خطبه 064-در علم الهي











خطبه 064-در علم الهي



[صفحه 190]

قوله- عليه‏السلام- لم تسبق له حال حالا اما مبني علي ما مر من عدم کونه- تعالي- زمانيا، فان السبق و التقدم و التاخر انما تلحق الزمانيات المتغيرات، و هو- تعالي- خارج عن الزمان، او المعني انه ليس فيه تبدل حال و تغير صفه بل کل ما يستحقه من الصفات الذاتيه الکماليه يستحقها ازلا و ابدا فلا يمکن ان يقال: کان استحقاقه للاوليه قبل استحقاقه للاخريه، او کان ظاهرا ثم صار باطنا بل کان ازلا متصفا بجميع ما يستحقه من الکمالات، و ليس محلا للحوادث و التغيرات، او انه لا يتوقف اتصافه بصفه علي اتصافه باخري بل کلها ثابته لذاته من غير ترتيب بينها و لعل الاوسط اظهر. قوله- عليه‏السلام- کل مسمي بالوحده. غيره قليل قيل: المعني انه- تعالي- لا يوصف بالقله و ان کان واحدا اذ المشهور من معني الواحد کون الشي‏ء مبدا لکثره يکون عادا لها و مکيالا، و هو الذي تلحقه القله و الکثره الاضافيتان، فان کل واحد بهذا المعني هو قليل بالنسبه الي الکثره التي تصلح ان تکون مبدا لها، و لما کان- تعالي- منزها عن الوصف بالقله و الکثره لما يستلزمانه من الحاجه و النقصان اللازمين لطبيعه الامکان اثبت القله لکل ما سواه فاستلزم اثباتها لغيره في معرض المدح له

نفيها عنه، و قيل: ان المراد بالقليل الحقير لان اهل العرف يحقرون القليل و يستعظمون الکثير. اقول: الاظهر المراد ان الوحده الحقيقته مخصوصه به- تعالي- و انما يطلق علي غيره بمعني مجازي موول بقله معاني الکثره فان للکثره معان مختلفه: الکثره بحسب الاجناس او الانواع او الاصناف او الافراد و الاشخاص او الاعضاء او الاجزاء الخارجيه او العقليه او الصفات العارضه، فيقال للجنس: جنس واحد مع اشتماله علي جميع انواع التکثرات لکون کثرته اقل مما اشتمل علي التکثر الجنسي ايضا و هکذا فظهر ان معني الواحد في غيره- تعالي- ليس بواحد حقيقه. هذا ما خطر بالبال و الله يعلم. و قد مر تفسير سائر الفقرات و نظائرها مرارا.


صفحه 190.