نامه 028-در پاسخ معاويه











نامه 028-در پاسخ معاويه



[صفحه 77]

تبيين: قال ابن ابي‏الحديد بعد ايراد هذا الکتاب: سالت النقيب اباجعفر يحيي بن ابي‏زيد قلت: اري هذا الجواب منطبقا علي کتاب معاويه الذي بعثه مع ابي‏مسلم الخولاني الي علي- عليه‏السلام-، فان کان هذا هو الجواب فالجواب الذي ذکره ارباب السيره و اورده نصر بن مزاحم في کتاب صفين اذن غير صحيح و ان کان ذاک الجواب، فهذا الجواب اذن غير صحيح و لا ثابت. فقال لي: بل کلاهما ثابت مروي و کلاهما کلام اميرالمومنين- عليه‏السلام- و الفاظه. ثم امرني ان اکتب ما يمليه علي فکتبته. قال- رحمه الله- کان معاويه يتسقط عليا- عليه‏السلام- و يبغي ما عساه يذکره من حال ابي‏بکر و عمرو انهما غصباه حقه و لايزال يکيده بالکتاب يکتبه و الرساله يبعثها يطلب غرته لينفث بما في صدره من حال ابي‏بکر و عمر اما مکاتبه او مراسله فيجعل ذلک حجه عليه عند اهل الشام و يضيفه الي ما قدره في انفسهم من ذنوبه زعم فکان غمصه عندهم بانه قتل عثمان، او مالا علي قتله و انه قتل طلحه و الزبير و آسر عايشه و اراق دماء اهل البصره و بقيت خصله واحده و هو ان يثبت عندهم انه يبرا من ابي‏بکر و عمر، و ينسبهما الي الظلم و مخالفه الرسول في امر الخلافه، و انهما و ثبا عليها غلبه و غ

صباه اياها. فکانت هذه تکون الطامه الکبري و ليست مقتصره علي افساد اهل الشام عليه، بل و اهل العراق الذين هم جنده و بطانته و انصاره لانهم کانوا يعتقدون امامه الشيخين الا القليل الشاذمن خواص الشيعه. فلما کتب ذلک الکتاب مع ابي‏مسلم الخولاني قصد ان يغضب عليا و يخرجه و يحوجه اذا قر اذکر ابي‏بکر و انه افضل المسلمين الي ان يرهن خطه في الجواب بکلمه تقتضي طعنا في ابي‏بکر، فکان مجمجما غير بين ليس فيه تصريح بالتظليم لهما و لا التصريح ببرائتهما، و تاره يترحم عليها، و تاره يقول: اخذا حقي و قد ترکته لهما فاشار عمر و بن العاص علي معاويه ان يکتب کتابا ثانيا مناسبا للکتاب الاول ليستفزا فيه عليا- عليه‏السلام- و يستخفاه و يحمله الغضب منه ان يکتب کلاما يتعلقان به في تقبيح حاله و تهجين مذهبه. و قال له عمرو: ان عليا- عليه‏السلام- رجل نزق طياه، ما استطعمت منه الکلام بمثل تقريظ ابي‏بکر و عمر فاکتب. فکتب کتابا انفذه اليه مع ابي‏امامه الباهلي و هومن الصحابه بعد ان عزم علي بعثه مع ابي‏الدرداء. و نسخه الکتاب: من عبدالله معاويه بن ابي‏سفيان الي علي بن ابي‏طالب- عليه‏السلام- اما بعد، فان الله- تعالي جده- اصطفي محمدا- صلي الله عليه و آله- ل

