خطبه 096-در باب اصحابش











خطبه 096-در باب اصحابش



[صفحه 327]

فلن يفوت المفعول محذوف اي فلن يفوته. و الاخذ التناول و العقوبه. و المرصاد الطريق يرصد بها. و الشجا ما ينشب في الحق من عظم و غيره. و موضع الشجا هو الحق. و مساغ ريقه موضع اساغته. و ساغ الشراب سهل في الحلق، و سغت الشراب يتعدي و لا يتعدي. و هذا اما تهديد لاهل الشام اولا صحابه کما سياتي نسبه الظلم اليهم. و ظهر عليه غلب. و راعي القوم من ولي عليهم. و الاستنفار الاستنجاد و الاستنصار، او طلب النفور و الاسراع الي القتال. قوله- عليه‏السلام- و عبيد کارباب اي اخلاقکم اخلاق العبيد من الخلاف و النفاق و دنائه الانفس، وفيکم مع ذلک کبر السادات و تيههم و عدم اطاعتهم، او حکمکم حکم العبيد في وجوب الاطاعه و تابون عنها کالساده و هذا انسب بالفقره السابقه. و ايادي سبا مثل يضرب للمتفرقين، و اصله قوله- تعالي- عن اهل سبا: و مزقناهم کل ممزق. و سبا مهموز يصرف و لا يصرف، و يمد و لا يمد، و هو بلده بلقيس، و لقب ابن يشجب بن يعرب، يقال: ذهبوا ايدي سبا، و ايادي سبا الياء ساکنه و کذلک الالف، هکذا نقل المثل، اي متفرقين و هما اسمان جعلا واحدا مثل معدي کرب، ضرب المثل بهم لانهم لما غرق مکانهم و ذهبت جناتهم بتددوا في البلاد، و لهم قصه

غريبه مذوره في کتب الامثال. قوله- عليه‏السلام- و تتخادعون المخادعه هي الاستغفال عن المصلحه، اي اذا رجعتم عن مجلس الوعظ اخذ کل منکم يستغفل صاحبه و يشغله بالاحاديث و ان لم يکن عن قصد خداع بل يقع منهم صوره المخادعه، کذا ذکره ابن ميثم، و قال ابن ابي‏الحديد: تتخادعون عن مواعظکم اي تمسکون عن الاتعاظ من قولهم: کان فلان يعطي ثم خدع اي امسک و اقلع، و يجوز ان يريد تتلونون و تختلفون في قبول الوعظ، من قولهم: خلق فلان خلق خادع اي متلون، و سوق خادعه اي متلونه مختلفه. و لا يجوز ان يراد المعني المشهور منها لانه انما يقال: فلان يتخادع فلانا اذا کان يريد ان ينخدع له و ليس بمنخدع في الحقيقه، و هذا لا يناسب المقام. و الحنيه عل فعليه القوس، اي ترجعون معوجا کاعوجاج ظه القوس و اعضل اشکل. و کان غيبه عقولهم کنايه عن ترکهم العمل بما تقتضيه، او عن ذهابها. قوله - عليه‏السلام- منيت اي ابتليت. و انما لم يجمع الخمس لکون الثلاث من جنس و الاثنتين من آخر، او لان الثلاث ايجابيه دون الاثنين. و الحر خلاف العبد، و الخيار من کل شي‏ء. و اللقاء ملاقاه الاحباب او العدو. و قوله- عليه‏السلام- ترکت ايديکم کلمه يدعي علي الانسان بها، اي لا اصبتم خيرا، و ا

صل ترب اصابه التراب، فکانه يدعي عليه بان يفتقر. و قال في النهايه: هذه الکلمه جاريه علي السن العرب لا يريدون بها الدعاء علي المخاطب و لا وقوع الامر بها کما يقولون: قاتله الله و قيل: معناها: لله درک. قال: و کثيرا ترد للعرب الفاظ ظاهرها الذم و انما يريدون بها المدح کقولهم: لا اب لک، و لا ام لک، و هوت امه، و لا ارض لک، و نحو ذلک. و قال المطرزي: في قولهم کان بک تنحط الاصل کاني ابصرک تنحط اصل کاني بصرک تنحط، ثم حذف الفعل وزيدت الباء. و يحتمل ان يکون الباء متعلقا بملتصق و نحوه، نحو به داء، او بمعني في. و خال الشي‏ء يخاله اي ظنه، و تقول: خلت اخال بالکسر، و بالفتح لغه بني اسد کما في النسخ، و ما مصدريه اي في ظني. و حمس- کفرح- اي اشتد. و حمي- کرضي- اشتد حره. و انفراجهم تفرقهم. قال ابن ميثم: شبه انفراجهم عنه بانفراج المراه عن قبلها ليرجعوا الي الانفه. و تسليم المراه قبلها و انفراجها عنه اما وقت الولاده او وقت الطعان. قوله- عليه‏السلام- القطه کانه اشاره الي ان الضلال غالب علي الهدي فيحتاج السالک الي التقاط طريق الهدي من بين طريق الضلاله. و في بعض النسخ: الفظه لفظا اي ابينه بيانا.

[صفحه 329]

و السمت الجهه و الطريق و هيئه اهل الخير. فان لبدوا اي قعدوا عن طلب الخلافه و الجهاد و لزموا البيوت فتابعوهم، و ان قاموا بها فانصروهم. يقال: لبد الشي‏ء بالارض- کنصر- اي التصق بها. و لا تسبقوهم اي لا تفعلوا ما لم يامروکم به، و لا تتاخروا عنهم اي لا تخالفوهم فيما يامرونکم به. يراوحون اي يسجدون بالجبهه مره و بالخدود اخري. و وقوفهم علي مثل الجمر جمع جمره و هي النار المتقده، کنايه عن قلقهم و اضطرابهم من خوف المعاد. و المعزي بالکسر، خلاف الضان کامعز، و المراد ببين اعينهم جباههم مجازا. هملت اي سالت. و مادوا اي تحرکوا و اضطربوا. (هذا بيان آخر في شرح جزء من الخطبه:) بيان: شعثا غبرا اما لفقرهم فالمدح للصبر علي الفقر، او لترکهم زينه الدنيا و لذاتها علي ما ذکره الاکثر فينبغي التقييد بعدم القدره، او التخصيص ببعض الافراد، او لتقشف العباده و قيام الليل و صوم النهار و هجر الملاذ فالغبره کنايه عن صفره اللون، و السجد جمع ساجد کالقيام جمع قائم او القيام مصدر اجري مجراه، و التخصيص بالليل لکون العباده فيه احمز و ابعد عن الرئاء. و المراوحه بين الجبهه و الخد وضع کل علي الارض حتي يستريح الاخر، او کانه يستريح و ليس الغرض

الاستراحه، و ذلک في سجده الشکر و ان کان وضع الجبهه شاملا لسجود الصلاه. و الجمر بالفتح، جمع جمره و هي النار المتقده، و وقوفهم علي مثل الجمر قلقهم و اضطرابهم من خوف المعاد و عذاب النار، و المراد بين اعينهم جباههم مجازا. او الموضع حقيقه للارغام في السجود، و الاول اظهر. و هملت- کضربت و نصرت- اي سالت و فاضت، و جيب القميص و نحوه بالفتح، طوقه. و مادوا تحرکوا و اضطربوا، و الريح العاصف و العاصفه الشديده. و خوفا مفعول له لقوله- عليه‏السلام- مادوا فقط فسيلان العين للحب و الشوق او للفعلين جميعا او للجميع علي بعد، و يدل علي ان الخوف من العقاب و الرجاء للثواب لا ينافيان الاخلاص.


صفحه 327، 329.