خطبه 154-در آفرينش خفاش











خطبه 154-در آفرينش خفاش



[صفحه 86]

تبيان: (الخفاش)- کرمان- معروف، و (حسر حسورا) - کقعد- کل لطول مدي و نحوه، و (حسرته انا) يتعدي و لا يتعدي، و (انحسرت) اي کلت و اعيت. و (کنه الشي‏ء) حقيقته و نهايته. و (ردعت)- کمنعت- لفظا و معنا. و (المساغ) المسلک. و (الملکوت) العز و السلطان. و (الحق) المتحقق وجوده، او الموجود حقيقه. و (ابين) اي اوضح و کونه - سبحانه- احق و ابين مما تري العيون، لان العلم بوجوده - سبحانه- عقلي يقيني لا يتطرق اليه ما يتطرق الي المحسوسات من الغلط. و (الحد) في اللغه، المنع و الحاجز بين الشيئين و نهايه الشي‏ء و طرفه، و في عرف المنطقيين، التعريف بالذاتي، و المراد بالتحديد هنا اما اثبات النهايه و الطرف المستلزم للمشابهه بالاجسام، او التحديد المنطقي و الاول انسب بعرفهم. و (التقدير) اثبات المقدار، و کان المراد بالتمثيل ايجاد الخلق علي حذ و ما قد خلقه غيره، او انه لم يجعل لخلقه مثالا قبل الايجاد کما يفعله البناء تصويرا لما يريد بنائه. و (المشوره) مفعله من (اشار اليه بکذا) اي امره به، و (المشوره) بضم الشين- کما في بعض النسخ- و الشوري بمعناه. و (المعونه) الاسم من (اعانه و عونه). (فتم خلقه) اي بلغ کل مخلوق الي کماله الذي اراده ا

لله- سبحانه- منه، او خرج جميع ما اراده من العدم الي الوجود بمجرد امره، و (اذعن) اي خضع و اقر و اسرع في الطاعه انقاد، و الجملتان کالتفسير للاذعان، و لعل المراد بالاذعان دخوله تحت القدره الالهيه و عدم الاستطاعه للامتناع. و قوله- عليه‏السلام- (لم يدافع) بيان للاجابه، کما ان (لم ينازع) بيان للانقياد، و الا لکان العکس انسب، و يحتمل ان يکون اشاره الي تسبيحهم بلسان الحال کقوله- تعالي-: و ان من شي‏ء الا يسبح بحمده)، کما مر.

[صفحه 87]

و (اللطائف) جمع (لطيفه)، و هي ما صغر و دق. و (العجائب) جمع (عجيبه و عجيب) قيل: يجمع علي (عجائب) کافيل و افايل، و قيل: لا يجمع عجيب و لا عجب. و (الغامض) خلاف واضح و کل شي‏ء خفي ماخذه. و قال بعضهم: حاصل الکلام، التعجب من مخالفتها لجميع الحيوانات في الانقباض عن الضوء و الاشاره الي خفاء العله في ذلک، و المراد بالانقباض انقباض اعينها في الضوء، و يکون ذلک عن افراط التحلل في الروح النوري لحر النهار، ثم يستدرک ذلک برد الليل فيعود الابصار. و قيل: الاظهر انه ليس لمجرد الحر و الالزم ان لا يعرضه الانقباض في الشتاء الا اذا ظهرت الحراره في الهواء، و في الصيف ايضا في اوائل النهار، بل ذلک لضعف في قوتها الباصره، و نوع من التضاد و التنافر بينها و بين النور کالعجز العارض لسائر القوي المبصره عن النظر الي جرم الشمس، و اما ان عله التنافر ماذا؟ ففيه خفاء، و هو منشا التعجب الذي يشير اليه الکلام، و يمکن ان يعود الضمير اليها من غير تقدير مضاف، و يکون المراد بانقباضها ما هو منشا اختفائها نهارا و ان کان ذلک ناشئا من جهه الابصار. و (العشي) بالفتح مقصورا، سوء البصر بالنهار او بالليل و النهار او العمي، و المعني کيف عجزت و عميت

