خطبه 207-خطبه اي در صفين











خطبه 207-خطبه‏اي در صفين



[صفحه 446]

تبيين: قوله- عليه‏السلام-: (اوسع الاشياء في التواصف) اي کل احد يصف الحق و العدل و يقول: لو وليت لعدلت، و لکن اذا تيسر له لم يعمل بقوله و لم ينصف الناس من نفسه. و (معالم الشي‏ء) مظانه و ما يستدل به عليه. و (الاذلال) المجاري و الطرق. و (اختلاف الکلمه) اختلاف الاراء و الاهواء. و قال الجزري: اصل (الدغل) الشجر الملتف الذي يکون اهل الفساد فيه، و (ادغلت في هذا الامر) اذا ادخلت فيه ما يخالفه. و (المحاج) جمع (محجه) و هي جاده الطريق. و (اقتحمته عيني) احتقرته و (الاطراء) المبالغه في المدح.

[صفحه 447]

قوله (من البقيه) في اکثر النسخ بالباء الموحده، اي لا تثنوا علي لاجل ما ترون مني في طاعه الله، فانما هو اخراج لنفسي الي الله من حقوقه الباقيه علي لم افرغ من ادائها، و کذلک اليکم من الحقوق التي اوجبها الله علي لکم من النصيحه و الهدايه و الارشاد، و قيل: المعني: لاعترافي بين يدي الله و بمحضر منکم ان علي حقوقا في رئاستي عليکم لم اقم بها بعد، و ارجو من الله القيام بها، و في بعض النسخ المصححه القديمه بالتاء المثناه الفوقانيه، اي خوف الله في حقوق لم افرغ من ادائها بعد. قوله- عليه‏السلام- (و لا تتحفظوا مني) اي لا تمتنعوا من اظهار ما تريدون اظهاره لدي خوفا من سطوتي کما هو شان الملوک. و (البادره) الحده و ما يبدر عند الغضب. و (المصانعه) المداراه و الرشوه. کا: علي بن الحسن المودب، عن احمد بن محمد بن خالد، و احمد بن محمد عن علي بن الحسن التيمي، جميعا عن اسماعيل بن مهران، قال: حدثني عبدالله بن الحارث، عن جابر، عن ابي‏جعفر،- عليه‏السلام- قال: خطب اميرالمومنين- عليه‏السلام- الناس بصفين، فحمدالله و اثني عليه و صلي علي محمد النبي- صلي الله عليه و آله- ثم قال: اما بعد، فقد جعل الله- تعالي- لي عليکم حقا بولايه امرکم

و منزلتي التي انزلني الله- عز ذکره- بها منکم و لکم علي من الحق مثل الذي لي عليکم، و الحق اجمل الاشياء في التواصف و اوسعها في التناصف، لا يجري لاحد الا جري عليه و لا يجري عليه الا جري له. و لو کان لاحد ان يجري ذلک له و لا يجري عليه، لکان ذلک الله- عز و جل- خالصا دون خلقه لقدرته علي عباده و لعدله في کل ما جرت عليه ضروب قضائه، و لکن جعل حقه علي العباد ان يطيعوه و جعل کفارتهم عليه بحسن الثواب تفضلا منه و تطولا بکرمه و توسعا بما هو من المزيد له اهلا. ثم جعل من حقوقه حقوقا فرضها لبعض الناس علي بعض فجعلها تتکافي في وجوهها و يوجب بعضها بعضا و لا يستوجب بعضها الا ببعض. فاعظم مما افترض الله - تبارک و تعالي- من تلک الحقوق حق الوالي علي الرعيه و حق الرعيه علي الوالي، فريضه فرضها الله- عز و جل- لکل علي کل، فجعلها نظام الفتهم و عزا لدينهم و قواما لسنن الحق فيهم، فليست تصلح الرعيه الا بصلاح الولاه و لا تصلح الولاه الا باستقامه الرعيه، فاذا ادت الرعيه الي الوالي حقه و ادي اليها الوالي کذلک عز الحق بينهم، فقامت مناهج الدين و اعتدلت معالم العدل و جرت علي اذلالها السنن، فصلح بذلک الزمان و طاب به العيس و طمع في بضاء الدوله و يئ

ست مطامع الاعداء. و اذا علبت الرعيه و اليهم و علا الوالي الرعيه، اختلفت هنا لک الکلمه و ظهرت مطامع الجور و کثر الادغال في الدين و ترکت معالم السنن، فعمل بالهوي. و عطلت الاثار و کثرت عللل النفوس و لا يستوحش لجسيم حد عطل، و لا لعظيم باطل اثل! فهنالک تذل الابرار و تعز الاشرار و تخرب البلاد و تعظم تبعات الله - عز و جل- عند العباد. فهلم ايها الناس الي التعاون علي طاعه الله- عز و جل- و القيام بعدله و الوقاء بعهده و الانصاف له في جميع حقه، فانه ليس العباد الي شي‏ء احوج منهم الي التناصح في ذلک و حسن التعاون عليه، و ليس احد و ان اشتد علي رضي الله حرصه و طال في العمل اجتهاده ببالغ حقيقه ما اعطي الله من الحق اهله، و لکن من واجب حقوق الله - عز و جل- علي العباد النصيحه له مبلغ جهدهم و التعاون علي اقامه الحق فيهم، ثم ليس امرء- و ان عظمت في الحق منزلته و جسمت في الحق فضيلته- بمستغن عن ان يعان علي ما حمله الله- عز و جل- من حقه، و لا لامري مع ذلک خسئت به الامور و اقتحمته العيون بدون ما ان يعين علي ذلک و يعان عليه. و اهل الفضيله في الحال و اهل النعم العظام اکثر في ذلک حاجه و کل في الحاجه الي الله- عز و جل- شرع سواء. فاجابه ر

