خطبه 017-داوران ناشايست











خطبه 017-داوران ناشايست



[صفحه 98]

فذمتي بما اقول رهينه و انا به زعيم، الذمه العهد و الامان و الضمان و الحرمه و الحق. اي حرمتي او ضماني او حقوقي عند الله مرهونه لحقيه ما اقوله. قال في النهايه: و في حديث علي- عليه‏السلام-: ذمتي رهينه و انا به زعيم اي ضماني و عهدي رهن في الوفاء به. و قال الزعيم الکفيل. انه لا يهيج علي التقوي زرع قوم، قال الجزري: هاج النبت هياجا اي يبس و اصفر، و منه حديث علي- عليه‏السلام-: لا يهيج علي التقوي زرع قوم. اراد من عمل الله عملا لم يفسد عمله و لا يبطل کما يهيج الزرع فيهلک. و لا يظما عنه سنخ اصل، الظما شده العطش قال الجزري: و في حديث علي- عليه‏السلام-: و لا يظما علي التقوي سنخ اصل السنخ و الاصل واحد فلما اختلف اللفظان اضاف احدهما الي الاخر. اقول: الفقرتان متقاربتان في المعني، و يحتمل ان يکون المراد بهما عدم فوت المنافع الدنيويه ايضا بالتقوي، و يحتمل ان يراد باحداهما و بالاخري الاخري. و في نهج‏البلاغه: لا يهلک علي التقوي سنخ اصل، و لا يظلما عليها زرع قوم. و ان الخير کله فيمن عرف قدره قال ابن ميثم: اي مقداره و منزله بالنسبه الي مخلوقات الله- تعالي- و انه اي شي‏ء منها، و لاي شي‏ء خلق، و ما طوره المرسوم له في کت

اب ربه و سنن انبيائه. جائر عن قصد السبيل، الجائر الضال عن الطريق، و القصد استقامه الطريق و وسطه، و في بعض نسخ الکافي: حائر بالحاء المهلمه من الحيره. مشغوف بکلام بدعه، قال الجوهري: الشغاف غلاف القلب و هو جلده دون الحجاب، يقال: شغفه الحب اي بلغ شغافه. قد لهج فيها بالصوم و الصلاه، قال الجوهري: اللهج بالشي‏ء الولوع به، و ضمير فيها راجع الي البدعه اي هو حريص في مبتدعات الصلاه و الصوم، و فيها غير موجود في الکافي. ضال عن هدي من کان قبله هدي بضم الهاء و فتح الدال او فتح الهاء و سکون الدال. و في النهج بعد ذلک: مضل لمن اقتدي به في حياته و بعد وفاته. و في الکافي: و بعد موته. رهين بخطيئه اي هو مرهون بها، قال المطرزي: هو رهين بکذا اي ماخوذ به. قد قمش جهلا في جهال. و في الکتابين: و رجل قمش جهلا. و القمش جمع الشي‏ء المتفرق. غشوه اي احاطوا به و ليس فيهما. غار باغباش الفتنه، قال الجوهري: الغبش ظلمه آخر الليل و الجمع اغباش اي غفل و انخدع و اغتر بسبب ظلمه الفتن و الجهالات او فيها. و لم يغن فيه يوما سالما، قال الجزري: و في حديث علي- عليه‏السلام-: و رجل سماه الناس عالما و لم يغن في العلم يوما تاما من قولک غنيت بالمکان اغني اذا ا

قمت به. انتهي. قوله سالما اي من النقص بان يکون نعتا لليوم، او سالما من الجهل بان يکون حالا عن ضمير الفاعل. بکر فاستکثر مما قل منه خير مما کثر اي خرج في الطلب بکره، کنايه عن شده طلبه و اهتمامه في کل يوم او في اول العمر و ابتداء الطلب، و ما موصوله، و هي مع صلتها صفه لمحذوف اي من شي‏ء ما قل منه خير مما کثر، و يحتمل ان تکون ما مصدريه ايضا و قيل: قل مبتدا بتقدير ان و خير خبره، کقولهم، تسمع بالمعيدي خير من ان تراه، و المراد بذلک الشي‏ء اما الشبهات المضله و الاراء الفاسده و العقائد الباطله، او زهرات الدنيا. حتي اذا ارتوي من آجن، الاجن الماء المتعفن المتغير، استعير للاراء الباطله و الاهواء الفاسده. و استکثر من غير طائل، قال الجوهري: هذا امر لا طائل فيه اذا لم يکن فيه غناء و مزيه. و ان نزلت به احدي الملهمات- و في الکتابين: المبهمات- هيا لها حشوا اي کثيرا لا فائده فيها. ثم قطع عليه اي جزم به. فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنکبوت، قال ابن ميثم: وجه هذا التمثيل ان الشبهات التي تقع علي ذهن مثل هذا الموصوف اذا قصد حل قضيه مبهمه تکثر فتلتبس علي ذهنه وجه الحق منها فلا يهتدي له لضعف ذهنه، فتلک الشبهات في الوهاء تشبه نسج ال

