خطبه 022-در نكوهش بيعت شكنان











خطبه 022-در نکوهش بيعت شکنان



[صفحه 108]

قوله قد ذمر يروي بالتخفيف و التشديد و اصله الحث و الترغيب. و الجلب الجماعه من الناس و غيرهم يجمع و يولف. قوله- عليه‏السلام- الي اوطانه يروي: ليعود الجور الي قطابه. و القطاب مزاج الخمر بالماء، اي ليعود الجور ممتزجا بالعدل کما کان، و يجوز ان يعني بالقطاب قطاب الجيب و هو مدخل الراس فيه، اي ليعود الجور الي لباسه و ثوبه. و النصاب الاصل. و الذي انکروه، قتل عثمان. و النصف بالکسر، الاسم من الانصاف. قوله- عليه‏السلام- يرتضعون اما اي يطلبون الشي‏ء بعد فواته لان الام اذا فطمت ولدها فقد انقضي رضاعها، و لعل المراد به ان طلبهم لدم عثمان لغولا فائده فيه. و قال ابن ميثم: استعار لفظه الام للخلافه فبيت المال لبنها، و المسلمون اولادها المرتضعون، و کني بارتضاعهم لها عن طلبهم منه- عليه‏السلام- من الصلات و التفضيلات مثل ما کان عثمان يصلهم، و کونها قد فطمت عن منعه- عليه السلام-. و قوله- عليه‏السلام- يحيون بدعه قد اميتت اشاره الي ذلک التفضيل فيکون بمنزله التاکيد للقرينه السابقه، و يحتمل ان يکون المراد بالام التي قد فطمت ما کان عادتهم في الجاهليه من الحميه و الغضب و اثاره الفتن و بفطامها اندراسها بالاسلام فيکون ما بعده

کالتفسير له. و النداء في قوله- عليه‏السلام- ياخيبه الداعي کالنداء في قوله- تعالي- يا حسره علي العباد. اي يا خيبه احضري فهذا اوانک، و الداعي هو احد الثلاثه: طلحه و الزبير و عائشه: ثم قال علي سبيل الاستحقار لهم: من دعا، و الي ما اجيب اي احقر بقوم دعاهم هذا الداعي و اقبح بالامر الذي اجابوه اليه فما افحشه وارذله. و قال الجوهري: هبلته امه بکسر الباء، اي ثکلته، و الهبول من النساء الثکول. قوله- عليه‏السلام- لقد کنت قال ابن ابي الحديد: اي ما زلت لا اهدد بالحرب، و الواو زائده، و هذه کلمه فصيحه کثيرا ما يستعملها العرب، و قد ورد في القرآن العزيز کان بمعني مازال في قوله و کان الله عليما حکيما. اقول: قال ابن ميثم- رحمه الله- بعد ايراد تلک الفقرات: اکثر هذا الفصل من الخطبه التي ذکرنا انه- عليه‏السلام- خطبها حين بلغه ان الطلحه و الزبير خلعا بيعته، و فيه زياده و نقصان و نحن نوردها بتمامها و هي بعد حمد الله و الثناء عليه و الصلاه علي رسوله: ايها الناس! ان الله افترض الجهاد فعظمه و جعله نصرته و ناصره، و الله ما صلحت دين و لا دنيا الا به، و قد جمع الشيطان حزبه، و استجلب خيله و من اطاعه ليعود له دينه و سنته. و قد رايت امورا قد