جل من عسکره لا يدري من هو (و يقال: انه لم يرفي عسکره قبل ذلک اليوم و لا بعده). فقام و احسن الثناء علي الله - عز و جل- بما ابلاهم و اعطاهم من واجب حقه عليهم و الاقرار بکل ما ذکر من تصرف الحالات به و بهم. ثم قال: انت اميرنا و نحن رعيتک، بک اخرجنا الله- عز و جل- من الذل و باعزازک اطلق عباده من الغل. فاختر علينا و امض اختيارک و ائتمر فامض ائتمارک فانک القائل المصدق و الحاکم الموفق و الملک المخول لا نستحل في شي‏ء من معصيتک و لا نقيس علما بعلمک، يعظم عندنا في ذلک خطرک و يجل عنه في انفسنا فضلک. فاجابه اميرالمومنين- عليه‏السلام- فقال: ان من حق من عظم جلال الله في نفسه و جل موضعه من قلبه، ان يصغر عنده لعظم ذلک کل ما سواه، و ان احق من کان کذلک لمن عظمت تعمه الله عليه و لطف احسانه اليه، فانه لم تعظم نعمه الله علي احد الا زاد حق الله عليه عظما. و ان من اسخف حالات الولاه عند صالح الناس ان يظن بهم حب الفخر و يوضع امرهم علي الکبر، و قد کرهت ان يکون جال في ظنکم اني احب الاطراء و استماع الثناء، و لست بحمدالله کذلک، و لو کنت احب ان يقال ذلک لترکته انحطاطا لله- سبحانه- عن تناول ما هو احق به من العظمه و الکبرياء. و ربما استحلي

الناس الثناء بعد البلاء، فلا تثنوا علي بجميل ثناء لاخراجي نفسي الي الله و اليکم من البقيه في حقوق لم افرغ من ادائها و فرائض لا بد من امضائها، فلا تکلموني بما تکلم به الجبابره و لا تتحفظوا مني بما يتحفظ به عند اهل البادره و لا تخلطوني بالمصانعه و لا تظنوا بي استثقالا في حق قيل لي و لا التماس اعظام لنفسي لما لا يصلح لي، فانه من استثقل الحق ان يقال له او العدل ان يعرض عليه، کان العمل بهما اثقل عليه. فلا تکفوا عني مقاله بحق او مشوره بعدل، فاني لست في نفسي بفقو ما ان اخطي و لا آمن ذلک من فعلي الا ان يکفي الله من نفسي ما هو املک به مني، فانما انا و انتم عبيد مملوکون لرب لا رب غيره، يملک منا ما لا نملک من انفسنا و اخرجنا مما کنا فيه الي ما صلحنا عليه، فابدلنا بعد الضلاله بالهدي و اعطانا البصيره بعد العمي. فاجابه الرجل الذي اجابه من قبل، فقال: انت اهل ما قلت و الله و الله فوق ما قلته، فبلائه عندنا ما لا يکفر و قد حملک الله- تبارک و تعالي- رعايتنا و ولاک سياسه امورنا، فاصبحت علمنا الذي نهتدي به و امامنا الذي نقتدي به، و امرک کله رشد و قولک کله ادب، قد قرت بلک الحياه اعيننا و امتلات من سرور بک قلوبنا و تحيرت من صفه ما

فيک من بارع الفضل عقولنا. و لسنا نقول لک: (ايها الامام الصالح!) تزکيه لک و لا تجاوز القصد في الثناء عليک، و لم يکن في انفسنا طعن علي يقينک او غش في دينک، فنتخوف ان تکون احدثت بنعمه الله- تبارک و تعالي- تجبرا او دخلک کبر، و لکنا نقول لک ما قلنا تقربا الي الله- عز و جل- بتوقيرک و توسعا بتفضيلک و شکرا باعظام امرک. فانظر لنفسم و لنا و آثر امر الله علي نفسک و علينا، فنحن طوع فيما امرتنا ننقاد من الامور مع ذلک فيما ينفعنا. فاجابه اميرالمومنين- عليه‏السلام- فقال: و انا استشهد کم عندالله علي نفسي لعلمکم فيما وليت به من امورکم، و عما قليل يجمعني و اياکم الموقف بين يديه و السوال عما کنا فيه، ثم يشهد بعضنا علي بعض فلا تشهدوا اليوم بخلاف ما انتم شاهدون غدا، فان الله- عز و جل- لا يخفي عليه خافيه و لا يجوز عنده الا مناصحه الصدور في جميع الامور. فاجابه الرجل (و يقال: لم يرالرجل بعد کلامه هذا لاميرالمومنين- عليه‏السلام-). فاجابه و قد عال الذي في صدره، فقال و البکاء يقطع منطقه و غصص الشجا تکسر صوته اعظاما الخطر مرزئته و وحشه من کون فجيعته. فحمدالله و اثني عليه، ثم شکا اليه هول ما اشفي عليه من الخطر العظيم و الذل الطويل في فس