عن ان تستمد؟ اي تستعين و تتقوي، تقول: (امددته بمدد) اذا اعنته و قويته. و (مذاهبها) طرق معاشها و مسالکها في سيرها و انتفاعها، و (تصل) بالنصب عطفا علي (تستمد) و في بعض النسخ بالرفع عطفا علي (تهتدي)، و في بعضها: (و تتصل) و (الا تصال الي الشي‏ء) الوصول اليه. و (البرهان) الدليل، و (معارفها) ما تعرفه من طرق انتفاعها. و (ردعها) اي کفها و ردها، و (تلالا البرق) اي لمع، و (السبحات) بضمتين جمع (سبحه) بالضم و هي النور، و قيل: (سبحات الوجه) محاسنه لانک اذا رايت الوجه الحسنت قلت: سبحان الله، و قيل: (سبحان الله) تنزيه له، اي سبحان وجهه. و (الکن) بالکسر، السترو (اکنه) ستره، و (استکن) استتر، و (کمن) - کنصر و منع- اي استخفي، و (المکمن) الموضع، و (البلج) بالتحريک، مصدر (بلج)- کتعب- اي ظهر و وضح، و (صبح ابلج بين البلج) اي مشرق و مضي‏ء، ذکره الجوهري، و قيل: (البج) جمع (بلجه) بالضم، و هو اول ضوء الصبح، و جاء (بلجه) ايضا بالفتح و لم اجده في کلامهم، و (الائتلاق) اللمعان، يقال: (ائتلق و تالق) اذا التمع. و (سدل ثوبه يسدله و اسدله) اي ارسله و ارخاه، و (الجفن) بالفتح، غطاء العين من اعلاها و اسفلها، و الجمع (اجفان و جفون و اجفن). و (الح

دقه) محرکه، سواد العين، و تجمع علي (حداق) کما في بعض النسخ، و علي (احداق) کما في بعضها، و اسدال جفونها لا نقباضها و تاثر حاستها عن الضياء و قيل: لان تحلل الروح الحامل للقوه الباصره سبب للنوم ايضا فيکون ذلک الاسدال ضربا من النوم. و (الالتماس) الطلب. و (اسدف الليل) اي اظلم، و في بعض النسخ: (اسداف) بفتح الهمزه جمع (سدف) بالتحريک کجمل و اجمال و هو الظلمه، و الاضافه للمبالغه، و الصمير في (فيه) راجع الي الليل. و (الغسق) بالتحريک، ظلمه اول الليل، و (الدجنه) بضم الدال المهمله و الجيم و تشديد النون کحزقه و الدجن کعتل، الظلمه، و حاصل الکلام التعجب من کون حالها في الابصار و التماس الرزق علي عکس سائر الحيوانات. و (قناع الشمس) کنايه عن الظلمه او ما يحجبها من الافاق، و (القاء القناع) طلوعها. و (الوضح) بالتحريک، البياض من کل شي‏ء و بياض الصبح و القمر، و في بعض النسخ: (دخل من اشراق نورها) اي دخل الشي‏ء من اشراق نورها. و (الضباب) بالکسر، جمع (الضب) الدابه المعروفه، و (وجارها) بالکسر، جحرها الذي تاوي اليه، و من عادتها الخروج من و جارها عند طلوع الشمس لمواجهه النور علي عکس الخفافيش، و (ماقيها) بفتح الميم و سکون الهمزه و کسر ال

قاف و سکون الياء- کما في اکثر النسخ-، لغه في (الموق) بضم الميم و سکون الهمزه، اي طرف عينها مما يلي الانف، و هو مجري الدمع من العين، و قيل: موخرها، و قال الازهري: اجمع اهل اللغه ان (الموق و الماق) بالضم و الفتح، طرف العين الذي يلي الانف، و ان الذي يلي الصدغ يقال له: اللحاظ، و (الماقي) لغه فيه، و قال ابن‏القطاع: (ماقي العين) فعلي، و قد غلط فيه جماعه من العلماء فقالوا: هو مفعل و ليس کذلک بل الياء في آخره للالحاق، قال الجوهري: و ليس هو مفعل لان الميم اصليه و انما زيدت في آخره الياء للالحاق، و لما کان فعلي بکسر اللام نادرا لا اخت لها الحق بمفعل، و لهذا جمع علي (ما في) علي التوهم، و في بعض النسخ: (ماقيها) علي صيغه الجمع. و (تبلغ بکذا) اي اکتفي. و (المعاش) مايعاش به و ما يعاش فيه، و مصدر بمعني الحياه و المناسب ههنا الاول، و فيما سيجي‏ء الثاني، و في بعض النسخ: (ليلها) موضع (لياليها). و (السکن) بالتحريک، ما تسکن اليه النفس و تطمئن. و (قر الشي‏ء)- کفر- اي استقر بالمکان و الاسم (القرار) بالفتح، و قيل: هو اسم مصدر. و (الشظيه) الفلقه من الشي‏ء، فعليه من قولک (تشظت العصا) اذا صارت فلقا، و الجمع (شظايا). و (القصب) الذي في ا

