خطبه 105-وصف پيامبر و بيان دلاوري











خطبه 105-وصف پيامبر و بيان دلاوري



[صفحه 352]

و قال- رحمه الله- في موضع آخر: و ساله- عليه‏السلام- رجل ان يعرفه ما الايمان؟ فقال: اذا کان غد فاتني حتي اخبرک علي اسماع الناس، فان نسيت مقالتي حفظها عليک غيرک، فان الکلام کالشارده يثقفها هذا و يخطئها هذا. و قد ذکرنا ما اجابه به فيما تقدم من هذا الباب و هو قوله- عليه‏السلام-: الايمان علي اربع شعب. اقول: انما اوردنا هذه الفصول متصله لما يظهر من سائر الروايات اتصالها، و انما فرقها و حذف اکثرها علي عادته- قدس سره- و اخرنا شرح ما اورده منها الي ذکر سائر الروايات لکونها اجمع و افيد، و سنشير الي الاختلاف بينها و بينها. قوله فاذا کان غد کان ههنا تامه اي اذا حدث غد و وجد، و تقول اذا کان غدا فاتني بالنصب باعتبار آخر اي اذا کان الزمان غدا اي موصوفا بانه الغد، و من النحويين من يقدره اذا کان الکون غدا لان الفعل يدل علي المصدر، و الکون هو التجدد و الحدوث. و الشارده النافره، و ثقفه- کعلمه- اي صادفه او اخذه او ظفره به. و يخطئها اي لا يدرکها و لا يفهمها او لا يحفظها و ينساها. کا: عن علي بن ابراهيم، عن ابيه، و محمد بن يحيي، عن احمد بن محمد بن عيسي، و عده من اصحابنا، عن احمد بن محمد بن خالد، جميعا عن الحسن بن محب

وب عن يعقوب السراج، عن جابر، عن ابي‏جعفر- عليه‏السلام-، و باسانيد مختلفه عن الاصبغ ابن نباته قال: خطبنا اميرالمومنين- عليه‏السلام- فکتب في کتاب و قري علي الناس، و روي غيره ان ابن الکوا سال اميرالمومنين- عليه‏السلام- عن صفه الاسلام و الايمان و الکفر و النفاق فقال: اما بعد، فان الله- تبارک و تعالي- شرع الاسلام، و سهل شرائعه لمن ورده، و اعز ارکانه لمن جاربه، و جعله عزا لمن تولاه، و سلما لمن دخله، و هدي لمن ائتم به، و زينه لمن تجلله، و عذرا لمن انتحله، و عروه لمن اعتصم به، و حبلا لمن استمسک به: و برهانا لمن تکلم به، و نورا لمن استضاء به، و شاهدا لمن خاصم به، و فلجا لمن حاج به، و علما لمن وعاه، و حديثا لمن روي، و حکما لمن قضي، و حلما لمن جرب، و لباسا لمن تدبر و فهما لمن تفطن، و يقينا لمن عقل، و بصيره لمن عزم، و آيه لمن توسم، و عبره لمن اتعظ، و نجاه لمن صدق، و توده لمن اصلح، و زلفي لمن اقترب، و ثقه لمن توکل، و رجاء لمن فوض، و سبقه لمن احسن، و خيرا لمن سارع، و جنه لمن صبر، و لباسا لمن اتقي، و ظهيرا لمن رشد، و کهفا لمن آمن، و امنه لمن اسلم، و رجاء لمن صدق، و غني لمن قنع. فذلک الحق سبيله الهدي، و ماثرته المجد، و صفته

الحسني، فهو ابلج المنهاج، مشرق المنار، ذاکي المصباح، رفيع الغايه، يسير المضمار، جامع الحلبه، سريع السبقه، اليم النقمه، کامل العده، کريم الفرسان. فالايمان منهاجه، و الصالحات مناره، و الفقه مصابيحه، و الدنيا مضماره، و الموت غايته، و القيامه حلبته، و الجنه سبقته، و النار نقمته، و التقوي عدته، و المحسنون فرسانه، فبا لايمان يستدل علي الصالحات، و بالصالحات يعمر الفقه، و بالفقه يرهب الموت، و بالموت يختم الدنيا، و بالدنيا تجوز القيامه، و بالقيامه تزلف الجنه، و الجنه حسره اهل النار، و النار موعظه للمتقين، و التقوي سنخ الايمان. کا: بالاسناد المتقدم عن ابي‏جعفر- عليه‏السلام- قال: سئل اميرالمومنين- عليه‏السلام- عن الايمان فقال: ان الله- عزوجل- جعل الايمان علي اربع دعائم: علي الصبر، و اليقين، و العدل، و الجهاد. فالصبر من ذلک علي اربع شعب: علي الشوق، و الاشفاق، و الزهد، و الترقب، فمن اشتاق الي الجنه سلاعن الشهوات، و من اشفق عن النار رجع عن المحرمات، و من زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات، و من راقب الموت سارع الي الخيرات. و اليقين علي اربع شعب: تبصره الفطنه و تاول الحکمه و معرفه العبره و سنه الاولين فمن ابصر الفطنه عرف الح