رسالته و اختصه بوحيه و تاديه شريعته فانقذ به من العمايه و هدي به من الغوايه ثم قبضه اليه رشيدا خميدا قد بلغ الشرع و محق الشرک و اخمد نار الافک فاحسن الله جزائه و ضاعف عليه نعمه و آلائه ثم آن الله- سبحانه- اختص محمدا- صلي الله عليه و آله- باصحاب ايدوه و آزروه و نصروه و کانوا کما قال الله- سبحانه- لهم: (اشداء علي الکفار رحماء بينهم). فکان افضلهم مرتبه و اعلاهم عند الله و المسلمين منزله الخليفه الاول الذي جمع الکلمه و لم الدعوه و قاتل اهل الرده ثم الخليفه الثاني الذي فتح الفتوح و مصر الامصار و اذل رقاب المشرکين. ثم الخليفه الثالث المظلوم الذي نشرالمله و طبق الافاق بالکلمه الحنيفيه، فلما استوثق الاسلام و ضرب بجراته، عدوت عليه فبغيته الغوائل و نصبت له المکائد و ضربت له بطن الامر و ظهره و دسست عليه و اغربت به وقعدت حيث استنصرک عن نصرته و سالک ان تدرکه قبل ان يمزق، فما ادرکته و ما يوم المسلمين منک بواحد. لقد حسدت ابابکر و التويت عليه و رمت افساد امره و قعدت في بيتک عنه و استغويت عصابه من الناس حتي تاخروا عن بيعته ثم کرهت خلافه عمر و حسدته و استطلت مدته و سررت بقتله و اظهرت الشماته بمصابه، حتي انک حاولت قتل ولده لان

ه قتل قاتل ابيه ثم لم تکن اشد حسدا منک لابن عمک عثمان. نشرت مقابحه و طويت محاسنه، و طعنت في فقهه ثم في دينه ثم في سيرته ثم في عقله و اغريت به السفهاء من اصحابک و شيعتک حتي قتلوه بمحضر منک. لا تدفع عنه بلسان و لايد، و ما من هولاء الا من بغيت عليه و تلکات في بيعته حتي حملت اليه قهرا تساق بحزائم الاقتسار کما يساق الفحل المخشوش ثم نهضت الان تطلب الخلافه و قتله عثمان خلصاوک و سمراوک (سجرائک- خ ل) و المحد قون بک و تلک من اماني النفوس و ضلالات الاهواء، فدع اللجاج و العنت جانبا و ادفع الينا قتله عثمان، و اعد الامر شوري بين المسلمين ليتفقوا علي من هو لله رضا. فلا بيعه لک في اعناقنا و لا طاعه لک علينا و لاعتبي لک عندنا و ليس لک و لاصحابک عندي الا السيف. و الذي لا اله الا هو الاطلبن قتله عثمان اين کانوا و حيث کانوا حتي اقتلهم او تلتحق روحي بالله. فاما ما لاتزال تمن به من سابقتک و جهادک فاني وجدت الله- سبحانه- يقول: (يمنون عليک ان اسلموا قل الا تمنوا علي اسلامکم بل الله يمن عليکم ان هديکم للايمان ان کنتم صادقين). و لو نظرت في حال نفسک لوجدتها اشد الانفس امتنانا علي الله بعملها و اذا کان الامتنان علي السائل يبطل اجر الصدق

ه فالامتنان علي الله يبطل اجرا لجهاد و يجعله ک (صفوان عليه تراب فاصابه وابل فترکه صلدا لا يقدرون علي شي‏ء مما کسبوا، و الله لايهدي القوم الکافرين). قال النقيب ابوجعفر: فلما وصل هذا الکتاب الي علي- عليه‏السلام- مع اني امامه الباهلي، کلم اباامامه بنحو مما کلم به ابامسلم الخولاني و کتب معه هذا الجواب. قال النقيب: و في کتاب معاويه هذا ذکر لفظ الجمل المخشوش او الفحل المخشوش لا في الکتاب الواصل مع ابي‏مسلم و ليس في ذلک هذه اللفظه. و انما فيه: (حسدت الخلفاء و بغيت عليهم عرفنا ذلک من نظرک الشزر و قولک الهجر و تنفسک الصعداء ابطائک عن الخلفاء). قال: و انما کثير من الناس لا يعرفون الکتابين و المشهور عندهم کتاب ابي‏مسلم، فيجعلون هذه اللفظه فيه. و الصحيح انها في کتاب ابي‏امامه، الا تراها عادت في الجواب و لو کانت في کتاب ابي‏مسلم لعادت في جوابه. انتهي کلام النقيب ابي‏جعفر. اقول: انم اوردت هذا الکتاب- علي کاتبه و ممليه اشد العذاب- ليتضح الجواب و ليظهر لکل عاقل کفر هذا المنافق المرتاب. قوله- عليه‏السلام- (فلقد خبا لنا الدهر) قال في النهايه: (خبات الشي‏ء خبا) اذا اخفبته. و (الخبا) کل شي غائب مستور. و لعل المعني ان الدهر اخفي

