دعاؤه قبل رفع المصاحف















دعاؤه قبل رفع المصاحف



قال سعد بن عبدالله: انّ هذا الدعاء دعا به عليّ عليه السلام قبل رفع المصاحف الشريفة، ثمّ قال ما معناه: ان ابليس صرخ صرخة سمعها بعض العسکر يشير علي معاوية و اصحابه برفع المصاحف الجليلة للحيلة، فأجابوا الخوارج لمعاوية الي شبهاته، فرفعوها، فاختلف اصحاب اميرالمؤمنين علي عليه السلام کما اختلفوا في طاعة رسول الله صلي الله عليه وآله في حياته، فدعا عليه السلام فقال:

اَللَّهُمَّ اِنّي اَسْألُکَ الْعافِيَةَ مِنْ جَهْدِ الْبَلاءِ، وَ مِنْ شَماتَةِ الْاَعْداءِ، اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبي، وَ زَکِّ عَمَلي، وَ اغْسِلْ خَطايايَ، فَاِنّي ضَعيفٌ اِلاَّ ما قَوَّيْتَ، وَ اقْسِمْ لي حِلْماً تَسُدُّ بِهِ بابَ الْجَهْلِ، وَ عِلْماً تُفَرِّجُ بِهِ الْجَهالاتِ، وَ يَقيناً تُذْهِبُ بِهِ الشَّکَّ عَنّي، وَ فَهْماً تُخْرِجُني بِهِ مِنَ الْفِتَنِ الْمُعْضِلاتِ، وَ نُوراً اَمْشي بِهِ فِي النَّاسِ، وَ اَهْتَدي بِهِ فِي الظُّلُماتِ.

اَللَّهُمَّ اَصْلِحْ لي سَمْعي وَ بَصَري، وَ شَعْري وَ بَشَري، وَ قَلْبي، صَلاحاً باقِياً، تُصْلِحُ بِها ما بَقِيَ مِنْ جَسَدي، اَسْأَلُکَ الرَّاحَةَ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَ الْعَفْوَ عِنْدَ الْحِسابِ.

اَللَّهُمَّ اِنّي اَسْأَلُکَ اَيَّ عَمَلٍ کانَ اَحَبَّ اِلَيْکَ وَ اَقْرَبَ لَدَيْکَ، اَنْ تَسْتَعْمِلَني فيهِ اَبَداً، ثُمَّ لَقِّني اَشْرَفَ الْاَعْمالِ عِنْدَکَ، وَ اتِني فيهِ قُوَّةً وَ صِدْقاً وَ جِدّاً وَ عَزْماً مِنْکَ وَ نَشاطاً.

ثُمَّ اجْعَلْني اَعْمَلُ ابْتِغاءَ وَجْهِکَ وَ مَعاشاً فيما اتَيْتَ صالِحي عِبادِکَ، ثُمَّ اجْعَلْني لااَشْتَري بِهِ ثَمَناً، وَ لا اَبْتَغي بِهِ بَدَلاً، وَ لا تُغَيِّرْهُ في سَرَّاءَ وَ لا ضَرَّاءَ، وَ لا کَسَلاً وَ لا نِسْياناً، وَ لا رِياءً وَ لا سُمْعَةً، حَتّي تَتَوَفَّاني عَلَيْهِ، وَ ارْزُقْني‏اَشْرَفَ الْقَتْلِ في سَبيلِکَ، اَنْصُرُکَ وَ اَنْصُرُ رَسُولَکَ، اَشْتَري بِهِ الْحَياةَ الْباقِيَةَ بِالْحَياةِ الدُّنْيا، وَ اَعِنّي[1] بِمَرْضاتِکَ مِنْ عِنْدِکَ.

اَللَّهُمَّ اِنّي اَسْأَلُکَ قَلْباً[2] سَليماً ثابِتاً، حَفيظاً مُنيباً، يَعْرِفُ الْمَعْرُوفَ فَيَتَّبِعُهُ، وَ يُنْکِرُ الْمُنْکَرَ فَيَجْتَنِبُهُ، لا فاجِراً وَ لا شَقِيّاً وَ لا مُرْتاباً، يا باسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، يا مَنْ سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ.

اَسْأَلُکَ اَنْ تَجْعَلَ حَياتي زِيادَةً لي في کُلِّ خَيْرٍ، وَ اجْعَلِ الْوَفاةَ نَجاةً لي مِنْ کُلِّ شَرٍّ، وَ اخْتِمْ لي عَمَلي بِالشَّهادَةِ، يا عُدَّتي في کُرْبَتي، وَ يا صاحِبي في حاجَتي وَ وَلِيّي في نِعْمَتي.

