي، قال: أسألک عما أنا أعلم به منک، من خلفت في الأرض بعدک؟ قلت: خير أهلها أخي وابن‏عمي وناصر دينک والغاضب لمحارمک إذا استحلّت ولنبيک غضب النمر إذا غضب علي بن أبي‏طالب، قال: صدقت يامحمد إني اصطفيتک بالنبوة، وبعثتک بالرسالة، وامتحنت علياً بالشهادة علي اُمتک، وجعلته حجة في الأرض معک وبعدک، وهو نور أوليائي، وولي من أطاعني، وهو الکلمة التي ألزمتها المتقين، يامحمد وزوجته فاطمة، فإنه وصيک ووارثک ووزيرک وغاسل عورتک وناصر دينک والمقتول علي سنتي وسنتک، يقتله شقي هذه الاُمة.

قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: ثم إن ربي أمرني باُمور وأشياء، وأمرني أن أکتمها ولم يؤذن لي في إخبار أصحابي بها، ثم هوي بي الرفرف فإذا أنا بجبرئيل يتناولني منها حتي صرت إلي سدرة المنتهي، فوقف بي تحتها، ثم أدخلني جنة المأوي فرأيت مسکني ومسکنک ياعلي فيها، فبينما جبرئيل يکلمني إذ علاني نور من نور اللَّه فنظرت من مثل خيط الابرة إلي ما کنت نظرت اليه في المرة الاُولي، فناداني ربي جلّ جلاله: يامحمد قلت: لبيک ربي وإلهي وسيدي، قال: سبقت رحمتي غضبي لک ولذريتک، أنت صفوتي من خلقي، وأنت أميني وحبيبي ورسولي، وعزتي وجلالي لو لقيني جميع خلقي يشکون فيک طرفة عين أو ينقصونک أو ينقصون صفوتي من ذريتک، لأدخلتهم ناري ولا اُبالي، يامحمد علي أميرالمؤمنين وسيد المسلمين، وقائد الغرّ المحجلّين إلي جنات النعيم، وأبوالسبطين سيدي شباب جنتي المقتولين بي ظلماً، ثم فرض عليّ الصلاة وما أراد تبارک وتعالي، وقد کنت قريباً منه في المرة

[صفحه 74]

الاُولي مثل ما بين کبد القوس إلي سيته، فذلک قوله تعالي: «قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْني»[22] من ذلک.[23].

17/7964- محمد بن الحسن الصفار، حدثنا العباس بن معروف، عن حماد بن عيسي، عن حريز، عن أبي‏بصير، عن أبي‏جعفر عليه‏السلام قال: سئل علي عليه‏السلام عن علم النبي صلي الله عليه و آله فقال: علم النبي علم جميع النبيين وعلم ما کان وعلم ما هو کائن إلي قيام الساعة، ثم قال: والذي نفسي بيده اني لأعلم علم النبي صلي الله عليه و آله وعلم ما کان وما هو کائن فيما بيني وبين قيام الساعة.[24].

18/7965- ذکر صاحب کتاب (شفاء الصدور) (في مختصره): عن علي بن أبي‏طالب رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم عن اللَّه عزّوجلّ أنه قال: يامحمد وعزتي وجلالي لولاک ما خلقت أرضي ولا سمائي، ولا رفعت هذه الخضراء، ولا بسطت هذه الغبراء، وفي رواية عنه ولا خلقت سماءاً ولا أرضاً ولا طولاً ولا عرضاً.[25].

19/7966- عن الطبرسي: روي عن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن علي عليهم‏السلام قال إن يهودياً من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه‏السلام فإن موسي عليه‏السلام قد اُعطي المن والسلوي، فهل فعل بمحمد نظير هذا؟ قال له علي عليه‏السلام: لقد کان کذلک ومحمد صلي الله عليه و آله اُعطي ما هو أفضل من هذا، إن اللَّه عزّوجلّ أحلّ له الغنائم ولاُمته، ولم تحل الغنائم لأحد قبله، فهذا أفضل من المن والسلوي.[26].

