خطبه 090-خطبه اشباح











خطبه 090-خطبه اشباح



[صفحه 264]

التوحيد: عن علي بن احمد الدقاق، عن محمد بن جعفر الاسدي، عن محمد بن اسماعيل البر مکي، عن علي بن العباس، عن اسماعيل بن مهران، عن اسماعيل بن الحق الجهني، عن فرج بن فروه، عن مسعده بن صدقه، عن ابي عبدالله- عليه‏السلام-: مثله مع الاختصار، و قد مر في کتاب التوحيد. بيان: قد مضي شرح اکثر اجزاء هذه الخطبه في کتاب التوحيد. ولعل غضبه- عليه‏السلام- لعلمه بان غرض السائل وصفه- سبحانه- بصفات الاجسام، او لانه سال بيان کنه حقيقته- سبحانه-، او وصفه بصفات ارفع و ابلغ مما نطق به الکتاب و الاثار لزعمه انه لا يکفي في معرفته- سبحانه-، و يويد کلا من الوجوه بعض الفقرات. و جامعه منصوبه علي الحاليه، اي عليکم الصلاه علي رفع الصلاه کما حکي، او احضروا الصلاه علي نصبها جامعه لکل الناس. و ربما يقرء برفعهما علي الابتداء و الخبريه. و هذا النداء کان شائعا في الخطوب الجليله و ان کان اصله للصلاه. لا يفره اي لا يکثره المنع اي ترک العطاء. و لا يکديه الاعطاء اي لا يجعله قليل الخير مبطئا فيه، يقال: کدت الارض اذا ابطا نباتها، و اکدي فلان الارض اذا جعلها کاديه، اولا ترده کثره العطاء عن عادته فيه، من قولهم اکديت الرجل عن الشي‏ء اي رددته ع

نه، ذکره الجوهري و قال: الکديه الارض الصلبه و اکدي الحافر اذا بلغ الکديه فلا يمکنه ان يحفر، و اکدي الرجل اذا قل خيره و انتقص، يکون متعديا و لازما کنقص. و هذا في النسخ علي بناء مفعول، و التعليل بالجملتين باللف و النشر المرتب او المشوش لمطابقه الاعطاء و المنع في کل منهما، و علي التقديرين التعليل في الاولي ظاهر، و الفقره الثانيه ليس في نسخ التوحيد و هو الصواب، و علي تقديرها ففي اصل الجمله و التعليل بها معا اشکال، اما الاول فلانه ان اريد بالمنع ما کان مستحسنا او الاعم فکيف يصح الحکم بکونه مذموما، و ان اريد به ما لم يکن مستحسنا فلا يستقيم الاستثناء. و يمکن ان يجاب باختيار الثاني من الاول اي الاعم و يقال: المراد بالمذموم من امکن ان يلحقه الذم، فيصير حاصل الکلام ان کل مانع غيره يمکن ان يلحقه الذم بخلافه- سبحانه-، فانه لا يحتمل ان يلحقه بالمنع ذم او يقال المانع لا يصدق علي غيره- تعالي- الا اذا بخل بما افترض عليه، و اذا اطلق عليه- سبحانه- يراد به مقابل المعطي، و المراد بالعنوان المعني الشامل لهما. و يدل عليه ما مر مرويا عن الرضا- عليه‏السلام- انه سئل عن الجواد فقال- عليه‏السلام-: ان لکلامک وجهين: فان کنت تسال عن المخ

لوق فان الجواد هو الذي يودي ما افترض الله- سبحانه- عليه و البخيل هو الذي يبخل بما افترض الله عليه، و ان اردت الخالق فهو الجواد ان اعطي، و هو الجواد ان منع، لانه ان اعطي عبدا اعطاه ما ليس له، و ان منعه منعه ما ليس له. و اما الثاني فيحتمل ان تکون جمله مستقله غير داخله تحت التعليل مسوقه لرفع توهم ينشا من التعليل بعدم الانتقاص بالاعطاء، فان لتوهم ان يقول: اذا لم ينقص من خزائنه شي‏ء بالاعطاء، فيجب ان لا يتصف بالمنع اصلا، و لو اتصف به لکان مذموما، مع ان من اسمائه تعالي المانع. فرد ذلک الوهم بان منعه- سبحانه- ليس للانقاص بالاعطاء، بل لقبح الاعطاء و عدم اقتضاء المصلحه له، و مثل ذلک المنع لا يستتبع الذم و استحقاقه. و لو حملت علي التعليل فيمکن ان يکون من قبيل الاستدلال بعدم المعلول علي عدم العله، فان الوفور بالمنع او اکداء الاعطاء عله للبخل التابع للخوف من الفاقه، و هو عله لترتب الذم من حيث انه نقص او لاقتضائه المنع ورد السائل، و نفي الذم يدل علي عدم الوفور او الاکداء المدعي في الجملتين المتقدمتين. المنان بفوائد النعم المن يکون بمعني الانعام و بمعني تعديد النعم و الاول هنا اظهر، و ربما يحمل علي الثاني فان منه- سبحانه-

حسن و ان کان في المخلوق صفه ذم. و الفائده الزياده تحصل للانسان من مال او غيره. و العائد المعروف (و العطف)، و قيل: عوائد المزيد و القسم معتادهما، و المزيد الزياده و لعل المراد به ما لا يتوهم فيه استحقاق العبد. و القسم جمع القسمه و هي الاسم من قسمه (کضربه) و قسمه بالتشديد، اي جزاه. و عيال الرجل بالکسر، اهل بيته و من يمونهم، جمع عيل و جمعه عيائل. ضمن ارزاقهم اي کفلها. و قدر اقواتهم اي جعل لکم منهم من القوت قدرا تقتضيه الحکمه و المصلحه. و نهج سبيل الراغبين اليه، نهجت الطريق ابنته و اوضحته و نهج السبيل لصلاح المعاد کما ان ضمان الارزاق لصلاح المعاش، و يحتمل الاعم. ليس بما سئل- الخ عدم الفرق بينهما بالنظر الي الجود لا ينافي الحث علي السوال لانه من معدات السائل لاستحقاق الانعام، لان نسبته- سبحانه- الي خلق علي السواء، و ان استحق السائل ما لا يستحقه غيره بخلاف المخلوقين فان السوال يهيج جودهم بالطبع مع قطع النظر عن الاستعداد. الاول الذي لم يکن له قبل فيکون شي‏ء قبله قيل: وجوده- سبحانه- ليس بزماني فلا يطلق عليه القبليه و البعديه کما يطلق علي الزمانيات، فمعناه: الاول الذي لا يصدق عليه القبليه ليمکن ان يکون شي‏ء (ما) قبله

، و الاخر الذي لا يصدق عليه البعديه الزمانيه ليمکن ان يکون شي‏ء ما بعده. و قد يحمل علي وجه آخر و هو انه لم يکن سبقه عدم فيقال انه مسبوق بشي‏ء من الاشياء اما موثر فيه او الزمان المقدم عليه. و انه ليس بذات يمکن فناوها و عدمها فيکون بعده شي‏ء من الاشياء اما الزمان او غيره. و يمکن ان يکون المراد بالقبل الزمان المتقدم سواء کان امرا موجودا او موهوما، و بالشي‏ء موجودا من الموجودات اي ليس قبله زمان حتي يتصور تقدم موجود عليه، و کذا بقاء موجود بعده. و الرادع اناسي الابصار عن ان تناله او تدرکه، الاناسي بالتشديد، جمع انسان و انسان العين المثال الذي يري في السواد، و لا يجمع علي اناس کما يجمع الانسان بمعني البشر عليه. و قيل: الاناسي جمع انسان العين مشدد، و الاخر يشدد و يخفف و قرء اناسي کثيرا بالتخفيف. و ردعها اي منعها کنايه عن عدم امکان احساسها له لانه- سبحانه- ليس بجسم و لا جسماني و لا في جهه. و نلت الشي‏ء اصبته و ادرکته، اي تبعته فلحقته، و المراد بالنيل الادراک التام و بالادراک غيره، و يحتمل العکس و ان يکون العطف لتغاير اللفظين او يکون اشاره الي جهتين لامتناع الرويه، فالنيل اشاره الي استلزام کونه ذا جهه و جسمانيا، و الا

دراک الي انه يستلزم وجود کنه ذاته في الاذهان و هو ممتنع کما اشرنا اليه في کتاب التوحيد. ما اختلف عليه دهر ظاهره نفي الزمانيه عنه- تعالي-، و يحتمل ان يراد به جريانه علي خلاف مراده احيانا و علي وفق ارادته احيانا حتي يلحقه ما يلحق الخلق من الشده و الرخاء و النعم و البوس و الصحه و السقم و نحو ذلک. و لو وهب ما تنفست استعار التنفس هنا لابراز المعادن ما يخرج منهما کما يخرج الهواء من تنفس الحيوان. و ضحکت عنه اي تفتحت و انشقت حتي ظهر و يقال للطلع حين تنشق الضحک بفتح الضاد، و قد مر بيان لطف تلک التشبيهات. و الفلز بکسر الفاء و اللام و تشديد الزاي، الجواهر المعدنيه کالذهب و الفضه، و في الصحاح: ما ينقيه الکير مما يذاب من جواهر الارض. و اللجين مصغرا، الفضه، و العقيان بالکسر، الذهب الخالص. و نثرت الشي‏ء- کنصرت- رميته متفرقا، و نثاره الدر بالضم، ما تناثر منه، و الدر جمع دره و هي اللولوه العظيمه او مطلقا. و حصد الزرع قطعه بالمنجل، و الحصيد المحصود، و المراد بالمرجان اما صغار اللولو وصفه بالحصيد لعله يناسب ما يذکره التجار ان الصدف کثيرا ما يغرز عرقه في ارض البحر فتحصده الغواصون، و لذا قيل: انه حيوان يشبه النبات. و قال بعض شارح

ي النهج: کان المراد المتبدد من المرجان کما يتبدد الحب المحصود، و يجوز ان يعني المحکم من قولهم شي‏ء مستحصد اي مستحکم، قال: و يروي و حصباء المرجان و الحصباء الحصا، و قال قوم: هو البسد يعني الحجر الاحمر، و انفذه اي افناه. و ذخائر الانعام ما بقي عنده من نعمه الجسام بعد العطايا المفروضه. و المطالب جمع المطلب بمعني المصدر. لا يغيضه جاء متعديا کما جاء لازما. و لا يبخله اي لا يجعله بخيلا، و يقال ايضا: بخله تبخيلا اذا رماه بالبخل و روي علي صيغه الافعال اي لا يجده بخيلا. و التعليل بقوله لانه الجواد اما للجمله الشرطيه بتواليها فالوجه في التعليل بنفي التبخيل ظاهر، اذ لو اثر العطاء المفروض في جوده لبخله الالحاح، فانه في الحقيقه منع التاثير في الجود، فنفيه يدل علي نفيه، و اما لبقاء ما لا ينفده المطالب فوجه التعليل ان العاده قد جرت بلحوق البخل لمن ينفد ما عنده بالطلب و ان امکن عقلا عدمه يسمح بکل ما عنده، فنفي التبخيل يدل علي نفي الانفاد.

[صفحه 269]

فانظر ايها السائل- الخ، الايتمام الاقتداء. و الاثر بالتحريک، نقل الحديث و روايته. و (و کل الامر اليه و وکلا و وکولا) سلمه و ترکه، و يدل علي المنع من الخوض في صفاته- سبحانه- و من البحث عما لم يرد منها في الکتاب و السنه. و اعلم ان الراسخين في العلم الي آخره. الراسخ في العلم الثابت فيه. و اقتحم المنزل اي دخله بغته و من غير رويه. و السدد جمع سده و هي باب الدار، و ضرب الباب نصبه، و دون الشي‏ء ما قرب منه قبل الوصول اليه. و المتعمق في الامر الذي يبالغ فيه و يطلب اقصي غايته. و قدر الشي‏ء مبلغه، و تقديره ان تجعل له قدرا و تقيسه بشي‏ء، و المعني: لا تقس عظمه الله بمقياس عقلک و مقداره. و الظاهر ان المراد باقرار الراسخين في العلم و مدحهم ما تضمنه قوله - سبحانه-: فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه... الي قوله: و ما يتذکر الا اولو الالباب فاقرارهم قولهم آمنا به کل من عند ربنا و مدح الله- تعالي- اياهم ذکر کلامهم المتضمن للايمان و التسليم في مقام المدح، او تسميه ترک تعمقهم رسوخا في العلم، فالعطف في قوله و سمي للتفسير او الاشاره الي انهم اولوا الالباب بقوله و ما بتذکر الا اولوا الالباب، و حينئذ فالمراد

بالمتشابه ما يشمل کنه ذاته و صفاته- سبحانه- مما استاثر الله بعلمه، و علي هذا فمحل الوقف في الايه الا الله کما هو المشهور بين المفسرين والقراء، فتفيد اختصاص علم المتشابه به- سبحانه-، و قوله و الراسخون مبتدا و يقولون خبره، وهو بظاهره مناف لما دلت عليه الاخبار المستفيضه من انهم- عليهم‏السلام- يعلمون ما تشابه من القرآن کما مر في کتاب الامامه، و علي هذا فالوقف علي العلم، و اليه ذهب ايضا جماعه من المفسرين، فقوله يقولون حال من الراسخين او استئناف موضح لحالهم، و يمکن الجمع بينها بوجوه: الاول: ان يکون ما ذکره- عليه‏السلام- هنا مبنيا علي ما اشتهر بين المخالفين الزاما عليهم. الثاني: ان يکون للايه ظهر و بطن احدها ان يکون المراد بالمتشابه مثل العلم بکنه الواجب و ما استاثر الله- عزوجل- بعلمه من صفاته و کنه ذاته و امثال ذلک مما تفرد- سبحانه- بعلمه، و اليه يشير ظاهر هذا الکلام، و ثانيهما ان يراد به ما علم الراسخون في العلم تاويله و اليه اشير في سائر الاخبار، فيکون القاري مخيرا في الوقف علي کل من الموضعين. الثالث: ما قيل انه يمکن حمل حکايه قول الراسخين علي اعترافهم و تسليمهم قبل ان يعلمهم الله تاويل ما تشابه من القرآن فکانه-

سبحانه- بين انهم لما آمنوا بجمله ما انزل من المحکمات و المتشابهات و لم يتبعوا ما تشابه منه کالذين في قلوبهم زيغ بالتعلق بالظاهر او بتاويل باطل فاتاهم الله علم التاويل و ضمهم الي نفسه في الاستثناء. والاستئناف في قوه رفع الاستبعاد عن مشارکتهم له- تعالي- في ذلک العلم، و بيان انهم انما استحقوا افاضه ذلک العلم باعترافهم بالجهل و قصورهم عن الاحاطه بالمتشابهات من تلقاء انفسهم، و ان علموا التاويل بتعليم الهي. و قد ورد عنه- عليه‏السلام- انه لما اخبر ببعض الغيوب قال له رجل: اعطيت يا اميرالمومنين علم الغيب؟! فقال- عليه‏السلام-: ليس هو بعلم غيب، و انما هو تعلم من ذي علم. و قد مر بعض الکلام فيه في کتاب التوحيد.

[صفحه 271]

اذا ارتمت يقال: ارتمي القوم اذا تراموا بالنبال. و الاوهام خطرات القلب، و في اصطلاح المتکلمين احدي القوي الباطنه، شبه- عليه‏السلام- جولان الافکار و تعارضها بالترامي. و المنقطع موضع الانقطاع، و يحتمل المصدر. و حاولت الشي‏ء اردته، و الخطر بالتسکين، مصدر خطر له خاطر اي عرض في قلبه وروي من خطرات الوساوس و الوسوسه حديث النفس و الشيطان بما لا خير فيه و لا نفع، و الاسم الوسواس. و الملکوت العز و السلطان. و تولهت اليه اي اشتد عشقها و حنت اليه و الوله بالتحريک، التحير و ذهاب العقل من حزن او فرح. لتجري في کيفيه صفاته اي لتجد مجري و مسلکا في ذلک. و غمض الشي‏ء بالفتح و الضم، اي خفي ماخذه. و الغامض من الکلام خلاف الواضح، و مداخل العقول طرق الفکر، و فاعل تنال ضميرالعقول، اي اذا دقت و غمضت طرق العقول و وصلت الي حد لا تبلغ الصفات لدقه تلک الطرق و خفائها، او اذا دقت و انتهت العقول الي انها لا تعتبر مع ملاحظه الحق صفه من صفاته- کما قيل- طالبه بذلک ان تصل الي علم ذاته، و في بعض النسخ: علم ذلک و الاول اظهر. ردعها، الردع الرد و الکف، و الجمله جزاء للشرط السابق، و الضمير المنصوب راجع الي الاوهام او غيرها مما سبق. و هي ت

جوب اي تقطع، و الواو للحال. و المهاوي جمع مهواه و هي الحفره او ما بين الجبلين، و المراد هنا المهلکه. و السدف جمع سدفه و هي القطعه من الليل المظلم، و يطلق علي الضياء ايضا. و خصلته تخليصا نحيته فتخلص فقوله متخلصه اليه اي متوجهه اليه بکليتها متنحيه عن غيره. و جبهه- کمنعه- اي ضرب جبهته فرده. و الجور العدول عن الطريق، و الاعتساف قطع المسافه علي غير جاده معلومه، و المراد بجور اعتسافها شده جولانها في ذلک المسلک الذي لا جاده له، و لا يفضي الي المقصود. و الخاطره المنفيه ما يکون مطابقا للواقع. الذي ابتدع الخلق، الابتداع الانشاء و الاحداث. و مثال الشي‏ء بالکسر، صورته و صفته و مقداره، و امتثله اي تبعه و لم يتجاوز عنه. و احتذي عليه اي اقتدي به. و قوله من خالق متعلق بمحذوف (و) هو صفه لمقدار او لمثال ايضا کنا شي‏ء، و المراد بنفي امتثال المثال انه لم يمثل لنفسه مثالا قبل شروعه في خلق العالم ليخلق العالم علي هيئته، و بنفي احتذاء المقدار انه لم يقتد بخالق کان قبله، فالظرف صفه للمقدار فقط. و يحتمل ان يکون الثاني کالتاکيد للاول فالظرف صفه للمثال و المقدار معا، و يکون المراد بالاول نفي الاقتداء بالغير في التصوير و بالثاني في الت

قدير، او يکون المراد بالمثال ما يرتسم في الخيال من صوره المصنوع و هيئته، و لم يکن علي حذو فعل فاعل آخر لتنزهه عن الصور و الخواطر، فالظرف صفه لمقدار. و وصف الخالق بالمعبود لانه من لوازمه، او لانه لو کان کذلک لکان هو المعبود. و المساک بالکسر ما يمسک به، و فيه دلاله علي احتياج الباقي في بقائه الي الموثر. و قوله ما دلنا مفعول ثان لارانا، و اضطرار قيام الحجه عباره عن افادتها العلم القطعي بعد تحقق الشروط و ارتفاع الموانع، و الظرف في قوله علي معرفته متعلق بقوله دلنا و اعلام الحکمه ما يدل عليها، والضمير في قوله فحجته يحتمل عوده الي الخلق الصامت، کالضمير في دلالته او الي الله- سبحانه-.

[صفحه 272]

فاشهد- و في بعض النسخ بالواو- بتباين المشبه به في الحقيقه هو الخلق، و انما ادخل الباء علي التباين تنبيها علي وجه الخطاء في التشبيه. و التلاحم التلاصق. و الحقاق بالکسر، جمع حقه بالضم و هي في الاصل وعاء من خشب، و حقاق المفاصل النقر التي ترتکز فيها العظام، و احتجابها استتارها بالجلد و اللحم. و قوله لتدبير متعلق بالمحتجبه، اي المستوره للتدبير الذي اقتضته الحکمه. قيل: و من حکمه احتجابها انها لو خلقت ظاهره ليبست رباطاتها فيتعذر تصرف الحيوان و کانت معرضه للافات او بالتباين و التلاحم. و قال بعض شارحي النهج: و من روي المحتجه اراد انها کالمستدل علي التدبير الحکمي من لدنه- سبحانه-. و العقد الشد، و فاعل الفعل الموصول المشبه، و غيب منصوب علي المفعوليه، و هو کل ما غاب، و الضمير اسم من اضمرت في نفسي شيئا او اضافه الغيب (الي الضمير) من اضافه الصفه الي الموصوف، و المراد بغيب الضمير حقيقه عقيدته و باطنها لا ما يظهره منها لغيره او يظهر له بحسب توهمه. و في بعض النسخ: لم يعتقد علي صيغه المجهول و غيب بالرفع. و المباشره لمس البشره، و الفاعل اليقين، و في بعض النسخ: قلبه بالرفع علي انه الفاعل و اليقين بالنصب، و الاول اظ

هر. و الند المثل. و ان في الايه مخففه من المثقله. و يظهر من کلامه- عليه‏السلام- ان التسويه في الايه يشمل هذا تشبيه. و لا يخص التسويه في استحقاق العباده. کذب العادلون بک اي المسوون بک غيرک. و نحلوک اي اعطوک حليه المخلوقين اي صفاتهم، و التعبير بالنحله و الحليه لزعم هولاء انها کمال له- عزوجل-. و جزووک اي اثبتوا لک اجزاء، و خواطرهم ما يخطر ببالهم من الاوهام الفاسده. و قدروک علي الخلقه اي جعلوا لک قدرا في العظمه المعنويه کقدر الخلق فاثبتوا لک صفاتهم. و قرائح عقولهم ما يستنبطونه بارائهم، و القريحه في الاصل اول ما يستنبط من البئر. و محکمات الايات نصوص الکتاب. و شواهد الحجج الادله العقليه، و نطقها دلالتها القطعيه، او الشواهد الهداه المبينون للحجج التي هي الادله، و کانه ضمن النطق معني الکشف فعدي ب عن، و اضافه الحجج الي البينات للمبالغه. لم يتناه في العقول اي لم تقدرک العقول بالنهايه و الکنه بحيث لا تکون لک صفه وراء ما ادرکته، او لم تحط بک العقول فتکون محدودا متناهيا فيها. و مهب الفکر هبوبها، و لعله- عليه‏السلام- شبه الحرکات الفکريه بهبوب الرياح و الافکار بما تجمعها و تذروها من الحشايش اشعارا بضعفها و سفاله ما يحصل من

ها. و قيل: التناهي في العقل هو ان يدرک العقل الشي‏ء مرسما في القوي الجزئيه و هي مهاب الفکر التي ترتسم فيها الصور و تزول کالريح الهابه تمر بشي‏ء. و قيل: مهاب الفکر جهاتها. و رويات الخواطر ما يخطر بالبال بالنظر و الفکر، و المحدود المحاط بالحدود، و المراد بالحدود ما يلزم الاحاطه التامه، او الصفات و الکيفيات التي لا يتعداها المعلوم. و المصرف القابل للتغير و الحرکه او المحکوم عليه بالتجزئه و التحليل و الترکيب.

[صفحه 274]

قدر ما خلق فاحکم تقديره اي جعل لکل شي‏ء مقدارا مخصوصا بحسب الحکمه، او هيا کل شي‏ء لما اراد منه من الخصائص و الافعال، او قدره للبقاء الي اجل معلوم، فاحکم اي اتقن. و التدبير في الامر النظر الي ما توول اليه عاقبته، فالطف تدبيره اي اعمل فيه تدبيرات دقيقه لطيفه، او کانت تدبيراته مقرونه باللطف و الرفق و الرحمه علي عباده. و وجهه لوجهته اي جعل کلا منها مهياه و ميسره لما خلق له کالحبوب للاکل و الدواب للرکوب، و کل صنف من الانسان لامر من الامور المصلحه للنظام. و يحتمل ان يکون اشاره الي امکنتها، و الاول اعم و اظهر. و الوجهه بالکسر، الناحيه و کل امر استقبلته. و قصر السهم عن الهدف اذا لم يبلغه، و قصرت عن الشي‏ء اي عجزت عنه. و استصعب الامر علينا اي صعب و الصعب غيرالمنقاد، و مضي الشي‏ء مضيا و مضوا اي نفذ و لم يمتنع. و صدر- کعقد- رجع و انصرف کرجوع الشاربه عن الماء و المسافرين عن مقصدهم، و لما کانت الامور لامکانها محتاجه في الوجود الي مشيته فکانما توجهت اليها فرجعت فائزه بمقصدها، و المشيه الاراده، و اصلها المشيئه بالهمز. آل اليها اي رجع، و الغريزه الطبيعه، و قريحه الغريزه ما يستنبطه الذهن، و قيل: قوه الفکر للعقل.