کمه و من تاول الحکمه عرف العبره و من عرف العبره عرف السنه، ومن عرف السنه فکانما کان مع الاولين و اهتدي الي التي هي اقوم، و نظر الي من نجا بما نجا، و من هلک بما هلک، و انما اهلک الله من هلم بمعصيته، و انجا من انجا بطاعته. و العدل علي اربع شعب: غامض الفهم، و غمر العلم، و زهره الحکم، و روضه الحلم، فمن فهم فسر جميع العلم، و من علم عرف شرائع الحکم، و من حلم لم يفرط في امره، و عاش في الناس حميدا. و الجهاد علي الربع شعب: علي الامر بالمعروف، و النهي عن المنکر، و الصدق في المواطن، و شنان الفاسقين، فمن امر بالمعروف شد ظهر المومن، و من نهي عن المنکر ارغم انف المنافق و امن کيده، و من صدق في المواطن قضي الذي عليه، و من شني‏ء الفاسقين غضب لله و من غضب لله غضب الله له. فذلک الايمان و دعائمه و شعبه. جا، ما: عن المفيد، عن المرزباني، عن احمد بن سليمان الطوسي، عن البير بن بکار عن عبدالله بن وهب عن السدي عن عبد خير، عن جابر الاسدي قال: قام رجل الي امير المومنين علي بن ابي‏طالب- عليه‏السلام- فساله عن الايمان فقام- عليه‏السلام- خطيبا فقال: الحمدلله الذي شرع الاسلام... و ساق نحوه الي قوله: غضب لله، ومن غضب لله- تعالي- فهو مومن حقا

فهذه صفه الايمان و دعائمه. فقال له السائل: لقد هديت يا اميرالمومنين و ارشدت فجزاک الله عن الدين خيرا. و لنوضح هذه الروايه الشريفه مشيرا الي اختلاف النسخ في الکتب: اما بعد اي بعد الحمد و الصلاه. فسهل شرائعه لمن ورده، الشرع و الشريعه بفتحهما، ما شرع الله لعباده من الدين، اي سنه و افترضه عليهم، و شرع الله لنا کذا اي اظهره و اوضحه، و الشريعه مورد الابل علي الماء الجاري و کذلک المشرعه قال الازهري: و لا تسميها العرب مشرعه الا اذا کان الماء غير منقطع کماء الانهار و يکون ظاهرا معينا و لا يستقي منه برشاء، فان کان من ماء الامطار فهو الکرع بفتحتين. و وردت الماء- کوعدت- اذا حضرته لتشرب، و قيل: الشريعه مورد الشاربه و يقال لما شرع الله- تعالي- لعباده، اذبه حياه الارواح کما بالماء حياه الابدان. و اعز ارکانه لمن حاربه، رکن الشي‏ء جانبه او الجانب الاقوي منه، و العز المنعه و ما يتقوي به من ملک و جند و غيره، کما يستند الي الرکن من الحائط عند الضعف، و العز القوه و الشده و الغلبه، و اعزه اي جعله عزيزا، اي جعل اصوله و قواعده او دلائله و براهينه قاهره غالبه منيعه قويه لمن اراد محاربته اي هدمه و تضييعه، و قيل: محاربته کنايه عن محار

به اهله، و في بعض النسخ: جاربه- کسال- بالجيم و الهمز، اي استغاث به ولجا اليه، و في النهج: علي من غالبه اي حاول ان يغلبه و لعله اظهر، و في تحف العقول علي من جانبه. و جعله عزا لمن تولاه اي جعله سببا للعزه و الرفعه و الغلبه لمن احبه و جعله وليه في الدنيا من القتل و الاسر و النهب و الذل، و في الاخره من العذاب و الخزي، و في مجالس الشيخ: لمن والاه و في النهج مکانه: فجعله امنا لمن علقه اي نشب و استمسک به. و سلما لمن دخله و السلم بالکسر، کما في النهج، و بالفتح ايضا، الصلح، و يطلق علي المسالم ايضا و بالتحريک الاستسلام، اذ من دخله يومن من المحاربه و القتل و الاسر. لمن تجلله اي اخذ کانه علي الحذف و الايصال اي تجلل به او علاوه الاسلام و ظهر عليه، او اخذ جلاله و عمدته. قال الجوهري: تجليل الفرس ان تلبسه الجل، و تجلله اي علاه، و تجلله اي اخذ جلاله. انتهي. و ربما يقرا بالحاء المهمله، و يفسر بان جعله حله علي نفسه و لا يخفي ما فيه، و في المجالس و التحف: لمن تحلي به و هو اظهر. و عذرا لمن انتحله، و الانتحال اخذه نحله و دينا، و يطلق غالبا علي ادعاء امر لم يتصف به، فعلي الثاني المراد انه عذر ظاهرا في الدنيا. و يجري به عليه احکام ا