20/7967- عن الطبرسي: روي عن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن

[صفحه 75]

الحسين بن علي عليهماالسلام قال: إن يهودياً من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه‏السلام: هذا يوسف قاس من مرارة الغربة وحبس في السجن توقياً من المعصية، واُلقي في الجب وحيداً؟ قال له علي عليه‏السلام لقد کان ذلک ومحمد صلي الله عليه و آله قاسي مرارة الغربة وفراق الأهل والأولاد، مهاجراً من حرم اللَّه تعالي واُمته، فلما رأي عزّوجلّ کآبته واستشعاره الحزن، أراه تبارک وتعالي اسمه رؤياً توازي رؤيا يوسف في تأويلها، وأبان للعالمين صدق تحقيقها فقال له: «لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَکُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ».[27] [28].

21/7968- عن الطبرسي: روي موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين ابن‏علي عليهم‏السلام قال: إن يهودياً من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه‏السلام فان موسي ناجاه اللَّه عزّوجلّ علي طور سيناء؟ قال علي عليه‏السلام: لقد کان کذلک، ولقد أوحي اللَّه عزّوجلّ إلي محمد صلي الله عليه و آله عند سدرة المنتهي، فمقامه في السماء محمود وعند منتهي العرش مذکور.[29].

22/7969- عن الطبرسي: روي عن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن علي عليهم‏السلام قال: إن يهودياً من يهود الشام وأحبارهم، قال لأمير المؤمنين عليه‏السلام: فان نوحاً دعا ربه فهطلت السماء بماء منهمر، قال له علي عليه‏السلام: لقد کان کذلک وکانت دعوته دعوة غضب، ومحمد صلي الله عليه و آله هطلت له السماء بماء منهمر رحمة، انه صلي الله عليه و آله لما هاجر إلي المدينة أتاه أهلها في يوم جمعة، فقالوا له: يا رسول‏اللَّه احتبس المطر واصفر العود وتهافت الورق، فرفع يده المبارکة إلي السماء حتي رأي بياض

[صفحه 76]

أبطيه، وما يري في السماء سحابة، فما برح حتي سقاهم اللَّه، حتي أن الشاب المعجب بشبابه لتهمه نفسه في الرجوع إلي منزله فما يقدر من شدة السيل، فدام اسبوعاً، فأتوه في الجمعة الثانية فقالوا: يا رسول‏اللَّه لقد تهدمت الجدر واحتبس الرکب والسفر، فضحک صلي الله عليه و آله وقال: هذه سرعة ملالة ابن‏آدم، ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم في اُصول الشيح ومراتع البقر، فرأي حول المدينة يقطر قطراً وما يقع بالمدينة قطرة لکرامته علي اللَّه عزّوجلّ.[30].

23/7970- عن الطبرسي: روي عن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين عليهم‏السلام أن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال وقد ذکر النبي صلي الله عليه و آله: أنه اُسري به من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي مسيرة شهر، وعرج به في ملکوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام في أقل من ثلث ليلة، حتي انتهي إلي ساق العرش، الحديث.[31].

24/7971- عن الطبرسي: عن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين ابن‏علي‏عليهم‏السلام قال إن يهودياً من يهود الشام وأحبارهم قال لعلي عليه‏السلام هذا إدريس عليه‏السلام أعطاه اللَّه عزّوجلّ مکاناً علياً؟ قال له علي عليه‏السلام: لقد کان کذلک، ومحمد صلي الله عليه و آله اُعطي ما هو أفضل من هذا، إن اللَّه جل ثناؤه قال فيه: «وَرَفَعْنَا لَکَ ذِکْرَکَ»[32] فکفي بهذا من اللَّه رفعة، قال له اليهودي: فقد ألقي اللَّه علي موسي محبة منه؟ قال له علي عليه‏السلام: لقد کان کذلک وقد أعطي اللَّه محمداً صلي الله عليه و آله ما هو أفضل من هذا، لقد ألقي اللَّه عزّوجلّ عليه محبة منه، فمن هذا الذي يشرکه في هذا الاسم إذ تم من اللَّه عزّوجلّ به الشهادة، فلا تتم الشهادة إلّا أن يقال: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأشهد أن محمد رسول‏اللَّه، ينادي علي المنار، فلا يرفع صوت بذکر اللَّه عزّوجلّ إلّا رفع بذکر محمد صلي الله عليه و آله معه.[33].

[صفحه 77]

25/7972- الطبرسي: باسناده روي عن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن علي عليهم‏السلام قال: إن يهودياً من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه‏السلام: فإن هذا إبراهيم جذّ أصنام قومه غضباً للَّه عزّوجلّ، قال له علي عليه‏السلام: لقد کان کذلک، ومحمد صلي الله عليه و آله قد نکس عن الکعبة ثلاثمائة وستين صنماً ونفاها من جزيرة العرب وأذلّ من عبدها بالسيف.[34].

