دعاؤه في ليلة النصف من شعبان و ليلة الجمعة المسمي...















دعاؤه في ليلة النصف من شعبان و ليلة الجمعة المسمي بدعاء الکميل



روي ان کميل بن زياد رأي اميرالمؤمنين عليه السلام ساجداً يدعو بهذا الدّعاء ليلة النصف من شعبان.

و في رواية اخري قال عليه السلام: يا کميل اذا حفظت هذا الدعاء فادع به کل ليلة جمعة، او في کل شهر مرة، او في السنة مرة، او في عمرک مرة، تکف و تنصر و ترزق و لن تعدم المغفرة:

اَللَّهُمَّ اِنّي اَسْأَلُکَ بِرَحْمَتِکَ الَّتي وَسِعَتْ کُلَّ شَيْ‏ءٍ، وَ بِقُوَّتِکَ الَّتي قَهَرْتَ بِها کُلَّ شَيْ‏ءٍ، وَ خَضَعَ لَها کُلُّ شَيْ‏ءٍ، وَ ذَلَّ لَها کُلُّ شَيْ‏ءٍ، وَ بِجَبَرُوتِکَ الَّتي غَلَبْتَ بِها کُلَّ شَيْ‏ءٍ، وَ بِعِزَّتِکَ الَّتي لا يَقُومُ لَها شَيْ‏ءٌ، وَ بِعَظَمَتِکَ الَّتي مَلَأَتْ کُلَّ شَيْ‏ءٍ.

وَ بِسُلْطانِکَ الَّذي عَلا کُلَّ شَيْ‏ءٍ، وَ بِوَجْهِکَ الْباقي بَعْدَ فَناءِ کُلِّ شَيْ‏ءٍ، وَ بِاَسْمائِکَ الَّتي مَلَأَتْ[1] اَرْکانَ کُلِّ شَيْ‏ءٍ، وَ بِعِلْمِکَ الَّذي اَحاطَ بِکُلِّ شَيْ‏ءٍ، وَ بِنُورِ وَجْهِکَ الَّذي اَضاءَ لَهُ کُلُّ شَيْ‏ءٍ، يا نُورُ يا قُدُّوسُ يا اَوَّلَ الْاَوَّلينَ وَ يا اخِرَ الْاخِرينَ.

اَللَّهُمَّ اغْفِرْلِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تَهْتِکُ الْعِصَمَ، اَللَّهُمَّ اغْفِرْلِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ النِّقَمَ، اَللَّهُمَّ اغْفِرْلِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُغَيِّرُ النِّعَمَ، اَللَّهُمَّ اغْفِرْلِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تَحْبِسُ الدُّعاءَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْلِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ الْبَلاءَ،[2] اَللَّهُمَّ اغْفِرْلِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تَقْطَعُ الرَّجاءَ، اَللَّهُمَّ اغْفِرْلي کُلَّ ذَنْبٍ اَذْنَبْتُهُ وَ کُلَّ خَطيئَةٍ اَخْطَأْتُها.

اَللَّهُمَّ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلَيْکَ بِذِکْرِکَ، وَ اَسْتَشْفِعُ بِکَ اِلي نَفْسِکَ، وَ اَسْاَلُکَ بِجُودِکَ اَنْ تُدْنِيَني مِنْ قُرْبِکَ، وَ اَنْ تُوزِعَني شُکْرَکَ، وَ اَنْ تُلْهِمَني ذِکْرَکَ.

اَللَّهُمَّ اِنّي اَسْأَلُکَ سُؤالَ خاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خاشِعٍ اَنْ تُسامِحَني وَ تَرْحَمَني، وَ تَجْعَلَني بِقَسْمِکَ راضِياً قانِعاً، وَ في جَميعِ الْاَحْوالِ مُتَواضِعاً.

اَللَّهُمَّ وَ اَسْأَلُکَ سُؤالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ، وَ اَنْزَلَ بِکَ عِنْدَ الشَّدائِدِ حاجَتَهُ، وَ عَظُمَ فيما عِنْدَکَ رَغْبَتُهُ، اَللَّهُمَّ عَظُمَ سُلْطانُکَ وَ عَلا مَکانُکَ، وَ خَفِيَ مَکْرُکَ، وَ ظَهَرَ اَمْرُکَ، وَ غَلَبَ قَهْرُکَ، وَ جَرَتْ قُدْرَتُکَ، وَ لا يُمْکِنُ الْفِرارُ مِنْ حُکُومَتِکَ.