لمسلمين، و ان لم ينفعه في الاخره. و العروه من الدلو و الکوز المقبض و کل ما يتمسک به، شبه الاسلام تاره بالمعروف التي في الحبل يتمسک بها في الارتقاء الي مدارج الکمال، و النجاه من مهاوي الحيره و الضلال، کما قال- تعالي-: فقد استمسک بالعروه الوثقي لاانفصام لها و تاره بالحبل المتين يصعد بالتمسک به الي درجات المقربين، و الحبل يطلق علي الرسن و علي العهد و علي الذمه و علي الامان. و الکل مناسب، و قيل: شبهه بالعروه لان من اخذ بعروه الشي‏ء کالکوز مثلا ملک کله، و کذلک من تمسک بالاسلام استولي علي جميع الخيرات. و برهانا لمن تکلم به، البرهان الحجه و الدليل، اي الاسلام اذا احاط الانسان باصوله و فروعه يحصل منه براهين ساطعه علي من انکرها اذ لا تحصل الاحاطه التامه الا بالعلم بالکتاب و السنه و فيهما برهان کل شي‏ء. و نورا لمن استضاء به شبهه بالنور للاهتداء به الي طرق النجاه، و رشحه بذکر الاستضائه. و شاهدا لمن خاصم به اذ باشتماله علي البراهين الحقه يشهد بحقيقه من خاصم به. و فلجا لمن حاج به، و علما لمن وعاه اي سببا لحصول العلم و ان کان مسببا عنه ايضا في الجمله، اذا العلم به يزداد و يتکامل. و حديثا لمن روي اي يتضمن الاحاطه بالاسلام

احاديث و اخبارا لمن اراد روايتها، ففي الفقره السابقه حث علي الدرايه و في هذه الفقره حث علي الروايه. و حکما لمن قضي اي يتضمن ما به يحکم بين المتخاصمين لمن قضي بينهما، و في المجالس رواه: و قضي به. و حلما لمن جرب، الحلم بمعني العقل او بمعني الاناه و ترک السفه، و کلاهما يحصلان باختيار الاسلام و تجربه ما ورد فيه من المواعظ و الاحکام، و اختصاص التجربه بالاسلام لان من سفه و بادر بسبب غضب عرض له، يلزمه في دين الاسلام احکام من الحد و التعزير و القصاص من جربها و اعتبر بها تحمله التجربه علي العفو و الصفح و عدم الانتقام لا سيما مع تذکر العقوبات الاخرويه علي فعلها، و المثوبات الجليله علي ترکها، و کل ذلک يظهر من دين الاسلام. و لباسا لمن تدبر اي لباس عافيه لمن تدبر في العواقب او في اوامره و نواهيه بتقريب ما مر، او لباس زينه، و الاول اظهر، و قد يقرا تدثر بالثاء المثلثه، اي لبسه و جعله مشتملا علي نفسه کالدثار، و هو تصحيف لطيف، و في النهج و الکتابين: و لبا لمن تدبر، و اللب بالضم، العقل و هو اصوب. و فهما لمن تفطن، الفهم العلم وجوده تهيو الذهن لقبول ما يرد عليه، و الفطنه الحذق، و التفطن طلب الفطانه او اعماله. و ظاهر ان الاسلام

و الانقياد للرسول و الائمه- عليهم السلام- يصير سببا للعلم وجوده الذهن لمن اعمل الفطنه فيما يصدر عنهم من المعارف و الحکم، و في المجالس: لمن فطن. و يقينا لمن عقل اي يصير سببا لحصول اليقين لمن تفکر و تدبر، يقال عقلت الشي‏ء عقلا - کضربت- اي تدبرته، و عقل- کعلم- لغه فيه، و يمکن ان يراد بمن عقل من کان من اهل العقل، و هو قوه بها يکون التمييز بين الحسن و القبيح و قيل: غريزه يتهيا بها الانسان لفهم الخطاب. و بصيره لمن عزم و في النهج و المجالس: و تبصره. قال الراغب: يقال لقوه القلب المدرکه: بصيره، و بصر، و منه: ادعو الي الله علي بصيره اي علي معرفه و تحقق، و قوله تبصره اي تبصيرا و تبيينا، يقال: بصرته تبصيرا و تبصره، کما يقال: ذکرته تذکيرا و تذکره. و قال: العزم و العزيمه عقد القلب علي امضاء الامر، يقال: عزمت الامر و عزمت عليه و اعتزمت. انتهي. اي تبصره لمن عزم علي الطاعه کيف يوديها او في جميع الامور فان في الدين کيفيه المخرج في جميع امور الدين و الدنيا، و ايضا من کان ذادين لا يعزم علي امر الا علي وجه البصيره. و آيه لمن توسم اي الاسلام مشتمل علي علامات لمن تفرس و نظر بنور العلم و اليقين اشاره الي قوله- تعالي-: ان في ذلک لاي