تمخضت، و الله ما انکروا علي منکرا و لا جعلوا بيني و بينهم نصفا، و انهم ليطلبون حقا ترکوه، و دما سفکوه. فان کنت شريکهم فيه فان لهم لنصيبهم منه، و ان کانوا لولوه دوني فما الطلبه الا قبلهم، و ان اول عدلهم لعلي انفسهم، و لا اعتذر مما فعلت، و لا اتبرا مما صنعت، و ان معي لبصيرتي، ما لبست و لا لبس علي، و انها للفئه الباغيه فيها الحم و الحمه طالت جلبتها، و انکفت جونتها، ليعودن الباطل الي نصابه. يا خيبه الداعي، لو قيل: ما انکر من ذلک، و ما امامه و فيمن سنته، و الله اذا لزاح الباطل عن نصابه و انقطع لسانه، و ما اظن الطريق له فيه واضح حيث نهج، و الله ما تاب من قتلوه قبل موته و لا تنصل عن خطيئته و ما اعتذر اليهم فعذروه، و لا دعا فنصروه، وايم الله لافرطن لهم حوضا انا ماتحه لا يصدون عنه بري و لا يعبون حسوه ابدا، و انها لطيبه نفسي بحجه الله عليهم و علمه فيهم، واني داعيهم فعذر اليهم، فان تابوا و قبلوا و اجابوا و انابوا فالتوبه مبذوله و الحق مقبول و ليس علي کفيل، وان ابوا اعطيتهم حد السيف و کفي به شافيا من باطل و ناصر المومن، و مع کل صحيفه شاهدها و کاتبها. و الله ان الزبير و طلحه و عائشه ليعلمون اني علي الحق و هم مبطلون. و قال

- رحمه الله- تمخضت تحرکت. و التبعه ما يلحق الانسان من درک. و الحم بفتح الحاء و تشديد الميم، بقيه الاليه التي اذيبت و اخذ دهنها. و الحمه السواد، و هما استعارتان لاراذل الناس و عوامهم لمشابهتهم حم الاميه و ما اسود منها في قله المنفعه و الخير. و الجلبه الاصوات. و جونتها بالضم، سوادها. و انکفت و استکفت اي استدارت. و زاح و انزاح تنحي. و تنصل من الذنب تبرا منه. و العب الشرب من غير مص. و الحسوه بضم الحاء، قدر ما يحسي مره واحده. و الجلاد المضاربه بالسيف. والهبول الثکلي، و الهبل الثکل. و اعلم انه- عليه‏السلام- نبه اولا علي فضل الجهاد لان غرضه استفادهم لقتال اهل البصره. و قوله و قد رايت امورا اشاره الي تعيين ما يستنفرهم اليه و هو ما يحس به من مخالفه القوم و رهبتهم لقتاله. و قوله و الله ما انکروا اشاره الي بطلان ما ادعوه منکرا و نسبوه اليه من قتل عثمان و السکوت عن النکير علي قاتليه، فانکر اولا انکارهم عليه تخلفه عن عثمان الذي زعموا انه منکر و لما لم يکن منکرا کان ذلک الانکار عليه هو المنکر. و قوله و انهم ليطلبون اشاره الي طلبهم لدم عثمان مع کونهم شرکاء فيه. روي الطبري في تاريخه ان عليا- عليه‏السلام- کان في مال بخيبر لم

ا اراد الناس حصر عثمان فقدم المدينه والناس مجتمعون علي طلحه في داره فبعث عثمان اليه يشکو امر طلحه، فقال: انا اکفيکه فانطلق الي دار طلحه و هي مملوئه بالناس، فقال له: يا طلحه ما هذا الامر الذي صنعت بعثمان؟ فقال طلحه يا اباالحسن! ابعد ان مس الحزام الطبيين! فانصرف علي- عليه‏السلام- الي بيت المال فامر بفتحه فلم يجدوا المفتاح، فکسر الباب و فرق ما فيه علي الناس، فانصرفوا من عند طلحه حتي بقي وحده، فسر عثمان بذلک، و جاء طلحه الي عثمان فقال له يا اميرالمومنين! اني اردت امرا فحال الله بيني و بينه و قد جئتک تائبا فقال: و الله ما جئت تائبا و لکن جئت مغلوبا، الله حسيبک يا طلحه. و روي الطبري ايضا انه کان لعثمان علي طلحه خمسون الفا فقال له طلحه يوما: قد تهيا مالک فاقبضه، فقال: هولک معونه علي مروتک. فلما حضر عثمان، قال علي- عليه‏السلام- لطلحه: انشدک الله ان لا کففت عن عثمان، فقال: لا و الله حتي تعطي بنو اميه الحق من انفسها. فکان علي بعد ذلک يقول: لحا الله ابن الصعبه، اعطاه عثمان ما اعطاه و فعل به ما فعل. و روي ان الزبير لما برزلعلي- عليه‏السلام- يوم الجمل قال له: ما حملک يا ابا عبدالله علي ما صنعت؟ قال: اطلب بدم عثمان، فقال

