خطبه 044-سرزنش مصقله پسر هبيره











خطبه 044-سرزنش مصقله پسر هبيره



[صفحه 164]

اقول: قد مضي هذا الکلام و مضت قصته في ابواب احوال الخوارج. و قال الشراح: بنو ناجيه ينسبون انفسهم الي قريش، و قريش تدفعهم عنه و ينسبونهم الي ناحيه و هي امهم، و قد عدوا من المبغضين لعلي- عليه‏السلام-، و اختلفت الروايه في سبيهم، ففي بعضها انه لما انقضي امر الجمل دخل اهل البصره في الطاعه غير بني ناجيه، فبعث اليهم علي- عليه السلام- رجلا من الصحابه في خيل ليقاتلهم، فاتاهم و قال لهم: مالکم عسکرتم و قد دخل في الطاعه غيرکم؟ فافترقوا ثلاث فرق: فرقه قالوا: کنا نصاري فاسلمنا و نبايع، فامرهم، فاعتزلو. و فرقه قالو: کنا نصاري فلم نسلم و خرجنا مع القوم الذين کانوا خرجوا، قهرونا فاخرجونا کرها فخرجنا معهم، فهزموا فنحن ندخل فيما دخل الناس فيه و نعطيکم الجزيه کما اعطيناهم، فقال: اعتزلوا! فاعتزلوا. و فرقه قالوا: کنا نصاري فاسلمنا و لم يعجبنا الاسلام فرجعنا فنعطيکم الجزيه کالنصاري، فقال لهم: توبوا و ارجعوا الي الاسلام! فابوا، فقاتل مقاتلهم و سبي ذراريهم، فقدم بهم علي اميرالمومنين. و في بعضها: ان اميرا من قبل علي- عليه‏السلام- کان معقل بن قيس، و لما انقضي امر الحرب لم يقتل من المرتدين من بني ناجيه الا رجلا واحدا، و رج

ع الباقون الي الاسلام، و استرق من النصاري منهم الذين ساعدوا في الحرب و شهروا السيف علي جيش الامام، ثم اقبل بالاساري حتي مر علي مصقله بن هبيره الشيباني و هو عامل لعلي- عليه‏السلام- علي اردشير خره و هم خمسمائه انسان، فبکت اليه النساء و الصبيان و تصايح الرجال و سالوا ان يشتريهم و يعتقهم، فابتاعهم بخمسمائه الف درهم، فارسل اليه اميرالمومنين- عليه‏السلام- ابا حره الحنفي لياخذ منه المال فادي اليه مائتي الف درهم و عجز عن الباقي، فهرب الي معاويه، فقيل له- عليه السلام-: اردد الاساري في الرق فقال: ليس ذلک في القضاء بحق، قد عتقوا اذ اعتقهم الذي اشتراهم، و صار مالي دينا عليه. اقول: فعلي الروايه الاولي کانوا من المرتدين عن الاسلام و لا يجوز سبي ذراريهم عندنا و عند الجمهور ايضا الا ان ابا حنيفه قال بجواز استرقاق المراه المرتده اذا الحقت بدار الحرب، و ايضا ما فيها من انه قدم بالاساري الي علي- عليه‏السلام- يخالف المشهور من اشتراء مصقله عن عرض الطريق، و قد قال بعض الاصحاب بجواز سبي البغاه الا ان الظاهر انه مع اظهار الکفر و الارتداد لا يبقي حکم البغي، و الصحيح ما في الروايه الثانيه من ان الاساري کانت من النصاري. و خاس به اي غد

ر و خان، و خاس بالوعد اي اخلف. و قبحه الله اي نحاه عن الخير. و الساده جمع السيد، و يطلق علي الرب و المالک و الشريف و الفاضل و الکريم و الحليم و متحمل الاذي من قومه و الرئيس و المقدم. قوله- عليه‏السلام- حتي اسکته قيل: کلمه حتي تحتمل ان تکون بمعني اللام، اي انه لم ينطق مادحه ليقصد اسکاته بهر به، فان اسکاته لوقصد لا يتصور الا بعد انطاقه و هو لم يتمم فعله الذي يطلب به انطاق مادحه فکيف يقصد اسکاته بهر به؟ و يحتمل ان يکون المراد انه لسرعه اتباعه الفضيله بالرذيله کانه جمع بين غايتين متنافيتين. و التبکيت التقريع و التعنيف و التوبيخ و استقبال الرجل بما يکره. و الميسور ما تيسر، و قيل: مصدر علي مفعول، و قيل: الغني و السعه. و الوفور بالضم، مصدر وفر المال- ککرم و وعد- اي تم و زاد، و في بعض النسخ: موفوره و هو الشي‏ء التام، اي انتظرنا حصول الموفور في يده، و الغرض دفع عذره في الهرب و هو توهم التشديد عليه.


صفحه 164.