دعاؤه في الاستسقاء















دعاؤه في الاستسقاء



اَلْحَمْدُلِلَّهِ سابِغِ النِّعَمِ، وَ مُفَرِّجِ الْهَمِّ، وَ بارِي‏ءِ النَّسَمِ، الَّذي جَعَلَ السَّماواتِ لِکُرْسِيِّهِ عِماداً، وَ جَعَلَ الْاَرْضَ لِلْعِبادِ مِهاداً، وَ الْجِبالَ اَوْتاداً، وَ مَلائِکَتَهُ عَلي اَرْجائِها، وَ حَمَلَةَ عَرْشِهِ عَلي اَمْطائِها، وَ اَقامَ بِعِزَّتِهِ اَرْکانَ الْعَرْشِ، وَ اَشْرَقَ بِضَوْئِهِ شُعاعَ الشَّمْسِ، وَ اَطْفَأَ بِشُعاعِهِ ظُلْمَةَ الْعَطَشِ، وَ فَجَّرَ الْاَرْضَ عُيُوناً، وَ الْقَمَرَ نُوراً، وَ النُّجُومَ‏بُهُوراً، ثُمَّ تَجَلّي فَتَمَکَّنَ، وَ خَلَقَ فَاَتْقَنَ، وَ اَقامَ فَتَهَيْمَنَ، فَخَضَعَتْ لَهُ نَخْوَةُ الْمُسْتَکْبِرِ، طُلِبَتْ اِلَيْهِ خَلَّةُ الْمُتَمَسْکِنِ.

اَللَّهُمَّ فَبِدَرَجَتِکَ الرَّفيعَةِ، وَ مَحَلَّتِکَ الْمَنيعَةِ، وَ فَضْلِکَ السَّابِغِ، وَ سَبيلِکَ الْواسِعِ، اَسْأَلُکَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلي مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ کَما دانَ لَکَ، وَ دَعا اِلي عِبادَتِکَ، وَ وَفي بِعَهْدِکَ، وَ اَنْفَذَ اَحْکامَکَ، وَ اتَّبَعَ اَعْلامَکَ، عَبْدِکَ وَ نَبِيِّکَ، وَ اَمينِکَ عَلي عَهْدِکَ اِلي عِبادَتِکَ،اَلْقائِمِ بِاَحْکامِکَ،وَ مُؤَيِّدِ مَنْ اَطاعَکَ، وَ قاطِعِ عُذْرِ مَنْ عَصاکَ.

اَللَّهُمَّ فَاجْعَلْ مُحَمَّداً صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ اَجْزَلَ مَنْ جَعَلْتَ لَهُ نَصيباً مِنْ رَحْمَتِکَ، وَ اَنْضَرَ مَنْ اَشْرَقَ وَجْهُهُ بِسِجالِ عَطِيَّتِکَ، وَ اَقْرَبَ الْاَنْبِياءِ زُلْفَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَکَ، وَ اَوْفَرَهُمْ حَظّاً مِنْ رِضْوانِکَ، وَ اَکْثَرَهُمْ صُفُوفَ اُمَّةٍ[1] في جِنانِکَ، کَما لَمْ‏يَسْجُدْ لِلْاَحْجارِ، وَ لَمْ‏يَعْتَکِفْ لِلْاَشْجارِ، وَ لَمْ‏يَسْتَحِلِّ السِّباءَ، وَ لَمْ‏يَشْرَبِ الدِّماءَ.

اَللَّهُمَّ خَرَجْنا اِلَيْکَ حينَ فاجَأَتْنا الْمَضائِقُ الْوَعِرَةُ، وَ اَلْحَأْتَنا الْمَحابِسُ الْعَسِرَةُ، وَ عَضَّتْنا عَلائِقُ الشَّيْنِ، وَ تَأَثَّلَتْ عَلَيْنا لَواحِقُ الْمَيْنِ، وَ اعْتَکَرَتْ عَلَيْنا حَدابيرُ السِّنينَ، وَ اَخْلَفَتْنا مَخائِلُ الْجَوْدِ، وَ اسْتَظْمَأْنا لِصَوارِخِ الْقَوْدِ،[2] فَکُنْتَ رَجاءَ الْمُبْتَئِسِ،[3] وَ الثِّقَةَ لِلْمُلْتَمِسِ، نَدْعُوکَ حينَ قَنَطَ الْاَنامُ، وَ مُنِعَ الْغَمامُ، وَ هَلَکَ السُّوَّامُ.

