نامه 027-به محمد بن ابوبكر











نامه 027-به محمد بن ابوبکر



[صفحه 70]

بيان: قوله- عليه‏السلام- (و آس بينهم) قال في النهايه: (الاسوه و المواساه) المساهمه و المشارکه في المعاش و الرزق، و اصلها الهمزه فقلت واوا تخفيفا. و منه قوله- عليه‏السلام- (آس بينهم في اللحظه النظره) اي اجعل کل واحد منهم اسوه خصمه. و قال ابن الحديد: نبه بذلک علي وجوب ان يجعلهم اسوه في جميع ما عدا ذلک من العطاء والانعام و التقريب کقوله- تعالي-: (و لا تقل لهما: اف). و قال في قوله- عليه‏السلام- (في حيفک لهم) الضمير في لهم راجع الي الرعيه لا الي العظماء، و قد کان سبق ذکرهم في اول الخطبه، اي حتي لايطمع العظماء في ان تتحيف الرعيه و تظلمهم و تدفع اموالهم اليهم، و يجوز ان يرجع الضمير الي العظماء، اي حتي لايطمع العظماء في جودک في القسم الذي انما تفعله لهم و لاجلهم. انتهي. و (الحيف) يکون بمعني الميل عن القصد و بمعني الظلم و الثاني بالاول و الاول بالثاني انسب. قوله- عليه‏السلام- (فانتم اظلم) اي من ان لا تعذبوا اولا تستحقوا العقاب. (و ان يعف فهو اکرم) من ان لايعفوا او يستغرب منه العفو، او المعني انه- سبحانه- ان عذب فظلمکم اکثر من عذابه و لا يعاقبکم بمقدار الذنب، و ان يعف فکرمه اکثر من ذلک العفو و يقدر علي اک

ثر منه و ربما يفعل اعظم منه. و قال ابن ابي‏الحديد: اي انتم الظالمون کقوله- تعالي-: (و هو اهون عليه) و کقولهم: (الله‏اکبر). و قال ابن ميثم: و يحتمل ان يکون قد سمي ما يجازيهم من العذاب ظلما مجازا لمشابهه الظلم في الصوره کم افي قوله- تعالي-: (فاعتد وابمثل ما اعتدي عليکم) فصدق اذن اسم التفضيل لاتبدائهم بالمعصيه. انتهي.

[صفحه 71]

و قوله (سکنوا الدنيا) بيان لقوله (ذهبوا) و قال ابن ميثم: و انما کان ما فعلوا افضل لانهم استعملوها علي الوجه الذي ينبغي لهم و امرو ابا ستعمالها عليه. و ظاهر ان ذلک افضل الوجوه، و هو الاخذ من لذات الدنيا المباحه لهم بقدر ضرورتهم و حاجتهم، بل نقول: ان لذتهم بما استعملوا منها اتم و اکمل. و ذلک ان کل ما استعملوه من ماکول و مشروب و منکوح و مرکوب انما کان عندالحاجه و الضروره. و کلما کانت الحاجه الي الملذ اتم کانت اللذه اقوي و اعظم. اقول: و يحتمل ان تکون الافضليه باعتبار ان المتقين لما کان مصروفهم من الحلال لايخافون عليه عقابا و غيرهم لما کان ما ينتفعون به حراما او مخلوطا يخشون العقوبه عليه و هذا مما يکدر عيشهم. و (عامل الجنه) من يعمل الاعمال الموديه اليها و کذا (عامل النار). و (الطرداء) بضم الطاء و فتح الراء جمع (طريد) اي يطردکم عن اوطانکم و يخرجکم منها. و قال في النهايه فيه: (کنت اطارد حيه) اي اخادعها لاصيدها. و منه: (طراد الصيد). قوله- عليه‏السلام- (معقود بنواصيکم) اي ملازم لکم. قوله- عليه‏السلام- (و ان احسن الناس ظنا) التلازم بينهما لکونهما لازمين للمعرفه، فکلما صارت المعرفه اکمل و العلم بجلالته- سبح

انه- اتم، کان حسن الظن و الخوف ابلغ.

[صفحه 72]

قوله- عليه‏السلام- اعظم اجنادي او عساکري و اعواني او اقاليمي و بلداني. قال ابن ابي‏الحديد: يقال للاقاليم و الاطراف (اجناد). و قال الجوهري: (الجند) الاعوان و الانصار. و الشام خمسه اجناد: دمشق و حمص و قنسرين و اردن و فلسطين، يقال لکل مدينه منها جند. و الظاهر هو الاول لقوله (اهل مصر فانت محقوق) اي حقيق و جدير. و قال في النهايه: (المنافحه) و المکافحه، المدافعه و المضاربه، و منه حديث علي- عليه‏السلام- (نافحوا باظبي) اي قاتلوا بالسيف، و اصله ان يقرب احد المتقابلين من الاخر بحيث يصل نفح کل واحد منهما الي صاحبه و هي ريحه و نفسه. و قال (اللهم اعط کل منفق خلقا) اي عوضا.

[صفحه 72]

و المراد ب (امام الردي) معاويه کقوله- تعالي-: (و جعلنا هم ائمه يدعون الي النار.) و کذا هو المراد بعدو النبي- صلي الله عليه و آله-. قال ابن ابي‏الحديد: لان عدوه- عليه‏السلام- عدو النبي لقوله- صلي الله عليه و آله- (و عدوک عدوي و عدوي عدو الله). و لان دلائل النفاق کانت ظاهره عليه من افعاله و فلتات لسانه کما عرفت.


صفحه 70، 71، 72، 72.