حكمت 139











حکمت 139



[صفحه 390]

و ظاهرها الحرمه و يمکن حملها علي الکراهه کما هو ظاهر اکثر الاصحاب، و الاحوط الترک. و يدل علي الاحباط في الجمله. کتاب الغارات للثقفي باسناده مثله. بيان: سياتي هذا الخبر باسانيد جمه في باب الاضطرار الي الحجه. و الجبان و الجبانه بالتشديد، الصحراء، و تسمي بهما المقابر ايضا. و اصحر اي اخرج الي الصحراء. و اوعاها اي احفظها للعلم و اجمعها. و الرباني منسوب الي الرب بزياده الالف و النون علي خلاف القياس کالرقباني، قال الجوهري: الرباني المتاله العارف بالله- تعالي-، و کذا قال الفيروز آبادي. و قال في الکشاف: الرباني هو شديدي التمسک بدين الله- تعالي- و طاعته. و قال في مجمع البيان: هو الذي يرب امر الناس بتدبيره و اصلاحه اياه و الهمج قدمر. و الرعاع الاحداث الطغام من العوام و السفله و امثالهم. و النعيق صوت الراعي بغنمه، و يقال لصوت الغراب ايضا، و المراد انهم لعدم ثباتهم علي عقيده من العقائد و تزلزلهم في امر الدين يتبعون کل داع و يعتقدون بکل مدع و يخبطون خبط العشواء من غير تمييز بين محق و مبطل، و لعل في جمع هذا القسم و افراد القسمين الاولين ايماء الي قلتهما و کثرته، کما ذکره الشيخ البهائي- رحمه الله-. و الرکن ال

وثيق هو العقائد الحقه البرهانيه اليقينيه التي يعتمد عليها في دفع الشبهات و رفع مشقه الطاعات. و العلم يحرسک اي من مخاوف الدنيا و الاخره و الفتن و الشکوک و الوساوس الشيطانيه. و المال تنقصه- و في ف: تفنيه-. و العلم يزکو علي الانفاق اي ينموو يزيد به، اما لان کثره المدارسه توجب و فور الممارسه و قوه الفکر، او لان الله- تعالي- يفيض من خزائن علمه علي من لايبخل به. و قال الشيخ البهائي- رحمه الله-: کلمه علي يجوز ان تکون بمعني مع کما قالوا في قوله- تعالي-: و ان ربک لذو مغفره للناس علي ظلمهم، و ان تکون للسببيه و التعليل کما قالوه في قوله- تعالي-: و لتکبروا الله علي ما هديکم. و في ف بعد ذلک: و العلم حاکم و المال محکوم عليه اذ بالعلم يحکم علي الاموال في القضاء، و ينتزع من احد الخصمين و يصرف الي الاخر، و ايضا انفاقه و جمعه علي وفق العلم بوجوه تحصيله و مصارفه. محبه العالم دين يدان به، الدين الطاعه و الجزاء اي طاعه هي جزاء نعم الله و شکر لها، او يدان و يجزي صاحبه به، او محبه العالم و هو الامام دين و مله يعبدالله بسببه و لاتقبل الطاعات الا به. و في ما: صحبه العالم دين يدان الله به اي عباده يعبد الله بها. و في نهج‏البلاغه: معر

فه العلم دين يدان به. قوله يکسبه الطاعه قال الشيخ البهائي- رحمه الله-: بضم الحرف المضارعه من اکسب و المرادانه يکسب الانسان طاعه الله، او يکسبه طاعه العباد له. اقول: لاحاجه الي نقله الي باب الافعال، بل المجرد ايضا ورد بهذا المعني، بل هو افصح. قال الجوهري: الکسب الجمع، و کسبت اهل خيرا و کسبت الرجل مالا فکسبه. و هذا مما جاء فعلته ففعل. انتهي. و الضمير في يکسبه راجع الي صاحب العلم. و في نهج‏البلاغه: يکسب الانسان الطاعه. و جميل الا حدوثه اي الکلام الجميل و الثناء، و الا حدوثه مفرد الاحاديث. و في ف بعد ذلک: و منفعه المال تزول بزواله و هو ظاهر. مات خزان الاموال و هم احياء اي هم في حال حياتهم في حکم الاموات، لعدم ترتب فائده الحياه علي حياتهم من فهم الحق و سماعه و قبوله و العمل به و استعمال الجوارح فيما خلقت لاجله، کما قال- تعالي-: اموات غير احياء و ما يشعرون و العلماء بعد موتهم ايضا باقون بذکرهم الجميل و بما حصل لهم من السعادات و اللذات في عالم البرزخ و النشاه الاخره و بما يترتب علي آثارهم و علومهم و ينتفع الناس من برکاتهم الباقيه مدي الاعصار. و علي نسخه امالي الشيخ المراد انهم ماتوا و مات ذکرهم و آثارهم معهم، و العل

