خطبه 065-در آداب جنگ











خطبه 065-در آداب جنگ



[صفحه 192]

قال بعض الشارحين: هذا الکلام خطب به اميرالمومنين - عليه‏السلام- في اليوم الذي کانت عشيته ليله الهرير في کثير من الروايات. و في روايه نصر بن مزاحم: انه خطب به اول ايام الحرب بصفين و ذلک في صفر من سنه سبع و ثلاثين. و المعشر الجماعه. و استشعار الخشيه ان يجعلوا الخوف من الله- عزوجل- ملازما لهم کالشعار و هو من اللباس ما يلي شعر الجسد، و يحتمل علي بعد ان يراد به اخفاء الخوف عن العدو اذا لم يکن سلبه عن النفس. و الجلباب بالکسر، القميص او ثوب واسع للمراه دون الملحقه، او الملحفه او الخمار او ثوب کالمقنعه تغطي به المراه راسها و ظهرها و صدرها و تجلبت اي اتخذ. و السکينه الوقار و التاني في الحرکه و السير. و النواجذ اقاصي الاضراس و هي اربعه بعد الارحاء، و قيل: هي الضواحک التي تبدو عند الضحک، و قيل: انياب، و قيل: التي يليها، و قيل: الاضراس کلها. نبا السيف عن الضريبه اذا لم يعمل فيها. و الهام جمع هامه و هي راس کل شي‏ء. و الامر اما محمول علي الحقيقه لان هذا العض تصلب الاعصاب و العضلات فيکون تاثير السيف في الراس اقل، او کنايه عن شده الاهتمام بامر الحرب، او الصبر و تسکين القلب و ترک الاضطراب فانه اشد ابعادا لسيف ال

عدو عن الراس و اقرب الي النصر. و الضمير في قوله و انه يعود الي المصدر الذي دل عليه عضوا کقولک: من احسن کان خيرا له. و اللامه بفتح اللام و الهمزه الساکنه، الدرع، و قيل: جميع آلات الحرب و السلاح، و اکمال اللامه علي الاول ان يزاد عليها البيضه و السواعد و نحوهما و اتخاذها کامله شامله للجسد. و القلقله التحريک. و الغمد بالکسر، جفن السيف. و سل السيف اخراجه عن الغمد، و قيل: سلها اي قبل وقت الحاجه الي سلها. و اللحظ النظر بموخر العين. و الخزر بسکون الزاي، النظر بلحظ العين. و الشزر بالفتح، الطعن عن اليمين و الشمال، و قيل: اکثر ما يستعمل في الطعن عن اليمين خاصه، و قال ابن الاثير في النهايه في حديث علي- عليه‏السلام-: الحظوا الشزر، و اطعنوا اليسر و الشزر النظر بموخر العين و هو نظر الغضبان، و اليسر بالفتح، الطعن حذاء الوجه، و الخزر و الشزر صفتان لمصدرين محذوفين اي الحظوا لحظا خزرا، و اطعنوا طعنا شزرا، و اللام للعهد. و فائده الامر الاول واضحه فان النظر بموخر العين يهيج الحميه و الغضب و يدفع طمع العدو و يغفله عن التعرض، و بملا العين يورث الجبن و علامه له عند العدو و يصير سببا لتحرزه و اخذ اهبته و التوجه الي القرن. و اما الام

ر الثاني فقيل: انه يوسع المجال علي الطاعن، و اکثر المناقشه للخصم في الحرب تکون عن يمينه و عن شماله، و يمکن ان تکون الفائده ان احتراز العدو عن الطعن حذاء الوجه اسهل و الغفله عنه اقل، هذا علي ما في الاصل، و ما في النهايه يخالفه. و المنافحه المضاربه و المدافعه. و الظبي جمع ظبه بالضم فيها، و هي طرف السيف و حده، و يطلق علي حد السيف و السنان، قيل: المعني: قاتلوا بالسيوف، و اصله ان يقرب احد المتقابلين الي الاخر بحيث يصل نفح کل منهما اي ريحه و نفسه الي صاحبه، و قيل: اي ضاربوا باطراف السيوف، و فائدته ان مخالطه العدو و القرب الکثير منه يشغل عن التمکن من حربه، و ايضا لا يوثر الضرب کما ينبغي مع القرب المفرط. قوله- عليه‏السلام- وصلوا السيوف بالخطا وصل الشي‏ء بالشي‏ء جعله متصلا به. و الخطي جمع خطوه بالضم فيهما، و المعني: اذا قصرت السيوف عن الضريبه فتقدموا تلحقوا و لا تصبروا حتي يلحقکم العدو، و هذا التقدم يورث القاء الرعب في قلب العدو. و روي انه قيل له- عليه‏السلام- في بعض الغزوات: ما اقصر سيفک! فقال: اطوله بخطوه. و في روايه ابن الاثير صلوا السيوف بالخطي، و الرماح بالنبل اي اذا لم تلحقهم بالرماح فارموهم بالسهام. و المراد بک