اد زمانه و انقلاب جده و انقطاع ما کان من دولته ثم نصب المساله الي الله- عز و جل- بالامتنان عليه و المدافعه عنه بالتفجع و حسن الثناء فقال: يا رباني العباد و يا سکن البلاد! اين يقع قولنا من فضلک؟ و اين يبلغ و صفنا من فعلک؟ و اني تبلغ حقيقه حسن ثنائک او تحصي جميل بلائک؟ فکيف و بک جرت نعم الله علينا و علي يدک اتصلت اسباب الخير الينا؟ الم تکن لذل الذليل ملاذا و للعصاه الکفار اخوانا؟ فبمن؟ الا باهل بيتک و بک اخرجنا الله- عز و جل- من فظاعه تلک الخطرات؟ او بمن فرج عنا غمرات الکربات؟ و بمن؟ الا بکم اظهر الله معالم ديننا و استصلح ما کان فسد من دنيانا حتي استبان بعد الجور ذکرنا و قرت من رخاء العيش اعيننا لما و ليتنا بالاحسان جهدک و وفيت لنا بجميع و عدک و قمت لنا علي جميع عهدک، فکنت شاهد من غاب منا و خلف اهل البيت لنا و کنت عز ضعفائنا و ثمال فقرائنا و عماد عظمائنا. يجمعنا في الامور عدللک و يتسع لنا في الحق تانيک. فکنت لنا انسا اذا رايناک و سکنا اذا ذکرناک. فاي الخيرات لم تفعل؟ و اي الصالحات لم تعمل؟ و لو لا ان الامر الذي نخاف عليک منه، يبلغ تحويله جهدنا و تقوي لمدافعته طاقتنا او يجوز الفداء عنک منه بانفسنا و بمن نفديه ب

النفسو من ابنائنا، لقدمنا انفسنا و ابنائنا قبلک و لا خطرناها و قل خطرها دونک و لقمنا بجهدنا في محاوله من حاولک و في مدافعه من ناواک، و لکنه سلطان لا يحاول و عز لا يزاول و رب لا يغالب. فان يمنن علينا بعافيتک و يترحم علينا ببقائک و يتحنن علينا بتفريج هذا من حالک الي سلامه منک لنا و بقاء منک بين اظهرنا نحدث لله - عز و جل- بذلک شکرا نعظمه و ذکرا نديمه و نقسم انصاف اموالنا صدقات و انصاف رقيقنا عتقاء و نحدث له تواضعا في انفسنا و نخشع في جميع امورنا. و ان يمض بک الي الجنان و يجري عليک حتم سبيله، فغير متهم فيک قضائه و لا مدفوع عنک بلائه و لا مختلفه مع ذلک قلوبنا بان اختياره لک ما عنده علي ما کنت فيه و لکنا نبکي من غير اثم لعز هذا السلطان ان يعود ذليلا و للدين و الدنيا اکيلا فلا نري لک خلفا نشکو اليه و لا نظيرا نومله و لا نقيمه. تبيين: اقول: اورد السيد في النهج بعض هذا السوال و الجواب و اسقط اکثرهما، و سنشير الي بعض الاختلاف. قوله- عليه‏السلام- (بولايه امرکم) اي لي عليکم حق الطاعه لان الله جعلني واليا عليکم متوليا لامورکم و لانه انزلني منکم منزله عظيمه هي منزله الامامه و السلطنه و وجوب الطاعه. قوله- عليه‏السلام- (و ا

لحق اجمل الاشياء في التواصف) اي وصفه جميل و ذکره حسن، يقال: (تواصفوا الشي‏ء) اي وصفه بعضهم لبعض. و في بعض النسخ: (التراصف) بالراء المهمله، و (التراصف) تنضيد الحجاره بعضها ببعض، اي احسن الاشياء في احکام الامور و اتقانها. (و اوسعها في التناصف) اي اذا انصف الناس بعضهم لبعض فالحق يسعه و يحتمله و لا يقع للناس في العمل بالحق ضيق. و في نهج‏البلاغه: (فالحق اوسع الاشياء في التواصف و اضيقها في التناصف) اي اذا اخذ الناس في وصف الحق و بيانه کان لهم في ذلک مجال واسع لسهولته علي السنتهم و اذا حضر التناصف بينهم فطلب منهم ضاق عليهم المجال لشده العمل بالحق و صعوبه الانصاف. قوله- عليه‏السلام- (صروف قضائه) اي انواعه المتغيره المتواليه. و في بعض النسخ: (ضروب قضائه) بمعناه، و الحاصل انه لو کان لاحد ان يجعل الحق علي غيره و لم يجعل له علي نفسه لکان هو- سبحانه- اولي بذلک، و علي الاولويه بوجهين: الاول القدره، فان غيره - تعالي- لو فعل ذلک لم يطعه احد و الله- تعالي- قادر علي جبرهم و قهرهم عليه، و الثاني انه لو لم يجبرهم علي اعمالهم و کلفهم بهها لکان عادلا لان له من النعم علي العباد ما لو عبدوه ابد الدهر، لم يوفوا حق نعمه واحده منها، فا

