خطبه 034-پيكار با مردم شام











خطبه 034-پيکار با مردم شام



[صفحه 148]

روي انه- عليه‏السلام- خطب بهذه الخطبه بعد فراغه من امر الخوارج، و قد کان قام بالنهروان فحمد الله و اثني عليه و قال: اما بعد، فان الله- تعالي- قد احسن نصرکم فتوجهوا من فورکم هذا الي عدوکم من اهل الشام. فقالوا له: قد نفدت نبالنا، و کلت سيوفنا، ارجع بنا الي مصرنا لنصلح عدتنا، و لعل امير المومنين يزيد في عددنا مثل من هلک منا لنستعين به. فاجابهم: يا قوم! ادخلوا الارض المقدسه التي کتب الله لکم و لا ترتدوا علي ادبارکم فتنقلبوا خاسرين. فتلکاوا عليه و قالوا: ان البرد شديد. فقال: انهم يجدون البرد کما تجدون، ثم تلا قوله- تعالي-: قالوا يا موسي ان فيها قوما جبارين و انا لن ندخلها ابدا ما داموا فيها فاذهب انت و ربک فقاتلا انا هيهنا قاعدون. فقام ناس منهم و اعتذروا بکثره الجراح في الناس و طلبوا ان يرجع بهم الي الکوفه اياما ثم يخرج، فرجع بهم غير راض و انزلهم نخيله و امرهم ان يلزموا معسکرهم و يقلوا زياره اهلهم، فلم يقبلوا و دخلوا الکوفه حتي لم يبق معه الا قليل، فلما راي ذلک دخل الکوفه فخطب الناس فقال: ايها الناس! استعدوا لقتال عدو في جهادهم القربه الي الله و درک الوسيله عنده، قوم حياري عن الحق لا ينصرونه، موزعين

بالجور و الظلم لا يعدلون به، و جفاه عن الکتاب، نکب عن الدين، يعمهون في الطغيان، و يتسکعون في غمره الضلاله، فاعدوا لهم ما استطعتم من قوه و من رباط الخيل، و توکلوا علي الله و کفي بالله وکيلا. فلم ينفروا فترکهم اياما ثم خطبهم بهذه الخطبه. و اف بالضم و التشديد و التنوين، کلمه تضجر و تکره، و لغاتها اربعون، منها کسر الفاء کما في بعض النسخ. و عوضا و خلفا نصبهما علي التمييز. و دوران اعينهم اما للخوف من العدو او للحيره و التردد بين مخالفته- عليه‏السلام- و الاقدام علي الحرب، و في کليهما خطر عندهم. و الغمره الشده، و غمرات الموت سکراته التي يغمر فيها العقل. و السکر بالفتح، ضد الصحو، والاسم بالضم، و سکره الموت شدته و غشيته، و في الکلام اشاره الي قوله- تعالي: ينظرون اليک تدورا عينهم کالذي يغشي عليه من الموت. يرتج عليکم حواري اي يغلق عليکم محاورتي و مخاطبتي. و الالس الجنون و اختلاط العقل، يقال: الس فهو مالوس. سجيس الليالي کلمه يقال للابد، تقول: لا افعله سجيس الليالي، اي ابدا. يمال بکم اي يستند اليکم و يمال بکم الي العدو، او الباء بمعني الي. و زوافر الرجل انصاره و عشيرته، و زفرت الحمل حملته، و زوافر في اکثر النسخ بالجر عطفا

علي المجرور، و في بعضها بالنصب عطفا علي الظرف. و الابل اسم للجمع. ضل رعاتها اي ضاع و فقد من يعلم حالها و الحيله في جمعها، او لم يهتد من يرعاها الي طريق جمعها. (لبئس- لعمرالله-) اللام جواب القسم، و التکرير للتاکيد، و العمر بالفتح، العمر و هو قسم ببقاء الله. و السعر اسم جمع لساعر، و اسعار النار و سعرها ايقادها. و الامتعاض الغضب. و ايم مخفف ايمن و هو جمع يمين، اي ايم الله قسمي. و حمس- کفرح- اشتد. و الوغا الاصوات و الجلبه و منه قليل للحرب: وغا. و استحر الموت اي اشتد و کثر. قد انفرجتم اي تفرقتم. و انفراج الراس مثل لشده التفرق، قيل: اول من تکلم به اکثم بن صيفي في وصيه له: يا بني! لا تنفرجوا عند الشدائد انفراج الراس فانکم بعد ذلک لا تجتمعون علي عز. و في معناه اقوال، الاول: قال ابن دريد: معناه ان الراس اذا انفرج عن البدن لا يعود اليه. الثاني: قال المفضل: الراس اسم رجل تنسب اليه قريه من قري الشام يقال لها: بيت الراس، و فيها تباع الخمر، و هذا الرجل قد انفرج عن قومه و مکانه فلم يعد فضرب به المثل. الثالث: قال بعضهم: معناه ان الراس اذا انفرج بعض عظامه عن بعض کان بعيدا عن الاتيام و العود الي الصحه. الرابع: قيل: معناه انفرج

تم عني راسا، و رد بان راسا لا يعرف. الخامس: قيل: المعني انفراج راس من ادني راسه الي غيره ثم حرف راسه عنه. السادس: قيل: الراس الرجل العزيز لان الاعزاء لا يبالون بمفارقه احد. السابع: قيل: معناه انفراج المراه عن راس ولدها حاله الوضع فانه في غايه الشده نحو قوله- عليه‏السلام- في موضع آخر انفراج المراه عن قبلها و بعده واضح. و عرق اللحم- کنصر- اکله و لم يبق منه علي العظم شيئا. و هشم العظم- کضرب- کسره. و فريت الشي‏ء قطعته: و الجوانح الاضلاع التي تحت الترائب و هي مما يلي الصدر کالضلوع مما يلي الظهر، و ما ضمت عليه هو القلب، و المذکورات کنايات عن النهب و الاسرو الاستئصال و انواع الضرر. قوله- عليه السلام- فکن ذاک ان شئت قال ابن ابي الحديد: خاطب من يمکن عدوه من نفسه خطابا عاما، لکن الروايه وردت بانه- عليه‏السلام- خاطب بذلک الاشعث بن قيس، فانه قال لعلي- عليه‏السلام- حين يلوم الناس علي تقاعدهم: هلا فعلت فعل ابن عفان؟ فقال: ان فعل ابن عفان مخزاه علي من لا دين له، و لا وثيقه معه، ان امرا امکن عدوه من نفسه يهشم عظمه و يفري جلده، لضعيف رايه، مافون عقله، فکن ذاک ان احببت، فاما انا فدون ان اعطي ذاک ضرب بالمشرفيه... الي آخر الفصل

. انتهي. اقول: سياتي تمام القول بروايه المفيد. فاما انا فو الله الظاهر ان خبر انا الجمله التي خبرها دون و المبتدا ضرب و ذلک اشاره الي تمکين العدو، او فعل ما فعله عثمان. و المشرفيه بفتح الميم و الراء، سيوف منسوبه الي مشارف اليمن. و فراش الهام العظام الرقيقه تلي القحف. و طاح يطيح اي سقط. و اوزعه بالشي‏ء اغراه. و سکع- کمنع و فرح-: مشي مشيا متعسفا لا يدري اين ياخذ من بلاد الله و تحير کتسکع.

[صفحه 151]

کيلا تجهلوا اي تبقوا علي الجهاله.


صفحه 148، 151.