اَللَّهُمَّ لا اَجِدُ لِذُنُوبي غافِراً، وَ لا لِقَبائِحي ساتِراً، وَ لا لِشَيْ‏ءٍ مِنْ عَمَلِيَ الْقَبيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَکَ، لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ سُبْحانَکَ وَ بِحَمْدِکَ، ظَلَمْتُ نَفْسي وَ تَجَرَّأْتُ بِجَهْلي، وَ سَکَنْتُ اِلي قَديمِ ذِکْرِکَ لي وَ مَنِّکَ عَلَيَّ.

اَللَّهُمَّ مَوْلايَ کَمْ مِنْ قَبيحٍ سَتَرْتَهُ، وَ کَمْ مِنْ فادِحٍ مِنَ الْبَلاءِ اَقَلْتَهُ، وَ کَمْ مِنْ عِثارٍ وَقَيْتَهُ، وَ کَمْ مِنْ مَکْرُوهٍ دَفَعْتَهُ، وَ کَمْ مِنْ ثَناءٍ جَميلٍ لَسْتُ اَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ.

اَللَّهُمَّ عَظُمَ بَلائي، وَ اَفْرَطَ بي سُوءُ حالي، وَ قَصُرَتْ[3] بي اَعْمالي، وَ قَعَدَتْ بي اَغْلالي، وَ حَبَسَني عَنْ نَفْعي بُعْدُ امالي،[4] وَ خَدَعَتْنِي الدُّنْيا بِغُرُورِها، وَ نَفْسي بِجِنايَتِها[5] وَ مِطالي يا سَيِّدي.

فَاَسْأَلُکَ بِعِزَّتِکَ اَنْ لا يَحْجُبَ عَنْکَ دُعائي سُوءُ عَمَلي وَ فِعالي، وَ لاتَفْضَحْني بِخَفيِّ مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرّي، وَ لاتُعاجِلْني بِالْعُقُوبَةِ عَلي ما عَمِلْتُهُ في خَلَواتي، مِنْ سُوءِ فِعْلي وَ اِسائَتي، وَ دَوامِ تَفْريطي وَ جَهالَتي، وَ کَثْرَةِ شَهَواتي وَ غَفْلَتي، وَ کُنِ اللَّهُمَّ بِعِزَّتِکَ لي في کُلِّ الْاَحْوالِ[6] رَؤُوفاً، وَ عَلَيَّ في جَميعِ الْاُمُورِ عَطُوفاً.

اِلهي وَ رَبّي مَنْ لي غَيْرُکَ، اَسْأَلُهُ کَشْفَ ضُرّي وَ النَّظَرَ في اَمْري، اِلهي وَ مَوْلايَ اَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُکْماً اتَّبَعْتُ فيهِ هَوي نَفْسي وَ لَمْ اَحْتَرِسْ فيهِ مِنْ تَزْيينِ عَدُوّي، فَغَرَّني بِما اَهْوي وَ اَسْعَدَهُ عَلي ذلِکَ الْقَضاءُ، فَتَجاوَزْتُ بِما جَري عَلَيَّ مِنْ ذلِکَ بَعْضَ[7] حُدُودِکَ، وَ خالَفْتُ بَعْضَ اَوامِرِکَ، فَلَکَ الْحَمْدُ عَلي جَميعِ[8] ذلِکَ، وَ لا حُجَّةَ لي فيما جَري عَلَيَّ فيهِ قَضاؤُکَ، وَ اَلْزَمَني حُکْمُکَ وَ بَلاؤُکَ.

وَ قَدْ اَتَيْتُکَ يا اِلهي بَعْدَ تَقْصيري وَ اِسْرافي عَلي نَفْسي، مُعْتَذِراً نادِماً مُنْکَسِراً مُسْتَقيلاً، مُسْتَغْفِراً مُنيباً، مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً، لا اَجِدُ مَفَرّاً مِمَّا کانَ مِنّي، وَ لا مَفْزَعاً اَتَوَجَّهُ اِلَيْهِ في اَمْري، غَيْرَ قَبُولِکَ عُذْري وَ اِدْخالِکَ اِيَّايَ في سَعَةٍ مِنْ رَحْمَتِکَ.[9].