اضمر عليها اي اخفاه في نفسه محتويا عليها و التجربه الاختبار مره بعد اخري. و يقال افدته مالا اي اعطيته و افدت منه مالا اخذته. و حکي الجوهري عن ابي زيد: افدت المال اي اعطيته و غيري، و افدته استفدته. و ابتداع الخلائق احداثها. فتم خلقه يمکن ان يراد بالخلق المعني المصدري، و يکون الضمير راجعا اليه- سبحانه- کالضمير في طاعته و دعوته او الي ما خلق المذکور سابقا، و علي الاول يکون في اذعن و اجاب راجعين الي الخلق علي الاستخدام، او الي ما خلق و يمکن ان يراد به المخلوق، و تمام مخلوقاته بافاضته عليها ما يليق بها و تستعد له. و اذعان ما خلق لطاعته و اجابته الي دعوته اما بمعني استعداده لما خلق له او تهيوه لنفوذ تقديراته و ارادته- سبحانه- فيه، و فيه اشاره الي قوله- تعالي-: اتينا ظائعين. و ربما تحمل امثالها علي ظاهره بناء علي ان لکل مخلوق شعورا کما هو ظاهر قوله- تعالي-: و ان من شي‏ء الا يسبح بحمده. و اعترض الشي‏ء دون الشي‏ء اي حال بينه و بينه، و دونه اي قبل الوصول اليه، و الضمير في دونه ايضا راجع اليه- سبحانه- و يحتمل ان يکون راجعا الي مصدر اذعن و اجاب. و الريث البطو. و الاناه- کفتاه- الاسم من تاني في الامر اي تمکث و لم يعجل. و

تلکا توقف و ابطا. فاقام من الاشياء اودها، الاود بالتحريک، الاعوجاج، و اقامته اعداد کل شي‏ء لما ينبغي له، او دفع المفاسد التي تقتضيه الاشياء لو خليت و طباعها. و نهج اي اوضح، و حد الشي‏ء منتهاه، و اصل الحد المنع و الفصل بين الشيئين و نهج الحدود قيل: ايضاحه لکل شي‏ء غايته و تيسيرها له، او المعني: جعل لکل شخص و نوع مشخصا و مميزا واضحا يمتاز به عن غيره، فان من اعاظم المصالح و اعزها امتياز الانواع و الاشخاص بعضها عن بعض. اقول: و يحتمل ان يکون المراد بالحدود امکنتها کمکان العناصر فان لکل منها جدا لا تتجاوزه، و لعله انسب بما بعده. و لائم اي جمع بين متضاداتها کجمع العناصر المتبائنه في الکيفيات و الصفات لحصول المزاج و کالالفه بين الروح و البدن. و وصل اسباب قرائنها السبب في الاصل الحبل، و يقال لکل ما يتوصل به الي شي‏ء، و القرينه فعيله بمعني مفعوله، و قرائن الاشياء ما اقترن منها بعضها ببعض، و وصل اسبابها ملزوم لاتصالها. و قال ابن ميثم: القرائن النفوس المقرونه بالابدان و اعتدال المزاج بسبب بقاء الروح، اي وصل اسباب انفسها بتعديل امزجتها، و المراد بالاجناس هنا اعم مما هو مصطلح المنطقيين، و کذا المراد بالحدود غير ما هو المع

روف عندهم، و ان کان المقام لا ياباهما. و الغرائز الطبائع و القوي النفسانيه. و البدايا جمع بدايه و هي الحاله العجيبه يقال: ابدا الرجل اذا اتي بالامر المعجب و البديئه ايضا الحاله المبتداه المبتکره، اي عجائب مخلوقات، او مخلوقات مبتداه بلا اقتفاء مثال، و هو خبر مبتدا محذوف، اي هي بدايا. و الفطر الابتداء و الاختراع و الابتداع کالتفسير له.

[صفحه 276]

و نظم اي جمع. الف بلا تعليق اي من غير ان يعلق بعضها ببعض بخيط او نحوه، و رهوات فرجها، الرهوه المکان المرتفع و المنخفض ايضا، فنظمها تسويتها. و قال في النهايه: في حديث علي: و نظم رهوات فرجها اي المواضع المنفتحه منها. و هو ماخوذ من قولهم رها رجليه رهوا اي فتح، و فيه دلاله علي ان السماء کانت ذات فرج و صدوع فنظمها- سبحانه-، و هو مناسب لما مر من ان مادتها الدخان المرتفع من الماء، اذ مثل ذلک تکون قطعا و ذات فرج. و اول بعض الشارحين بتباين اجزاء المرکب لولا الترکيب و التاليف، او بالفواصل التي کانت بين السموات لولا ان الصانع خلقها اکرا متماسه. و انما اضطره الي ذلک الاعتقاد بقواعد الفلاسفه و تقليدهم. و ملاحمه الصدوع الصاق الاجزاء ذوات الصدوع بعضها ببعض، و اضافه الصدوع الي الانفراج من اضافه الخاص الي العام. و وشج بالتشديد، اي شبک و الضمير في بينها راجع الي ما يرجع اليه الضمائر السابقه. و قال ابن ميثم: المراد بازواجها نفوسها التي هي الملائکه السماويه بمعني قرائنها و کل قرين زوج، اي ربط ما بينها و بين نفوسها بقبول کل جرم سماوي لنفسها التي لا يقبلها غيره. و اقول: القول بکون السماوات حيوانات ذوات نفوس مخالف للم

شهور بين اهل الاسلام، بل نقل السيد المرتضي- رضي الله عنه- اجماع المسلمين علي ان الافلاک لا شعور لها و لا اراده، بل هي اجسام جماديه يحرکها خالقها. و يمکن ان يراد بالازواج الملائکه الموکلون بها او القاطنون فيها، او المراد اشباهها من الکواکب و الافلاک الجزئيه، و يمکن حمل الفقرات السابقه ايضا علي هذين الوجهين الاخيرين و يمکن ان يکون المراد بازواجها اشباهها في الجسميه و الامکان من الارضيات و يناسب ما جري علي الالسن من تشبيه العلويات بالاباء و السفليات بالامهات. و ذلل للهابطين يقال: ذلل البعير اي جعله ذلولا و هو ضد الصعب الذي لا ينقاد من الذل بالکسر و هو اللين. و الحزونه خلاف السهوله، و المعراج السلم و المصعد. و نداء السماء اشاره الي ما مر من قوله- سبحانه-: فقال لها و للارض ائتيا طوعا او کرها. فالتحمت عري اشراجها التحمت اي التزقت والتامت، و عري العيبه هي الحلق التي تضم بعضها الي بعض و تشد و تقفل، و الشرج بفتحتين، عري العيبه و الجمع اشراج و قيل: قد تطلق الاشراج علي حروف العيبه التي تخاط. و لعل هذا الالتحام کنايه عن تمام خلقها و فيضان الصور السماويه عليها. و فتق بعد الارتتاق صوامت ابوابها، فتق الثوب فتقا نقضت خياطته

حتي انفصل بعضه عن بعض، و رتقت الفتق رتقا اي سددته فارتتق، و الابواب الصامته و المصمته المغلقه منها، و فتق صوامت الابواب اما کنايه عن ايجاد الابواب فيها و خرقها بعد ما کانت رتقا لاباب فيها، او فتح الابواب المخلوقه فيها حين ايجادها و هذه الابواب هي التي منها عروج الملائکه و هبوطها و صعود اعمال العباد و ادعيتهم و ارواحهم، کما قال- تعالي-: لا تفتح لهم ابواب السماء و التي تنزل منها الامطار کما اشار اليه بقوله: ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر. و اقام رصدا هو بالتحريک جمع راصد کخدم و خادم، او اسم جمع کما قيل و يکون مصدرا کالرصد بالفتح، و الراصد القاعد علي الطريق منتظرا لغيره للاستلاب او المنع، و المرصاد الطريق و المکان يرصد فيه العدو و ارصدت له اعددت. و الثواب التي تثقب الشياطين او الهواء، او يثقب الجو بضوئها، و النقاب بالکسر جمع نقب بالفتح و هو الثقب و الخرق، و المراد اقامه الشهب الثواقب لطرد الشياطين عن استراق السمع کما اشار اليه- سبحانه- بقوله: و انا کنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا. و لا صراحه فيه بکون ذلک المنع مقارنا لايجاد السماء حتي ينافي ما دل علي حدوثها و يحتمل تخلل الرخصه بين الم

نعين ايضا. و امسکها من ان تمور اي تموج و تضطرب، و الخرق يکون بمعني الثقب في الحائط و الشق في الثوب و غيره، و هو في الاصل مصدر خرقته اذا قطعته و مزقته و يکون بمعني القفر و الارض الواسعه، تنخرق فيها الرياح اي تهب و تشتد. و الهواء يقال للجسم الذي هو احد العناصر، و يقال لکل خال هواء کما قال- سبحانه-: و افئدتهم هواء اي خاليه من العقل او الخير، و المراد بالمور في خرق الهواء اما الحرکه الطبيعيه او للقسريه في الفواصل التي تحدث بحرکتها في الجسم الذي هو احد العناصر، اذ لا دليل علي انحصاره في الذي بين السماء و الارض او حرکتها في المکان الخالي الموهوم او الموجود طبعا او قسرا، او حرکه اجزائها فيما بين السماء و الارض. و الايد بالفتح، القوه، و الظرف متعلق بالامساک. و الاستسلام الانقياد، و يحتمل ان يکون الامر کنايه عن تعلق الاراده کما مر. آيه مبصره، الايه العلامه، (و) المبصر المدرک بالبصر، و فسرت المبصره في قوله- تعالي-: وجعلنا آيه النهار مبصره بالبينه الواضحه و بالمضيئه التي يبصر بها و بالمبصره للناس من ابصرته فبصر و بالمبصر اهله کقولهم اجبن الرجل اذا کان اهله جبناء. و المحو اذهاب الاثر و طمس النور، و فسر محو القمر بکونه مظ

لما في نفسه غير مضي‏ء بذاته کالشمس و بنقصان نوره بالنظر الي الشمس و بنقصان نوره شيئا فشيئا الي المحاق. و روي ان ابن الکواء سال اميرالمومنين- عليه‏السلام- عن الطلحه التي في وجه القمر فقال: ذاک محو آيه الليل. و يمکن ان يکون لها مدخل في نقصان ضوء القمر من ليلها. قيل: من لابتداء الغايه او لبيان الجنس و يتعلق ب ممحوه او يجعل و قيل: اراد من آيات ليلها. و المنقل في الاصل الطريق في الجبل. و المدرج المسلک، و درج اي مشي، و الدرج بالتحريک، الطريق، و درجيهما في بعض النسخ علي لفظ التثنيه و في بعضها مفرد، و مناقلهما و مدارجهما منازلهما و بروجهما، و الظاهر ان التمييز و العلم غايتان لمجموع الافعال السابقه، فيکون اشاره الي قوله- تعالي-: وجعلنا الليل و النهار آيتين فمحونا آيه الليل و جعلنا آيه النهار مبصره لتبتغوا فضلا من ربکم و لتعلموا عدد السنين و الحساب و الي قوله- عزوجل-: هو الذي جعل الشمس ضياء و القمر نورا و قدره منازل لتعموا عدد السنين و الحساب، و يحتمل ان يکون التمييز غايه للاول و العلم غايه للاخير او الاخيرين، فيکون نشرا علي ترتيب اللف. و ظاهر کلامه- عليه‏السلام- تفسير الايتين المفردتين في الايه الاولي بالشمس و القمر

لا بالليل و النهار، و ان کان المراد بالايتين اولا الليل و النهار، و قيل: المراد: جعلنا هما ذوي آيتين، فتکون الشمس و القمر مقصودين بهما في الموضعين، و المراد بالحساب حساب الاعمار و الاجال التي يحتاج اليه الناس في امور دينهم و دنياهم. و مقاديرهما مقادير سيرهما و تفاوت احوالهما. ثم علق في جوها فلکها الظاهر ان کلمه ثم هنا للترتيب الذکري و لعل المعني انه اقر فلکها في مکانه من الجو بقدرته و لا ينافي نفي التعليق في نظم الاجزاء کما سبق، و الجو الفضاء الواسع او ما بين السماء و الارض، و الفلک بالتحريک، مدار النجوم، و قيل: اراد بالفلک دائره معدل النهار، و قيل: اراد به الجنس و هو اجسامها المستديره التي يصدق عليها هذا الاسم، و قيل: الفلک هنا عباره عن السماء الدنيا، فيکون علي وفق قوله- سبحانه-: انا زينا السماء الدنيا بزينه الکواکب و التوجيه مشترک، و علي المشهور من عدم کون جميعها في السماء الدنيا لعل الاظهر ان يراد بالفلک ما ارتکز فيه کوکب يتحرک بحرکته و بالجو الفضاء الواسع الموهوم، او الموجود الذي هو مکان الفلک، و وجه اضافته اليها واضح فان الفلک من جملتها، و کذا اضافه الفلک اليها، و يحتمل حينئذ ان يراد بفلکها المحيط المحر

ک لجملتها. و يمکن علي طريقه الاستخدام او بدونه ان يراد بضمير السماء الذي احاط بجميع ما ارتکزت فيه الکواکب المدير لها فکون فلکها في جوها ظاهر، او يراد بالسماء الافلاک الکليه و بالفلک الافلاک الجزئيه الواقعه في جوفها. و في بعض النسخ: علق في جوها فلکا بدون الضمير و هو يناسب کون الکواکب کلها في فلک واحد. و ناط اي علق، و الدراري جمع دري و هو المضي‏ء، (و) کانه نسب الي الدار تشبيها به لصفائه، و قال الفراء: الکواکب الدري عند العرب هو العظيم المقدار و قيل: هو احد الکواکب (السبعه السياره، و في النهايه الکواکب) الخمسه السياره و لا يخفي ان وصف الدراري بالخفيات ينافي القولين ظاهرا. و استراق السمع الاستماع مختفيا، و بثواقب شهبها اي بشهبها الثاقبه تلميحا الي قوله- سبحانه-: الا من استرق السمع فاتبعه شهاب مبين و قوله: الا من خطف الخطفه فاتبعه شهاب ثاقب. و الاذلال جمع ذل بالکسر، يقال: امور الله جاريه اذلالها- بالنصب- و علي اذلالها اي مجاريها. و يقال: دعه علي اذلاله اي علي حاله. و ثبات الثوابت بالنسبه الي سير السيارات، و المراد بالهبوط اما مقابل الشرف کما هو مصطلح المنجمين، او التوجه الي حضيض الحامل، او التدبير او التوجه الي ال

غروب فانه الهبوط حسا و يقابله الصعود، و النحوس ضد السعود.

