خطبه 003-شقشقيه











خطبه 003-شقشقيه



[صفحه 60]

هذه الخطبه من مشهورات خطبه- صلوات الله عليه- روتها الخاصه و العامه في کتبهم و شرحوها و ضبطوا کلماتها کما عرفت روايه الشيخ الجليل المفيد و شيخ الطائفه و الصدوق، و رواها السيد الرضي- رضي الله عنه- في نهج البلاغه و الطبرسي في الاحتجاج- قدس الله ارواحهم- و روي الشيخ ابو نصر الحسن بن محمد بن ابراهيم، عن الحاجب ابي الوفا محمد بن بديع و الحسين بن احمد بن عبدالرحمن، عن الحافظ ابي بکر بن مردويه الاصفهاني، عن سليمان بن احمد الطبراني، عن احمد بن علي الاباد، عن اسحاق بن سعيد ابي سلمه الدمشقي، عن خليد بن دعلج، عن عطاء بن ابي رباح، عن ابن عباس قال کنا مع علي- عليه‏السلام- بالرحبه فجري ذکري الخلاقه و من تقدم عليه فيها، فقال: اما والله لقد تقمصها فلان...) الي آخر الخطبه. و من اهل الخلاف رواها ابن الجوزي في مناقبه، و ابن عبدر به في الجزء الرابع من کتاب العقد، و ابو علي الجبائي في کتابه، و ابن الخشاب في درسه علي ما حکاه بعض الاصحاب، والحسن بن عبدالله بن سعيد العسکري في کتاب المواعظ و الزواجر علي ما ذکره صاحب الطرائف، و فسر ابن الاثير في النهايه لفظ الشقشقه ثم قال: و منه حديث علي- عليه‏السلام- في خطبه له: تلک شقشقه

هدرت ثم قرت، و شرح کثيرا من الفاظها. و قال الفيروز آبادي في القاموس عن تفسيرها: الشقشقه بالکسر، شيء کالريه يخرجه البعير من فيه اذا هاج. و الخطبه الشقشقيه العلويه لقوله لابن عباس لما قال: لواطر دت مقالتک من حيث افضيت: يا ابن عباس! هيهات، تلک شقشقه هدرت ثم قرت. و قال عبدالحميد ابن ابي الحديد ردا علي من قال انها تاليف السيد الرضي: قد وجدت انا کثيرا من هذه الخطبه في تصانيف شيخنا ابي القاسم البلخي اما البغداديين من المعتزله و کان في دوله مقتدر قبل ان يخلق السيد الرضي بمده طويله، و وجدت ايضا کثيرا منها في کتاب ابي جعفر بن قبه احد متکلمي الاماميه و کان من تلامذه الشيخ ابي القاسم البلخي و مات قبل ان يکون الرضي موجودا. ثم حکي عن شيخه مصدق الواسطي انه قال: لما قرات هذه الخطبه علي الشيخ ابي محمد عبدالله بن احمد المعروف بابن الخشاب قلت له: اتقول: انها منحوله؟ فقال: لا والله، و اني لا علم انها کلامه کما اعلم انک مصدق. قال فقلت له: ان کثيرا من الناس يقولون: انها من کلام الرضي! فقال لي: اني للرضي و لغير الرضي هذا النفس و هذا الاسلوب؟! قد وقفنا علي رسائل الرضي و عرفنا طريقته و فنه في الکلام المنثور. ثم قال: و الله قد وقفت

علي هذه الخطبه في کتب قد صنفت قبل ان يخلق الرضي بمائتي سنه، و لقد وجدتها مسطوره بخطوط اعرف انها خطوط من هو من العلماء و اهل الادب قبل ان يخلق النقيب ابو احمد والد الرضي. و قال ابن ميثم البحراني- قدس سره-: وجدت هذه الخطبه بنسخه عليها خط الوزير ابي الحسن علي بن محمد بن الفرات وزير المقتدر بالله و ذلک قبل مولد الرضي بنيف و ستين سنه. انتهي. و من الشواهد علي بطلان تلک الدعوي الواهيه الفاسده ان القاضي عبد الجبار الذي هو من متعصبي المعتزله قد تصدي في کتاب المغني لتاويل بعض کلمات الخطبه و منع دلالتها علي الطعن في خلافه من تقدم عليه و لم ينکر استناد الخطبه اليه. و ذکر السيد المرتضي- رضي الله عنه- کلامه في الشافي و زتفه و هو اکبر من اخيه الرضي- قدس الله روحهما- و قاضي القضاه متقدم عليهما، و لو کان يجد للقدح في استناد الخطبه اليه- عليه‏السلام- مساغا لما تمسک بالتاويلات الرکيکه في مقام الاعتذار و قدح في صحتها کما فعل في کثير من الرويات المشهوره و کفي للمنصف وجودها في تصانيف الصدوق- رحمه الله- و کانت وفاته سنه تسع و عشرين و ثلثمائه و کان مولد الرضي- رضي الله عنه- سنه تسع و خمسين و ثلاثمائه. و لنشرح الخطبه ثانيا لمزيد الا

يضاح و التبيين و للاشاره الي ما ذکره في تفسيرها و شرحها بعض المحققين و نبني الشرح علي ما اورده السيد- قدس سره- في النهج ليظهر مواضع الاختلاف بينه و بين ما سلف من الروايات مستعينا بخالق البريات. قال السيد: و من خطبه له- عليه السلام المعروفه بالشقشقيه: اما و الله لقد تقصمها فلان اي اتخذها قميصا، و في التشبيه بالقميص الملاصق للبدن دون سائر الاثواب تنبيه علي شده حرصه عليها، والضمير راجع الي الخلافه کما ظهر من سائر الروايات. و فلان کنايه عن ابي‏بکر و کان في نسخه ابن ابي الحديد: ابن ابي قحافه بضم القاف و تخفيف الحاء کما في بعض الروايات الاخر، و في بعضها اخوتيم، و الظاهر ان التعبير بالکنايه نوع تقيه من السيد- رحمه الله-، و النسخه المقروئه عليه کانت متعدده فلعله عدل في بعضها عن الکنايه لزوال الخوف، و يمکن ان تکون التقيه من النساخ و يدل علي ان الکنايه ليست من لفظه- عليه‏السلام- عن ابي‏بکر بابن ابي قحافه دون الالقاب الما دحه علي استخفاف به بانه قد کانت العاده في ذلک الزمان ان يسمي احدهم صاحبه و يکنيه و يضيفه الي ابيه حتي کانوا ربما قالوا لرسول الله- صلي الله عليه و آله-: يا محمد! فليس في ذلک استخفاف و لا دلاله علي الو