وَ اَسْأَلُکَ اَنْ تَرْزُقَني شُکْرَ نِعْمَتِکَ، وَ صَبْراً عَلي بَلِيَّتِکَ، وَ رِضيً بِقَدَرِکَ، وَ تَصْديقاً بِوَعْدِکَ، وَ حِفْظاً لِوَصِيَّتِکَ، وَ وَرَعاً عَنْ مَحارِمِکَ، وَ تَوَکُّلاً عَلَيْکَ، وَ اعْتِصاماً بِجَبْلِکَ، وَ تَمَسُّکاً بِکِتابِکَ، وَ مَعْرِفَةً بِحَقِّکَ، وَ قُوَّةً في عِبادَتِکَ، وَ نَشاطاً لِذِکْرِکَ مَا اسْتَعْمَرْتَني في اَرْضِکَ، فَاِذا کانَ ما لابُدَّ مِنْهُ الْمَوْتُ، فَاجْعَلْ مُنْيَتي[3] قَتْلاً في سَبيلِکَ بِيَدِ شَرِّ خَلْقِکَ، وَ اجْعَلْ مَصيري فِي الْاَحْياءِ الْمَرْزُوقينَ عِنْدَکَ في دارِ الْحَيَوانِ.

اَللَّهُمَّ اجْعَلِ النُّورَ في بَصَري، وَ الْيَقينَ في قَلْبي، وَ خَوْفَکَ في نَفْسي، وَ ذِکْرَکَ عَلي لِساني، اَللَّهُمَّ اجْعَلْ رَغْبَتي في مَسْأَلَتي اِيَّاکَ رَغْبَةَ اَوْلِيائِکَ في مَسائِلِهِمْ، وَ اجْعَلْ رَهْبَتي اِيَّاکَ فِي اسْتِجارَتي مِنْ عَذابِکَ رَهْبَةَ اَوْلِيائِکَ،اَللَّهُمَّ وَ اسْتَعْمِلْني في مَرْضاتِکَ عَمَلاً لااَتْرُکُ شَيْئاً مِنْ مَرْضاتِکَ وَ طاعَتِکَ،مَخافَةَ اَحَدٍ مِنْ خَلْقِکَ دُونَکَ.

اَللَّهُمَّ ما اتَيْتَني مِنْ خَيْر ٍ فَأتِني مَعَهُ شُکْراً يُحْدِثُ لي بِهِ ذِکْراً، وَ اَحْسِنْ لي بِهِ ذُخْراً، وَ ما زَوَيْتَ عَنّي مِنْ عَطاءٍ، وَ اتَيْتَني عَنْهُ غِنيً، فَاجْعَلْ لي فيهِ اَجْراً وَ اتِني عَلَيْهِ صَبْراً، اَللَّهُمَّ سُدَّ فَقْري فِي الدُّنْيا، وَ لاتُلْهِني عَنْ عِبادَتِکَ وَ لا تُنْسِني ذِکْرَکَ وَ لا تُقَصِّرْ رَغْبَتي فيما عِنْدَکَ.

اَللَّهُمَّ اِنّي اَعُوذُ بِکَ مِنَ الْغَمِّ، وَ الْحَزَنِ وَ الْعَجْزِ، وَ الْکَسَلِ وَ الْجُبْنِ، وَ الْبُخْلِ وَ سُوءِ الْخُلْقِ، وَ ضَلْعِ الدّينِ، وَ غَلَبَةِ الرِّجالِ، وَ غَلَبَةِ الْعَدُوِّ، وَ تَوالِي الْاَيَّامِ، وَ مِنْ شَرِّ ما يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ فِي الْاَرْضِ، وَ بَلِيَّةٍ لااَسْتَطيعُ عَلَيْها صَبْراً.

وَ اَعُوذُ بِکَ مِنْ کُلِّ شَيْ‏ءٍ زَحْزَحَ بَيْني وَ بَيْنَکَ، اَوْ باعَدَ مِنْکَ، اَوْ صَرَفَ عَنّي وَجْهَکَ، اَوْ نَقَصَ مِنْ حَظّي عِنْدَکَ، وَ اَعُوذُ بِکَ اَنْ تَحُولَ خَطايايَ اَوْ ظُلْمي اَوْ اِسْرافي عَلي نَفْسي، وَ اتِّباعُ هَوايَ وَ اسْتِعْمالُ شَهْوَتي، دُونَ رَحْمَتِکَ وَ بِرِّکَ وَ فَضْلِکَ وَ بَرَکاتِکَ وَ مَوْعُودِکَ عَلي نَفْسِکَ.

