خطبه 027-در فضيلت جهاد











خطبه 027-در فضيلت جهاد



[صفحه 128]

قال ابن ميثم و غيره: هذه الخطبه مشهوره ذکرها ابوالعباس المبرد و غيره، و السبب المشهور لها انه ورد عليه من الانبار فاخبره ان سفيان بن عوف الغامدي قد ورد في خيل معاويه الي الانبار و قتل عامه حسان بن حسان البکري، فصعد- عليه‏السلام- المنبر و خطب الناس و قال: ان اخاکم البکري قد اصيب بالانبار، فانتدبوا اليهم حتي تلاقوهم، فان اصبتم منهم طرفا انکلتموهم عن العراق ابدا مابقوا. ثم سکت رجاء ان يجيبوه بشي‏ء، فلما راي صمتهم نزل و خرج يمشي راجلا حتي اتي النخليه و الناس يمشون خلفه حتي احاط به قوم من اشرافهم و قالوا: ترجع يا اميرالمومنين و نحن نکفيک، فقال ما تکفوني و لا تکفون انفسکم، فلم يزالوا به حتي ردوه الي منزله، فبعث سعيد بن قيس الهمد اني في ثمانيه الاف في طلب سفيان فخرج حتي انتهي الي اداني ارض قنسرين و رجع، و کان- عليه‏السلام- في ذلک الوقت عليلا لا يقوي علي القيام في الناس بما يريده من القول فجلس بباب السده التي تصل الي المسجد و معه الحسن و الحسين- عليهماالسلام- و عبدالله بن جعفر، و دعا سعيدا مولاه فدفع اليه کتابا کتب فيه هذه الخطبه و امره ان يقراه علي الناس بحيث يسمع و يسمعونه. وفي روايه المبرد: انه لما

انتهي اليه ورود خيل معاويه الانبار و قتل حسان خرج مغضبا يجر ردائه حتي اتي النخليه و معه الناس، و رقار باوه من الارض فحمد الله و اثني عليه و صلي علي النبي- صلي الله عليه و آله- ثم ذکر الخطبه. و لنرجع الي الشرح و البيان. قوله- عليه السلام- باب من ابواب الجنه روي عن النبي- صلي الله عليه و آله- انه قال،: للجنه باب يقال له: باب المجاهدين يمضون اليه فاذا هو مفتوح و هم متقلدون بسيوفهم والجمع في الموقف و الملائکه ترحب بهم. و في في: لخاصه اوليائه، و سوغهم کرامه منه لهم، و نعمه ذخرها، و الجهاد لباس التقوي فقوله- عليه السلام- نعمه عطف علي باب او علي کرامه. قوله- عليه السلام- و هو لباس التقوي اي به يتقي في الدنيا من غلبه الاعادي و في الاخره من النار، او هو يدفع المضار عن التقوي و يحرسها، او عن اهلها بحذف المضاف، و کونه تاويلا لقوله- تعالي-: و لباس التقوي، يحتاج الي تکلف ما. و درع الله اي درع جعلها الله لحفظ عباده و المراد درع الحديد، و هي مونثه و قد تذکر الحصينه الواقيه. و الجنه- بالضم- کل ما وقاک و استترت به. و الوثيقه المحکمه، فمن ترکه في: رغبه عنه اي کراهه له بغير عله. لباس الذل الاضافه للبيان. قوله- عليه‏السلام- و شم

له البلاء ربما يقرا بالتاء و هي کساء تغظي به، والفعل اظهر کما هو المضبوط. قوله- عليه‏السلام- و ديث بالصغار اي ذلل کما مر، و الصغار الذل و الضميم. و القماء ممدوده، الذل و الصغار، و رواه الراوندي مقصورا و هو غير معروف. و في في: القمائه. قوله- عليه‏السلام- و ضرب علي قلبه بالاسداد قال الفيروزآبادي: و ضربت عليه بالسداد سدت عليه الطرق و عميت عليه مذاهبه، و في بعض النسخ: بالاسهاب، يقال: اسهب الرجل علي البناء للمفعول، اذا ذهب عقله من اذي يلحقه. و اديل الحق منه اي يغلب الحق عليه فيصيبه الوبال لترک الحق، کقوله- عليه‏السلام- في الصحيفه ادل لنا و لا تدل منا و الا داله الغلبه. و الباء في قوله بتضييع الجهاد للسببيه. و قال في النهايه في حديث علي- عليه‏السلام-: من ترک الجهاد البسه الله الذله. و سيم الخسف، الخسف النقصان و الهوان، و اصله ان تحبس الدابه علي غير علف، ثم استعير لموضع الهوان. و سيم کلف و الزم. و منع النصف اي لا يتمکن من الانتصاف و الانتقام.