ضع. فاجاب السيد- رضي الله عنه- بما في الشافي عن بانه ليس ذلک صنع من يريد التعظيم و التبجيل و قد کانت لابي بکر عندهم من الالقاب الجميله ما يقصد اليه من يريد تعظيمه، و قوله ان رسول الله- صلي الله عليه و آله- کان ينادي باسمه فعاذ الله، ما کان ينادي باسمه الا شاک فيه او جاهل من طغام الاعراب و قوله ان ذلک عاده العرب فلا شک ان ذلک عادتهم فيمن لا يکون له من الالقاب افخمها و اعظمها کالصديق و نحوه. و انه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحي الواو للحال، و قطب الرحي الحديده المنصوبه في وسط السفلي من حجري الرحي التي تدور حولها العليا، اي تقمص الخلافه مع علمه: اني مدار امرها و لا تنتظم الا بي و لا عوض لها عني کما ان الرحي لا تدور الا بالقلب و لا عوض لها عنه. و قال ابن ابي الحديد: عندي انه اراد امرا آخر و هو اني من الخلافه في الصميم و في وسطها و بحبوحتها کما ان القطب وسط دائره الرحي، و لا يخفي نقصان التشبيه حينئذ. و قال في المغني: اراد انه اهل لها و انه اصلح منه للقيام بها، يبين ذلک ان القطب من الرحي لا يستقل بنفسه و لا بد في تمامه من الرحي فنبه بذلک علي انه احق و ان کان قد تقمصها. ورده السيد- رضي الله عنه- بان هذا التا

ويل مع انه لا يجري في غير هذا اللفظ من الالفاظ المرويه عنه- عليه السلام- فاسد لان مفاد هذا الکلام ليس الا التفرد في الاستحقاق و ان غيره لا يقوم مقامه، لا انه اهل للامر و موضع له. و قوله ان القطب لا يستقل بنفسه تاويل علي عکس المراد فان المستفاد من هذا الکلام عند من يعرف اللغه عدم انتظام دوران الرحي بدون القطب، لا عدم استقلال القطب بدون الرحي. ينحدر عني السيل، و لا يرقي الي الطير، انحدار السيل لعله کنايه عن افاضه العلوم و الکمالات و سائر النعم الدنيويه و الاخرويه علي المواد القابله. و قيل: المعني اني فوق السيل بحيث لا يرتفع الي و هو کما تري. ثم انه- عليه‏السلام- ترقي في الوصف بالعلو بقوله و لا يرقي الي الطير، فان مرقي الطير اعلي من منحدر السيل فکيف ما لا يرقي اليه، و الغرض اثبات اعلي مراتب الکمال للدلاله علي بطلان خلافه من تقمصها لقبح تفضيل المفضول. فسدلت دونها ثوبا، و طويت عنها کشحا يفال: سدل الثوب يسدله بالضم، اي ارخاه و ارسله. و دون الشي‏ء امامه قريب منه. و المعني: ضربت بيني و بينها حجابا و اعرضت عنها و يئست منها. و الکشح ما بين الخاصره الي اقصر الاضلاع، و يقال: فلان طوي کشحه اي اعرض مهاجرا و مال عني. و قيل

: اراد غير ذلک و هو ان من اجاع نفسه فقد طوي کشحه کما ان من اکل و شبع فقد ملا کشحه. و طفقت ارتئي بين ان اصول بيد جذاء، او اصبر علي طخيه عمياء، طفق في کذا اي اخذ و شرع. و ارتئي في المر اي افکر في طلب الاصلح و هو افتعل من رويه القلب او من الراي. و الصوله الحمله و الوثبه. و الجذاء بالجحيم و الذال المعجمه، المقطوعه و المکسوره ايضا کما ذکره الجوهري. و قال في النهايه في حديث علي- عليه‏السلام-: اصول بيد جذاء کني به عن قصور اصحابه و تقاعدهم عن الغزو، فان الجند للامير کاليد. و يروي بالحاء المهمله و فسره في موضعه باليد القصيره التي لا تمد الي ما يراد، قال: و کانها بالجحيم اشبه. و الطخيه بالضم کما صحح في اکثر النسخ، الظلمه او الغيم و في بعضها بالفتح. في القاموس: الطخيه الظلمه، و يثلث، و لم يذکر الجوهري سوي الضم و فسره بالسحاب. و في النهايه: الطخيه الظلمه و الغيم. و العمياء ثانيت الاعمي و وصفه الطيخه بها لان الرائي لا يبصر فيها شيئا، يقال: مفازه عمياء اي لا يهتدي فيها الدليل، و هي مبالغه في وصف الظلمه بالشده. و حاصل المعني اني لما رايت الخلافه في يد من لم يکن اهلا لها کنت متفکرا مرددا بين قتالهم بلا اعوان و بين معاينه الخ

لق علي جهاله و ضلاله و شده. يهرم فيها الکبير، و يشيب فيها الصغير، و يکدح فيها مومن حتي يلقي ربه يقال: هرم- کفرح- اي بلغ اقصي الکبر. و الشيب بالفتح، بياض الشعر. و الکدح الکد و العمل و السعي. و الجمل الثلاثه اوصاف للطخيه العمياء، و ايجابها لهرم الکبير و شيب الصغير اما لکثره الشدائد فيها فانها مما يسرع بالهرم و الشيب او لطول مدتها و تمادي ايامها و لياليها او للامرين جميعا، و علي الوجهين الاولين فسر قله- تعالي-: يوما يجعل الولدان شيبا. و کدح المومن يمکن ان يراد به لاذعه اعني التعب و مقاساه الشده في الوصول الي حقه، و قيل: يسعي فلا يصل الي حقه فالکدح بمعناه، و قيل: المراد به ان المومن المجتهد في الذب عن الحق و الامر بالمعروف يسعي فيه و يکد و يقاسي الشدائد حتي يموت. و في روايه الشيخ و الطبرسي: يرضع فيها الصغير، و يدب فيها الکبير و هو کنايه عن طول المده ايضا اي يمتد الي ان يدب کبيرا من کان يرضع صغيرا، يقال دب يدب دبيبا اي مشي علي هيئته. فرايت ان الصبر علي هاتا احجي، فصبرت و في العين قذي و في الحلق شجي، اري تراثي نهبا، کلمه ها في هاتا للتنبيه و تا للاشاره الي المونث، اشير بها الي الطخيه الموصوفه. و احجي اي اولي و اجد