[صفحه 281]

ثم خلق الظاهر ان کلمه ثم هنا للترتيب الحقيقي، و سياتي بعض الاخبار الداله علي تقدم خلق الملائکه علي السماوات، و يمکن الجمع بالتخصيص ههنا بسکنان السماوات الذين لا يفارقونها. و عماره المنزل جعله آهلا ضد الحزاب الذي لا اهل له. و الصفيح السطح و وجه کل شي‏ء عريض. و الصفيح ايضا اسم من اسماء السماء، و المراد هنا سطح کل سماء، و يقابله الصفيح الاسفل و هو الارض او فوق السماء السابعه او فوق الکرسي. و الملکوت- کرهبوت- العز و السلطان. و الفروج الاماکن الخاليه، و الفج الطريق الواسع بين الجبلين. و حشوت الوساده بالقطن جعلتها مملوه منه، و الفتق الشق، و الجو الفضاء الواسع و ما بين السماء و الارض، و هذا الکلام صريح في عدم تلاصق السماوات و في تجسم الملائکه و ان ما بين السماوات مملوه منهم، و به تندفع شبهه لزوم الخلا کما ستعرف. و الفجوه الفرجه و الموضع المتسع بين الشيئين. و زجل المسبحين صوتهم الرفيع العالي، و الحظيره في الاصل الموضع الذي يحاط عليه لتاوي اليه الغنم و الابل يقيها الحر و البرد و الريح. و القدس بالضم و بضمتين، الطهر، اسم و مصدر، و السترات بضمتين، جمع ستره بالضم، و هو يستتر به کالستاره. و الحجاب ما احتجب ب

ه، و السرادق الذي يمد فوق صحن البيت من الکرسف، و المجد الشرف و العظمه، و الرجيج الزلزله و الاضطراب، و منه رجيج البحر. تستک منه الاسماع اي تصم، و فسروا السبحات بالنور و البهاء و الجلال و العظمه، و قيل: سبحات الوجه محاسنه، لانک اذا رايت الوجه الحسن قلت: سبحان الله، و لعل المراد بها الانوار التي تحجب (بها) الابصار و يعبر عنها بالحجب، و ردعه- کمنعه-، کفه ورده، و الخاسي من الکلاب و غيرها المبعد لا يترک ان يدنو من الناس، يقال: خسات الکلب اي طردته و ابعدته. و الضمير في حدودها راجع الي السحاب، و قيل: اي تقف الابصار حيث تنتهي قوتها لان قوتها متناهيه فاذا بلغت حدودها وقفت. اولي اجنحه تسبح جلال عزته اشاره الي قوله- تعالي-: اولي اجنحه مثني و ثلاث و رباع. و تسبح في اکثر النسخ بالتشديد من التسبيح، و هو التنزيه و التقديس من النقائص، و الجلال العظمه، و العزه القوه و الشده و الغلبه، و الجمله صفه لاولي اجنحه، و في بعض النسخ: تسبح بالتخفيف من السباحه. و خلال بالخاء المعجمه المکسوره، و هو وسط الشي‏ء او جمع خلل بالتحريک و هو الفرجه بين الشيئين، و في بعضها: خلال بحار عزته و لعل المراد بسباحتهم سيرهم في اطباق السماوات و فوقها، او

عروجهم و نزولهم لاداء الرسالات و غيرها او سيرهم في مراتب القرب بالعباده و التسبيح. لا ينتحلون، انتحل الشي‏ء و تنحله اذا ادعاه لنفسه و هو لغيره، اي لا يدعون الربوببه لانفسهم کما يدعيه البشر لهم و لانفسهم، فتکون هذه الفقره لنفي ادعاء الاستبداد و الثانيه لنفي ادعاء المشارکه، او الاولي لنفي ادعائهم الخالقيه فيما لهم مدخل في وجوده بامره- تعالي- و الثانيه لنفي ذلک فيما خلقه الله- سبحانه- بمجرد امره و ارادته. مکرمون بالتخفيف من الاکرام، و قري بالتشديد من التکريم، و اللام في قوله بالقول عوض عن المضاف اليه، اي لا يسبقون الله بقولهم بل هم تابع لقوله- سبحانه- کما ان علمهم تابع لامره. جعلهم فيما هنا لک لعله مخصوص ببعض الملائکه کما قال- عزوجل-: الله يصطفي من الملائکه رسلا و يکفي للنسبه الي الجميع کون بعضهم کذلک، و ما هنا لک عباره عن مراتب الملائکه او الاشغال و الامور المفوضه اليهم، او عن اربابها و اصحابها، و في قوله حملهم تضمين معني البعث او الارسال و نحوه. و عصمهم هذا يشمل جميعهم، و الريب الشک او التهمه. و الزيغ العدول عن الحق، و المرضاه ضد السخط. و الامداد الاعانه و التقويه، و الفائده ما استفدته من طريفه مال او علم او غ

يرهما، و المعونه مفعله بضم العين، من استعان به فاعانه و قيل: الميم اصليه، ماخوذه من الماعون و لعل المعني تاييدهم باسباب الطاعات و القربات و المعارف و الالطاف الصارفه لهم عن المعاصي. و اشعر قلوبهم اي الزمهم، ماخوذ من الشعار، و هو ما يلبس تحت الدثار، و قيل: من الشعور بمعني الادراک، يقال: اشعره الامرو به اي اعلمه. و التواضع التخاشع و التذلل، و اخبت الرجل خضع لله و خشع قلبه، و السکينه الطمانينه و الوقار و الرزانه و المهابه، و الحاصل عدم انفکاکهم عن الخوف و الخشوع. و الذلل بضمتين، جمع ذلول ضد الصعب، و مجده اثني عليه و عظمه، و الجمع للدلاله علي الانواع، و فتح الابواب کنابه عن الهامها و تسهيلها عليهم لعدم معارضه شيطان او نفس اماره بالسوء بل خلقهم خلقه يلتذون بها کما ورد ان شرابهم التسبيح و طعامهم التقديس. و المنار جمع المناره و هي العلامه، و اصله النور و لذا انثت الواضحه. و الاعلام جمع علم بالتحريک و هو الجبل الطويل او ما يعلم به الشي‏ء و نصب المنار لهم علي الاعلام عباره عن غايه ظهورها لعدم معارضته الشکوک و الشبهات التي تکون للبشر و لوفور الدلائل لهم لقربهم من ساحه عزه و ملکوته و مشاهدتهم ما يخفي علينا من آثار ملکه

و جبروته. و الموصرات المثقلات، و عدمها لعصمتهم و عدم خلق الشهوات فيهم. و رحل البعير و ارتحله حط عليه الرحل و هو مرکب للبعير، و في الحديث: ارتحلني ابني الحسن اي جعلني کالراحله و رکب علي ظهري، و الارتحال ايضا الازعاج ابني الحسن اي جعلني کالراحله و رکب علي ظهري، والارتحال ايضا الازعاج و الاشخاص. و العقبه بالضم، النوبه، و الجمع عقب کغرقه و غرف و العقبه الليل و النهار لانهما يتعاقبان، قيل: اي لم يوثر فيهم ارتحال الليالي و الايام کما يوثر ارتحال الانسان البعير في ظهره حملا علي الوجه الاول، و علي الثاني فالمعني: لم يزعجهم تعاقب الليالي و الايام و لم يوجب رحيلهم عن دارهم و الغرض تنزيههم عما يعرض للبشر من ضعف القوي او القرب من الموت بکرور الازمنه. و النوازع في بعض النسخ بالعين المهمله من نزع في القوس اذا جذبها و مدها و نوازع الشکوک الشبهات، و قيل: اي شهواتها، و النازعه المحرکه. و في بعضها بالغين المعجمه کما في النهايه من نزغ الشيطان بين القوم اي افسد، و يقال: نزغه الشيطان اي وسوس اليه، و العزيمه ما وکدت رايک و عزمک عليه. و المعترک موضع القتال، و الاعتراک الازدحام، و الظن يکون بمعني الاعتقاد الراجح غير الجازم، و بمعني

الشک و يطلق علي ما يشملهما و لعل الاخيرهنا اظهر، و معقد الشي‏ء موضع شده، يقال: عقدت الحبل و البيع و العهد و يکون مصدرا، و الحاصل نفي تطرق الشبه و الشکوک الي عقائدهم اليقينيه. و لا قدحت يقال: قدح بالزند- کمنع- اي رام الايراء به، و هو استخراج النار، و ربما يحمل علي القدح بمعني الطعن و هو بعيد. و الاحن جمع احنه و هي الحقدو الغضب، اي لا يثير الغضب و العداوه الکامنه فتنه فيما بينهم. و الحيره عدم الاهتداء الي وجه الصواب، و لاق الشي‏ء بغيره اي لزق و منه الليقه للصوق المداد بها، و الغرض نفي الحيره عنهم في عقائدهم، و يحتمل ان يکون المراد بالحيره الوله لشده الحب و کمال المعرفه کما سياتي، و في الصحيفه السجاديه: و لا يغفلون عن الوله اليک، فالمعني ان شده و لهم لا توجب نقصا في معرفتهم و غفله عن ملاحظه العظمه و الجلال کما في البشر. و اثناء الشي‏ء تضاعيفه و جاء في اثناء الامر اي في خلاله جمع ثني بالکسر. فتقترع في بعض النسخ بالقاف من الاقتراع بمعني ضرب القرعه و الاختبار فالغرض نفي تناوب الوساوس و تواردها عليهم، و في بعضها بالفاء من فرعه اي علاه و الاول انسب بالطمع، و الرين بالنون کما في بعض النسخ، الطبع و الدنس و التغطيه، و

ران ذنبه علي قلبه رينا اي غلب، و في بعضها بالباء الموحده. و الفکره اعمال النظر في الشي‏ء. منهم اي من مطلق الملائکه، و الغمام و الغمائم جمع الغمامه و هي السحابه، و الدلح جمع الدالح و هو الثقيل من السحاب لکثره مائه، و الدلح ان يمشي البعير بالحمل و قد اثقله. و الشامخ من الجبال المرتفع العالي، و القتره بالضم، بيت الصائد الذي يتستر به عند تصيده من جص و نحوه، و يجمع علي قتر مثل غرفه و غرف، و يطلق علي حلقه الدرع. و الکوه النافذه، و الظلام ذهاب النور، و الايهم الذي لا يهتدي فيه، و منه فلاه يهماء، قيل: هذا النوع من الملائکه خزان المطر و زواجر السحاب و لعله شامل لمشبعي الثلج و البرد و الهابطين مع قطر المطر اذا نزل و ان کان السحاب مکانهم قبل النزول و الموکلون بالجبال للحفظ و سائر المصالح و الساکنون في الظلمات لهدايه الخلق و حفظهم او غير ذلک. و اقول: يحتمل ان يکون المراد تشبيههم في لطافه الجسم بالحساب و في عظم الخلقه بالجبال و في السواد بالظلمه، بل هو عندي اظهر. و تخوم الارض بضم التاء، معالمها و حدودها، و هي جمع تخوم بالضم ايضا و قيل: واحدها تخم بالضم و الفتح، و قيل: التخم حد الارض، و الجمع تخوم نحو فلس و فلوس. و قال اب