يا حَيُّ يا قَيُّومُ، عَدَدَ الشَّجَرِ وَ النُّجُومِ، وَ الْمَلائِکَةِ الصُّفُوفِ، وَ الْعَنانِ الْمَکْفُوفِ، اَنْ لاتَرُدَّنا خائِبينَ، وَ لاتُؤاخِذَنا بِاَعْمالِنا، وَ لاتُحاصَّنا بِذُنُوبِنا، وَ انْشُرْ عَلَيْنا رَحْمَتَکَ بِالسَّحابِ الْمُتْأَقِ، وَ النَّباتِ الْمُونِقِ، وَ امْنُنْ عَلي عِبادِکَ بِتَنْويعِ الَّثمَرَةِ، وَ اَحْيِ بِلادَکَ بِبُلُوغِ الزَّهَرَةِ.

وَ اَشْهِدْ مَلائِکَتَکَ الْکِرامَ السَّفَرَةَ، سُقْياً مِنْکَ نافِعَةً، مُحْيِيَةً هَنيئَةً، مَريئَةً مُرْوِيَةً، تامَّةً عامَّةً، طَيِّبَةً مُبارَکَةً، مَريعَةً، دائِمَةً غُزْرُها، واسِعاً دَرُّها، زاکِياً نَبْتُها، نامِياً زَرْعُها، ناضِراً عُودُها، سامِراً[4] فَرْعُها، مُمْرِعَةً اثارُها، غَيْرَ خُلَّبٍ بَرْقُها، وَ لا جَهامٍ عارِضُها، وَ لا قَزَعٍ رَبابُها، وَ لا شَفَّانٍ ذِهابُها، جارِيَةً بِالْخِصْبِ، وَ الْخَيْرِ عَلي اَهْلِها.تَنْعَشُ بِهَا الضَّعيفَ مِنْ عِبادِکَ، وَ تُحْيي بِهَا الْمَيِّتَ مِنْ بِلادِکَ، وَ تَضُمُّ بِهَا الْمَبْسُوطَ مِنْ رِزْقِکَ، وَ تُخْرِجُ بِهَا الْمَخْزُونَ مِنْ رَحْمَتِکَ، وَ تَعُمُّ بِها مِنْ نَأي مِنْ خَلْقِکَ.

حَتّي تَخْصِبَ لِاَمْراعِهَا الْمُجْدِبُونَ، وَ تَحْيي بِبَرْکَتِهَا الْمُسْنِتُونَ، وَ تَتْرَعَ بِالْقيعانِ غُدْرانِها، وَ تُورِقَ ذُرَي الْاکامِ رَجَواتُها، وَ يَدْهامَّ بِذَرَي الْاَکْمامِ[5] شَجَرُها، وَ تُعْشِبَ بِها اَنْجادُنا، وَ تَجْرِيَ بِها وِهادُنا، وَ تُخْصِبَ بِها جَِنابُنا، وَ تُقْبِلَ بِها ثِمارُنا، وَ تَعيشُ بِها مَواشينا، وَ تَنْدي بِها اَقاصينا، وَ تَسْتَعينَ بِها ضَواحينا، مِنَّةً مِنْ مِنَنِکَ مُجَلَّلَةً، وَ نِعْمَةً مِنْ نِعَمِکَ مُفَضَّلَةً، عَلي بَرِيَّتِکَ الْمُرْمِلَةِ، وَ وَحْشِکَ الْمُهْمَلَةِ، وَ بَهائِمِکَ الْمُعْمِلَةِ.