لمراد من اول الکلام انه- سبحانه- جعل لکل احد علي غيره حقا حتي علي نفسه. اما الحق المفروض علي الناس فبمقتضي الاستحقاق و اما ما اجري علي نفسه فللوفاء بالوعد مع عدم لزوم الوعد عليه، فظهر جريان الحق علي کل احد و ان اختلفت الجه و الاعتبار. قوله- عليه‏السلام- (و جعل کفارتهم عليه حسن الثواب) لعل المراد بالکفاره الجزاء العظيم لستره عملهم حيث لم يکن له في جنبه قدر، فکانه قد محاه و ستره. و في اکثر النسخ: (بحسن الثواب) فيحتمل ايضا ان يکون المراد بها ما يقع منهم لتدارک سيئاتهم کالتوبه و سائر الکفارات، اي اوجب قبول کفارتهم و توبتهم علي نفسه مع حسن الثواب بان يثبهم علي ذلک ايضا، و لا يبعد ان يکون تصحيف (کفائتهم) بالهمز. و في النهج: (و جعل جزائهم عليه مضاعفه الثواب تفضلا منه و توسعا بما و من المزيد اهله. قوله- عليه‏السلام- (ثم جعل من حقوقه) هذا کالمقدمه لما يريد ان يبينه من کون حقه عليهم واجبا من قبل الله- تعالي- و هو حق من حقوقه ليکون ادعي لهم علي ادائه. و بين ان حقوق الخلق بعضهم علي بعض، هي من حق الله - تعالي- من حيث ان حقه علي عباده هو الطاعه و اداء تلک الحقوق طاعات الله، کحق الوالد علي ولده و بالعکس و حق الزوج علي الزو

جه و بالعکس و حق الوالي علي الرعيه و بالعکس. قوله- عليه‏السلام- (فجعلها تتکافا في وجوهها) اي جعل کل وجه من تلک الحقوق مقابلا بمثله، فحق الوالي و هو الطاعه من الرعيه مقابل بمثله و هو العدل فيهم و حسن السيره. قوله- عليه‏السلام- (و لا يستوجب بعضها الا ببعض) کمان ان الوالي اذا لم يعدل لم يستحق الطاعه. قوله- عليه‏السلام- (فريضه فرضها الله) بالنصب علي الحاليه او باضمار فعل او بالرفع ليکون خبر مبتداء محذوف. قوله- عليه‏السلام- (نظاما لالفتهم) فانها سبب اجتماعهم و بها يقهرون اعدائهم و يعز دينهم. قوله- عليه‏السلام- (و قواما) اي بها يقوم جريان الحق فيهم و بينهم. قوله- عليه‏السلام- (عز الحق) اي غلب. قوله - عليه‏السلام- (و اعتدلت معالم العدل) اي مظانه، او العلامات التي نصبت في طريق العدل لسلوکه، او الاحکام التي يعلم بها العدل. قوله- عليه‏السلام- (علي اذ لا لها) قال الفيروزآبادي: (ذل الطريق) بالکسر، محجتها و (امور الله جاريه علي اذ لا لها) اي مجاريها، جمع (ذل) بالکسر. قوله - عليه‏السلام- (و کثر الادغال) بکسر الهمزه، و (الادغال) ان يدخل في شي‏ء ما ليس منه و هو الابداع و التلبيس، او بفتحها، جمع (الدغل) بالتحريک، الفساد. قول

ه- عليه‏السلام- (علل النفوس) اي امراضها بملکات السوء کالغل و الحسد و العداوه و نحوها، و قيل: وجوه ارتکاباتها للمنکرات فتاتي من کل منکر بوجه و عله و راي فاسد. قوله- عليه‏السلام- (اثل) يقال: (مال موثل) و (مجد موثل) اي مجموع ذو اصل، و (اثل اشي‏ء) اصله و زکاه، ذکره الجزري). و في النهج: (فعل). قوله - عليه‏السلام- (تبعات الله) قال في العين: (التبعه) اسم للشي‏ء الذي لک فيه بغيه شبه ظلامه و نحوها. قوله - عليه‏السلام- (فهلم ايها الناس) قال الجوهري: (هلم يا رجل) بفتح الميم، بمعني تعال، قال الخليل: اصله (لم) من قولهم (لم الله شعثه) اي جمعه، کانه اراد: لم نفسک اليها، اي اقرب، و (هاء) للتنبيه و انما حذفت الفها لکثره الاستعمال و جعلا اسما واحدا، يستوي فيه الواحد و الجمع و التانيث في لغه اهل الحجاز. قوله- عليه‏السلام- (حقيقه ما اعطي الله من الحق اهله) اي جزاء ما اعطي الله اهل الحق من الدين المبين و سائر ما هداهم الله- تعالي- اليه بان يکون المراد بالحقيقه الجزاء مجازا، او يکون في الکلام تقدير مضاف، اي حقيقه جزاء ما اعطي من الحق، او يکون المراد بالبلوغ اليها کونه بازائها و مکافاه لها، و قيل: المراد بحقيقه ما اعطي الله شکر نعم

