دعاؤه في الصباح















دعاؤه في الصباح



يا مَنْ دَلَعَ لِسانَ الصَّباحِ بِنُطْقِ تَبَّلُّجِهِ، وَ سَرَّحَ قِطَعَ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ بِغَياهِبِ تَلَجْلُجِهِ، وَ اَتْقَنَ صُنْعَ الْفَلَکِ الدَّوَّارِ في مَقاديرِ تَبَرُّجِهِ، وَ شَعْشَعَ ضِياءَ الشَّمْسِ بِنُورِ تَأَجُّجِهِ، يا مَنْ دَلَّ عَلي ذاتِهِ بِذاتِهِ، وَ تَنَزَّهَ عَنْ مُجانَسَةِ مَخْلُوقاتِهِ، وَ جَلَّ عَنْ مُلائَمَةِ کَيْفِيَّاتِهِ.

يا مَنْ قَرُبَ مِنْ خَواطِرِ الظُّنُونِ وَ بَعُدَ عَنْ مُلاحَظَةِ الْعُيُونِ،[1] وَ عَلِمَ بِما کانَ قَبْلَ اَنْ يَکُونَ، يا مَنْ اَرْقَدَني في مِهادِ اَمْنِهِ وَ اَمانِهِ، وَ اَيْقَظَني اِلي ما مَنَحَني بِهِ مِنْ مِنَنِهِ وَ اِحْسانِهِ، وَ کَفَّ اَکُفَّ السُّوءِ عَنّي بِيَدِهِ وَ سُلْطانِهِ، صَلِّ اللَّهُمَّ عَلَي الدَّليلِ اِلَيْکَ فِي اللَّيْلِ الْاَلْيَلِ، وَ الْماسِکِ مِنْ اَسْبابِکَ بِحَبْلِ الشَّرَفِ الْاَطْوَلِ، وَ النَّاصِعِ الْحَسَبِ في ذِرْوَةِ الْکاهِلِ الْاَعْبَلِ، وَ الثَّابِتِ الْقَدَمِ عَلي زَحاليفِها فِي الزَّمَنِ الْاَوَّلِ، وَ عَلي الِهِ الْاَخْيارِ الْمُصْطَفَيْنَ الْاَبْرارِ.

وَ افْتَحِ اللَّهُمَّ لَنا مَصاريعَ الصَّباحِ بِمَفاتيحِ الرَّحْمَةِ وَ الْفَلاحِ، وَ اَلْبِسْنِي اللَّهُمَّ مِنْ اَفْضَلِ خِلَعِ الْهِدايَةِ وَ الصَّلاحِ، وَ اغْرِسِ اللَّهُمَّ لِعَظَمَتِکَ في شِرْبِ جَناني يَنابيعَ الْخُشُوعِ، وَ اَجْرِ اللَّهُمَّ لِهَيْبَتِکَ مِنْ اماقي زَفَراتِ الدُّمُوعِ، وَ اَدِّبِ اللَّهُمَّ نَزَقَ الْخُرْقِ مِنّي بِاَزِمَّةِ الْقُنُوعِ.

اِلهي اِنْ لَمْ تَبْتَدِئْنِي الرَّحْمَةُ مِنْکَ بِحُسْنِ التَّوفيقِ، فَمَنِ السَّالِکُ بي اِلَيْکَ في واضِحِ الطَّريقِ، وَ اِنْ اَسْلَمَتْني اَناتُکَ لِقائِدِ الْاَمَلِ وَ الْمُني، فَمَنِ الْمُقيلُ عَثَراتي مِنْ کَبْوَةِ الْهَوي، وَ اِنْ خَذَلَني نَصْرُکَ عِنْدَ مُحارَبَةِ النَّفْسِ وَ الشَّيْطانِ، فَقَدْ وَکَلَني خِذْلانُکَ اِلي حَيْثُ النَّصَبِ وَ الْحِرْمانِ.

اِلهي اَتَراني ما اَتَيْتُکَ اِلاَّ مِنْ حَيْثُ الْامالِ، اَمْ عَلِقْتُ بِاَطْرافِ حِبالِکَ اِلاَّ حينَ باعَدَتْني ذُنُوبي عَنْ دارِ الْوِصالِ، فَبِئْسَ الْمَطِيَّةُ الَّتِي امْتَطَتْ نَفْسي مِنْ هَواها، فَواهاً لَها لِما سَوَّلَتْ لَها ظُنُونُها وَ مُناها، وَ تَبّاً لَها لِجُرْأَتِها عَلي سَيِّدِها وَ مَوْلاها.

اِلهي قَرَعْتُ بابَ رَحْمَتِکَ بِيَدِ رَجائي، وَ هَرَبْتُ اِلَيْکَ لاجِئاً مِنْ فَرْطِ اَهْوائي، وَ عَلَّقْتُ بِاَطْرافِ حِبالِکَ اَنامِلَ وِلائي، فَاصْفَحِ اللَّهُمَّ عَمَّا کانَ اَجْرَمْتُهُ مِنْ زَلَلي وَ خَطائي، وَ اَقِلْنِي اللَّهُمَّ مِنْ صَرْعَةِ رَدائي وَ عُسْرَةِ بَلائي، فَاِنَّکَ سَيِّدي وَ مَوْلايَ وَ مُعْتَمَدي وَ رَجائي، وَ اَنْتَ غايَةُ مَطْلُوبي وَ مُنايَ، في مُنْقَلَبي وَ مَثْوايَ.