ن الاعرابي و ابن السکيت: الواحد تخوم و الجمع تخم مثل رسول و رسل، و في النسخ بالضم. و الروايه علم الجيش و مخارق المواضع التي تمکنت فيها تلک الرايات بخرق الهواء، و الريح الهفافه الطيبه الساکنه، و قيل: اي ليست بمضطربه فتموج تلک الرايات بل هي ساکنه تحبسها حيث انتهت. قد استفرغتهم اشغال عبادته اي جعلتهم فارغين عن غيرها، و حقائق الايمان العقائد اليقينيه التي تحق ان تسمي ايمانا، او البراهين الموجبه له، و في بعض النسخ و سلت بالسين المشدده، يقال: وسل الي الله توسيلا و توسل اي عمل عملا تقرب به اليه. و قطعهم الايقان به اي صرفهم عما سوي الوله و وجههم اليه، و هو في الاصل التحير من شده الوجد او ذهاب العقل، و المراد عدم الالتفات الي غيره- سبحانه-. الرغبه الاراده و السوال و الطلب و الحرص علي الشي‏ء و الطمع فيه، و المعني ان رغباتهم و طلباتهم مقصوره علي ما عنده- سبحانه- من قربه و ثوابه و کرامته، و لعل الضمائر في تلک الفقرات راجعه الي مطلق الملائکه کالفقرات الاتيه، و الباء في قوله- عليه‏السلام- بالکاس اما للاستعانه او بمعني من و ربما يضمن في الشرب معني الالتذاذ ليتعدي بالباء، و الکاس الاناء يشرب فيه او مادام الشراب فيه، و هي مون

ثه، و الرويه المرويه التي تزيل العطش. و سويداء القلب و سوداوه حبته، و الوشيجه في الاصل عرق الشجره، يقال: و شجت العروق والاغصان اي اشتبکت، و حنيت الشي‏ء اي عطفته. و انفد الشي‏ء افناه، و ماده التضرع ما يدعو اليه. و اطلق عن الاسير اذا حل اسره و الربقه بالکسر، في الاصل عروه في حبل تجعل في عنق البهيمه او يدها تمسکها و عدم نفاد ماده التضرع فيهم لعدم تطرق النقص الي علمهم بعظمه الله و بحاجتهم اليه و عدم الشواغل لهم عن ذلک و عدم انتهاء مراتب العرفان و القرب الداعيين لهم الي التضرع و العباده و مع ذلک لا يتطرق الضعف الي قواهم فبقدر صعودهم في مدارج الطاعه يزاد قربهم و کلما ازداد قربهم تضاعف علمهم بعظمته- سبحانه- کما سياتي الاشاره اليه. و يقال: تولاه اي اتخذه وليا، و تولي الامر اي تقلده، و عدم تولي الاعجاب کنايه عن عدم الاستيلاء و الاعجاب استعظام ما يعده الانسان فضيله لنفسه و يقال: اعجب زيد بنفسه علي البناء للمفعول، اذا ترفع و سر بفضائله، و اعجبني حسن زيد اذا عجبت منه. و استکثره عده کثيرا، و ما سلف منهم طاعاتهم السافه. و الاستکانه الذل و الخضوع، و استکانه الاجلال خضوعهم الناشي عن ملاحظه جلال الله و عظمته. و الفتره مره م

ن الفتور و هو السکون بعد حده و اللين بعد شده، و داب في امره- کمنع- دووبا جد و تعب. و غاض الماء غيضا و مغاضا قل و نقص. و المناجاه المخاطبه سرا، و اسله اللسان طرفه و مستدقه. و الهمس الصوت الخفي، و الجوار- کغراب-، رفع الصوت بالدعاء و التضرع، اي ليست لهم اشغال خارجه عن العباده فتکنن لاجلها اصواتهم المرتفعه خافيه ساکنه، و في بعض النسخ: بهمس الخير و في بعضها: بهمس الحنين. و توجيههما لا يخلو من تکلف. و مقاوم الطاعه صفوف العباده جمع مقام و عدم اختلاف المناکب عباره عن عدم تقدم بعضهم علي بعض او عدم انحرافهم. و ثنيت الشي‏ء ثنيا عطفته اثناه، اي کفه و ثنيته ايضا، صرفته الي حاجته، و راحه التقصير الراحه الحاصله باقلال العباده او ترکها بعد التعب. و عدا عليه اي قهره و ظلمه، و التبلد ضد التجلد و التحير، و بلد الرجل بلاده فهو بليد (اي) غير ذکي و لا فطن. و انتضل القوم و تناضلوا اذا رموا للسبق، و الهمه ما هم به من امر ليفعل، و و خدائع الشهوات و ساوسها الصارفه عن العباده، و انتضالها تواردها و تتابعها. و الفاقه الفقر و الحاجه و يوم فاقتهم يوم قبض ارواحهم کما يظهر من بعض الاخبار، و لا يبعد ان يکون لهم نوع من الثواب علي طاعاتهم بازدي

اد القرب و افاضه المعارف و ذکره- سبحانه- لهم و تعظيمه اياهم و غير ذلک، فيکون اشاره الي يوم جزائهم. و يمموه اي قصدوه، و الانقطاع الي احد صرف الوجه عن غيره و التوجه اليه و الضمير في رغبتهم اما راجع الي الملائکه کضمير فاقتهم او الي الخلق او اليهما علي التنازع. و الامد المنتهي، و قد يکون بمعني امتداد المسافه، و يرجع يکون لازما و متعديا، تقول: رجع زيد و رجعته انا. و اهتر فلان بکذا و استهتر فهو مهتر به و مستهتر علي بناء المفعول، اي مولع به لا يتحدثه بغيره و لا يفعل غيره، و الماده الزياده المتصله، و کل ما اعنت به قوما في حرب او غيره فهو ماده لهم، و لعل المراد هنا بها المعين و المقوي، و کلمه من في قوله من قلوبهم ابتدائيه اي الي مواد ناشئه من قلوبهم غيرمنقطعه، و في قوله من رجائه بيانيه فالمراد الخوف و الرجاء الباعثان لهم علي لزوم الطاعه، و يحتمل ان تکون الاولي بيانيه او ابتدائيه و الثانيه صله للانقطاع، و الغرض اثبات دوام خوفهم و رجائهم الموجبين لعدم انفکاکهم عن الطاعه بل لزيادتها کما يشعر به لفظ المواد. و السبب کل ما يتوصل به الي غيره، و الشفقه الخوف، و الوني الضعف و الفتور، و لم تاسرهم اي لم تجعلهم اسراء، و الايثار

الاختيار، و الوشيک القريب و السريع، و المعني: ليسوا مامورين في ربقه الطمع حتي يختاروا السعي القريب في تحصيل المطموع في الدنيا الفانيه علي اجتهادهم الطويل في تحصيل السعاده الباقيه کما هو شان البشر. و استعظام العمل العجب المنهي عنه، و نسخ الشي‏ء ازالته و ابطاله و تغييره و المراد بالرجاء هنا ما تجاوز الحد المطلوب منه، و يعبر عنه بالاغترار، و شفقات الوجل تارات الخوف و مراته. لم يختلفوا في ربهم اي في الاثبات و النفي، او في التعيين، او في الصفات کالتجرد و التجسم و کيفيه العلم و غيره ذلک، و قيل: اي في استحقاق کمال العباده، و يقال: استحوذ عليه اي استولي، و هو مما جاء علي الاصل من غير اعلال. و التقاطع التعادي و ترک البر و الاحسان، و توليت الامر اي قمت به، و توليت فلانا اتخذته وليا اي محبا و ناصرا، و الغل الحقد. و الشعبه من کل شي‏ء الطائفه منهم، و شعبتهم اي فرقتهم، و في بعض النسخ: تشعبتهم علي التفعل و الاول اظهر. و الريب جمع ريبه بالکسر و هو الشک او هو مع التهمه، و مصارفها وجوهها و طرقها من الامور الباطله التي تنصرف اليها الاذهان عن الشبه، او وجوه انصراف الاذهان عن الحق بالشبه او الشکوک و الشبه انفسها. و اقتسموا المال

بينهم اي تقاسموه، و اخياف الهمم مختلفها و اصله من الخيف بالتحريک و هو زرقه احدي العينين و سواد الاخري في الفرس و غيره و منه قيل لاخوه الام اخياف لان آبائهم شتي. و الهمه بالکسر، ما عزمت عليه لتفعله، و قيل: اول العزم. و الغرض نفي الاختلاف بينهم و التعادي و التفرق بعروض الشکوک و اختلاف العزائم، او نفي الاختلاف عنهم و بيان انهم فرقه واحده لبرائتهم عن الريبه و اختلاف الهمم. و الزيغ الجور و العدول عن الحق، و في التفريع دلاله علي ان الصفات السابقه من فروع الايمان او لوازمه و الطبق محرکه في الاصل الشي‏ء علي مقدار الشي‏ء مطبقا له من جميع جوانبه کالغطاء له، و منه الحمي المطبقه و الجنون المطبق و السماوات اطباق لان کل سماء طبق لما تحتها. و الاهاب- ککتاب- الجلد. و الحافد المسرع و الخفيف في العمل، و يجمع علي حفد بالتحريک و يطلق علي الخدم لاسراعهم في الخدمه. و العزه القوه و الغلبه، و العظم- کعنب- خلاف الصغر مصدر عظم و في بعض النسخ بالضم و هو اسم من تعظم اي تکبر.

[صفحه 289]

و دحوها علي الماء اي بسطها. و کبس الرجل راسه في قميصه اذا ادخله فيه، و کبس البئر و النهر طمهما بالتراب و ملاهما، قال بعض شارحي النهج: کبس الارض اي ادخلها الماء بقوه و اعتماد شديد. و مور الامواج اي ترحکها و اضطرابها و استفحل الامر اي تفاقم و اشتد، و قيل: امواج مستفحله اي هائجه هيجان الفحول، و قيل: اي صائله. و اللجه بالضم، معظم الماء، و منه بحر لجي، و زخر البحر مد و کثر ماوه و ارتفعت امواجه. و اللطم ضرب الحد بالکف مفتوحه، البحر مد و کثر ماوه و ارتفعت امواجه. و اللطم ضرب الخد بالکف مفتوحه، و التطمت الامواج و تلاطمت ضرب بعضها بعضا، و الاذي بالمد و التشديد، الموج الشديد، و الجمع اواذي. و الصفق الضرب يسمع له صوت و الصفق الرد، و اصطفقت الامواج اي ضرب بعضها بعضا وردها، و التقاذف الترامي بقوه، و الثبج بتقديم الثاء المثلثه علي الباء الموحده و ثبج البحر بالتحريک، معظمه و وسطه، و قيل: اصله ما بين الکاهل الي الظهر، و المراد اعالي الامواج. و الرغا بالضم، صوت الابل. و الزبد بالتحريک، الذي يعلو السيل، و قيل: زبدا منصوب بمقدر، اي ترغو قاذقه زبدا. و اقول: الظاهر ان ترغو من الرغوه مثلثه و هي الزبد يعلو الشي‏ء عند

غليانه، يقال: رغي اللبن اي صارت له رغوه، ففيه تجريد و لا ينافيه التشبيه بالفحل، و الفحل الذکر من کل حيوان، و اکثر ما يستعمل في الابل، و هاج الفحل ثار و اشتهي الضراب. و خضع اي ذل، و جماع الماء غليانه من جمح الفرس اذا غلب فارسه و لم يملکه. و هيج الماء ثورانه و فورته، و الارتماء الترامي و التقاذف، و ارتماء الماء تلاطمه، و اصل الوطء الدوس بالقدم، و الکلکل الصدر. و ذل اي صار ذليلا او ذلولا، ضد الصعب، و في بعض النسخ: کل اي عرض له الکلال، من کل السيف اذا لم يقطع. و المستخذي بغير همزکما في النسخ، الخاضع و المنقاد، و قد يهمز علي الاصل. و تمعکت مستعار من تمعکت الدابه اي تمرغت في التراب، و الکاهل ما بين الکتفين. فاصبح بعد اصطخاب امواجه ساجيا، الاصطخاب افتعال من الصخب، و هو کثره الصياح و اضطراب الاصوات و الساجي الساکن. و الحکمه محرکه، حديده في اللجام (و) تکون علي حنک الفرس تمنعه عن مخالفه راکبه. ثم انه اوردهنا اشکال، و هو ان کلامه- عليه‏السلام- يشعر بان هيجان الماء و غليانه و موجه سکن بوضع الارض عليه، و هذا خلاف ما نشاهده و يقتضيه العقل لان الماء الساکن اذا جعل فيه جسم ثقيل اضطراب و تموج و صعد علوا فکيف الماء المتموج يسک