لنا من احوالک شيئا عجبا لم نکن نظن ذلک حتي ظهر منک. و يحتمل ان يکون علي سبيل التجريد، اي انت اعجب الاشياء في الدهر کنت مخفيا فظهرت، من قبيل (لقيني منه اسد). و قال ابن ميثم: و وجه العجب انه اخبر اهل بيت النبي- صلي الله عليه و آله- بحاله و ما انعم الله به عليه مع علمهم البالغ بحاله و کونهم اولي بالاخبار عنها و ضرب له في ذلک مثلين. و اصل المثل الاول ان رجلا قدم من هجر الي البصره بمال اشتري به شيئا للربح فلم يجد فيها اکسد من التمر، فاشتري بماله تمرا و حمله الي هجر و ادخره في البيوت ينتظر به السعر. فلم يزدد الارخصا حتي فسد جميعه و تلف ماله، فضرب مثلا لمن يحمل الشي‏ء الي معدنه لينتفع به فيه. و (هجر) معروفه بکثره التمر حتي انه ربما يبلغ سعر خمسين جله بدينار. و وزن الجله مائه رطل، فذلک خمسه آلاف رطل، و لم يسمع ذلک في غيرها من البلاد. و الثاني انه شبهه بداعي مسدده و استاده في الرمي الي المراماه و مسدده اولي بان يدعوه الي ذلک. قوله- عليه‏السلام- (ان تم اعتزلک کله) اي تباعد عنک. و المعني: ذکرت امرا ان تم لم ينفعک و ان نقص لم يضرک، بل لا تعلق له بک اصلا. (الثلمه) الخلل في الحائط و غيره. و (السياسه) القيام علي الشي‏ء بما

يصلحه و ليس في هذا الکلام شهاده منه- عليه‏السلام- علي فضل الخلفاء لما عرفت من المصلحه في هذا الاجمال. و قال في النهايه: اصل (الحنين) ترجيع الناقه صوتها اثر ولدها، و منه کتاب علي- عليه‏السلام- الي معاويه: (حن قدح ليس منها) هو مثل يضرب لرجل ينتمي الي نسب ليس منه او يد عي ما ليس من في شي‏ء. و (القدح) بالکسر، احد سهام الميسر، فاذا کان من غير جوهر اخوانه ثم حرکها المفيض بها خرج له صوت يخالف اصواتها يعرف به. و قال الزمخشري في المستقصي: القداح التي يضرب بها تکون من نبع، فربما ضاع منها قدح فينحت علي مثاله من غرب او غيره آخر بالعجله فاذا احتک معها صوت صوتا لا يشابه اصواتها فيقال ذلک. ثم ضر به عمر لعقبه بن ابي‏معيط حين امر النبي- صلي الله عليه و آله- بضرب عنقه يوم بدر فقال: ااقتل من بين قريش؟ اراد عمر انک لست من قريش. و قيل في بني‏الحنان و هم بطن من بلحرث، ان جدهم القي قدحا في قداح قوم يضربون بالميسر و کان يضرب لهم رجل اعمي. فلما وقع قدحه في يده قال: (حن قدح ليس منها) فلقب الحنان لذلک يضرب لمنتحل نسبا او فضلا انتهي. قوله- عليه‏السلام- (يحکم فيها) اي في هذه القصه او القضيه من کان الحکم لها عليه لا له، و يجوز ارجاع الضم

