نامه 013-به دو نفر از اميران لشگر











نامه 013-به دو نفر از اميران لشگر



[صفحه 41]

قال ابن ابي‏الحديد في شرح هذا الکلام: هو مالک بن الحارث بن عبد يغوث ابن سلمه بن ربيعه بن حذيمه بني‏عسد بن مالک بني‏النخع بن عمرو بن غله بن خالد بن مالک بن داود، و کان حارسا شجاعا رئيسا من اکابر الشيعه و عظمائها شديد التحقق بولاء اميرالمومنين- عليه‏السلام- و نصره، و قال فيه بعد موته: يرحم الله مالکا فلقد کان لي کما کنت لرسول‏الله- لرسول‏الله- صلي الله عليه و آله-. و لما قنت علي- عليه‏السلام- علي خمسه و لعنهم و هم: معاويه و عمرو بن العاص و ابوالاعور السلمي و حبيب بن مسلمه و بسر بن ارطاه، قنت معاويه علي خمسه و هم: علي و الحسن و الحسين و عبدالله بن العباس و الاشتر، و لعنهم. و قد روي انه قال لما ولي علي- عليه‏السلام- بني‏العباس علي الحجاز و اليمين و العراق: فلما ذا قتلنا الشيخ بالامس؟ و ان عليا- عليه‏السلام- لما بلغته هذه الکلمه احضره و لاطفه و اعتذر اليه، و قال له: فهل وليت حسنا او حسينا او احدا من ولد جعفر اخي او عقيلا او احدا من ولده؟ و انما وليت ولد عمي العباس لاني سمعت العباس يطلب من رسول‏الله- صلي الله عليه و آله- الاماره مرارا، فقال له رسول‏الله- صلي الله عليه و آله- ياعم ان الاماره ان طلبتها و

کلت اليها و ان طلبتک اعنت عليها. و رايت بنيه في ايام عمر و عثمان يجدون في انفسهم ان ولي غيرهم من ابناء الطلقاء و لم يول احد منهم فاحببت ان اصل رحمهم و ازيل ما کان في انفسهم، و بعد فان علمت احدا هو خير منهم فائتني به، فخرج الاشتر و قد زال ما في نفسه و قد روي المحدثون حديثا يدل علي فضيله عظيمه للاشتر، و هي شهاده قاطعه من النبي- صلي الله عليه و آله- بانه موتمن. روي هذا الحديث ابوعمر بن عبدالبر في کتاب الاستيعاب في حرف الجيم في باب جندب. قال ابوعمر: لما حضرت اباذر الوفاه و هو بالربذه بکت زوجته‏ام ذر، قالت: فقال لي. ما يبکيک؟ فقالت: ما لي ابکي و انت تموت بفلاه من الارض، و ليس عندي ثوب يسعک کفنا، و لابد لي من القيام بجهازک. فقال: ابشري و لا تبکي فاني سمعت رسول‏الله- صلي الله عليه و آله- يقول: لايموت بين امر اين مسلمين ولدان او ثلاث فيصبران و يحتسبان فيريان النار ابدا. و قد مات لنا ثلاثه من الولد. و سمعت ايضا رسول‏الله- صلي الله عليه و آله- يقول لنفر انا فيهم: ليموتن احدکم بفلاه من الارض، يشهده عصابه من المومنين و ليس من اولئک النفر احد الا و قد مات في قريه و جماعه، فانا لا اشک اني ذلک الرجل. و الله ما کذبت و لا کذ

بت، فانظري الطريق! قالت ام ذر: فقلت اني و قد ذهب الحاج و تقطعت الطرق؟ فقال: اذهبي فتبصري. قالت: فکنت اشتد الي الکثيب فاصعد فانظر ثم ارجع اليه فامرضه، فبينا انا و هو علي هذه الحاله اذا انا برجال علي رکابهم کانهم الرخم تخب بهم رواحلهم، فاسرعوا الي حتي وقفوا علي و قالوا: يا امه الله مالک؟ فقلت: امرو من المسلمين يموت تکفنونه؟ قالوا: و من هو؟ قلت: ابوذر، قالوا: صاحب رسول‏الله- صلي الله عليه و آله-؟ قلت: نعم، ففدوه بابائهم و امهاتهم و اسرعوا اليه حتي دخلوا عليه، فقال لهم: ابشروا فاني سمعت رسول‏الله- صلي الله عليه و آله- يقول لنفر انا فيهم: (لتموتن رجل منکم بفلاه من الارض تشهده عصابه من المومنين). و لي من اولئک النفر احد الا و قد هلک في قريه و جماعه، و الله ما کذبتم و لاکذبتم و لو کان عندي ثوب يسعني کفنا لي او لامر اتي لم اکفن الا في ثوب لي اولها، و اني انشدکم الله ان لايکفنني رجل منکم کان اميرا او عريفا او بريدا او نقيبا. قالت: و ليس في اولئک النفر احد الا و قد قارف بعض ما قال الا فتي من الانصار قال له: انا اکفنک يا عم في ردائي هذا و في ثوبين معي في عيبتي من غزل امي. فقال ابوذر: انت تکفنني، فمات، فکفنه الانصاري و