اِلهي کَيْفَ تَطْرُدُ مِسْکيناً الْتَجَأَ اِلَيْکَ مِنَ الذُّنُوبُ هارِباً،اَمْ کَيْفَ تُخَيِّبُ مُسْتَرْشِداً قَصَدَ اِلي جَنابِکَ ساعِياً، اَمْ کَيْفَ تَطْرُدُ ظَمْاناً وَرَدَ اِلي حِياضِکَ شارِباً، کَلاَّوَ حِياضُکَ مُتْرَعَةٌ في ضَنْکِ الْمُحُولِ، وَ بابُکَ مَفْتُوحٌ لِلطَّلَبِ وَ الْوُغُولِ، وَ اَنْتَ غايَةُ الْمَسْؤُولِ وَ نِهايَةُ الْمَأْمُولِ.

اِلهي هذِهِ اَزِمَّةُ نَفْسي عَقَلْتُها بِعِقالِ مَشِيَّتِکَ، وَ هذِهِ اَعْباءُ ذُنُوبي دَرَأْتُها بِعَفْوِکَ وَ رَحْمَتِکَ، وَ هذِهِ اَهْوائِيَ الْمُضِلَّةُ وَکَلْتُها اِلي جَنابِ لُطْفِکَ وَ رَأْفَتِکَ، فَاجْعَلِ اللَّهُمَّ صَباحي هذا نازِلاً عَلَيَّ بِضِياءِ الْهُدي وَ بِالسَّلامَةِ فِي الدّينِ وَ الدُّنْيا، وَ مَسائي جُنَّةً مِنْ کَيْدِ الْعِدي وَ وِقايَةً مِنْ مُرْدِياتِ الْهَوي.

اِنَّکَ قادِرٌ عَلي ما تَشاءُ، تُؤْتِي الْمُلْکَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْکَ مِمَّنْ تَشاءُ، وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِکَ الْخَيْرُ، اِنَّکَ عَلي کُلِّ شَيْ‏ءٍ قَديرٌ، تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ، وَ تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ، وَ تُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ،وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ، لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ.

سُبْحانَکَ اللَّهُمَّ وَ بِحَمْدِکَ مَنْ ذا يَعْلَمُ قُدْرَتَکَ فَلايَخافُکَ، وَ مَنْ ذا يَعْلَمُ ما اَنْتَ فَلا يَهابُکَ، اَلَّفْتَ بِقُدْرَتِکَ الْفِرَقَ وَ فَلَقْتَ بِرَحْمَتِکَ الْفَلَقَ، وَ اَنَرْتَ بِکَرَمِکَ دَياجِيَ الْغَسَقِ، وَ اَنْهَرْتَ الْمِياهَ مِنَ الصُّمِّ الصَّياخيدِ عَذْباً وَ اُجاجاً، وَ اَنْزَلْتَ مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً، وَ جَعَلْتَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ لِلْبَرِيَّةِ سِراجاً وَهَّاجاً، مِنْ غَيْرِ اَنْ تُمارِسَ فيمَا ابْتَدَأْتَ بِهِ لُغُوباً وَ لا عِلاجاً.

فَيا مَنْ تَوَحَّدَ بِالْعِزِّ وَ الْبَقاءِ، وَ قَهَرَ عِبادَهُ بِالْمَوْتِ وَ الْفَناءِ صَلِّ عَلي مُحَمَّدٍ وَ الِهِ الْاَتْقِياءِ، وَ اسْمَعْ نِدائي، وَ اسْتَجِبْ دُعائي، وَ حَقِّقْ بِفَضْلِکَ اَمَلي وَ رَجائي.

يا خَيْرَ مَنْ دُعِيَ لِکَشْفِ الضُّرِّ وَ الْمَأْمُولِ لِکُلِّ عُسْرٍ وَ يُسْرٍ، بِکَ اَنْزَلْتُ حاجَتي فَلاتَرُدَّني يا سَيِّدي مِنْ سَنِيِّ مَواهِبِکَ خائِباً، يا کَريمُ يا کَريمُ يا کَريمُ بِرَحْمَتِکَ يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَ صَلَّي اللَّهُ عَلي مُحَمَّدٍ خَيْرِ خَلْقِهِ وَ الِهِ الطَّاهِرينَ.

و تسجد و تقول:

اِلهي قَلْبي مَحْجُوبٌ، وَ نَفْسي مَعْيُوبٌ، وَ عَقْلي مَغْلُوبٌ، وَ هَوائي غالِبٌ، وَ طاعَتي قَليلَةٌ، وَ مَعْصِيَتي کَثيرَةٌ، وَ لِساني مُقِرٌّ بِالذُّنُوبِ، وَ مُعْتَرِفٌ بِالْعُيُوبِ، وَ يا کاشِفَ الْکُرُوبِ، اِغْفِرْ لي ذُنُوبي کُلَّها، بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ، يا غَفَّارُ يا غَفَّارُ يا غَفَّارُ، بِرَحْمَتِکَ يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.









  1. خطرات الظنون، لحظات العيون (خ ل).