ن بطرح الجسم الثقيل فيه؟ و اجيب بان الماء اذا کان تموجه من قبل ريح هائجه جاز ان يسکن هيجانه بجسم يحول بينه و بين تلک الريح، و لذلک اذا جعلنا في الاناء ماء و روحنا بمروحه فانه يتحرک، فان جعلنا علي سطح الماء جسما يملا حافات الاناء و روحناه بالمروحه فان الماء لا يتحرک، لان ذلک الجسم قد حال بين الهواء المجتلب بالمروحه و بين سطح الماء، فمن الجائز ان يکون الماء في الاول هائجا لاجل ريح محرکه له فاذا وضعت الارض عليه حال بين سطح الماء و بين تلک الريح و سياتي في کلامه- عليه‏السلام- ذکر هذه الريح حيث قال: اعتقم مهبها... الي آخر ما سياتي. و الاولي ان يقال: ان غرضه- عليه‏السلام- ليس نفي التموج مطلقا بل نفي التموج الشديد الذي کان للماء اذ حمله- سبحانه- علي متن الريح العاصفه و الزعزع القاصفه بقدرته الکامله و انشا ريحا لمخضه مخض السقاء، فکانت کره الماء تندفق من جميع الجوانب و ترد الريح اوله علي آخره و ساجيه علي مائره، کما سياتي في کلامه- عليه‏السلام-. ثم لما کبس الارض بحيث لم يحط الماء بجميعها فلا ريب في انقطاع الهبوب و التمويج من ذلک الجانب المماس للارض من الماء، و ايضا لما منعت الارض سيلان الماء من ذلک الجانب اذ ليست الار

ض کالهواء المنفتق المتحرک الذي کان ينتهي اليه ذلک الحد من الماء کان ذلک ايضا من اسباب ضعف التموج و قله التلاطم، و ايضا لما تفرقت کره الماء في اطراف الارض و مال الماء بطبعه الي المواضع المنخفضه من الارض و صار البحر الواحد المجتمع بحارا متعدده و ان اتصل بعضها ببعض و احاطت السواحل باطراف البحار بحيث منعت الهبوب الا من جهه السطح الظاهر سکنت الفوره الشديده بذلک التفرق و قله التعمق و انقطاع الهبوب فکل ذلک من اسباب السکون الذي اشار اليه- عليه‏السلام-. و اقول: مما يبين ذلک انه اذا فرضنا حوضا يکون فرسخا في فرسخ و قدرنا بناء عماره عظيمه في وسطه فلا ريب في انه يقل بذلک امواجه، و کلما وصل موج من جانب من الجوانب اليه يرتدع و يرجع. ثم ان هذه الوجوه انما تبدي جريا علي قواعد الطبيعيين و خيالاتهم الواهيه، و الا فبعد ما ذکره- عليه‏السلام- لا حاجه لنا الي ابداء وجه، بل يمکن ان يکون لخلق الارض و کبسها في الماء نوع آخر من التاثير في سکونه لا تحيط به عقولنا الضعيفه. و قال ابن ميثم: مقتضي الکلام ان الله- تعالي- خلق الماء قبل الارض و سکن بها مستفحل امواجه، و هذا مما شهد به البرهان العقلي فان الماء لما کان حاويا لاکثر الارض کان سطحه

الباطن المماس لسطحه الظاهر مکانا لها، و ظاهر ان للمکان تقدما طبيعيا باعتبار ما علي المتمکن فيه و ان کان الفظ يعطي تقدم خلق الماء علي خلق الارض تقدما زمانيا کما هو المقبول عند السامعين. انتهي. و لا يخفي بعد امثال تلک التاويلات البارده في تلک العبارات الظاهره الدلاله علي التقدم و الحدوث الزمانيين کما ستعرف ان شاء الله- تعالي-. و سکنت الارض مدحوه اي مبسوطه، و لا ينافي الکرويه، و قيل: هو من الدحو بمعني القذف و الرمي، و اللجه معظم الماء کما مر، و التبار الموج و قيل: اعظم الموج، و لجته اعمقه. و النخوه الافتخار و التعظم و الانفه و الحميه، و الباو الرفعه و التعظم و الکبر، و الاعتلاء التيه و الترفع. و شمخ بانفه اي تکبر من شمخ الجبل اذا ارتفع، و السمو العلو، و غلواء الشباب اوله و شرته، و الغرض بيان سکون الارض في الماء المتلاطم و منعها اياه عن تموجه و هيجانه. و کعمت البعير اي شددت فمه اذا هاج بالکعام- ککتاب- و هو شي‏ء يجعل في فيه، و الکظه بالکسر، ما يعتري الممتلي من الطعام، و الجريه بالکسر، حاله الجريان، او مصدر، و کظه الجريه ما يشاهد من الماء الکثير في جريانه من الثقل. و همدت الريح سکنت. و همود النار خمودها، و نزق الفر

س- کسمع و نصر و ضرب- نزقا و نزوقا نزي و وثب، والنزقات دفعاته و نزق الغدير امتلا الي راسه، و علي هذا فالهمود بمعني الغور و الاول اظهر. و الزيفان بالتحريک، التبختر في المشي، من زاف البعير يزيف اذا تبختر، و في بعض النسخ: و لبد بعد زيفان و ثباته، يقال: لبد بالارض- کنصر- اذا لزمها و اقام و منه اللبد- ککتف- لمن لا يبرح منزله و لا يطلب معاشا، و يروي: و لبد بعد زفيان بتقديم الفاء علي الياء، و هو شده هبوب الريح، يقال: زفت الريح السحاب اذا طردته، و الزفيان بالفتح، القوس السريعه الارسال للسهم، و الوثبه الطفره و هيج الماء ثورانه و فورته، و اکنافها اي جوانبها و نواحيها، و شواهق الجبال عواليها، و الباذخ العالي. و الينبوع ما انفجر من الارض من الماء و لعله اعتبر فيه الجريان بالفعل فيکون من اضافه الخاص الي العام او التکرير للمبالغه، و قيل: الينبوع الجدول الکثير الماء فلا يحتاج الي تکلف، و عرنين الانف اوله تحت مجتمع الحاجبين، و الظاهر ان ضمير انفها راجع الي الارض حکالضمائر السابقه و اللاحقه، و استعار لفظ العرنين و الانف لاعالي رووس الجبال، و انما خص الجبال بتفجر العيون منها لان العيون اکثر ما يتفجر من الجبال و الاماکن المرتفع

ه، و اثر القدره فيها اظهر و نفعها اتم. و السهب الفلاه البعيده الاکناف و الاطراف، و البعيد بالکسر، جمع بيداء و هي الفلاه التي يبيد سالکها اي يهلکه، و الاخاديد جمع اخدود و هو الشق في الارض، و المراد باخاديدها مجاري الانهار. و لعل تعديل الحرکات بالراسيات اي الجبال الثابتات جعلها عديلا للحرکات بحيث لا تغلبه اسباب الحرکه فيستفاد سکونها، فالباء صله لا سببيه، او المعني سوي الحرکات في الجهات اي جعل الميول متساويه بالجبال فسکنت لعدم المرجع، فالباء سببيه، و يحتمل ان يکون المراد انه جعلها بالجبال بحيث قد تتحرک للزلازل و قد لا تتحرک، و لم يجعل الحرکه غالبه علي السکون مع احتمال کونها دائما متحرکه بحرکه ضعيفه غير محسوسه و من ذهب الي استناد الحرکه السريعه الي الارض لا يحتاج الي تکلف. والجلاميد جمع جلمد و جلمود اي الصخور، و الشناخيب جمع شنخوب بالضم، اي رووس الجبال العاليه و الشم المرتفعه العاليه، و الصياخيد جمع صيخود و هي الصخره الشديده. و الميدان بالتحريک، التحرک و الاضطراب، و رسب في الماء- کنصر و کرم- رسوبا ذهب سفلا، و جبل راسب اي ثابت، و القطع- کعنب- جمع قطعه بالکسر، و هي الطائفه من الشي‏ء، و يروي بسکون الطاء و هو طنفسه ا

لرحل، قيل: کانه جعل الارض ناقه و جعل لها قطعا، و جعل الجبال في ذلک القطع. و الاديم الجلد المدبوغ، و اديم السماء و الارض ما ظهر منهما و رسوب الجبال في قطع اديمها دخولها في اعماقها. و التغلغل الدخول، و السرب بالتحريک، بيت في الارض لا منفذ له يقال: تسرب الوحش و انسرب في جحره اي دخل، و الجوبه الحفره و الفرجه و الخيشوم اقصي الانف، و السهل من الارض ضد الحزن، و جرثومه الشي‏ء بالضم، اصله، و قيل: التراب المجتمع في اصول الشجر، و هو انسب. و لعل المراد بجراثيمها المواضع المرتفعه منها، و مفاد الکلام ان الارض کانت متحرکه مضطربه قبل خلق الجبال فسکنت بها، و ظاهره ان لنفوذ الجبال في اعماق الارض و ظهورها و ارتفاعها عن الارض کليهما مدخلا في سکونها، و قد مر بعض القول في ذلک في کتاب التوحيد و سياتي بعضه في الابواب الاتيه ان شاء الله. و فسح له- کمنع- اي وسع، و لعل في الکلام تقدير مضاف اي بين منتهي الجو و بينها، او المراد بالجو منتهاه اعني السطح المقعر للسماء. و المتنسم موضع التنسم و هو طلب النسيم و استنشاقه، و فائدته ترويح القلب حتي لا يتاذي بغلبه الحراره. و مرافق الدار ما يستعين به اهلها و يحتاج اليه في التعيش، و اخراج اهل الارض

علي تمام مرافقها ايجادهم و اسکانهم فيها بعد تعيئه ما يصلحهم بمعاشهم و التزود الي معادهم. و الجرز بضمتين، الارض التي لا نبات بها و لا ماء، و الرابيه ما ارتفع من الارض و کذلک الربوه بالضم، و الجدول- کجعفر- النهر الصغير، و الذريعه الوسيله. و ناشئه السحاب اول ماينشا منه، اي يبتدي ظهوره، و يقال: نشات السحاب اذا ارتفعت، و الغمام جمع الغمامه بالفتح فيهما، و هي السحابه البيضاء، و اللمع کصرد جمع لمعه بالضم و هي في الاصل قطعه من النبت اذا اخذت في اليبس کانها تلمع و تضي‏ء من بين سائر البقاع، و القزع جمع قزعه بالتحريک فيهما، و هي القطعه من الغيم، و تباين القزع تباعدها. و المخض بالفتح، تحريک السقاء الذي فيه اللبن ليخرج زبده و تمخضت اي تحرکت، و اللجه معظم الماء، و المزن جمع المزنه بالضم فيهما، و هي الغيم، و قيل: السحابه البيضاء، و ضمير فيه راجع الي المزن اي تحرکت فيه اللجه المستودعه فيه و استعدت للنزول. و التمع البرق و لمع اي اضاء و کففه حواشيه و جوانبه، طرف کل شي‏ء کفه بالضم، و عن الاصمعي: کل ما استطال کحاشيه الثوب و الرمل فهو کفه بالضم، و کل ما استدار ککفه الميزان فهو کفه بالکسر و يجوز فيه الفتح. و وميض البرق لمعانه، و

لم ينم اي لم ينقطع و لم يفتر، و الکنهور- کسفرجل- قطع من السحاب کالجبال، و قيل: المتراکم منه، و الرباب- کسحاب- الابيض منه، و قيل: السحاب الذي تراه کانه دون السحاب و قد يکون اسود و قد يکون ابيض جمع ربابه. و المتراکم و المرتکم المجتمع، و قيل الميم بدل من الباء کانه رکب بعضه بعضا، و السح الصب و السيلان من فوق، و المتدارک من الدرک بالتحريک، و هو اللحاق، يقال: تدارک القوم اذا لحق آخرهم اولهم. و اسف الطائر اذا دنا من الارض، و هيدبه ما تهدب منه اي تدلي کما تتدلي هدب العين، و مري الناقه يمريها اي مسح ضرعها حتي در لبنها و عدي ههنا الي مفعولين، و روي: تمري بدون الضمير، و الجنوب بالفتح، الريح مهبها من مطلع سهيل الي مطلع الثريا، و هي ادر للمطر، و الدرر- کعنب- جمع دره بالکسر، اي الصب و الاندفاق، و قيل: الدرر الدار کقوله- تعالي-: قيما اي قائما، و الهضب المطر، و يجمع علي اهضاب ثم علي اهاضيب کقول و اقوال و اقاويل، و الدفعه من المطر بالضم، ما انصب مره، و الشابيب جمع شوب و هو ما ينزل من المطر دفعه بشده. و البرک الصدر، و البواني قوائم الناقه و ارکان البنيه. و قال بعض شراح النهج: بوانيها بفتح النون، تثنيه بوان علي فعال بکسر الفاء