عنکبوت و ذهنه فيها يشبه لذباب الواقع فيه، فکما لا يتمکن الذباب من خلاص نفسه من شباک العنکبوت لضعفه کذلک ذهن هذا الرجل لا يقدر علي التخلص من تلک الشبهات. اقول: و يحتمل ايضا ان يکون المراد تشبيه ما يلبس علي الناس من الشبهات بنسج العنکبوت لضعفها و ظهور بطلانها، لکن تقع فيها ضعفاء العقول فلا يقدرون علي التخلص منها لجهلهم و ضعف يقينهم، و الاول انسب بما بعده. لا يري ان من وراء ما بلغ مذهبا اي انه لوفور جهله يظن انه بلغ غايه العلم فلبس بعد ما بلغ اليه فکره لاحد مذهب و موضع تفکر. فهو خائض عشوات اي يخوض و يدخل في ظلمات الجهالات او بسببها. و لا يعض في العلم بضرس قاطع کنايه عن عدم اتقانه للقوانين الشرعيه و احاطته بها، يقال: لم يعض فلان علي الامر الفلاني بضرس اذا لم يحکمه. يذري الروايات ذرو الريح الهشيم، قال الفيروز آبادي: ذرت الريح الشي‏ء ذروا و اذرته و ذرته اطارته و اذهبته. و قال الهشيم نبت يابس متکسر، او يابس کل کلاء و کل شجر، و وجه التشبيه صدور فعل بلا رويه من غير ان يعود الي الفاعل نفع و فائده، فان هذا الرجل المتصفح للروايات ليس له بصيره بها و لا شعور بوجه العمل بها بل هو يمر علي روايه بعد اخري و يمشي عليها من غير ف

ائده، کما ان الريح التي تذري الهشيم لا شعور لها بفعلها، و لا يعود اليها من ذلک نفع و انما اتي الذر و مکان الاذراء لاتحاد معنييها. و في بعض الروايات: يذروا الروايه. قال الجزري: يقال: ذرته الريح و اذرته تذروه و تذريه اذا اطارته، و منه حديث علي- عليه‏السلام-: يذرو الروايه ذرو الريح الهشيم اي يسرد الروايه کما تنسف الريح هشيم النبت. تبکي منه المواريث و تصرخ منمه الدماء. الظاهر انهما علي المجاز، و يحتمل حذف المضاف اي اهل المواريث و اهل الدماء. لا يسلم باصدار ما عليه ورد اي لا يسلم عن الخطا في ارجاع ما عليه ورد من المسائل اي في جوابها. و في الکتابين: لاملي- و الله- باصدار ما عليه ورد اي لا يستحق ذلک و لا يقوي عليه. قال الجزري: الملي‏ء بالهمز، الثقه الغني و قد ملو فهو الملي‏ء بين الملائه بالمد- و قد اولع الناس بترک الهمزه و تشديد الياء- و منه حديث علي- عليه‏السلام-: لا ملي- و الله- باصدار ما ورد عليه. و لا يندم علي ما منه فرط اي لا يندم علي ما قصر فيه. وفي الکافي: و لا هو اهل لما منه فرط بالتخفيف، اي سبق علي الناس و تقدم عليهم بسببه من ادعاء العلم، و ليست هذه الفقره اصلا في نهج‏البلاغه، و قال ابن ابي الحديد: في کتاب

ابن قتيبه: و لا اهل لما فرط به اي ليس بمستحق للمدح الذي مدح به. ثم اعلم انه علي نسخه المنقول عنه جميع تلک الاوصاف لصنف واحد من الناس، و علي ما في الکتابين من زياده: و رجل عند قوله: قمش جهلا، فالفرق بين الرجلين اما بان يکون المراد بالاول الضال في اصول العقائد کالمشبهه و المجبره، و المثاني هو المتفقه في فروع الشرعيات و ليس باهل لذلک، او بان يکون المراد بالاول من نصب نفسه لسائر مناصب الافاده دون منصب القضاء، و بالثاني من نصب نفسه له. فاين يتاه بکم من التيه بمعني التحير و الضلال اي اين يذهب الشيطان او الناس بکم متحيرين؟! بل اين تذهبون؟ اضراب عما يفهم سابقا من ان الداعي لهم علي ذلک غيرهم، و انهم مجبورون علي ذلک، اي بل انتم باختيارکم تذهبون عن الحق الي الباطل. يا من نسخ من اصلاب اصحاب السفينه، النسخ الازاله و التغيير، اي کنتم في اصلاب من رکب سفينه نوح فانزلتم عن تلک الاصلاب فاعتبروا بحال اجدادکم و تفکروا في کيفيه نجاتهم فان مثل اهل البيت کمثل سفينه نوح. و تي و ذي للاشاره الي المونث. قسما حقا اي اقسم قسما حقا. و ما انا من المتکلفين اي المتصنعين بما لست من اهله، و لست ممن يدعي الباطل و يقول الشي‏ء من غير حقيقه. اني

تارک فيکم الثقلين، قال الجزري، فيه: اني تارک فيکم الثقلين کتاب الله و عترتي سما هما ثقلين لان الا خذبهما و العمل بهما ثقيل و يقال لکل خطير نفيس: ثقيل. فسما هما ثقلين اعظاما لقدرهما و تفخيما لشانهما. ما ان تمسکتم بهما بدل من الثقلين. و انهما لن يفترقا يدل علي ان لفظ القرآن و معناه عندهم- عليهم‏السلام- الا هذا اي سبيل الحق الذي اريتکموه عذب فرات اي شديد العذوبه، و هذا اي سبيل الباطل الذي حذرتکموه ملح اجاج اي مالح شديد الملوحه و المراره.


صفحه 98.