ر و احق، من قولهم حجي بالمکان اذا اقام و ثبت، ذکره في النهايه. و قيل: اي اليق و اقرب بالحجي و هو العقل. و القذي جمع قذاه و هي ما يسقط في العين و في الشراب ايضا من ثبن او تراب او وسخ. و الشجي ما اعترض في الحلق و نشب من عظم و نحوه. و التراث ما يخلفه الرجل لورثته، والتاء فيه بدل من الواو. و النهب السلب و الغاره و الغنيمه. و الجمله بيان لوجود القذي و الشجي. و في روايه الشيخين و الطبرسي: فرايت الصبر و في روايه الشيخ: تراث محمد- صلي الله عليه و آله- نهبا و في تلخيص الشافي: من ان اري تراثي نهبا. و الحاصل اني بعد التردد في القتال استقر رايي علي ان الصبر اجدر و ذلک لادا القتال الي استيصال آل الرسول- صلي الله عليه و آله- کلمه الاسلام لغلبه الاعداء. و قال بعض الشارحين: في الکلام تقديم و تاخير و التقدير: و لا يرقي الي الطير فطفقت ارتئي بين کذا و کذا فرايت الصبر علي هاتا احجي فسدلت دونها ثوبا و طويت عنها کشحا و صبرت و في العين قذي... الي آخر الفصل. لانه لا يجوز ان يسدل دونها ثوبا و يطوي عنها کشحا ثم يرتئي. و التقديم و التاخير شايع في لغه العرب، قال الله- تعالي-: الذي انزل علي عبده الکتاب و لم يجعل له عوجا قيما. انتهي. و

يمکن ان يقال: سدل الثوب و طي الکشح لم يکن علي وجه البت و تصميم العزم علي الترک، بل المراد ترک العجله و المبادره الي الطلب من غير تدبر في عاقبه الامر، و لعل الفقرتين بهذا المعني انسب.

[صفحه 66]

حتي مضي الاول لسبيله، فادلي بها الي فلان بعده قيل: تقديره مضي علي سبيله، و ادلي بها الي فلان اي القاها اليه و دفعها. و التعبير بلفظ فلان کما مر. و في نسخه ابن ابي الحديد بلفظ ابن الخطاب و في بعض الروايات الي عمر. و ادلاوه اليه بها نصبه للخلافه. و کان ابن الخطاب يسمي نفسه خليفه ابي‏بکر، و يکتب الي عماله: من خليفه ابي‏بکر... حتي جائه لبيد بن ربيعه و عدي بن حاتم، فقالا لعمرو بن العاص: استاذن لنا علي اميرالمومنين، فخاطبه عمرو بن العاص باميرالمومنين، فجري ذلک في المکاتيب من يومئذ، ذکر ذلک ابن عبد البر في الاستيعاب. ثم تمثل- عليه‏السلام- بقول الاعشي: شتان ما يومي علي کورها و يوم حيان اخي جابر تمثل بالبيت انشده للمثل، و الاعشي ميممون بن جندل. و شتان اسم فعل و فيه معني التعجب. و الکور بالضم، رحل البعير باداته و الضمير راجع الي الناقه. و حيان کان صاحب حصن باليمامه و کان من سادات بني حنيفه مطاعا في قومه يصله کسري في کل سنه و کان في رفاهيه و نعمه مصونا من و عثاء السفر، لم يکن يسافر ابدا، و کان الاعشي يناديه و کان اخوه جابر اصغر سنا منه. يروي ان حيان عاتب الاعشي في نسبته الي اخيه فاعتذر بان اضطرني الي ذلک

، فلم يقبل عذره. و معني البيت کما افاده السيد المرتضي- رضي الله عنه- اظهار البعد بين يومه و يوم حيان لکونه في شده من حر الهواجر و کون حيان في راحه و خفض، و کذا غرضه- عليه السالم- بيان البعد بين يومه صابرا علي القذي و الشجي و بين يومهم فائزين بما طلبوا من الدنيا. و هذا هو الظاهر المطابق للبيت التالي له، و هو مما تمثل به- عليه‏السلام- علي ما في بعض النسخ و هو قوله: ارمي بها البيد اذ هجرت وانت بين القرو و العاصر و البيد بالکسر، جمع البيداء و هي المفازه. و التهجير السير في الهاجره و هي نصف النهار عند شده الحر. و القرو قدح من الخشب و قيل: اناء صغير او اجانه للشرب. و العاصر الذي يعصر العنب للخمر، اي انا في شده حر الشمس اسوق ناقتي في الفيافي و انت في عيش و شرب. و قال بعض الشارحين: المعني: ما ابعد ما بين يومي علي کور الناقه اداب و انصب و بين يومي منادما حيان اخي جابر في خفض و دعه. فالغرض عن التمثل اظهار البعد بين يومه- عليه السلام- بعد وفات الرسول صلي الله عليه و آله- مقهورا ممنوعا عن حقه و بين يومه في صحبه النبي- صلي الله عليه و آله- فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته اذا عقدها لاخر بعد وفاته اصل يا عجبا يا عجب

ي قلبت الياء الفا کان المتکلم ينادي عجبه و يقول له: احضر فهذا او ان حضورک. و بينا هي بين الظرفيه اشبعت فتحتها فصارت الفا و تقع بعدها اذا الفجائيه غالبا. و الاستقامه طلب الاقاله و هو في البيع فسخه للندم، و تکون في البيعه و العهد ايضا. و استقالته قوله بعد ما بويع: اقيلوني فلست بخيرکم و علي- عليه السلام- فيکم. و قد روي خبر الاستقاله الطبري في تاريخه، و البلا ذري في انساب الاشراف، و السمعاني في الفضائل، و ابو عبيده في بعض مصنفاته علي ما حکاه بعض اصحابنا، و لم يقدح الفخر الرازي في نهايه العقول في صحته و ان اجاب عنه بوجوه ضعيفه، و کفي کلامه- عليه‏السلام- شاهدا علي صحته. و کون العقد لاخر بين اوقات الاستقاله لتنزيل اشتراکهما في التحقيق و الوجود منزله اتحاد الزمان او لان الظاهر من حال المستقيل لعلمه بان الخلافه حق لغيرء بقاء ندمه و کونه متاسفا دائما خصوصا عند ظهور اماره الموت. و قوله بعد وفاته ليس ظرفا لنفس العقد بل لترتب الاثار علي المعقود بخلاف قوله في حياته و المشهور انه لما احتضر احضر عثمان و امره ان يکتب عهدا و کان يمليه عليه فلما بلغ قوله اما بعد اغمي عليه، فکتب عثمان: قد استخلفت عليکم عمر بن الخطاب، فافاق ابوبک