ير الي الطبقات. و قال ابن ميثم: يضرب لمن يحکم علي قوم و فيهم، و هو من اراذلهم و ليس للحکم باهل بل هم اولي منه به. و قال الجوهري: يقال: (اربع علي نفسک و اربع علي ظلعک) اي ارفق بنفسک و کف. يقال: (ظلعت الارض باهلها) اي ضافت بهم من کثرتهم. و يقال: (ارق علي ظلعک) اي اربع علي نفسک و لا تحمل عليها اکثر مما تطيق. و قال في النهايه فيه: انه لا يربع علي ظلعک. (الظلع) بالسکون، العرج. و المعني: لا يقيم عليک في حال ضعفک. و (ربع في المکان) اذا اقام به. و في الصحاح: اصل (الذراع) انما هو بسط اليد و يقال: (ضقت بالامر ذرعا) اذا لم تطقه و لم تقو عليه. و قال ابن ميثم: (حيث اخره القدر) اشاره الي مرتبته النازله جري القدر بها ان تکون نازله عن مراتب السابقين و قد امر بالتاخير فيها و الوقوف عندها. قول- عليه‏السلام- (في التيه) اي في الضلال و التحير او في التکبر. قال في النهايه: (تاه يتيه تيها) اذا تحير و ضل و اذا تکبر. و (الرواغ) الميال (القصد) المعتدل الذي لا يميل الي طرفي الافراط و التفريط. قوله- عليه‏السلام- (غير مخبر) اي اتکلم بکلامي هذا لا لاخباري اياک، بل للتحدث بنعمته- سبحانه- اما لان معاويه غير قابل للخطاب و الخبار بهذا الکلام

و المقام مقام تحقيره، او لانه کان عالما به، او لانه يتراء ي من مثل هذا الکلام و اخبار الخصم به المفاخره بذکر تلک الفضائل، فدفع ذلک التوهم بقوله (لکن بنعمه الله احدث) و ما بعد لکن بهذا الاحتمال انسب و ان کان قوله- عليه‏السلام- (لک) بالاول الصق. قوله- عليه‏السلام- (قيل: سيد الشهداء) قال ابن ابي‏الحديد: اي في حياه النبي- صلي الله عليه و آله- لان عليا- عليه‏السلام- مات شهيدا و لا خلاف في انه افضل من حمزه و جعفر و غير همابل هو سيد المسلمين. قوله- عليه‏السلام- (بسبعين تکبيره) قال ابن ميثم: اي في اربع عشره صلوه و ذلک ان کلما کبر عليه خمسا حضرت جماعه من الملائکه فصلي بهم عليه ايضا و ذلک من خصائص حمزه- رضي الله عنه-. قوله- عليه‏السلام- (لذکر ذاکر) يعني نفسه و انما نکره و لم يات بالانف و اللام و لم ينسبه الي نفسه لئلا يصرح بتزکيه نفسه. و استعار لفظ (المج) لکراهيه النفس لبعض ما يکرر سماعه و اعراضها عنه، فانها تصير کالقادف له من الاذن کما يقذف الماج الماء من فيه کذا قيل، و الظاهر انه کنايه عن انها لوضوحها لايمکن لاحد انکارها، فغير المومنين و ان ثقل عليهم سماعها فلا يمنکم انکارها. قوله- عليه‏السلام- (فدع عنک- الخ)، (الرم

يه) الصيد يرمي، يقال: (بئس الرميه الارنب) اي بئس الشي‏ء مما يرمي الارنب. و المعني: ذکر من مال الي الدنيا و مالت به و امالته اليها و امالته عن الطريق المستقيم. فان شان الصيد الخروج عن الطريق، هي اشاره الي الخلفاء و الکلام في بيان التفاضيل سابقا و لا حقا. و قال ابن ابي‏الحديد: هذه اشاره الي عثمان لا الي ابي‏بکر و عمر، و هذا مما لا يسمن و لايغني من جوع مع ان المذکور في کتاب معاويه لم يکن عثمان وحده کما عرفت. و قال ابن ميثم- رحمه الله-: اي فدع عنک اصحاب الاغراض الفاسده و لا تلتفت الي ما يقولون في حقنا کعمرو بن العاص و يحتمل ان يکون الاشاره الي نفسه علي طريقه قولهم: (اياک اعني و اسمعي يا جاره). و استعار لفظ الرميه و کني بها عن الامور التي تقصدها النفوس و ترميها بقصودها. انتهي. و لايخفي بعده، و ابعد منه ما ذکره الکيد ري حيث قال: اراد انه مطعون في نسبه و حسبه و انه ازاله عن مقام التفاخر و التنافر مطاعن شهرت فيه، انتهي و کانه حمل الرميه علي السهام المرميه. قوله- عليه‏السلام- (فانا صنائع ربنا) هذا کلام مشتمل عل اسرار عجيبه من غرائب شانهم التي تعجز عنها العقول و لنتکلم علي ما يمکننا اظهاره و الخوض فيه. فنقول: (صنيعه ا

