نامه 018-به عبدالله بن عباس











نامه 018-به عبدالله بن عباس



[صفحه 52]

تبيين: قال ابن ميثم- رحمه الله-: روي ان ابن عباس کان قد اضر ببني‏تميم حين ولي امر البصره من قبل علي- عليه‏السلام- للذي عرفهم به من العداوه يوم الجمل لانهم کانوا من شيعه طلحه و الزبير و عايشه، فحمل عليهم ابن عباس فاقصاهم و تنکر عليهم و عيرهم بالجمل حتي کان يسميهم شيعه الجمل و انصار عسکر و هو اسم جمل عائشه و حزب الشيطان. فاشتد ذلک علي نفر من شيعه علي- عليه‏السلام- من بني‏تميم منهم حارثه ابن قدامه و غيره. فکتب بذلک حارثه الي علي- عليه‏السلام- يشکو اليه ابن عباس فکتب- عليه‏السلام- الي ابن عباس: اما بعد، فان خير الناس عند الله غدا اعملهم بطاعته فيما عليه و له، و اقواهم بالحق و ان کان مرا. الا بالحق قامت السماوات و الارض فيما بين العباد، فلتکن سريرتک فعلا و ليکن حکمک واحدا و طريقتک مستقيمه. و اعلم ان البصره مهبط ابليس و مغرس الفتن... الي آخر مامر. قوله- عليه‏السلام- (فيما بين العباد) حال عن الحق او ظرف للقيام لکونه عباره عما ينفع العباد و يصير سببا لانتظام امورهم. (فلتکن سريرتک فعلا) اي لا تضمر خلاف ما تفعل و لا تخدع الناس. قوله- عليه‏السلام - (و مغرس الفتن)، قال ابن ابي‏الحديد: اي موضع غرسها، و روي ب

العين المهمله و هو الموضع الذي ينزل فيه القوم آخر الليل. (فحادث اهلها) اي تعهدهم بالاحسان. قال في النهايه فيه: (حادثوا هذه القلوب بذکر الله) اي اجلوها و اغسلوا الدرن عنها و تعاهد وها بذلک کما يحادث السيف بالصقال. و في الصحاح قال الاصمعي: (تنمر له) اي تنکر له و تغير و اوعده لان النمرلا تلقاه ابدا الا متنکرا غضبان. و (تنمروا) تشبهوا بالنمر. (لم يغب لهم نجم) اي لم يمت لهم سيد الاقام آخر مقامه. و قال ابن ميثم: (الوغم) التره و (الاوغام) الترات، اي لم يهدر لهم دم في جاهليه و لا في اسلام، يصفهم بالشجاعه و الحميه. فالمضاف محذوف اي لم يسبقوا بشفاه حقد من عدو. و يحتمل ان يکون المعني انهم لم يسبقهم احد الي الترات و الاحقاد لشرف نفوسهم بقله احتمالهم للاذي و ذلک لان المهين الحقير في نفسه لا يکاد يغضب و يحقد بما يفعل به من الاذي و ان غضب في الحال الا انه لا يدوم ذلک الغضب و لا يصير حقدا او لم يسبقهم احد و لم يغلب عليهم بالقهر و البطش و في وصفهم بذلک اشاره الي وجه المصلحه في الاحسان اليهم مع نوع من المدح و الاستماله لهم. (الرحم الماسه) لا تصالهم عند الياس بن مضر. و قال ابن ابي‏الحديد: (مازورون) اصله موزورون و لکنه جاء باله

مزه ليحاذي بها همزه ماجورون: قوله- عليه‏السلام- (فاربع) اي توقف و تثبت فيما تفعل. و المراد بالشر الضرر لا الظلم و ان احتمله. قوله- عليه‏السلام- (فانا شريکان) هو کالتعليل لحسن امره بالتثبت لانه لما کان واليا من قبله فکل حسنه او سيئه يحدثها في ولايته فله- عليه‏السلام- شرکه في احداثها اذ هوالسبب البعيد. و ابوالعباس کنيه ابن عباس. و بعد کلام قال الجوهري: (قال الراي يفيل فيوله) و (رجل فال) اي ضعيف الراي، مخطي الفراسه.


صفحه 52.