دعاؤه في المناجاة، المسمّي بدعاء الامان
وَ کُنْتَ في ذلِکَ رَحيماً رَفيقاً بي، تُبَدِّلُني صِحَّةً بِسَقَمٍ وَ جِدَةً بِعَدَمٍ، وَ نُطْقاً بِبَکَمٍ، وَ سَمْعاً بِصَمَمٍ، وَ راحَةً بِتَعَبٍ، وَ فَهْماً بِعِيٍّ، وَ عِلْماً بِجَهْلٍ، وَ نُعْماً بِبُؤْسٍ، حَتّي اِذا اَطْلَقْتَني مِنْ عِقالٍ وَ هَدَيْتَني مِنْ ضَلالٍ فَاهْتَدَيْتُ لِدينِکَ اِذْ هَدَيْتَني، وَ حَفِظْتَني وَ کَنَفْتَني وَ کَفَيْتَني، وَ دافَعْتَ عَنّي وَ قَوَّيْتَ. فَتَظاهَرَتْ نِعَمُکَ عَلَيَّ وَ تَمَّ اِحْسانُکَ اِلَيَّ وَ کَمُلَ مَعْرُوفُکَ لَدَيَّ، بَلَوْتَ خَبَري فَظَهَرَ لَکَ قِلَّةُ شُکْري، وَ الْجُرْأَةُ عَلَيْکَ مِنّي مَعَ الْعِصْيانِ لَکَ، فَحَلُمْتَ عَنّي وَ لَمْتُؤاخِذْني بِجَريرَتي، وَ لَمْ تَهْتِکْ سِتْري، وَ لَمْ تُبْدِ لِلْمَخْلُوقينَ عَوْرَتي. بَلْ اَخَّرْتَني وَ مَهَّلْتَني وَ اَنْقَذْتَني، فَاَنَا اَتَقَلَّبُ في نَعْمائِکَ مُقيمٌ عَلي مَعاصيکَ، اُکاتِمُ بِها مِنَ الْعاصينَ وَ اَنْتَ مُطَّلِعٌ عَلَيْها مِنّي، کَاَنَّکَ اَهْوَنُ الْمُطَّلِعينَ عَلي قَبيحِ عَمَلي وَ کَاَنَّهُمْ يُحاسِبُونَ[1] عَلَيْها دُونَکَ. اِلهي فَاَيَّ نِعَمِکَ اَشْکُرُ، مَا ابْتَدَأْتَني مِنْها بِلاَاسْتِحْقاقٍ اَوْ حِلْمَکَ عَنّي بِاِدامَةِ النِّعَمِ وَ زِيادَتَکَ اِيَّايَ کَاَنّي مِنَ الْمُحْسِنينَ الشَّاکِرينَ وَ لَسْتُ مِنْهُمْ. اِلهي فَلَمْ يَنْقَضِ عَجَبي مِنْ نَفْسي وَ مِنْ أَيِّ اُمُوري کُلِّها لا اَعْجَبُ، مِنْ رَغْبَتي عَنْ طاعَتِکَ عَمْداً، اَوْ مِنْ تَوَجُّهي اِلي مَعْصِيَتِکَ قَصْداً، اَوْ مِنْ عُکُوفي عَلَي الْحَرامِ بِما لَوْ کانَ حَلالاً لَما اَقْنَعَني. فَسُبْحانَکَ ما اَظْهَرَ حُجَّتَکَ عَلَيَّ، وَ اَقْدَمَ صَفْحَکَ عَنّي، وَ اَکْرَمَ عَفْوَکَ عَمَّنِ اسْتَعانَ بِنِعْمَتِکَ عَلي مَعْصِيَتِکَ وَ تَعَرَّضَ لَکَ عَلي مَعْرِفَتِهِ بِشِدَّةِ بَطْشِکَ وَ صَوْلَةِ سُلْطانِکَ وَ سَطْوَةِ غَضَبِکَ. اِلهي ما اَشَدَّ اسْتِخْفافي بِعَذابِکَ[2] اِذْ بالَغْتُ في اِسْخاطِکَ وَ اَطَعْتُ الشَّيْطانَ وَ اَمْکَنْتُ هَوايَ مِنْ عِناني وَ سَلِسَ لَهُ قِيادي، فَلَمْ اَعْصِ الشَّيْطانَ وَ لا هَوايَ رَغْبَةً في رِضاکَ وَ لا رَهْبَةً مِنْ سَخَطِکَ. فَالْوَيْلُ لي مِنْکَ ثُمَّ الْوَيْلُ، اُکْثِرُ ذِکْرَکَ فِي الضَّرَّاءِ وَ اَغْفُلُ عَنْهُ فِي السَّرَّاءِ، وَ اَخِفُّ في مَعْصِيَتِکَ، وَ اَثتاقَلُ عَنْ طاعَتِکَ، مَعَ سُبُوغِ نِعْمَتِکَ عَلَيَّ وَ حُسْنِ بَلائِکَ لَدَيَّ وَ قِلَّةِ شُکْري، بَلْ لا صَبْرَ لي عَلي بَلاءٍ وَ لا شُکْرَ لي عَلي نَعْماءٍ. اِلهي فَهذا ثَنائي عَلي نَفْسي وَ عِلْمُکَ بِما حَفِظْتُ وَ نَسيتُ، وَ مَا اسْتَکَنَّ في ضَميري مِمَّا قَدُمَ بِهِ عَهْدي وَ حَدَثَ مِنْ کَبائِرِ الذُّنُوبِ وَ عَظائِمِ الْفَواحِشِ الَّتي جَنَيْتُها اَکْثَرُ مِمَّا نَطَقَ بِهِ لِساني وَ اَثْنَيْتُ بِهِ عَلي نَفْسي. اِلهي وَ ها اَنَا ذا بَيْنَ يَدَيْکَ، مُعْتَرِفٌ لَکَ بِخَطائي، وَ هاتانِ يَدايَ سِلْمٌ لَکَ وَ هذِهِ رَقَبَتي خاضِعَةٌ بَيْنَ يَدَيْکَ لِما جَنَيْتُ عَلي نَفْسي. اَيا حُبَّةَ قَلْبي تَقَطَّعَتْ اَسْبابُ الْخَدائِعِ وَ اضْمَحَلَّ عَنّي کُلُّ باطِلٍ وَ اَسْلَمَنيِ الْخَلْقُ وَ اَفْرَدَنِي الدَّهْرُ، فَقُمْتُ هذَا الْمَقامَ، وَ لَوْلا ما مَنَنْتَ بِهِ عَلَيَّ يا سَيِّدي ما قَدَرْتُ عَلي ذلِکَ. اَللَّهُمَّ فَکُنْ غافِراً لِذَنْبي وَ راحِماً لِضَعْفي، وَ عافِياً عَنّي مِمَّا اَوْلاکَ بِحُسْنِ النَّظَرِ لي، وَ بِعِتْقي اِذْ مَلَکْتَ رِقّي، وَ بِالْعَفْوِ عَنّي اِذْ قَدَرْتَ عَلَي الْاِنْتِقامِ مِنّي. اِلهي وَ سَيِّدي اَتُراکَ راحِماً تَضَرُّعي وَ ناظِراً ذُلَّ مَوْقِفي بَيْنَ يَدَيْکَ وَ وَحْشَتي مِنَ النَّاسِ وَ اُنْسي بِکَ يا کَريمُ، لَيْتَ شِعْري اَبِغَفَلاتي مُعْرِضٌ اَنْتَ عَنّي اَمْ ناظِرٌ اِلَيَّ، بَلْ لَيْتَ شِعْري کَيْفَ اَنْتَ صانِعٌ بي وَ لااَشْعُرُ. اَتَقُولُ يا مَوْلايَ لِدُعائي: نَعَمْ، اَمْ تَقُولُ: لا، فَاِنْ قُلْتَ: نَعَمْ، فَذلِکَ ظَنّي بِکَ، فَطُوبي لي، اَنَا السَّعيدُ طُوبي لي، اَنَا الْمَغْبُوطُ طُوبي لي، اَنَا الْغَنِيُّ طُوبي لي، اَنَا الْمَرْحُومُ طُوبي لي، اَنَا الْمَقْبُولُ طُوبي لي، وَ اِنْ قُلْتَ يا مَوْلايَ - وَ اَعُوذُ بِکَ -: لا، فَبِغَيْرِ ذلِکَ مَنَّتْني نَفْسي، فَيا وَيْلي وَ يا عَوْلي، وَ يا شِقْوَتي، وَ يا ذُلّي، وَ يا خَيْبَةَ اَمَلي، وَ يا اِنْقِطاعَ اَجَلي، لَيْتَ شِعْري اَللِشَّقاءِ وَلَدَتْني اُمّي فَلَيْتَها لَمْ تَلِدْني، بَلْ لَيْتَ شِعْري اَللِنَّارِ رَبَّتْني فَلَيْتَها لَمْ تُرَبِّني. اِلهي ما اَعْظَمَ مَا ابْتَلَيْتَني بِهِ وَ اَجَلَّ مُصيبَتي وَ اَخْيَبَ دُعائي وَ اَقْطَعَ رَجائي وَ اَدْوَمَ شَقائي اِنْ لَمْتَرْحَمْني، اِلهي اِنْ لَمْ تَرْحَمْ عَبْدَکَ وَ مِسْکينَکَ وَ فَقيرَکَ وَ سائِلَکَ وَ راجِيَکَ، فَاِلي مَنْ اَوْ کَيْفَ اَوْ ماذا اَوْ مَنْ اَرْجُو اَنْ يَعُودَ عَلَيَّ حينَ تَرْفُضُني، يا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ. اِلهي فَلاتَمْنَعْکَ کَثْرَةُ ذُنُوبي وَ خَطايايَ وَ مَعاصِيَّ وَ اِسْرافي عَلي نَفْسي وَ اجْتِرائي عَلَيْکَ وَ دُخُولي فيما حَرَّمْتَ عَلَيَّ اَنْ تَعُودَ بِرَحْمَتِکَ عَلي مَسْکَنَتي، وَ بِصَفْحِکَ الْجَميلِ عَلي اِسائَتي وَ بِغُفْرانِکَ الْقَديمِ عَلي عَظيمِ جُرْمي، فَاِنَّکَ تَعْفُو عَنِ الْمُسييءِ وَ اَنَا يا سَيِّدِي الْمُسييُ، وَ تَغْفِرُ لْلِمُذْنِبِ وَ اَنَا يا سَيِّدِي الْمُذْنِبُ، وَ تَتَجاوَزُ عَنِ الْمُخْطِيءِ وَ اَنَا يا سَيِّدي مُخْطِيءٌ، وَ تَرْحَمُ الْمُسْرِفَ وَ اَنَا يا سَيِّدي مُسْرِفٌ. اَيْ سَيِّدي اَيْ سَيِّدي اَيْ سَيِّدي، اَيْ مَوْلايَ اَيْ رَجائي اَيْ مُتَرَحِّمُ اَيْ مُتَرَئِّفُ، اَيْ مُتَعَطِّفُ اَيْ مُتَحَنِّنُ، اَيْ مُتَمَلِّکَ اَيْ مُتَجَبِّرُ، اَيْ مُتَسَلِّطُ، لا عَمَلَ لي اَرْجُو بِهِ نَجاحَ حاجَتي. فَاَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ الْمَخْزُونِ الْمَکْنُونِ الطُّهْرِ الطَّاهِرِ الْمُطَهَّرِ الَّذي جَعَلْتَهُ في ذاتِکَ فَاسْتَقَرَّ في عِلْمِکَ وَ غَيْبِکَ فَلايَخْرُجُ مِنْهُما اَبَداً، فَبِکَ يا رَبِّ اَسْأَلُکَ وَ بِهِ وَ بِنَبِيِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ، وَ بِاَخي نَبِيِّکَ اَميرِالْمُؤْمِنينَ عَلِيِّ بْنِ اَبي طالِبٍ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَ بِفاطِمَةَ الطَّاهِرَةِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْاَوَّلينَ وَ الْاخِرينَ، وَ بِالْاَئِمَّةِ الصَّادِقينَ الطَّاهِرينَ الَّذينَ اَوْجَبْتَ حُقُوقَهُمْ وَ افْتَرَضْتَ طاعَتَهُمْ وَ قَرَنْتَها بِطاعَتِکَ عَلَي الْخَلْقِ اَجْمَعينَ، فَلا شَيْءَ لي غَيْرُ هذا وَ لااَجِدُ اَمْنَعَ لي مِنْهُ. اَللَّهُمَّ اِنَّکَ قُلْتَ في مُحْکَمِ کِتابِکَ النَّاطِقِ عَلي لِسانِ نَبِيِّکَ الصَّادِقِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ الِهِ: «فَمَا اسْتَکانُوا لِرَبِّهِمْ وَ ما يَتَضَرَّعُونَ»،[3] فَها اَنَا يا رَبِّ مُسْتَکينٌ، مُتَضَرِّعٌ اِلَيْکَ، عائِذٌ بِکَ، مُتَوَکِّلٌ عَلَيْکَ، وَ قُلْتَ يا سَيِّدي وَ مَوْلايَ: «وَ لَوْ اَنَّهُمْ اِذْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ جاؤُکَ فَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحيماً».[4]. وَ اَنَا يا سَيِّدي اَسْتَغْفِرُکَ وَ اَتُوبُ، وَ اَبُوءُ بِذَنْبي وَ اَعْتَرِفُ بِخَطيئَتي وَ اَسْتَقيلُکَ عَثْرَتي، فَهَبْ لي ما اَنْتَ بِهِ خَبيرٌ، وَ قُلْتَ جَلَّ ثَناؤُکَ وَ تَقَدَّسَتْ اَسْماؤُکَ: «يا عِبادِيَ الَّذينَ اَسْرَفُوا عَلي اَنْفُسِهِمْ لاتَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ اِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً اِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ.»[5]. فَلَبَّيْکَ اللَّهُمَّ لَبَّيْکَ وَ سَعَدَيْکَ وَ الْخَيْرُ في يَدَيْکَ، اَنَا سَيِّدي الْمُسْرِفُ عَلي نَفْسي وَ قَدْ وَقَفْتُ مَواقِفَ الْاَذِلاَّءِ الْمُذْنِبينَ الْعاصينَ الْمُتَجَرِّئينَ عَلَيْکَ، الْمُسْتَخِفّينَ بِوَعْدِکَ وَ وَعيدِکَ،اللاَّهينَ عَنْ طاعَتِکَ وَ طاعَةِ رَسُولِکَ. فَاَيَّ جُرْأَةٍ اجْتَرَأْتُ عَلَيْکَ، وَ اَيَّ تَغْريرٍ غَرَّرْتُ بِنَفْسي، فَاَنَا الْمُقِرُّ بِذَنْبي، الْمُرْتَهَنُ بِعَمَلي، الْمُتَحَيِّرُ عَنْ قَصْدي، الْمُتَهَوِّرُ في خَطيئَتي، الْغَريقُ في بُحُورِ ذُنُوبي، الْمُنَقَطَعُ بي، لااَجِدُ لِذُنُوبي غافِراً، وَ لا لِتَوْبَتي قابِلاً، وَ لا لِنِدائي سامِعاً، وَ لا لِعَثْرَتي مُقيلاً، وَ لا لِعَوْرَتي ساتِراً، وَ لا لِدُعائي مُجيباً غَيْرَکَ. يا سَيِّدي فَلاتَحْرِمْني ما جُدْتَ بِهِ عَلي مَنْ اَسْرَفَ عَلي نَفْسِهِ وَ عَصاکَ ثُمَّ تَرَضَّاکَ، وَ لاتُهْلِکْني اِنْ عُذْتُ بِکَ وَ لُذْتُ وَ اَنَخْتُ بِفِنائِکَ وَ اسْتَجَرْتُ بِکَ اِنْ دَعَوْتُکَ يا مَوْلايَ، فَبِذلکِ اَمَرْتَني وَ اَنْتَ ضَمِنْتَ لي، وَ اِنْ سَأَلْتُکَ فَاَعْطِني، وَ اِنْ طَلَبْتُ مِنْکُ فَلاتَحْرِمْني. اِلهي اِغْفِرْلي وَ تُبْ عَلَيَّ وَ ارْضَ عَنّي، وَ اِنْ لَمْتَرْضَ عَنّي فَاعْفُ عَنّي، فَقَدْ لايَرْضيَ الْمَوْلي عَنْ عَبْدِهِ ثُمَّ يَعْفُو عَنْهُ، لَيْسَ تُشْبِهُ مَسْأَلَتي مَسْأَلَةَ السُّؤَّالِ، لِاَنَّ السَّائِلَ اِذا سَأَلَ وَ رُدَّ وَ مُنِعَ اِمْتَنَعَ وَ رَجَعَ، وَ اَنَا اَسْأَلُکَ وَ اُلِحُّ عَلَيْکَ بِکَرَمِکَ وَ جُودِکَ وَ حَياءِکَ مِنْ رَدِّ سائِلٍ مُسْتَعْطٍ، يَتَعَرَّضُ لِمَعْرُوفِکَ وَ يَلْتَمِسُ صَدَقَتَکَ وَ يُنيخُ بِفِناءِکَ وَ يَطْرُقُ بابَکَ. وَ عِزَّتِکَ وَ جَلالِکَ يا سَيِّدي لَوْ طَبَّقَتْ ذُنُوبي بَيْنَ السَّماءِ وَ الْاَرْضِ وَ خَرَقَتِ النُّجُومَ وَ بَلَغَتْ اَسْفَلَ الثَّري، وَ جاوَزَتِ الْاَرْضَ السَّابِعَةَ السُّفْلي، وَ اَوْفَتْ عَلَي الرَّمْلِ وَ الْحَصي، ما رَدَّنِي الْيَاْسُ عَنْ تَوَقُّعِ غُفْرانِکَ وَ لا صَرَفَنِي الْقُنُوطُ عَنِ انْتِظارِ رِضْوانِکَ. اِلهي وَ سَيِّدي دَلَلْتَني عَلي سُؤالِ الْجَنَّةِ وَ عَرَّفْتَني فيهَا الْوَسيلَةَ اِلَيْکَ، وَ اَنَا اَتَوَسَّلُ اِلَيْکَ بِتِلْکَ الْوَسيلَةِ مُحَمَّدٍ وَ الِهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ، اَفَتَدُلُّ عَلي خَيْرِکَ وَ نَوالِکَ السُّؤَّالَ ثُمَّ تَمْنَعُهُمْ، وَ اَنْتَ الْکَريمُ الْمَحْمُودُ في کُلِّ الْاَفْعالِ، کَلاَّ وَ عِزَّتِکَ يا مَوْلايَ اِنَّکَ اَکْرَمُ مَنْ ذلِکَ وَ اَوْسَعُ فَضْلاً. اَللَّهُمَّ اغْفِرْلي وَ ارْحَمْني وَ ارْضَ عَنّي وَ تُبْ عَلَيَّ وَ اعْصِمْني وَ اعْفُ عَنّي وَ سَدِّدْني وَ وَفِّقْني وَ اَجِرْني وَ اجْعَلْني في ذِمَّتِکَ وَ لاتُعَذِّبْني. اَللَّهُمَّ وَ اجْعَلْ لي اِلي کُلِّ خَيْرٍ سَبيلاً وَ في کُلِّ خَيْرٍ نَصيباً، وَ لاتُؤْمِنّي مَکْرَکَ وَ لاتُقَنِّطْني مِنْ رَحْمَتِکَ وَ لاتُؤْيِسْني مِنْ رَوْحِکَ، فَاِنَّهُ لايَأْمَنُ مَکْرَکَ اِلاَّ الْقَومُ الْخاسِرُونَ وَ لايَقْنَطُ مِنْ رَحْمَتِکَ اِلاَّ الْقَوْمُ الضَّالُّونَ، وَ لايَيْأَسُ مِنْ رَوْحِکَ اِلاَّ الْقَوْمُ الْکافِرُونَ، امَنْتُ بِکَ اللَّهُمَّ فَامِنّي، وَ اسْتَجَرْتُ بِکَ فَاَجِرْني، وَ اسْتَغَثْتُ بِکَ فَاَغِثْني. اَللَّهُمَّ اِنّي اَسْأَلُکَ الْاَمانَ الْاَمانَ يا کَريمُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْاَرْضِ اِلاَّ مَنْ شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ نُفِخَ فيهِ اُخْري فَاِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ، وَ اَشْرَقَتِ الْاَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَ وُضِعَ الْکِتابُ وَ جيءَ بِالنَّبِيّينَ وَ الشُّهَداءِ وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ، وَ هُمْ لايُظْلَمُونَ. وَ اَسْأَلُکَ الْاَمانَ الْاَمانَ يا کَريمُ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِکَةُ صَفّاً لايَتَکَلَّمُونَ اِلاَّ مَنْ اَذِنَ لَهُ الرَّحْمانُ وَ قالَ صَواباً، وَ اَسْأَلُکَ الْاَمانَ الْاَمانَ يا کَريمُ يَوْمَ يَکُونُ النَّاسُ کَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ وَ تَکُونُ الْجِبالُ کَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ. وَ اَسْاَلُکَ الْاَمانَ الْاَمانَ يا کَريمُ يَوْمَ تَجِدُ کُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ اَنَّ بَيْنَها وَ بَيْنَهُ اَمَداً