لملک) من يصطنعه و يرفع قدره و منه قوله- تعالي-: (و اصطنعتک لنفسي) اي اخترتک و اخذتک صنيعتي لتنصرف علي ارادتي و محبتي. و المعني انه ليس لاحد من البشر علينا نعمه بل الله- تعالي- انعم علينا فليس بيننا و بينه واسطه و الناس باسرهم صنائعنا فنحن الوسائط بينهم و بين الله- سبحانه-. و يحتمل ان يريد بالناس بعض الناس اي المختار من الناس نصطنعه و نرفع قدره. و قال ابن ابي‏الحديد: هذا مقام جليل ظاهره ما سمعت، و باطنه انهم عبيدالله و الناس عبيدهم. و قال ابن ميثم: لفظ (الصنايع) في الموضعين مجاز من قبيل اطلاق اسم المقبول علي القابل و الحال علي المحل يقال: (فلان صنيعه فلان) اذا اختصه لموضع نعمته. و النعمه الجزيله التي اختصهم الله بها هي نعمه الرساله و ما يستلزمه من الشرف و الفضل حتي کان الناس عيالاتهم فيها. قوله- عليه السلام- (و عادي طولنا) قال الجوهري: عاد قبيله و هم قوم هود- عليه‏السلام- و شي‏ء عادي اي قديم کانه منسوب الي عاد. و قال ابن ابي‏الحديد: (الطول) الفضل و قال: الافعال الجميله کما تکون عاديه بطول المده تکون عاديه بکثره المناقب و اماثر و المفاخر و ان کانت المده قصيره و لا يراد بالقديم قديم الزمان، بل من قولهم: (لفلان ق

ديم اثر) اي سابقه حسنه، و انما جعلنا اللفظ مجازا لان بني‏هاشم و بني‏اميه لم يفترقا في الشرف الا منذنشا هاشم بن عبدمناف، ثم لم تکن المده بين نشي هاشم و اظهار محمد- صلي الله عليه و آله- الا نحو تسعين سنه. انتهي. و اقول: قد ظهر لک مما سبق ان بني‏اميه لم يکن لهم نسب صحيح ليشارکوا في الحسب آبائه- عليهم‏السلام- مع ان قديم عز هم لم ينحصر في النسب بل انوارهم- عليهم‏السلام- اول المخلوقات و من بدء خلق انوارهم الي خلق اجساد هم و ظهور آثارهم کانوا معروفين بالعز و الشرف و الکمالات في الارضين و السموات. يخبر بفضلهم کل سلف خلفا و رفع الله ذکرهم في کل امه عزا و شرفا. و قوله- عليه‏السلام- (فعل الاکفاء) منصوب علي الصدر بفعل مقدر. و (المکذب) ابوسفيان و قيل: ابوجهل. و (اسدالله) حمزه- رضي الله عنه و ارضاه-. و (اسد الاحلاف) هو اسد بن عبد الغري. و قال في القاموس الحلف بالکسر، العهد بين القوم و الصداقه و الصديق يحلف لصاحبه ان لا يغدر به، و الجمع احلاف. و الاحلاف في قول زهير اسد و عطفان، لانهم تحالفوا علي التناصر و الاحلاف قوم من ثقيف و في قريش ست قبائل: عبد الدار و کعب و جح و سهم و مخزوم و عدي، لانهم لما ارادت بنوعبد مناف اخذ ما في

ايدي عبد الدار من الحجابه و السقايه و ابت عبد الدار عقد کل قوم علي امرهم حلقا موکدا علي ان لا يتخاذلوا. فاخرجت بنوعبد مناف جفته مملوئه طيبا فوضعتها لاحلافهم و هم اسد و زهره و تميم عند الکعبه فغمسوا ايديهم فيها و تعاهدوا و تعاقدت بنو عبد الدار و حلفاوها حلفا آخر موکدا فسموا الاحلاف. انتهي. و نحوه قال في النهايه الا انه قال بعد قوله: فغمسوا ايديهم فيها و تعاقدوا فسموا المطيبين. (صبيه النار) اشاره الي الکلمه التي قالها النبي- صلي الله عليه و آله- لعقبه بن ابي‏معيط حين قتله صبرا يوم بدر، و قال کالمستعطف له- صلي الله عليه و آله- من للصبيه يا محمد! قال: (النار). و (حماله الحطب) هي ام جميل بنت حرب بن اميه امراه ابي‏لهب. و قوله- عليه‏السلام- (في کثير) متعلق بمحذوف اي هذا الذي ذکرنا داخل في کثير يتضمن ما ينفعنا و يضرکم.

