دعاؤه في تحميد الله و الصلاة علي نبيه















دعاؤه في تحميد الله و الصلاة علي نبيه



اَلْحَمْدُ لِلَّهِ بِکُلِّ ما حَمِدَهُ بِهِ اَدْني مَلائِکَتِهِ اِلَيْهِ، وَ اَکْرَمُ خَلْقِهِ عَلَيْهِ، وَ اَرْضي حامِديهِ لَدَيْهِ حَمْداً يَفْضُلُ سائِرَ الْحَمْدِ، کَفَضْلِ رَبِّنا جَلَّ جَلالُهُ عَلي جَميعِ خَلْقِهِ.

ثُمَّ لَهُ الْحَمْدُ مَکانَ کُلِّ نِعْمَةٍ لَهُ عَلَيْنا، وَ عَلي جَميعِ عِبادِهِ الْماضينَ وَ الْباقينَ، عَدَدَ ما اَحاطَ بِهِ عِلْمُهُ، وَ مِنْ جَميعِ الْاَشْياءِ اَضْعافاً مُضاعَفَةً، اَبَداً سَرْمَداً اِلي يَوْمِ الْقِيامَةِ حَمْداً لا غايَةَ لِحَدِّهِ، وَ لا حِسابَ لِعَدِّهِ، وَ لا مَبْلَغَ لِاِعْدادِهِ،وَ لاَانْقِطاعَ لِاَمَدِهِ.

حَمْداً يَکُونُ وُصْلَةً اِلي طاعَتِهِ، وَ سَبَباً اِلي رِضْوانِهِ، وَ ذَريعَةً اِلي مَغْفِرَتِهِ، وَ طَريقاً اِلي جَنَّتِهِ، وَ خَفيراً مِنْ نَقِمَتِهِ، وَ اَمْناً مِنْ غَضَبِهِ، وَ ظَهيراً عَلي طاعَتِهِ، وَ حاجِزاً عَنْ مَعْصِيَتِهِ، وَ عَوْناً عَلي تَأْدِيَةِ حَقِّهِ وَ وَظائِفِهِ، حَمْداً نَسْعَدُ بِهِ فِي السُّعَداءِ مِنْ اَوْلِيائِهِ، وَ نَنْتَظِمُ بِهِ في نِظامِ الشُّهَداءِ بِسُيُوفِ اَعْدائِهِ.

وَ الْحَمْدُلِلَّهِ الَّذي مَنَّ عَلَيْنا بِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ الِه دُونَ الْاُمَمِ الْماضِيَةِ، وَ الْقُرُونِ السَّالِفَةِ، بِقُدْرَتِهِ الَّتي لاتَعْجِزُ عَنْ شَيْ‏ءٍ وَ اِنْ عَظُمَ، وَ لايَفُوتُها شَيْ‏ءٌ وَ اِنْ لَطُفَ.

اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلي مُحَمَّدٍ، اَمينِکَ عَلي وَحْيکَ، وَ نَجيبِکَ مِنْ خَلْقِکَ، وَ صَفِيِّکَ مِنْ عِبادِکَ، اِمامِ الرَّحْمَةِ، وَ قائِدِ الْخَيْرِ، وَ مِفْتاحِ الْبَرَکَةِ، کَما نَصَبَ لِاَمْرِکَ نَفْسَهُ، وَ عَرَّضَ فيکَ لِلْمَکْرُوهِ بَدَنَهُ، وَ کاشَفَ فِي الدُّعاءِ اِلَيْکَ حامَّتَهُ، وَ حارَبَ في رِضاکَ اُسْرَتَهُ، وَ قَطَعَ في نُصْرَةِ دينِکَ رَحِمَهُ.

وَ اَقْصيَ الْأَدْنَيْنَ عَلي عُنُودِهِمْ عَنْکَ، وَ قَرَّبَ الْاَقْصَيْنَ عَليَ اسْتِجابَتِهِمْ لَکَ، وَ والي فيکَ الْاَبْعَدينَ، وَ عانَدَ فيکَ الْاَقْرَبينَ، وَ أَدْأَبَ نَفْسَهُ في تَبْليغِ رِسالَتِکَ، وَ اَتْعَبَها فِي الدُّعاءِ اِلي مِلَّتِکَ، وَ شَغَلَها بِالنُّصْحِ لِاَهْلِ دَعْوَتِکَ.

وَ هاجَرَ اِلي بِلادِ الْغُرْبَةِ وَ مَحَلِّ النَّأْيِ عَنْ مَوْطِنِ رَحْلِهِ، وَ مَوْضِعِ رِجْلِهِ، وَ مَسْقَطِ رَأْسِهِ، وَ مَأْنَسِ نَفْسِهِ، اِرادَةً مِنْهُ لِاِعْزازِ دينِکَ، وَ اسْتِنْصاراً عَلي اَهْلِ الْکُفْرِ بِکَ، حَتَّي اسْتَتَبَّ لَهُ ما حاوَلَ في اَعْدائِکَ، وَ اسْتَتَمَّ لَهُ ما دَبَّرَ في‏اَوْلِيائِکَ.

فَنَهَدَ اِلَي الْمُشْرِکينَ بِکَ، مُسْتَفْتِحاً بِعَوْنِکَ وَ مُتَقَوِّياً عَلي ضَعْفِهِ بِنَصْرِکَ، فَغَزاهُمْ في عُقْرِ دِيارِهِمْ، وَ هَجَمَ عَلَيْهِمْ في بُحْبُوحَةِ قَرارِهِمْ، حَتّي ظَهَرَ اَمْرُکَ وَ عَلَتْ حِکْمَتُکَ وَ قَدْ کَرِهَ الْمُشْرِکُونَ.

اَللَّهُمَّ فَارْفَعْهُ - بِما کَدَحَ فيکَ - اِلَي الدَّرَجَةِ الْعُلْيا في جَنَّتِکَ، حَتّي لايُساوي في مَنْزِلَةٍ، وَ لايُکافَاَ في مَرْتَبَةٍ، وَ لايُوازِيَهُ لَدَيْکَ مَلَکٌ مُقَرَّبٌ، وَ لا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَ عَرِّفْهُ في اُمَّتِهِ مِنْ حُسْنِ الشَّفاعَةِ اَجَلَّ ما وَعَدْتَهُ، يا نافِذَ الْعِدَةِ، يا وافِيَ الْقَوْلِ، يا مُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ بِاَضْعافِها مِنَ الْحَسَناتِ، اِنَّکَ ذُوالْفَضْلِ الْعَظيمِ.