26/7973- الطبرسي: باسناده روي عن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن علي عليهم‏السلام قال: إن يهودياً من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه‏السلام: فإنّ إبراهيم قد أسلمه قومه إلي الحريق، فصبر فجعل اللَّه عزّوجلّ النار عليه برداً وسلاماً، فهل فُعِلَ بمحمّد شيئاً من ذلک؟ قال له أميرالمؤمنين عليه‏السلام: لقد کان کذلک، ومحمد صلي الله عليه و آله لما نزل بخيبر، سمته الخيبرية فصير اللَّه السم في جوفه برداً وسلاماً إلي منتهي أجله، فالسم يحرق إذا استقر في الجوف کما أنّ النار تحرق، فهذا من قدرته لا تنکره.[35].

27/7974- الطبرسي: روي عن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسن ابن‏علي عليه‏السلام قال: إن يهودياً من يهود الشام وأحبارهم قال لعلي عليه‏السلام فإن هذا موسي ابن‏عمران قد أرسله اللَّه إلي فرعون وأراه الآية الکبري، قال له علي عليه‏السلام: لقد کان کذلک، ومحمد صلي الله عليه و آله أرسله اللَّه إلي فراعنة شتي، مثل أبي‏جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة، وأبي‏البختري، والنضر بن الحرث، وأبي‏خلف، ومنبه ونبيه ابني الحجاج، وإلي الخمسة المستهزئين: الوليد بن المغيرة المخزومي، والعاص بن وائل السهمي، والأسود بن عبديغوث، والأسود بن المطلب والحارث بن الطلاطلة، فأراهم الآيات في الآفاق وفي أنفسهم حتي يتبين لهم أنه الحق.[36].

[صفحه 78]

28/7975- عن علي [عليه‏السلام] عن النبي صلي الله عليه وسلم: إن اللَّه تعالي بعثني إلي کل أحمر وأسود، ونصرت بالرعب، وأُحِل لي الغنم، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، واُعطيت الشفاعة للمذنبين من اُمتي يوم القيامة.[37].

29/7976- عن علي [عليه‏السلام]: في الجنة درجة تدعي الوسيلة، فاذا سألتم اللَّه فسلوا لي الوسيلة، قالوا: يارسول‏اللَّه من يسکن معک فيها؟ قال: علي وفاطمة والحسن والحسين.[38].

30/7977- الشيخ الطوسي، أخبرنا ابن‏الصلت، قال: أخبرنا ابن‏عقدة، قال: أخبرنا علي بن محمد بن علي العلوي، قال: حدثني جعفر بن محمد بن عيسي، قال: حدثنا عبيداللَّه بن علي، قال: حدثنا علي بن موسي، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه، عن علي عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: کل نسب وصهر منقطع يوم القيامة إلّا نسبي وسببي.[39].

31/7978- المجلسي: ما رواه ابن‏بابويه مرفوعاً إلي عبداللَّه بن المبارک، عن جعفر ابن‏محمد، عن أبيه، عن جده أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنه قال: إن اللَّه خلق نور محمد صلي الله عليه و آله قبل المخلوقات بأربعة عشر ألف سنة، وخلق معه اثني عشر حجاباً- والمراد بالحجاب الأئمة.[40].

32/7979- المجلسي: روي محمد بن بابويه مرفوعاً إلي عبداللَّه بن المبارک عن سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنه قال: إن اللَّه خلق نور محمد صلي الله عليه و آله قبل خلق المخلوقات کلها باربعمائة ألف سنة وأربعة

[صفحه 79]

وعشرين ألف سنة، وخلق منه اثني عشر حجاباً- والمراد بالحجب الأئمة عليهم‏السلام.[41].

33/7980- عن علي بن الحسين (رضي اللَّه عنهما)، عن أبيه، عن جده أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: کنت نوراً بين ربي قبل خلق آدم عليه‏السلام بأربعة عشر ألف عام.[42].

