خطبه 048-هنگام لشكركشي به شام











خطبه 048-هنگام لشکرکشي به شام



[صفحه 169]

قال ابن ميثم: روي انه- عليه‏السلام- خطب بها و هو بالنخيله خارجا من الکوفه متوجها الي صفين لخمس بقين من شوال سنه سبع و ثلاثين. و وقب الليل اي دخل. و غسق اي اظلم. و لاح اي ظهر. و خفق النجم و اخفق اذا انحط في المغرب و غاب. و کافاته مکافاه و کفاء اي جازيته، و کل شي‏ء ساوي شيئا فهو مکافي له. و الافضال الاحسان. و مقدمه الجيش بالکسر و قد يفتح، اوله و متقدموه. و النطفه بالضم، الماء الصافي قل او کثر. و الشر ذمه بالکسر، القليل من الناس، و الجار متعلق بمحذوف، اي متوجها اليهم. و اوطن المکان و وطنه و استوطنه اتخذه وطنا، و المراد بهم قوم من اهل المدائن، روي انهم کانوا ثمانمائه رجل. و الکنف بالتحريک، الجانب و الناحيه. و نهض- کمنع- قام، و انهضه غيره اقامه. و الامداد جمع مدد بالتحريک، و هو المعين و الناصر. و قال ابن ابي الحديد: و زاد اصحاب السير في هذه الخطبه: و قد امرت علي المصر عقبه بن عمر، و لم آلکم الا نفسي، فاياکم و التخلف و التربص فاني قد خلفت مالک بن حبيب اليربوعي و امرته ان لا يترک متخلا الا الحقه بکم عاجلا ان شاء الله. و روي نصر بن مزاحم عوض قوله عدوکم، الي عدو الله. اقول: وجدت في کتاب صفين زياده و هي:

الحمد لله غير مفقود النعم و لا مکافا الافضال، و اشهد ان لا اله الا الله، و نحن علي ذلکم من الشاهدين، و اشهد ان محمدا عبده و رسوله. اما بعد.... الخ. و قال نصر: فقام اليه معقل بن قيس الرياحي قال: يا اميرالمومنين! و الله ما يتخلف عنکم الا ظنين، و لا يتربص بک الا منافق، فمر مالک بن حبيب فيضرب اعناق المتخلفين. فقال: قد امرته بامري، و ليس بمقصر ان شاء الله. قال: و قال مالک بن حبيب- و هو آخذ بعنان دابته- عليه السلام-: يا اميرالمومنين! اتخرج بالمسلمين فيصبوا اجر الجهاد و القتال و تخلفني في حشر الرجال؟ فقال له علي- عليه‏السلام-: انهم لن يصيبوا من الاجر شيئا الا کنت شريکهم فيه، و انت ههنا اعظم غناء منک عنهم لو کنت معهم. قال: سمعا و طاعه يا اميرالمومنين. قال نصر: ثم سار- عليه‏السلام- حتي انتهي الي مدينه بهر سير و اذا رجل من اصحابه يقال له جرير بن سهم ينظر الي آثار کسري و يتمثل بقول الاسود بن يعفر: جرت الرياح علي محل ديارهم فکانما کانوا علي ميعاده فقال- عليه‏السلام-: الا قلت: کم ترکوا من جنات و عيون و زروع و مقام کريم و نعمه کانوا فيها فاکهين کذلک و اورثناها قوما آخرين فما بکت عليهم السماء و الارض و ما کانوا منظرين. ان

هولاء کانوا وارثين فاصبحوا موروثين، لم يشکروا النعمه فسلبوا دنيا هم بالمعصيه، اياکم و کفر النعم لا تحل بکم النقم، انزلوا بهذه الفجوه.


صفحه 169.