حكمت 424











حکمت 424



[صفحه 500]

تبيان: مع ان الظاهر اتحاد الروايتين بينهما اختلاف کثير، و بعض فقرات الروايه الاولي مذکوره في خطبه اخري سنشير اليها و قد مر معني الاخلاص. و باطن الدنيا ما خفي عن اعين الناس من مضارها و وخامه عاقبتها للراغبين اليها فالمراد بالنظر اليه التفکر فيه و عدم الغفله عنه، او ما لايلتفت الناس اليه من تحصيل المعارف و القربات فيها فالمراد بالنظر اليه الرغبه و طموح البصر اليه، و انما سماه باطنا لغفله اکثر الناس عنه و لکونه سر الدنيا و حقيقتها و غايتها التي خلقت لاجلها. و المراد بظاهرها و شهواتها التي تغر اکثر الناس عن التوجه الي باطنها. و المراد باجل الدنيا ما ياتي من نعيم الاخره بعدها اضيف اليها لنوع من الملابسه، او المراد باجلها ما يظهر ثمرتها في الاجل من المعارف و الطاعات، و اطلق الاجل عليه مجازا. و ما علموا انه سيترکهم الاموال و الاولاد و ملاذ الدنيا. و الاماته الاهلاک المعنوي بحرمان الثواب و حلول العقاب عند الاياب. و ما يميتهم اتباع الشهوات النفسانيه و الاتصاف بالصفات الذميمه الدنيه. و في الروايه الثانيه نسبه الخشيه الي الاماته و العلم بالترک لان الترک معلوم لا بد منه بخلاف الاماته اذ يمکن ان تدرکهم رحمه

من الله تلحقهم بالسعداء او للمبالغه في اجتناب المنهيات من الاخلاق و الاعمال بانهم يترکون ما خشوا ان يميتهم فکيف اذا علموا. و الاستکثار عد الشي کثيرا او جمع الکثير من الشي، و يقابله الاستقلال بالمعنيين. و الدرک محرکه، اللحاق و الوصول الي الشي يقال: ادرکته ادراکا و درکا. و الضمير في درکهم يرجع الي غيرهم، و يحتمل الرجوع اليهم ايضا. و السلم بافتح و الکسر، الصلح، يذکر و يونث- و في نسخ النهج بالکسر-. و سالمه اي صالحه. و ما سالم الناس ما مالوا اليه من متاع الدنيا و زينتها و ملاذها. و ما عادي الناس ما رفضوه من العلوم و العبادات و الرغبه في الاخره و ثوابها. و بهم علم الکتاب لانه لو لا هم لما عليم تفسير الايات و تاويل المتشابهات و هذه من اوصاف ائمتنا المقدسين- صلوات الله عليهم اجمعين-. و يحتمل ان تشمل الحفظه لاخبارهم المقتبسين من انوارهم. و به علموا لدلاله آيات الکتاب علي فضلهم و شرف منزلتهم کايات الموده و التطهير و الولايه و غيرها، و لو عمم الکلام حتي يدخل فيه العلماء الربانيون، فالمراد به انه علم فضلهم بالايات الداله علي فضل العلماء کقوله- تعالي-: انما يخشي الله من عباده العلماء و قوله- عزوجل-: هل يستوي الدين يعلمون

و الذين لايعلمون؟ و قوله- سبحانه-: و من يوت الحکمه فقد اوتي خيرا کثيرا الي غير ذلک من آلايات. و قيل: به علموا لاشتهارهم به عند الناس. و بهم قام الکتاب اي بهم صارت احکامه قائمه في الخلق معمولا بها. و به قاموا اي ارتفعت منزلتهم و فازوا بالزلفي بالعمل بما فيه او ببرکته انتظم الامر في معاشهم، و قال بعض الشارحين: اي قاموا باوامره و نواهيه، فلايکون الباء مثلها في بهم قام الکتاب. و قال بعضهم: بهم قام الکتاب لانهم قرروا البراهين علي صدقه و صحته، و به قاموا اي باتباع اوامر الکتاب، لانه لو لا تادبهم باداب القرآن و امتثالهم اوامره لما اغني عنهم علمهم شيئا. و دون ما يخافون اي غير ما يخافون من عذاب الاخره و البعد من رحمه الله، و في بعض النسخ: فوق ما يخافون. قوله- عليه‏السلام- ايها المعلل نفسه اقول: بعض هذه الفقرات مذکوره في کلام له- عليه‏السلام- ذکره حين سمع رجلا يذم الدينا کما سياتي. و قال الجوهري: علله بالشي‏ء اي لهاه به کما يعلل الصبي بشي‏ء من الطعام يتجزا به عن اللبن، يقال: فلان يعلل نفسه تعله و تعلل به اي تلهي به و تجزء. و قال: الرکض تحريک الرجل، و رکضت الفرس برجلي اذا استحثثته ليعدو، ثم کثر حتي قيل: رکض الفرس اذا ع

دا. و الحبائل جمع الحباله و هي التي يصادبها، اي ترکض لاخذ ما وقع في الحبائل التي نصبتها في الدنيا، کنايه عن شده الحرص في تحصيل متمنياتها او المعني: نصب لک الشيطان مصائد فيها ليصطادک بها و انت ترکض اليها حتي تقع فيها جهلا و غرورا. المجتهد في عماره ما سيخرب منها اي تسعي بغايه جهدک في عماره ما تعلم انه آئل الي الخراب و لاتنتفع به. ثم بين- عليه‏السلام- ما يمکن ان يستدل به علي خرابها و عدم بقائها بقوله الم تر الي مصارع آبائک، يقال: صرع فلان من دابته علي صيغه المجهول، اي سقط و صرعه اي طرحه علي الارض، و الوضع مصرع. و الثري بالفتح، الندي او التراب الندي و في المصباح: بلي الثوب يبلي- من باب تعب- بلي- بالکسر و القصر- و بلاء- بالفتح و المد- خلق فهو بال، و بلي الميت افنته الارض، و قوله في البلي کانه حال عن آبائک. و في النهج: متي استهوتک ام متي غرتک؟ ابمصارع آبائک من البلي ام بمضاجع امهاتک تحت الثري؟. و الجنادل جنع جندل- کجعفر- هي الحجاره، و قال الجوهري: مرضته تمريضا اذا قمت عليه في مرضه. و العله المرض، و علله اي قام عليه في علته يطلب دوائه و صحته و يتکفل باموره. و قال الجوهري: استوصفت الطبيب لدائي اذا سالته ان يصف لک ما

تتعالج به. انتهي. و الاستعتاب الاسترضاء، کنايه عن طلب الدعاء اورضاهم اذا کانت لهم موجده، و في بعض النسخ: تستغيث و هو اظهر. و في القاموس: اغني عنه غناء فلان و معناه: ناب عنه و اجزا مجزاه. و قال الراغب: اغني عنه کذا اذا اکتفاه، قال (الله)- تعالي-: ما اغني عنه ماله و ما کسب- ما اغني عني ماليه و قال: لن تغني عنهم اموالهم و لا اولادهم- ما اغني عنهم ما کانوا يمتعون و قال: لايغني من اللهب. و في القاموس: نجع الطعام- کمنع- نجوعا هنا آکله و العلف في الدابه، و الوعظ و الخطاب فيه دخل فاثر کانجع و نجع.


صفحه 500.