اِلهي[10] فَاقْبَلْ عُذْري، وَ ارْحَمْ شِدَّةَ ضُرّي، وَ فُکَّني مِنْ شَدِّ وَثاقي، يا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَني، وَ رِقَّةَ جِلْدي، وَ دِقَّةَ عَظْمي، يا مَنْ بَدَءَ خَلْقي وَ ذِکْري وَ تَرْبِيَتي وَ بِرّي وَ تَغْذِيَتي، هَبْني لِابْتِداءِ کَرَمِکَ وَ سالِفِ بِرِّکَ بي.

يا اِلهي وَ سَيِّدي وَ رَبّي، اَتُراکَ مُعَذِّبي بِنارِکَ بَعْدَ تَوْحيدِکَ وَ بَعْدَ مَا انْطَوي عَلَيْهِ قَلْبي مِنْ مَعْرِفَتِک، وَ لَهِجَ بِهِ لِساني مِنْ ذِکْرِکَ، وَ اعْتَقَدَهُ ضَميري مِنْ حُبِّکَ، وَ بَعْدَ صِدْقِ اعْتِرافي وَ دُعائي خاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِکَ، هَيْهاتَ اَنْتَ اَکْرَمُ مِنْ اَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ، اَوْ تُبَعِّدَ[11] مَنْ اَدْنَيْتَهُ، اَوْ تُشَرِّدَ مَنْ اوَيْتَهُ، اَوْ تُسَلِّمَ اِلَي الْبَلاءِ مَنْ کَفَيْتَهُ وَ رَحِمْتَهُ.

وَ لَيْتَ شِعْري يا سَيِّدي وَ اِلهي وَ مَوْلايَ اَتُسَلِّطُ النَّارَ عَلي وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِکَ ساجِدَةً، وَ عَلي اَلْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحيدِکَ صادِقَةً، وَ بِشُکْرِکَ مادِحَةً، وَ عَلي قُلُوبٍ اعْتَرَفَتْ بِاِلهِيَّتِکَ مُحَقِّقَةً، وَ عَلي ضَمائِرَ حَوَتْ مِنَ الْعِلْمِ بِکَ حَتَّي صارَتْ خاشِعَةً، وَ عَلي جَوارِحَ سَعَتْ اِلي اَوْطانِ تَعَبُّدِکَ طائِعَةً، وَ اَشارَتْ بِاسْتِغْفارِکَ مُذْعِنَةً، ما هکَذَا الظَّنُّ بِکَ وَ لا اُخْبِرْنا بِفَضْلِکَ عَنْکَ يا کَريمُ يا رَبِّ.

وَ انْتَ تَعْلَمُ ضَعْفي مَنْ قَليلٍ عَنْ بَلاءِ الدُّنْيا وَ عُقُوباتِها، وَ ما يَجْري فيها مِنَ الْمَکارِهِ عَلي اَهْلِها، عَلي اَنَّ ذلِکَ بَلاءٌ وَ مَکْرُوهٌ، قَليلٌ مَکْثُهُ، يَسيرٌ بَقاؤُهُ، قَصيرٌ مُدَّتُهُ، فَکَيْفَ احْتِمالي لِبَلاءِ الْاخِرَةِ، وَ جَليلِ وُقُوعِ[12] الْمَکارِهِ فيها، وَ هُوَ بَلاءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ، وَ يَدُومُ مَقامُهُ،[13] وَ لا يُخَفَّفُ عَنْ اَهْلِهِ، لِاَنَّهُ لا يَکُونُ اِلاَّ عَنْ غَضَبِکَ وَ انْتِقامِکَ وَ سَخَطِکَ، وَ هذا ما لاتَقُومُ لَهُ السَّماواتُ وَ الْاَرضُ، يا سَيِّدي فَکَيْفَ بي،[14] وَ اَنَا عَبْدُکَ الضَّعيفُ الذَّليلُ الْحَقيرُ، الْمِسْکينُ الْمُسْتَکينُ.