ه هدايته- تعالي- الي دين الحق. في النهج: (حقيقه ما الله اهله من الطاعه له). و في بعض النسخ القديمه من الکتاب: (حقيقه ما الحق من الله اهله). قوله- عليه‏السلام- (النصيحه له) اي لله او للامام او نصيحه بعضهم لبعض لله- تعالي- بان لا يکون الظرف صله. و في النهج: (النصيحه بمبلغ) بدون الصله، و هو يويد الاخير. قال الجزري: (النصيحه) في اللغه الخلوص، يقال: (نصحته و نصحت له). و معني نصيحه الله صحه الاعتقاد في وحدانيته و اخلاص النيه في عبادته، و النصيحه لکتاب الله، هو التصديق به و العمل بما فيه، و نصيحه رسول الله- صلي الله عليه و آله- التصديق بنبوته و رسالته و الانقياد لما امر به و نهي عنه، و نصيحه الائمه (- عليهم‏السلام-) ان يطيعهم في الحق، و نصيحه عامه المسلمين، ارشادهم الي مصالحهم. قوله- عليه‏السلام- (و لا لامري مع ذلک) کانه راجع الي ما حمل الله علي الوالي او الي الوالي الذي اشير اليه سابقا، اي لا يجوز، او لابد لامري، او لا استغناء لاخيري مع الوالي او مع کون و اليه مکلفا بالجهاد و غيره من امور الدين و ان کان ذلک المرء ضعيفا محقرا بدون ان يعين علي اقامه الدين و يعينه الناس او الوالي عليه. و في النهج: (و لا امرو و ان صغر

ته النفوس و اقتحمته العثون بدون ان يعين علي ذلک او يعان عليه) و هو الظاهر. قوله- عليه‏السلام- (خسئت به الامور) يقال: (خسات الکلب خسا) طردته و (خسا الکلب بنفسه)، يتعدي و لا يتعدي، ذکره الجوهري. فيجوز ان يکون هنا استعمل غير متعد بنفسه قد عدي بالباء، اي طردته الامور، او يکون الباء للسببيه، اي بعدت بسببه الامور. و في بعض النسخ: (حبست به الامور). و علي التقادير المراد انه يکون بحيث لا يتمشي امر من اموره و لا ينفع سعيه في تحصيل شي‏ء من الامور. (و اقتحمته العيون) اي احتقرته. و کلمه (ما) في قوله- عليه‏السلام- (ما ان يعين) زائده. قوله - عليه‏السلام- (و اهل الفضيله في الحال) المراد بهم الائمه و الولاه و الامراء و العلماء و کذا اهل النعم العظام فانهم لکونهم مکلفين بعظائم الامور کالجهاد في سبيل الله و اقامه الحدود و الشرائع و الاحکام و الامر بالمعروف و النهي عن المنکر، الي اعانه الخلق احوج. و يحتمل ان يکون المراد باهل افضيله العلماء فانهم محتاجون فيما حمل عليهم من الامر بالمعروف و النهي عن المنکر الي اعوان و لا اقل الي من يومر و ينهي، و باهل النعم اصحاب الاموال لان ما حمل عليهم من الحقوق اکثر کاداء الاخماس و الصدقات، و ه

م محتاجون الي الفقير القابل لها و الي الشهود و الي غيرهم، و الاول اظهر. قوله - عليه‏السلام- (و کل في الحاجه الي الله- عز و جل- شرع سواء) بيان لقوله (شرع) و تاکيد. و انما ذکر- عليه‏السلام- ذلک لئلا يتوهم انهم يستغنون باعانه بعضهم بعضا عن ربهم- جل و عز-، بل هو الموفق و المعين لهم في جميع امورهم و لا يستغنون بشي‏ء عن الله- عز و جل-. و انما کلفهم بذلک ليختبر طاعتهم و يثيبهم علي ذلک، و اقتضت حکمته البالغه ان يحري الاشياء باسبابها و هو المسبب لها و القادر علي امضائها بلا سبب. قوله (فاجابه رجل) الظاهر انه ان الخضر- عليه‏السلام- و قد جاء في مواطن کثيره و کلمه- عليه‏السلام- لاتمام الحجه علي الحاضرين، و قد اتي بعد وفاته- عليه‏السلام- و قام علي باب داره و بکي و ابکي و خاطبه- عليه‏السلام- بامثال تلک الکلمات و خرج و غاب عن الناس. قوله (و الاقرار) الظاهر انه معطوف علي الثناء، اي اقر اقرارا حسنا باشياء ذکرها ذلک الرجل و لم يذکره- عليه‏السلام- اختصارا او تقيه من تغير حالاته من استيلاء ائمه الجور عليه و مظلوميته و تغير احوال رعيته من تقصيرهم في حقه و عدم قيامهم بما يحق من طاعته و القيام بخدمته، و يمکن ان يکون الواو بمعني (مع