34/7981- الطبرسي: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: وأما قوله: «وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِکَ مِنْ رُسُلِنَا»[43] فهذا من براهين نبينا صلي الله عليه و آله التي آتاه اللَّه إياها، وأوجب به الحجة علي سائر خلقه، لأنه لما ختم به الأنبياء، وجعله اللَّه رسولاً إلي جميع الاُمم، وسائر الملل، خصّه بالارتقاء إلي السماء عند المعراج، وجمع له يومئذ الأنبياء، فعلم منهم ما أرسلوا به، وحملوا من عزائم اللَّه وآبائه وبراهينه، وأقروا أجمعين بفضله وفضل الأوصياء والحجج في الأرض من بعده، وفضل شيعة وصيه من المؤمنين والمؤمنات، الذين سلموا لأهل الفضل فضلهم، ولم يستکبروا عن أمرهم، وعرف من أطاعهم وعصاهم من اُممهم وسائر من مضي ومن غبر، أو تقدم أو تأخر.[44].

[صفحه 80]


صفحه 60، 61، 62، 63، 64، 65، 66، 67، 68، 69، 70، 71، 72، 73، 74، 75، 76، 77، 78، 79، 80.








  1. ثواب الأعمال: 153، جامع الأخبار: 158 ح374، البحار 57:94.
  2. الأنعام: 85 تا 87.
  3. خصال الصدوق، باب الاثني عشر: 481؛ معاني الأخبار: 306؛ البحار 4:15.
  4. مروج الذهب 42:1.
  5. کمال الدين: 255، تفسير القمي في المقدمة 18:1، البحار 335:26، علل الشرائع باب 5:7، عيون أخبار الرضا عليه‏السلام 262:1، مصابيح الأنوار 115:2.
  6. الاختصاص: 234، البحار 181:1.
  7. البحار 274:15؛ مناقب ابن شهر آشوب 31:1.
  8. الاحتجاج 529:1 ح127؛ تفسير نور الثقلين 436:5.
  9. عيون أخبار الرضا عليه‏السلام 49:2، اثبات الهداة 338:3، بشارة المصطفي: 31، البحار 98:38، أمالي الصدوق المجلس 184:39.
  10. عيون أخبار الرضا عليه‏السلام 66:2، البحار 40:8.
  11. علل الشرائع: 5، عيون أخبار الرضا 262:1، إثبات الهداة 364:3، البحار 345:18.
  12. أمالي الطوسي المجلس 406:14 ح910، البحار 43:37.
  13. الأنبياء: 24.
  14. تفسير فرات: 263 ح357، البحار 352:16.
  15. کنز العمال 454:11 ح32133.
  16. الفتح: 1 تا 2.
  17. کنز العمال 668:14 ح39801، تفسير السيوطي 69:6.
  18. کفاية الأثر: 154، البحار 336:36.
  19. النجم: 16.
  20. النجم: 18/17.
  21. البقرة: 286/285.
  22. النجم: 9.
  23. تأويل الآيات الظاهرة: 605، البحار 162:6.
  24. بصائر الدرجات باب في علم الأئمة بما في السماوات والأرض: 147.
  25. السيرة الحلبية 243:1.
  26. تفسير نور الثقلين 64:5، الاحتجاج 518:1 ح127، البحار 39:10.
  27. الفتح: 27.
  28. تفسير نور الثقلين 75:5، الاحتجاج 508:1 ح127، البحار 34:10.
  29. تفسير نور الثقلين 151:5، الاحتجاج 509:1 ح127، البحار 34:10.
  30. تفسير نور الثقلين 180:5، الاحتجاج 501:1 ح127، البحار 31:10.
  31. تفسير نور الثقلين 413:5، الاحتجاج 521:1 ح127، البحار 320:3.
  32. الشرح: 4.
  33. تفسير نور الثقلين 603:5، الاحتجاج 499:1 ح127، البحار 29:10.
  34. تفسير نور الثقلين 433:3، الاحتجاج 506:1 ح127، البحار 32:10.
  35. تفسير نور الثقلين: 438:3، الاحتجاج 506:1 ح 127، البحار 33:10.
  36. تفسير نور الثقلين 555:4، الاحتجاج 511:1 ح127، البحار 35:10.
  37. کنز العمال 415:11 ح31948.
  38. کنز العمال 103:12 ح34195.
  39. أمالي الطوسي المجلس 340:12 ح694، البحار 238:7، الفصول المهمة للحر العاملي: 126.
  40. البحار 21:25.
  41. البحار 24:25.
  42. السيرة الحلبية 49:1.
  43. الزخرف: 45.
  44. الاحتجاج 584:1 ح137، البحار 364:18.