ر، فقال: اقرا! فقراه، فکبر ابوبکر و قال: اراک خفت ان يختلف الناس ان مت في غشيتي؟ قال: نعم. قال: جزاک الله خيرا عن الاسلام و اهله. ثم اتم العهد و امره ان يقراه علي الناس. و ذهب الي عذاب الله في ليله الثلاثاء لثمان بقين من جمادي الاخره من سنه ثلاثه عشر علي ما ذکره ابن ابي الحديد. و قال في الاستيعاب: قول الاکثر انه توفي عشي يوم الثلثاء المذکور. و قيل: ليلته، و قيل: عشي يوم الاثنين. قال: و مکث في خلافته سنتين و ثلاثه اشهر الا خمس ليال او سبع ليال، و قيل: اکثر من ذلک الي عشرين يوما. و السبب علي ما حکاه عن الواقدي انه اغتسل في يوم بارد فحم و مرض خمسه عشر يوما، و قيل: سل، و قيل: سم. و غسلته زوجته اسماء بنت عميس و صلي عليه عمر بن الخطاب و دفن ليلا في بيت عايشه. لشدما تشطرا ضرعيها اللام جواب القسم المقدر، و شد اي صار شديدا، و کلمه ما مصدريه و المصدر فاعل شد، و لا يستعمل هذا الفعل الا في التعجب. و تشطرا اما ماخوذ من الشطر بالفتح بمعني النصف، يقال: فلان شطر ماله اي نصفه. فالمعني: اخذ کل واحد منهما نصفا من ضرعي الخلافه. و اما منه بمعني خلف الناقه بالکسر، اي حلمه ضرعها، يقال: شطر ناقته تشطيرا اذا صر خلفين من اخلافها، اي

شد عليهما الصرار و هو خيط يشد فوق الخلف لئلا يرضع منه الولد، و للناقه اربعه اخلاف خلفان قادمان و هما اللذان يليان السره و خلفان آخران، و سمي- عليه‏السلام- خلفين منها ضرعا لاشتراکهما في الحلب دفعه، و لم نجد التشطر علي صيغه التفعل في کلام اللغويين. و في روايه المفيد- رحمه الله- و غيره شاطرا علي صيغه المفاعله، يقال: شاطرت ناقتي اذا احتلبت شطرا و ترکت الاخر، و شاطرت فلانا مالي اذا نا صفته. و في کثير من روايات السقينه انه- عليه‏السلام- قال لعمر بن الخطاب بعد يوم السقيفه: احلب حلبا لک شطره، اشد دوله اليوم يرده عليک غدا. و قد مهد عمر امر البيعه لابي بکر يوم السقيفه ثم نص ابوبکر عليه لما حضر اجله و کان قد استقضاه في خلافته و جعله وزيرا في امرها مساهما في وزرها، فالمشاطره تحتمل الوجهين. و في روايه الشيخ و الطبرسي ذکر التمثل في هذا الموضع بعد قوله ضرعيها. فصيرها في حوزه خشناء يغلظ کلمها، و يخشن مسها، و يکثر العثار فيها و الاعتذار منها و ليست فيها في کثيره من النسخ و الحوزه بالفتح، الناحيه و الطبيعه. و الغلظ ضد الرقه. و الکلم بالفتح، الجرح و في الاسناد توسع. و خشونه المس و الايذاء و الاضرار و هي في غير ما يستفاد من الخ

شناء فانها عباره عن کون الحوزه بحيث لا ينال ما عندها و لا يفوز بالنجاح من قصدها، کذا قيل، و قال بعض الشراح: يمکن ان يکون من في الاعتذار منها للتعليل، اي و يکثر اعتذار الناس عن افعالهم و حرکاتهم لاجل تلک الحوزه. و قال بعض الافاضل: الظاهر ان المفاد علي تقدير اراده الناحيه تشبيه المتولي للخلافه بالارض الخشناء في ناحيه الطريق المستوي، و تشبيه الخلافه بالراکب السائر فيها او بالناقه، اي اخرجها عن مسيرها المستوي و هو من يستحقها الي تلک الناحيه الحزنه فيکثر عثارها او عثار مطيها فيها فاحتاجت الي الاعتذار من عثراتها الناشيه من خشونه الناحيه، و هو في الحقيقه اعتذار من الناحيه فالعاثر و المعتذر حينئذ هي الخلافه توسعا و الضمير المجرور في منها راجع الي الحوزه او الي العثرات المفهومه من کثره العثار، و من صله للاعتذار او للصفه المقدره للاعتذار او حالا عن يکثر، اي الناشي او ناشيا منها، و علي ما في کثيره من النسخ يکون الظرف المتضمن لضمير الموصوف اعني فيها محذوفا. والعثار والاعتذار علي النسختين اشاره الي الخطا في الاحکام و غيرها و الرجوع عنها کقصه الحامله و المجنونه و ميراث الجد و غيرها. و في الاحتجاج: فصيرها و الله في ناحيه خش

ناء يجفو مسها، و يغلظ کلمها، فصاحبها کراکب الصعبه ان اشنق لها خرم و ان اسلس لها تقحم، يکثر فيها العثار، و يقل فيها الاعتذار، فالمعني انه کان يعثر کثيرا و لا يعتذر منها لعدم المبالاه او للجهل او لانه لم يکن لعثراته عذر حتي يعتذر، فالمراد بالاعتذار ابداء العذر ممن کان معذورا و لم يکن مقصرا. و في روايه الشيخ- رحمه الله- فعقدها و الله في ناحيه خشناء يخشن مسها. و في بعض النسخ: يخشي مسها، و يغلظ کلمها، و يکثر العثار و الاعتذار فيها، صاحبها کراکب الصعبه، ان اشنق لها خرم، و ان اسلس لها عصفت به. فصاحبها کراکب الصعبه ان اشنق لها خرم، و ان اسلس لها تقحم الصعبه من النوق غيرالمنقاده. و اشنق بعيره اي جذب راسها بالزمام، و يقال: اشنق البعير بنفسه اذا رفع راسه، يتعدي و لا يتعدي، و اللغه المشهوره شنق- کنصر- متعديا بنفسه، و يستعملان باللام کما صرح به في النهايه. قال السيد- رحمه الله- في النهج بعد اتمام الخطبه: قوله- عليه‏السلام- في هذه الخطبه کراکب الصعبه ان اشنق لها خرم و ان اسلس لها تقحم يريد انه اذا شدد عليها في جذب الزمام و هي تنازعه راسها خرم انفها، و ان ارخي لها شيئا مع صعوبتها تقحمت به فلم يملکها، يقال: اشنق الناقه اذا