له: انت و طلحه و ليتماه، و انما توبتک من ذلک ان تقدم نفسک و تسلمها الي ورثته. و بالجمله فدخولهم في قتل عثمان ظاهر. قوله- عليه‏السلام- و ان اول عدلهم اي ان العدل الذي يزعمون انهم يقيمونه في الدم المطلوب ينبغي ان يضعوه اولا علي انفسهم. قوله و لا اعتذر اي الاعتذار الذي فعلته في وقت قتل عثمان لم يکن علي وجه تقصير في الدين يوجب الاعتذار و التبرء منه. و قوله طالت جلبتها کنايه عما ظهر من القوم من تهديدهم و توعد هم بالقتال. و انکفت جونتها اي استدار سوادها و اجتمع کنايه عن تجمع جماعتهم لما يقصدون. و قوله- عليه‏السلام- ليعودن توعد لهم بعود ما کانوا عليه من الباطل في الجاهليه، و استفار الي القتال. و قوله يا خيبه الداعي خرج مخرج التعجب من عظم خيبه الدعاه الي قتاله و من دعا. و الي ما اجيب استفهام علي سبيل الاستحقار للمدعوين لقتاله و الناصرين اذ کانوا عوام الناس و رعاعهم، و للمدعو اليه و هو الباطل الذي دعوا لنصرته. و قوله لو قيل الي قوله و انقطع لسانه متصله معناه، لو سال سائل مجادلا لهولاء الدعاه الي الباطل عما انکروه من امري و عن امامهم الذي به يقتدون و فيمن سنتهم التي اليها يرجعون لشهد لسان حالهم باني انا امامهم و في سنت

هم، فانزاح باطلهم الذي اتوابه، و انقطع لسانه علي استعاره او بحذف المضاف اي لسان صاحبه. و قوله و ما اظن عطف علي قوله و انقطع لسانه. و واضح مبتدا و فيه خبره، و الجمله في محل النصب مفعول ثان ل اظن، اي ما اظن لو سال السائل عن ذاک ان الطريق الذي يرتکبه المجيب له فيه مجال بين و مسلک و اضح حيث سلک بل کيف توجه في الجواب انقطع. و قوله و الله ما تاب الي قومه فنصروه اشاره الي عثمان و ذم لهم من جهه طلبهم بدم من اعتذر اليهم قبل موته فلم يعذروه، و دعاهم الي نصرته في حصاره فلم ينصروه مع تمکنهم من ذلک. و قوله و لا يعبون حسوه کنايه عن عدم تمکينه لهم من هذا الامر او شي‏ء منه. و قوله و انها لطيبه نفسي بحجه الله عليهم نفسي منصوب بدلا من الضمير المتصل بان، او باضمار فعل تفسيرا له. حجه الله اشاره الي الاوامر الصادره بقتل الفئه الباغيه کقوله- تعالي-: فقاتلوا التي تبغي. اي اني راض بقيام حجه الله عليهم و علمه بما يصنعون. و قوله و ليس علي کفيل اي لا احتاج فيما ابذله لهم من الصفح و الامان علي تقدير انابتهم الي ضامن. و شافيا و ناصرا منصوبان علي التمييز. و قوله و مع کل صحيفه الواو للحال، اي انهم ان لم يرجعوا اعطيتهم حد السيف، و الملائکه