ات للمتوسمين. قال الراغب: الوسم التاثير، و السمه الاثر، قال- تعالي-: سيماهم في وجوههم من اثر السجود و قال: تعرفهم بسيماهم و قوله- تعالي-: ان في ذلک لايات للمتوسمين اي للمعتبرين العارفين المتفطنين، و هذا التوسم هو الذي سماه قوم الذکاء، و قوم الفطنه، و قوم الفراسه، و قال - صلي الله عليه و آله-: اتقوا فراسه المومن، و قال: المومن ينظر بنور الله. و توسمت تعرفت السمه. و عبره لمن اتعظ، العبره بالکسر ما يتعظ به الانسان و يعتبره ليستدل به علي غيره، و الاتعاظ قبول الوعظ. و نجاه لمن صدق بالتشديد، و يحتمل التخفيف کما ورد في الخبر: من صدق نجا. و الاول هو المضبوط في نسخ النهج. و توده- کهمزه- بالهمز لمن اصلح، و في القاموس: التوده بفتح الهمزه و سکونها، الرزانه و التاني، و قد اتادو تواد. و في المصباح: اتاد في مشيه- علي افتعل- اتئادا ترفق و لم يعجل، و هو يمشي علي توده وزان رطبه، و فيه توده اي تثبت، و اصل التاء فيها واو. انتهي. اي يصير الاسلام سبب وقار و رزانه لمن اصلح نفسه بشرائعه و قوانينه، او اصلح اموره بالتاني او يتاني في الاصلاح بين الناس او بينه و بين الناس، و في بعض النسخ: و موده و هو بالاخير انسب. و في المجالس: و موده م

ن الله لمن اصلح و في التحف: و موده من الله لمن صلح اي يوده الله او يلقي حبه في قلوب العباد کما قال- سبحانه-: ان الذين امنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا.و زلفي لمن اقترب، الزلفي- کحبلي- القرب و المنزله و الحظوه، و الاقتراب الدنو، و طلب القرب و کان المعني: الاسلام سبب قرب من الله- تعالي- لمن طلب ذلک بالاعمال الصالحه التي دل عليها دين الاسلام و شرائعه، و في بعض النسخ: لمن اقترن اي معه و لم يفارقه، و کانه تصحيف، و في المجالس و التحف: لمن ارتقب اي انتظر الموت او رحمه الله، او حفظ شرائع الدين و ترصد مواقيتها، في القاموس: الرقيب الحافظ و المنتظر و الحارس و رقبه انتظره کترقبه و ارتقبه،- و الشي‏ء حرسه کراقبه مراقبه، و ارتقب اشرف و علا. وثقه لمن توکل، الثقه من يوتمن و يعتمد عليه، يقال: ثقت به اثق- بکسر هما- ثقه و وثوقا اي ائتمنته، و وثق الشيء - بالضم- و ثاقه فهو وثيق اي ثابت محکم، و توکل عليه اي فوض امره اليه، اي الاسلام ثقه مامون لمن و کل اموره اليه اي راعي في جميع الامور قوانينه فلا يخدعه، او يصير الاسلام سببا لوثوق المرء علي الله اذا توکل عليه و يعلم به ان الله حسبه و نعم الوکيل. و رجاء لمن فوض اي الاسلام

سبب رجاء لمن فوض اموره اليه او الي الله علي الوجهين السابقين، و في بعض النسخ بالخاء المعجمه اي سعه عيش، و في النهج و الکتابين: و راحه و هو اظهر. و سبقه لمن احسن في القاموس: سبقه يسبقه و يسبقه تقدمه، و الفرس في الحلبه جلي، و السبق محرکه و السبقه بالضم، الخطر يوضع بين اهل السباق و هما سبقان بالکسر، اي يستبقان. انتهي. و الظاهر هنا سبقه بالضم، اي الاسلام متضمن لسبقه امن احسن المسابقه او لمن احسن الي الناس فانه من الامور التي تحسن المسابقه فيه او لمن احسن صحبته، او لمن اتي بامر حسن فيشمل جميع الطاعات، و لا يبعد ان يکون اشاره الي قوله- تعالي-: و السابقون الالون من المهاجرين و الانصار و الذين اتبعوهم باحسان بان يکون المعني: اتبعوهم في الاحسان. و خيرا لمن سارع علي الوجوه المتقدمه اشاره الي قوله- سبحانه- في مواضع يسارعون في الخيرات. و جنه لمن صبر، الجنه بالضم، الترس و کل ما وقي من سلاح و غيره، فالاسلام يحث علي الصبر و هو جنه لمخاوف الدنيا و الاخره، و قيل: استعار لفظ الجنه للاسلام لانه يحفظ من صبر علي العمل بقواعده و ارکانه من العقوبه الدنيويه و الاخرويه، و قيل: جنه لمن صبر في المناظره مع اعادي الدين. و لباسا لمن اتقي