جذب راسها بالزمام فرفعه، و شنقها ايضا. ذکره ذلک ابن سکيت في اصلاح المنطق، و انما قال: اشنق لها و لم يقل اشنقها لانه جعله في مقابله قوله اسلس لها فکانه- عليه‏السلام- قال: ان رفع راسها بالزمام بمعني امسکه عليها. انتهي. فاللام للازدواج. و الحزم الشق، يقال: خرم فلانا- کضرب- اي شق و تره انفه، و هي ما بين منخريه، فخرم هو کفرح، و المفعول محذوف و هو ضمير الصعبه کما يظهر من کلام بعض اللغويين او انفها کما يدل عليه کلام السيد و ابن الاثير و بعض الشارحين. و اسلس لها اي ارخي زمامها لها. و تقحم اي رمي نفسه في مهلکه، و تقحم الانسان الامر اي رمي فيها من غير رويه. و ذکروا في بيان المعني وجوها: منها: ان الضمير في صاحبها يعود الي الحوزه المکني بها عني الخليفه او اخلافه، و المراد بصاحبتها من يصاحبها کالمستشار و غيره، و المعني ان المصاحب للرجل المنعوت حاله في صعوبه الحال کراکب الناقه الصعبه فلو تسرع الي انکار القبائح من اعماله ادي الي الشقاق بينهما و فساد الحال، و لو سکت و خلاه و ما يصنع ادي الي خسران المال. و منها: ان الضمير راجع الي الخلافه او الي الحوزه، و المراد بصاحبها نفسه- عليه‏السلام- و المعني ان قيامي في طلب الامر يوجب م

قاتله ذلک الرجل و فساد امر الخلافه راسا و تفرق نظام المسلمين، و سکوتي عنه يورث التقحم في موارد الذل و الصغار. و منها: ان الضمير راجع الي الخلافه، و صاحبها من تولي امرها مراعيا للحق و ما يجب عليه، و المعني ان المتولي لامر الخلافه ان افرط في احقاق الحق و زجر الناس عما يريدونه باهوائهم اوجب ذلک نفار طباعهم و تفرقهم عنه لشده الميل الي الباطل، و ان فرط في المحافظه علي شرائطها القاه التفريط في موارد الهلکه، و ضعف هذا الوجه و بعده واضح. هذا ما قيل من الوجوه و لعل الاول اظهر و يمکن فيه تخصيص الصاحب به- عليه‏السلام- فالغرض بيان مقاساته الشدائد في ايام تلک الحوزه الخشناء للمصاحبه، و قد کان يرجع اليه- عليه‏السلام- بعد ظهور الشناعه في العثرات و يستشيره في الامور للاغراض. و يحتمل عندي وجه آخر و هو ان يکون المراد بالصاحب عمر، و بالحوزه سوء اخلاقه، و يحتمل ارجاع الضمير الي الخلافه، و الحاصل انه کان لجهله بالامور و عدم استحقاقه للخلافه و اشتباه الامور عليه کراکب الصعبه فکان يقع في امور لا يمکنه التخلص منها، او لم يکن شي‏ء من اموره خاليا عن المفسده، فاذا استعمل الجراه و الجلاده و الغلظه کانت علي خلاف الحق، و ان استعمل اللين

کان للمداهنه في الدين. فمني الناس- لعمر الله- بخبط و شماس، و تلون و اعتراض، مني علي المجهول، اي ابتلي. و العمر بالضم و الفتح، مصدر عمر الرجل بالکسر، اذا عاش زمانا طويلا، و لا يستعمل في القسم الا العمر بالفتح، فاذا ادخلت عليه اللام رفعته بالابتداء و اللام لتوکيد الابتداء و الخبر محذوف، و التقدير لعمر الله قسمي، و ان لم تات باللام نصبته نصب المصادر. و المعني علي التقديرين: احلف ببقاء الله و دوامه. و الخبط بالفتح، السير علي غير معرفه و في غير جاده. و الشماس بالکسر، النفار، يقال: شمس الفرس شوسا و شماسا اي منع ظهره فهو فرس شموس بالفتح و به شماس. و التلون في الانسان ان لا يثبت علي خلق واحد. و الاعتراض السير علي غير استقامه کانه يسير عرضا، و الغرض بيان شده ابتلاء الناس في خلافته بالقضايا الباطله لجهله و استبداده برايه مع تسرعه الي الحکم و ايذائهم بحدته و بالخشونه في الاقوال و الافعال الموجبه لنفارهم عنه و بالنفار عن الناس کالفرس الشموس، و التلون في الاراء و الاحکام لعدم ابتنائها علي اساس قوي و بالخروج عن الجاده المستقيمه التي شرعها الله لعباده، او بالوقوع في الناس في مشهدهم و مغيبهم، او بالحمل علي الامور الصعبه و ا

لتکاليف الشاقه، و يحتمل ان يکون الاربعه اوصافا للناس في مده خلافته، فان خروج الوالي عن الجاده يستلزم خروج عن الجاده يستلزم خروج الرعيه عنها احيانا، و کذا تلونه و اعتراضه يوجب تلونهم و اعتراضهم علي بعض الوجوه، و خشونته يستلزم نفارهم. و سياتي تفاصيل تلک الامور في الابواب الاتيه ان شاء الله- تعالي-. فصبرت علي طول المده، و شده المحنه حتي اذا مضي لسبيله جعلها في جماعه زعم اني احدهم، و في تلخيص الشافي: زعم اني سادسهم، و المحنه البليه التي يمتحن بها الانسان. و الزعم مثلثه، قريب من الظن، و قال ابن اثير، انما يقال: زعموا في حديث لا سند له و لا ثبت فيه. و قال الزمخشري: هي ما لا يوثق به من الاحاديث. و روي عن الصادق- عليه‏السلام- انه قال: کل زعم في القرآن کذب. و کانت مده غصبه للخلافه علي ما في الاستيعاب عشر سنين و سته اشهر، و قال: قتل يوم الاربعاء لاربع بقين من ذي الحجه سنه ثلاث و عشرين. و قال الواقدي و غيره: لثلاث بقين منه، طعنه ابو لولوه فيروز غلام المغيره بن شعبه. و اشتهر بين الشيعه انه قتل في التاسع من ربيع الاول، و سياتي فيه بعض الروايات و الجماعه الذين اشار- عليه‏السلام- اليهم اهل مجلس الشوري و هم سته علي المشهور:

علي- عليه‏السلام- و عثمان و طلحه و الزبير و سعد بن ابي وقاص و عبدالرحمن بن عوف. و قال الطبري لم يکن طلحه ممن ذکر في الشوري و لا کان يومئذ بالمدينه. و قال احمد بن اعثم: لم يکن بالمدينه، فقال عمر: انتظروا بطلحه ثلاثه ايام فان جاء و الا فاختاروا ارجلا من الخمسه.