الکرام الکاتبون يکتب کل منهم اعمال من و کل به في صحيفته و يشهد بها في محفل القيامه. انتهي. قوله من اعتذر اليهم الظاهر انه حمل الکلام علي الاستفهام الانکاري، و يحتمل وجها آخر بان يکون المراد نفي توبته و تنصله و اعتذاره و دعوته فليستحق النصره، لکن ما ذکره اوفق بالاخبار. و الضمير في انها يحتمل ان يکون للقصه. اقول: قال ابن ابي الحديد: روي ابو مخنف عن مسافر بن عفيف بن ابي الاخنس قال: لما رجعت رسل علي- عليه‏السلام- من عند طلحه و الزبير و عائشه يوذنونه بالحرب قام فحمدالله و اثني عليه و صلي علي رسوله ثم قال: ايها الناس! اني قد راقبت هولاء القوم کي يرعووا او يرجعوا، و وبختهم بنکثهم، و عرفتهم بغيهم فلم يستحيوا، و قد بعثوا الي ان ابرز للطعان و اصبر للجلاد، انما تمنيک نفسک اماني الباطل و تعدک الغرور، الا هبلتهم الهبول لقد کنت و ما اهدد بالحرب و لا ارهب بالضرب، و لقد انصف القاره من راماها، فليرعدوا و ليبرقوا فقد راوني قديما و عرفوا نکايتي فقد (فکيف- خ ل) راوني انا ابوالحسن الذي فللت حد المشرکين، و فرقت جماعتهم، و بذلک القلب القي عدوي اليوم و اني لعلي ما وعدني ربي من النصر و التاييد و علي يقين من امري و في غير شبهه من ديني

. ايها الناس! ان الموت لا يفوته المقيم، و لا يعجزه الهارب، ليس عن الموت محيد و لا محيص، من لم يقتل مات، ان افضل الموت القتل، و الذي نفس علي بيده لالف ضربه بالسيف اهون من موته واحده علي الفراش. اللهم ان طلحه نکث بيعتي و الب علي عثمان حتي قتله ثم عضهني به ورماني. اللهم فلا تمهله، اللهم ان الزبير قطع رحمي و نکث بيعتي و ظاهر علي عدوي فاکفينه اليوم بما شئت. قال: و روي ابوالحسن المدائني عن عبدالله بن جناده قال: قدمت من الحجاز اريد العراق في اول اماره علي- عليه‏السلام- فمررت بمکه فاعتمرت ثم قدمت المدينه فدخلت مسجد رسول الله- صلي الله عليه و آله- اذا نودي: الصلاه جامعه، فاجتمع الناس و خرج علي- عليه‏السلام- متقلدا سيفه، فشخصت الابصار نحوه، فحمد الله و اثني عليه و صلي علي رسوله ثم قال: اما بعد، فانه لما قبض الله نبيه قلنا نحن اهله و ورثته و عترته و اولياوه دون الناس، لا ينازعنا سلطانه احد، و لا يطمع في حقنا طامع، اذا تنزي لنا قومنا فغصبونا سلطان نبينا فصارت الامره لغيرنا، و صرنا سوقه يطمع فينا الضعيف و يتعزز علينا الذليل، فبکت الاعين منا لذلک و خشنت الصدور و جزعت النفوس، و ايم الله لولا مخافه الفرقه بين المسلمين و ان

يعود الکفر و يبور الدين لکنا علي غير ما کنا لهم عليه، فولي الامر ولاه لم يالوا الناس خيرا، ثم استخرجتموني ايها الناس من بيتي فبايعتموني علي شين مني لامرکم و فراسه تصدقني عما في قلوب کثير منکم، و بايعني هذان الرجلان في اول من بايع- تعلمون ذلک- و قد نکثا و غدرا و نهضا الي البصره بعايشه ليفرقا جماعتم و يلقيا باسکم بينکم، اللهم فخذ هما بما عملا اخذه رابيه و لا تنعش لهما صرعه، و لا تقل لهما عثره، و لا تمهلهما فواقا فانهما يطلبان حقا ترکاه و دما سفکاه، اللهم اني اقتضيک وعدک فانک قلت و قولک الحق لمن بغي عليه لينصرنه الله، اللهم فانجزلي موعدک و لا تکلني الي نفسي انک علي کل شي‏ء قدير. و روي الکلبي، قال: لما اراد علي- عليه‏السلام- المسير الي البصره، قام فخطب الناس فقال بعد ان حمد الله و صلي علي رسوله: ان الله لما قبض نبيه استاثرت علينا قريش بالامر و دفعتنا عن حق نحن احق به من الناس کافه فرايت ان الصبر علي ذلک افضل من تفريق کلمه المسلمين و سفک دمائهم، و الناس حديثوا عهد بالاسلام، و الدين يمخض مخض الوطب يفسده ادني وهن و يعکسه اقل خلق، فولي الامر قوم لم يالوا في امرهم اجتهادا ثم انتقلوا الي دار الجزاء، و الله ولي تمحيص س

