خطبه 004-اندرز به مردم











خطبه 004-اندرز به مردم



[صفحه 81]

قوله- عليه‏السلام-: و تسنمتم العلياء اي رکبتم سنامها، و سنام کل شي‏ء اعلاه، اي بتلک الهدايه علي قدرکم. و بنا انفجرتم و روي افجرتم، قال ابن ابي الحديد: هو نحو اغد البعير اي صرتم ذوي فجر. و عن للمجاوزه اي منتقلين عن السرار. و السرار الليله و الليتان يستر فيهما القمر في آخر الشهر. اقول: و علي الروايه الاخري لعل المعني: انفجرتم انفجار العين من الارض او الصبح من الليل. وقر سمع دعاء علي السمع الذي لم يفقه کلام الداعي الي الله بالثقل و الصم. کيف يراعي النباه اي من اصمته الصيحه القويه فانه لم يسمع الصوت الضعيف، و المعني: من لم ينتفع بالمواعظ الجليه کيف ينتفع بالعبر الضعيفه، و لعله کنايه عن ضعف دعائه بالنسبه الي دعاء الله و رسوله. ربط جنان دعاء للقلوب الخائفه الوجله التي لا تزال تخفق من خشيه الله و الاشفاق من عذابه بالسکينه و الثبات و الاطمئنان، و التقدير: ربط جنان نفسه، و من روي بضم الراء فالمعني: ربط الله جنانا کانت کذلک و هو اظهر. الخفقان بالتحريک، التحرک و الاضطراب.

[صفحه 82]

مازلت انتظر بکم الخطاب لبقيه اصحاب الجمل او مع المقتولين او الاخير فقط و اضافه عواقب الغدر بيانيه او لاميه. و التوسم التفرس، اي کنت اتفرس منکم انکم ستغترون بالشبه الباطله. سترني عنکم جلباب الدين اي الدين حال بينکم و بيني فلم تعرفوا ما اقوي عليه من الغلظه عليکم و قتلکم، و سترني عن اعين قلوبکم ما وقفني عليه الدين من الرفق و الشفقه و سحب ذيل العفو علي الجرائم، و يحتمل ان يکون المعني: اظهارکم شعار الاسلام عصمکم مني مع علمي بنفاقکم فاجريتکم مجري المخلصين، و هذا انسب بما رواه بعضهم سترکم عني. و بصرنيکم صدق النيه اي يجعلني بصيرا بکم اخلاصي لله- تعالي- و به صارت مراه نفسي صافيه کما قال النبي- صلي الله عليه و آله-: المومن ينظر بنور الله، ذکره ابن ميثم و الراوندي. و يحتمل ان يکون المراد بصدق النيه العلم الصادق الحاصل له- عليه‏السلام- بنفاقهم من العلامات کما قال الله- تعالي-: فلعرفتهم بسيماهم و لتعرفنهم في لحن القول. اي انزلکم منزله المخلصين لظاهر اسلامکم مع علمي واقعا بنفاقکم. و قال الراوندي- رحمه الله-: و يحتمل وجه آخر و هوان يکون المعني: انما اخفي رتبتي و منزلتي عليکم ما انا متباطئه التخلق باخلاق الديانه

و هو انه لا يعرفهم نفسه لمفاخرها و ماثرها فيکون من باب قوله ان هيهنا لعلما جما لو اصبت له حمله، و علي هذا يکون معناه: انکم ان قد صدقت نياتکم و نظرتم بعين صحيحه و انصفتموني ابصرتم منزلتي. اقمت لکم علي سنن الحق اي قمت لکم علي جاده طريق الحق حيث يضل من تنکب عنه و لا دليل غيري، و حيث تحتفرون الابار لتحصيل الماء. و لا تميهون اي لا تجدون ماء. اليوم انطق لکم العجماء کني بالعجماء ذات البيان عن العبر الواضحه و ما حل لقوم فسقوا عن امر ربهم و عما هو واضح من کمال فضله- عليه‏السلام- و عن حال الدين و مقتضي اوامر الله- تعالي- فان هذه الامور عجماء لا نطق لها مقالا ذات البيان حالا. و لما بينها- عليه‏السلام- لهم و عرفهم ما يقوله لسان حالها فکانه- عليه‏السلام- انطقها لهم، و قيل: العجماء صفه لمحذوف، اي الکلمات العجماء، و المراد بها ما في هذه الخطبه من الرموز التي لا نطق لها مع انها ذات بيان عند اولي الاباب. عزب اي بعد، و يحتمل الاخبار و الدعاء. و اوجس في نفسه خيفه اضمر. اليوم تواقفنا اي انا واقف علي سبيل الحق و انتم علي الباطل. من وثق بماء لعل المراد من کان علي الحق و ايقن ذلک و اعتمد علي ربه لا يبالي بما وقع عليه کما ان من وثق

بماء لم يفزعه عطشه. و قال الشارحون: اي ان سکنتم الي قولي و وثقتم به کنتم ابعد عن الضلال و اقرب الي اليقين. و قال القطب الراوندي - رحمه‏الله-: اخبرنا بهذه الخطبه جماعه عن جعفر الدوريستي، عن ابيه محمد بن العباس، عن محمد بن علي بن موسي، عن محمد بن علي الاسترآبادي، عن علي بن محمد بن سيار، عن ابيه، عن الحسن العسکري، عن آبائه، عن اميرالمومنين- عليهم السلام-.


صفحه 81، 82.