)، و يحتمل عطفه علي واجب حقه. قوله (من الغل) اي اغلال الشرک و المعاصي. و في بعض النسخ القدميه: (اطلق عنا رهائن الغل) اي ما يوجب اغلال القيمه. قوله (فاختر) اي اقبل ما امرک الله به فامضه علينا. قوله (و الملک المخول) اي الملک الذي اعطالک الله الامره علينا و جعلنا خدمک و تبعک. قوله (لا تستحل في شي‏ء من معصيتک) لعله عدي ب (في) لتضمين معني الدخول، او المعني: لا تستحل في شي‏ء شيئا من معصيتک. و في بعض النسخ القدميه: (لا نستحل في شي‏ء من معصيتک) و هو اظهر. قوله (في ذلک) اي في العلم بان تکون کلمه (في) تعليليه، و يحتمل ان يکون اشاره الي مادل عليه الکلام من اطاعته- عليه‏السلام-. و (الخطر) القدر و المنزله. قوله (و يجل عنه) يحتمل ارجاع الضمير الي القياس، اي فضلک اجل في انفسنا من يقاس بفضل احد، و يمکن ارجاعه الي العلم فتکون کلمه (عن) تعليليه، کما في قوله - تعالي-: (و ما نحن بتارکي الهتنا عن قولک) ان يجل و يعظم بسبب ذلک في انفسنا فضلک. قوله- عليه‏السلام- (من عظم جلال الله) اما علي التفعيل بنصب (جلال الله) او بالتخفيف برفعه، يعني: من حق من عظم جلال الله في نفسه و جل موضعه في قلبه، ان يصغر عنده کل ما سوي الله- تعالي- لما ظهر

له من جلال الله، و ان احق من کان کذلک ائمه الحق - عليه‏السلام- لعظم نعم الله و کمال معرفتهم بجلال ربهم فحق الله- تعالي- عليهم اعظم منه علي غيرهم، فينبغي ان يصغر عندهم انفسهم فلا يحبوا الفخر و الاطراء في المدح، او يجب ان يضمحل في جنب جلال الله عندهم غيره- نعالي- فلا يکون غيره منظورا لهم في اعمالهم ليطلبوا رضي الناس بمدحهم. قوله- عليه‏السلام- (و ان من اسخف)، (السخف) رقه العيش و رقه العقل و (السخافه) رقه کل شي‏ء، اي اضعف حالات الولاه عند الرعيه ان يکونوا متهمين عندهم بهذه الخصله المذمومه. قوله- عليه‏السلام- (اني احب الاطراء) اي مجاوزه الحد في المدح و المبالغه فيه. قوله- عليه‏السلام- (انحطاطا لله- سبحانه-) اي تواضعا له- تعالي-. و في بعض النسخ القديمه: (و لو کنت احب ان يقال ذلک لتناهيت له. اغنانا الله و اياکم عن تناول ما هو احق به من التعاظم و حسن الثناء. و (التناهي) قبول النهي، و الضمير في (له) راجع الي الله - تعالي-. و في النهج کما في النسخ المشهوره. قوله - عليه‏السلام- (و ربما استحلي الناس) يقال: (استحلاه) اي وجده حلوا. قال ابن‏ميثم- رحمه الله-: هذا يجري مجري تمهيد العذر لمن اثني عليه، فکانه يقول: انت معذور في

ذلک حيث رايتني اجاهد في الله و احث الناس علي ذلک. و من عاده الناس ان يستحل الثناء عند ان يبلو بلاء حسنا في جهاد او غيره من سائر الطاعات. ثم اجاب عن هذا العذر في نفسه بقوله (فلا تثنوا) علي بجميل ثناء) اي لا تثنوا علي لاجل ما ترونه مني من طاعه الله، فان ذلک انما هو اخراج لنفسي الي الله من حقوقه الباقيه علي، لم افرغ بعد من ادائها و هي حقوق نعمه و فرائضه التي لا بد من المضي فيها، و کذلک من الحقوق التي اوجبها الله الي من النصيحه في الدين و الارشاد الي الطريق الافضل و التعليم لکيفيه سلوکه. و في خط الرضي- رحمه الله-: (من التقيه) بالتاء، و المعني: فان الذي افعله من طاعه الله انما هو اخراج لنفسي الي الله و اليکم من تقيه الخلق فيما يجب علي من الحقوق اذا کان- عليه‏السلام- انما يعبد الله لله غير ملتفت في شي‏ء من عبادته و اداء واجب حقه الي احد سواه خوفا منه او رغبه اليه، او المراد بها التقيه التي کان يعملها في زمن الخلفاء الثلاثه و ترکها في ايام خلافته. و کانه قال: لم افعل شيئا الا و هو اداء حق واجب علي، و اذا کان کذلک فکيف استحق ان يثني علي لاجل اتبان الواج بثناء جميل و اقابل هذا التعظيم. و هذا من باب التواضع منه و تعلي

م کيفيته و کسر للنفس عن محبه الباطل و الميل اليه. انتهي. و قال ابن ابي‏الحديد: معني قوله- عليه‏السلام- (لاخراجي نفسي الي الله و اليکم) اي لاعترافي بين يدي الله و بمحضر منکم ان علي حقوقا في ايالتکم و رئاستي، لم اقم بها بعد، و ارجو من الله القيام بها. انتهي. فکانه جعل قوله (لاخراجي) تعليلا لترک الثناء لا مثني عليه و لا يخفي بعده. ثم اعلم انه يحتمل ان يکون المراد بالبقيه و الترحم، کما قال- تعالي-: (اولوا بقيه ينهون عن الفساد في الارض) اي اخراجي نفسي من ان بقي و اترحم مداهنه في حقوق لم افرغ من ادائها. قال الفيروزآبادي: (و ابقيت ما بيننا) لم ابالغ في افسادها، و الاسم (البقيه)، و (او لوا بقيه ينهون عن الفساد) اي ابقاء او فهم. قوله- عليه‏السلام- (و لا تتحفظوا عني بما يتحفظ به عند اهل البادره)، (البادره) الحده و الکلام الذي يسبق من الانسان في الغضب، اي لا تثنوا علي کما يثني علي اهل الحده من الملوک خوفا من سطوتهم، او لا تحتشموا مني کما يحتشم من السلاطين و الامراء کترک المسائه و الحديث اجلالا و خوفا منهم و ترک مشاورتهم او اعلامهم ببعض الامور و القيام بين ايديهم. قوله- عليه‏السلام- (بالمصانعه) اي الرشوه او المداراه. قو

