خطبه 153-در فضائل اهل بيت











خطبه 153-در فضائل اهل‏بيت



[صفحه 80]

قال عبدالحميد بن ابي‏الحديد: اي خزنه العلم و ابوابه، قال رسول‏الله (ص): انا مدينه العلم و علي بابها، و من اراد الحکمه فليات الباب. و قال (ص) فيه (ع): خازن علمي. و تاره اخري: عيبه علمي. (توضيح: قال الجوهري: الناظر من المقله السواد الاصغر الذي فيه انسان العين، اي ان قلب البيب له عين يبصربها غايته التي تجري اليها، و يعرف من احواله المستقبله ما کان مرتفعا شريفا، او منخفصا ساقطا. و (انجد) المرتفع من الارض. و لعل المراد بالداعي الرسول- صلي الله عليه و آله-، و بالراعي نفسه - عليه‏السلام-. قوله- عليه‏السلام- (قد خاضوا) کلام منقطع عما قبله و متصل بکلام اسقطه السيد- رضي الله عنه- تقيه للتصريح بذم الخلفاء الثلاثه فيه و (ارز) بالفتح و الکسر، انقبض. و (المومنون) هو- عليه‏السلام- و شيعته. و الضالون خلفاء الجور و اتباعهم. و قال ابن ابي‏الحديد في قوله- عليه‏السلام- و (الخزنه و الابواب) اي خزنه العلم و ابوابه، او خزنه الجنه و ابوابها، قال رسول الله- صلي الله عليه و آله-: (انا مدينه العلم و علي بابها و من اراد الحکمه فليات الباب)، و قال فيه: خازن علمي، و تاره اخري: عيبه علمي. و قال- صلي الله عليه و آله- في الخبر

المستفيض: انه قسم الجنه و النار، يقول للنار هذا لي فدعيه، و هذا لک فخذيه. ثم ذکر اربعه و عشرين حديثا من فضائله- صلوات الله عليه- من طرق المخالفين.

[صفحه 81]

بيان: لعل المراد بالظاهر و الباطن ما يظهر من الانسان من اعماله، و ما هو باطن من نياته و عقائده، فقوله- عليه‏السلام-: (و قد قال) کالاستثناء من المقدمتين و الحاصل ان الغالب مطابقه الظاهر للباطن، و قد يتخلف ذلک کما يدل عليه الخبر و يحتمل ان يکون المعني ان ما يظهر من افعال المرء و افعاله في آخر عمره يدل علي ما کان کامنا في النفس من النيات الحسنه و العقائد الحقه و الطينات الطيبه او النيات الفاسده و العقائد الرديه و الطينات الخبيثه، فيکون الخبر دليلا علي ذلک، فان من يکون في بدو حاله فاجرا و يختم له بالحسني، انما يحبه الله لما يعلم من حسن سريرته الذي يدل عليه خاتمه عمله، و من کان بعکس ذلک يبغضه لما يعلم من سوء سريرته، و هذان الوجهان مما خطر بالبال و ربما يويد الثاني ما ذکره بعده کما لا يخفي بعد التامل. و قال ابن ابي‏الحديد: هو مستق من قوله- تعالي-: و البلد الطيب يخرج نباته باذن ربه). و المعني ان لکلي حالتي الانسان الظاهره امرا باطنيا يناسبها من احواله، و الحالتان الظاهرتان ميله الي العقل، و ميله الي الهوي، فالمتبع لعقله يرزق السعاده و الفوز، فهذا هو الذي طالب ظاهره و طاب باطنه، و المتبع لمقتضي هواه يرز