[صفحه 86]

قوله- عليه‏السلام- (و جاهليتنا) اي شرفنا و فضلنا في الجاهليه لا يد فعه احد- و في بعض النسخ: و جاهليتکم- و لعله اظهر. و وجه الاستدلال بالاليه الاولي ظاهر لانه- عليه‏السلام- کان اخص اولي الارحام برسول‏الله- صلي الله عليه و آله- و اقربهم اليه، و کذا الثانيه لانه- عليه‏السلام- کان اقرب الخلق الي اتباع رسول‏الله- صلي الله عليه و آله- و اول من آمن به و صدقه. و قال الجوهري: (الفلج) الظفر والفوز و (قد فلج الرجل علي خصمه يفلج فلجا) و الاسم (الفلج) بالضم. قوله- عليه‏السلام- (و تلک شکاه) قال الجوهري: يقال: (هذا امر ظاهر عنک عاره) اي زائل. قال الشاعر: و عيرهاالواشون اني احبها و تلک شکاه ظاهر عنک عارها و قال: شکوت فلانا شکاه اذا اخبرت بسوء فعله. و قال ابن ميثم: البيت لابي دو يب و هو مثل يضرب لمن ينکر امرا ليس منه في شي‏ء و لا يلزمه دفعه. (الخشاش) بالکسر، الذي يدخل في عظم انف البعير، و (خششت البعير) اذا جعلت في انفه الخشاش. و (الغضاضه) بالفتح، المذله و المنقصه. قوله- عليه‏السلام- و (هذه حجتي الي غيرک) لعل المعني لست انت المقصود بها لحقارتک کقوله- عليه‏السلام - (غير مخبر لک)، او لعلمي بانک لاتقبل حججي و لا ت

ومن بها، او لانک عالم بها و فائده في اخبار العالم بل قصدي بذکرها الي غيرک من السامعين لعله يومن بها من انکرها و يطمئن بها قلبها من آمن بها. و قال ابن ميثم: اي لست انت المقصود بها اذ لست من هذا الامر في شي‏ء بل القصد منها غيرک، اي الذين ظلموا او انما ذکرت منها بقدر ما دعت الحاجه اليه و سنح لي ان اذکره في جوابک.

[صفحه 86]

قوله- عليه‏السلام- (فلک ان تجاب) اي هذه ليست مثل السابقه التي لم يکن لک السوال فيها، لانک من بني‏اميه و بينک و بينه رحم. و قوله- عليه‏السلام- (فاينا) ابتداء تقرير الجواب. (و الاعدي) من العداوه او من العدوان و الاول اصوب. و (اهدي الي مقاتله) اي لوجوه قتله و مواضعه و من الاراء و الحيل. (امن بذل) ارادبه نفسه المقدسه فانه لما اشتد الحصار علي عثمان بعث علي- عليه‏السلام- اليه و عرض عليه نصرته فقال عثمان: (لا احتاج الي نصرتک و لکن اقعد و کف شرک). و ذلک لان عثمان کان متهما له- عليه‏السلام- بالدخول في امره. و اراد علي- عليه‏السلام- بقوله (من استنصره) معاويه، و ذلک انه بعث عثمان حال حصاره الي الشام مستصرخا بمعاويه فلم يزل يتراخي عنه و يوخر الخروج الي ان قتل لطمعه في الامر و ذکر القدر و نسبه القتل اليه هيهنا مناسب لتبريه من دمه. و (البث) النشر. و (المنون) الدهر و المنيه. اي نشر اليه الدهر و اسباب المنيه. و قوله- عليه‏السلام- (و الله لقد علم الله) اقتباس من قوله- تعالي-: (قد يعلم الله المعوقين منکم). قال الطبرسي- رحمه الله-: و هم الذين يعوقون غيرهم عن الجهاد مع رسول‏الله- صلي الله عليه و آله -. و (التعويق) ا