اَللَّهُمَّ اِنّي اَعُوذُ بِکَ مِنْ صاحِبِ سَوْءٍ فِي الْمَغيبِ وَ الْمَحْضِرَ، فَاِنَّ قَلْبَهُ يَرْعاني، وَ عَيْناهُ تَنْظُراني، وَ اُذُناهُ تَسْمَعاني، اِنْ رَاي حَسَنَةً اَخْفاها، وَ اِنْ رَاي سَيِّئَةً اَبْداها، وَ اَعُوذُ بِکَ مِنْ طَبَعٍ يُدْني اِلي طَبْعٍ، وَ اَعُوذُ بِکَ مِنْ ضَلالَةٍ تُرْديني، وَ مِنْ فِتْنَةٍ تَعْرِضُ لي، وَ مِنْ خَطيئَةٍ لا تَوْبَةَ مَعَها، وَ مِنْ مَنْظَرِ سَوْءٍ فِي الْاَهْلِ وَ الْمالِ وَ الْوَلَدِ وَ عِنْدَ غَضاضَةِ الْمَوْتِ.

وَ اَعُوذُ بِکَ مِنَ الْکُفْرِ وَ الشَّکِّ وَ الْبَغْيِ، وَ الْحَمِيَّةِ وَ الْغَضَبِ، وَ اَعُوذُ بِکَ مِنْ غِنيً يُطْغيني، وَ مِنْ فَقْرٍ يُنْسيني، وَ مِنْ هَويً يُرْديني، وَ مِنْ عَمَلٍ يُخْزيني، وَ مِنْ صاحِبٍ يُغْويني.

اَللَّهُمَّ اِنّي‏اَعُوذُ بِکَ مِنْ شَرِّ يَوْمٍ‏اَوَّلُهُ فَزَعٌ وَ اخِرُهُ جَزَعٌ، تَسْوَدُّ فيهِ الْوُجُوهُ وَ تَجِفُّ فيهِ الْاَکْبادُ، وَ اَعُوذُ بِکَ مِنْ اَنْ اَعْمَلَ ذَنْباً مُحْبِطاً لا تَغْفِرُهُ اَبَداً، وَ مِنْ ذَنْبٍ يَمْنَعُ خَيْرَ الْاخِرَةِ، وَ مِنْ عَمَلٍ يَمْنَعُ خَيْرَ الْعَمَلِ، وَ مِنْ حَياةٍ تَمْنَعُ خَيْرَ الْمَماتِ، وَ اَعُوذُ بِکَ مِنَ الْجَهْلِ وَ الْهَزْلِ، وَ مِنْ شَرِّ الْقَوْلِ وَ الْفِعْلِ، وَ مِنْ سُقْمٍ يَشْغَلُني، وَ مِنْ صِحَّةٍ تُلْهيني.

وَ اَعُوذُ بِکَ مِنَ التَّعَبِ وَ النَّصَبِ وَ الْوَصَبِ، وَ الضّيقِ وَ الضَّنْکِ وَ الضَّلالَةِ، وَ الْغائِلَةِ وَ الذِّلَّةِ وَ الْمَسْکَنَةِ، وَ الرِّياءِ وَ السُّمْعَةِ، وَ النَّدامَةِ وَ الْحَزَنِ، وَ الْخُشُوعِ وَ الْبَغْيِ وَ الْفِتَنِ، وَ مِنْ جَميعِ الافاتِ وَ السَّيِّئاتِ، وَ بَلاءِ الدُّنْيا وَ الْاخِرَةِ، وَ اَعُوذُ بِکَ مِنَ الْفَواحِشِ، ما ظَهَرَ وَما بَطَنَ، وَ اَعُوذُ بِکَ مِنْ وَسْوَسَةِ الْاَنْفُسِ، مِمَّا لاتُحِبُّ مِنَ الْقَوْلِ وَ الْفِعْلِ وَ الْعَمَلِ.

اَللَّهُمَّ اِنّي اَعُوذُ بِکَ مِنَ الْجِنِّ وَ الْاِنْسِ، وَ الْحَسِّ وَ اللَّبْسِ، وَ مِنْ شَرِّ طَوارِقِ اللَّيْلِ‏وَ النَّهارِ، وَ اَنْفُسِ الْجِنِّ وَ اَعْيُنِ الْاِنْسِ.

اَللَّهُمَّ اِنّي اَعُوذُ بِکَ مِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَ مِنْ قَلْبٍ لايَخْشَعُ، وَ مِنْ دُعاءٍ لايُسْمَعُ، وَ مِنْ صَلاةٍ لاتُرْفَعُ، اَللَّهُمَّ لا تَجْعَلْني في شَيْ‏ءٍ مِنْ عَذابِکَ، وَ لا تَرُدَّني في ضَلالَةٍ، اَللَّهُمَّ اِنّي اَعُوذُ بِشِدَّةِ مُلْکِکَ، وَ عِزَّةِ قُدْرَتِکَ، وَ عَظَمَةِ سُلْطانِکَ مِنْ شَرِّ خَلْقِکَ اَجْمَعينَ.

ثم قال ابوعبدالله عليه السلام: هذا الدعاء، هو لکلّ امر شديد و کرب، و هو دعاء لما يردّ من دعابه، ان شاء الله تعالي:









  1. اغنني (خ ل).
  2. اللهم و اسالک قلباً (خ ل).
  3. ميتتي (خ ل).