[صفحه 72]

فيالله و للشوري، الشوري- کبشري- مصدر بمعني المشوره، و اللام في فيالله مفتوحه لدخولها علي المستغاث، ادخلت للدلاله علي اختصاصها بالنداء للاستغاثه، و اما في و للشوري فمکسوره دخلت علي المستغاث له، و الواو زائده او عاطفه علي محذوف مستغاث له ايضا، قيل: کانه قال: فيا لعمر و للشوري، اولي و للشوري و نحوه، و الاظهر فيالله لما اصابني عنه او لنوائب الدهر عامه و للشوري خاصه، و الاستغاثه للتالم من الاقتران بمن لا يدانيه في الفضائل و لا يستاهل للخلافه. و سياتي قصه الشوري في بابها. متي اعتراض الريب في مع الاول منهم حتي صرت اقرن الي هذه النظائر!. و في روايه الشيخ و غيره فيا للشوري، و الله متي اعترض الريب في مع الاولين فانا الان اقرن. و في الاحتجاج مع الاولين منهم حتي صرت الان يقرن بي هذه النظائر. يقال: اعترض الشي‏ء اي صار عارضا کالخشبه المعترضه في النهر. و الريب الشک. و المراد بالاول ابوبکر، و اقرن اليهم علي لفظ المجهول، اي اجعل قرينا لهم و يجمع بيني و بينهم. والنظائر الخمسه اصحاب الشوري، و قيل: الاربعه، کما سياتي. و التعبير عنهم بالنظائر لان عمر جعلهم نظائر له- عليه‏السلام-، او لکون کل منهم نظير الاخرين. لکني اس

ففت اذ اسفوا، و طرت اذ طاروا. و في روايه الشيخ: و لکني اسففت مع القوم حيث اسفوا، و طرت مع القوم حيث طاروا. قال في النهايه في شرح هذه الفقره: اسف الطائر اذا دنا من الارض، و اسف الرجل للامر اذا قاربه. و طرت اي ارتفعت استعمالا للکلي في اکمل الافراد بقرينه المقابله. و قال بعض الشارحين: اي لکني طلبت الامر ان کان المنازع فيه جليل القدر او صغير المنزله لانه حقي و لم استنکف من طلبه، و الاظهر ان المعني اني جريت معهم علي ما جروا، و دخلت في الشوري مع انهم لم يکونوا نظرآء لي، و ترکت المنازعه للمصلحه، او الاعم من ذلک بان تکلمت معهم في الاحتجاج ايضا بما يوافق رايهم و بنيت الکلام علي تسليم حقيه ما مضي من الامور الباطله، و اتممت الحجه عليهم علي هذا الوجه. فصغي رجل منهم لضغنه، و مال الاخر لصهره، مع هن و هن، الصغي الميل، و منه: اصغت اليه اذا ملت بسمعک و نحوه، و الضغن بالکسر، الحقدو العداوه. و الصهر بالکسر، حرمه الختونه، و قال الخليل: الاصهار اهل بيت المراه، و من العرب من يجعل الصهر من الاحماء و الاختان جميعا. و هن علي وزن اخ، کلمه کنايه و معناه شي‏ء، و اصله هنو، و قال الشيخ الرضي- رضي الله عنه-: الهن الشي‏ء المنکر الذي يستهجن

ذکره من العوره، و الفعل القبيح و غير ذلک. و الذي مال للضغن سعد بن ابي وقاص- و اسمه مالک بن وهيب- مات- في الجاهليه حتف انفه، و قال: المراد به طلحه و ضغنه لانه تيمي و ابن عم ابي بکر، و کان في نفوس بني هاشم حقد شديد من بني تيم لاجل الخلافه و بالعکس، و الروايه التي جائت بان طلحه لم يکن حاضرا يوم الشوري و ان صحت، فذوا الضغن هو سعد لان امه حمنه بنت سفيان بن اميه بن عبد شمس، و الضغنه التي کانت عنده من قبل اخواله الذين قتلهم علي- عليه‏السلام- و لم يعرف انه- عليه‏السلام- قتل احدا من بني زهره لينسب الضغن اليه. و الذي مال لصهره هو عبدالرحمن لان ام کلثوم بنت عقبه بن ابي معيط کانت زوجه عبدالرحمن و هي اخت عثمان من امه اروي بنت کويز بن ربيعه بن حبيب بن عبد شمس. و في بعض نسخ کتب الصدوق- رحمه الله- فمال رجل بضبعه بالضاد المعجمه و الباء، و في بعضها باللام. و قال الجوهري: الضبع العضد و ضبعت الخيل مدت اضباعها في سيرها. و قال الاصمعي: الضبع ان يهوي بحافره الي عضده و کذا في ضبع فلان بالضم، اي في کنفه و ناحيته، و قال: يقال: ضلعک مع فلان اي ميلک معه و هواک، و يقال: خاصمت فلانا فکان ضلعک علي اي ميلک. و في روايه الشيخ: فمال رجل لضغنه،

و اصغي آخر لصهره. و لعل المراد بالکنايه رجائه ان ينتقل الامر اليه بعد عثمان و ينتفع بخلافته و الانتساب اليه باکتساب الاموال و الاستطاله و الترفع علي الناس، او نوع من الانحراف عنه- عليه‏السلام- و قد عد من المنحرفين، او غير ذلک مما هو- عليه‏السلام- اعلم به. و يحتمل ان يکون الظرف متعلقا بالمعطوف و المعطوف عليه کليهما فالکنايه تشتمل ذا الضغن ايضا.

[صفحه 75]

الي ان قام ثالث القوم نافجا حضنيه، بين نثيله و معتلفه، و قام معه بنوابيه يخضعون مال الله خضم الابل نبته الربيع. و في روايه الشيخ: ان قام الثالث نافجا حضنيه، بين نثيله و معتلفه منها، و اسرع معه بنوابيه في مال الله يخضعونه. و الحضن بالکسر، ما دون الابط الي الکشح. و النفج بالجحيم، الرفع يقال: بعير منتفج الجنبين اذا امتلا من الاکل فارتفع جنباه، و رجل منتفج الجنبين اذا افتخر بما ليس فيه: و ظاهر المقام التشبيه بالبعير. و قال ابن الاثير، کني به عن التعاظم و الخيلاء، قال: و يروي نافخا بالخاء المعجمه، اي منتفخا مستعدا لان يعمل عمله من الشر. و الظاهر علي هذه الروايه ان المراد کثره الاکل. و النثيل الروث. و المعتلف بالفتح، موضع الاعتلاف و هو اکل الدابه العلف، اي کان همه الاکل و الرجع کالبهائم، و قد مر تفسير ما في روايه الصدوق- رحمه الله-. قال في القاموس: النثيل بالکسر، وعاء قضيب البعير او القضيب نفسه. و الخصم الاکل بجميع الفم، و يقابله القضم اي باطراف الاسنان. و قال في النهايه: في حديث علي- عليه‏السلام- فقام معه بنوابيه يخضمون مال الله خضم الابل نبته الربيع. الخضم الاکل باقصي الاضراس، و القضم بادناها، و منه ح

