نامه 005-به اشعث بن قيس











نامه 005-به اشعث بن قيس



[صفحه 23]

بيان: قال ابن ميثم- رحمه الله- و غيره: روي عن الشبعني انه- عليه‏السلام- لما قدم الکوفه و کان الاشعث بن قيس علي ثغر آذربايجان من قبل عثمان، فکتب اليه بالبيعه و طالب بمال آذربايجان مع زياد بن مرحب الهمد اني. و صوره الکتاب: بسم‏الله الرحمن الرحيم من عبدالله علي اميرالمومنين الي الاشعث بن قيس: اما بعد، فلولا هنات و هنات کن معک کنت المقدم في هذا الامر قبل الناس و لعل آخر امرک يحمل اوله و بعضها بعضا ان اتقيت الله- عز و جل- و قد کان من بيعه الناس اياي ما قد بلغک. و کان طلحه و الزبير اول من بايعني ثم نقضا بيعتي عن غير حدث و اخرجا عائشه فساروا بها الي البصره. فصرت اليهم في المهاجرين و الانصار، فالتقيا فدعوتهم الي ان يرجعوا الي ما خرجوا منه، فابوا فابلغت في الدعاء و احسنت في البقيه. و اعلم ان عملک... الي آخر مامر. و کتب عبيدالله بن ابي‏رافع في شعبان سنه ست و ثلاثين. و روي انه ملا اتاه کتابه- عليه‏السلام- دعا بثقاته و قال لهم: ان علي ابن ابي‏طالب قد اوحشني و هو آخذي بمال آذربايجان علي کل حال و انا لا حق بمعاويه. فقال له اصحابه: الموت خير لک من ذلک، تدع مصرک و جماعه قومک فتکون ذنبا لاهل الشام. فاستحيي من ذلک

و بلغ قوله اهل الکوفه. فکتب اليه علي- عليه‏السلام- کتابا يوبخه فيه و يامره بالقدوم عليه. و بعث حجر بن عدي، فلامه حجر علي ذلک و ناشده الله و قال: اتدع قومک و اهل مصرک و اميرالمومنين و تلحق باهل الشام؟! و لم يزل به حتي اقدمه الي الکوفه، فعرض عليه علي- عليه‏السلام- ثقله فوجد فيها مائه الف درهم (و روي اربعمائه الف درهم) فاخذها و کان ذلک بالنخيله فاستشفع الاشعث بالحسن و الحسين- عليهماالسلام- و بعبد الله بن جعفر، فاطلق له منها ثلثين الفا فقال: لا تکفيني. فقال لست بزائدک درهما، و ايم الله لو ترکتها لکان خيرا لک و ما اظنها تحمل لک لو تيقنت ذلک لما بلغتها من عندي. فقال الاشعث: خذمن جذعک ما اعطاک. و اقول الاذربايجان اسم اعجمي غير مصروف و الانف مقصوره و الذال ساکنه. و منهم من يقول آذربايجان بمد الهمزه و ضم الذل و سکون الراء. و لعل المراد بالهنات اي الامور القبيحه ما کان ارتداه و موافقته لخلفاء الجور في جورهم، اي لو لا تلک الامور لکنت في هذا الامر متقدما عليغيرک في الفضل و السابقه. و يحتمل ان يراد بالهنات ما في قلبه من النفاق و الحقد و العداوه اي لو لا تلک الامور لکان ينبغي ان تکون متقدما علي في بيعتي و متابعتي. و لعل آ

خر امرک يويد الاول اي لعله صدر منک في آخر الامر اشياء تصير سببا للتجاوز عما صدر منک اولا. و بعضها اي بعض امورک من الخيرات يحمل بعضا اي سائرها من السيئات و البقيه الابقاء و الشفقه. و قال في النهايه: الطعمه بالضم شبه الرزق، و الطعمه بالکسر و الضم وجه الکسب، يقال: هو طيب الطعمه و خبيث الطعمه. و هي بالکسر خاصه، حاله الاکل. و استرعاه طلب منه الرعايه، اي انت راع من قبل سلطان هو فوقک. قوله- عليه‏السلام- ان تقتات في بعض النسخ بالقاف من القوت، يقال: قته فاقتات اي رزقته فارتزق. و في بعضها بالفاء و الانف من الفوت بمعني السبق، يقال: يفوت فلان علي فلان في کذا. و و افتات عليه اذا انفرد برايه في التصرف فيه و لما ضمن معني التغليب عدي بعلي. و قال ابن ميثم بالهمزه و لعله سهو. قوله- عليه‏السلام- و لا تخاط اي و لا ان تخاطر في شي‏ء من الامور الا بوثيقه، اي لا تقدم علي امر مخوف مما يتعلق بامال اذي تتولاه الا بعد ان تتوثق لنفسک، يقال: اخذ فلان بالوثيقه في امره‏اي احتاط و يقال: خاطر بنفسه‏اي اشفابها علي خطر. و قال الزمخشري في المستقصي في قولهم خذ من جذع ما اعطاک: هو جذع بن عمرو الغساني. اتاه سبطه بن المنذر السليجي، يساله دينارين کان

بنو غسان يودونهما اتاوه في کل سنه من کل رجل الي ملوک سليج فدخل منزله و خرج مشتملا علي سيفه فضربه به حتي سکت ثم قال ذلک و امتنعت بعد غسان عن الاتاوه. و قال الفيروز آبادي: الجذع هو ابن عمرو الغساني و منه خذ من جذعک ما اعطاک. کان غسان تودي الي ملک سليج دينارين من کل رجل و کان يلي ذلک سبطه بن المنذر السليجي فجاء سبطه يساله الدينارين فدخل جذع منزله فخرج مشتملا بسيفه فضرب به سبطه حتي برد و قال: خذ من جذع ما اعطاک او اعطي بعض الملوک سيفه رهنا. فلم ياخذه و قال: اجعل من کذا في کذا، فضربه به و قتله و قال: يضرب في اغتنام ما يجود به البخيل. في الصحاح: قال: اجعل هذا في هذا من امک.


صفحه 23.