لتشبيط و (القائلين لاخوانهم) يعني اليهود، قالوا لاخوانهم المنافقين: (هلم الينا) اي تعالوا و اقبلوا الينا و دعوا محمدا- صلي الله عليه و آله- فانا نخاف عليکم الهلاک. و (لا ياتون الباس) اي لا يحضرون القتال. و (الباس) الحرب و اصله الشده. (الا قليلا) الا کارهين يکون قلوبهم مع المشرکين، و لعل الغرض من الاقتباس انه- سبحانه - عاب المعوقين و القائلين فالمتراخي مقصر علي تقدير وجوب الحضور کما زعمته. و يحتمل ان يکون غرضه واقعا تعويقه عن نصره- عليه‏السلام- و ان اوه مظاهره نصر عثمان. و قال الجوهري: (نقمت علي الرجل انقم) بالکسر، اذا عتبت عليه. و قال ابن ميثم في قوله- عليه‏السلام- (فرب ملوم و لا ذنب له) و انا ذلک الملوم و هو مثل لاکثم بن صيفي يضرب لمن قد ظهر للناس منه امرانکوره عليه و هم لايعرفون حجته و عذره فيه. و قوله (و قد يستفيد- الخ) يضرب مثلا لمن يبالغ في النصيحه حتي يتهم انه غاش. و صدر البيت: و کم سقت في آثارکم من نصيحه. و قال في الصحاح و القاموس: (المتنصح) من تشبه بالنصحاء. و هذا المعني و ان کان محتملا في کلامه- عليه‏السلام- علي وجه بعيد، لکن الظاهر انه ليس غرضا لشاعر. و الظاهر ما ذکره الخليل في العين حيث قال: (التن

صح) کثره النصيحه. قال اکثم بن صيفي: اياکم و کثره التنصح فانه يورث التهمه. انتهي. (الظنه) التهمه.

[صفحه 88]

قوله- عليه‏السلام- (فلقد اضحکت بعد استعبار) قال الجوهري: (عبرت عينه و استعبرت) اي دمعت، و (العبران) الباکي. و قال ابن ميثم: اي اتيت بشي‏ء عجيب بالغ في الغرابه، فان الضحک بعد البکاء انما يکون لتعجب بالغ. و ذلک کالمثل في معرض الاستهزاء و قيل معناه: لقد اضحکت من سمع منک هذا تعجبا بعد بکائه علي الدين لتصرفک فيه. و (الفيت الشي‏ء) وجدته. قوله- عليه‏السلام- (فالبث قليلا) قال ابن ميثم: مثل يضرب للوعيد بالحرب. و اصله ان حمل بن بدر رجل من قشير اغير علي ابل له في الجاهليه في حرب داحس و الغبراء فاستنقذها و قال: لبث قليلا تلحق الهيجا حمل ما احسن الموت اذا الموت نزل فارسل مثلا. ثم اتي و قتل مالکا فظفر اخوه قيس بن زهير به و باخيه حذيفه فقتلهما و قال: شعر: شفيت النفس من حمل بن بدر و سبفي من حذيفه قد شفاني انتهي. و قال الزمخشري في المستقصي: تمام البيت: (ما احسن الموت اذا حان الاجل). و قال: قالوا في جمل هو اسم رجل شجاع کان يستظهر به في الحرب، و لا يبعد ان يراد به جمل بن بدر صاحب لغبراء يضربه من ناصره و رائه. انتهي. ثم اعلم ان حملا في بعض النسخ بالحاء المهمله و في بعضها بالجيم. و قال الفيروز آبادي: (ارقل) ا

سرع، (الارقال) ضرب من الجيب. و (الجحفل) بتقديم الجيم علي المهمله، الجيش. و (القتام) الغبار. و (سطع الغبار و الرائحه و الصبح) ارتفع. و (السربال) القميص. و (سرابيل الموت) اما کنايه عن الدروع او الاحوال و الهيئات التي کنتم قدرتم علي القتل فيها، فکانها اکفانهم. و قوله- عليه‏السلام- (ذريه بذريه) اي اولاد البدريين. و قد مر ان اخاه حنظله و خاله الوليد و جده عتبه ابوامه.


صفحه 77، 86، 86، 88.