خطبه 131-فلسفه قبول حكومت











خطبه 131-فلسفه قبول حکومت



[صفحه 26]

: (الغائبه عنهم) غيبه العقول عن اربابها ابلغ في الدلاله من غيبتها عمن اعتبر الشهود بانسبه اليه. (اظارکم) اي اعطفکم، يقال: (ظارت الناقه اذا عطفت علي ولد غيرها. و قال الجوهري: (المعز) من الغنم خلاف الضان و هو اسم جنس و کذلک (المعزي) و (الوعوعه) الصوت. قوله- عليه‏السلام- (هيهات) قال ابن ابي‏الحديد: يفسره الناس بمعني: هيهات ان اطلعکم مضيين و منورين سرار العدل، و (السرار) آخر ليله من الشهر و تکون مظلمه، و يمکن ان يفسر بوجه آخر و هو ان يکون السرار بمعني السرر و هو خطوط مضيئه في الجبهه، و قد نص اهل اللغه علي انه يجوز فيه السرار. قالوا: و يجمع سرار علي اسره و يقولون: برقت اسره وجه، فالمعني: هيهات ان تلمع بکم لوامع العدل و يبرق وجهه. و يمکن ان ينصب سرار علي الظرفيه و يکون التقدير: هيهات ان اطلع بکم الحق زمان استسراره و استخفائه، فيکون قد حذف المفعول و حذفه کثير. و قال الکيدري: (سرار الشهر و سرره) اي في سرار فحذف حرف الجر و وصل الفعل، و قيل: اي هيهات ان اظهر بمعونتکم ما خفي و استسر من اقمار العدل و انواره. انتهي.

[صفحه 27]

و لعل المراد ب (الذي کان) الرغبه في الخلافه او الحروب او الجميع، و لم يکن ناقصه و کان تامه. و (المنافشه) المغابه في الشي النفيس. و (الحطام) ما تکسر من اليبس، و هو کنايه عن متاع الدنيا، و المراد بفضوله زخارفها و زينتها و ما لا يحتاج اليه منها. و (معالم الدين) الاثار التي يهتدي بها. و (الانابه) الرجوع.

[صفحه 27]

قوله- عليه‏السلام- (نهمته) اي حرصه و جشعه علي اموال رعيته، و من رواه (نهمه) بالتحريک فهي افراط الشهوه في الطعام. و (الجفاء) خلاف البر و الصله، و (رجل جا في الخلقه و الخلق) اي منقبض غليظ. (فيقطعهم) اي عن الوصول اليه، او عن حاجاتهم، او بعضهم عن بعض لتفرقهم، و الاول اظهر و ان لم يذکره احد. قوله- عليه‏السلام- (و لا الحائف) بالحاء المهمله، و من (الحيف) و هو الظلم و الجور. و (الدول) بضم الدال المهمله، جمع (الدوله) بالضم و هي اسم المال المتداول، قال الله- تعالي-: (کيلا يکون دوله بين الاغنياء منکم)، اذا لم يقسم الامام بالسويه و يخص بالمال بعضهم دون بعض فيتخذ قوما دون قوم فيفرق المسلمين. و روي: (الخائف) بالمعجمه، و (الدول) بکسر الدال، جمع (دوله) بالفتح، و هي الغلبه، اي من يخاف دول الايام و تقلب الدهور فيتخذ قوما يتوقع نفعهم في دنياه و يقوبهم و يضعف آخرين. قوله- عليه‏السلام- (دون المقاطع) اي يقف عند مقطع الحکم فلا يقطعه بان يحکم بالحق بل يحکم بالباطل، او يسوف الحکم حتي يضطر الحق و يرضي بالصلح فيذهب بعض حقه، و يحتمل ان يکون (دون) بمعني (غير) اي يقف في غير مقطعه. قال ابن ابي‏الحديد: (فان قلت: افتراه عني بهذا

قوما باعيانهم، قلت: الاماميه تزعم انه رمز بالجفاء و العصبيه لقوم دون قوم الي عمر، و رمز بالجهل الي من کان قبله، و رمز بتعطيل السنه الي عثمان و معاويه. انتهي. و الاظهر ان المراد بالبخيل عثمان لما هو المعلوم من اکله اموال المسلمين و لما مر منه- عليه‏السلام- في الشقيقه، و بالجهل جميعهم، و بالجا في عمر کما مر في الشقشقيه، و بالحائف للدول عمر و عثمان کما هو المعلوم من سيرتهما، و بالمعطل للسنه ايضا جميعهم. (هذا بيان آخر في شرح الکلام:) بيان: (النهمه) بالفتح، الحاجه و بلوغ الهمه و الحاجه و الشهوه في الشي‏ء، و بالتحريک کما في بعض النسخ، افراط الشهوه في الطعام. و (الجفاء) خلاف البر و الصله، و الغلظه في الخلق، (فيقطعهم بجفائه) اي عن حاجتهم لغلظته عليهم، او بعضهم عن بعض لانه يصير سببا لتفرقتهم. و (الحائف) بالمهمله، الظالم. و (الدول) بالضم، جمع (دوله) و هي المال الذي يتداول به، فالمعني: الذي يجور و لا يقسم بالسويه و کما فرض الله، فيتخذ قوما مصرفا او حبيبا فيعطيهم ما شاء و يمنع آخرين حقوقهم، و في بعض النسخ بالخاء المعجمه، و (الدول) بالکسر، جمع (دوله) بالفتح، و هي الغلبه في الحرب و غيره و انقلاب الزمان، فالمراد الذي يخاف ت

قلبات الدهر و غلبه اعدائه فيتخذ قوما يتوقع نصرهم و نفعهم في دنياه و يقويهم بتفضيل العطاء و غيره، و يضعف آخرين، و في بعضها بالمعجمه و ضم الدال، اي الذي يخاف ذهاب لاموال و عدمها عند الحاجه، فيذهب بالحقوق اي يبطلها. و (يقف بهادون المقاطع) اي يجعلها موقوفه عند مواضع قطعها فلا يحکم بهابل يحکم بالباطل، او يسوف في الحکم حتي يضطر المحق و يرضي بالصلح، و يحتمل ان يکون (دون) بمعني غير، اي يقف بها في غير مقاطعها و هو الباطل.


صفحه 26، 27، 27.