يئاتهم و العفو عن هفواتهم. فما بال طلحه و الزبير و ليسا من هذا الامر بسبيل لم يصبرا علي حولا و لا شهرا حتي و ثبا و مرقا و نازعاني امرا لم يجعل الله لهما اليه سبيلا بعد ان بايعا طائعين غير مکرهين يرتضعان اما قد فطمت و يحييان بدعه قد اميتت، ادم عثمان زعما و الله ما التبعه الا عندهم و فيهم، و ان اعظم حجتهم لعلي انفسهم و انا راض بحجه الله عليهم و علمه فيهم، فان فائا و انابا فحظهما احرزا و انفسهما غنما و اعظم بها غنيمه و ان ابيا اعطيتهما حد السيف و کفي به ناصرا لحق و شافيا من باطل. ثم نزل. و روي ابو مخنف عن زيد بن صوحان، قال:شهدت عليا- عليه‏السلام- بذي قار و هو معتم بعمامه سوداء ملتف بساج يخطب فقال في خطبته: الحمد لله علي کل امر و حال في الغدو و الاصال و اشهد ان لا اله الا الله و ان محمدا عبده و رسوله ابتعته رحمه للعباد و حياه للبلاد حين امتلات الارض فتنه و اضطرب حبلها و عبد الشيطان في اکنافها و اشتمل عدو الله ابليس علي عقائد اهلها فکان محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الذي اطفا الله به نيرانها، و اخمد به شرارها، و نزع به اوتادها، و اقام به ميلها، امام الهدي النبي المصطفي- صلي الله عليه و آله- فلقد صدع بما امر به و بل

غ رسالات ربه، فاصلح الله به ذات البين، و آمن به السبل، و حقن به الدماء، و الف به بين ذي الضعائن الواغره في الصدور حتي اتاه اليقين، ثم قبضه الله اليه حميدا. ثم استخلف الناس ابابکر فلم يال جهده، ثم استخلف ابوبکر عمر فلم يال جهده، ثم استخلف الناس عثمان فنال منکم و نلتم منه حتي اذا کان من امره ما کان اتيموني لتبايعوني، فقلت: لا حاجه لي في ذلک، و دخلت منزلي، فاستخرجتموني فقبضت يدي فبسطتموها، و تداککتم علي حتي ظننت انکم قاتلي و ان بعضکم قاتل بعض، فبايعتموني، وانا غير مسرور بذلک و لا جذل، و قد علم الله- سبحانه- اني کنت کارها للحکومه بين امه محمد- صلي الله عليه و آله- و لقد سمعته- صلي الله عليه و آله- يقول: ما من وال يلي شيئا من امر امتي الا اتي به من يوم القيامه مغلوله يداه الي عنقه علي رووس الخلائق ثم ينشر کتابه فان کان عادلا نجا، و ان کان جائرا هوي. حتي اجتمع علي ملاکم و بايعني طلحه و الزبير و انا اعرف الغدر في اوجههما و النکث في اعينهما، ثم استاذناني في العمره فاعلمتهما ان ليسا العمره يريدان فسارا الي مکه و استخفا عائشه و خدعاها و شخص معهما ابناء الطلقاء، فقدموا البصره فقتلوا بها المسلمين و فعلوا المنکر، و يا عج