، و هي عمود الخيمه، و الجمع بون و من روي بوانيها اراد لواصقها من قولهم قوس بانيه اذا التصقت بالوتر، و الروايه الاولي اصح. (انتهي.) و في النسخ القديمه المصححه علي صيغه الجمع، و في النهايه فسر البواني علي ارکان البنيه، و في القاموس بقوائم الناقه، و علي التقادير الاضافه لادني ملابسه. و في الکلام تشبيه السحاب بالناقه المحمول عليها، و الخيمه التي جر عمودها. و البعاع- کسحاب- ثقل السحاب من المطر، و استقلت اي نهضت و ارتفعت، و استقلت به حملته و رفعته و العب‏ء الحمل و الثقل بکسر الجميع. و الهوامد من الارض التي لا نبات بها، و الزعر بالتحرريک، قله الشعر في الراس، يقال: رجل ازعر، و الازعر الموضع القليل النبات، و الجمع زعر بالضم، کاحمر و حمر و المراد هيهنا القليله النبات من الجبال تشبيها بالرووس القليله الشعر، و العشب بالضم، الکلا الرطب. و بهج- کمنع و فرح- سر و قال بعض الشراح: من رواه بضم الهاء اراد: يحسن و يملح من البهجه اي الحسن، و الروضه من العشب الموضع الذي يستنقع فيه الماء، و استراض الماء اي استنقع، و تزدهي اي تتکبر و تفتخر، افتعال من الزهو و هو الکبر و الفخر، و الريط جمع ريطه بالفتح فيهما، کل ملائه ليست بلفتين اي قط

عتين کلها نسج واحد و قطعه واحده، و قيل: کل ثوب رقيق لين. و الازاهير جمع ازهار جمع زهره بالفتح، و هي النبات و نوره، و قيل: الاصفر منه، و اصل الزهره الحسن و البهجه، و الحيله بالکسر، ما يتزين به من مصوغ الذهب و الفضه و المعدنيات. ما سمطت به اي اعلقت علي بناء المجهول من التفعيل، و في بعض النسخ الصحيحه بالشين المعجمه، و الشميط من النبات ما خالط سواده النور الابيض، و اصله الشمط بالتحريک، و هو بياض الراس يخالط سواده و النضاره الحسن و الطراوه، و النور بالفتح، الزهر او الابيض منه، و البلاغ بالفتح، ما يتبلغ به و يتوسل الي الشي‏ء المطلوب، و الفج الطريق الواسع بين الجبلين، و الفجاج جمعه، و خرقها خلقها علي الهيئه المخصوصه، و الافاق النواحي، و المنار جمع مناره و هي العلامه، و المراد هيهنا ما يهتدي به السالکون من الجبال و التلال او النجوم، و الاول هنا اظهر و الجاده وسط الطريق و معظمه.

[صفحه 297]

و مهد الشي‏ء وسعه و بسطه، و مهد الامر سواه و اصلحه، و لعل المراد هنا اتمام خلق الارض علي ما تقتضيه المصلحه في نظام امور ساکنيها، و قيل: يحتمل ان يراد بتمهيد الارض جعلها مهادا اي فراشا کما قال- جل و علا-: الم نجعل الارض مهادا، او جعلها مهدا اي مستقرا کالمهد للصبي کما قال- سبحانه-: الذي جعل لکم الارض مهدا. و انفاذ الامر امضاوه و اجراوه، و الخيره- کعنبه- المختار، و الجبله بکسر الجيم و الباء و تشديد اللام، و الخلقه و الطبيعه، و قيل في قوله- تعالي-: و الجبله الاولين اي ذوي الجبله، و يحتمل ان يکون من قبيل الخلق بمعني المخلوق، و قيل: الجبله الجماعه من الناس، و المراد باول الجبله اول شخص من نوع الانسان ردا علي من قال بقدم الانواع المتوالده. و ارغد الله عيشه اي جعله واسعا طيبا، و الاکل بضمتين، الرزق و الحظ، قال الله- تعالي-: و کلا منها رغدا حيث شئتما. و او عزت الي فلان في فعل او ترک اي تقدمت، و المراد النهي عن الاکل من الشجره، و خاطر بنفسه و ماله اي اشفاهما علي خطر و القاهما في مهلکه، و الضمير في منزلته راجع الي آدم، و يحتمل رجوعه اليه- سبحانه- کضمير معصيته علي الظاهر. قوله- عليه‏السلام- موافاه قال ابن اب

ي‏الحديد: لا يجوز ان ينصب لانه مفعول له ليکون عذرا و عله للفعل، بل علي المصدريه المخصه کانه قال: فوافا بالمعصيه موافاه و طابق بها سابق العلم مطابقه. فاهبطه بعد التوبه هو صريح في ان الاهباط کان بعد التوبه فما يظهر من کثير من الايات و الاخبار من عکس ذلک لعله محمول علي التوبه الکامله او علي القبول و يقال بتاخره عن التوبه. و قد تقدم تاويل تلک المعصيه و اضرابها في المجلد الخامس. مما يوکد عليهم لعل التعبير بلفظ التاکيد لکون معرفه الرب- سبحانه- فطريه او لوضوح آيات الصنع في الدلاله علي الخالق - جل ذکره- او للامرين. و قال في المغرب: تعهد الضيعه و تعاهدها اتاها و اصلحها، و حقيقته جدد العهد بها. و القرن اهل کل زمان، ماخوذ من الاقتران، فکانه المقدار الذي يقتون فيه اهل ذلک الزمان في اعمارهم و احوالهم، فقيل: اربعون سنه، و قيل: ثمانون سنه و قيل: مائه. و قال الزجاج: الذي عندي- و الله اعلم- ان القرن اهل کل مده کان فيها نبي او طبقه من اهل العلم سواء قلت السنون او کثرت. و مقطع الشي‏ء آخره کانه قطع من هناک، و عذر الله ما بين للمکلفين من الاعذار في عقوبته لهم ان عصوه، و نذره ما انذرهم به من الحوادث و من انذره علي لسانه من الرسل

کذا قيل و قيل: هما مصدران بمعني الاعذار و الانذار و المراد ختم الرساله بنبينا- صلي الله عليه و آله-. و قد الارزاق لما کان المتبادر من القسمه البسط علي التساوي، بين ما اراده بذکر الکثير و القليل، ثم لما کان ذلک موهما للجور دفع الوهم بذکر العدل و نبه علي وجه الحکمه بذکر الابتلاء و الاختبار، و روي: فعدل بالتشديد و التعديل التقويم، و المال واحد. و الابتلاء الامتحان، والميسور والمعسور مصدران بمعني العسر و اليسر کالمفتون بمعني الفتنه، و يمتنع عن سيبويه مجي‏ء المصدر علي مفعول، قال: الميسور الزمان الذي يوسر فيه. و الاختبار فيه- سبحانه- صورته. و غنيها و فقيرها نشر علي ترتيب اللف علي الظاهر، و الضمير فيهما الي الارزاق، و في الاضافه توسع، و يحتمل عوده الي الاشخاص- المفهوم من المقام- او الي الدنيا، او الي الارض، و لعل احديهما انسب ببعض الضمائر الاتيه. و العقابيل جمع عقبول و عقبوله بالضم، و هي قروح صغار تخرج بالشفه غب الحمي و بقايا المرض، و في تشبيه الفاقه و هي الفقر و الحاجه و آثارها بالعقابيل من اللطف ما لا يخفي لکونها مما يقبح في المنظر و تخرج في العضو الذي لا يتيسر سترها عن الناس و تشتمل علي فوائد خفيه و کذلک الفقر و

ما يتبعه، و ايضا تکون غالبا بعد التلذد بالنعم. و طوارق الافات متجددات المصائب و ما ياتي منها بغته من الطروق و هو الاتيان بالليل. و الفرج جمع فرجه و هي التفصي من الهم و فرجه الحائط ايضا، و الفرح السرور و النشاط، و الغصه بالضم، ما اعترض في الحق و الترح بالتحريک الهم و الهلاک و الانقطاع ايضا. و الاجل محرکه، مده الشي‏ء، و غايه الوقت في الموت، و حلول الدين، و تعليق الاطاله و التقصير علي الاول واضح، و اما التقديم و التاخير، فيمکن ان يکون باعتبار ان لکل مده غايه و حينئذ يرجع التقديم الي التقصير و الاطاله الي التاخير و يکون العطف للتفسير تاکيدا، و يحتمل ان يکون المراد بالتقديم جعل بعض الاعمار سابقا علي بعض و تقديم بعض الامم علي بعض مثلا فيکون تاسيسا، و يمکن ان يراد بتقديم الاجال قطع بعض الاعمار لبعض الاسباب کقطع الرحم مثلا کما ورد في الاخبار و بتاخيرها مدها لبعض الاسباب فيعود الضمير في قدمها و اخرها الي الاجال بالمعني الثاني علي وجه الاستخدام او نوع من التجوز في التعليق کما مر. و السبب في الاصل الحبل يتوسل به الي الماء و نحوه ثم توسعوا فيه، و اتصال اسباب الاجال اي اسباب انقضائها او اسباب نفسها علي المعني الثاني بالم

وت واضح، و يحتمل ان تکون الاسباب عباره عن الاجال بالمعني الاول. و خالجا اي جاذبا، و الشطن بالتحريک، الحبل، و اشطان الاجال التي يجذبها الموت هي الاعمار شبهت بالاشطان لطولها و امتدادها. و المرائر جمع مرير و مريره و هي الحبال المفتوله علي اکثره من طاق، ذکره في النهايه، و قيل: الحبال الشديده الفتل، و قيل: الطول الدقاق منها. و الاقران جمع قرن بالتحريک، و هو في الاصل حبل يجمع به البعيران و لعل المراد بمرائر اقران الاجال، الاعمار التي يرجي امتدادها لقوه المزاج و البنيه و نحو ذلک. بيان: العقابيل بقايا المرض، واحدها عقبول. و الاتراح الغموم. و الخلج الجذب و الشطن الحبل. و المرائر الحبال المفتوله علي اکثر من طاق. و الاقران الحبال.

[صفحه 299]

و کلمه من في قوله من ضمائر المضمرين بيانيه، و الضمائر الصور الذهنيه المکنونه في المدارک. والنجوي اسم يقال مقام المصدر، و هو المساره. و الخواطر ما يخطر في القلب من تدبير امر و نحو ذلک. و رجم الظنون کل ما يسبق اليه الظن من غير برهان او مسارعته، و الحديث المرجم الذي لا يدري احق هوام باطل. و عقده کل شي‏ء بالضم، الموضع الذي عقد منه و احکم. و مسارق العيون النظرات الخفيه کانها تسترق النظر لاخفائها، و او مضت المراه اذا سارقت النظر، و اومض البرق اذا لمع خفيفا و لم يعترض في نواحي الغيم، و الجفن بالفتح، غطاء العين من اعلي و اسفل و جمعه جفون و اجفن و اجفان و المقصود احاطه علمه- سبحانه- بکل معلوم جزئي و کلي ردا علي من قصر علمه علي البعض کالکليات. و الاکنان و الاکنه جمع الکن بالکسر، و هو اسم لکل ما يستتر فيه الانسان لدفع الحر و البرد من الابنيه و نحوها، و ستر کل شي‏ء و وقاوه کما قال- تعالي-: و جعل لکم من الجبال اکنانا. و قال ابن ابي‏الحديد: و يروي: اکنه القلوب و هي غلفها و اغطيتها (و) قال الله- تعالي-: و جعلنا علي قلوبهم اکنه ان يفقهوه. و غيابه البئر قعره. و اصغي اي استمع، و اصغي اليه اي مال بسمعه نحوه و است

