خطبه 035-بعد از حكميت











خطبه 035-بعد از حکميت



[صفحه 152]

الخطب الامر العظيم. و الفادح الثقيل. و قال الجوهري: المجرب الذي قد جربته الامور و احکمته، فان کسرت الراء جعلته فاعلا الا ان العرب تکلمت به بالفتح. قوله- عليه السلام- و نخلت اي اخلصت و صفيت من نخلت الدقيق بالمنخل. قوله- عليه‏السلام- لو کان يطاع هو مثل يضرب لمن خالف ناصحه، و اصل المثل ان قصيرا کان مولي الجذيمه بن الابرش بعض ملوک العرب و قد کان جذيمه قتل ابا الزبا ملکه الجزيره، فبعثت اليه ليتزوج بها خدعه، و سالته القدوم عليها فاجابها الي ذلک و خرج في الف فارس و خلف باقي جنوده مع ابن اخته، و قد کان قصير اشار عليه بان لا يتوجه اليها فلم يقبل، فلما قرب من الجزيره استقبلته جنود الزبابا لعده و لم يرمنهم اکراما له، فاشار عليه قصير بالرجوع و قال: من شان النساء الغدر، فلم يقبل، فلما دخل عليها قتله، فعندها قال قصير: لا يطاع لقصير امر فصار مثلا لکل ناصح عصي. و قال ابن ميثم: و قد يتوهم ان جواب لو ههنا مقدم، و الحق ان جوابها محذوف و التعبير اني امرتکم و نصحت لکم فلو اطعتموني لفعلتم ما امرتکم به. فقوله- عليه‏السلام- فابيتم.. الي آخره في تقدير استثناء لنقيض التالي و تقديره: لکنکم ابيتم علي اباء المخالفين. انتهي

. و لعل الانسب علي تقدير الجواب ان يقال: لو اطعتموني لما اصابتکم حسره و ندامه، او لکان حسنا، و نحو هما، و يحتمل ان يکون للتمني فلا يحتاج الي تقدير جواب علي بعض الاقوال و قال في القاموس: الانتباذ التنحي و تحيز کل من الفريقين في الحرب کالمنابذه. قوله- عليه‏السلام- حتي ارتاب الناصح لعله محمول علي المبالغه، اي لو کان ناصح غيري لارتاب. قوله- عليه‏السلام- و ضن الزند بقدحه، الزند العود الذي يقدح به النار، قيل: هو مثل يضرب لمن يبخل بفوائده اذا لم يجدها قابلا عارفا بحقها. و اخو هوازن هو الدريد بن الصمه، و البيت من قصيده له في الحماسه، و قصته ان اخاه عبدالله بن الصمه غزا بني‏بکر بن هوازن فغنم منهم و استاق ابلهم فلما کان بمنعرج اللوي، قال: و الله لا ابرح حتي انحر النقيعه- و هي ما ينحر من النهب قبل القسمه-، فقال اخوه: لا تفعل فان القوم في طلبک، و ابي عليه و اقام و انحر النقيعه و بات. فلما اصبح هجم القوم عليه و طعن عبدالله بن الصمه فاستغاث باخيه دريد، فنهنه عنه القوم حتي طعن هو ايضا و صرع و قتل عبدالله، و حال اليل بين القوم فنجا دريد بعد طعنات و جراح، فانشد القصيده، و مطابقه المثل للمضرب ظاهره.


صفحه 152.