يا اِلهي وَ رَبّي وَ سَيِّدي وَ مَوْلايَ، لِأَيِّ الْاُمُورِ اِلَيْکَ أَشْکُو، وَ لِما مِنْها اَضِجُّ وَ اَبْکي، لِاَليمِ الْعَذابِ وَ شِدَّتِهِ، اَمْ لِطُولِ الْبَلاءِ وَ مُدَّتِهِ، فَلَئِنْ صَيَّرْتَني فِي الْعُقُوباتِ[15] مَعَ اَعْدائِکَ، وَ جَمَعْتَ بَيْني وَ بَيْنَ اَهْلِ بَلاءِکَ، وَ فَرَّقْتَ بَيْني وَ بَيْنَ اَحِبَّائِکَ وَ اَوْلِيائِکَ، فَهَبْني يا اِلهي وَ سَيِّدي وَ مَوْلايَ وَ رَبّي صَبَرْتُ عَلي عَذابِکَ، فَکَيْفَ اَصْبِرُ عَلي فِراقِکَ، وَ هَبْني صَبَرْتُ عَلي حَرِّ نارِکَ فَکَيْفَ اَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ[16] اِلي کَرامَتِکَ، اَمْ کَيْفَ اَسْکُنُ فِي النَّارِ وَ رَجائي عَفْوُکَ.

فَبِعِزَّتِکَ يا سَيِّدي وَ مَوْلايَ اُقْسِمُ صادِقاً لَئِنْ تَرَکْتَني ناطِقاً، لَاَضِجَّنَّ اِلَيْکَ بَيْنَ اَهْلِها ضَجيجَ الْامِلينَ،[17] وَ لَاَصْرُخَنَّ اِلَيْکَ صُراخَ الْمُسْتَصْرِخينَ، وَ لَاَبْکِيَنَّ عَلَيْکَ بُکاءَ الْفاقِدينَ، وَ لَاُنادِيَنَّکَ اَيْنَ کُنْتَ يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ، يا غايَةَ امالِ الْعارِفينَ، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، وَ يا حَبيبَ قُلُوبِ الصَّادِقينَ، وَ يا اِلهَ الْعالَمينَ.

اَفَتُراکَ سُبْحانَکَ يا اِلهي وَ بِحَمْدِکَ، تَسْمَعُ فيها صَوْتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ، سُجِنَ[18] فيها بِمُخالَفَتِهِ، وَ ذاقَ طَعْمَ عَذابِها بِمَعْصِيَتِهِ، وَ حُبِسَ بَيْنَ اَطْباقِها بِجُرْمِهِ وَ جَريرَتِهِ، وَ هُوَ يَضِجُّ اِلَيْکَ ضَجيحَ مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِکَ، وَ يُناديکَ بِلِسانِ اَهْلِ تَوْحيدِکَ، وَ يَتَوَسَّلُ اِلَيْکَ بِرُبُوبِيَّتِکَ.

يا مَوْلايَ فَکَيْفَ يَبْقي فِي الْعَذابِ، وَ هُوَ يَرْجُو ما سَلَفَ مِنْ حِلْمِکَ،[19] اَمْ کَيْفَ تُؤْلِمُهُ النَّارُ وَ هُوَ يَأْمُلُ فَضْلَکَ وَ رَحْمَتَکَ، اَمْ کَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهيبُها[20] وَ اَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَ تَري مَکانَهُ، اَمْ کَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفيرُها وَ اَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ، اَمْ کَيْفَ يَتَغَلْغَلُ[21] بَيْنَ اَطْباقِها وَ اَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ، اَمْ کَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها وَ هُوَ يُناديکَ يا رَبَّهْ، اَمْ کَيْفَ يَرْجُو فَضْلَکَ[22] في عِتْقِهِ مِنْها فَتَتْرُکُهُ فيها.

هَيْهاتَ ما ذلِکَ الظَّنُّ بِکَ، وَ لاَ الْمَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِکَ، وَ لا مُشْبِهٌ لِما عامَلْتَ بِهِ الْمُوَحِّدينَ مِنْ بِرِّکَ وَ اِحْسانِکَ، فَبِالْيَقينِ اَقْطَعُ لَوْلا ما حَکَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذيبِ جاحِديکَ، وَ قَضَيْتَ بِهِ مِنْ اِخْلادِ مُعانِديکَ، لَجَعَلْتَ النَّارَ کُلَّها بَرْداً وَ سَلاماً وَ ما کانَ لِاَحَدٍ فيها مَقَرّاً وَ لا مُقاماً.

لکِنَّکَ تَقَدَّسَتْ اَسْماؤُکَ، اَقْسَمْتَ اَنْ تَمْلَأَها مِنَ الْکافِرينَ، مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ اَجْمَعينَ، وَ اَنْ تُخَلِّدَ فيهَا الْمُعانِدينَ، وَ اَنْتَ جَلَّ ثَناؤُکَ، قُلْتَ مُبْتَدِئاً وَ تَطَوَّلْتَ بِالْاِنْعامِ مُتَکَرِّماً، «اَفَمَنْ کانَ مُؤْمِناً کَمَنْ کانَ فاسِقاً لايَسْتَوُونَ.»[23].