کانه اشاره الي قوله- تعالي -: و لباس التقوي ذلک خير بناء علي ان المراد بلباس التقوي خشيه الله، او الايمان، او العمل الصالح، او الحياء الذي يکسب التقوي، او السمت الحسن، و قد قيل: کل ذلک او اللباس الذي هو التقوي، فانه يستر الفضائح و القبائح، و يذهبها، لا لباس الحرب کالدرع و المغفر و الالات التي تتفي بها عن العدو کما قيل، فالاسلام سبب لباس الايمان و التقوي و الاعمال الصالحه، و الحياء و هيئه اهل الخير لمن اتقي و عمل بشرائعه. و ظهيرا لمن رشد اي معينا لمن اختار الرشد و الصلاح، في القاموس: رشد- کنصر و فرح- رشدا و رشدا و رشادا اهتدي و الرشد الاستقامه علي طريق الحق مع تصلب فيه. و کهفا لمن آمن، الکهف کالغار في الجبل و الملجا، اي محل امن من مخاوف الدنيا و العقبي لمن آمن بقلبه لا لمن اظهر بلسانه و نافق بقلبه. و امنه لمن اسلم، الامنه بالتحريک، الامن، و قيل: في الايه جمع کالکتبه و الظاهر ان المراد بالاسلام هنا الانقياد التام لله و لرسوله و لائمه المومنين فان من کان کذلک فهو آمن في الدنيا و الاخره من مضار هما. و رجاء لمن صدق اي الاسلام باعتبار اشتماله علي الوعد بالمثوبات الاخرويه و الدرجات العاليه، سبب لرجاء من صدق به، و يم

کن ان يقرا بالتخفيف و يويده ان (ما) في التحف و روحا للصادقين، و في بعض نسخ الکتاب ايضا روحا و منهم من فسر الفقرتين بان الاسلام امنه في الدنيا لمن اسلم ظاهرا و روح في الاخره لمن صدق باطنا، اقول: و کانه يويده قوله- تعالي-: فاما ان کان من المقربين فروح و ريحان و جنه نعيم. و غني لمن قنع اي الاسلام لاشتماله علي مدح القناعه و فوائدها فهو يصير سببا لرضا من قنع بالقليل و غناه عن الناس، و قيل: لان التمسک بقواعده يوجب وصول ذلک القدر اليه کما قال- عز شانه-: و من يتق الله يجعل له مخرجا و برزقه من حيث لا يحتسب، و يحتمل ان يراد به ان الاسلام باعتبار اشتماله علي ما لابد للانسان منه من العلوم الحقه و المعارف الالهيه و الاحکام الدينيه يغني من قنع به عن الرجوع الي العلوم الحکميه و القوانين الکلاميه و الاستحسانات العقليه و القياسات الفقهيه و ان کان بعيدا. فلذک الحق اي ما وصفت لک من صفه الاسلام حق او ذلک اشاره الي الاسلام، اي فلما کان الاسلام متصفا بتلک الصفات فهو الحق الثابت الذي لا يتغير اولا يشوبه باطل او ذلک هو الحق الذي قال الله- تعالي-: افمن يعلم ان ما انزل اليک من ربک الحق کمن هو اعمي انما يتذکر اولو الالباب. و قوله سبيل

ه الهدي استيناف بياني صفه لاسم الاشاره، و سبيله الهدي خبره اي هذا الدين الحق الذي عرفت فوائده و صفاته سبيله الهدي کما قيل في قوله- سبحانه- اولئک علي هدي من ربهم و کانه اشاره اليه ايضا، و المراد بالهدي الهدايه الربانيه الموصله الي المطلوب. و ماثرته المجد، الماثره بفتح الميم و سکون الهمزه و ضم الثاء و فتحها و فتح الراء، واحده الماثر و هي المکارم من الاثر، و هو النقل و الروايه لانها توثر و تروي، و في القاموس: المکرمه المتوارثه. و المجد نيل الکرم و الشرف، و رجل ماجد اي کريم شريف، و يطلق غالبا علي ما يکون بالاباء فکان المعني انه يصير سببا لمجد صاحبه حتي يسري في اعقابه ايضا. و صفته الحسني اي موصوف بانه احسن الاخلاق و الاحوال و الاعمال، و في المجالس بعد قوله و جنه لمن صبر: الحق سبيله، و الهدي صفته، و الحسني ماثرته. فهو ابلج المنهاج في القاموس: بلج الصبح اضاء و اشرق کابتلج و تبلج و ابلج و کل متضح ابلج، و النهج و المنهج و المنهاج الطريق الواضح و انهج وضح و اوضح. و في النهج بعده: و اوضح الولائج اي المداخل. مشرق المنار، المنار جمع. مناره و هي العلامه توضع في الطريق، و کانها سميت بذلک لانهم کانوا يضعون عليها النار لاهتد

