نامه 030-به معاويه











نامه 030-به معاويه



[صفحه 92]

(قد روي العلامه هذا الکتاب في البحار کمايلي: و قال ابن ميثم: کتب اميرالمومنين- عليه‏السلام- الي معاويه: فقد بلغني کتابک تذکر مشاغبتي و تستقبح مواريثي و تزعمني متجبرا و عن حق الله مقصرا، فسبحان الله! کيف تستجيز الغيبه و تستحسن العضيهه؟! اني لم اشاغب الا في امر بمعروف او نهي عن منکر، و لم اتجبر الا علي باغ مارق، او ملحد منافق، و لم آخذ في ذلک الا بقول الله- سبحانه-: (لا تجد قوما يومنون بالله و اليوم الاخر يوادون من حاد الله و رسوله و لو کانوا آباء هم و ابنائهم). و اما التقصير في حق الله، فمعاذ الله. و انما المقصر في حق الله- جل ثناوه- من عطل الحقوق الموکده و رکن الي الهواء المبتدعه و اخلد الي الضلاله المحيره. و من العجب ان تصف يا معاويه الاحسان و تخالف البرهان و تنکث الوثائق التي هي الله- عز و جل- مطلبه و علي عباده حجه مع نبذ الاسلام و تضييع الاحکام و طمس الاعلام، و المجري في الهوي و الهوس في الردي. فاتق الله فيما لديک، و انظر في حقه عليک، وارجع الي معرفه ما لا تعذر بجهالته، فان للطاعه اعلاما واضحه و سبلا نيره و محجه نهجه و غايه مطلبه، يردها الاکياس و يخالفها الانکاس. من نکب عنها جارعن الحق و خبط ف

ي التيه و غير الله نعمته و احل به نقمته. فنفسک نفسک! فقد بين الله لک سبيلک، و حيث تناهت به امورک، فقد اجريت الي غايه خسرو محله کفر، و ان نفسک قد اوحلتک شرا و اقحمتک غيا و اوردتک المهالک و او عرت عليک المسالک. و من ذلک الکتاب: و ان للناس جماعه، يد الله عليها و غضب الله علي من خالفها. فنفسک نفسک! قبل حلول رمسک، فانک الي الله راجع و الي حشره مهطع، و سيبهضک کربه و تحل بک عمه في يوم لايغني النادم ندمه، و لايقبل من المتعذر عذره. يوم لايغني مولي عن مولي شيئا و لا هم ينصرون (الدخان: 41(. توضيح: قال الفيروز آبادي: (الشغب) تهييج الشر کالتشغيب، و (شغبهم و بهم و عليهم)- کمنع و فرح- هيج الشر عليهم، و (شاغبه) شاره. و قال: (المواربه) المداهاه و المخاتله، و في اکثر النسخ موارزتي، اي موارزتي عليک. و (العضيهه) الا فک و البهتان. و (رکن اليه)- کعلم- مال. و (اخلدت الي فلان) اي رکنت اليه، و (اخلد بالمکان) اقام. و (الطمس) اخفاء الاثر. و قال الجوهري: (الهوس) الطوفان بالليل و شده الاکل و السوق اللين، يقال: (هست الابل فهاست) اي ترعي و تسير. و (الهوس) بالتحريک طرف من الجنون. قوله- عليه‏السلام- (فيما لديک) اي من مال المسلمين اوفيئهم او

في نعمه عليک. و (معرفه ما لا يعذر بجهالته) معرفه الامام و طاعته. و (الاعلام) الائمه او الادله و (النهج) الطريق الواضح. و (المطلبه)- النسخ المصححه متفقه علي تشديد الطاء- قال الجوهري: (طلبت الشي‏ء طلبا و کذا طلبته علي افتعلته و التطلب) الطلب مره بعد اخري. انتهي. و المعني: غايه من شانها ان تطلب و يطلبها العقلاء و يکشف عنه قوله- عليه‏السلام- (يردها الکياس)، قرا ابن ابي‏الحديد بتخفف الطاء و قال: اي مساعفه لطالبها، يقال: (طلب فلان مني کذا فاطلبته) اي اسعفته به. (الانکاس) جمع (نکس) بالکسر، و هو الرجل الضعيف، ذکره الجوهري و الجزري، و قال ابن ابي‏الحديد و ابن ميثم: الدني من الرجال. و (نکب عن الطريق) عدل. و (الخبط) اي بلغ و الباء للتعديه، اي بين الله لک سبيلک و غايتک التي توصلک اليها اعمالک، او المعني: قف حيث تناهت بک امورک، کقولهم (حيث انت) و قولهم (مکانک)، فلا يکون معطوفا و لا متصلا بقوله (فقد بين الله لک سبيلک). قوله - عليه‏السلام- (فقد اجريت) هو من اجراء الخيل للمسابقه. و قال في الصحاح: (اوحل الرجل) و قع في الوحل، و اوحله غيره. و (الاقتحام) الدخول في الامر بشده. و يقال: (جبل و غر) و (مطلب و غر) اي صعب حزن. و (الرم

س) بالفتح، القبر. و (المهطع) المسرع. و (بهظه الامر) اثقله.


صفحه 92.