دعاؤه بعد الركعتين الاوّلتين من صلاة الليل















دعاؤه بعد الرکعتين الاوّلتين من صلاة الليل



اِلهي نُمْتُ الْقَليلَ فَنَبَّهَني قَوْلُکَ الْمُبينُ: «تَتَجافي جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ فَلاتَعْلَمُ نَفْسٌ ما اُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ اَعْيُنٍ جَزاءً بِما کانُوا يَعْمَلُونَ».[1].

فَجانَبْتُ لَذيدَ الرُّقادِ بِحَمْلِ ثِقْلِ السُّهادِ، وَ تَجافَيْتُ طيبَ الْمَضْجَعِ بِانْسِکابِ غَزيرِ الْمَدْمَعِ، وَ وَطَيْتُ الْاَرْضَ بِقَدَمي، وَ بُؤْتُ اِلَيْکَ بِذَنْبي، وَ وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْکَ قائِماً وَ قاعِداً، وَ تَضَرَّعْتُ اِلَيْکَ راکِعاً وَ ساجِداً، وَ دَعَوْتُکَ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ رَغِبْتُ اِلَيْکَ والِهاً مُتَحَيِّراً.

اُناديکَ بِقَلْبٍ قَريحٍ، وَ اُناجيکَ بِدَمْعٍ سَفُوحٍ، وَ اَلُوذُ بِکَ مِنْ قَسْوَتي، وَ اَعُوذُ بِکَ مِنْ جُرْأَتي، وَ اَسْتَجيرُ بِکَ مِنْ جَهْلي، وَ اَتَعَلَّقُ بِعُري اَسْبابِکَ مِنْ ذَنْبي، وَ اَعْمُرُ بِذِکْرِکَ قَلْبي.

اِلهي لَوْ عَلِمَتِ الْاَرْضُ بِذُنُوبي لَساخَتْ بي، وَ السَّماواتُ لَاخْتَطَفَتْني، وَ الْبِحارُ لَاَغْرَقَتْني، وَ الْجِبالُ لَدَهْدَهَتْني وَ الْمَفاوِزُ لَابْتَلَعَتْني.

اِلهي اَيَّ تَغْريرٍ اغْتَرَرْتُ بِنَفْسي، وَ اَيَّ جُرْأَةٍ اجْتَرَأْتُ عَلَيْکَ يا رَبِّ، اِلهي کُلُّ مَنْ اَتَيْتُهُ اِلَيْکَ يُرْشِدُني، وَ ما مِنْ اَحَدٍ اِلاَّ عَلَيْکَ يَدُلُّني، وَ لا مَخْلُوقٍ اَرْغَبُ اِلَيْهِ اِلاَّ وَ فيکَ يُرَغِّبُني، فَنِعْمَ الرَّبُّ وَجَدْتُکَ، وَ بِئْسَ الْعَبْدُ وَجَدْتَني.

اِلهي اِنْ عاقَبْتَني فَمَنْ ذَاالَّذي يَمْلِکُ الْعُقُوبَةَ عَنّي، وَ اِنْ هَتَکْتَني فَمَنْ ذَاالَّذي يَسْتُرُ عَوْرَتي، وَاِنْ اَهْلَکْتَني، فَمَنْ ذَاالَّذي يَعْرِضُ لَکَ في عَبْدِکَ اَوْ يَسْأَلُکَ عَنْ شَيْ‏ءٍ مِنْ اَمْرِهِ.

وَ قَدْ عَلِمْتُ يا اِلهي اَنْ لَيْسَ في حُکْمِکَ ظُلْمٌ، وَ لا في نَقِمَتِکَ عَجَلَةٌ، وَ اِنَّما يَعْجَلُ مَنْ يَخافُ الْفَوْتَ، وَ يَحْتاجُ اِلَي الظُّلْمِ الضَّعيفُ، وَ قَدْ تَعالَيْتَ عَنْ ذلِکَ عُلُوّاً کَبيراً، فَصَلِّ عَلي مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بي کَذا وَ کَذا.

ثم يقول:

اَللَّهُمَّ اِنّي اَعُوذُ بِکَ اَنْ تُحْسِنَ بي في لامِعَةِ الْعُيُونِ عَلانِيَتي، وَ تُقَبِّحَ فيما اُبْطِنُ لَکَ سَريرَتي، مُحافِظاً عَلي رِئاءِ النَّاسِ مِنْ نَفْسي، فَاُرِيَ النَّاسَ حُسْنَ ظاهِري، وَ اُفْضِيَ اِلَيْکَ بِسُوءِ عَمَلي، تَقَرُّباً اِلي عِبادِکَ وَ تَباعُداً مِنْ مَرْضاتِکَ.









  1. السجدة: 16.