اء الضال في الليل، و في القاموس: المناره و الاصل منوره موضع النور کالمنار و المسرجه و الماذنه، و الجمع مناور و منائر و المنار العلم. انتهي. و في النهج: مشرف بالفاء، اي العالي و بعده مشرق الجواد جمع الجاده. و ذاکي المصباح، و في النهج و الکتابين: مضيي المصابيح، و في القاموس: ذکت النار و استذکت اشتد لهبها، و هي ذکيه، و اذکاها و ذکاها اوقدها. رفيع الغايه، الغايه منتهي السباق او الرايه المنصوبه في آخر المسافه، و هي خرقه تجعل علي قصبه و تنصب في آخر المدي، ياخذها السابق من الفرسان و کان الرفعه کنايه عن الظهور کما ستعرف و قيل: هو من قولهم رفع البعير في مسيره بالغ اي يرفع اليها. يسير المضمار في النهايه: تضمير الخيل هو ان تضامر عليها بالعلف حتي يسمن، ثم لا تعلف الا قوتا لتخف، و قيل: تشد عليها سروجها و تجلل بالاجله حتي تعرق فيذهب رهلها و يشتد لحمها، و في حديث حذيفه: اليوم مضمار و غدا السباق اي اليوم العمل في الدنيا للاستباق في الجنه، و المضمار الموضع الذي تضمر فيه الخيل، و يکون وقتا للايام التي تضمر فيها، و في القاموس: المضمار الموضع الذي يضمر فيه الخيل، و غايه الفرس في السباق. انتهي. و الحاصل ان المضمار يطلق علي موضع ت

ضمير الفرس للسباق و زمانه، و علي الميدان الذي يسابق فيه. شبه- عليه‏السلام- اهل الاسلام بالخيل التي تجمع للسباق، و مده عمر الدنيا بالميدان الذي يسابق فيه، و الموت بالعلم المنصوب في نهايه الميدان، فان ما يتسابق فيه من الاعمال الصالحه انما هو قبل الموت، و القيامه موضع تجمع فيه الخيل بعد السباق لياخذ السبقه من سبق بقدر سبقه و يظهر خسران من تاخر، و الجنه بالسبقه، و النار بما يلحق المتاخر من الحرمان و الخسران، او شبه- عليه السلام- الدنيا بزمان تقصير الخيل او مکانه، و القيامه بميدان المسابقه، فمن کان تضميره في الدنيا احسن کانت سبقته في الاخره اکثر، کما ورد التشبيه کذلک في قوله- عليه‏السلام- في خطبه اخري: الا و ان اليوم المضمار، و عذا السباق، و السبقه الجنه، و الغايه النار. و لکن ينافيه ظاهرا قوله و الموت غايته الا ان يقال: المراد بالموت ما يلزمه من دخول الجنه او النار، اشاره الي ان آثار السعاده و الشقاوه الاخرويه تظهر عند الموت کما ورد: ليس بين احدکم و بين الجنه و النار الا الموت، و علي التقديرين المراد بقوله يسير المضمار قله مدته و سرعه ظهور السبق و عدمه، او سهوله قطعه و عدم و عورته او سهوله التضمير فيه و عدم صعوب

ته لقصر المده و تهيو الاسباب من الله- تعالي-. و في النهج: کريم المضمار فکان کرمه لکونه جامعا لجهات المصلحه التي خلق لاجله، و هي اختبار العباد بالطاعات، و فوز الفائزين بارفع الدرجا ت، و لا ينافي ذلک ما ورد في ذم الدنيا، لانه يرجع الي ذم من رکن اليها و قصر النظر عليها، کما بين- عليه‏السلام- ذلک في خطبه نوردها في باب ذم الدنيا ان شاء الله. جامع الحبه، الحلبه بالفتح، خيل تجمع للسباق من کل اوب اي ناحيه، لا تخرج من اصطبل واحد، و يقال للقوم اذا جاووا من کل اوب للنصره قد احلبوا و کون الحلبه جامعه عدم خروج احدمنها او المراد بالحلبه محلها و هو القيامه کما سياتي، فالمراد انه يجمع الجميع للحساب، کما قال- تعالي-: ذلک يوم مجموع له الناس. سريع السبقه، السبقه بالفتح ما في النهج، اي يحصل السبق سريعا في الدنيا للعاملين، او في القيامه الي الجنه، او بالضم اي يصل الي السابقين عوض السباق و هو الجنه سريعا لان مده الدنيا قليله و هو اظهر، و في النهج و المجالس و التحف: متنافس السبقه فالضم اصوب، و ان کان المضبوط في نسخ النهج بالفتح. و التنافس الرغبه في الشي‏ء النفيس الجيد في نوعه. اليم النقمه اي مولم انتقام من تاخر في المضمار، لانه الن

ار. کامل العده، العده بالضم و الشد ما اعددته و هياته من مال او سلاح او غير ذلک مما ينفعک يوما ما، و المراد هنا التقوي و کما له ظاهر. کريم الفرسان و في النهج: شريف الفرسان و الفرسان بالضم، جمع فارس کالفوارس. ثم فسر- صلوات الله عليه- ما ابهم من الامور المذکوره فقال: فالايمان منهاجه هذا ناظر الي قوله ابلج المنهاج اي المنهاج الواضح للاسلام هو التصديق القلبي بالله و برسوله و بما جاء به، و البراهين القاطعه الداله عليه و في النهج و غيره: فالتصديق منهاجه و هو اظهر. و الصالحات مناره ناظر الي قوله مشرق المنار شبه الاعمال الصالحه و العبادات الموظفه بالاعلام و المنائر التي تنصب علي طريق السالکين لئلا يضلوا فمن اتبع الشريعه النبويه و اتي بالفرائض و النوافل يهديه الله للسلوک اليه، و بالعمل يقوي ايمانه، و بقوه الايمان يزداد عمله، و کلما وصل الي علم يظهر له علم آخر، و يزداد يقينه بحقيه الطريق الي ان يقطع عمره و يصل الي اعلي درجات کماله بحسب قابليته التي جعلها الله له، او شبه الايمان بالطريق، و الاعمال بالاعلام، فکما ان بسلوک الطريق تظهر الاعلام فکذلک بالتصديق بالله و رسله و حججه- عليهم‏السلام- تعرف الاعمال الصالحه، و قيل: ا