ق الشقاوه و العطب، و هذا هو الذي خبث ظاهره و خبث باطنه. و منهم من حمل الظاهر علي حسن الصوره و الهيئه و قبحهما، و قال: هما يدلان علي قبح الباطن و حسنه، و حمل حب العبد مع قبح الفعل علي ما اذا کان مع قبح الصوره و لا يخفي بعد الوجهين علي الخبير. قوله- عليه‏السلام- (و اعلم ان لکل ظاهر باطنا) اقول: قد يتوهم التنا في بين هاتين الکلمتين و بين الخبر المروي ظاهرا، و يخطر بالبال دفعه بوجوه: الاول: ان يکون الخبر في قوه الاستثناء لبيان ان المقدمتين ليستاکليتين بل هما لبيان الغالب و قد يتخلف کما ورد في الخبر. الثاني: ان يکون الخبر استشهادا للمقدمتين، و بيانه ان للعمل ظاهرا و باطنا، و للشخص ظاهرا و باطنا، فظاهر الشخص مطابق لباطنه، و لذا يحب الله ظاهر الشخص لما يعلم من حسن باطنه و عاقبته، و يبغض ظاهر الشخص اذا علم سوء باطنه و ردائه عاقبته. الثالث: ان يکون المراد انه لا يمکن ان لا يظهر سوء الباطن من الاخلاق الرديه و الاعتقادات الاباطله و الطينات الفاسده و ان کان في آخر العمر، و لا حسن الباطن من الاخلاق الحسنه و الاعتقادات الحقه و الطينات الطيبه، فالذي يحبه الله و يبغض عمله ينقلب حاله في آخر العمر و يظهر منه حسن العقائد و ال

اعمال و کذا العکس، فظهر ان حسن الباطن و الظاهر مطابقتان، و کذا سوء هما. و لعل ما يذکر بعده يويد هذا الوجه في الجمله. الرابع: ما ذکره ابن ابي‏الحديد حيث قال: هو مشتق من قوله - تعالي- (و البلد الطيب يخرج نباته باذن ربه)، و المعني ان لکلتي حالتي الانسان الظاهره امرا باطنا يناسبها من احواله، و الحالتان الظاهرتان ميله الي العقل و ميله الي الهوي، فالمتبع لعقله يرزق السعاده و الفوز، فهذا هو الذي طاب ظاهره و طاب باطنه، و المتبع لمقتضي هواه يرزق الشقاوه و العطب، و هذا هو الذي خبث ظاهره و خبث باطنه. الخامس: ما قيل: المراد بطيب الظاهر حسن الصوره و الهيئه، و بخبثه قبحهما. و قال: هما بدلان علي حسن الباطن و قبحه. و حمل خبث العبد مع قبح الفعل علي ما اذا کان مع حسن الصوره، و الاخر علي ما اذا کان مع قبح الصوره، و لا يخفي بعده. و الاول اظهر الوجوه. و (امرت) اي صارت مرا.

[صفحه 83]

قوله - عليه‏السلام- (فيهم کرائم القرآن) ضمير الجمع الي آل محمد - عليه‏السلام- الذين عناهم- عليه‏السلام- بقوله (نحن الشعار) و المراد بکرائم القرآن مدائحهم التي ذکرها الله فيه، او علومه المخزونه عندهم. و (هم کنوز الرحمن) اي خزائن علومه و حکمه و قربه. قوله- عليه‏السلام- (لم يسبقوا) اي ليس صمتهم عن عي و عجز حتي يسبقهم احد، بل لمحض الحکمه. قوله- عليه‏السلام- (فليصدق رائد اهله) يحتمل ان يکون المراد بالرائد الانسان نفسه فانه کالراد لنفسه في الدنيا يطلب فيه لاخرته ماء مرعي، اي لينصح نفسه و لا يغشها بالتسويف و التعليل، او المعني: ليصدق کل منکم اهله و عشيرته و من يعينه امره، و ليبلغهم ما عرف من فضلنا و علو درجتنا. قوله- عليه‏السلام- (فانه منها قدم) لخلق روحه قبل بدنه من عالم الملکوت، او لخروج ابيهم من الجنه، و قيل: الاخره الحضره الالهيه التي منها مبدا الخلق و اليها معادهم. (فالناظر بالقلب) اي من لا يقتصر في نظره علي ظواهر الامور. (العامل بالبصر) اي من يعمل بما يبصر بعين بصيره، اي اذا علم الحق لا يتعداه، و يروي: (العامل بالبصر) اي من کان ابصاره سببا لعمله.


صفحه 80، 81، 83.