اِلهي وَ سَيِّدي فَاَسْأَلُکَ - بِالْقُدْرَةِ الَّتي قَدَّرْتَها، وَ بِالْقَضِيَّةِ الَّتي حَتَمْتَها وَ حَکَمْتَها، وَ غَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ اَجْرَيْتَها - اَنْ تَهَبَ لي في هذِهِ اللَّيْلَةِ وَ في هذِهِ السَّاعَةِ، کُلَّ جُرْمٍ اَجْرَمْتُهُ، وَ کُلَّ ذَنْبٍ اَذْنَبْتُهُ، وَ کُلَّ قَبيحٍ اَسْرَرْتُهُ، وَ کُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ، کَتَمْتُهُ اَوْ أَعْلَنْتُهُ، اَخْفَيْتُهُ اَوْ اَظْهَرْتُهُ، وَ کُلَّ سَيِّئَةٍ اَمَرْتَ بِاِثْباتِهَا الْکِرامَ الْکاتِبِينَ، الَّذينَ وَکَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَکُونُ مِنّي، وَ جَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوارِحي - وَ کُنْتَ اَنْتَ الرَّقيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ، وَ الشَّاهِدَ لِما خَفِيَ عَنْهُمْ، وَ بِرَحْمَتِکَ اَخْفَيْتَهُ وَ بِفَضْلِکَ سَتَرْتَهُ - وَ اَنْ تُوَفِّرَ حَظّي مِنْ کُلِّ خَيْرٍ تُنْزِلُهُ، اَوْ اِحْسانٍ تُفَضِّلُهُ، اَوْ بِرٍّ تَنْشُرُهُ، اَوْ رِزْقٍ تَبْسُطُهُ،[24] اَوْ ذَنْبٍ تَغْفِرُهُ، اَوْ خَطَاءٍ تَسْتُرُهُ.

يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، يا اِلهي وَ سَيِّدي وَ مَوْلايَ وَ مالِکَ رِقّي، يا مَنْ بِيَدِهِ ناصِيَتي، يا عَليماً بِضُرّي[25] وَ مَسْکَنَتي، يا خَبيراً بِفَقْري وَ فاقَتي.

يا رَبِّ يا رَبِّ يا رّبِّ، اَسْأَلُکَ بِحَقِّکَ وَ قُدْسِکَ وَ اَعْظَمِ صِفاتِکَ وَ اَسْمائِکَ، اَنْ تَجْعَلَ اَوْقاتي فِي[26] اللَّيْلِ وَ النَّهارِ بِذِکْرِکَ مَعْمُورَةً، وَ بِخِدْمَتِکَ مَوْصُولَةً، وَ اَعْمالي عِنْدَکَ مَقْبُولَةً، حَتَّي تَکُونَ اَعْمالي وَ اَوْرادي[27] کُلُّها وِرْداً واحِداً، وَ حالي فِي خِدْمَتِکَ سَرْمداً، يا سَيِّدي يا مَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلي، يا مَنْ اِلَيْهِ شَکَوْتُ اَحْوالي.

يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، قَوِّ عَلي خِدْمَتِکَ جَوارِحي، وَ اشْدُدْ عَلَي الْعَزيمَةِ جَوانِحي، وَ هَبْ لِيَ الْجِدَّ في خَشْيَتِکَ وَ الدَّوامَ فِي الْاِتِّصالِ بِخِدْمَتِکَ، حَتَّي اَسْرَحَ اِلَيْکَ في مَيادينِ السَّابِقينَ، وَ اُسْرِعَ اِلَيْکَ فِي الْمُبادِرينَ،[28] وَ اَشْتاقَ اِلي قُرْبِکَ فِي الْمُشْتاقين، وَ اَدْنُوَ مِنْکَ دُنُوَّ الْمُخْلَصينَ، وَ اَخافَکَ مَخافَةَ الْمُوَقِنينَ، وَ اَجْتَمِعَ في جِوارِکَ مَعَ الْمُؤْمِنينَ.