لاعمال الصالحه علامات لاسلام المسلم، و بها يستدل علي ايمانه و لا يتم حينئذ التشبيه. و الفقه مصابيحه، الفقه العلم بالمسائل الشرعيه او الاعم و به يري طريق السلوک الي الله و اعلامه، و هو ناظر الي قوله ذاکي المصباح اذ علوم الدين و شرائعه ظاهره واضحه للناس بالانبياء و الاوصياء- عليهم السلام- و بما افاضوا عليهم من العلوم الربانيه. و الدنيا مضماره قال ابن ابي‏الحديد: کان الانسان يجري في الدنيا الي غايه الموت و انما جعلها مضمار الاسلام لان المسلم يقطع دنياه لا لدنياه بل لاخرته، فالدنيا کالمضمار للفرس الي الغايه المعينه. و الموت غايته قد عرفت وجه تشبيه الموت بالغايه، و قال ابن ابي‏الحديد: اي ان الدنيا سجن المومن و بالموت يخلص من ذلک السجن. و قال ابن ميثم: انما جعل الموت غايه اي الغايه القريبه التي هي باب الوصول الي الله تعالي، و يحتمل ان يريد بالموت موت الشهوات فانها غايه قريبه للاسلام ايضا و هذا ناظر الي قوله رفيع الغايه. و في سائر الکتب هذه الفقره مقدمه علي السابقه، فالنشر علي ترتيب اللف، و علي ما في الکتاب يمکن ان يقال: لعل التاخير هنا لاجل ان ذکر الغايه بعد ذکر المضمار انسب بحسب الواقع، و التقديم سابقا باعتبار ال

رفعه و الشرف، و انها الفائده المقصوده، فاشير الي الجهتين الواقعيتين بتغيير الترتيب. و القيامه حلبته اي محل اجتماع الحلبه اما للسباق او لحيازه السبقه کما مر و اطلاق الحلبه عليها من قبيل تسميه المحل باسم الحال، و قال ابن ابي‏الحديد: حلبته اي ذات حلبته، فحذف المضاف کقوله تعالي: هم درجات عند الله اي ذووا درجات. و الجنه سبقته في اکثر نسخ النهج: سبقته بالفتح فلذا قال الشراح: اي جزاء سبقته فحذف المضاف و الظاهر سبقته بالضم فلا حاجه الي تقدير کما عرفت. و النار نقمته اي نصيب من تاخر و لم يحصل له استحقاق للسبقه اصلا النار زائدا عن الحسره و الحرمان. و التقوي عدته ناظر الي قوله کامل العده لان التقوي تنفع في اشد الاهوال و اعظمها و هو القيامه، کما ان العده من المال و غيره تنفع صاحبها عن الحاجه اليها. و المحسنون فرسانه لانهم بالاحسان و الطاعات يتسابقون في هذا المضمار. فبا لايمان يستدل علي الصالحات اذا تصديق الله و رسوله و حججه يوجب العلم بحسن الاعمال الصالحه و کيفيتها من واجبها و ندبها، و قيل: لان الايمان منهج الاسلام و طريقه، و لابد للطريق من زاد يناسبه، و زاد طريق الاسلام هو الاخلاق و الاعمال الصالحه، فيدل الايمان عليها کد

لاله السبب علي المسبب و قيل: اي يستدل بوجوده في قلب العبد علي ملازمته لها. انتهي. و کانه حمل الکلام علي القلب و الا فلا معني للاستدلال بالامر المخفي في القلب علي الامر الظاهر. نعم، يمکن ان يکون المعني ان بالايمان يستدل علي صحه الاعمال و قبولها فانه لا تقبل اعمال غير المومن، و هذا معني حسن، لکن الاول احسن. و بالصالحات يعمر الفقه لان العمل يصير سببا لزياده العلم، کما ان من بيده سراجا اذا وقف لا يري الا ما حوله، و کلما مشي ينتفع بالضوء و يري ما لم يره، کما ورد: من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم. و قد مر ان العلم يهتف بالعمل فان اجاب و الا ارتحل عنه، و قيل: الفقرتان مبنيتان علي ان المراد بالعمل الصالح ولايه اهل البيت - عليهم السلام- کما ورد في تاويل کثير من الايات، و ظاهر ان بالايمان يستدل علي الولايه، و بها يعمر الفقه لاخذه عنهم. و بالفقه يرهب الموت اي کثره العلم و اليقين سبب لزياده الخشيه کما قال- تعالي-: انما يخشي الله من عباده العلماء فالمراد بخشيه الموت خشيه ما بعد الموت، او يخشي نزول الموت قبل الاستعداد له و لما بعده، فقوله و بالموت تختم الدنيا کالتعليل لذلک لان الدنيا التي هي مضمار العمل، تختم بالمو

