الوالي و الرشوه
اما بعد يا ابن حنيف، فقد بلغني ان رجلا من فتيه اهل البصره [صفحه 166] دعاک الي مادبه فاسرعت اليها تستطاب لک الالوان و تنقل اليک الجفان[1] و ما ظننت انک تجيب الي طعام قوم عائلهم مجفو[2] و غنيهم مدعو. الا و ان امامکم قد اکتفي من دنياه بطمريه[3]، و من طعمه بقرصيه! الا و انکم لا تقدرون علي ذلک، ولکن اعينوني بورع و اجتهاد، و عفه و سداد. فوالله ما کنزت من دنياکم تبرا، و لا ادخرت من غنائمها وفرا، و لا اعددت لبالي ثوبي طمرا، و لا حزت من ارضها شبرا. و لو شئت لاهتديت الطريق الي مصفي هذا العسل و لباب هذا القمح و نسائج هذا القز، ولکن هيهات ان يغلبني هواي، و يقودني جشعي الي تخير الاطعمه و لعل بالحجاز او اليمامه من لا طمع له في القرص[4] و لا عهد له بالشبع! اوابيت مبطانا و حولي بطون غرثي و اکباد حري[5] ؟ او اقنع من نفسي بان يقال اميرالمومنين و لا اشارکهم في مکاره الدهر!؟ و کاني بقائلکم يقول: «اذا کان هذا قوت ابن ابيطالب فقد قعد به الضعف عن قتال الاقران و منازله الشجعان؟» الا و ان الشجره البريه اصلب عودا، و الروائع الخضره ارق جلودا، و النباتات البدويه اقوي وقودا و ابطا خمودا! و الله لو تظاهرت العرب علي قتالي لما وليت عنها! [صفحه 167]
من کتاب له الي عثمان بن حنيف الانصاري، و هو عامله علي البصره، و قد بلغه انه دعي الي وليمه قوم من اهلها فمضي اليها:
صفحه 166، 167.