با لاستقامتها لابي بکر و عمر و بغيهما علي و هما يعلمان اني لست دون احدهما، و لو شئت ان اقول لقلت، و لقد کان معاويه کتب اليهما من الشام کتابا يخدعهما فيه فکتماه عني و خرجا يوهمان الطغام و الاعراب انهما يطلبان بدم عثمان، و الله ما انکرا علي منکرا و لا جعلا بيني و بينهم نصفا، و ان دم عثمان لمعصوب بهما و مطلوب منهما، يا خيبه الداعي الام دعا و بماذا اجيب؟ و الله انهما لعلي ضلاله صماء و جهاله عمياء، و ان الشيطان قد ذمر لهما حزبه و استجلب منهما خيله و رجله ليعيد الجور الي اوطانه و يرد الباطل الي نصابه. ثم رفع يديه فقال: اللهم ان طلحه و الزبير قطعاني و ظلماني و البا عني و فکثا بيعتي فاحلل ما عقدا و انکث ما ابرما و لا تغفر لهما ابدا، و ارهما المسائه فيما عملا و املا. قال ابو مخنف: فقام اليه الاشتر فقال: الحمد لله الذي من علينا فافضل، و احسن الينا فاجمل، قد سمعنا کلامک يا اميرالمومنين و لقد اصبت و وفقت و انت ابن عم نبينا و صهره و وصيه و اول مصدق به و مصل معه، شهدت مشاهده کلها فکان لک الفضل فيها علي جميع الامه فمن اتبعک اصاب حظه و استبشر بفلجه، و من عصاک و رغب عنک فالي امه الهاويه. لعمري يا اميرالمومنين ما امر طلحه و ا

لزبير و عايشه علينا بمخيل، و لقد دخل الرجلان فيما دخلا فيه، و فارقا علي غير حدث احدثت و لا جور صنعت، فان زعما انهما يطلبان بدم عثمان فليقيدا من انفسهما فانهما اول من الب عليه و اغري الناس بدمه، و اشهد الله لئن لما يدخلا فيما خرجا منه لنلحقهما بعثمان، فان سيوفنا في عواتقنا و قلوبنا في صدورنا، و نحن اليوم کما کنا امس. ثم قعد. توضيح: ارعوي عن القبيح اي کف. و قال الجوهري: القاره قبيله سموا قاره لاجماعهم و التفافهم لما اراد ابن الشداخ ان يفرقهم في بني کنانه و هم رماه، و في المثل: انصف القاره من راماها. و قال الجوهري. نکيت في العدو نکايه اذا قتلت فيهم و جرحت. و قال: عضهه عضها رماه بالبهتان. و قال: التنزي التوثب و التسرع. انتهي. و في بعض النسخ: اذا نبري اعترض و هو اصوب. و السوقه خلاف الملک. قوله- عليه‏السلام- لم يالوا الناس خيرا فيه تقيه و مصلحه، قال الجوهري: الا يالو اي قصر، و فلان لا يالولک نصحا و قال: قال الفراء في قوله- تعالي-: اخذه رابيه اي زائده، کقولک: اربيت اذا اخذت اکثر مما اعطيت. و قال: الفواق و الفواق ما بين الحلبتين من الوقت لانهما تحلب ثم تترک سويعه يرضعها الفصيل لتدر ثم تحلب، يقال: ما اقام عنده الا فوا

قا. قوله- عليه‏السلام- لمن بغي عليه اي قال في حق من بغي عيه، و المقول لينصرنه الله، و الايه هکذا: و من عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله. و الوطب بالفتح، الزق الذي يکون فيه السمن و اللبن، و المراد بالخلق اما قدم اللبن و مضي زمان عليه او خلق الزق فانه يفسد اللبن. و اعظم بها للتعجب، اي ما اعظمها. و الجزل بالتحريک، الفرح. لمعصوب بهما اي مشدود عليهما. (هذا بيان آخر في شرح جزء من هذه الخطبه:) بيان: قوله- عليه‏السلام- قد کنت قال ابن ابي الحديد: کان هيهنا تامه، و الواو للحال، اي خلقت و وجدت بهذه الصفه. و يجوز ان تکون الواو زائده و کان ناقصه و خبرها ما اهدد. و تجرد في الارض اي جد فيه، ذکره الجوهري. و قال في النهايه في حديث علي- عليه‏السلام-: اراد ان يغالط بما اجلب فيه يقال: اجلبوا عليه اذا تجمعوا و تالبوا، و اجلبه اي اعانه، و اجلب عليه اذا صاح به و استحثه. و قال الجوهري: لبست عليه الامر البس و قال: اعذر اي صار ذا عذر. و في النهايه: فما نهنهها شي‏ء دون العرش، اي ما منعها و کفها عن الوصول اليه. و الرکود السکون و الثبات.


صفحه 108.