بَعيداً، وَ اَسْأَلُکَ الْاَمانَ الْاَمانَ يا کَريمُ يَوْمَ تَذْهَلُ کُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا اَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ کُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَ تَرَي النَّاسَ سُکاري وَ ما هُمْ بِسُکاري وَ لکِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَديدُ. وَ أَسْأَلُکَ الْاَمانَ الْاَمانَ يا کَريمُ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ اَخيهِ، وَ اُمِّهِ وَ اَبيهِ، وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنيهِ، لِکُلِّ امْرِءٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنيهِ، وَ اَسْأَلُکَ الْاَمانَ الْاَماَنَ يا کَريمُ يَوْمَ تَأْتي کُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها وَ تُؤْتي کُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَ هُمْ لايُظْلَمُونَ. وَ اَسْألُکَ الْاَمانَ الْاَمانَ يا کَريمُ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ اَلْسِنَتُهُمْ وَ اَيْديهِمْ وَ اَرْجُلُهُمْ بِما کانُوا يَعْمَلُونَ، يَوْمَئِذٍ يُوَفّيهِمُ اللَّهُ دينَهُمُ الْحَقَّ وَ يَعْلَمُونَ اَنَّ اللَّهَ هَوَ الْحَقُّ الْمُبينُ. وَ اَسْاَلُکَ الْاَمانَ الْاَمانَ يا کَريمُ يَوْمَ الْازِفَةِ، اِذِ الْقُلُوبُ لَدَي الْحَناجِرِ کاظِمينَ ما لِلظَّالِمينَ مِنْ حَميمٍ وَ لا شَفيعٍ يُطاعُ، وَ اَسْاَلُکَ الْاَمانَ الْاَمانَ يا کَريمُ يَوْمَ لاتَجْزي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَ لايُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَ لايُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ. اَللَّهُمْ فَقَدِ اسْتَأْمَنْتُ اِلَيْکَ فَاقْبَلْني، وَ اسْتَجَرْتُ بِکَ فَاَجِرْني، يا اَکْرَمَ مَنِ اسْتَجارَ بِهِ الْمُسْتَجيرُونَ، وَ لاتَرُدَّني خائِباً مِنْ رَحْمَتِکَ، وَ هَبْ لي مِنْ لَدُنْکَ الرِّضا، اِنَّکَ عَلي کُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ.
اَللَّهُمَّ اِنَّکَ ابْتَدَأْتَني بِالنِّعَمِ وَ لَمْ اَسْتَوْجِبْها مِنْکَ بِعَمَلٍ وَ لا شُکْرٍ، وَ خَلَقْتَني وَ لَمْاَکُ شَيْئاً، سَوَّيْتَ خَلْقي وَ صَوَّرْتَني فَاَحْسَنْتَ صُورَتي وَ غَذَوْتَني بِرِزْقِکَ جَنيناً وَ غَذَوْتَني بِهِ کَبيراً، وَ نَقَلْتَني مِنْ حالِ ضَعْفٍ اِلي حالِ قُوَّةٍ، وَ مِنْ حالِ جَهْلٍ اِلي حالِ عِلْمٍ، وَ مِنْ حالِ فَقْرٍ اِلي حالِ غِني.