غسله في النفر الذين حضروه و قاموا عليه، و دفنوه في نفر کلهم يمان. قال ابوعمر بن عبدالبر قبل ان يروي هذا الحديث في اول باب جندب: کان النفر الذين حضروا موت ابي‏ذر بالربذه مصادفه جماعه منهم حجر بن الادبر هو حجر بن عدي الذي قتله معاويه، و هو من اعلام الشيعه و عظمائها. اما الاشتر فهو اشهر في الشيعه من ابي‏الهذيل في المعتزله. و قري کتاب الاستيعاب علي شيخنا عبدالوهاب بن سکينه المحدث و انا حاضر، فلما انتهي القاري الي هذا الخبر قال استاذي عمر بن عبدالله الدباس- و کان يحضر معه سماع الحديث-: لنقل الشيعه بعد هذا ما شائت، فما قال المرتضي و المفيد الا بعض ما کان حجر و الاشتر يعتقدانه في عثمان و من تقدمه، فاشار الشيخ اليه بالسکوت، فسکت. و قد ذکرنا آثار الاشتر و مقاماته بصفين فيما سبق. و الاشتر هو الذي عانق عبدالله بن الزبير يوم الجمل فاصطرعا علي ظهر فرسيهما حتي وقعا الي الارض فجعل عبدالله يصرخ من تحته: اقتلوني و مالکا! فلم يعلم من الذي يعنيه لشده الاختلاط و ثوران النقع فلو قال: اقتلوني و الاشتر! لقتلا جميعا. فلما افترقا قال الاشتر: اعايش لولا انني کنت طاويا ثلاثا لالفيت ابن اختک هالکا غداه ينادي و الرماح تنوشه کوقع

الصياصي: اقتلوني و مالکا فنجاه مني شبعه و شبابه و اني شيخ لم اکن متماسکا و يقال: ان عائشه فقدت عبدالله فسالت عنه، فقيل لها: عهدنا به و هو معانق للاشتر، فقالت: و اثکل اسماء. و مات الاشتر في سنه تسع و ثلاثين متوجها الي مصر واليا عليها لعلي- عليه‏السلام-. قيل: سقي سما، و قيل: انه لم يصح ذلک و انما مات حتف انفه، فاما ثناء اميرالمومنين- عليه‏السلام- في هذا الفصل فقد بلغ فيه مع اختصار مالا يبلغ بالکلام الطويل. و لعمري لقد کان الاشتر اهلا لذلک، کان شديد الباس جوادا رئيسا حليما فصيحا شاعرا، و کان يجمع بين اللين و العنف، فيسطو في موضع السطوه و يرفق في موضع الرفق. اقول: و قال ابن ابي‏الحديد في شرح وصايا اوصي اميرالمومنين- عليه‏السلام- الي الحارث الهمداني: هو الحارث بن عبدالله بن کعب بن اسد بن مخلد بن حارث بن سبيع بن معاويه الهمداني، کان احد الفقهاء و صاحب علي- عليه‏السلام- و اليه تنسب الشيعه الخطاب الذي خاطب به في قوله- عليه‏السلام-: يا حار همدان من يمت يرني من مومن او منافق قبلا اقول: رايت في بعض مولفات اصحابنا: روي انه دخل ابوامامه الباهلي علي معاويه، فقربه و ادناه ثم دعا بالطعام، فجعل يطعم اباامامه بيده، ث

م اوسع راسه و لحيته طيبا بيده، و امر له ببدره من دنا نير فدفعها اليه، ثم قال: يا اباامامه! بالله انا خير ام علي بن ابي‏طالب؟ فقال ابوامامه: نعم و لاکذب و لو بغير الله سالتني لصدقت. علي و الله خير منک و اکرم و اقدم اسلاما، و اقرب الي رسول‏الله قرابه و اشد في المشرکين نکايه، و اعظم عند الامه غناء، اتدري من علي يا معاويه؟ ابن عم رسول‏الله- صلي الله عليه و آله- و زوج ابنته سيده نسائالعالمين، و ابوالحسن و الحسين سيدي شباب اهل الجنه، و ابن اخي حمزه سيدالشهداء و اخو جعفر ذي الجناحين، فاين تقع انت من هذا يا معاويه؟ اظننت اني ساخيرک علي علي بالطافک و طعامک و عطانک فادخل اليک مومنا و اخرج منک کافرا؟ بئس ما و سولت لک نفسک يا معاويه! ثم نهض و خرج من عنده، فاتبعه بالمال فقال: لا و الله لا اقبل منک دينارا واحدا. بيان: قال ابن ميثم: الاميران هما زياد بن النضر و شريح بن هاني. و ذلک انه حين بعثهما علي مقدمه له في اثناعشر الفا لقيا اباالاعور السلمي في جند من اهل الشام فکتبا اليه يعلمانه بذلک. فارسل الي الاشتر فقال له: يا مال! و ان زياد بن النضر و شريحا ارسلا الي يعلماني انهما لقيا اباالاعور السلمي في جند من اهل الشام بسور الر

وم، فنباني الرسول انه ترکهم متوافقين، فالتجي الي اصحابک التجاء و اذا اتيتهم فانت عليهم. و اياک ان تبدا القوم بقتال الا ان يبدووک حتي تلقاهم و تسمع منهم، و لا يجر منک شنانهم علي قتالهم قبل دعائهم و الاعذار اليهم مره بعد مره. و اجعل علي ميمنتک زيادا و علي ميسرتک شريحا، وقف من اصحابک وسطا و لا تدن منهم دنو من يريد ان ينشب الحرب و لا تباعد منهم تباعد من يهاب الناس حتب اقدم اليک، فاني حثيث السير اليک ان‏شاءالله. و کتب اليهما: (اما بعد، فاني امرت عليکما...) الي آخر الکتاب. و الحيز الناحيه. و السقطه الزله. و الامثل الافضل.


صفحه 41.