ونهم بعين الله انه- سبحانه- يريهم و يعلم اعمالهم، و الباء مثلها في قولک: انت بمر اي مني و مسمع اي بحيث اراک و اسمع کلامک، فيکون تمهيدا للنهي عن الفرار و انه- سبحانه- يحفظهم و ينصرهم لکونهم علي الحق کما يناسب کونهم مع ابن عم الرسول- صلي الله عليه و آله-. و الکر الرجوع و الحمله، و معاودته عند التحرف للقتال او التحيز الي فئه او عند الفرار جبنا لو کان، او المراد: لا تقصروا علي حمله للياس عن حصول الغرض بل عاودوا و احملوا کره بعد اخري. و الاعقاب جمع عقب بالضم و بضمتين، اي العاقبه، و المعني ان الفرار عار في عاقبه امرکم و ما يتحدث به الناس في مستقبل الزمان علي ما قيل، او جمع عقب- ککتف- او عقب بالفتح، اي الولد و ولد الولد، و المعني ان الفرار مما يعير به اولادکم. و طاب نفسي بالشي‏ء و طيب به نفسا اذا لم يکرهک عليه احد و التعديه ب عن لتضمين معني التجافي و التجاوز، و نفسا منصوب علي التمييز، و افراده مع عدم اللبس اولي، و لعل المعني: و ظنوا انفسکم علي بذلها في سبيل الله، و ارضوا به للحياه الباقيه و اللذات الدائمه. و السجح بضمتين، السهل. و سواد الناس عامتهم، و المراد معظم القوم المجتمعين علي معاويه. و الرواق- ککتاب- الفصطاط

و القبه، و قيل: هو ما بين يدي البيت. و المطنب المشدود بالاطناب، و المراد مضرب معاويه و کان في قبه عاليه و حوله صناديد اهل الشام. و ثبج الشي‏ء بالتحريک، وسطه و معظمه. و کمن- کنصر و سمع- اي استخفي. و کسر الخبا بالکسر، الشقه السفلي يرفع احيانا و يرخي اخري. و الوثبه الطفره. و نکص- کنصر و ضرب- اي رجع. و الشيطان هو ابليس لا معاويه- کما قيل- لانه کان بارزا في الصدر لا کامنا في الکسر الا ان يکون ذلک لبيان جبنه. و تقديم اليد للوثبه و تاخير الرجل للنکوص لا ينافي اراده ابليس فانه کان من رفقاء معاويه و اصحاب يثب بوثوبهم و يرجع برجوعهم، و يمکن ان يراد بوثبته طمعه في غلبه اصحاب معاويه و تحريصهم علي القتال و بالنکوص ما يقابله، و يحتمل ان يراد بالشيطان عمرو بن العاص، و الاول اظهر، و حمله علي القوه الوهميه- کما قيل- من الاوهام الفاسده. و الصمد بالفتح، القصد، و ناصبه محذوف، و التاکيد للتحريص علي قصد العدو و الصبر علي الجهاد، او التقرب الي الله- تعالي- و اخلاص النيه في الاعمال التي من جملتها الجهاد. و انجلي الشي‏ء و تجلي اي انکشف و ظهر. و عمود الحق لعله للتشبيه بالفجر الاول، و فيه اشعار بعدم الظهور لاکثر القوم کما ينبغي. و انت

م الاعلون الواو للحال اي الغالبون علي الاعداء بالظفر او بانکم علي الحق. و الله معکم اي بالنصر و الحياطه او لانکم انصاره. و لن يترکم اي لا ينقصکم الله جزاء اعمالکم بل يوفيکم اجورکم، و قيل: اي لا يضيع اعمالکم، من وترت الرجل اذا قتلت له حميما. و لعل حاصل المعني: اقصدو ربکم باعمالکم التي منها جهاد اعدائکم، و اخلصوا نياتکم حتي ينجلي لکم انکم علي الحق کما قال- تعالي-: و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و ان الله لمع المحسنين. و الجمله الحاليه تفيد انهم علي الحق و من انصار الله و حزبه، او اقصدوا اعدائکم بتصميم العزم حتي يظهر آيه النصر و ينجز الله لکم ما وعد من الظفر، و وعده الحق، و يمکن ان يراد بالحق الطريقه المستقيمه و ان يکون الظفر سببا لظهوره للقوم.


صفحه 192.