ديث ابي ذر. تاکلون خضما، و ناکل قضما و قيل: الخضم خاص بالشي الرطب و القضم باليابس، و الفعل خضم- کعلم- علي قول الجوهري و ابن الاثير، و في القاموس: کسمع و ضرب. و اعرب المضارع في النسخ علي الوجهين جميعا. و قالوا النبته بالکسر، ضرب من فعل النبات، يقال: انه لحسن النبته، والکلام اشاره الي تصرف عثمان و بني‏اميه في بيت مال المسلمين و اعطائه الجوائز و اقطاعه القطايع کما سياتي ان شاء الله. الي ان انتکث عليه فتله، و اجهز عليه عمله، و کبت به بطنته. و في الاحتجاج: الي ان کبت به بطنته، و اجهز عليه عمله. و الانتکاث الانتقاض، يقال: نکث فلان العهد و الحبل فانتکث اي نقضه فانتقض. و فتل الحبل برمه ولي شقيه. و الاجهاز اتمام قتل الجريح و اسراعه، و قيل: فيه ايماء الي ما اصابه قبل القتل من طعن اسنه الالسنه و سقوطه عن اعين الناس. و کبا الفرس سقط علي وجهه و کبابه... اسقطه. و البطنه الکظه اي الا متلاء من الطعام. و الحاصل انه استمرت افعالهم المذکوره الي ان رجع عليه حيله و تدابيره و لحقه و خامه العاقبه فوثبوا عليه و قتلوه کما سياتي بيانه.

[صفحه 76]

فما راعني الا و الناس ينثالون علي من کل جانب. و في الاحتجاج: الا و الناس رسل الي کعرف الضبع يسالوني (ان) ابايعهم و انثالوا علي حقي. و في روايه الشيخ: فما راعني من الناس الا و هم رسل کعرف الضبع يسالوني ابايعهم و آبي ذلک و انثالوا علي. و الروع بالفتح، الفزع و الخوف، يقال، رعت فلانا و روعته فارتاع اي افزعته ففزع و راعني الشي‏ء اي اعجبني، و الاول هنا انسب. و الثول صب ما في الاناء و انثال انصب، و في بعض النسخ الصحيحه، و الناس الي کعرف الضبع ينثالون. و العرف الشعر الغليظ النابت علي عنق الدابه، و عرف الضبع مما يضرب به المثل في الازدحام، و في القاموس: الرسل محرکه، القطيع من کل شيء و الرسل بالفتح المترسل من الشعر، و قد رسل- کفرح- رسلا اي ما افزعني حاله الا حاله ازدحام الناس للبيعه، و ذلک لعلمهم بقبح العدول عنه- عليه‏السلام- الي غيره. حتي لقد وطي الحسنان، و شق عطفاي. الوطء الدوس بالقدم. و الحسنان السبطان- صلوات الله عليهما-. و نقل عن السيد المرتضي- رضي الله عنه- انه قال: روي ابو عمرو انهما الابهامان، و انشد للشفري: مهضومه الکشحين حزماء الحسن. و روي انه- صلوات الله عليه و آله- کان يومئذ جالسا محتبيا و هي جل

سه رسول الله- صلي الله عليه و آله- المسماه بالقرفصاء فاجتمعوا ليبايعوه، زاحموا حتي وطووا ابهاميه و شقوا ذيله. قال: و لم يعن الحسن و الحسين- عليهماالسلام- و هما رجلان کسائر الحاضرين. و عطف الرجل بالکسر، جانباه، فالمراد شق جانب قميصه- عليه‏السلام- او ردائه لجلوس الناس او وضع الاقدام و زحامهم حوله، و قيل: اراد خدش جانبيه- عليه‏السلام- لشده الاصطکاک و الزحام. و في بعض النسنخ الصحيحه: و شق عطافي و هو بالکسر الرداء و هو انسب. مجتمعين حولي کر بيضه الغنم، الربيض و الربيضه الغنم المجتمعه في مربضها اي ماويها، و قيل: اشاره الي بلادتهم و نقصان عقولهم لان الغنم توصف بقله الفطنه. فلما نهضت بالامر نکثت طائفه، و مرقت اخري، و فسق آخرون. و في روايه الشيخ و الاحتجاج: و قسط آخرون. نهض- کمنع- قام و النکث النقض. و المروق الخروج. و فسق الرجل- کنصر و ضرب- فجر، و اصله الخروج. و القسط العدل و الجور والمراد به هنا الثاني، و المراد بالناکثه اصحاب الجمل- و قد روي انه- عليه‏السلام کان يتلو وقت مبايعتهم: فمن نکث فانما ينکث علي نفسه- و بالمارقه اصحاب النهروان و بالفاسقه او القاسطه اصحاب صفين. و سياتي اخبار النبي- صلي الله عليه و آله- بهم و

بقتاله- عليه السلام- معهم. کانهم لم يسمعو الله- سبحانه- يقول: تلک الدار الاخره نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض و لا فسادا والعاقبه للمتقين. الظاهر رجوع ضمير الجمع الي الخلفاء الثلاثه لا الي الطوائف کما توهم اذ الغرض من الخطبه ذکرهم لا الطوائف و هو المناسب لما بعد الايه لا سيما ضمير الجمع في سمعوها و وعوها. و الغرض تشبيههم في الاعراض عن الاخره و الاقبال علي الدنيا و زخارفها للاغراض الفاسده بمن اعرض عن نعيم الاخره لعدم سماع الايه و شرائط الفوز بثوابها و المشار اليها في الايه هي الجنه و الاشاره للتعظيم، اي تلک الدار التي بلغک وصفها. و العلو هو التکبر علي عباد الله و الغلبه عليهم و الاستکبار عن العباده. و الفساد الدعاء الي عباده غير الله او اخذ المال و قتل النفس بغير حق او العمل بالمعاصي و الظلم علي الناس. و الايه لما کانت بعد قصه قارون و قبله قصه فرعون فقيل: العلو اشاره الي کفر فرعون لقوله- تعالي- علا الارض و الفساد الي بغي قارون لقوله- تعالي- و لا تبغ الفساد في الارض. ففي کلامه يحتمل کون الاول اشاره الي الاولين، و الثاني الي الثالث، او الجميع اليهم جميعا، او الي جميع من ذکر في الخطبه کما قيل. بلي و الله ل

قد سمعوها و وعوها، و لکنهم حليت الدنيا في اعينهم، و راقهم زبرجها. و في روايه الشيخ: بلي و الله لقد سمعوها و لکن راقتهم دنيا هم، و اعجبهم زبرجها. وعي الحديث- کرمي- فهمه و حفظه. و حلي فلان بعيني و في عيني بالکسر، اذا اعجبک، و کذلک حلي- بالفتح- يحلو حلاوه. و راقني الشي‏ء اعجبني. و الزبرج الزينه وشي او جوهر او نحو ذلک، قال الجوهري: و يقال: الذهب. و في النهيه: الزينه و الذهب و السحاب.