راق السمع الاستماع في خفيه، و صاخ و اصاخ له اي استمع و مصائخ الاسماع خروقها التي يستمع بها. و الذر صغار النمل، و مصائفها المواضع التي تصيف فيها اي تقيم فيها بالصيف. و مشاتي الهوام مواضع اقامتها بالشتاء، و الهامه کل ذات سم يقتل، و ما لا يقتل فهو السامه کالعقرب، و قد يقع الهوام علي ما يدب من الحيوان کالحشرات. و الحنين شده البکاء و صوت الطرب عن حزن او فرح، و رجعه ترجيعه و ترديده، و قيل: اصل الحنين ترجيح الناقه صوتها اثر ولدها، و المولهات النوق، و کل انثي حيل بينها و بين اولادها، و في بعض النسخ: الموالهات و اصل الوله زوال العقل و التحير من شده الوجد. و الهمس اخفي ما يکون من صوت القدم او کل صوت خفي. و المنفسح موضع السعه، و منفسح الثمره موضع نموها في الاکمام، و يروي: متفسخ بالخاء المعجمه و تشديد السين و التاء، مصدرا من تفسخت الثمره اذا انقطعت، و الويجه الدخيله و البطانه. و قال ابن ابي‏الحديد: الولائج المواضع الساتره و الواحد وليجه و هي کالکهف يستتر فيها الماره من مطر او غيره. و الغلف بضمه و بضمتين، جمع غلاف- ککتاب- و يوجد في النسخ علي الوجهين، و الکم بالکسر، وعاء الطلع و غطاء النور و جمعه اکمام و اکمه و کمام، و کل

مه من علي ما في الاصل بيانيه او تبعيضيه، و علي الروايه صله او بيانيه. و المنقمع علي زنه المفعول من باب الانفعال، موضع الاختفاء، کما في اکثر النسخ و في بعضها من باب التفعل بمعناه، و الغيران جمع غار و هو ما ينحت في الجبل شبه المغاره، فاذا اتسع قيل: کهف، و قيل: الغار الجحر ياوي اليه الوحش، او کل مطمئن في الارض او المنخفض من الجبل. و البعوض البق، و قيل: صغارها، و الواحده بهاء و مختبا البعوض موضع اختفائه، و السوق جمع ساق، و الالحيه جمع اللحاء- ککساء- و هو قشر وصلها، و الافنان جمع فنن بالتحريک، و هو الغصن. و الحط الحدر من علو الي سفل و الامشاج قيل: مفرد، و قيل: جمع مشج بالفتح او بالتحريک او مشيج علي فعيل اي المختلط. قيل في قوله- تعالي-: من نطفه امشاج: اي اخلاط من الطبائع من الحراره و البروده و الرطوبه و اليبوسه، و قيل: من الاجزاء المختلفه في الاستعداد، و قيل: امشاج اي اطوار: طورا نطفه، و طورا علقه، و هکذا، و قيل: اي اخلاط من ماء الرجل و ماء المراه و سياتي الکلام فيه. و کلامه- عليه‏السلام- يويد بعض الوجوه الاوله کما لا يخفي. و المسارب المواضع التي ينسرب فيه المني اي يسيل، او ينسرب فيها المني اي يختفي، من قولهم انسر

ب الوحشي اذ دخل في جحره و اختفي، او مجاري المني من السرب بمعني الطريق، و المراد او عيتها من الاصلاب او مجاريها، و تفسير المسارب بالاخلاط التي يتولد منها المني کما احتمله ابن ميثم بعيد، و المراد بمحط الامشاج مقر النطفه من الرحم او من الاصلاب علي بعض الوجوه في المسارب فتکون کلمه من تبعيضيه، و لعل الاول اظهر. و الناشئه من السحاب اول ما ينشا منه و لم يتکامل اجتماعه او المرتفع منه، و متلاحم الغيوم ما التصق منها بعضها ببعض. و الدرور السيلان، و القطر بالفتح، المطر، و الواحده قطره، و السحائب جمع سحابه، و متراکمها المجتمع المتکاثف منها، و في بعض النسخ: و تراکمها. و سفت الريح التراب تسفيه اي ذرته و رمت به او حملته، و الاعاصير جمع الاعصار و هو بالکسر الريح التي تهب صاعدا من الارض نحو السماء کالعمود، و قيل: التي فيها نار، و قيل: التي فيها العصار و هو الغبار الشديد، و ذيولها اطرافها التي تجرها علي الارض، و لطف الاستعاره ظاهر. و عفت الريح الاثر اذا طمسته و محته، و عفي الاثر اذا انمحي، يتعدي و لا يتعدي. والعوم السباحه و سير السفينه و الابل، و بنات الارض بتقديم الباء علي ما في اکثر النسخ، الحشرات و الهوام التي تکون في الرمال

و غيرها کاللحکه و العصابه و غيرهما، و حرکتها في الرمال لعدم استقرارها تشبه السباحه، و في بعض النسخ بتقديم النون، فالمراد حرکه عروقها في الرمال کارجل السابحين و ايديهم في الماء، و الکثبان بالضم، جمع الکثيب و هو التل من الرمل. و المستقر موضع الاستقرار، و يحتمل المصدر. و ذروه الشي‏ء بالضم و الکسر، اعلاه. و غرد الطائر- کفرح- و غرد تغريدا رفع صوته و طرب به و ذوات المنطق من الطيور ماله صوت و غناء کان غيره ابکم لا يقدر علي المنطق. و الدياجير جمع ديجور و هو الظلام و المظلم و الاضافه علي الثاني من اضافه الخاص الي العام، و الوکر بالفتح، عش الطائر. و ما اوعته الاصداف اي ما حفظته و جمعته من اللئالي. و الحضن بالکسر، ما دون الابط الي الکشح او الصدر، او العضدان و ما بينهما، و حضن الصبي- کنصر- جعله في حضنه، و ما حضنته الامواج العنبر و المسک و غيرهما. و ما غشيته اي غطته، و السدفه بالضم، الظلمه. و ذرت الشمس اي طلعت، و شرقت الشمس و اشرقت اي اضائت. و ما اعتقبت اي تعاقبت و جائت واحده بعد اخري، و الاطباق جمع طبق بالتحريک، و هو غطاء کل شي‏ء و تارات الظلمه تستر الاشياء کالاغطيه. و سبحات النور مراته، و سبحات وجه الله انواره، و قال ا

بن ابي الحديد: ليس يعني بالسبحات ههنا ما يعني به في قوله سبحات وجه ربنا لانه هناک بمعني الجلاله، و ههنا بمعني ما يسبح عليه النور اي يجري من سبح الفرس و هو جريه، و المتعاقبان النور و الظلمه‏اي ما تغطيه ظلمه بعد نور و نور بعد ظلمه، و يحتمل ان يراد تعاقب افراد کل منهما. و اثر القدم علامته التي تبقي في الارض، و الخطوه المشيه. و الحس الصوت الخفي. و رجع الکلمه ما ترجع به من الکلام الي نفسک و تردده في فکرت او جواب الکلمه او ترديد الصوت و ترجيعه عند التلفظ بالکلمه، او ارجاع النفس للتلفظ بکلمه بعد الوقف علي کلمه، و الرجع يکون لازما و متعديا. و النسمه محرکه، الانسان او کل دابه فيها روح، و مستقر النسمه اما الصلب او الرحم او القبر او مکانه في الدنيا او في الاخره او الاعم. و مثقال الذره و زنها لا امثقال المعروف کما قال تعالي: ان الله لا يظلم مثقال ذره. و الهمهمه الصوت الخفي او ترديد الصوت في الحلق او تردد الصوت في الصدر من الهم. کل نفس هامه اي ذات همه تعزم علي امر، و الوصف للتعميم، و ما عليها اي علي الارض بقرينه المقام کقوله- تعالي-: کل من عليها فان. و النطفه ماء الرجل و الماء الصافي قل او کثر و يطلق علي قليل ماء في دلوا

و قربه و الاول اظهر في المقام. و قرارتها موضعها الذي تستقر فيه، و اصل القراره المطمئن من الارض يستقر فيه ماء المطر و جمعها القرار. و نقاعه کل شي‏ء بالضم، الماء الذي ينقع فيه، و قال الشراح: النقاعه نقره يجتمع فيها الدم. و المضغه بالضم، القطعه من اللحم قدر ما يمضغ. و ناشئه الخلق الصوره ينشئها- سبحانه- في البدن او الروح التي ينفخها فيه، و السلاله بالضم، ما استل و استخرج من شي‏ء، و في الکلام اشاره الي قوله- سبحانه-: و لقد خلقنا الانسان من سلاله من طين... الي قوله: ثم انشاناه خلقا آخر فتبارک الله احسن الخالقين. ثم الغرض من ذکره هذه الاشياء التنصيص علي عموم علمه- سبحانه- مع الاشاره الي اصناف خلقه و انواع بريته و عجائب ربوبيته، فان الدليل علي علمه بها خلقه لها و حفظه و تربيته لکل منها و اظهار بدائع الحکمه في کل صفه من اوصافها و حال من احوالها کما قال- سبحانه-: الا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير. لم يلحقه في ذلک المشار اليه اما العلم بالجزئيات المذکوره و اما خلق الاشياء المذکوره قبل تفصيل المعلومات او فيها ايضا کما قلنا ان الغرض ليس محض تعلق العلم بها، کلفه اي مشقه. و لا اعترضته اي منعته، و العارضه ما يستقبلک من شي‏

ء يمنعک عن مسيرک. و لا اعتورته قيل: اعتورته احاطت به، و في اللغه: اعتوروا الشي‏ء اي تداولوه و تناوبوه، و في تنفيذ الامور اي اجرائها و امضائها و التدبير النظر في عاقبه الامر او الفعل عن رويه، و المراد هنا امضاء الامور علي وفق المصلحه و العلم بالعواقب، و الملاله السامه و الضجر، و فتر عن العمل انکسر حدته و لان بعد شدته. بل نفذفيهم علمه اي احاط علمه بظواهرهم و بواطنهم و في بعض النسخ: نفذهم علي الحذف و الايصال. و العد مصدر عددته و في بعض النسخ: عدده. و غمرهم اي غطاهم و سترهم و شملهم فضله. و کنه الشي‏ء نهايته و حقيقته.

[صفحه 304]

و الوصف الجميل ذکر الفضائل، و التعداد بالفتح، مصدر للمبالغه و التکثير، و قال الکوفيون: اصله التفعيل الذي يفيد المبالغه، قلبت ياوه الفا و بالکسر شاذ. و الامل ضد الياس، و خير خبر مبتدا محذوف، و کذلک اکرم. و البسط النشر و التوسيع، و کلمه في اما زائده او للظرفيه المجازيه و المفعول محذوف اي بسطت لي القدره او الکلام فيما لا امدح به غيرک، و الغرض شکره- سبحانه- علي فضيله البلاغه و العلم به- سبحانه- و مدائحه و التوفيق علي قصر المدح علي الله- جل شانه-. و الخيبه الحرمان، و المخلوقون هم معادنها لان عطاياهم قليله فانيه مع انهم لا يعطون غالبا، و هم مواضع الريبه اي التهمه و الشک لعدم الوثوق باعطائهم و عدم الاعتماد عليهم في رعايه مصلحه في المنع و الله- سبحانه- لا يمنع الا لمصلحه تعود الي السائل و يدخر مع ذلک له اضعاف ما سال في الدار الباقيه. و المثوبه الثواب، و الجزاء المکافاه علي الشي‏ء، و العارفه الاحسان. دليلا علي ذخائر الرحمه اي هاديا الي اسبابها بالتوفيق و التاييد، و ذخائر الرحمه عظائم العطايا، و اصل الذخيره المختار من کل شي‏ء او ما يعده الرجل ليوم حاجته. و هذا مقام اسم مکان، و يحتمل المصدر. و المحمده بفتح

الميم و کسرها، مصدر حمده- کسمعه-. و الفاقه الفقر، و الجبر في الاصل اصلاح العظم المکسور، و المسکنه الخضوع و الذله و قله المال و سوء الحال. و نعشه رفعه، و الخله بالفتح، الفقر و الحاجه، و ضميرا مسکنتها و خلتها راجعان الي الفاقه و في الاضافه توسع. و المن العطاء، و مد الايدي کنايه عن الطلب و اظهار الحاجه و القدير مبالغه في القادر. و انما بسطنا الکلام بعض البسط في شرح هذه الخطبه لکونها من جلائل الخطب، و ذکرنا جميعها لذلک و لکون اکثرها متعلقا بمطالب هذا المجلد، و تفريقها علي الابواب کان يوجب تفويت نظام البلاغه و کما لها کما فوت السيد- رحمه الله- کثيرا من فوائد الخطبه باختصارها و اختيارها، و اما دلالتها علي حدوث السماء و الارض و الملائکه و غير ذلک فغير خفي علي المتامل فيها.


صفحه 264، 269، 271، 272، 274، 276، 281، 289، 297، 299، 304.