ت، فلذا يرهبه لحيلولته بينه و بين العمل و الاستعداد للقاء الله، لا لحب الحياه و اللذات الدنيويه، و المالوفات الفانيه. و بالدنيا تجوز القيامه هذه الفقره ايضا کالتعليل لما سبق، اي انما ترهب الموت لان بالدنيا و الاعمال الصالحه المکتسبه فيها تجوز من اهوال القيامه و تخرج عنها الي نعيم الابد، بان يکون علي صيغه الخطاب من الجواز، و في بعض النسخ بصيغه الغيبه اي يجوز المومن او الانسان، و في بعضها يجاز علي بناء المجهول، و هو اظهر، و في بعضها يحاز بالحاء المهلمه من الحيازه اي تحاز مثوبات القيامه. و علي التقادير فالوجه فيه ان کل ما يلقاه العبد في القيامه فانها هو نتاج عقائده و اعماله و اخلاقه المکتسبه في الدنيا، فبالدنيا تجاز القيامه او تحاز. و منهم من قرا تحوز بالحاء المهمله، اي بسبب الدنيا و اعمالها تجمع القيامه الناس للحساب و الجزاء، فان القيامه جامع الحلبه کما مر، و في التحف: تحذر القيامه و کانه اظهر. و بالقيامه تزلف الجنه اي تقرب للمتقين کما قال- تعالي-: و ازلفت الجنه للمتقين. و في المجالس: و تزلف الجنه للمتقين و تبرز الجحيم للغاوين. و قال البيضاوي: وازلفت الجنه لمتقين بحيث يرونها من الموقف فيتبجحون بانهم المحشورون

اليها و برزت الجحيم للغاوين فيرونها مکشوفه و يتحسرون علي انهم المسوقون اليها، و في اختلاف الفعلين ترجيح لجانب الوعد. انتهي. و الجنه حسره اهل النار في القيامه حيث لا تنفع الحسره و الندامه، و تلک علاوه لعذابهم العظيم. و النار موعظه للمتقين في الدنيا حيث ينفعهم فيترکون ما يوجبها و ياتون بما يوجب البعد عنها. و التقوي سنخ الايمان اي اصله و اساسه، في القاموس السنخ بالکسر، الاصل. (و سياتي شرح کلام اميرالمومنين- عليه‏السلام- في الايمان و دعائمه و شعبه تحت الرقم 31 من حکم النهج.)

[صفحه 368]

الحابس الواقف في مکانه الذي حبس ناقته ضلالا، فهو يخبط و لا يدري کيف يهتدي، و المراد ببنائه قواعد دينه او کمالاته. و النزل بالضم، ما يهيا للضيف.

[صفحه 368]

الوصل ضد القطع و الهجران. جيرانکم اي اهل الذمه و المعاهدين، و يحتمل المجاورين في المسکن. قوله- عليه‏السلام- من لا فضل لکم عليه کتعظيم الروم و الحبشه مسلمي العرب. قوله- عليه‏السلام- من لا يخاف لکم سطوه کالملوک في اقاصي البلاد لما شاع و ذاع من انهم قوم صالحون اذا دعوا الله استجاب لهم و ينصرهم بملائکته کما قيل. قوله- عليه‏السلام- و انتم الواو للحال. و الذمه العهد و الامان و الضمان و الحرمه و الحق. و انف- کفرح- استنکف، و الغرض توبيخهم علي ترکهم انکار المنکرات. و المراد بنقض العهود ما ظهر من الناکثين و القاسطين و المارقين و غيرهم من نقض البيعه و قتل المسلمين و الاغاره عليهم. و لا ريب ان السکوت عن انکار تلک المنکرات مع الاستنکاف عن نقض ذمم الاباء يدل علي ان عهود الله اضعف عندهم من عهود آبائهم و هو في حد الکفر. و کانت امور الله عليکم ترد اي و انتم المخاطبون بالاوامر و النواهي، او کنتم قبل ذلک في ايام الرسول- صلي الله عليه و آله- موارد امور الله و مصادرها مطيعين له منکرين للمنکرات. و کان المراد بالورود السوال، و بالصدور الجواب، و بالرجوع التحاکم. و يمکن تعميم الورود و الصدور، فالمراد بالرجوع رجوع النفع

و الضر في الدارين. و قيل: ان کانت امور الله عليکم ترد اي بتعليمي لکم، و عنکم تصدر الي من تعلمونه اياها، ثم اليکم ترجع بان يتعلمها بنوکم و اخوتکم منهم. لشر يوم اي يوم ظهور المسوده او خروج المهدي- عليه‏السلام-. و الجمع في الرجعه، او المراد جمع صنفهم.


صفحه 352، 368، 368.