دعاؤه في الاستسقاء















دعاؤه في الاستسقاء



اَللَّهُمَّ قَدِ انْصاحَتْ جِبالُنا، وَ اغْبَرَّتْ اَرْضُنا، وَ هامَتْ دَوابُّنا، وَ تَحَيَّرَتْ في مَرابِضِها، وَ عَجَّتْ عَجيجَ الثُّکالي عَلي اَوْلادِها، وَ مَلَّتِ التَّرَدُّدَ في مَراتِعِها، وَ الْحَنينَ اِلي مَوارِدِها، فَارْحَمْ اَنينَ الْانَّةِ وَ حَنينَ الْحانَّةِ، اَللَّهُمَّ فَارْحَمْ حَيْرَتَها في مَذاهِبِها، وَ اَنينَها في مَوالِجِها.

اَللَّهُمَّ خَرَجْنا اِلَيْکَ حينَ اعْتَکَرَتْ عَلَيْنا حَدابيرُ السِّنينَ، وَ اَخْلَفَتْنا مَخائِلُ الْجَوْدِ، فَکُنْتَ الرَّجاءَ لِلْمُبْتَئِسِ، وَ الْبَلاغَ لِلْمُلْتَمِسِ، نَدْعُوکَ حينَ قَنَطَ الْاَنامُ، وَ مُنِعَ الْغَمامُ، وَ هَلَکَ السُّوَّامُ، اَنْ لاتُؤاخِذَنا بِاَعْمالِنا، وَ لاتَأْخُذَنا بِذُنُوبِنا، وَ انْشُرْ عَلَيْنا رَحْمَتَکَ بِالسَّحابِ الْمُنْبَعِقِ، وَ الرَّبيعِ الْمُغْدِقِ، وَ النَّباتِ الْمُونِقِ سَحّاً وابِلاً، تُحْيي بِهِ ما قَدْ ماتَ.

اَللَّهُمَّ سُقْياً مِنْکَ مُحْيِيَةً مُرْوِيَةً، تامَّةً عامَّةً، طَيِّبَةً مُبارَکَةً، هَنيئَةً مَريعَةً، زاکِياً نَبْتُها، ثامِراً فَرْعُها، ناضِراً وَرَقُها، تَنْعَشُ بِهَا الضَّعيفَ مِنْ عِبادِکَ، وَ تُحْيي بِهَا الْمَيِّتَ مِنْ بِلادِکَ.

اَللَّهُمَّ سُقْياً مِنْکَ تُعْشِبُ بِها نِجادُنا، وَ تَجْري بِها وِهادُنا، وَ يُخْصِبُ بِها جَنابُنا، وَ تُقْبِلُ بِها ثِمارُنا، وَ تَعيشُ بِها مَواشينا، وَ تَنْدي بِها اَقاصينا، وَ تَسْتَغْني بِها ضَواحينا مِنْ بَرَکاتِکَ الْواسِعَةِ، وَ عَطاياکَ الْجَزيلَةِ عَلي بَرِيَّتِکَ الْمُرْمِلَةِ، وَ وَحْشِکَ الْمُهْمَلَةِ.

وَ اَنْزِلْ عَلَيْنا سَماءً مُخْضِلَةً، مِدْراراً هاطِلَةً، يُدافِعُ الْوَدْقُ مِنْهَا الْوَدْقَ، وَ يَخْفِرُ الْقَطْرُ مِنْهَا الْقَطْرَ، غَيْرَ خُلَّبٍ بَرْقُها، وَ لا جَهامٍ عارِضُها، وَ لا قَزَعٍ رَبابُها، وَ لا شَفَّانٍ ذِهابُها، يُخْصِبَ لِاَمْراعِهَا الْمُجدِبُونَ، وَ يَحْيي بِبَرَکَتِهَا الْمُسْنِتُونَ، فَاِنَّکَ تُنْزِلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا، وَ تَنْشُرُ رَحْمَتَکَ، وَ اَنْتَ الْوَلِيُّ الْحَميدُ.