له - عليه‏السلام- (کان العمل بهما اثقل عليه) و شان الولاه العمل بالعدل و الحق، او انتم تعلمون انه لا يثقل علي العمل بها. قوله- عليه‏السلام- (بفوق ان اخطي) هذا من الانقطاع الي الله و التواضع الباعث لهم علي الانبساط معه بقول الحق وعد نفسه من المقصرين في مقام العبوديه و الاقرار بان عصمته من نعمه- تعالي- عليه و ليس اعترافا بعدم العصمه کما توهم، بل ليست العصمه الا ذلک، فانها هي ان يعصم الله العبد من ارتکاب المعاصي. و قد اشار اليه بقوله- عليه‏السلام- (ان يکفي الله) و هذا مثل قول يوسف- عليه‏السلام-: و ما ابري نفسي ان النفس لاماره بالسوء الا ما رحم ربي). قوله- عليه‏السلام- (ما هو املک به مني) اي العصمه من الخطا، فانه- تعالي- اقدر علي ذلک للعبد من العبد لنفسه. قوله- عليه‏السلام- (مما کنا فيه) اي من الجهاله و عدم العلم و المعرفه و الکمالات التي يسرها الله- تعالي- لنا ببعثه الرسول- صلي الله عليه و آله-. قال ابن ابي‏الحديد: ليس هذا اشاره الي خاص نفسه - عليه‏السلام- لانه لم يکن کافرا فاسلم، و لکنه کلام يقوله و يشير به الي القوم الذين يخاطبهم من افناء الناس، فياتي بصيغه الجمع الداخله فيها نفسه توسعا. و يجوز ان يکون معناها:

لو لا الطاف الله- تعالي- ببعثه محمد- صلي الله عليه و آله- لکنت انا و غيري علي مذهب الاسلاف. انتهي. قوله (فبلائه عندنا ما لا يکفر) اي نعمته عندنا و افره بحيث لا نستطيع کفرها و سترها، اي لا يجوز کفرانها و ترک شکرها. قوله (سياسته امورنا)، (سست الرعيه سياسته) امرتها و نهيتها. و (العلم) بالتحريک، ما نصب في الطريق ليهتدي به السائرون. قوله (من بارع الفضل) قال الفيروزآبادي: (برع - و يثلث- براعه) فاق اصحابه في العلم و غيره، اوتم في کل جمال و فضيله، فهو بارع و هي بارعه. قوله (ولن يکن) علي المجهول، من (کنت الشي‏ء) سترته او بفتح الياء و کسر الکاف، من (و کن الطائر بيضه يکنه) اذا حضنه. و في بعض النسخ: (لم يکن)، و في النسخه القديمه: (لن يکون). قوله (و توسعا) اي في الفضل و السواد قوله (مع ذلک) اي مع طاعتنا لک، اي نفس الطاعه امر مرغوب فيه و مع ذلک موجب لحصول ما ينفعنا و ما هو خيرلنا في دنبانا و آخرتنا. قوله- عليه‏السلام- (الا مناصحه الصدور) اي خلوصها عن غش النفاق بان يطوي فيه ما يظهر خلافه، او نصح الاخوان نصح يکون في الصدر لا بمحض اللسان. قوله (و قد عال الذي في صدره) يقال: (عالني الشي‏ء) اي غلبني و (عال امرهم) اشتد. قوله (و

غصص الشجا)، (الغصه) بالضم، ما اعترض في الحلق، و کذا الشجا و (الشجو) الهم و الحزن. قوله (لخطر مرزئته)، (الخطر) بالتحريک القدر و المنزله و الاشراف علي الهلاک. و (المرزئه) المصيبته، و کذا الفجيعه و القائل کان عالما بقرب اوان شهادته - عليه‏السلام- فلذا کان يندب و يتفجع، و ارجاعهما الي القائل بعيد. قوله (اشفي) اي اشرف عليه. و الضمير في قوله (اليه) راجع الي الله- تعالي-. قوله (و انقلاب جده)، (الجد) البخت و التفجع و التوجع في المصيبه، اي سال الله دفع هذا البلاء الذي قد ظن وقوعه عنه- عليه‏السلام- مع التفجع و التضرع. قوله- عليه‏السلام- (يا رباني العباد) قال الجزري: الرباني) منسوب الي الرب بزياده الف و النون، و قيل: هو من الرب بمعني التربيه لانهم کانوا يربون المتعلمين بصغار العلوم و قيل: کبارها. و (الرباني) العالم الراسخ في العلم و الدين و الذي يطلب بعلممه وجه الله، و قيل: العالم العامل المعلم. قوله- عليه‏السلام- (و يا سکن البلاد)، (السکن) بالتحريک، کل ما يسکن اليه. قوله - عليه‏السلام- (و بک جرت نعم الله علينا) اي بجهادک و مساعيک الجميه لترويج الدين و تشييد الاسلام في زمن الرسول - صلي الله عليه و آله- و بعده. قوله- عل