[صفحه 78]

اما و الذي فلق الحبه و برا النسمه لولا حضور الحاضر، و قيام الحجه بوجود الناصر. و في روايه الشيخ: لولا حضور الناصر، و لزوم الحجه، و ما اخذ الله من اولياء الامر. الفلق الشق. و برا اي خلق، و قيل: قلما يستعمل في غير الحيوان. و النسمه محرکه، الانسان او النفس و الروح، و الظاهر ان المراد بفلق الحبه شقها و اخراج النبات منها، و قيل خلقهما، و قيل: هو الشق الذي في الحب. و حضور الحاضر اما وجود من حضر للبيعه فما بعده کالتفسير له، او تحقق البيعه علي ما قيل، او حضوره- سبحانه- و علمه، او حضور الوقت الذي وقته الرسول- صلي الله عليه و آله- للقيام بالامر. و ما اخذ الله علي العلماء ان لا يقاروا علي کظه ظالم و لا سغب مظلوم، کلمه من مصدريه و الجمله في محل النصب لکونها مفعولا ل (اخذ)، او موصوله و العائد مقدر و الجمله بيان لما اخذه الله بتقدير حرف الجر، او بدل منه، او عطف بيان له. و العلماء اما الائمه- عليهم السلام- او الاعم فيدل علي وجوب الحکم بين الناس في زمان الغيبه لمن جمع الشرائط، و في الاحتجاج: علي اولياء الامر ان لا يقروا و المقاره- علي ما ذکره الجوهري- ان تقر مع صاحبک و تسکن، و قيل: اقرار کل واحد صاحبه علي الامرو

تراضيهما به. و الکظه ما يعتري الانسان من الامتلاء من الطعام. و السغب بالتحريک، الجوع. لالقيت حبلها علي غاربها، و لسقيت آخرها بکاس اولها الضمائر راجعه الي الخلافه. و الغارب ما بين السنام و العنق او مقدم السنام. و القاء الحبل عليه ترشيح لتشبيه الخلافه التي يترکها راعيها لترعي حيث تشاء و لا يبالي من ياخذها و ما يصيبها، و ذکر الحبل تخييل. و الکاس اناء فيه شراب او مطلقا. و سقيها بکاس اولها ترکها و الاعراض عنها لعدم الناصر، و قال بعض الشارحين: التعبير بالکاس لوقوع الناس بذلک الترک في حيره تشبه السکر. و لالفيتم دنياکم هذه ازهد عندي من عفطه عنز. و في الاحتجاج: و لالفوا دنياهم اهون عندي. قوله- عليه‏السلام- الفيتم اي وجدتم، و اضافه الدنيا الي المخاطبين لتمکنها في ضمائرهم و رغبتهم فيها، و الاشاره للتحقير. و الزهد خلاف الرغبه، و الزهيد القليل، و صيغه التفضيل علي الاول علي خلاف القياس کاشهر و اشغل. و العنز بالفتح، انثي المعز، و عفطها ما يخرج من انفها عند النثره و هي منها شبه العطسه، کذا قال بعض الشارحين. و اورد عليه ان المعروف في العنز النفطه بالنون و في النعجه العطفه بالعين، صرح به الجوهري و الخليل في العين، و قال بعض ال

شارحين: العفطه من الشاه کالعطاس من الانسان و هو غير معروف، و قال ابن الاثير: اي ضرطه عنز. قالوا: و قام اليه رجل من اهل السواد عند بلوغه الي هذا الموضع من خطبته، فناوله کتابا فاقبل ينظر فيه، فلما فرغ من قرائته قال ابن عباس- رحمه الله عليه-: يا اميرالمومنين! لو اطردت مقالتک من حيث افضيت. فقال له: هيهات يابن عباس! تلک شقشقه هدرت ثم قرت. اهل السواد ساکنوا القري، و تسمي القري سوادا لخضرتها بالزرع و الاشجار، و العرب تسمي الاخضر اسود. و ناوله اعطاه، و يحتمل ان يکون اطردت علي صيغه الخطاب من باب الافعال، و نصب المقاله علي المفعوليه او علي صيغه المونث الغايب من اباب الافتعال و رفع المقاله علي الفاعليه و الجزاء محذوف اي کان حسنا، او کلمه لو للتمني. و قد مر تفسير الشقشقه بالکسر. و هدير الجمل ترديده الصوت في حنجرته و اسناده الي الشقشقه تجوز. و قرت اي سکنت، و قيل: في الکلام اشعار بقله الاعتناء بمثل هذا الکلام اما لعدم التاثير في السامعين کما ينبغي، او لقله الاهتمام بامر الخلافه من حيث انها سلطنه، او للاشعار بانقضاء مدته- عليه‏السلام- فانها کانت في قرب شهادته- عليه‏السلام-، او لنوع من التقيه، او لغيرها. قال ابن عباس: فو ال

له ما اسفت علي کلام قط کاسفي علي ذلک الکلام الا يکون اميرالمومنين- عليه‏السلام- بلغ منه حيث اراد، و الاسف بالتحريک، اشد الحزن، و الفعل کعلم، و قط من الظروف الزمانيه بمعني ابدا. و حکي ابن ابي الحديد عن ابي الخشاب انه قال: لو سمعت ابن عباس يقول هذا لقلت له: و هل بقي في نفس ابن عمک امر لم يبلغه لتتاسف؟ و الله مارجع عن الاولين و لا عن الاخرين. اقول. انما اطنبت الکلام في شرح تلک الخطبه الجليله لکثره جدواها و قوه الاحتجاج بها علي المخالفين و شهرتها بين جميع المسلمين و ان لم نوف في کل فقره حق شرحها حذرا من کثره الاطناب و تعويلا علي ما بينته في سائر الابواب.


صفحه 60، 66، 72، 75، 76، 78.