[صفحه 130]

و عقر الشي‏ء اصله و وسطه. و تواکل القوم اتکل بعضهم علي بعض و ترک الامر اليه. و تخاذلوا اي خذل بعضهم بعضا. و شنت اي فرقت، قال ابن ابي الحديد: ما کان من ذلک متفرقا نحو ارسال الماء علي الوجه دفعه بعد دفعه، فهو بالشين المعجمه، و ما کان ارسالا غير متفرق فبا لسين المهمله. و کلمه علي في ملکت عليکم تفيد الاستعلاء بالقهر و الغلبه، اي اخذوا الاوطان منکم بالقهر. و اخو غامد هو سفيان بن عوف الغامدي. و الانبار بلد قديم من بلاد العراق. و حسان من اصحابه- عليه‏السلام- کان واليا عليه. و المسالح جمع المسلحه و هي الحدود التي يرتب فيها ذو و الاسلحه لدفع العدو کالثغر. و الحجل بکسر الحاء و فتحها، الخلخال. و القلب بالضم، السوار المصمت. و الرعاث جمع رعثه، بفتح الراء و سکون العين و فتحها، و هي القرط، والرعاث ايضا ضرب من الحلي و الخرز. و الاسترجاع قول انا لله و انا اليه راجعون، و قيل: ترديد الصوت في البکاء. و الاسترحام منا شده الرحم، اي قول انشدک الله و الرحم و قيل: طلب الرحم و هو بعيد. قوله- عليه‏السلام- وافرين اي تامين، يقال، وفر الشي‏ء اي تم و وفرت الشي‏ء اي اتممته، و في روايه المبرد موفورين بمعناه. و الکلم الجراحه.

[صفحه 131]

قوله- عليه‏السلام- فيا عجبا اصله يا عجبي، اي احضر هنا اوانک، و عجبا منصوب بالمصدريه اي ايها الناس تعجبوا منهم عجبا. و القسم معترض بين الصفه و الموصوف. و الترح محرکه، ضد الفرح. و حماره القيظ بتشديد الراء، شده حره، و ربما خففت للضروره في الشعر. و صباره الشتاء بتشديد الراء، شده برده. و في القاموس: تسبخ الحر فتر و سکن، کسبخ تسبيخا. و الحلوم جمع الحلم بالکسر و هو الاناه و العقل. و ربات الجال النساء، اي صواحبها او اللاتي ربين فيها. و في بعض النسخ بنصب الحلوم و العقول، في الکلام تقدير، اي يا ذوي حلوم الاطفال و ذوي عقول النساء، و في بعضها بضمها، اي حلومکم حلوم الاطفال، و عقولکم عقول النساء. قوله- عليه‏السلام- معرفه يمکن ان يکون فعله محذوفا اي عرفتکم معرفه. اعقبت ذما اي ذمي اياکم و اياها. و في بعض النسخ: سدما و هو بالتحريک الهم او مع ندم او غيظ. و مقاتله الله کنايه عن اللعن و الابعاد. و القيح الصديد بلادم. قوله- عليه‏السلام- و شحنتم اي ملاتم. و النغب جمع نغبه و هي الجرعه. و التهمام بفتح التاء، الهم. انفاسا اي جرعه جرعه. قوله- عليه‏السلام- لله ابوهم کلمه مدح و لعلها استعملت هنا للتعجب. و المراس بالکسر، الع

لاج. و الضمائر الثلاثه للحرب، و هي مونثه و قد يذکر. قوله- عليه السلام- ذرفت بتشديد الراء، اي زدت.


صفحه 128، 130، 131.