ماء بعد موتهم باقون باثارهم و علومهم و انوارهم. قوله- عليه‏السلام- و امثالهم في القلوب موجوده قال الشيخ البهائي: الامثال جمع مثل بالتحريک، فهو في الاصل بمعني النظير، استعمل في القول السائر الممثل مضربه بمورده ثم في الکلام الذي له شان و غرابه، و هذا هو المراد ههنا، اي ان حکمهم و مواعظهم محفوظه عند اهلها يعملون بها. انتهي. و يحتمل ان يکون المراد بامثالهم اشباحهم و صورهم، فان المحبين لهم المهتدين بهم المقتدين لاثارهم يذکرونهم دائما و صورهم متمثله في قلوبهم علي ان يکون جمع مثل بالتحريک او جمع مثل بالکسر، فانه ايضا يجمع علي امثال. ان ههنا لعلما و في نهج‏البلاغه: لعلما جما اي کثيرا. لو اصبت له حمله بالفتحات، جمع حامل اي من يکون اهلا له، و جواب لو محذوف، اي لاظهرته او لبذلته له. مع ان کلمه لو اذا کانت للتمني لاتحتاج الي الجزاء عند کثير من النجاه. بلي اصبت له لقنا و في نهج‏البلاغه: اصيب لقنا، و اللقن بفتح اللام و کسر القاف، الفهم من اللقانه و هي حسن الفهم. غير مامون اي يذيعه الي غير اهله، و يضعه في غير موضعه. يستعمل آله الدين في الدنيا- و في ف: في طلب الدنيا- اي يجعل العلم الذي هو آله و وصله الي الفوز بالسعادات الاب

ديه آله و وسيله الي تحصيل الحظوظ الفانيه الدنيويه. قوله- عليه‏السلام- يستظهر بحجج الله علي خلقه لعل المراد بالحجج و النعم ائمه الحق، اي يستعين بهولاء و ياخذ منهم العلوم ليظهر هذا العلم للناس فيتخذه ضعفاء العقول بطانه و وليجه و يصد الناس عن ولي الحق و يدعوهم الي نفسه، و يحتمل ان يکون المراد بالحجج و النعم العلم الذي آتاه الله، و يکون الظرفان متعلقين بالاستظهار، اي يستعين بهولاء و ياخذ منهم العلوم ليظهر هذا العلم للناس فيتخذه ضعفاء العقول بطانه و وليجه و يصد الناس عن ولي الحق و يدعوهم الي نفسه، و يحتمل ان يکون المراد بالحجج و النعم العلم الذي آتاه الله، و يکون الظرفان متعلقين بالاستظهار، اي يستعين بالحجج للغلبه علي الخلق و بالنعم للغلبه علي العباد. و غرضه من هذا الاستظهار اظهار الفضل ليتخذه الناس و ليجه، قال: الفيروز آبادي: الوليجه الدخيله و خاصتک من الرجال او من تتخذه معتمدا عليه من غير اهلک. و في ف: بنعمه الله علي معاصيه. او منقادا لحمله العلم بالحاء المهمله- و في بعض النسخ بالجيم- اي مومنا بالحق معتقدا له علي سبيل الجمله، و في ف: او قائلا بجمله الحق. لابصيره له في احنائه بفتح الهمزه و بعدها حاء مهمله ثم نون،

اي جوانبه، اي ليس له غور و تعمق فيه- و في بعض نسخ الکتابين و في ف و في بعض نسخ النهج ايضا في احيائه بالياء المثناه من تحت، اي في ترويجه و تقويته-. يقدح علي صيغه المجهول، يقال: قدحت النار اي استخرجتها بالمقدحه، و في ما مثل ف يقتدح و في النهج: ينقدح. و علي التقادير حاصله انه يشتعل نار الشک في قلبه بسبب اول شبهه عرضت له، فکيف اذا توالت و تواترت؟ الا لاذا و لاذاک اي ليس المنقاد العديم البصيره اهلا لتحمل العلم، و لا اللقن الغير المامون. و هذا الکلام معترض بين المعطوف و المعطوف عليه. او منهوما باللذات اي حريصا عليها منهمکا فيها، و المنهوم في الاصل هو الذي لايشبع من الطعام. اقول. في اکثر نسخ الکتابين: فمنهوم اي فمن طلبه العلم او من الناس. و في ف: اللهم لا ذا و لا ذاک! فمن اذا المنهوم باللذه السلس القياد للشهوه، او مغرم بالجمع و الادخار ليسا من رعاه الدين و لا ذوي البصائر و اليقين. و في النهج: او منهوما باللذه سلس القياد للشهوه او مغرما. قوله- عليه‏السلام- سلس القياد اي سهل الانقياد من غير توقف. او مغري بالجمع و الادخار اي شديد الحرص علي جمع المال و ادخاره کان احدا يغريه بذلک و يبعثه عليه، و الغرم ايضا بمعناه، يقال:

