اول من جمع خطب الامام











اول من جمع خطب الامام‏



هنا يتبادر للذهن سوال و هو ان خطب الامام (ع) و رسائله و حکمه حين

[صفحه 6]

کانت متداوله بين العلماء و الادباء هل تصدي لجمعها احد قبل الشريف الرضي المتوفي 406 ه و هو سوال جدير بالدراسه و الاجابه، و الواقع ان المولفين تصدوا الي جمعها و تاليفها قبل ان يولد الشريف الرضي، و قبل ان يفکر في تاليفها و هذا حق ولکن کتبهم مع الاسف ضاعت و اواکلتها الارضه نتيجه الظروف القاسيه و العوامل السياسيه الهدامه و الاتجاهات المتباينه التي اجتاحت البلاد الاسلاميه و العالم في احوال معينه و الدول التي تناوبت حکمها و تفاعلت معها تفاعلا من نوع ما و فعلت فعلتها النکراء في التراث الفکري الاسلامي، من آثار المفکرين النابهين النوابغ فکان تراثنا مبعثرا في الافاق، و موزعا في الاقطار فمنه جانب في مکاتب الاستانه... و جانب فخم في الاسکوريال.... و قسم کبير في مکتبات اوربا و متاحفها و قد انقضت السنون و تلتها اخواتها و مازلنا في کل يوم و شهر حتي الساعه هذه، نعيش علي انتظار ما تجود به علينا ايدي المستشرقين من هذا التراث الحي الذي يه النتاج العلمي، و النتاج الادبي، و النتاج الروحي.

و مهما يکن من امرو الحديث ذوشجون... تصدي لفيف الي جمع و تاليف خطب الامام اميرالمومنين (ع) و افرد والها کتبا خاصه غير انها ذهبت ادراج الحوادث و لم يبق منها الا الاسم و العنوان المذکور في الفهارس، و لعل الشريف الرضي کان قد وقف عليها و اخذ و استفاد منها و اکتسب و من ثم اخرجه بهذا الترتيب و الشکل و الهيئه، فالشريف الرضي في هذا المضمار لم يکن بسباق و مخترع شان کل عمل مبتکر علي غير مثال سابق.

ان المعاجم و کتب الفهرسه تحتفظ بذکر رجال تصدوا الي جمع و تاليف خطب الامام (ع) و افرد والها موسوعات مبارکه خشيه التلف و الضياع، لان الخطب و الرسائل و الاقوال تلک من الامام (ع) تعتبر رکيزه فکريه و دعامه

[صفحه 7]

تاريخيه لا تتاتي من انسان کسائر الناس و انما من فرد ملهم تمده القدره الالهيه بطاقه معنويه غير بشريه، و لو کانت من عند غير ابن ابي‏طالب (ع) لوجدوا فيها اختلافا کثيرا.... و من هولاء الذين جمعوا خطب الامام (ع) و ما اکثرهم علي سبيل المثال:



صفحه 6، 7.