سفل الريش للطيور. و (الاعلام) جمع (علم) بالتحريک، و هو طراز الثوب و رسم الشي‏ء و رقمه و (اعلاما) في المعني کالتاکيد لبينه، و کلمه (لها) غير موجوده في بعض النسخ، فيکون قوله (جناحان) خبر مبتدء محذوف، اي جناحاه لم يجعلا رقيقين بالغين في الرقه و لا في الغظ حذرا من الانشقاق و الثقل المانع من الطيران. و (لجا الي الشي‏ء) اي لا ذو اعتصم به، و وقوع الطير ضد ارتفاعه. و (ارکان کل شي‏ء) جوانبه التي يستند اليها و يقوم بها. و (النهوض) التحرک بالقيام، و (نهض الطائر) اذا بسط جناحه ليطير، و (العيش) الحياه، و (مصالح الشي‏ء) ما فيه صلاحه ضد الفساد. و (الباري) الخالق، و (مثال الشي‏ء) شبهه، و (خلا) اي مضي و سبق، اي لم يخلق الاشياء علي حذو خالق سبقه، بل ابتدعها علي مقتضي الحکمه و المصلحه. قال الدميري: (الخفاش) بضم الخاء و تشديد الفاء، واحد (الخفافيش) التي تطير في الليل و هو غريب الشکل و الوصف، و (الخفش) صغير العين و ضيق البصر، و (الاخفش) صغير العين ضعيف البصر، و قيل: هو عکس الاعشي، و قيل: هو من يبصر في الغيم دون الصحو، و قال الجوهري: هو نوعان: ف (الاعشي) من يبصر نهارا لا ليلا و (العمش) ضعف الرويه مع سيلان الدمع غالب الاوقات، و ال

عور معروف. قال. البطليوسي: الخفاش له اربعه اسماء: خفاش و خشاف و خطاف و وطواط. و تسميته خفاشا يحتمل ان يکون ماخوذا من الخفش، و الاخفش في اللغه نوعان: ضعيف البصر خلقه، و الثاني لعله حدثت، و هو الذي يبصر بالليل دون النهار و في يوم الغيم دون الصحو. و ما ذکره من ان الخفاش هو الخطاف فيه نظر، و الحق انه صنفان. و قال قوم: الخفاش الصغير، و الوطواط الکبير، و هو لا يبصر في ضوء القمر و لا في ضوء النهار، و لما کان لا يبصر نهارا التمس الوقت الذي لا يکون فيه ظلمه و لا ضوء و هو قريب غروب الشمس لانه وقت هيجان البعوض، فان البعوض يخرج ذلک الوقت يطلب قوته و هو دماء الحيوان، و الخفاش يطلب الطعم فيقع طالب رزق علي طالب رزق، و الخفاش ليس هو من الطير في شي‏ء لانه ذواذنين و اسنان و خصيتين و يحيض و يطهر و يضحک کما يضحک الانسان و يبول کما تبول ذوات الاربع و يرضع ولده و لا ريش له. قال بعض المفسرين: لما کان الخفاش هو الذي خلقه عيسي بن مريم- عليه‏السلام- باذن الله- تعالي-، کان مباينا لصنعه الله- تعالي- و لهذا جميع الطير تقهره و تبغضه: فما کان منها ياکل اللحم اکله و ما لا ياکل اللحم قتله، فلذلک لا يطير الا ليلا. و قيل: لم يخلق عيسي- عليه‏ا

لسلام- غيره لانه اکمل الطير خلقا و هو ابلغ في القدره لان له ثديا و اسنانا و اذنا، و قيل: انما طلبوا خلق الخفاش لانه من اعجب الطير اذ هو لحم و دم يطير بغير ريش و هو شديد الطيران سريع التقلب يقتات بالبعوض و الذباب و بعض الفواکه، و هو مع ذلک موصف بطول العمر، فيقال: انه اطول عمرا من النسر و من حمار الوحش، و تلدا نثاه ما بين ثلاثه افراخ و سبعه، کثيرا ما يسفد و هو طائر في الهواء، و ليس في الحيوان ما يحمل ولده غيره و القردو الانسان، و يحمله تحت جناحه، و ربما قبض عليه بفيه و هو من حنوه عليه و اشفاقه عليه، و ربما ارضعت الانثي ولدها و هي طائره، و في طبعه انه متي اصابه ورق الدلب حذر و لم يطر، و يوصف بالحمق، و من ذلک اذا قيل له: (اطرق کرا) التصق بالارض.


صفحه 86، 87.