اَللَّهُمَّ اَنْزِلْ عَلَيْنا سَماءً مُخَضَّلَةً مِدْراراً، وَ اَسْقِنَا الْغَيْثَ واکِفاً، مِغْزاراً غَيْثاً مُغيثاً، مُمْرِعاً مُجَلْجِلاً، واسِعاً وابِلاً، نافِعاً سَريعاً، عاجِلاً سَحّاً وابِلاً، تُحْيي بِهِ ما قَدْ ماتَ، وَ تَرُدُّ بِهِ قَدْ فاتَ، وَ تُخْرِجُ بِهِ ما هُوَ اتٍ.

اَللَّهُمَّ اَسْقِنا رَحْمَةً مِنْکَ واسِعَةً، وَ بَرَکَةً مِنَ الْهاطِلِ نافِعَةً، يُدافِعُ الْوَدْقُ مِنْهَا الْوَدْقَ، وَ يَتْلُوا الْقَطْرُ مِنْهَا الْقَطْرَ، مُنْبَجِسَةً بُرُوقُهُ، مُتَتابِعَةً خُفُوقُهُ، مُرْتَجِسَةً هُمُوعُهُ، سَيْبُهُ مُسْتَدِرٌّ، وَ صَوْبُهُ مُسْبَطِرٌّ، وَ لاتَجْعَلْ ظِلَّهُ عَلَيْنا سُمُوماً، وَ بَرْدَهُ عَلَيْنا حُسُوماً، وَ ضَوْأَهُ عَلَيْنا رُجُوماً، وَ ماءَهُ اُجاجاً، وَ نَباتَهُ رَماداً رِمْداداً.

اَللَّهُمَّ اِنَّا نَعُوذُ بِکَ مِنَ الشِّرْکِ وَ هَواديهِ، وَ الظُّلْمِ وَ دَواهيهِ، وَ الْفَقْرِ وَ دَواعيهِ، يا مُعْطِي الْخَيْراتِ مِنْ اَماکِنِها، وَ مُرْسِلَ الْبَرَکاتِ مِنْ مَعادِنِها، مِنْکَ الْغَيْثُ الْمُغيثُ، وَ اَنْتَ الْغِياثُ الْمُسْتَغاثُ، وَ نَحْنُ الْخاطِئُونَ، وَ مِنْ اَهْلِ الذُّنُوبِ، وَ اَنْتَ الْمُسْتَغْفَرُ الْغَفَّارُ، نَسْتَغْفِرُکَ لِلْجاهِلاتِ مِنْ ذُنُوبِنا، نَتُوبُ اِلَيْکَ مِنْ عَوامِّ خَطايانا، يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

اَللَّهُمَّ قدِ انْصاحَتْ جِبالُنا، وَ اغَبَرَّتْ اَرْضُنا، وَ هامَتْ دَوابُّنا، وَ تَحَيَّرَتْ في مَرابِضِها، وَ عَجَّتْ عَجيجَ الثَّکالي عَلي اَوْلادِها، وَ مَلَّتِ الدَّوَرانَ في مَراتِعِها، وَ الْحَنينَ اِلي مَوارِدِها، حينَ حَبَسْتَ عَنْها قَطْرَ السَّماءِ، فَدَقَّ لِذلِکَ عَظْمُها، وَ ذَهَبَ شَحْمُها، وَ انْقَطَعَ دَرُّها.

اَللَّهُمَّ فَارْحَمْ اَنينَ الْانَّةِ، وَ حَنينَ الْحانَّةِ، فَاِلَيْکَ ارْتِجاؤُنا، وَ اِلَيْکَ مَابَنا، فَلاتَحْبِسْهُ عَنَّا لِتَبَطُّنِکَ سَرائِرَنا، وَ لاتُؤاخِذْنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا، فَاِنَّکَ تُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا، وَ تَنْشُرُ رَحْمَتَکَ، وَ اَنْتَ الْوَلِيُّ الْحَميدُ.









  1. امتک (خ‏ل).
  2. العود (خ ل).
  3. المستيئس (خ ل).
  4. ثامراً (خ ل).
  5. الاکام (خ ل).