يه‏السلام- (و للعصاه الکفار اخوانا) اي کنت تعاشر من يعصيک و يکفر نعمتک معاشره الاخوان شفقه منک عليهم، او المراد الشفقه علي الکفار و العصاه و الاهتما في هدايتهم. و يحتمل ان يکون المراد المنافقين الذين کانوا في عسکره و کان يلزمه رعايتهم بظاهر الشرع. و قيل: المراد بالاخوان الخوان الذي يوکل عليه الطعام، فانه لغه فيه کما ذکره الجزري، و لا يخفي بعده. في النسخه القديمه: (الم نکن) بصيغه المتکلم، و حينئذ فالمراد بالفقره الاولي انه کان ينزل بنازل کل ذليل، اي کنا نذل بکل ذله و هو ان، و هو اظهر و الصق بقوله (فبمن؟). قوله- عليه‏السلام- (من فضاعه تلک الخطرات) اي شناعتها و شدتها. قوله (بعد الحور) قال الجوهري: نعوذ بالله من الحور بعد الکور، اي من النقصان بعد الزياده. و في بعض النسخ بالجيم. قوله- عليه‏السلام- (و ثمال فقرائنا) قال الجزري: (الثمال) بالکسر، الملجا و القياس، و قيل: هو المطعم في الشده. قوله- عليه‏السلام- (يجمعنا في الامور عدلک) اي هو سبب اجتماعنا و عدم تفرقنا في جميع الامور او من بين سائر الامور، و هو سبب لانتظام جميع امورنا، او عدلک يحيط بجميعنا في جميع الامور. قوله (و يتسع لنا في الحق تانيک) اي صار مداراتک و تان

يک و عدم مبادرتک في الحکم علينا بما نستحقه، سببا لوسعه الحق علينا و عدم تضيق الامور بنا. قوله- عليه‏السلام- (يبلغ تحريکه) اي تغييره و صرفه. و في النسخه القديمه: (تحويله). قوله (و لا خطرناها) اي جعلناها في معرض المخاطره و الهلاک، او صيرناها خطرا و رهنا و عوضا لک. قال الجزري فيه: (فان الجنه لا خطر لها) اي لا عوض لها و لا مثل، و (الخطر) بالتحريک، في الاصل الرهن و ما يخاطر عليه و مثل شي‏ء و عدله، و لا يقال الا في الشي‏ء الذي له قدر و مزيه. و منه الحديث: (الا رجل يخاطر بنفسه و ماله) اي يلقيهما في الهلکه بالجهاد. و منه حديث النعمان: (ان هولاء- يعني المجوس- قد اخطروا لکم رثه و متاعا و اخطرتم بهم الاسلام) المعني انه قد شرطوا لکم ذلک و جعلوه رهنا من جانبهم، و. جعلتم رهنکم دينکم. قوله- عليه‏السلام- (حاولک) اي قصدک. قوله (من ناواک) اي عاداک. قوله (و لکنه) اي الرب- تعالي- قوله (و عز) اي ذو عز و غلبه. و (زاوله) اي حاوله و طالبه. و هذا اشاره الي ان تلک الامور بقضاء الله و تقديره و المبالغه في دفعها في حکم مغالبه الله في تقديراته. و قد سبقن تحقيق القضاء و القدر في کتاب العدل. قوله- عليه‏السلام- (نعظمه) الضمير في قوله (و نع

ظمه و نديمه) راجعان الي الشکر و الذکر. قوله (- عليه‏السلام-) (بلائه) يحتمل النعمه ايضا. قوله (- عليه‏السلام-) (ما عنده) هو خبر (ان)، و يحتمل ان يکون الخبر محذوفا، اي خير لک. و المعني انه لا تختلف قلوبنا، بل تتفق علي ان الله اختار لک بامضائک النعيم و الراحه الدائمه علي ما کنت فيه من المشقه و الجهد و العناء قوله- عليه‏السلام- (من غير اثم) اي لا ناثم علي البکاء عليک، فانه من افضل الطاعات، او لا نقول ما يوجب الاثم. قوله (- عليه‏السلام- (لعز) متعلق بالبکاء و (ان يعود) بدل اشتمال له، اي نبکي لتبدل عز هذا السلطان ذلا. قوله (- عليه‏السلام-) (اکيلا)، (الاکيل) يکون بمعني الماکول و بمعني الاکل، و المراد هنا الثاني، اي نبکي لتبدل هذا السلطان الحق بسلطنه الجور، فيکون اکلا للدين و الدنيا. و في بعض النسخ: (لعن الله هذا السلطان) فلا يکون مرجع الاشاره سلطنته - عليه‏السلام-، بل جنسها الباطل الشامل ايضا، اي لعن الله السلطنه التي لا تکون صاحبها. و يحتمل ان يکون اللعن مستعملا في اصل معناه لغه و هو الابعاد، اي ابعد الله هذا السلطان عن ان يعود ذليلا، و لا يخفي بعده. قوله (عليه‏السلام) (و لا نري لک خلفا) اي من بين السلاطين لخروج ا

لسلطنه عن اهل البيت (عليه‏السلام).


صفحه 446، 447.