خطبه 172-شايسته خلافت
[صفحه 163] ايضاح: قوله- عليهالسلام- (بهذا الامر) اي الخلافه. (اقواهم عليه) اي احسنهم سياسه و اشجعهم. و يدل علي عدم جواز امامه المفضول لا سيما مع قوله- عليهالسلام- (فان شغب- الخ). و (الشغب) بالتسکين، تهييج الشر، و المراد بالاستعتاب طلب الرجوع بالمراسله و الکلام و نحوهما. قوله - عليهالسلام- (لئن کانت الامامه) قال ابن ابيالحديد: هذا تصريح بصحه مذهب اصحابنا في ان الاختيار طريق الي الامامه، و يبطل قول الاماميه من دعوي النص، و انه لا طريق الي الامامه سوي النص. انتهي. و فيه نظر، اما اولا، فلانه انما احتج عليهم بالاجماع الزاما لهم لا تفاقهم علي العمل به في خلافه ابيبکر و اخويه، و عدم تمسکه- عليهالسلام- بالنص لعلمه- عليهالسلام- بعدم التفاتهم اليه، کيف و قد اعرضوا عنه في اول الامر مع قرب العهد بالرسول- صلي الله عليه و آله- و سماعهم منه. و اما ثانيا، فلانه- عليهالسلام- لم يتعرض للنص نفيا و اثباتا، فکيف يکون مبطلا لما ادعاه الاماميه من النص؟ و العجب انه جعل هذا تصريحا بکون الاختيار طريقا الي الامامه، و نفي الدلاله في قوله- عليهالسلام- (ان احق الناس بهذا الامر) علي نفي امامه المفضول مع قوله - عليهالسلام- (فا ن ابي قوتل) مع انه لم يبصرح بان الامامه تنعقد بالاختيار بل قال: انها لا تتوقف علي حضور عامه الناس، و لا ريب في ذلک. نعم، يدل بالمفهوم عليه و هذا تقيه منه - عليهالسلام-، و لا يخفي علي من تبع سيره- عليهالسلام- انه لم يکن يمکنه انکار خلافتهم و القدح فيها صريحا في المجامع، فلذا عبر بکلام موهم لذلک. و قوله- عليهالسلام- (و اهلها يحکمون) و ان کان موهما له ايضا لکن يمکن ان يکون المراد بالاهل الاحقاء بالامامه. و لا يخفي علي المتامل ان ما مهده - عليهالسلام- اولا بقوله (ان احق الناس اقواهم) يشعر بان عدم صحه رجوع الشاهد و اختيار الغائب انما هو في صوره الاتفاق علي الاحق دون غيره، فتامل. قوله- عليهالسلام- (رجلا ادعي) کمن ادعي الخلافه، و (آخر منع) کمن لا يطيع الامام، او يمنع حقوق الله [صفحه 164] و (خير عواقب الامور) عابقه کل شيء آخره، و التقوي خير ما ختم به العمل في الدنيا، او عاقبتها خير العواقب. قوله- عليهالسلام- (هذا العلم) بکسر العين او بالتحريک کما في بعض النسخ، فعلي الاول المعني: انه لا يعلم وجوب قتال اهل القبله و موقعه و شرائطه، و علي الثاني اشاره الي حرب اهل القبله و القيام به، و يحتمل علي بعد ان يراد به الامامه المشار اليها بقوله (ان احق الناس بهذا الامر) فيکون اشاره الي بطلان خلافه غيره اهل البصر و الصبر و العلم بمواقع الحق. قال ابن ابيالحديد، و ذلک لان المسلمين عظم عندهم حرب اهل القبله و اکبروه، و من اقدم منهم عليه اقدم مع خوف و حذر. قال الشافعي: لو لا علي- عليهالسلام- لما علم شيء من احکام اهل البغي. قوله- عليهالسلام- (فان لنا) قال ابنميثم: اي ان لنا مع کل امر تنکرونه تغييرا، اي قوه علي التغيير، ان لم يکن في ذلک الامر مصلحه في نفس الامر، فلا تتسرعوا الي انکار امر نفعله حتي تسالوا عن فائدته فانه يمکن ان يکون انکارکم لعدم علمکم بوجهه.. قال ابن ابيالحديد: اي لست کعثمان اصبر علي ارتکاب ما انهي عنه بل اغير کلما ينکره المسلمون، و يقتضي الحال و الشرع تغييره. انتهي. و يمکن ان يکون المعني: ان لنا مع کل امر تنکرونه تغييرا، اي ما يغير انکارکم و يمنعکم عنه من البراهين الساطعه و الاعم منها، و من السيوف القاطعه ان لم ينفعکم البراهين. [صفحه 165] و في ذکر اغضاب الدنيا توبيخ لاهلها بالرغبه في شيء لا يراعي حقهم کما قال- عليهالسلام-: (رغبتک في زاهد فيک ذل نفس). و غرور الدنيا بتزيين الزخارف لاهلها و اغفالهم غن الفناء و تحذيرها بما اراهم من الفناء و فراق الاحبه و نحو ذلک. و الدار التي دعوا اليها هي الجنه. قوله - عليهالسلام- (و لا يخنن احدکم)، (الخنين) بالخاء المعجمه، ضرب من البکاء دون الانتخاب، و اصله خروج الصوت من الانف کالحنين من الفم. و يروي بالمهمله ايضا. و اضافته الي الامه لان الاماء کثيرا ما يبکين و يسمع الخنين منهن، و الحره تانف من البکاء و الحنين. و (زواه عنه) صرفه و قبضه، و في بعض النسخ: (ما زوي عنه) اي عن احدکم، و لعله اظهر. و (الصبر علي الطاعه) حبس النفس عليها. کقوله- تعالي- (و اصبر نفسک مع الذين يدعون ربهم)، او عدم الجزع من شدتها، او من البلا يا اطاعه لله، و علي اي حال هو الشکر الموجب للمزيد فيه بطلب تمام النعمه. و (من) في قوله (من کتابه) بيان ل (ما). و (القائمه) واحده (قوائم) الدواب، و (قائمه السيف) مبقضه. و لعل المراد بقائمه الدين اصوله و ما يقرب منها، و يحتمل ان تکون الاضافه بيانيه فان الدين بمنزله القائمه لامور الدنيا و الاخ ره.
صفحه 163، 164، 165.