خطبه 019-به اشعث بن قيس











خطبه 019-به اشعث بن قيس



[صفحه 104]

قال الشراح: الکلام الذي اعترضه الاشعث انه- عليه‏السلام- کان يذکر في خطبته امر الحکمين فقام رجل من اصحابه و قال له: نهيتنا عن الحکومه ثم امرتنا به! فما ندري اي الامرين ارشد؟ فصفق- عليه‏السلام- احدي يديه علي الاخري و قال: هذا جزاء من ترک العقده و کان مراده- عليه السلام-: هذا جزائکم اذ ترکتم الراي و الحزم، فظن الاشعث انه- عليه‏السلام اراد: هذا جزائي حيث ترکت الحزم و الراي. و قيل کان مراده- عليه‏السلام-: هذا جزائي حيث وافقتکم علي ما الزمتموني من التحکيم، و کان موافقته- عليه‏السلام- لهم خوفا منهم علي ان يقتلوه فجهل الاشعث او تجاهل ان المصلحه قد تترک لامر اعظم منها فاعترضه. قوله- عليه‏السلام- حائک بن حائک قيل: کان الاشعث و ابوه ينسجان برود اليمن، و قيل: انه کان من اکابر کنده و ابناء ملوکها، و انما عبر عنه- عليه‏السلام- بذلک لانه اذا کان مشي يحرک منکبيه و يفحج بين رجليه، و هذه المشيه تعرف بالحياکه، و علي هذا فلعل الاقرب انه کنايه عن نقصان عقله. و ذکر ابن ابي الحديد ان اهل اليمن يعيرون بالحياکه و ليس هذا مما يخص الاشعث. و اما التعبير بالحياکه فقيل: انه لنقصان عقولهم، و قيل لانه مظنه الخيانه و الکذب، و

يمکن ان يکون المراد بالحياکه نسج الکلام فيکون کنايه عن کونه کذابا کما روي عن ابي عبدالله- عليه‏السلام- انه ذکر عنده- عليه السلام- ان الحائک ملعون فقال: انما ذاک الذي يحوک الکذب علي الله و علي رسوله- صلي الله عليه و آله-. قوله- عليه‏السلام- لقد اسرک الي قوله فما فداک اي ما نجاک من الوقوع فيها مالک و لا حسبک، و لم يردا الفداء الحقيقي فان مرادا لما قتلت اباه خرج الاشعث طالبا بدمه فاسر ففدي نفسه بثلاثه آلاف بعير، و هذا هو المراد باسره في الکفر، و اما اسره في الاسلام فانه لما قبض رسول الله ارتد بحضر موت و منع اهلها تسليم الصدقه، فبعث ابوبکر اليه زيد بن لبيد ثم اردفه بعکرمه بن ابي جهل في جم غفير من المسلمين فقاتلهم الاشعث بقبائل کنده قتالا شديدا، فالتجا بقومه الي حصنهم، و بلغ بهم جهد العطش فبعث الي زياد يطلب منه الامان لاهله و لبعض قومه و لم يطلبه لنفسه، فلما نزل اسره زياد و بعث به مقيدا الي ابي‏بکر فاطلقه ابوبکر و زوجه اخته ام فروه. قوله- عليه‏السلام- دل علي قومه، قال ابن ميثم: اشاره الي غدره بقومه، فان الاشعث لما طلب الامان من زياد طلبه لنفر يسير من وجوه قومه فظن الباقون انه طلبه لجميعهم فنزلوا علي ذلک الظن، فلم

ا دخل زياد الحصن ذکروه الامان فقال الاشعث: لم يطلب الامان الا العشره من قومه فقتل منهم من قتل حتي وافاه کتاب ابي‏بکر بالکف عنهم و حملهم اليه، فحملهم. و قال ابن ابي الحديد: فيما ذکره السيد لم تعرف في التواريخ هذا و لا شبهه، و اين کنده و اليمامه؟ کنده باليمن و اليمامه لبني حنيفه، و لا اعلم من اين نقله السيد- رضي الله عنه-.


صفحه 104.