اَللَّهُمَّ وَ مَنْ اَرادَني بِسُوءٍ فَاَرِدْهُ، وَ مَنْ کادَني فَکِدْهُ، وَ اجْعَلْني مِنْ اَحْسَنِ عَبيدِکَ[29] نَصيباً عِنْدَکَ، وَ اَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْکَ، وَ اَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْکَ، فَاِنَّهُ لايُنالُ ذلِکَ اِلاَّ بِفَضْلِکَ، وَ جُدْ لي بِجُودِکَ، وَ اعْطِفْ عَلَيَّ بِمَجْدِکَ، وَ احْفَظْني بِرِحْمَتِکَ، وَ اجْعَلْ لِساني بِذِکْرِکَ لَهِجاً، وَ قَلْبي بِحُبِّکَ مُتَيَّماً، وَ مُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ اِجابَتِکَ، وَ اَقِلْني عَثْرَتي، وَ اغْفِرْ زَلَّتي، فَاِنَّکَ قَضَيْتَ عَلي عِبادِکَ بِعِبادَتِکَ، وَ اَمَرْتَهُمْ بِدُعائِکَ، وَ ضَمِنْتَ لَهُمُ الْاِجابَةَ.

فَاِلَيْکَ يا رَبِّ نَصَبْتُ وَجْهي، وَ اِلَيْکَ يا رَبِّ مَدَدْتُ يَدي، فَبِعِزَّتِکَ اسْتَجِبْ لي دُعائي، وَ بَلِّغْني مُنايَ، وَ لاتَقْطَعْ مِنْ فَضْلِکَ رَجائي، وَ اکْفِني شَرَّ الْجِنِّ وَ الْاِنْسِ مِنْ اَعْدائي.

يا سَريعَ الرِّضا، اِغْفِرْ لِمَنْ لا يَمْلِکُ اِلاّ الدُّعاءَ، فَاِنَّکَ فَعَّالٌ لِما تَشاءُ، يا مَنِ اسْمُهُ دَواءٌ، وَ ذِکْرُهُ شِفاءٌ، وَ طاعَتُهُ غِنيً،[30] اِرْحَمْ مَنْ رَأْسُ مالِهِ الرَّجاءُ وَ سِلاحُهُ الْبُکاء.

يا سابِغَ النِّعَمِ، يا دافِعَ النِّقَمِ، يا نُورَالْمُسْتَوْحِشينَ فِي الظُّلَمِ، يا عالِماً لا يُعَلَّمُ، صَلِّ عَلي مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ، وَ افْعَلْ بي ما اَنْتَ اَهْلُهُ، وَ صَلَّي اللَّهُ عَلي رَسُولِهِ وَ الْاَئِمَّةِ الْمَيامينِ مِنْ الِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً کَثيراً.









  1. غلبت (خ ل).
  2. روي الصدوق في معاني الاخبار عن الصادق عليه السلام: «الذّنوب التي تغير النعم: البغي، و الذنوب التي تورث الندم: القتل، و التي تنزل النقم: الظلم، و التي تهتک العصم - و هي الستور - شرب الخمور، و التي تحبس الرزق: الزنا، و التي تعجل الفناء: قطيعة الرحم، و التي ترد الدعاء و تظلم الهواء: عقوق الوالدين».
  3. قَصَّرَتْ (خ ل).
  4. املي (خ ل).
  5. بخيانتها (خ ل).
  6. في الاحوال کلها (خ ل).
  7. من نقض (خ ل).
  8. عليّ في جميع ذلک (خ ل).
  9. سعة رحمتک (خ ل).
  10. اللهم (خ ل).
  11. تُبْعِدَ (خ ل).
  12. حلول (خ ل).
  13. بقاؤه (خ ل).
  14. لي (خ ل).
  15. للعقوبات (خ ل).
  16. علي النظر (خ ل).
  17. الالمين (خ ل).
  18. يسجن، سجر (خ ل).
  19. رأفتک و رحمتک (خ ل).
  20. لهبها (خ ل).
  21. يتقلقل (خ ل).
  22. کيف تنزله فيها و هو يرجو فضلک (خ ل).
  23. السجدة: 17.
  24. انزلته، فضّلته، نشرته، بسطته (خ ل).
  25. يا عليما بفقري (خ ل).
  26. من (خ ل).
  27. ارادتي (خ ل).
  28. البارزين (خ ل).
  29. عبادک (خ ل).
  30. غناء (خ ل).