فلان مغرم بکذا اي لازم له مولع به. ليسا من رعاه الدين، الرعاه بضم اوله جمع راع بمعني الوالي، اي ليس المنهوم و المغري المذکوران من ولاه الدين، و فيه اشعار بان العالم الحقيقي و آل علي الدين و قيم عليه. اقر ب شبها اي الانعام السائمه اي الراعيه اشبه الاشياء بهذين الصنفين. کذلک يموت اي مثل ما عدم من يصلح لتحمل العلوم تعدم تلک العلوم ايضا و تندرس آثارها بموت العلماء العارفين لانهم لايجدون من يليق لتحملها بعدهم.

[صفحه 396]

و لما کانت سلسه العلم و العرفان لاتنقطع بالکليه مادام نوع الانسان بل لابد من امام حافظ للدين في کل زمان، استدرک اميرالمومنين- عليه‏السلام- کلامه هذا بقوله اللهم بلي و في النهج: لاتخلو الارض من قائم لله بحججه اما ظاهرا مشهورا او خائفا مغمورا. و في ف: من قائم بحجه اما ظاهرا مکشوفا او خائفا مفردا، لئلا تبطل حجج الله و بيناته و رواه کتابه. و الامام الظاهر المشهور کاميرالمومنين- صلوات الله عليه- و الخائف المغمور کالقائم في زماننا و کباقي الائمه المستورين للخوف و التقيه، و يحتمل ان يکون باقي الائمه- عليهم‏السلام- داخلين في الظاهر المشهور. و کم و اين استبطاء لمده غيبه القائم- عليه‏السلام- و تبرم من امتداد دوله اعدائه او ابهام لعدد الائمه- عليهم‏السلام- و زمان ظهورهم و مده دولتهم لعدم المصلحه في بيانه. ثم بين- عليه‏السلام- قله عددهم و عظم قدرهم، و علي الثاني يکون الحافظون و المودعون الائمه- عليهم‏السلام- و علي الاول يحتمل ان يکون المراد شيعتهم الحافظين لاديانهم في غيبتهم. هجم بهم العلم اي اطلعهم العلم اللدني علي حقائق الاشياء دفعه، و انکشفت لهم حجبها و استارها. و الروح بالفتح الراحه و الرحمه و النسيم، ا

ي وجدو الذه اليقين و هو من رحمته- تعالي- و نسائم لطفه. و استلانوا ما استوعره المترفون، الوعر من الارض ضد السهل و المترف المنعم، اي استسهلوا ما استصعبه المتنعمون من رفض الشهوات و قطع التعلقات. و انسوا بما استوحش منه الجاهلون من الطاعات و القربات و المجاهدات في الدين. صحبوا الدنيا بابدان- الخ اي و ان کانوا بابدانهم مصاحبين لهذا الخلق، و لکن بارواحهم مبائنون عنهم بل ارواحهم معلقه بقربه و وصاله- تعالي- مصاحبه لمقريي جنابه من الانبياء و الملائکه المقربين. اولئک خلفاء الله في ارضه تعريف المسند اليه بالاشاره للدلاله علي انه حقيق بما يسند اليه بعدها بسبب اتصافه بالاوصاف المذکوره قبلها کما قالوه في قوله- تعالي-: اولئک علي هدي من ربهم و اولئک هم المفلحون. و في نسخ نهج‏البلاغه: آه، آه و في سائرها في بعضها: هاي هاي، و في بعضها: هاه هاه، و علي التقادير الغرض اظهار الشوق اليهم و التوجع علي مفارقتهم، و ان لم يرد بعضها في اللغه ففي العرف شائع. و انما بينا هذا الخبر قليلا من التبيين لکثره جدواه للطالبين، و ينبغي ان ينظروا فيه کل يوم بنظر اليقين، و سنوضح بعض فوائده في کتاب الامامه انشاءالله- تعالي-.


صفحه 390، 396.