دعاؤه في الاستسقاء















دعاؤه في الاستسقاء



روي قاضي القضاعي في حديث عن حوثرة بن الهرماس - و فيه: فقام اليه منّا رجل من حسل، فقال: يااميرالمؤمنين: جادتک الأنواء[1] و ضفا لديک البلاء و نُمت بک الآلاء، و کشفت بيمينک اللأواء، أتتک عمائم من افناء دارم، تطوي اليک سهوب الاملاء بالحراجيح الابلاء، تبثّک أزبات اللأواء و لزبات الشَّهباء، تزدلف بک و تستمطر بغرتک، و تستدفع البلوي بسنّتک.

و قام اليه ابو سرادق فتکلّم بکلام قال في آخره: انت ربيع الايام و عصرة الانام و مصباح الظّلام و غاية المعدام و السيد الهمام و الامام القمقام، لامعتصر عنک و لا معتصم دونک.

فقال اميرالمؤمنين عليه السلام:

اَلْحَمْدُ لِلَّهِ وَ الصَّلاةُ عَلي خَيْرِ خَلْقِ اللَّهِ، وَ سَلامٌ عَلَي الْمُصْطَفَيْنَ مِنْ عِبادِ اللَّهِ.

يا قنبر ناد الصلاة جامعة، ثم نهض مضجراً بنصيف مزبرق، کانّما غرّته البدر لتمّه، يکاد يُعشي النّاظرين، يؤمّ المسجد فصلّي،ثمّ دنا من القبر، فَهَينم بکلمات لم أوجسهنّ، ثمّ دنا قانتاً، فقال عليه السلام:

اَللَّهُمَّ رَبَّ السَّبْعِ الطِّباقِ، وَ الرَّقْعِ الْوِثاقِ،[2] خالِقَ الْخَلْقِ، وَ باسِطَ الرِّزْقِ، عالِمَ الْخَفِيَّاتِ، وَ کاشِفَ الْکُرُباتِ، وَ مُجيبَ الدَّعَواتِ، وَ قابِلَ الْحَسَناتِ، وَ غافِرَ السَّيِّئاتِ، وَ مُقيلَ الْعَثَراتِ، وَ مُنْزِلَ الْبَرَکاتِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَماواتٍ، بِعِلْمِکَ مِنْ خَزائِنِ رَحْمَتِکَ، وَ اَکْنافِ کَرامَتِکَ، عَلي شاکِري الائِکَ، وَ کافِري نَعْمائِکَ مِنْ عِبادِکَ، وَ قُطَّانِ بِلادِکَ، رَأْفَةً مِنْکَ لَهُمْ، وَ نِعْمَةً عَلَيْهِمْ.

اَنْتَ غايَةُ الطَّالِبينَ وَ مَلاذُ الْهارِبينَ، اَتاکَ مَلَأٌ مِنْ عَبيدِکَ بِاِزاءِ قَبْرِ نَبِيِّکَ، تَزْدَلِفُ اِلَيْکَ بِعَبْدِکَ، وَ تَشْکُو ما اَنْتَ اَعْلَمُ بِهِ.

اَللَّهُمَّ فَاِنَّا نَسْأَلُکَ بِکَ، فَلا شَيْ‏ءَ اَعْظَمُ مِنْکَ، وَ بِمَا اسْتَقَلَّ بِهِ عَرْشُکَ، مِنْ عَظَمَتِکَ الَّتي وَسِعَتْ کُلَّ شَيْ‏ءٍ، وَ السَّماءَ وَ الْاَرْضَ، وَ مَلَأَتِ الْبَرَّ وَ الْبَحْرَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلي مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبيّينَ وَ سَيِّدِ الْاَوَّلينَ وَ الْاَخِرينَ.

اَللَّهُمَّ کاشِفَ الضُّرِّ وَ مُزيلَ الْاَزْلِ، اَزِلْ عَنْ عِبادِکَ ما قَدْ غَشِيَهُمْ مِنْ اياتِکَ وَ بَرِّحَ بِهِمْ مِنْ عِقابِکَ، اِنَّهُ لايَکْشِفُ السُّوءَ اِلاَّ اَنْتَ، اِنَّکَ رَؤُوفٌ رَحيمٌ.









  1. جادتک - الي آخره - دعاء منهم لاميرالمؤمنين عليه السلام.
  2. الرقع الوثاق: السماوات المحکمات، و سميّت بالرقع لان کل سماء ترقع بالتي فوقها کما يرقع الثوب بالرقعة.