خطبه 127-در خطاب به خوارج











خطبه 127-در خطاب به خوارج



[صفحه 424]

غرضه- عليه‏السلام- رفع شبهتهم- لعنهم الله- في الحکم بکفر اصحاب الکبائر مطلقا، و لذا کفروه- صلوات الله عليه- للرضا بالتحکيم، فاحتج عليهم بان النبي- صلي الله عليه و آله- لم يخرج اصحاب الکبائر من الاسلام و اجري فيهم احکام المسلمين فابطل بذلک ما زعموا ان الدار دار کفر لا يجوز الکف عن احد من اهلها، و قتلوا الناس حتي الاطفال، و قتلوا البهائم ايضا لذلک. و السواد العدد الکثير، و الجماعه من الناس. و يدالله کنايه عن الحفظ و الدفاع، اي ان الجماعه المجتمعين علي امام الحق في کنف الله و حفظه، و ما استدل به علي العمل بالمشهورات و الاجماعات الغير الثابت دخول المعصوم فيها، فلا يخفي و هنه لورود الاخبار المتکاثره و دلاله الايات المتظافره علي ان اکثر الخلق علي الضلال و الحق مع القليل و کان هذا الشعار اشاره الي قولهم لا حکم الا الله و لا حکم الا الله و قيل: کان شعارهم انهم کانوا يحلقون وسط رووسهم، و يبقون الشعر مستديرا حوله کالا کليل، و قيل: هو مفارقه الجماعه و الاستبداد بالراي. و لو کان تحت عمامتي اي ولو اعتصم باعظم الاشياء حرمه، و قيل: کني بها عن اقصي القرب من عنايته، و قيل: اراد: و لو کان الداعي انا. و اقول: قد م

ضي تمام الکلام مشروحا في کتاب الفتن. (هذا بيان آخر في شرح الکلام:) ايضاح: قوله- عليه‏السلام- و ضللت بکسر اللام و فتحها. اقول: لما قالت الخوارج- لعنهم الله-: ان الدار دار کفر لا يجوز الکف عن احد من اهلها قتلوا الناس حتي الاطفال، و قتلوا البهائم، و ذهبوا الي تکفير اهل الکبائر مطلقا، و لذا کفروا اميرالمومنين- صلوات الله عليه- و من تبعه علي تصويب التحکيم، فلذا احتج- عليه‏السلام- بانه لو کان صاحب الکبيره کافرا لما صلي عليه رسول الله- صلي الله عليه و آله- و لا ورثه من المسلم، و لا مکنه من نکاح المسلمات، و لا قسم عليهم من الفي‏ء و لا خروجه من لفظ الاسلام. و قوله- عليه السلام- و ورث ميراثه يدل ظاهرا علي عدم ارث المسلم من الکافر، و لعله الزام عليهم. قوله- عليه‏السلام- و نکحا اي السارق و الزاني المسلمات و لم يمنعها رسول الله- صلي الله عليه و آله- من ذلک. قوله- عليه‏السلام- من بين اهله اي اهل الاسلام. و مرامي الشيطان طرق الضلال التي يسوق الانسان اليه بوساوسه. و ضرب به تيهه اي وجهه اليه من ضربت في الارض اذا سافرت، و الباء للتعديه. و التيه بالکسر و الفتح، الحيره، و بالکسر، المفازه يتاه فيها. و تقييد البغض بالافراط لعله ل

تخصيص اکمل الافراد بالذکر، او لان المبغض مطلقا مجاوز عن الحد، او لان الکلام اخبار عما سيوجد منهم مع ان فيه رعايه الازدواج و التناسب بين الفقرتين. و قال في النهايه في حديث علي- عليه‏السلام-: خير هذه الامه النمط الاوسط، النمط الطريقه من الطرائق و الضرب من الضروب، يقال: ليس هذا من ذلک النمط، اي من ذلک الضرب، و النمط الجماعه من الناس امرهم واحد. و قال فيه: عليکم بالسواد الاعظم اي جمله الناس و معظمهم الذين يجتمعون علي طاعه السلطان و سلوک المنهج المستقيم. و قال: ان يدالله علي الجماعه اي ان الجماعه من اهل السلام في کنف الله، و يدالله کنايه عن الحفظ و الدفاع عنهم. قوله- عليه‏السلام- الي هذا الشعار قال ابن ميثم: اي مفارقه الجماعه و الاستبداد بالراي. و قوله- عليه‏السلام- ولو کانت تحت عمامتي کنايه عن اقصي القرب من عنايته، اي ولو کان ذلک الداعي في هذا الحد من عنايتي به. و قال ابن ابي‏الحديد: کان شعارهم ان يحلقوا وسط رووسهم و يبقوا الشعر مستديرا حوله کالاکليل. و قال: و لو کان تحت عمامتي اي ولو اعتصم و احتمي باعظم الاشياء حرمه فلا تکفوا عن قتله. اقول: و يحتمل ان يکون شعارهم قلوهم لا حکم الا الله و ان يکون کني بقوله تحت عم

امتي عن نفسه. قوله- عليه‏السلام- و احياوه الاجتماع عليه‏اي ما يحييه القرآن هو الاجتماع عليه، و ما يميته هو الافتراق عنه، او ان الاجتماع علي القرآن احياوه، اذ به يحصل الاثر و الفائده المطلوبه منه، و الافتراق عنه، اماته له. و البجر بالضم و الفتح، الداهيه و الامر العظيم. و الختل الخدع. قوله- عليه‏السلام- و انما اجتمع يظهر منه جوابان عن شبهتهم: احدهما اني ما اخترت التحکيم بل اجتمع راي ملاکم عليه، و قد ظهر انه- عليه‏السلام- کان مجبورا في التحکيم. و ثانيهما انا اشترطنا عليهما في کتاب التحکيم ان لا يتجاوزا حکم القرآن فلما تعديا لم يجب علينا اتباع حکمهما. و الملا اشراف الناس و روسائهم و مقدموهم الذين يرجع الي قولهم، ذکره في النهايه. و الصمد القصد. و سوء رايهما مفعول سبق، او الاستثناء ايضا علي التنازع، اي ذکرنا اولا انا انما نتبع حکمهما اذا لم يختارا سوء الراي و الجور في الحکم.


صفحه 424.